حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«المشهد» الأردني: رهانات وتحديات

يزن الأشقر

شهدت المملكة الهاشميّة فورة سينمائية لافتة في الفترة الأخيرة. أفلام قصيرة وطويلة فرضت حضورها في المهرجانات العالمية. لكن كلّ ذلك ينقصه عنصر أساسي: إنه التراكم الذي يؤسس لصناعة حقيقية

عمان | الحديث عن السينما الأردنية يثير العديد من التساؤلات، أولها إمكان وجود هذه السينما أصلاً. لا شك في أنّ الفيلم الأردني يأخذ مكاناً متواضعاً على الخريطة السينمائية، وإعادة الانطلاق الخجولة للسينما في المملكة، ما زالت في بدايتها. لكن لا شك في أنّ هناك حراكاً سينمائياً أثمر أخيراً مجموعة من الأفلام القصيرة والطويلة، الروائية والتسجيلية، أعادت السينما الأردنية إلى الواجهة.

المحاولات الأولى لإنتاج أفلام روائية طويلة بدأت في منتصف القرن الماضي، وبقيت متقطعة حتى توقفت في أوائل التسعينيات. عام 1957، أخرج واصف الشيخ ياسين أول فيلم روائي أردني بعنوان «صراع في جرش». وبعد خمس سنوات، أخرج عبد الله كعوش «وطني حبيبي»، ثم «الطريق إلى القدس» لعبد الوهاب الهندي (1969)، ثم أنجز جلال طعمة «الأفعى» عام 1971، وصولاً إلى «حكاية شرقية» (1991) الذي أخرجه السوري نجدت أنزور. لكن هذا التقطع في الإنتاج وعدم الاهتمام الحكومي بإيجاد بيئة إنتاجية محلية جادة أوقفا تلك المحاولات المتواضعة. وبقي الوضع كما هو عليه حتى جاءت السينما المستقلة.

أعادت السينما المستقلة إحياء المشهد في الأردن، والفضل يعود إلى المخرج حازم البيطار الذي أسّس عام 2002 «تعاونية عمان للأفلام». في البداية، بدأ المشروع نادياً يعنى بعرض الأفلام ونقاشها، ثم تحول منذ 2003 إلى تعاونية تنظّم ورشات مختلفة، من كتابة السيناريو والتصوير والمنتجة والإخراج حتى إقامة العديد من الورشات المجانية في المناطق المهمشة، كالأغوار والمخيمات.

نجحت هذه التعاونية في إنجاز العديد من الأفلام القصيرة المستقلة بميزانية شبه معدومة، وباستخدام ممثلين هواة، والاستعانة بآلات سينمائية رقمية زهيدة الكلفة. وحتى اليوم، أنجزت التعاونية أكثر من 50 فيلماً قصيراً أعادت الاعتبار إلى السينما المحلية التي حضرت في المهرجانات العالمية، من «كليرمون فيران» و«لوكارنو» وصولاً إلى «أبو ظبي» و«دبي» و«قرطاج». أضف إلى ذلك أنّ التعاونية أسّست عام 2005 أول مهرجان للأفلام القصيرة في الأردن ما زال مستمراً، وينجح سنوياً في استقطاب الأفلام القصيرة العربية والعالمية.

ما يميز أفلام التعاونية القصيرة المستقلة طرحها لقضايا سياسية واجتماعية. «جرعة زائدة» لعمار قطينة (2005)، عبارة عن كوميديا سوداء ساخرة تنتقد التملق للغرب والنفاق في الصحافة العربية، و«شرار» (2006) لعمار قطينة وصالح قاسم وحازم البيطار تناول الظروف السيئة التي يعيشها العمال الآسيويون في المناطق الصناعية الآهلة في الأردن. أما «المشهد» (2008) للبيطار ورفقي عساف الذي نال الجائزة الأولى للأفلام القصيرة في «مهرجان أبو ظبي»، فجاء لقطة واحدة تصوّر بشاعة عنف الجندي الإسرائيلي أثناء انتظار تلقيه أوامر باغتيال مناضل فلسطيني، و«في بطن الحوت» للبيطار (24 د ـــ 2010) قارب حصار غزة وأنفاقها. وأخيراً، أنجز البيطار أول فيلم طويل للتعاونية بعنوان «سمك فوق سطح البحر» (80 د ــــ 2011) الذي يتناول الظلم الذي يتعرض له أهالي منطقة الغور الأردني.

رغم كل هذا الحراك، ما زالت الطريق في أولها. يؤكد ذلك الناقد السينمائي الأردني عدنان مدانات الذي يستبعد فكرة وجود صناعة سينمائية أردنية، بل يرى أن ما يحدث مجرد حراك. إضافة إلى ذلك، فإن جودة الأفلام الطويلة المنتجة ما زالت محل جدل بين النقاد. ما يحتاج إليه الأردن هو ذلك التراكم الذي يمكّنه من إنجاز أفلام ذات جودة عالية، والرهان على نشر الثقافة السينمائية الجادة محلياً، للعاملين وللجمهور على حد سواء.

أوسكار عربي؟

حصل شريط الأردني زيد أبو حمدان «بهية ومحمود» منذ أيام على الجائزة الأولى للأفلام القصيرة خلال «مهرجان تاورمينا السينمائي» في إيطاليا، بعد شهر على فوزه بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان «بالم سبرينغز السينمائي» في كاليفورنيا. وقد أصبح «بهية ومحمود» مؤهلاً للحصول على ترشيح لجائزة الأوسكار 2012. وقد صوِّر «بهية ومحمود» في لبنان عام 2010، كتبه وأخرجه زيد أبو حمدان، وأنتجته هبة أبو مساعد. وسيعملان معاً في بداية العام المقبل على أول فيلم روائي طويل من إخراجه سيصوَّر كاملاً في الأردن وسيكون من إنتاج أردني ـــ فرنسي أميركي مشترك.

الأخبار اللبنانية في

25/07/2011

 

مطلوب سياسة دعم عبر التكوين والترويج والتوزيع

يزن الأشقر 

كما في دول عربيّة أخرى، تحتلّ الثقافة السينمائية مكانة مقبولة في المجتمع الأردني... وإن كانت تفتقر إلى بنى تحتيّة وشبكات ترويج وتوزيع. الناقد الأردني الراحل حسان أبو غنيمة ذكر في «البحث عن السينما الأردنية» أنّ عام 1929 شهد بناء أول دار للسينما الصامتة «عمّان» التي ظلت تعمل حتى إنشاء سينما «البتراء» عام 1934. ومنذ منتصف القرن الماضي، انتشرت صالات عدة في الأردن حتى بلغ عددها عام 1980 ما يقرب 70 صالة في مختلف المدن الأردنية، ثم تقلصت كثيراً منذ ذلك الوقت. ورغم تنوع عروض الأفلام التي كانت في معظمها تجارية بطبيعة الحال، كانت تقام العديد من العروض والنقاشات الجادة.

وشهدت المملكة حدثاً مهمّاً مطلع العقد الماضي، بشكل مواز للحراك السينمائي المستقل، وهو تأسيس «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام» عام 2003 بعد توقف «الهيئة الوطنية العليا للإنتاج السينمائي الأردني». الهيئة مؤسسة حكومية مستقلة مالياً وإدارياً، تعنى بترويج ثقافة السينما في الأردن، سواء من خلال إقامة برامج وورشات عن صناعة الأفلام في مراحلها المتعددة، ودعم صناعة الأفلام المحلية مادياً وتقنياً، والترويج للأردن كموقع لتصوير الأفلام العالمية التي يمكنها الاستفادة من المواقع الطبيعية والمساعدات البشرية والتقنية المتوافرة في المملكة. هكذا، تمت الاستفادة من تشابه الطبيعة بين الأردن والعراق لتصوير العديد من الأفلام التي تتناول الاحتلال الأميركي للعراق، من بينها «خزانة الألم» و«الطريق الإيرلندي» و«منقّح» وغيرها من الأفلام الهوليوودية والأوروبية.

أنتجت الهيئة الملكية العديد من الأفلام القصيرة، وبعض الأفلام الطويلة، أبرزها «كابتن أبو رائد» (2008) للمخرج أمين مطالقة. رصدت الهيئة ميزانية ضخمة لهذا الشريط الطويل، وأثيرت ضجة محلية عند تسويقه عالمياً بوصفه أول فيلم أردني، إذ إنّه غيّب المحاولة الأولى التي تتمثّل في «صراع في جرش» (1957).

من جهته، أنجز محمود المساد شريطين وثائقيين بإنتاج هولندي ـــــ أردني مشترك هما «إعادة تدوير» (2007) و«هذه صورتي عندما كنت ميتاً» (2010)، بالإضافة إلى الفيلم الروائي «مدن الترانزيت» لمحمد الحشكي. وهناك مشروع فيلم للمخرج يحيى العبد الله بعنوان «الجمعة الأخيرة». أيضاً، قام المخرج محيي الدين قندور بإنتاج وإخراج فيلمه الروائي «الشراكسة» (2010). إضافة إلى ذلك، أنشئ «معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية» في مدينة العقبة عام 2008 بدعم من الهيئة الملكية للأفلام وبالشراكة مع كلية الفنون السينمائية في «جامعة جنوب كاليفورنيا».

وكان هذا المشروع قد تعرّض لانتقادات محلية شرسة بسبب قبول الكلية طلبات من إسرائيل. ويبقى الرهان على تدعيم بنى تحتيّة وإعداد الكوادر والفنيين، والتأسيس لشبكة توزيع واسعة من شأنها ايصال هذا الانتاج إلى الجمهور الكبير.

الأخبار اللبنانية في

25/07/2011

 

ميشال أوسلو «حكواتي» الأبعاد الثلاثة

سمير يوسف  

صاحب «كيريكو والساحرة» يحتلّ موقع الطليعة فرنسيّاً في عالم الرسوم المتحركة. إلّا أنّ فيلمه «حكايات الليل»، الذي نزل أخيراً إلى الصالات السينمائية جاء «سكر زيادة»

بروكسل | «خلال السنوات الماضية اكتشفتُ حقيقتي: أنا ساحر وأمتلك قدرتيْن: أوّلاً، خلق الجمال. وثانياً، خلق شخصيات وأحداث خيالية تجعلنا نسافر إلى عوالم مختلفة كمن يسافر على بساط سحري». هذا ما قاله ميشال أوسلو عن شريطه الذي عرض في المسابقة الرسمية من «مهرجان برلين السينمائي» الأخير.

إذا تناسينا جوهر مهنة الحكواتي التي تعنى بتنشيط خيال البشر عبر آلية شفهية لا بصرية، يمكننا أن نقول إنّ «حكايات الليل» الذي نزل أخيراً إلى الصالات الفرنسية، يمثّل مبادرة خجولة تهدف إلى إعادة البريق للمسرح الحكواتي الكلاسيكي الأوروبي ونقله إلى الشاشة الكبيرة بالتقنية الثلاثية الأبعاد. من هنا، يمكننا أن نتفهم خيار المخرج اعتماد مسرح الظل الصيني وسيلةً أساسية للرسم، مشبّهاً الشخصية السينمائية بالدمى المسرحية أو «الماريونيت». لكن مشاكل كثيرة، منها السرد الهش والمتقطّع، حجبت هذه التجربة الجديدة، لا بل نسفتها في بعض الأماكن.

العمل شريط تحريك يغيب فيه السيناريو لمصلحة حكايات قصيرة يتلوها رجل عجوز مع شاب وشابة، يختلقون شخصيات وأساطير تحكي عن حضارات متنوعة من العالم القديم. خلال الفيلم، يتنقّل أوسلو من عالم إلى آخر. بدءاً من الصين، إلى الهند، ثم أفريقيا، وصولاً إلى أوروبا القرون الوسطى. على امتداد العمل البصري، تتضح لنا هذه العناية الغرافيكية الهائلة، وهذه الغرابة الزخرفية التي ترمز إلى العادات واللبس والتقاليد والحضارة في كل بلد يمرّ عليه الشريط. تتطابق الرسوم مع رسوم مسلسل «ساموراي جاك» في الكثير من النواحي. لكنّ هذا الكمال التصويري والبصري قتل السرد الشفهي الذي جاء عادياً وفقيراً، لم يسعفه إضفاء لكنات متنوعة كالفرنسية الأفريقية إلى الشريط....

يمكن بعضنا أن يقدّر تجربة أوسلو الجديدة فقط لأنها تسعى إلى حفظ مكان للحكواتيين في عالم يتجه إلى سينما ثلاثية الأبعاد. لكنّ عصرية هذه التجربة قضت على... الحكواتي!

«الآخر» أيضاً وأيضاً

الحكاية سرد قصير لمغامرات خيالية ذات هدف إرشادي. ميشال أوسلو خير مثال على ذلك. بما أنّ «حكايات الليل» موجّه إلى الصغار، فهو ىبشّر بتقبّل الآخر والاختلاف بين البشر. الشريط مستوحى من فيلمه السابق «أمراء وأميرات» الذي جمع قصصاً مختلفة، معتمداً مسرح خيال الظلّ الصيني. نحن أمام 6 قصص: اثنتان من التاريخ الحكواتي الفرنسي (القرون الوسطى، والنهضة)، والثالثة من أرخبيل الأنتيّ في البحر الكارايبي، والرابعة من أفريقيا، والخامسة من أميركا والسادسة من آسيا. ورغم أنّ الشريط لا يظهر من الشخصيات سوى ظلّها وأعينها، إلا أنّ أوسلو أظهر الاختلاف من بلد إلى آخر، ومن حضارة إلى أخرى، من خلال الأزياء والاستعانة بالضوء والألوان. هكذا، شاهدنا الغابات الواسعة في أنتيّ، والمدن المشمسة المكسيكية، وجبال التيبيت... عالم متنوّع ربطه خيط واحد هو الحضّ على التأمّل.

سيرة

اشتهر ميشال أوسلو (1943) بأفلام التحريك التي أنجزها طوال مشواره. كاتب فرنسي، ومصمّم شخصيات، ومخرج للعديد من أفلام التحريك، أشهرها «كيريكو والساحرة» (1998). في عام 1976، أنجز سلسلة «مغامرات غيديون»، ثم شريطه القصير الأول «المخترعون الثلاثة» (1979). وفي العام نفسه، نال جائزة «بافتا» عن هذا الفيلم في لندن. وفي عام 1983، نال جائزة «سيزار» عن شريط التحريك القصير الذي أنجزه بعنوان «أسطورة الأحدب الفقير». أخرج السلسلة التلفزيونية «سيني سي» (1989) التي أوحت إليه فيلمه «أمراء وأميرات» (2000) الذي صنعه معتمداً خيال الظلّ الصيني. كذلك، أنجز أوسلو أفلاماً طويلة عدة من بينها «كيريكو والساحرة» (1998)، و«كيريكو والحيوانات البرية» (2005) و«أزور وأسمر» (2006). وقد ترأس «الجمعية الدولية لأفلام التحريك» من عام 1994 حتى 2000.

الأخبار اللبنانية في

25/07/2011

 

رومان بولانسكي | كوميديا الـ«مجزرة»

يزن الأشقر 

الأنظار متجهة هذه الأيّام إلى رومان بولانسكي (1933). السينمائي البولوني المثير للجدل يعود إلى الساحة من خلال شريطه الجديد «مجزرة» الذي يوصف منذ الآن بأنّه أحد أهم الأعمال المنتظرة هذا الخريف.
بينما كان شريطه «الكاتب الشبح» في الصالات العالمية، واصل صاحب «تشايناتاون» عمله في اقتباس مسرحية الكاتبة الفرنسية ياسمينة رضا «إله المجزرة» (2007) التي حقّقت نجاحاً كبيراً. لكنّ اللافت هنا ابتعاد صاحب «عازف البيانو» عن ثيماته الأثيرة، أي العنف، والتوجه إلى الكوميديا، على الأقل في الظاهر.
في مسرحية
Yasmina Reza، تدور الحبكة في بروكلين، حيث طفلان في الحادية عشرة يتشاجران في ساحة المدرسة بسبب رفض أحدهما انضمام الآخر إلى عصابته. يتعاركان بالأيدي، ويفقد أحدهما بعض أسنانه. تقرر عائلتا الطفلين الالتقاء للتحاور بشأن الحادثة، لكنّ الأمور تأخذ بعد ذلك في الانهيار، فيتدهور النقاش في حل المشكلة، ليعيد العنف بين الأطفال تشكيل نفسه في عالم البالغين. صراخ وجدال واتهامات متبادلة بين الأزواج، تحول الأمسية الحضارية إلى فوضى عارمة!

تعاون بولانسكي مع ياسمينة رضا على نقل النص المسرحي إلى سيناريو سينمائي. وتبدو الأسماء التي حشدها للمشاركة في الإنتاج جديرة بالاهتمام بالفعل؛ إذ تؤدي دور البطولة جودي فوستر، كيت وينسليت، كريستوفر والتز، وجون سي رايلي. أبقى بولانسكي على بروكلين مسرحاً للأحداث، بينما صوّر الشريط في باريس بسبب استحالة سفره إلى الولايات المتحدة حيث يواجه دعوى قضائية بقيامه عام 1973 بممارسة الجنس مع فتاة قاصر. ويبدو أن مدة الفيلم تتبع زمن الأحداث الحقيقي الذي يقارب 100 دقيقة كما كشفت فوستر أخيراً في حديث لمجلة «إمباير».

ما أرادته رضا في مسرحيتها تعرية السطح البشري المخادع ليظهر على حقيقته في هذه البيئة من الطبقة الوسطى. وعندما شاهدها بولانسكي، اقتنع فوراً بأنها تصلح للاقتباس سينمائياً، ويبدو هنا رهان صاحب «أوليفر تويست» على استكمال ثيمة العنف الأثيرة لديه، ولو جاءت في إطار كوميدي. الرهان الآن هو على جودة هذا الاقتباس، والجميع في الانتظار.

الأخبار اللبنانية في

25/07/2011

 

أفلام الأحداث التاريخية المهمة .. سطحية

عاطف بشاي: المثقفون تجاهلوا أكتوبر نكاية في السادات

تحقيق: محمد فتحي عبدالمقصود 

اعتاد التليفزيون المصري علي إذاعة مجموعة من الأفلام في جميع المناسبات التاريخية خاصة مناسبة ثورة 23 يوليو وانتصار حرب 1973 في أكتوبر العظيم وللأسف تذاع نفس الأفلام التي أغلبها دون المستوي الفني وتقتصر مشاهد حرب أكتوبر علي بعض المشاهد المكررة في جميع الأفلام لعبور القناة ورفع العلم. والآن مع تسجيل حدث جديد في تاريخ مصر وهو ثورة 25 يناير المجيدة يستعد التليفزيون لعرض نفس الأفلام للاحتفال بالمناسبة الكبري فلماذا لم ننتج حتي الآن أفلاماً تعبر عن الأحداث التاريخية في مصر مثل حرب أكتوبر بالصورة التي تستحقها وهل ستلقي ثورة يناير نفس مصير الأحداث التاريخية التي تجاهلها الفنان متعمداً أو دون عمد وبعد عشر أعوام يعرض التليفزيون المصري فيلم "رد قلبي" بمناسبة مرور عشر أعوام علي ثورة 25 يناير؟ "الجمهورية" تطرح السؤال:

يقول د. حسن عطية العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية ان السينما المصرية نجحت في تقديم مجموعة من الأفلام المتميزة عن ثورة يوليو مثل أفلام "غروب وشروق" و"رد قلبي" وهي أفلام حاولت أن تؤكد الأسباب التي قامت الثورة من أجلها والتركيز علي مبادئ الثورة والقضاء علي الفساد ثم حاول المخرج توفيق صالح مناقشة الثورة كحدث في فيلم "المخدوعون" لمناقشة التغيرات التي أحدثتها الثورة في المجتمع المصري ويعتبر فيلم "القضية 67" لصلاح أبوسيف مرحلة مختلفة لأفلام الثورة فقد طالب أبوسيف الزعيم جمال عبدالناصر بالبعد عن سياسة الترميم وهدم النظام تماماً وإعادة بناءة من جديد وجاء علي لسان الأطفال في النهاية بأغنية يقولون فيها "هدها ياعم مُنجد وابنيها من جديد" وكان الحوار حول منزل مهدد بالانهيار ويسقط في نهاية الفيلم.

ثم بعد انقلاب 15 مايو 1971 راحت السينما تدين ثورة يوليو من زاوية عدم تحقيقها لأحد مبادئ الثورة الست وهو الديمقراطية متناسية ما حققته الثورة من المبادئ الخمس الأخري وعلي رأسها التخلص من المحتل الانجليزي والإقطاع وسيطرة رأس المال وتكوين جيش وطني قوي استطاع أن ينتصر بعد ذلك في 1973 وكان من الممكن أن تقدم عنها أفلاماً جيدة وتقوم السينما بالتعبير عنها بشكل جيد إلا أن السينما وجدت نفسها أمام مأزقين أبعدتها عن حرب أكتوبر الأول كان دخول البلاد إلي النظام الاقتصادي المفتوح الذي انهي دور القطاع العام ودور وزارة الثقافة للإنتاج السينمائي ودفعت بالتاجر المنتج إلي البحث عن الأفلام التي ستعود به بالربح السريع وبالتالي وبالتالي الابتعاد عن الأفلام الوطنية.

أما المأزق الثاني فهو حيرة السينمائيين بين البطولة الفردية التي انتزعها لنفسه أنور السادات باعتباره بطل الحرب والسلام ثم سرعان ما جاء مبارك لينتزع لنفسه البطولة باعتباره بطل الضربة الجوية وتحجج السينمائيون بأن إنتاج فيلم سينمائي عن حرب أكتوبر يحتاج لوقت والابتعاد عن الحدث الواقع لعمل أفلام متكاملة وللأسف ابتعدوا وحتي الآن لم يعودا ولم يخرج فيلم حقيقي عن حرب أكتوبر وهذا ما نخشاه اليوم من وقوف سينما ثورة 25 يناير عند حد التسجيل وأخشي ما أخشاه ألا نجد بين أيدينا أفلاماً حقيقية عن ثورة يناير مثلما لا نجد أفلاماً حقيقية عن حرب أكتوبر.

وعن الحل لخروج أفلام تعبر عن انتصاراتنا الوطنية يقول عطية إن عودة وزارة الثقافة للإنتاج السينمائي والاهتمام بالأفلام التي تسجل تاريخ هذا الشعب العظيم مثل انتصاره في الحروب التي خاضها أو في ثوراته علي الظلم والفساد وهو دور الفنان الحقيقي.

يقول السيناريست عاطف بشاي إن ما يحدث علي مدار الأعوام الماضية قصور كبير وهناك أكثر من سبب لعدم تناول الأحداث التاريخية التي مرت في مصر سينمائياً بالشكل المطلوب فمثلاً حرب 1973 وهي انتصار عظيم لقائد عظيم هو أنور السادات ولكن المثقفين الكبار في مصر في هذه الفترة أهملوا حرب 73 نكاية في شخص أنور السادات وهو ما يعتبر حلقة في مسلسل علاقة السادات بالمثقفين الذي كان يري انهم دائمين في الهجوم عليه ولهذا لم نر فيما يليق بحرب أكتوبر حتي الآن.

وعن الأفلام التي خرجت عن ثورة يوليو يقول إن اللواء محمد نجيب اجتمع بالسينمائيين بعد شهر من قيام الثورة ولأنه كان يعرف ان السينما لها دور كبير في الاتصال بالشعب فقام السينمائيون بإخراج مجموعة أفلام هزيلة لأنها كانت أفلاماً موجهة فالتوجيه المباشر أفسد هذه الأفلام.

وهناك جزء من الفنانين تملقوا صناع الثورة الجدد وهو ما لا استبعده مع ثوار 25 يناير من باب ركوب الثورة وعن تنفيذ أفلام تليق بثورة 25 يناير يقول إن البعض يردد بأن الثورة لم تكتمل ولهذا لن يبدأ في مشروع عن الثورة لم تكتمل ولهذا لن يبدأ في مشروع عن الثورة وهو قول غير صحيح لأنك تستطيع أن تصنع من 18 يوماً مثلاً في الميدان العديد من الأفلام من خلال وقائع 18 يوماً مع خيال المبدع فمثلاً هناك فيلم لعلي عبدالخالق اسمه "أغنية علي الممر" عن حياة خمسة تم احتجازهم ونتعرف عليهم وعلي قصصهم فالمبدع عليه دور كبير فهو ليس ناقل تسجيلي للأحداث ولكنه عن طريق شخصية تواجدت في الميدان يستطيع المبدع أن يقدم رؤيته للأحداث من خلال هذه الشخصية وما يحدث لها داخل الميدان أو سبب تواجده ولهذا من يردد بأن الثورة لم تكتمل بعد ولهذا لن يستطيع التعبير عنها هو قول حق يراد به باطل وعلينا جميعاً أن نرد لشعب مصر العظيم حقه علينا من صياغة أعماله التاريخية بشكل سينمائي وفني بعيداً عن مصالحنا الشخصية.

الجمهورية المصرية في

25/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)