حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"في بيتنا رجل" بعد خمسين عاماً في الميدان شعب .. وفي كل بيت رجل

تقدمها: خيرية البشلاوي

منذ خمسين عاماً بالتمام والكمال عرض في القاهرة فيلم "في بيتنا رجل" "1961" من إخراج هنري بركات "1912  1997" عن قصة لإحسان عبدالقدوس "1919  1990" وسيناريو يوسف عيسي بالاشتراك مع المخرج.

أحداث هذا الفيلم تدور إبان شهر رمضان في مرحلة ما قبل ثورة 1952. وبطل الفيلم إبراهيم حمدي "عمر الشريف" ثائر يناضل ضمن خلايا المقاومة السرية ضد الاستعمار وضد الملك وحكومته المتواطئة مع الإنجليز ضد الشعب المصري.

الأسرة المصرية التي لجأ إليها إبراهيم بعد أن استطاع الهروب من قبضة الاعتقال. أسرة متوسطة تحمل جوهر الروح والتقاليد والحياة المصرية الأسرية. مثل ملايين الأسر التي شاركت في ثورة 2011. وإبراهيم نفسه لم تختلف قضيته وأهدافه عن أهم ما يطلبه شباب 25 يناير: حرية وكرامة إنسانية.

الثورة التي شاركت فيها حشود كبيرة جداًً من شباب الجامعة في بداية الفيلم "في بيتنا رجل" استحضرها المخرج بركات في مشاهد لافتة جداً وبعث مصري مدهش لروح الشباب الذين شاركوا فيها وهتفوا بسقوط العرش والإنجليز الذين احتلوا مصر قرابة سبعين عاماً وسلبوا كرامة المصريين.

الصور التشكيلية البديعة التي عبرت عن جرائم الانجليز وثورة المصريين ومنها ثورة عرابي استخدمها المخرج للتعبير عن الأسباب التي دعت المصريين للثورة وحركت مجاميع الشباب في الجامعة للاحتشاد مطالبين بالحرية. ودفعت إبراهيم حمدي لاغتيال عبدالرحيم باشا شكري رئيس الوزراء لأنه خائن.

ويمكن أن يصاب متفرج اليوم بالدهشة فعلاً عندما يستحضر بصرياً المشاهد الأولي في الفيلم. وبعد ذلك عندما يتأمل التحول السيكلوجي والسياسي لأسرة مصرية مسالمة بعيدة تماماً عن السياسة وترفض العنف. ولم تجد غضاضة في التعايش مع ظروف الواقع السياسي والاجتماعي حينئذ ثم بعد دخول إبراهيم حمدي إلي البيت أثناء مطاردة البوليس له. يتحول موقفها إلي جانب الشاب الثائر حيث يصحو إحساسها بالمسئولية الوطنية.

وكذلك يتحول الابن الأكبر "محيي" "حسن يوسف" من شاب بعيد كلية عن النشاطات السياسية إلي وطني يقف إلي جانب إبراهيم. ونفس الشيء يحدث لابن عمه عبدالحميد "رشدي أباظة" عبر نفس التجربة وإن اختلفت التفاصيل.. فالثورة ضد الظلم عندما يشتد الظلام مُعِدية. والشرارة الثورية يمكن أن تتحول إلي وهج غامر إذا وجدت من يساندها شعبياً.

المفارقة الصعبة

في "بيتنا رجل" فيلم عن ثورة ضد الاستعمار والملك والحكومة العميلة. وقد انتهت إلي ثورة فعلية عام 1952. والمفارقة المُحزنة والدالّة. أنه بعد خمسين سنة يحتشد الملايين من المصريين في ثورة ولكن ضد رئيس وطني شارك في حرب 1973. الحرب التي تدخل ضمن سلسلة من الحروب والصراعات ضد العدو الإسرائيلي. وياللدهشة لنفس الأسباب تقريباً أي الظلم والمهانة والتواطؤ مع العدو الصهيوني!!

بعد نصف قرن يمكن أن نقرأ فيلم "في بيتنا رجل" قراءة مختلفة تضيف أبعاداً تفجر طوفانا من النكد.
لا نستطيع القول الدارج ما أشبه اليوم بالبارحة ذلك لأن الأمس كان ضد استعمار واحتلال أجنبي بينما اليوم ضد احتلال واستعمار محلي. نظام اعتبر مصر ملكية خاصة وشعبها رعايا. بالأمس شكلت حادثة دنشواي التي عبرت عنها الصور التشكيكية في بداية فيلم بركات وإحسان عبدالقدوس. جريمة لا تقارن بالجرائم الوحشية المروعة التي ارتكبها جهاز أمن الدولة والحزب "الوطني" في حق أبناء هذا الشعب الذي لم تكتمل له ثورة. ولم يفرح فرحا حقيقيا بالتحرير ولا التنمية الفعلية ولا الكرامة الإنسانية لكل أبنائه.

الأجواء الحميمة التي رسمها هنري بركات في هذا الفيلم لأسرة زاهر "حسين رياض" وزوجته "ناهد سمير" وأبنائه محيي "حسن يوسف" ونوال "زبيدة ثروت" وسامية "زهرة العلا" وابن عمها عبدالحميد "رشدي أباظة" احتفظت بروحها الأصيلة وإن اعتراها تغييرات دراماتيكية تعكس المؤثرات العميقة التي نالت من سماحة نسبة كبيرة من الشعب المصري. وخلقت بؤراً من التوترات الطائفية. وصدامات أهلية لم تكن موجودة إبان الستينيات من القرن الماضي عندما أنتج هنري بركات هذا الفيلم.

وهنري بركات نفسه الذي اختار رواية وطنية لأديب وطني بارز وصورها في شهر مقدس بالنسبة للمسلمين وعبر خلالها عن الروح الوطنية المزروعة في أعماق شخصياته. والسماحة التلقائية في سلوك كل فرد من أسرة زاهر أفندي. هنري بركات هذا مسيحي من أصل لبناني خلف لمصر ميراثاً رائعاً من الأفلام العظيمة "الحرام  دعاء الكروان" ولن يشعر أبداً حسب ما أتصور. بأنه مسيحي. أو أنه ليس مصرياً رغم ثقافته الفرنسية ولكنته المميزة. فلم تكن مصر قد عرفت التمييز ولا الطائفية ولا السلفية التي تستعرض حضورها باستفزاز مثير للألم.

مصر الثائرة وشبابها "في بيتنا رجل" هي نفسها مصر التي تثور الآن.. ولكن الدلالات مختلفة. والعدو ليس سافراً وإنما يرتدي أقنعة ويقوم بتبديلها حسب الظروف. والبوليس السياسي الذي تم تصويره في الفيلم رغم أنيابه وتوحشه في صده لهجوم شباب الثورة علي الاستعمار والملك ورئيس الوزراء الخائن رموز هذا البوليس "توفيق الدقن  وعبدالخالق صالح" لا تجسد واحد بالمائة من أفعال جهاز أمن الدولة والداخلية الذي اصطاد بقلب بارد ألف زهرة من خيرة الشباب الذين نادوا بالحرية وسقوط النظام. وأصاب نور عيون نفس العدد وأكثر وحرمهم من الرؤية. ناهيك عن الاصابات الأخري.

جميع الأفلام التي صورت قسوة القبضة البوليسية ووحشية الآلة الجهنمية للداخلية في زمن الاستعمار وما قبل مرحلة ثورة يوليه. لا تمثل 1% من بطش هذه الأجهزة نفسها في أنظمة ما بعد الثورة. حيث وصلت ذروة القسوة والوحشية وامتلكت أبشع أدوات التعذيب في الثلاثين سنة الأخيرة.

سيبقي للتاريخ ولصُناع الدراما مساحات هائلة للمقارنة بين عصور ما قبل ثورة يوليه في عهد الملكية البائد ثم بعد الثورة عندما كنا تحت رئاسة "بطل الحرب والسلام" "السادات" ثم عندما حكمنا بقائد "الضربة الجوية".

مساحة درامية هائلة مليئة بالألغام وأيضاًً بالآمال التي لم يتلكأ الاستعمار الجديد وعملاؤه في الداخل في تفجيرها.. فالمصريون شربوا كئوس القمع طوال سنين عجاف ورغم ذلك لم يتسرب إلي قلوبهم اليأس واستمروا قادرون علي الثورة.

القديم يتجدد

أحداث الفيلم القديم التي بعثت علي مستوي آخر يوم 25 يناير 2011 بمثابة شرارة نمت وانتشرت حرارتها وسط الشباب وتعاظم تأثيرها آلاف المرات فشكلت حدثاً غير مسبوق في تاريخ مصر.

وكذلك بعثت علي مستوي آخر المخاوف والقلق من أن يمر خمسون عاما ونتذكر فيلماً آخر يصور هذه الثورة العظيمة وقد تم اغتيالها. وركب جوادها "زعيم" يعيد مأساة المصريين ويكرر فصول القمع والتعذيب والتجريف المعنوي والعقلي والحضاري.

غداً أو ربما اليوم يبدأ الشهر الكريم فكل عام ونحن طيبون وثائرون وجاهزون لخلع النباتات السامة والطفيلية في "بيتنا".

فالبيوت المصرية كلها وليس بيتاً واحداً تعيش زخم ثورة وثورة مضادة. جيوش تطالب بتحرير الإرادة والكرامة والعقول المصرية. وأخري تردها أو تسعي إلي ردها إلي أسفل سافلين.

حين أخرج هنري بركات فيلمه الجميل والأصيل لم يشعر بشبهة اغتراب. ولم تحمل تفاصيل العمل ولا شخصياته ولا أجواؤه المصرية الخالصة أي لمحة تعصب.. فلم نكن قد عرفنا هذه السمات البغيضة وكنا مازلنا في وهم الشعور بأننا أمة واحدة وثقافة شعبية وحدت مباهجها السينما وكانت الأفلام سلاحاً غير مرئي يتوجه إلي الوجدان والمشاعر ويخاطب العقل بقضايا وهموم مشتركة.

فحتي "الخادمة" في الفيلم والتي اختلفت ملامحها الآن بطبيعة الحال. بدت ضمن النسيج "العائلي" السائد في تلك المرحلة.. وكانت المساحة الجغرافية من المحيط إلي الخليج مرتعاً لخيال يسبح مع رياحها صناع الفيلم والشعراء والأدباء والسياسيون والحاليون.

الشعارات التي رفعها الشباب الثائر داخل حرم الجامعة في الفيلم تردد "لن نسكت علي الظلم". "لن نسكت علي الخونة". "لن نسكت علي الاضطهاد". وحقيقة الأمر أننا لم نسكت ودفعنا الثمن الذي لا يعادله سوي استرداد الحرية والكرامة.

في بيتنا رجل.. يمكن أن يتطور ليصبح "في الميدان شعب".. أو "في كل بيت رجل" ولا أدري علي وجه التحديد كيف سيكون "هنري بركات" بكل تركيبته وذوبانه في الثقافة والحي الشعبي واللغة المفهومة المتفاعلة مع جماهير السينما. كيف سيكون في طبعة مطورة بعد خمسين سنة. ومن سوف ينقل روح هذه الثورة ويبقيها في وثيقة سينمائية للأجيال.

المساء المصرية في

31/07/2011

 

نقد الافلام: سامي أكسيد الكربون

رامي عبد الرازق- القاهرة 

سيناريو : سامح سر الختم – محمد النبوي- علاء حسن

إخراج : أكرم فريد

بطولة : هاني رمزي – درة

إنتاج : نيوسنشري (دولار فيلم)

مدة الفيلم: 110 ق

يمكن إعتبار هذا الفيلم بالونة إختبار لجمهور ما بعد الثورة، فالتجربة مكتوبة ومصورة بعد 25 يناير، والمجموعة التي كتبت السيناريو متخصصة في الأفلام الهزلية التي تحتوي على جرعات كبيرة من التفاهة والاستظراف مثل «أسد وأربع قطط» لهاني رمزي نفسه، هذه المجموعة تبدو هنا كمن يحاول إثبات ان شيئاً لم يتغير في ذوق الجمهور بعد يناير فها هم يقدمون نفس نوعية "سينما التركيبة المصرية " بعناصرها التي طالما لوثت حاسة التلقي لدى المشاهدين.

التركيبة مفضوحة لدرجة ماسخة فنحن أمام شاب دنجوان يعمل طيارا ويعيش في مستوى مرتفع ويمثل كعادة هذا النمط شكل الامنتمي فهو لا يدرك ما يحدث حوله من مشاكل إجتماعية وإقتصادية وكل همّه أن يطارد النساء ونجده بلا مبرر معقول سوى استفزاز تفاهته الذكورية. يقع في غرام فتاة مناقضة له تماماً وعادة أيضا ما تكون مثقفة وجادة ومحترمة! وساذجة وغبية ! للدرجة التي يقنعها الشاب التافة بمجموعة حيل خرقاء تعطيها صورة مختلفة عن حقيقته، وهي "تيمة" بالية نجدها في"السفارة في العمارة" و"أنا مش معاهم" وخصوصاً ان صورة الفتاة الثورجية وشلتها من الشباب الثوري"الأهبل" تبدو مناسبة جداً لأجواء ما بعد يناير التي تمثلها خلفية بعض المشاهد التي تصور مبني الحزب الوطني المحترق.

وتضم التركيبة وجود سنيد متخلف عقلياً للبطل هو إدوارد الذي يجب أن يكون ضعيف الشخصية منساق ويعتبر البطل مثله الأعلى في العلاقات النسائية ويحلم أن يكون مثله، ولا مانع من وجود طفلة صغيرة "فيروزية" الطباع تتلبسها روح إمرأة "شرشوحة" وهي نموذج مهترئ من غير المعقول الأستمرار في طرحه بهذه الصورة المشوهة لكل معاني الطفولة، ويذكرنا بالنموذج الذي قدمه أكرم في أفلامه "فرح" و"الحب كده "مع الطفلة "منة" التي صارت أكبر سنا وكان لابد من البحث عن معجزة جديدة لانتزاع براءتها وتشكيلها كنموذج سئ وغير أخلاقي يمكن أن يستهوي الشريحة العمرية التي تمثلها والتي بلا شك تتأثر بمثل هذه السلوكيات التي تراها في طفلة تشبهها.

تركيبة حوارية غير موفقة

يعتمد الحوار على أفيهات ركيكة تصل إلى الأسفاف، كأن يسأل واحد عما اذا كان مع أحدهم لديه "32 بيضا "والمعنى ذو تلميح اباحي مفهوم خصوصاً مع الردود الحوارية للشخصيات التي تؤكد عليه لنكتشف في نهاية هذا السياق المسف انه يقصد سيارة فيات موديل 32 لونها أبيض! أو أن يعرض أحدهم فلاير لندوة عن نجيب محفوظ فيرد البطل انه "جاب محفوظ قبل كده " وهو تسفيه منحط لاسم أحد رموز الثقافة المصرية. أضف إليه هذا الشكل الماسخ الذي تظهر به المجموعة الثورية حول الفتاة "درة" التي يحبها سامي. فهل الشباب ذو الحس الوطني هو هذه المجموعة من الحمقى اصحاب النظارات السمكية الذين يرتدون حمالات سراويل أو الممتلئين جسمانياً الذين يطنطنون بالشعارات الجوفاء! فهناك فارق كبير بين أن نصنع سخرية من نماذج الشباب الوطني وبين استخدامهم للهزل والتسفيه من كل شئ بداية من الرمز(نجيب محفوظ) وصولا للشكل العام. ثم لماذا الإصرار على إبرازهم كحفنة من الأغبياء تبحث عن دور وطني حتى لو كان مجرد طبع صور سامي– بعد ان أقنعهم بساذجة انه بطل مظاهرة كبيرة- على تي شيرتات وارتدائها بعد اختطافه – كالعادة- على يد عصابة الشرير"بتاع الفيلم"!! أليس في هذا شكل مغرض من السخرية والتسفيه!

أبرز ما قدمه أكرم إخرجيا هو قدرته على التعامل مع أقل الإمكانيات المتاحة إنتاجيا فرغم الطول النسبي لزمن الفيلم إلا أننا لا نجد سوى ديكور واحد تقريباً هو شقة سامي بتفاصيلها الأيروتيكية الهزلية والذي نفذه ماجد مجدي ويعتبر أرقى عنصر فني في الفيلم خصوصا إتساقه مع شخصية سامي الدونجوانية. فيما عدا ذلك فليس لدينا سوى مواقع التصوير بمدينة الأنتاج الأعلامي التي استهلكت بصرياً وصار الجمهور العادي يعرفها بالتفصيل، بالاضافة إلى الأعلان عن بعض المطاعم والكافيهات التي تم التصوير فيها- ربما من باب الدعاية مقابل السماح بالتصوير واستغلال المكان- وإن كانت زوايا التصوير(اللقطات التأسيسية) لكل مكان جاءت فجة وهي تركز على يافطة المطعم العائم الشهير او كافيهات المولات.

إدائيا فإن درة في أضعف حالاتها خاصة مع أحادية البعد الدرامي لشخصيتها وافتعالها الواضح في مشاهد الطنطنة بالشعارات وفي ردود أفعالها التي من المفترض انها مندهشة من تصرفات سامي وبما أن السيناريو جعلها غبية جداً لتصدق ما يحدث حتى ولو هزليا فإنها لم تقدم سوى إنفعال واحد يخلط الدهشة بالغباء وبدا في النهاية ثقيلاً وسمجاً. أما هاني رمزي لم يتقدم خطوة منذ وقت طويل والسيناريو جعل مشاهده أمام المعجزة / إبنته عبارة عن تكرار سخيف لما تقوله وبرد فعل ملامحي واحد هو الأندهاش المفتعل من كون هذا الكلام يخرج من طفلة صغيرة وهذا الأداء اقرب لممثل رد الفعل الميت في المسرح الهزلي الذي ينحصر دوره في ترديد الأفهيات التي يطلقها بطل المشهد دون أن يرد عليها بأفيه او يعلق بطرافة (يمكن الرجوع لمسرحية موسيقى في الحي الشرقي لدراسة هذا النموذج في مشاهد صفاء ابو السعود وسمير غانم)

لو استطاعت هذه التركيبة تحقيق إقبال جماهيري فيجب دراسة شرائح الجمهور خصوصاً انها تمس وتر الحالة الثورية ومدى ثبات او تغير الوجدان الجمعي للتلقى ولأن نجاح تجربة هزلية بعناصر مكررة وبمعالجة غير مبتكرة يعني خلل في الشعور العام وهو نفس الخلل الذي ظل صانعي السينما يبررون به طويلا تركيزهم على الافلام الهزلية والقضايا السطحية على اعتبار أن الناس مكبوتة والحالة الاقتصادية سيئة وبالتالي لا هم للأفلام سوى التسلية.وإن ظلت دعاوى التسفيه من المشاكل هي المسيطرة على الصناعة بعد يناير فمعناه ان الثورة لم تصل بعد للسينما. 

فارييتي العربية في

29/07/2011

 

صباح السبت

إذاعــــة حـــــب

مجـدي عبدالعزيز 

من الأعمال السينمائية الخفيفة التي تذكرنا بأفلام السينما المصرية في عصر الأبيض والأسود خاصة النوعية الرومانسية منها يطل علينا فيلم »إذاعة حب« سيناريو وحوار محمد ناير وبطولة مجموعة من النجوم أذكر من بينهم منة شلبي وشريف سلامة ولطفي لبيب ويسرا اللوزي وإنتصار وأدوار وغيرهم من الوجوه الشابة الجيدة مثل مني هلا والإخراج لأحمد سمير فرج الذي يحمل فكرا سينمائيا واعدا في مجال الاعمال الاجتماعية التي تلعب علي وتر العواطف والمشاعر الوجدانية بعيدا عن تجاربه السابقة مع أفلام العنف والإثاره.

وفيلم »إذاعة حب« تدور أحداثه حول قصة حب بين فتاه »ليلي« الصحفية - منة شلبي - وشاب »حـــسن« المذيع المتـخصص في الدوبلاج - شريف سلامه - حيث يحمل كل منهما فكرا يختلف عن الآخر وبينهما فوارق كبيره في أمور كثيره ولكن يحاول كل طرف ان يظهر في شكل مختلف أمام الآخر للفوز به خاصة أن الطرفين سبق لهما الدخول في تجارب عاطفية كثيره لم يكتب لها النجاح!
ومثلما كنا نشاهد في زمن الأفلام الرومانسية الرائعة يوجد شخصية صديق البطل وصديقة البطلة اللذان يلعبان دورا كبيرا في تفاصيل ونسيج الحدوته الدرامية فنحن هنا نجد »فريده« يسرا اللوزي تحاول ان تدفع صديقتها
»ليلي« الي نقطة للتلاقي مع »حسن« بينما يفعل نفس الشئ معه صديقه خفيف الظل أدوار الذي ذكرنا في أدائه وطريقة ضحكته بالكوميديان الرائع الراحل حسن فائق ولكن يظل الفارق بينهما شاسعا رغم اجتهاد »أدوار« الذي أتحمس له بشده لإصراره علي أن يكون صاحب أسلوب مميز.

المهم تتابع أحداث قصة الحب بين »ليلي« و»حسن« وتأخذنا في تفاصيل كثيرة بين عمل الصحفية في مجلتها وكيف تهتم بمشاعرها الرومانسية وهي تتعامل مع كتاباتها ومع وسيلة الاتصال الإجتماعي - الفيس بوك - ومرورا يعمل »حسن« في الإذاعة وفجأة تتقارب القلوب بسهرة في نايت كلوب ثم برحلة شبابية الي شواطئ شرم الشيخ حيث تتسلل نيران الغيرة بينهما نتيجة لما تفرزه الأحداث الدرامية من مواقف نطلق عليها سوء الفهم وهي ما يترتب عليها صدور القرارات الانفعالية والضيق والغضب وقيام أصدقاء الطرفين بمحاولتهم لإزالة عوامل التوتر والعودة بالأمور الي طبيعتها بين الحبيبين وهو ما يجعلنا نفرح لهما حيث تنتهي الحدوته الرومانسية بالدخول الي عش الزوجية حيث يري كل منهما نصفه الاخر علي حقيقته بعيدا عن أية رتوش تسعي لتجميل الواقع أو أرتداء الاقنعة التي تزيف المشاعر وتنطلق بها بعيدا عن طبيعتها في الأصل.

وعلي الرغم من بساطة الحدوتة التي قامت الأحداث الدرامية عليها في الفيلم إلا ان العمل جيد وغير ممل وبه جهد في السيناريو والإخراج يحسب لمحمد ناير السيناريست الجيد وأحمد سمير فرج المخرج ومعه كتيبة فريق المصورين وفناني الاضاءه الي بقية العناصر الاخري من الموسيقي والمونتاج والمكساج بجانب الممثلين أصحاب الأداء المتميز حيث كانوا جميعا علي مستوي فني عال لم يجعلنا نشعر بالضيق أو الزهق مثلما يحدث في أفلام ينفق عليها ببذخ ولا تترك فينا أثرا يذكرنا ونحن نغادر دار العرض بأية أحداث أو مواقف أو ربما ينسي البعض منا حتي اسم هذا الفيلم وبالتالي فالجهة التي أنتجت هذا العمل تستحق التحية.

ويحسب لأحمد سمير فرج تقديم الثنائي منة شلبي وشريف سلامة في إطار جديد وأداء يختلف تماما عن أداء كل منهما في أعمالهما السابقة وأتصور ان »إذاعة حب « تمثل غيار جلد للنجمين منه وشريف وهما يمتلكان موهبة كبيرة لم تستغل حتي الان بصورة جيدة في السينما أو حتي من خلال شاشة التليفزيون عندما تم الجمع بينهما في حلقات »سامية فهمي« التي قدمها نادر جلال منذ عامين!

أخبار اليوم المصرية في

29/07/2011

 

آفاق صناعة السينما في هوليوود

يوسف يلدا من سيدني:  

أربعة من أضخم استوديوهات السينما في هوليوود تبيع أفلامها الجديدة للإنترنت بعد مرور شهرين، فقط، على عرضها. وفي المقابل تعارض شركات التوزيع والسينمائيين ذلك خشية أن تخسر دور العرض روادها.

الى أي إتجاه يسير مستقبل الأفلام السينمائية؟ والى أين يتجه أصحابها لتحصيل أثمان صناعتها؟ وهل سينتهي أمر صالات العرض على يد الإنترنت؟ أسئلة كثيرة أصبحت تطرح منذ زمن حول آفاق صناعة السينما، ولكن هذه المرة غدا طرحها ملحاً، بالنظر لغموض المصير الذي ينتظرها.

وقد أصبح هذا القلق مشروعاً منذ شهر أبريل الماضي، عندما أطلقت قناة دايرك تي. في، العاملة بالكيبل خدمة السينما على الإنترنت تحت إسم "هوم بريميير" في الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا الخيار المدعوم من قبل أهم استوديوهات الإنتاج في هوليوود –وارنر بروز، يونيفرسال، 20 سينجري فوكس، وأخيراً سوني، لتوفير فيديو تحت الطلب (في. أو. دي)، يسمح لأكثر من مليوني مشترك إمكانية تحميل أفلام يمر على عرضها الأول شهران، فقط، مقابل 30 دولاراً. ونتيجة ذلك كله، تعاني هوليوود اليوم من أخطر أزمة داخلية. ولما كانت مدة بقاء عرض الأشرطة الفيلمية على الشاشة الكبيرة، حتى الآن، هي 132 يوماً، ومن ثم يسمح بتداولها عبر وسائل العرض المختلقة، فأن الخدمة الجديدة لم تعد مرضية بالنسبة لأصحاب دور السينما الأمريكية، وأن القرار الذي تم إتخاذه بشأنها مجحف بحقهم تماماً. إذ أن عرض الأفلام السابق لآوانه عبر الإنترنت سوف يؤدي الى إنخفاض مبيعات التذاكر، ليشمل، كذلك، إنخفاض في مبيعات الفشار (البوب كورن) والمرطبات، وسيتيح المجال لعمليات القرصنة أثناء تداولها، وطبع نسخ منها، ومن ثم عرضها للبيع. ولم يكن أصحاب دور العرض هم الوحيدون الذين أبدوا تذمرهم من ذلك القرار، فقد تم جمع تواقيع عدد من السينمائيين المهتمين بشأن الفن السابع، في رسالة يوضحون فيها مدى الأضرار التي ستصيب صناعة السينما، مما يتعذر إصلاحها فيما بعد، جراء قرار (هوم بريميير).

ومن جانب آخر، أن أغلبية الأشرطة السينمائية، كما هو معروف، تحصل على إيراداتها العالية خلال الشهرين الأولين من عرضها التجاري –الأفلام ال 20 الأكثر إيراداً في عام 2010 في الولايات المتحدة الأمريكية حققت 97% من الإيرادات خلال هذه الفترة- .

وجدير ذكره أن وارنر بروز هي إحدى أكبر شركات الإنتاج والتوزيع السينمائي والتلفزيوني في العالم، وأقدم ثالث استوديو سينمائي في الولايات المتحدة. وأما استوديوهات يونيفرسال فقد تأسست في عام 1912، وهي شركة تابعة لهيئة الإذاعة الوطنية، ومقرها في ولاية كاليفورنيا. في حين تعتبر شركة أفلام 20 سينجري فوكس واحدة من استوديوهات الأفلام الأمريكية الرئيسية. تأسست في عام 1915، ويقع مقرها في منطقة سينتشوري سيتي في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا.  وأخيراً شركة سوني، وهي مجموعة يابانية رائدة ومتخصصة في الصناعات الإلكترونية، تاسست في عام 1946 على يد (أكيو موريتا). كانت تحمل إسم (شركة طوكيو التقنية للإتصالات عن بعد). وقد إستبدل إسمها في سنة 1958 ب(سوني)، وأنشأ فرع جديد للشركة في شمال أمريكا، وأصبحت نيويورك مقراً لها.

ibrahimyousif@hotmail.com

إيلاف في

29/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)