حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صورة الفنان الشهيد "ناجي العلي" السينمائية

بشار إبراهيم

في الثاني والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1987 تعرَّض الفنان الفلسطيني؛ رسام الكاريكاتير الأشهر: "ناجي العلي" لمحاولة اغتيال في لندن، أفضت بعد أكثر من شهر ونيف على محاولات إنقاذه، إلى استشهاده في التاسع والعشرين من شهر آب/ أغسطس، من العام نفسه!..

شاء الفنان "ناجي العلي" أن يكون فناناً نقدياً تجاه الذات الفلسطينية، ينبّه من خلال رسوماته إلى مواضع الخلل، ويفضح مكامن الضعف والعطب فيها.. "ناجي العلي" الذي تفتحت مداركه على كارثة النكبة الفلسطينية؛ على الطرد واللجوء وذلّ العيش في المخيمات، لم يكن بحاجة إلى أية تنظيرات ليعي حقيقة أنه من قرية «الشجرة» الفلسطينية الجليلية، وليعرف أن محتلاً صهيونياً طرده منها، دون أدنى وجه حق، وأن وجوده في مخيم «عين الحلوة» جوار "صيدا" ما هو إلا وجود قسري، طارئ، مرفوض، حتى تتحقق العودة إلى قريته «الشجرة»، ووطنه فلسطين.

وعي الفتى "ناجي العلي"، الفطري، البدئي، والأوّلي هذا، كان يحتاج لطريقة تعبير إبداعية، سرعان ما اكتشفها في قدرته على الرسم، إذ وجد أن أصابعه تتقن تكوين الرسومات المعبِّرة عن الحال التي هو وشعبه فيها، فكانت جدران المخيم مرسمه الأول. ورغم أن سنوات الدراسة الأولى، وضرورات الحاجة والعمل، حاولت النأي به عن مجال الرسم، حيث كان أن درس الميكانيك، وذهب إلى الخليج العربي للعمل، إلا أن ثمة من العوامل ما دفعه للعودة إلى بيروت، والتفرغ للعمل الفني، الذي أصبح وسيلته في العيش، والنضال، والمجابهة، والتعبير.. وبدأ من خلال ذلك يؤسِّس لحضور ظاهرة فنية، نقدية، تعبر عن ذاتها من خلال الرسوم الكاريكاتورية، يمكن تسميتها ظاهرة «ناجي العلي» خاصة بعد أن توصل إلى خلق شخصية «حنظلة» الذي قال "ناجي العلي" محقاً إن «حنظلة سيبقى بعده، وسيخلد ويخلده معه»..

وبمقدار ما قام «حنظلة» بتخليد مبدعه "ناجي العلي"، فإن السينما حاولت شيئاً في هذا الصدد!..
هنا محاولة للإطلالة على ما حاولته السينما بصدد صورة الفنان الشهيد "ناجي العلي":

«مسيرة الاستسلام».. الكاريكاتير شاهداً..

في لحظة مبكرة من العام 1981، قام المخرج العراقي المتميز محمد توفيق، بالانتباه إلى أن رسوم "ناجي العلي" الكاريكاتيرية تستطيع أن تكون مرتكزاً لبناء فيلمي سينمائي، يستطيع التعبير عن مفردات الحال السياسي؛ الأحداث والمواقف والمتغيرات والسياقات، في وقت غنيّ بالتحولات، حافل بالمتغيرات، فكان أن أنجز فيلماً وثائقياً قصيراً (مدته 15 دقيقة)، جاء بعنوان «مسيرة الاستسلام»، حققه لصالح «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين»، وفيه يقوم المخرج محمد توفيق برصد الأحداث السياسية التي حصلت ما بين العامين 1973، و1979، أي ما بين حرب تشرين أول/ أوكتوبر، «التحريرية»، واتفاقيات كامب ديفيد، «الاستسلامية»!...

من خلال إعادة بناء الرسومات الكاريكاتيرية، التي أنجزها "ناجي العلي"، يقوم فيلم «مسيرة الاستسلام» لـ /محمد توفيق، بإعادة قراءة تلك المرحلة من خلال منظور سياسي محدد، هو ذاك المنظور الذي بنته تلك الرسومات، بما امتلكته من مواقف واضحة ومحددة.. وسيستعين الفيلم بالمغني «عدلي فخري»، الذي كان أحد أبرز الفنانين المصريين الذين انتموا إلى خط معارضة الرئيس المصري محمد أنور السادات، وسياساته، وصرف عمره في النشيد للثورة ضد كامب ديفيد، ومسيرة الاستسلام.

فيلم «مسيرة الاستسلام»، محاولة سينمائية مبكرة للتعامل مع الفنان "ناجي العلي"، ورسوماته، وسيبقى للمخرج/ محمد توفيق شرف المبادرة الفكرية، كما البراعة الفنية في التعامل مع هذا الفنان الظاهرة، الذي سيتحول بعد سنوات إلى حالة شعبية عامة، كان المخرج محمد توفيق الأسبق في إلتقاطها، والتعامل معها، وإبرازها سينمائياً..

«ناجي العلي».. رؤية درامية..

وفي العام 1992، وبمبادرة من السيد: وليد الحسيني- الصحفي اللبناني المعروف- مدعوماً بتمويل ليبي، قام من خلال مجلته «فنّ»، وبالتعاون مع شركة الإنتاج السينمائي «N.B» التي يمتلكها الفنان "نور الشريف"، على إنجاز فيلم روائي طويل، حمل إسم «ناجي العلي»، إنتاجاً مشتركاً أيضاً، حيث أن الفيلم اعتمد على الطاقات الفنية المصرية، فكتب القصة والسيناريو للفيلم السيناريست المصري المعروف "بشير الديك"، وأخرجه الفنان المخرج المصري/ عاطف الطيب، وقام بأداء الأدوار نخبة من الممثلين العرب، من أبرزهم: «ليلى جبر، وسليم كلاس من سوريا، وأحمد الزين، وتقلا شمعون، ورفيق أحمد علي من لبنان، ومحمود الجندي من مصر» وفي مقدمتهم بالطبع الفنان المصري المعروف "نور الشريف" الذي أدَّى دور الفنان "ناجي العلي"..

في البداية، لا بد من الإنتباه إلى أن المخرج المصري/ عاطف الطيب هو من الفنانين المصريين المعروفين بمواقفهم الجريئة والشجاعة، التي تنتمي إلى روح حرب تشرين/ أكتوبر، والمقاومة الشعبية المصرية، والروح النقدية السياسية الاجتماعية.. وعلى هذا، فإن فيلم «ناجي العلي» لم يأت خارج السياق العام للسينما التي حققها المخرج/ عاطف الطيب، على الرغم من أن "عاطف الطيب" لم يكن في أفضل أحواله الفنية في هذا الفيلم، كما أن السيناريست البارع "بشير الديك" لم يكن في أفضل أحواله، أيضاً!.. وربما يمكننا أن نعزو أسباب ذلك إلى طغيان شخصية "ناجي العلي"، وصعوبة الارتقاء إلى تجسيد معادلاتها الفنية والدرامية، إذ أنها تبقى شخصية أكثر درامية في واقعها المشخص مما يمكن لكاتب، أو لمخرج، أن يعيد تجسيدها.

لقد أثار هذا الفيلم، وما زال، الكثير من الاعتراضات، لأسباب فنية، كما لأسباب تتعلَّق بمضمونه، إذ أنه يحمل إشارات اتهامية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحميلها مسؤولية قتل "ناجي العلي"، في الوقت ذاته جوبه الفيلم باعتراضات مصرية، وصلت إلى الدرجة التي طالب البعض، وفيهم بعض من الفنانين والنقاد المصريين، بمنع عرض الفيلم، على اعتبار أنه حمل روحاً ومواقف نقدية واضحة ضد السياسة الرسمية المصرية، كما اعترض البعض على شخصية الشاب المصري، التي أداها الفنان "محمود الجندي" في الفيلم، وهو مما يدل على مدى الضيق الذي يحيق بالبعض، حتى من الكتاب والنقاد السينمائيين، والرسميين من الشخصيات، سواء من الفنانين المبدعين، أو من رجال السياسة.. أولئك الذين سرعان ما ينكفئون إلى إقليميتهم الضيقة، والانتصار لها، بفجاجة..

يختار الفيلم القفز بين العديد من المحطات التي مرّ بها "ناجي العلي"، في حياته الشخصية، أو المحطات المؤثرة في حياة شعبه الفلسطيني، في نكبته المستمرة، منذ العام 1948 وصولاً إلى نهايات الثمانينيات من القرن العشرين، حينما لاقى "ناجي العلي" حتفه غيلة..

ويعتمد الفيلم بنية سردية استذكارية واسترجاعية، إذ يبدأ منذ لحظة الاغتيال قبيل نهاية تموز العام 1987، في لندن، ويقوم بالعودة خلفاً (فلاش باك)، لسرد ما يراه، وينتخبه، من أحداث استغرقت قرابة الخمسين عاماً، هي العمر الذي صرفه ناجي العلي ما بين فلسطين، وطنه الأصلي، الذي طُرد منه، ولبنان البلد الذي لجأ إليه، والكويت حيث ذهب للعمل، وبريطانيا حيث كانت نهايته في قبر مهجور بارد، في مدينة الضباب!..

لم يحقق فيلم «ناجي العلي» للمخرج/ عاطف الطيب النجاح الفني اللائق، أو المطلوب، ولكنه يبقى في كافة الأحوال محاولة جادّة ونزيهة لإنشاء وثيقة سينمائيّة حول واحد من أهم العلامات البارزة فنياً، في مجال رسم الكاريكاتير العربي، وربما العالمي، كما هو وثيقة درامية بصدد فنان أراد أن يكون معبراً عن قضيته، وقضية شعبه، ومضى إلى آخر شوط التحدي، حتى لو كانت نهايته القتل غيلة، جهاراً نهاراً.. وبدم فظيع البرود.

ناجي العلي.. فنان ذو رؤيا

ومن جهته قام المخرج العراقي المثقف/ قاسم عبد، بإنجاز فيلم تسجيلي طويل (مدته 52 دقيقة)، في العام 1999، يتحدث فيه عن الفنان "ناجي العلي"، ولقد جاء الفيلم بعنوان مباشر هو «ناجي العلي: فنان ذو رؤيا» بما يوحي أن الفيلم يريد التأكيد على أن الفنان ناجي العلي هو من الفنانين الذين يمتلكون رؤية فنية جسدها من خلال خلقه لمدرسة فنية في مجال رسوم الكاريكاتير، حققت له المكانة العالمية المرموقة على المستوى الفني، الأمر الذي وضعه على رأس قائمة رسامي الكاريكاتير في العالم، وأصبح المنهج الذي اتبعه ناجي العلي في الرسم الكاريكاتيري مدرسة لها أسهها وقوانينها، وتكاد لا تنافس.. تماماً كما كان صاحب رؤية على المستوى الوطني والقومي، يذهب بكل الجرأة والشجاعة إلى المواقف ذات الحدّ الأقصى، حيث لا مهادنة ولا مناورة ولا مجاملة!..

وعلى المستوى الإنساني يكشف الفيلم عن الرؤية الفذة، التي كانت تعتمل في وجدان الفنان الإنسان "ناجي العلي"، الذي بقي إلى آخر لحظاته إنساناً بكل معنى الكلمة.. إنساناً ينتمي إلى الناس البسطاء والفقراء، الناس العاديين، في أدنى تفاصيلهم الحياتية اليومية.. لقد انتمى "ناجي العلي" إلى فاطمة وأبي العبد، وكل من يشبههم، وبقي وفياً لأبناء المخيم الفلسطيني، يعيش معهم ولهم، ولم يتخلَّ لحظة عن أحلامهم ومطامحهم في العودة إلى بيوتهم وديارهم.. ولعل هذا هو سبب اغتياله!..

مات "ناجي العلي" تماماً، كما يليق ببطل.. وتماماً، كما يليق بفنان وهب إبداعه لقول الحق، مهما كان الثمن.

الجزيرة الوثائقية في

31/07/2011

 

أفلام سوريّة جديدة في قائمة الإنتظار..

فجر يعقوب  

فيما تراجع القطاع الخاص السوري في ظل الأزمة القائمة عن مجرد التفكير بإطلاق فيلم سينمائي جديد، متجاهلا معظم وعوده السابقة عن كرة الثلج السينمائية السورية التي تكبر، وبدا معها وكأنه في سبات اختياري، طيع، ومقبول من الجميع، طالما أن ليس لديه حتى هاجس تسويق منتج لا يقع عليه أصلا، كما هو حال تسعة وعشرين مسلسلا سوريا، ينتظر أصحابها ومنتجوها أن يحجزوا لها أمكنتها على الفضائيات العربية، التي تبدو متمهلة حتى اللحظة في اختيار بعضها أو معظمها كما تفترض الدورة الرمضانية المقبلة.

وماعدا ظهور فيلم (القرار) للمخرج/ فيصل بني المرجة في مرحلة سابقة، أقله منذ نشوب الأزمة، فإنه ليس هناك في جعبة هذا القطاع، ما يفيد ويجدي في هذه المرحلة الصعبة.

في المقابل، وعلى جبهة القطاع الحكومي، تبدو السينما السورية – ظاهريا – في حال أحسن، فحاليا، وبنفس الوقت تدور كاميرا فيلمين روائيين طويلين، هما (العاشق) لعبد اللطيف عبد الحميد، و(هوى) لواحة الراهب، فيما سافر المخرج/  غسان شميط إلى أوكرانيا لتنفيذ مشهد العاصفة البحرية هناك بصبحة تقنيين وفنيين أوكرانيين كانوا حضروا إلى مدينة "اللاذقية" السورية وشهدوا تصوير معظم أحداث الفيلم في وقت سابق.

الأفلام الثلاثة هي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في دمشق، واثنان منهما ينتميان إلى الأفلام المقتبسة عن الأدب، والثالث كما يمكن أن يفترض أي قارئ هنا يعود إلى عبد الحميد، الذي لا يتوقف عن كتابة أفلامه هو بنفسه، منذ أن دأب على إخراجها بعد تخرجه من موسكو.

وقد لا يجد المشاهد أو القارئ عناء في معرفة ذلك؛ فـ "عبد الحميد" يعود هذه المرة إلى سيرته بفيلمه الجديد مع تقدير أنه يمكنها أن تحاكي سيرته الذاتية في مكان ما، وأن تحاكي سير آخرين في أمكنة أخرى، فإنه أي "عبد اللطيف" قد لا يخرج عن حظوظ السياقات الروائية التي عهدناها عنده، بما يكفي القول إنه لا يشذ عن قاعدة أفلامه السابقة، حين قام بكتابتها وإخراجها، وإن لجأ إلى إستشارات فنية وجد فيها ضالته – سينمائيا – عند "حسن سامي اليوسف".

في فيلم (هوى) تبدو الصورة مقلوبة تماما، فنحن هنا نقف على رواية للكاتبة السورية "هيفاء بيطار"..رواية ضخمة تقول عنها الراهب في مكان آخر؛ ربما لم تكن حظوظها السينمائية واضحة بالمقدار نفسه الذي تطلبته عملية تحويلها إلى نص سينمائي مكتمل، بكتابة من "رياض نعسان آغا".

الرواية في خطوطها الأساسية تملك معنى ومبنى تلفزيونيين واضحين، وربما هذا أعاق المخرجة السورية  في عملها الروائي الثاني، من تحويرها بالمعنى السينمائي الذي جنحت إليه في معالجتها لها؛ ما يقال في هذا السطور يبدو مناسبا تأجيله إلى حين الانتهاء من الفيلم، فليس كل ما يرشح من الرواية الأدبية مناسب لأخذه إطارا عاما لفيلم ما يزال في طور تصويره، فقد تنحو الراهب فيه نحوا مناسبا، فهي حين تقول إنها أمكنت نفسها من كل كلمة وردت فيها، حتى أنها وجدت بعض ضالتها في كلمات شكلت مفاتيح هامة في قراءتها، بما يكفل تحقيق  فيلم روائي مقتبس عن رواية أدبية سورية، ربما تخفف من سوء الاقتباسات والمعالجات السينمائية السابقة لروايات أخرى مثل (حسيبة) للروائي خيري الذهبي، مع أنها واحدة من أفضل أعماله الأدبية، وغيرها بالطبع من روايات آثرت المؤسسة العامة للسينما أن تقتنيها في أوقات سابقة ولم يسعفها الحظ  بأن تشكل قفزة في هذا الفراغ الأدبي المحيط بالسينما السورية ما يدفع إلى القول إن المشكلة تكمن في اختيار هذه الأعمال لتشكل قاعدة لأفلام جديدة، لا ينجو منها إلا كل من وضع قاعدة خاصة بفيلمه لا تشذ بدورها عن قاعدة سينما المؤلف حيث يجد المخرج خيارات أفضل كتابيا وإخراجيا، وهذا ما لم يتحقق لروايات سورية جيدة، يمكن بالتالي اقتباسها والعمل عليها لترى النور على الشاشة الكبيرة.

في المقابل يجيء فيلم (الشراع والعاصفة) لـ/غسان شميط، المقتبس عن رواية للأديب السوري "حنا مينة" ليشكل ميلانا في القاعدة الإنتاجية المتبعة هذا العام نحو الأدب بما يكرسها، وإن تردد أخيرا أن المؤسسة رفضت مشروع سيناريو عن رواية (الأبدية ويوم) للكاتب السوري "عادل محمود" تقدم به المخرج/ ريمون بطرس. كتب سيناريو فيلم (الشراع والعاصفة)  "وفيق يوسف"، ليشكل خروجا عن القاعدة،  من حيث الشكل على الأقل إلى حين الانتهاء من تصوير مشهد العاصفة البحرية المكلف في استوديوهات مدينة "يالطا" المطلة على البحر الأسود، وهو ربما يكون المشهد الأكثر كلفة في تاريخ السينما السورية (عشرة ملايين ليرة سورية)، وهو ما دفع المخرج "شميط" للقول في وقت سابق، إنه سيتوخى الحرص في خياراته المستقبلية، على أن لا يقع على قصص وروايات تجيء على كلفة عالية، لا يمكن للسينما السورية في ظروفها الحالية أن تنهض بها، إذ سبق للفيلم أن تأجل تصويره مدة عامين، بسبب هذه العاصفة، التي هبت واحدة أقل منها شأنا على ديكورات الفيلم في مدينة اللاذقية واقتلعت ديكورات ضخمة تقدر بالأطنان، ما دفع "شميط" إلى التفكير مليا، والاستنتاج أن لا إمكانيات في ظل الظروف الحالية لإنجاز كل ما يفكر فيه المرء، فالعواصف البحرية تتطلب قدرات وإمكانات غير متوفرة، وبالتالي يصبح الاستغناء عنها هو القاعدة الذهبية، لا الإستثناء.

إذن، نحن نقف في المعمار السينمائي السوري الجديد أمام ثلاثة أفلام حتى اللحظة، جميعها كما أسلفنا من إنتاج القطاع العام السوري، وبإنتظار أن يفرج القطاع الخاص عن مفاجآت لا تبدو في الأفق على أية حال، فقد انكمشت كرة الثلج لديه، ولم يعد بوسعها أن تتدحرج صعودا أو هبوطا، بإنتظار أن تحل سيور الأزمة الناشبة حاليا، فليس مضمونا في مثل هذه الحالة إذكاء نار رأس المال المعقود لهذه المهمة الصعبة، والأهم من كل ذلك، هو أن تفكير القطاع الخاص بجدوى السينما السورية الجديدة، لم يزل بمرحلة فطام معلول ونهي ليس بوسع القائمين عليه الإلتفاف من حوله وعليه ليسهموا مع الجميع بانتشال هذه السينما، كما يفترض، وتفترض الأزمة التي ترخي بظلالها على الأفلام التي تصور حاليا من دون أن يعني ذلك أن ثمة مساحة لها فيها.

تجدر الإشارة هنا في المقلب الآخر إلى أن الممثل السوري "نضال سيجري" قام أخيرا بإخراج فيلم تلفزيوني بعنوان (طعم الليمون)، عن فكرة لـ/ حاتم علي تعرض لزيارة "أنجلينا جولي" لسورية في أوقات سابقة، وسيناريو "رافي وهبي"، وهو من إنتاج الهيئة العامة للإنتاج في التلفزيون السوري، وقد بدأت عروضه الجماهيرية مؤخرا في صالات كندي السورية، ما يدفع إلى  القول إننا نقف هنا في الوسط أمام هوية ملتبسة لفيلم جديد، يقول عنه صاحبه إنه فيلم تلفزيوني، ولكنه يعرض في صالات سينمائية.

على أية حال مشاهدة واحدة للفيلم ستكفي لحسم مسألة الهوية، وإن بدا أن هذا الأمر لا يشغل كثيرا بال صاحبه "سيجري".

الجزيرة الوثائقية في

31/07/2011

 

حين يتبنى المجتمع المدني بخريبكة مهرجانه السينمائي

أحمد بوغابة - المغرب 

نجح مهرجان السينما الإفريقية بـ "خريبكة" في حلته الجديدة، باقتلاع الأعشاب السامة التي كانت تلتصق به في الماضي فتسيء إليه أكثر مما تخدمه حيث نفضها عنه واغتسل منها ولم يعد يسمح لكل ما من شأنه الإساءة لتاريخه. لقد دخلت هذه التظاهرة - خاصة بعد أن تأطرت بمؤسسة قائمة الذات - في احترافية شاملة تهم مختلف مكوناته (أنظر مقال لنا في الموضوع نُشر في موقع الجزيرة الوثائقية قبل أسبوعين).

لقد تأكدت ساكنة المدينة ونواحيها، واقتنعت بالواقع الملموس والمحسوس، بمناسبة الدورة الرابعة عشرة، أن هذه التظاهرة التي أسسها الأستاذ "نور الدين الصايل" لن يقودها إلى برّ أمان السينما إلا هو نفسه كقائد لشبكة من الأطر المحلية، لأنه ليس من السهل أن تقود تاريخا شائكا وأشخاص من مرجعيات مختلفة ليلتقي الجميع حول هدف واحد هو إنجاح المهرجان كضرورة حتمية، حتى أصبح كل فرد يعتبر نجاح المهرجان هو نجاحه الشخصي، فتراكمت النجاحات الفردية ليصبح نجاحا جماعيا وهو ما أسعدنا، فعدنا إليه بنفس الحماس الذي كنا نملكه في دوراته الأولى. يمكن القول بأننا استرجعنا تظاهرة ذات قيمة معنوية هائلة بعد أن كدنا نفقدها بسبب ممارسات غير سينمائية لأشخاص لا علاقة لهم بالسينما بل وظيفتهم تحدد تخصصهم في الدعم وليس غيره.

وهذا النجاح الجماعي، ساهم فيه أيضا بكثافة جمهور المدينة سواء في القاعة الرسمية للعروض أو في الفضاءات الأخرى التي تحتفل بالسينما الإفريقية وكذا خلال عروض الأفلام المغربية الموازية للتظاهرة.

جمعية أصدقاء مهرجان السينما الإفريقية بـ "خريبكة"

دفعت هذه النقلة النوعية الإيجابية لمهرجان السينما الإفريقية، منذ دوراته الثلاث الأخيرة، بمجموعة من أبناء المدينة الذين واكبوا هذا المهرجان منذ سنوات مراهقتهم، بتوجيه دعوة مفتوحة في بلاغ وجهوه إلى جميع عشاق السينما المحليين، وكل من يرى في نفسه أهلا للمشاركة في تأسيس هيئة تحت إسم "جمعية أصدقاء مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة". الغرض الأساسي منها هو دعم مهرجان السينما الإفريقية بكل ما يتطلب ذلك تطوعيا وعن طيب خاطر. إن تفاعل المجتمع المدني المحلي بالمدينة مع مهرجان يُقام في أحضانه ينبئ بمستقبل جد منير ومنفتح على السينما والحداثة الفكرية والتنظيم الفعال. ولا شك أن هذه الجمعية ستكون السند الأساسي للمهرجان وعُمقها الاستراتيجي كما هو الحال دائما مع النادي السينمائي المحلي لمدينة "خريبكة" منذ انطلاقه ومازال يرافقه إلى الآن في كل خطوة جديدة يقدم عليها.

تلقى المهرجان ومؤسسته، طيلة مدة إقامته، دعما من لدن كثير من الفنانين المغاربة بالحضور الجسدي والمعنوي والفني من خلال لقاءاتهم المباشرة مع الحضور إذ بعضهم فضل "خريبكة" على تظاهرات أخرى نظرا لما تتميز به وغير متوفر في التظاهرات الأخرى نخص الاحترافية بالأساس. لا يمكن مقارنة تظاهرة احترافية كمهرجان السينما الإفريقية بـ "خريبكة" بأخرى يغلب عليها الطابع الهاوي والارتجال أو الاسترزاق. كما أن الأسماء الإفريقية من جهة، والمغاربية (تونس والجزائر) من جهة أخرى، كانت هي أيضا حاضرة بقوة وعادت إلى بلدانها بحصيلة إيجابية من الجوائز والأفكار والعلاقات المهنية. وعليه فالمهرجان مثمر بالنسبة لكثيرين منهم.

تبين بالملموس، خاصة في دورة هذه السنة التي اختتمت فعالياتها يوم السبت 23 يوليوز / تموز 2011، أن المهرجان لعب دورا فعالا في تفعيل الاتفاقيات المُبرمة بين المغرب وبعض الأقطار الإفريقية في مجال الإنتاج التي كانت مُجمدة من قبل بدون مبرر إذ لم تعد حاليا حبرا على ورق بل انتقلت إلى ترجمة مرئية من خلال مجموعة من الأفلام. لقد لاحظنا أن أربعة أفلام إفريقية جنوب الصحراء (المشاركة في المسابقة الرسمية) قد ساهم المغرب في إنتاجها بخدمات فنية وتقنية ولوجيستيكية وبالتالي فقد تجاوز حدوده الجغرافية في أقصى شمال إفريقيا ليتفاعل مع السينما الإفريقية ويؤكد على تعاونه "جنوب – جنوب". وقد أكد على ذلك رئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية والمدير العام للمركز السينمائي المغربي في كلمته يوم الاختتام - خلال تكريم المخرج البوركينابي إدريسا وودراوغو - بوقوف المغرب إلى جانب مشاريعه التي لم يتمكن من تحقيقها منذ أزيد من 7 سنين رغم أن أفلامه جميعها تقريبا حاصلة على جوائز منها جائزة لجنة التحكيم بمهرجان "كان" الفرنسي سنة 1990 عن فيلمه "تيلاي"، وكان قد حصل من قبل في سنة 1998 من نفس المهرجان على جائزة النقد عن فيلمه "يابا". وبعض الأفلام المعروضة في المهرجان تجمع فنانين وتقنيين من أقطار إفريقية مختلفة فتذوب الحدود الوهمية بفضل الفن السابع. كما شارك الممثل التونسي "هشام رستم" في بطولة الفيلم المغربي "الوتر الخامس".
كما يتم التفكير، أيضا، بين السينمائيين الأفارقة لعقد المؤتمر القادم للفدرالية الإفريقية للسينمائيين على أرض المغرب ليصبح - ربما - هو المقر الدائم لهذه المؤسسة حسب ما علمناه من مصادر إفريقية. فلماذا لا تحتضن مدينة "خريبكة" ذاتها هذا المقر وتصبح ملتقى للسينمائيين الأفارقة وموقع اجتماعاتهم وسيكون له تأثير مباشر على المهرجان والإنتاج المشترك وحتى التوزيع السينمائي إذا تحقق ذلك.

 إعادة النظر في الكتب.. وفي النشرة.. ولنا اقتراحات..

لكن للأسف، مازال المهرجان يجر معه بعض أثار الماضي الذي لم يتخلص منه كتلك الفقرة الروتينية للكتب التي لا ولم تأتِ بجديد سواء في مضمونها أو في شكل تقديمها وعرضها حيث تغيب عنها القراءات النقدية والتحليلية بل يغلب عليها طابع المجاملة الظاهر للعيان. نقترح على إدارة المهرجان إعادة النظر فيها بالقيام بنوع من الانتقاء والاختيار كما هو مع الأفلام. أو أن تشترط مثلا العلاقة مع موضوع المهرجان نفسه أو لأفلامه أو اختيار تيمة معينة عوض إقحام كل الإصدارات دون مراعاة مستواها، وهل تستحق كلها حقا الاحتفال بها في تظاهرة من حجم مهرجان السينما الإفريقية؟ إن السؤال الذي ينبغي طرحه كما هو معمول به في العالم: ما هي الإضافة العلمية أو النقدية أو الثقافية لتلك الكتب في التظاهرة ولصالحها؟ كما ينبغي التفكير فيها مسبقا بالإعداد لها بالدراسة ليكون النقاش حولها مثمرا ومفيدا لصاحب الكتاب ولعموم الحاضرين والمتتبعين. وهذا الأسلوب سيسمح بالرقي بمستوى الكتابة في الإصدار عوض الاستهجان بهذه المسؤولية النبيلة والراقية.

يجرنا هذا الموضوع للحديث أيضا عن النشرة اليومية التي يصدرها المهرجان. فبقدر ما هي فكرة مهمة وصائبة للتواصل والإشهار بمحتويات المهرجان بقدر ما تُشكل وثيقة تاريخية للمستقبل. وبالتالي، لا ينبغي الاستسهال في العمل بها. وهذا ما يحدث للأسف، لأنها ضعيفة جدا في إخراجها وتحريرها وفي تبويبها إذ يتهيأ للقارئ أنها تُملأ بما هو موجود ومُتاح. وأن موادها غير مُفكر فيها مسبقا اعتمادا على خريطة للعمل توازي المهرجان أو من عمقه ضمن إستراتيجية لنشر إشعاعه. تبدو موادها وكأنها وُضعت لملأ البياض فقط. وحُررت عن عجل بدون مراجعة. ومتضاربة في ما بينها حيث لا يتم التفريق بين الأجناس الصحفية فيها. وكنت قد سطرت هذه الملاحظات في السنة الماضية. وأعيدها، هذه السنة أيضا، لعلها تجد من يقرأها ويسمعها ويستجيب لها ويدرك بأن النشرة ستبقى وثيقة ملتصقة بتاريخ المؤسسة والمهرجان ومن يتحمل مسؤوليتها. ينبغي التعامل بجدية مع النشرة اليومية بنفس مستوى التعامل مع الأفلام والضيوف والجمهور فلا تسيئوا بها للمهرجان، خاصة وأن بعض الضيوف يحتفظون بها ويحملونها معهم إلى أقطارهم فأعطوهم هدية جميلة في شكلها ومضمونها لأنها ذكرى من ذكريات العبور في خريبكة، فليكن ذلك العبور لحظة جميلة في شتى مكوناتها.

تبقى المناقشات الصباحية للأفلام، واللقاءات الليلية الموضوعاتية، من أهم لحظات المهرجان إلى جانب عروض الأفلام طبعا. إن اللقاءات الليلية جزء من مكون هذا المهرجان منذ كان مجرد ملتقى. فهو يتيح فرصة استثنائية للتداول السينمائي في جو حميمي بعيد عن الرسميات. ونشيد بأهمية الورشات التي هي متنفس فئة واسعة من الشباب حيث يتورط كثير منهم في عوالم فنون السينما باقتناع وإصرار على ربط علاقة دائمة بها

كما نقترح أيضا على إدارة المهرجان إعطاء الفرصة للفيلم القصير الإفريقي بالوجود والاحتفال به علما أن كثير من الأقطار لها تجارب مهمة نظرا للاستقلال الفني عند شبابها. وإعطاء كذلك فرصة للفيلم الوثائقي. لقد لمسنا، من خلال معاينة شخصية، أن الفيلم الوثائقي الإفريقي أكثر نضجا من الأفلام الروائية خاصة بعد انسحاب كثير من الأسماء التي صنعت مجد سينما القارة السمراء.

الجوائز: أهمها لشمال إفريقيا... 

يخصص مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة جوائز مالية مهمة والتي عرفت هذه السنة تتويج مصر بالجائزة الكبرى التي تحمل إسم المخرج السنغالي الراحل "عصمان سمبين" حسمت فيها لجنة رسمية ترأسها الكاتب والناقد مصطفى المسناوي، وجاءت نتائجها كالتالي:

الجائزة الكبرى للفيلم المصري "ستة. سبعة. ثمانية" للمخرج محمد دياب، كما حصلت ممثلته ناهد السباعي على جائزة ثاني دور نسائي

جائزة لجنة التحكيم للفيلم المغربي "الوتر الخامس" للمخرجة سلمى بركاش

جائزة أحسن إخراج ذهبت إلى المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار عن فيلمه "النخيل الجريح" وهو إنتاج مشترك مع الجزائر.

جائزة أفضل سيناريو كانت من نصيب المخرج الجزائري عبد الكريم بهلول عن فيلمه "سفر إلى الجزائر"
جائزة أول دور نسائي حصلت عليها الممثلة إيما لوحويس عن دورها في فيلم "الصديق المثالي" من ساحل العاج أخرجه أوييل برون. وعن نفس الفيلم حصل الممثل مايك دانون على جائزة أفضل دور رجالي
جائزة ثاني دور رجالي كانت للممثل إبراهيما سيرج بايلا عن دوره في فيلم "في انتظار التصويت" من بوركينا فاسو للمخرج ميسا هيبي.

كما نوهت لجنة التحكيم بالطفل لطفي صابر عن دوره في فيلم "ماجد" للمخرج المغربي نسيم عباسي. ونوهت أيضا بفيلم "خطوة إلى الأمام" للمخرج سيلفيستير أموسو من بنين.      

الجزيرة الوثائقية في

31/07/2011

 

فيلم "تقليد" "شير" فتاة موهوبة تبحث عن نجومية!!

فلاح كامل العزاوي 

فيلم (تقليد) كتبه وأخرجه (ستيفن انتين) وتم إنتاجه أواخر العام السابق 2010 وفيه يستعيد المخرج أجواء الأفلام الغنائية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

هذا الفيلم تم تصويره على غرار الفيلم الشهير (كباريه 1972) والذي أخرجه (بوب فوس) ومثلته (ليزا مانيلي ومايكل يورك).

يحكي الفيلم عن نادلة في النادي تدعى (آلي روز ـ كرستينا اغويليرا) والنادي هذا تملكه (تيس ـ مثلت الدور شير) ويقع في بلدة صغيرة في ضواحي المدينة!

وتعاني النادلة (آلي) من مشقة الدوام في  النادي وتعتبر ان أزياء العاملات في النادي غير لائقة وتتاح لها فرصة للغناء فيه (في صالة النادي) فتكشف عن موهبة فذّة وصوت جميل تملكه، وترتبط بصداقة مع راقصة مميزة تدعى (جورجيا ـ جوليان هون) ولكنها تعاني من منافسة شرسة من قبل المغنية (نيكي ـ كرستين بيل) وتتلقى دعماً من زميل موسيقي لها ومن مدير الصالة فتشق طريقها في عالم الغناء وتتخلص من عملها كنادلة في النادي البسيط.

وأعاد نجاحها في الغناء الحيوية الى صالة النادي الذي كانت الحركة فيه راكدة بعض الشيء، وجلب لها شهرة خاصة خارج حدود البلدة الصغيرة، وتحققت رغبتها الخفيّة في الوصول الى مدينة لوس انجلوس وهوليوود، حيث تجري عمليات صناعة النجوم في هذه المدن،  وهذا ما حدث حينما وصلت (آلي) الى الخبير في تنظيم الحفلات والعقود الفنية (ماركوس ـ مثله ايريك دان) الذي قدم لها عرضاً مغرياً، ويرتفع بها هذا العرض الى مصاف النجوم.

أخذ هذا الفيلم طابعه الموسيقي من خلال اشتراك سبعة موسيقيين في تأليف ألحانه  وثلاثة مؤلفين في كتابة الأغاني الخاصة بالفيلم ومنهم مخرج الفيلم (ستيفن انتين) وهو ايضا أول فيلم للفنانة الكبيرة المخضرمة (شير) بعد انقطاع دام سبع سنوات عن التمثيل للسينما، كما أنها فرصة لإبراز مواهب المطربة الشابة (كرستينا اغويليرا) بعد الانتقاد الشديد التي تعرضت له من النقاد والصحافة بعد القبلة الشهيرة بينها وبين مادونا وبريتني سبيرز ولكنها في هذا الفيلم ابرزت طاقاتها التمثيلية والغنائية، وكان اختيار المخرج (انتين) لها موفقاً بشكل أكبر.

الفيلم باختصار عن رحلة فتاة موهوبة تحاول ان تكتشف طريقها نحو النجومية وتنجح بتحقيق هدفها في النهاية، والفيلم من نوع الدراما الموسيقية.

الجزيرة الوثائقية في

31/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)