حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مصدر للتسويق وتؤثر في قرار المشاهدة

المواقع الاجتماعية دليل سينمائي إلكتروني

تحقيق: فدوى إبراهيم

لم تعد المواقع الاجتماعية التي هي جزء من الإعلام الاجتماعي، تؤثر في مفصل واحد من حياتنا، بل تعدت ذلك لتدخل كافة المجالات، وتصب تأثيرها فيها، وهذا ما لاحظناه في تأثيراتها السياسية ولا نزال نلحظه، لكن تأثيرها كوسيلة لاتخاذ القرار هو ما بتنا نشهده، وهو ما يعزز مقولة أن المواقع الاجتماعية أصبح لها تأثيرها في تحديد خياراتنا السينمائية، وذلك شأن الكثير من وسائل الاتصال الاجتماعية التي تلقي بظلالها على عملية اتخاذ القرار، هذا ما وددنا أن نتعرف إليه من خلال التحقيق التالي .

يعتقد الكثير أن شبكة الإنترنت وما تتيحه من خيارات بما فيها المواقع الاجتماعية التي أصبح لها جمهورها الواسع، سيجعل المستخدمين يملكون مساحة أكبر من الخيارات، وبالتالي يكونون أكثر انتقائية للأفلام السينمائية، لما تتيحه هذه الشبكات الاجتماعية من خيارات، تتيح للفرد أن يتعرف إلى أهم وأحدث الأفلام السينمائية، وما يتداول من أحاديث فيه، إلا أن آخرين يرون الأمر في حقيقته غير ذلك، فالانترنت وعبر المواقع الاجتماعية من وجهة نظرهم، أصبحت تحول الأفراد إلى أشخاص أقل انتقائية للمضامين السينمائية، ذلك أن القرارات والمتاح وما يتم تداول الأحاديث فيه حول الخيارات السينمائية وأهمها، تتم من وجهة نظر أشخاص محددين، يشكلون مصادر القرار، مما يجعل مستخدمي الشبكات الاجتماعية يرون وجهات نظر محددة في أفلام محددة، دون أفلام أخرى قد تكون لها قيمتها الفنية، ولكنها تنأى عن التقييم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل من الممكن ان يعد هذا الأمر محوراً مؤثراً في عملية التسويق لأفلام بعينها دون الأخرى، وفي سياق مترابط، هل من الممكن أن يلعب دوراً في تحديد إيرادات الأفلام من هبوط وارتفاع؟ هذا ما توجهنا به إلى بعض السينمائيين والمستخدمين للمواقع .

يقول المخرج والمنتج الإماراتي أحمد عرشي، إن المواقع الاجتماعية لم تعد قاصرة في تأثيرها على تحديد الخيارات السينمائية، بل إنها أصبحت تدخل حياة الناس في جميع المجالات، وهذا ما شهدناه مؤخراً في تأثيراتها السياسية، وأكد عرشي أن التأثيرات هذه لا يمكن الجزم بها، إلا أنها ملموسة ونعيشها كل يوم، لكن قياسها يبدو من الصعب، ذلك أنها عبارة عن عالم افتراضي، ويضيف: “باتت الخيارات السينمائية متاحة للنقاش في المواقع الاجتماعية كغيرها من المحاور، ولا يقتصر النقاش في الخيارات السينمائية على أفراد مشاركين فقط، إنما أصبحنا نشهد آراء النقاد والسينمائيين فيها، ولعل الرأي الايجابي في الفيلم ليس هو فقط المحفز لمشاهدته، إنما كثرة الآراء السلبية في فيلم ما هي أمر دافع ومشوق لمشاهدة العمل، وهذا ما يقود الكثيرين إلى مشاهدة أفلام يتم التداول فيها عبر المواقع الاجتماعية، التي تعد وسيلة اجتماعية للحديث، فهي وسائل تشويق تدفع الكثيرين لاتخاذ قرار المشاهدة من عدمه”، وعن صحة اتخاذ القرار من عدمه عبر المواقع الاجتماعية، أشار عرشي قائلاً: “يجب على الناشطين في المواقع الاجتماعية، أن لا يبنوا قراراتهم على قرارات الآخرين، بل أن يتعرفوا الرأي والرأي الآخر دونما التأثر بهذه الآراء لاتخاذ القرار، والصائب أن يتعرف الفرد إلى كاتب القصة والمخرج والاطلاع عليها من خلال المواقع الإلكترونية، لتشكيل الفكرة، وبعد ذلك يتخذ قرار المشاهدة من ذاته، لأنه عازم على المشاهدة وليس وفقاً لقرارات الآخرين”، وبينما يرى كثيرون من مستخدمي المواقع الاجتماعية أنها وسيلة جيدة للتعريف بالأفلام، يرى عرشي أن تلك المواقع أصبحت وسيلة للكثير من القائمين على الأفلام ذاتها للتسويق لها، وذلك عبر إنشاء صفحة عبر أحد المواقع الاجتماعية تدور نقاشاتها حول مزايا الفيلم وجمالياته، كذلك فقد يقوم أحد معجبي الفيلم بإنشاء موقع للفيلم والترويج له عبرها، وفي كثير من الأحيان يبالغ القائمون على الموقع بأهمية الفيلم ومدى التشويق الذي يحمله فيدفعون الكثيرين إلى مشاهدته .

ويضيف: “لا يوجد معايير يمكن من خلالها أن نستدل على أهمية مشاهدة فيلم ما، فالقرار بيد المشاهد ذاته، حيث أذواقنا وفهمنا ووجهات نظر كل منا مختلفة عن الآخر، لذلك لا يمكن أن يكون رأي ناقد ما أو مجموعة من الأشخاص معبراً عن رغبتنا في المشاهدة، والأقل تأثراً بآراء ناشطي المواقع الاجتماعية، هم أولئك الذين يتخذون قرار المشاهدة بمعزل عن آراء الآخرين، لأنهم لن يمثلوا آراءهم، ومن يحددون قرارات المشاهدة بناء على رغباتهم بعد الاطلاع على أغلب الآراء المؤيدة والمعارضة” .

يوافقه الرأي المنتج والمخرج الإماراتي خالد المحمود، في أن المواقع الاجتماعية أصبحت عنصراً مؤثراً اليوم في عملية التسويق لأفلام معينة دون أخرى، ذلك أن ما توفره هذه المواقع من قاعدة بيانات عن الفيلم وقصته ومؤلفه ومخرجه وممثليه، وعرض بعض من لقطاته سواء خلف الكواليس أو لقطات مصورة من الفيلم، وغالباً ما يتم اختيار أفضل اللقطات للتشويق، هو ما يمثل تسويقاً منظماً للفيلم، وما يعد جانباً مؤثراً في الترويج لأفلام ما دون غيرها، وفي الشأن ذاته يضيف: “هذه البيانات واللقطات التي توفرها المواقع الاجتماعية من شأنها أن تكوِّن لدى فئة من المستخدمين لها فكرة عن ماهية الفيلم، مما يجعلهم يتداولون شأنها وذلك يسبب قاعدة للحديث عنه عبر الشبكة، وذلك أيضاً عنصر تسويقي مؤثر، لكن الأمر غالبا يتم حول الأفلام المحلية والإقليمية عدا الأفلام الأمريكية، وهنا أقصد تلك المجموعات التي تكوِّن موقعاً لفيلم ما كرابطة لمحبي الفيلم، وكثيرون منهم يبنون آراءهم حول أهمية وجودة الفيلم دونما حتى أن يشاهدوه، وذلك وفقاً لتأثيرات عدة، منها حبهم بأداء الممثل في أفلام وأدوار سابقة، وهذا لا يعني بالطبع نجاح فيلمه، كذلك يبنون آراءهم مما شاهدوه من لقطات بثت عن الفيلم كتسويق له وهي بالتالي أفضل اللقطات لضرورات تسويقية” .

ويشير المحمود، إلى أن هناك أيضاً حالة تسويقية للفيلم تتم بشكل غير مباشر، ألا وهي تكوين المخرج أو أحد أعضاء الفيلم موقعاً للفيلم على المواقع الاجتماعية كرابطة محبين له، دون التصريح عن أنفسهم، ويتم عبره عرض آراء طاقم الفيلم الذين يبدون آراءً ايجابية حوله، وحول المتأثرين بقرارات المشاهدة من مستخدمي المواقع الاجتماعية يقول المحمود: “لا يمكن تحديد فئة بعينها على أنها أكثر تأثراً، ذلك أن قياس التأثير من الأمور الصعبة، لكن المؤكد أن هناك مستخدمين متأثرين ويبنون قراراتهم في المشاهدة على آراء أصحاب قرار في المواقع، بينما أرى أن البعض الآخر، يعتمد قراره الذاتي في تحديد ما يشاهده، وأرى في النهاية، أن المواقع الاجتماعية والإنترنت قد فتحت المجال لخيارات سينمائية متعددة، لكونها أصبحت الوسيلة الأكثر استخداماً وتعرفاً إلى ما يمكن مشاهدته، وهذه الخيارات الكثيرة لو أحسن استخدامها لأصبحت وسيلة مهمة جداً لتعريف الأفراد بما يمكن مشاهدته” .

ويشير عدد من مستخدمي المواقع الاجتماعية، إلى أن الخيارات السينمائية أصبحت تحدد وفق عدد من الوسائل، أهمها المواقع التي ينشطون من خلالها، حيث يقول أسامة محمد (طالب تقنية معلومات في كلية الخوارزمي)، إن المواقع الاجتماعية، من وجهة نظره، أصبحت تشكل الوسيلة الأفضل للتعرف وتحديد الخيار الأفضل في مشاهداته السينمائية،

وفي هذا الشأن يضيف: “تمثل المواقع الاجتماعية لي وسيلة جيدة لأتخذ القرار بمشاهدة الفيلم بنسبة ما يقارب 60% من قراري، وحينما أجد الكثير من الآراء المتناقضة حول فيلم ما، أعمل بالبحث عنه في محرك البحث على الإنترنت، فمثلاً “فيسبوك” هو وسيلتي الأولى في التعرف إلى الفيلم، يليه محرك البحث في حال لم تستقر الآراء على أهمية الفيلم، ولعل هناك أيضاً مسألة تتيح لنا التعرف إلى فيلم ما أكثر، من خلال التسجيل في موقع الفيلم أو رابطة عنه، والتعرف إليه من خلال الاطلاع على صوره والفيديو المرفق عن بعض مشاهده، ما يشكل دافعاً جيداً لاتخاذ القرار بمشاهدته” .

هذا ما يؤكده ثائر كوكاش (مشرف صيانة مباني في إحدى الشركات الخاصة)، حيث يرى ثائر نفسه من الأشخاص المهتمين بالأفلام السينمائية، ويتداول على صفحته في أحد المواقع الاجتماعية شؤوناً عدة من ضمنها الأفلام السينمائية، ومن هنا يحدثنا قائلاً: “نتداول عبر المواقع أحدث الأفلام وأهمها، فيبدي كل شخص رأيه في الفيلم الذي شاهده، ولا يمكن أن أنفي تأثير الموقع في اتخاذي فكرة ما إيجابية كانت أو سلبية تجاه فيلم ما، لكن مدى ثقتي بتحليلات الأشخاص الذين يبدون آرائهم بالأفلام هو في حقيقة الأمر ما يحدد خياري السينمائي بمشاهدة الفيلم، ولعل هذه الثقة هي نتيجة لما صدر من هؤلاء، ذلك أنه إن بدر من شخص ما إعجابه بفيلم ما، وقررت مشاهدته ولم أجده في المستوى المطلوب فسأفقد ثقتي بخيارات هذا الشخص السينمائية”، أما سلمى الحوسني (طالبة جامعية)، فترى أن المواقع الاجتماعية أصبحت وسيلتها الأولى في التعرف إلى الأفلام، فهي تشكل مصدراً حقيقياً لتعرف ما يعرض في السينما اليوم، وكل ما يتعلق بالفيلم من معلومات وصور وما إلى ذلك، وتبادر بالقول: “قبل اتخاذي قرار مشاهدة فيلم سينمائي في إحدى دور العرض، أتحدث عنه على المواقع الاجتماعية مع رفيقاتي، وأتأكد إن كانت إحداهن قد رأته لتعطيني رأيها فيه، وقد تثنيني بعض الدردشات عن حضوره، بينما أجد أن شهرة الممثل ستمنحني دافعاً لمشاهدة الفيلم بغض النظر عن آراء المشاهدين له” . ومن جانب آخر، نجد أن هناك مواقع اجتماعية مخصصة للأحاديث عن الأفلام، هذا ما حدثنا عنه علي مبارك “محلل نظم في أدجاز”، قائلاً: “وسيلتي الأولى التي تحدد خياري في مشاهدة وعدم مشاهدة فيلم ما، هي مواقع اجتماعية متخصصة بمناقشة شؤون السينما والتلفزيون، هذه المواقع تتيح لي التعرف إلى آراء عدد كبير من المستخدمين والنقاد حول الأفلام القديمة والحديثة، يفوق عددهم المئات وأحياناً الآلاف، وأجد أن هذا الموقع المتخصص أفضل من المواقع الاجتماعية التي تضم رفاقاً وأغلبهم من داخل الدولة، ذلك أن الآراء ستدور في محاور ثابتة، ولن يكون هناك تقييم لأفلام لم تعرض حتى الآن في السينما، كما أن عدد التقييمات سيكون محدوداً جداً، بينما تتيح لي هذه الشبكة التعرف إلى أكبر عدد ممكن من الآراء التي بإمكاني الاستناد إليها لاتخاذ قرار المشاهدة، خاصة أنها تحدد جنس المشاهدين، وفئاتهم العمرية، والنقاد، ونوع الفيلم حركي أو رومانسي وما إلى ذلك، وأختار منها الفئة العمرية والجنسية والتفضيل الأنسب لشخصي وتقييمي”، ويشير علي، في بعض الأحيان وبرغم تفضيل عدد كبير من المقيمين لفيلم ما، أفاجأ بعدم أهميته من وجهة نظري بعدما أشاهده، ولعل ذلك يعود لقيم كثيرة يعتمدها الشخص في تفضيلاته، فالتقييم الذي اعتمده من المواقع يعتمد على كثرة عدد الأشخاص المؤيدين للفيلم، والدرجة التي يمنحونها له، حيث الدرجات تتراوح بين 0 و10 درجات، وبالطبع أفضل الفيلم الذي حاز على متوسط بين 8-،10 ولا أشاهد أبداً الأفلام التي تحوز على درجات تتراوح بين 3 و4 درجات، ومن وجهة نظر أخرى، يرى محمد عزيز (موظف علاقات عامة في مؤسسة حكومية)، أن المواقع الاجتماعية أصبح تأثيرها يفوق تأثير العلاقات الاجتماعية، حيث قبل انتشار الشبكات الاجتماعية، كانت العلاقات الاجتماعية هي المؤثر الأقوى في اتخاذ القرار، بينما اليوم أصبح هناك العديد من الأشخاص الذين لهم عالمهم الافتراضي عبر تلك المواقع، مما أسهم حتى في أحيان كثيرة، وبسبب الأذواق السائدة على تلك الشبكات، في سيادة أنواع معينة من الآراء التي تفرض قرارات من شأنها أن تؤثر في المشاهدات .

تنوعت الآراء، لكنها اتفقت على أن المواقع الاجتماعية أصبح لها اليوم تأثيرها في اتخاذ قرار المشاهدة وفي التسويق لخيارات سينمائية دون غيرها، إن لم يكن بشكل مطلق فلها تأثيرها بشكل نسبي، لكن يبقى كل فرد يتحكم بالمشاهدة، وفق شخصيته وظروفه الشخصية وتفضيلاته والتأثيرات الاجتماعية المحيطة به .

الخليج الإماراتية في

20/07/2011

 

تضم أفلاماً ومسلسلات رمضانية

أعمال فنية تركب موجة الثورة

القاهرة - حسام عباس:  

هناك أعمال فنية محظوظة لم يرتبط كاتبها بفترة زمنية محددة وصادف تصويرها مع الأيام الأولى لثورة 25 يناير وتوقف ثم تواصل، وكانت هذه الأعمال أيضاً تعزف على وتر الفساد، سواء السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، لذلك قرر القائمون عليها استغلال واقع الثورة وتغيير مسار الأحداث لتتواكب مع الواقع الجديد على الساحة، ولم يكن هناك ما يعوق ذلك بعدما تغيرت السلطة القائمة وتغيرت حسابات الرقابة وأصبح مباحاً أن يركب الجميع موجة الثورة والتغيير .

أهم الأعمال التي استفادت الكثير من الثورة فيلم “صرخة نملة” بطولة عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف وتأليف طارق عبدالجليل وإخراج سامح عبدالعزيز . ولم تكن مصادفة أن يكون الفيلم من الأساس كمعظم أفلام كاتبه، يتحدث عن الفساد والظلم والقهر الذي يتعرض له المصري قبل الثورة، ومع حدوثها كان طبيعياً أن يستفيد منها الفيلم ويتخطى الرقابة وكل المحاذير .

والمصادفة وحدها هي التي جعلته أول فيلم سينمائي يعبر عن ثورة 25 يناير، إذ تواصل تصويره بعدها ما رشحه ليمثل السينما المصرية في مهرجان “كان” هذا العام الذي قرر الاحتفال بالسينما المصرية تكريماً لثورتها وعرض معه فيلم “18 يوم” الذي شارك في إخراجه عدد من مخرجي السينما المصرية مثل يسري نصر الله وكاملة أبو ذكري ومروان حامد وغيرهم، وشارك في بطولته عدد كبير من نجوم الفن في مصر على رأسهم يسرا ومنى زكي وبسمة أحمد وآسر ياسين وأروى جودة وأحمد حلمي، كذلك قرر فريق فيلم “المركب” بطولة يسرا اللوزي وعدد من نجوم السينما الشباب إخراج عثمان أبو لبن استغلال الثورة وإضافة بعض المشاهد الرمزية التي تشير إليها، باعتبار الفيلم يناقش أزمة شباب الجيل الجديد بسبب البطالة وما تعرضوا له بسبب النظام القديم، ورغم أن فيلم “الفاجومي” الذي قام ببطولته خالد الصاوي وصلاح عبد الله وكندة علوش وجيهان فاضل تأليف وإخراج عصام الشماع ويتناول قصة حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم، كان مرتبطاً من البداية بمرحلة زمنية لا تصل إلى أحداث الثورة فإن فريق العمل وقع تحت تأثير نجاحها وغيروا في السيناريو لتصبح الثورة جزءاً من الأحداث .

ويبدو أن حماس الفنان خالد الصاوي للثورة وكونه كان من أبرز الفنانين الذين دعموها وشاركوا فيها، دفعاه لاستغلال الثورة في أحداث مسلسله الجديد “خاتم سليمان” الذي يشاركه بطولته رانيا فريد شوقي وفريال يوسف إخراج أحمد عبدالحميد . وغيرت الأحداث لتتوسطها وقائع ثورة 25 يناير وتصبح بعد ذلك نتيجة لها .

واستغل فريق مسلسل “تلك الليلة” بطولة حسين فهمي وداليا مصطفى وعزت أبو عوف إخراج عادل الأعصر، أحداث الثورة، ولأن البطل يعود من الخارج لإقامة مشروعات كبيرة في مصر، فالعودة تكون بعد الثورة . وطوعت أحداث مسلسل “إحنا الطلبة” المأخوذ من قصة الفيلم الشهير “إحنا التلامذة” ليوافق ثورة 25 يناير، ويناقش مشكلات مجموعة من الشباب وهم في المسلسل محمد نجاتي ومحمد رمضان وأحمد سعد وأحمد فلوكس وريم البارودي ودنيا عبد العزيز وإخراج أيمن مكرم . ورغم أن الفنان يوسف الشريف ينفي إضافة أي مشاهد من الثورة إلى أحداث مسلسل “نور مريم” مع نيكول سابا وياسر جلال إخراج إبراهيم الشوادي فإن أحداث المسلسل التي تدور حول الفساد الاجتماعي خاصة في مجال الطب أشارت إلى أن الفترة الزمنية التي تدور خلالها مرتبطة بفترة ما قبل الثورة وما بعدها .

وتكرر الأمر في مسلسل “لحظة ميلاد” بطولة صابرين وكمال أبو رية وآيتن عامر ودينا فؤاد إخراج وليد عبدالعال الذي يناقش القضايا الاجتماعية وقضايا الأسرة والفساد في مصر الذي أدى إلى سوء الأحوال الاقتصادية ما يدفع البعض بل الكثيرين للسفر خارج مصر . وصور المسلسل قبل الثورة ومع استمرار التصوير بعدها أضيفت أحداث تتناسب معها ونتائجها . وأيضاً مسلسل “مسألة كرامة” الذي يقوم ببطولته حسن يوسف وعفاف شعيب وريم البارودي وعمر حسن يوسف إخراج رائد لبيب، أضيف إليه بعض المشاهد لتتناسب الأحداث مع ثورة 25 يناير، وتدور الأحداث حول الصراع الطبقي والفساد والأزمات الاجتماعية في فترة ما قبل الثورة وتستغل الثورة لتكون مؤشر القضاء على الفساد والظلم والجهل .

الخليج الإماراتية في

20/07/2011

 

وضعوا في زنازين تعج بالمجرمين وتجار المخدرات

معتقلو مظاهرة المثقفين بسوريا يروون تفاصيل ترهيب الأمن لهم

دبي - العربية.نت 

نشر عدد من المشاركين في "مظاهرة المثقفين" في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد تفاصيل ما جرى معهم أثناء الاعتقال على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك"، ومن بين هؤلاء الفنانان رامي العاشق وباسل شحادة.

ضرب وشتائم

ويقول الفنان رامي العاشق في روايته عن أيام الاعتقال الثلاثة التي قضاها في السجن، "تم القبض علي فيما سمي بمظاهرة المثقفين في منطقة الميدان يوم الأربعاء الموافق 13-7-2011، وتم اقتيادي من قبل أربعة عناصر حفظ نظام من إشارة المجتهد إلى مقابل جامع الحسن وهذه المسافة تقدر بـ500 متر".

ويمضي في روايته قائلا إن أحد الضباط طلب من العناصر عدم ضربه أمام الناس وأخذ للسيارة وضربه فيها، وأنه أثناء سيره للسيارة تم توجيه الشتائم بشكل فظيع له ونعته بصفات غريبة مثل "عرعوري" وعميل لإسرائيل مع أنه فلسطيني، فضلا عن الشتائم في العرض والشرف والأم والأخت.

ويشرح رامي أنه بعد ذلك تم وضعه في صندوق سيارة تويوتا ستيشن خاصة بالشرطة وأخذه على فرع الأمن الجنائي في دمشق وبعد فتح باب الصندوق انهالوا عليه بالضرب باليدين, ثم أنزلوه إلى القبو حيث رأى الأخوين ملص وسالم حجو وعبد العزيز الدريد وباسل شحادة ومحمد أبو زيتون وعبد الرحمن الحصني وعبد الحكيم بازرباشي وخلدون الخطيب، والذين يقول إنه تعرف على أسمائهم لاحقا، موجودين على الأرض مضروبين وكان الباقون موجودين قبلهم وهم، مي سكاف وريما فليحان ويم مشهدي وغيفارا نمر وسارة الطويل ودانا بقدونس وساشا أيوب ورنا شلبي ومجدولين حسن وإياد شربجي وفادي زيدان ونضال حسن ومظفر ومهند وفادي وبلند حمزة، كانوا في غرفة التحقيق.

ويمضى قائلا إنه تم تحويل الشباب المصابين إلى المستشفى وتم أخذ أقوالهم وبعد ذلك جرى إدخالهم على غرفة الاعتقال وظلوا سويا حتى الساعة الخامسة من صباح الخميس، وبعدها جرى إدخالهم إلى الزنازين الخاصة بالمجرمين واللصوص وتجار المخدرات بعد أن تم تفريقهم إلى قسمين.

أكاذيب دنيا

ويقول "في زنزانتي عندما دخلنا وجدنا رجلا كبيرا في السن ضخم الجثة يدعى أبو منير "زعيم القاووش" متظاهر من القدم واستقبلنا أحر استقبال ورحب بنا وتركنا ننام وظل واقفا لأن الزنزانة كانت ممتلئة, كان في الزنزانة حوالي 25 شخصا ينامون على الأرض تحتهم "بطانيات" والزنزانة تعج بالحشرات والصراصير ومظلمة لا يدخلها إلا القليل من ضوء زواريب بعيدة".

ويضيف أن رجال الأمن حاولوا إقناع أبو منير "زعيم القاووش" بالظهور على قناة الدنيا للاعتراف بأنه قتل ضابطاً في القدم لكنه رفض وقال لهم "لو بتعدموني ما بطلع على الدنيا"، ويمتدح رامي هذا الموقف قائلا "رجلٌ تنحني لعظمته كيف سهر لكي ننام وبات يكبّر ويفرح كلما أخبرناه بوضع المظاهرات في الخارج.

نظام مفتت ومشوه من الداخل

ويستكمل العاشق روايته قائلا: "رأينا شابا اسمه محمد , طالب في الجامعة الأوروبية تهمته رش الماء على المتظاهرين لتهييجهم, لكن المفاجأة الكبرى كانت في الرجل البخاخ, الرجل البخاخ شاب وسيم كان يكتب على جدران باب توما (الشعب يريد إسقاط النظام) كان معتقلا من سبعة أيام ولم يعرض على قاض, فقط معتقل ويتعرض لأقسى أنواع التعذيب , وجهه لا ملامح له عينان متورمتان وجسد هزيل ودماء تراها على كل أنحاء جسده.

ويضيف "بالمقابل كان هناك خمسة معتقلين يجلسون خارج الزنزانة يتجولون مع العناصر تهمتهم الهجوم على السفارة الأمريكية كانوا يعاملون معاملة خاصة, كان بينهم صحافي يدعى ياسر من جريدة الثورة، أما الباقي فهم ناس بسطاء, دارت بيننا حوارات كثيرة أثبتنا لهم أننا لسنا خونة بل وطنيون وأثبتوا لنا كم هم طيبون ومغيبون ومزروع في عقولهم ذاك الحقد العارم من أفكار ذلك الصحافي أنه سمع المتظاهرين في جامع الرفاعي يهتفون (بالروح بالدم نفديك إسرائيل) هذا الشخص يصدقك الكذبة ويكذب فوقها, أما الباقي فكانوا يشتموننا بأبشع الشتائم لكنهم سرعان ما فهموا حقيقتنا ومطالبنا وصدقاً لو جلسنا معهم يوما آخر لخرجوا معنا في مظاهرة .

ويواصل رامي قائلا: "تم إخراجنا من الزنزانة عندما جاء قائد الشرطة لمقابلتنا وأعادونا مع بعضنا مجددا وعدنا للضحك واللعب والحديث السياسي العلني وسط الكاميرات والعناصر والشبيحة".

ويضيف "في مساء الخميس قررنا الإضراب عن الطعام وبعد نصف ساعة كان العميد عندنا يقنعنا أن نأكل وأنها إجراءات روتينية والسبت صباحا سنخرج للقضاء, ولكننا لم نوافق إلا بعد موافقة الصبايا, وبالنهاية قررنا أن نصوت من كان مع الإضراب 13 ومن كان ضد الإضراب 15 فقررنا التوقف عن الإضراب.

ويروي رامي عن أحد الأشخاص المتهمين بالهجوم على السفارة الأمريكية ويدعى أبو محمود، والذي قال إنه جاء من منطقة جبلة مع 500 شخص للهجوم على السفارة ومعهم ترخيص من النظام، ومع ذلك قام رجال النظام بوضعه في السجن.

ويروي رامي عن تفاصيل الانتظار ليوم الجمعة وهل سيشهد مظاهرات كالمعتاد أم لا ومحاولة معرفة ما يدور خارج المعتقل، ويمضي قائلا إن أهم ماحدث في هذا اليوم أن الأخوين ملص قاما بتمثيل مسرحيتهما الساخرة ضمن الأمن الجنائي وبمشاهدة العناصر والضباط, واصفا ذلك بالمعارضة المسرحية في سجون البعث.

ويواصل رامي سرد يومياته، قائلا: "في يوم السبت صباحاً استلمنا أماناتنا وخرجنا مربوطين بقيود وسلاسل تجمعنا جميعا مع بعض في باص الاعتقال كلنا غنينا النشيد الوطني .. حماة الديار عليكم سلام, والضباط مصدومون لا يستطيعون فعل شيء.

وبعد ذلك وصلت المجموعة إلى القصر العدلي حيث كان الأهل والأصدقاء في الخارج في الانتظار، ولقاء جديد مع أبو منير مرة أخرى ومع شخص آخر يدعى معن العودات، وهو مهندس من مدينة درعا في الثانية والخمسين من العمر اعتقل في مظاهرات درعا, استشهد والده أمامه, كانت عيونه لا تجف, ويصفه بالقول "رجل لا تستطيع إلا أن تنحني أمام عظمته حدثنا عن مشاهداته في درعا, يا الله ما أروعك يا معن".

ويضيف "كما رأينا في نظارة القصر يافع من إدلب متظاهر أجبروه بعد التعذيب على الظهور على تلفزيون الدنيا ليعترف أنه قد فجر أربع سيارات, تلفزيون الدنيا … الحقيقة كاملة.

وخلال المثول أمام القاضي كانت مجموعات الشبيحة تنتظرالمعتقلين في الخارج ويهتفون : "طز فيكي حرية. نحنا الأمة الأسدية".

ويختم رامي شهادته بالقول إنها كانت تجربة عظيمة لتدخل وترى وتشاهد كم النظام متفتت ومشوّه من الداخل.

ضرب اللكمات والهراوات

أما السينمائي باسل شحادة فكتب قائلا: "ما زلت أذكر شعور الطمأنينة الذي أحسست به عندما رأيتها في آخر السرداب، جيفارا الجالسة في أرض ردهة فرع التحقيق وأنا أنزل الدرج مرتجفا بعد نوبة الجنون التي انتابت عناصر حفظ النظام منهالة على جسدي ورأسي باللكمات وعلى ركبي بالهراوات وتلاها أخيرا فقرة للرقص الشعبي دبكت فوقي على أغنية "أبو حافظ"… نزلت السرداب لتستقبلني عيناها الجميلة الهادئة، وفكرة واحدة تنتابني "كم هي قوية …إهدأ أيها الجبان !"

ويقول: "بعد التحقيق المجهد طيلة الليل وتخليصنا من كافة كماليات العالم الخارجي متضمنة أربطة الأحذية وأحزمة البناطيل وعلب الدخان الضرورية لاستمرار حياة بعض المتظاهرين، دخلنا مع صلاة الفجر إلى عنابر الفرع المظلمة. لا أعتقد أن النور دخل هذا المكان منذ سنوات الحزب الأولى ! أسندت ظهري المتعب على طرف الحائط وأنا أراقب صدور الجثث المستلقية أمامي وهي تنتظم مع إيقاع الشخير الثقيل وهمهمات الليل المؤلمة.

أسطورة "الرجل البخاخ"

ويروي شحادة في صياغة أدبية محكمة قصة تعرفه داخل زنزانته على أحمد أو "الرجل البخاخ" كما أطلق عليه رجال الأمن والتي تبدأ بسؤال لدى دخوله الزنزانة :"هل قتلت أحدا أم أنك سرقت لتأكل فقط؟".

ويسرد: أخذت أراقب بعض الصراصير وهي تتجول في الزنزانة، اعتقد أن اثنين منها واقعان في الحب، أحدهما يتبع الآخر أينما ذهب، لكنهما في النهاية استقرا على قدم السجين الثاني إلى اليسار. بحركة واحدة نفض الصرصارين العاشقين عن قدمه، ثم تحرك بجسده الفارع نحو الخلف مسندا ظهره إلى الحائط المقابل لي، عيناه الزرقاوان تلمعان تحت الضوء المتسلل من الردهة وأخاديد مشوهة تملأ جبهته العريضة. انتابتني قشعريرة مؤلمة وأنا أتتبع الجروح العميقة على تلك الجبهة، أسفل ذلك الوجه المجروح اكتشفت ابتسامة هادئة، لم أستطع ان أرد عليها بأخرى، أعتقد ان ظلام الزنزانة وجروحه قد قبضت على حنجرتي.

ثم ينطق السجين بعبارة :" لقد أعدتم لي روحي".

تبا… لقد نطقت الجثة المشوهة التي أمامي … هل قتلت أحدا أم أنك سرقت لتأكل فقط؟

سألته بتردد: "روحك؟"

ابتسامته الذكية ازدادت تألقا وسط الظلام، ثم انحنى نحوي فجأة متلهفا كطفل صغير "كم متظاهرا كنتم؟ لقد استرقت السمع عبر الردهة… ما هي الأخبار في الخارج؟ هل ابتدأت النهاية؟ "

منكمشا على نفسي من هذا الكائن الظلامي، همست مترددا " أعتقد أننا كنا فوق الخمسمائة".

أمسك بكتفي والرجاء يشع من عينيه: " أعتذر منك صديقي، لم أعد أسمع بأذني اليسرى … أرجوك هنا … نحو اليمين".

" اعتقد…فوق الخمسمائة"

" الله … خمسمائة!"

عاد ليجلس مستندا إلى الحائط المقابل، راخيا رأسه الأصلع على صدره، بتناسق تام مع حائط الزنزانة، بكتفيه العريضين ولون جسده الرمادي ولا شيء يلمع إلا عينيه وتلك الجروح العميقة.

من الغريب كيف نجتمع عندما يطلق علينا الآخرون لقبا موحدا!

أخبرني عن بيته الجميل في أبو رمانة ووظيفته الرائعة كمدير في شركة أجنبية، عن والدته التي تبحث له عن عروس وعن حلمه ببدأ عمله الخاص قريبا.

عندما سألته عن جبهته، أجابني: "في المنفردة، ستفعل أي شيء للتخلص من الجنون، أي شيء… ".

ما زالت رطبة … أردت أن ألمس تلك الأخاديد العميقة على جبهته، وأن أتلمس عينه التي لم يعد ير بها بشكل جيد، تلك الطمأنينة الدافئة التي نمت بيننا، وهذا الشعور الخفي بالاندساس والأمل … تحولت هذه الزنزانة النتنة إلى مقهى يجلس فيه صديقان وبعض الصراصير العاشقة.

عن قصص الجدران والكتابة واختناق الصوت في الحنجرة، عن قصص التعذيب والتحقيق، وعن التجول في دمشق مكبل اليدين والقدمين ليدلهم على أمكنة الجريمة البشعة التي ارتكبها، ملاحقا بالناس في كل مكان، يكيلون له السباب ويتسابقون للوصول إليه وضربه "أيها الخائن العميل، أنت مجرم…." وعن قصص الزنزانات والحرية والوطن.

"كم هو مؤلم أن يسلمك الشخص الذي التجأت إلى بيته… هل كل أهالي باب توما هكذا؟"

" أنا من باب توما! …ما اسمك صديقي؟"

"أحمد، ولكني اعتدت اسمي الجديد …. يطلق علي المحققون هنا اسم "الرجل البخاخ،" تستطيع أن تناديني الرجل البخاخ".

العربية نت في

19/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)