حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حبيب:

أدعو لنقابة مستقلة للحفاظ علي كرامة السينمائيين

كتبت ـ دينا دياب

شارك السيناريست تامر حبيب للمرة الاولي في انتخابات نقابة المهن السينمائية، وفاز بمقعد السيناريست في عضوية مجلس الإدارة، ورغم ذلك دعا لانشاء نقابة مستقلة هدفها استعادة كرامة السينمائيين، تامر واحد من المهمومين بالسينما في الفترة الاخيرة. وقدم العديد من الاعمال التي حققت نجاحا كان أبرزها «سهر الليالي» و«تيمور وشفيقة» و«18 يوم» وكان من المشاركين في ثورة يناير ومن المطالبين بالغاء النقابة، عن اهداف النقابة الجديدة ورأيه في الانتخابات واعماله التي تصور حاليا قال....

·         مالذي دفعك للاشتراك في الانتخابات هذه الدورة؟

اتفقت انا ومجموعة من السينمائيين منهم المخرج محمد علي والمونتيرة مني ربيع ومدير التصوير سامح سليم وقررنا ان نشترك في الانتخابات ليكون همنا الأكبر هو انشاء نقابة محترمة تهتم بكرامة السينمائيين بعد المعاناة التي طالما عشناها في الفترة الماضية فأنا عضو نقابة منذ عام 1998 لم تطأ قدمي سلم النقابة منذ يومها لانني لا أجد مكاناً محترماً يعطيني حقي وليس لها موقف لأتشرف اني تابع لها فقررت المشاركة لاثبات موقفي.

·         ومارأيك في الانتخابات؟

«سويقة» هذه أقل كلمة يمكن ان توصف بها انتخابات السينمائيين هذه الدورة رغم فوزي بمقعد في مجلس النقابة إلا أنني رافض لكل اجراءات الانتخابات فلا يعقل ان تجري يوم الاحد وهو يوم اوردرات تصوير لكل السينمائيين ايضا عقدت الانتخابات في مسرح فيصل ندا وهو مسرح لايصلح لأي شئ جعلنا ننتقل بالانتخابات الي المقهي وهذا موقف غير انساني بالمرة والسبب في ذلك ان هناك اعضاء مصلحتهم الاساسية ان تقام الانتخابات في يوم يمثل تعجيزاً لكل السينمائيين وفي نفس الوقت يتيح فرصة لإجبار التليفزيونيين ان يأتوا الي النقابة للترشيح وهي نفس الطريقة التي كانت تتبع طوال الاعوام الماضية وهي نفسها التي تنفذ وهو مايؤكد ان فلول النظام مازالوا موجودين.

·         كيف ستتعامل مع مسعد فودة وانت عضو معه في المجلس؟

في البداية فكرت انا و7 من اعضاء النقابة منهم فوزي العوامري وعمر عبد العزيز وسامح سليم ومحسن احمد في إسقاط الانتخابات لكننا استفسرنا عن هذا الموضوع فوجدنا ان الاعتذار عن عضوية المجلس سيكون نتيجته اجراء الانتخابات مرة اخري وليس إسقاط النقيب فرجعنا في كلامنا لاننا لانضمن الانتخابات القادمة، وقررنا ان نسعي لاعادة جدولة النقابة وتنقية الجداول التي تتسبب كل عام في تزوير الانتخابات والتعاون مع مسعد فودة علي انه شخص موجود في مكانه لكن لن نحترمه بسبب تصريحاته عن الثوار وتقديمه بلاغات ضد كل المشاركين في الثورة وسنحافظ علي النقابة حتي لاتسقط في يده وفي نفس الوقت سيكون هدفنا الرئيسي إعطاء الفرصة للسينمائيين للتعامل معنا حتي تقام النقابة المستقلة التي ستأخذ وقتاً في انشائها لانها تفرض 30 في المائة من نسبة عمل كل الاعضاء المشاركين.

·         هل تشكك في تزوير في الانتخابات ؟

انا أتعجب من نقابة مكانها علي بعد امتار من ميدان التحرير وفي نفس الوقت مازال فلول النظام مسيطرين عليها، أتعجب من اننا نقدم طعناً لعمل الانتخابات يوم الجمعة فيتم رفضه دون إبداء اسباب، وتقام انتخابات مدعو لها بطريقة غير شرعية وفي نفس الوقت انا غير متصور ان يشارك مسعد فودة في الانتخابات في نفس الوقت الذي نعلم فيه انه نفس الرجل الذي قال إن السينمائيين اذا نزلوا الي ميدان التحرير في الـ18 يوماً الذي تغير فيها مصير مصر سيرفدهم من النقابة وقال ايضا إن الفنانين الذين يشاركون في المظاهرات هدفهم الحصول علي وجبات كنتاكي و50 جنيهاً فانا لا أفهم من المتحكم في هذه النقابة وهونفسه لم يحترم النقابيين ولا اعضاء النقابة لذلك لا أستبعد حدوث تزوير لان الفساد مازال موجوداً.

·         مارأيك في موقف المعتصمين المسيطرين علي مقر النقابة في شارع عدلي؟

الاعتصام وسيلة متحضرة جدا في التعبير عن الرأي وأعتقد انه من المفترض ان يكون رأي الاغلبية هو الصحيح وانا سعيد بتواجد الناس بشكل مكثف لان ذلك شكل مشروع لمكافحة الفساد فلايعقل ان تقدم مستندات وتم نشرها في وسائل الاعلام المختلفة وفي نفس الوقت يضرب بها عرض الحائط.

·         وماذا ستفعل للتصدي لهذا الفساد ؟

نحن نجهز الآن لنقابة سينمائيين مستقلة وفور انشائها لن يكون لأي سينمائي شريف صلة قرابة من بعيد أو قريب بهذه النقابة الموجودة لانها بالنسبة لنا نقابة غير شرعية، لننشئ نقابة محترمة يكون اهدافها الحفاظ علي كرامة السينمائيين والمساواة بينهم فلايوجد شخص يصرف عليه ملايين وآخر يصرف عليه ملاليم ان نخلق نقابة لاتسيطر عليها امن الدولة ولايكون اعضاؤها عملاء فيه، وألا اخاف من الحديث لان حواري وكلامي كله مسجل ويتم التجسس عليه، لابد من انشاء نقابة قوية عندما تحدث مشكلة في العمل ألجأ لها أي انشاء نقابة هدفها حل المشكلات وعدم الاهتمام فقط بالعلاجات والمعاشات والمصايف هذه هي النقابة المطلوبة.

·         لماذا اعتذر كل النجوم عن فيلمك واحد صحيح؟

لان الفيلم به أربع بطلات وكل واحدة تشاهد ادوار الفنانة التي تشاركها الدور فتشعر ان دورها صغيربالمقارنة بين الاثنين، فتعتذر لذلك، الفيلم عرض علي العديد من الفنانات ورفضن ليكون النهاية من بطولة رانيا يوسف وبسمة وكندا علوش ومعهن الفنان هاني سلامة ومن اخراج هادي الباجوري وجاري تصويره ليعرض في عيد الاضحي والفيلم يدور احداثه في اطار كوميدي اجتماعي بعيدا تماما عن الثورة.

·         ولماذا تأجل مسلسل شربات لوز؟

المسلسل من إخراج خالد مرعي وبطولة الفنانة يسرا في ثاني تعامل بعد مسلسل «خاص جدا» وانا سعيد جدا بالتعامل معها فهي فنانة قادرة علي التألق في أي دور وتربطني بها علاقة صداقة خاصة جدا و تدور احداثه في قالب اجتماعي كوميدي عن الصراع بين طبقتين مختلفتين واجمل مافي هذا المسلسل ان كل الشخصيات مدانة كلهم من الاشرار وهذا ما أعجبني في المسلسل ان تدور أحداثه كلها في اطار مضحك فانا لا احب ان أظهر الشخصيات كملائكة في اعمالي لان عصر الملائكة انتهي والمسلسل تم تأجيله لأن الشركة المنتجة لم تلحق بتصوير العمل للعرض في شهر رمضان.

·         وماذا عن فيلم 18 يوم؟

انا سعيد بهذه التجربة التي تشرح مشاعر الشعب المصري وفيه 10 مخرجين لعشرة افلام يشارك فيها اغلب نجوم مصر،وكان من المقرر عرض الفيلم علي اليوتيوب والفيس بوك ولكن الفيلم عرض في مهرجان كان وحقق نجاحا بعدها طلب عرضه في العديد من المهرجانات فوجدنا ان الفيلم من الممكن ان يكون جماهيريا فقررنا عرضه في قاعات العرض.

الوفد المصرية في

17/07/2011

 

يسرى نصر الله :

«ريم ومحمود وفاطمة» فيلم عن «البنى آدمين» وليس عن الثورة

كتب   أحمد الجزار 

أقل ما يوصف به فيلم «ريم ومحمود وفاطمة» الذى يصوره الآن المخرج يسرى نصر الله أنه «غير تقليدى» وقد يصفه البعض بأنه تجربة «مجنونة» لا تعتمد على سيناريو محدد أو حوار مكتوب بشكل نهائى ولكن الأحداث اليومية هى التى تكتب سطور هذا الفيلم الذى يرصد المرحلة الانتقالية التى تعيشها مصر الآن والذى تبدأ أحداثه بعد عملية الاستفتاء وحتى اختيار الرئيس المقبل. الفيلم يستعرض الأصوات والتيارات السياسية الآن ويتساءل ما هو حلم الشباب المصرى فى هذه المرحلة؟ وكيف يسعى لتحقيق هذا الحلم؟

لذا ليس من الغريب أن تجد سيناريو الأحداث يرصد أحد المؤتمرات الهامة للقوى الوطنية أو اعتصاماً داخل ميدان التحرير أو أزمة مع أهالى الشهداء، وكلها أحداث فى نسيج هذا السيناريو الذى كتبه يسرى نصر الله مع السيناريست الشاب عمر شامة.

يضم الفيلم حتى الآن ٥ شخصيات أساسية هى منة شلبى التى تجسد دور «ريم» وهى ناشطة سياسية تعمل فى إحدى شركات الإعلانات ولكنها تواجه مشكلة فى عملها عندما تقرر الشركة تنفيذ حملة للتوعية من خلال الاستعانة بكومبارس، بينما ترى ريم أنه يجب النزول للشارع ومقابلة أشخاص حقيقيين بدلا من الكومبارس للتعرف على المشاكل الحقيقية وهذا ما تواجهه فى رحلتها داخل الميدان وغيره من الأماكن الحيوية، وتنجح من خلال مقابلتها فى الكشف عن واقع لا تعرفه، وتمثل ريم النموذج الأرستقراطى فى الفيلم حيث إنها تنتمى لطبقة راقية بالإضافة إلى أنها مطلقة، بينما يجسد باسم السمرة دور «محمود» وهو فقير متزوج من ناهد السباعى والتى تجسد دور «فاطمة» ولهما طفلان، ويمثل هذا النموذج الطبقة الفقيرة أو المعدومة التى تعانى فى الحياة للبحث عن قوت يومها، أما الشخصية الرابعة فهى فيدرا وتجسد دور سيدة تهتم بحقوق الحيوان وعندما تنغمس فى الواقع تكتشف أن الإنسان لم يحصل على أدنى حقوقه، أما الشخصية الأخيرة فهى سلوى محمد على وتجسد دور ناشطة سياسية تتبع إحدى الجمعيات الأهلية وتشترك فى معظم الأنشطة السياسية.

الفيلم يمزج بين الشكل الوثائقى والدرامى حيث يعتمد فى أصله على حكاية بينما يضم حوارات ويرصد لأحداث واقعية، ووصف يسرى نصر الله التجربة بـ«الكابوس» وقال: تنفيذ تجربة بهذا الشكل صعب للغاية لأن هناك العديد من الأحداث اليومية فى هذه الظروف ومن الصعب حصرها أو استغلالها جميعا، وأضاف يسرى: كما أننى أخشى أن يطغى الشكل الوثائقى على الشكل الدرامى والعكس. وأكد يسرى أنه رفض استغلال هذه الأحداث فى عمل وثائقى فقط وقال هناك حدوتة وحكاية أريد أن أحكيها فى هذا العمل، فأنا أحاول توظيف الأحداث التى نعيشها ضمن هذه الحكاية لذلك أؤكد أن هناك إطاراً محدداً ومكتوباً نسير جميعا بداخله ونوظف الأحداث به، لذلك فنحن لن نرصد كل الأحداث ولكن ما يفيد السيناريو، ورغم ذلك فإن الفيلم قد يفرز شخصيات جديدة لا نعرفها حتى الآن ولكن سيتوقف ذلك على الأحداث وحدوتة الفيلم وهذا يعنى أن الأحداث قد نكتبها بشكل يومى ولا أعرف إلى أين ستأخذنى نهاية هذا العمل حتى الآن.

وقال يسرى: صعوبة هذا العمل تكمن فى تصويره لأنك تضطر لأن تضع أبطالاً وسط مظاهرة حقيقية فى ميدان دون أن يكون هناك تحكم منا فى سير الأمور كما تجرى حوارات بين الممثلين وأشخاص عاديين، كما أنك قد تواجه أحداثاً غير متوقعة وتضطر بشكل طارئ إلى الاستعانة بالممثلين وتصوير ما يحدث، وكلها أمور تزيد من صعوبة العمل.

وأضاف يسرى: من المقرر أن أنهى التصوير بعد انتخابات الرئاسة وهذا يعنى أن التصوير ممتد حتى إجراء الانتخابات، وأكد يسرى أنه اشترط على الممثلين المشاركين فى هذا الفيلم التفرغ الكامل طوال مدة التصوير حتى يتاح له استدعاؤهم فى أى وقت، وأكد نصر الله أنه قام بإرسال نسخة من السيناريو للرقابة وأكد لهم أن الفيلم سيرصد معظم الأحداث الجارية خلال هذه الفترة بما يتناسب مع أحداث الفيلم، وأكد أنه حصل على تصريح رقابى وموافقة على التصوير شرط أن يراعى الآداب العامة وعدم المساس بالقضايا التى ينظرها القضاء الآن،

 وقال يسرى: رغم هذه الشروط فإننى لا أستطيع أن تجاهل مطالب الثوار فى التحرير وقد قمت بتصوير لقطات لبعض الثوار كانوا يطالبون فيها بالقصاص من مبارك ولن أستطيع أن أحذف هذه المشاهد لأنها تمثل نبض فئات من الشعب، وبيّن يسرى أنه قام بتصوير بعض مشاهد فيلمه فى ميدان التحرير دون الحصول على تصاريح من الداخلية لأن الميدان لا يوجد به أى عناصر من الداخلية على حد قوله، وأكد يسرى عدم تخوفه من زيادة مشاهد الفيلم، وقال لقد سبق أن قدمت فيلم «صبيان وبنات» واستغرق تصويره ٧٥ ساعة كاملة ولكنى لخصته فى ساعة ونصف فقط.

وأضاف يسرى أن الفيلم ليس عن الثورة ولكنه عن البنى آدمين وكيف تغيروا بعد الثورة، وقال: الفيلم يتم تصويره بكاميرا ديجيتال صغيرة ويشرف على التصوير سمير بهزان وقد رصدت للفيلم ميزانية تصل إلى ٨ ملايين جنيه.

المصري اليوم في

18/07/2011

 

 

محمد السبكى ينتج فيلماً كوميدياً عن ثورة ٢٥ يناير

نجلاء أبوالنجا 

قرر المنتج محمد السبكى جمع مادة مصورة من ميدان التحرير وبعض المواقع التى شهدت بعض الاعتصامات والمظاهرات خلال الـ١٨ يوماً، لحين سقوط الرئيس السابق مبارك، وذلك بعد أن قرر تقديم فيلم عن ثورة ٢٥ يناير، وأكد السبكى أنه سعيد بالثورة وفخور بها، لذلك لن يكون أقل من النجوم وصناع السينما الذين سعوا لتأريخ هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر،

وأضاف «السبكى» أن أهم ما لفت نظره بالإضافة لعظمة الثورة هو الروح الكوميدية التى سيطرت على الميدان، لذلك سيكون محتوى فيلمه الجديد بالكامل عن أبرز المشاهد الكوميدية، التى تم تناقلها عن طريق مواقع الإنترنت وشاشات الفضائيات، ليبدأ بعدها فى تكليف أحد المؤلفين فى صياغة قالب درامى مناسب لتلك المشاهد ويتماشى مع الثورة أيضا.. «السبكى» نفى أن يكون الهدف التجارى وراء تفكيره فى تقديم هذا العمل وأكد أن لكل شخص وجهة نظر يرى بها الثورة، وأبرز ما يراه فى الثورة أنها الوحيدة بين ثورات العالم التى تميزت بالروح الكوميدية، بالإضافة إلى شعار «سلمية سلمية».

«السبكى» أوضح أن فيلمه الأخير «الفيل فى المنديل» منى بخسائر فادحة، بسبب موقف الناس من بطله طلعت زكريا وتصريحاته المعادية للثورة والثوار، وأن كل المحاولات فشلت فى تجاوز أو تقليل حجم الخسائر، رغم أنه من الظلم أن يتحمل ٢٢٠ عاملاً بالفيلم ثمن خطأ شخص واحد فقط حتى لو كان بطل الفيلم.

وعن فيلم «عمر وسلمى» الجزء الثالث، قال «السبكى» إن أسرة الفيلم تستعد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتصوير النصف الثانى من الفيلم، وربما يستغرق أربعة أسابيع، لكن كل شىء مؤجل لحين انتهاء بطلى الفيلم تامر حسنى ومى عز الدين من تصوير مسلسل «آدم»، الذى سينتهى يوم ٢٠ رمضان.

ونفى «السبكى» أن تكون هناك أى نية لتأجيل فيلم تامر حسنى خوفا من أن يلاقى نفس مصير فيلم طلعت زكريا نفسه، وقال إن ظروف مسلسل تامر هى سبب تأجيل تصوير الفيلم، وليس هناك أى تخطيط لهذا التأجيل، ومن المحتمل أن يعرض الفيلم فى عيد الأضحى القادم.

المصري اليوم في

17/07/2011

 

الفيلم الهوليودي وأزمة الثقة في المؤسسات والزعماء الكوارث لتمجيد العمل الفردي وقيم المحافظين الجدد

تقدمها: خيرية البشلاوي 

في كتاب "كاميرا بولتيكا" "CameRa PoLitica" يقدم الناقدان الأمريكيان مايكل رايان. ودوجلاس كلنر دراسة للعلاقة بين الفيلم الهوليودي والمجتمع الامريكي في الفترة ما بين 1967 ومنتصف الثمانينات من القرن الماضي. وهي الفترة التي تميزت بحالة من التأرجح الشديد في الحركات الاجتماعية من اليسار إلي اليمين.

في الأسبوع الماضي أشرت إلي دور الفيلم الهوليودي في دعم وترسيخ المؤسسات السائدة والقيم المحافظة التقليدية التي تغرس الايديولوجية وتدعمها.

هذا الأسبوع اتوقف امام فصل من نفس الكتاب بعنوان "أفلام الأزمة" "Film Crisis" أي التي عبرت عن الأزمات الاجتماعية في المرحلة الزمنية المختارة.. هذه المرحلة شهدت "أزمة شرعية" في اشارة إلي أزمة الثقة الحادة في المؤسسات الكبري والتي كانت محصنة ضد النقد ثم فقدت ثقة الشعب الأمريكي.

في هذه الفترة زادت معدلات عدم الثقة بدرجة كبيرة من 24% عام 1958 إلي 73% عام 1980. وفي الفترة من 1967- 1971. تراجعت الثقة في الزعماء من 42% إلي 28% وفي مجال المديرين التنفيذيين انخفض متوسط الثقة من 39 نقطة في الستينات إلي 15 نقطة في الثمانينات وبالنسبة للثقة في رؤساء المؤسسات عموما فقد انخفضت من 55% إلي 23% عام .1982

وكذلك تزايدت مشاعر الرفض لكل أشكال البزنس بصورة كبيرة في الفترة من 1965- 1975 وشهدت صناعات معينة انهيارا حادا وسادت حالة كساد وازدادت نسب التضخم الخ.

الأفلام التي عبرت عن الأزمة قدمت دليلا علي أن أزمة الشرعية شهدت نوعا من ردود الفعل الجماهيرية.. الأول يتسم بالجنوح إلي المحافظة والميل إلي المألوف والقوالب الاجتماعية التقليدية والثاني انعكس في محاولات تقدمية تسعي إلي تمثيل جديد للاعراف والعادات والمواقف الاجتماعية.

الأفلام التي تعكس النوع الأول تدعم قيم المحافظة مثلما تشير إلي الاحساس بعدم الرضا في الثقافة الامريكية اثناء الفترة الزمنية المختارة أفلام تجسد الحاجة إلي قائد قوي. يعوض عن الاحساس بعدم الثقة وترسم صورا وأمثلة دالة للقواد المحافظين الجدد.

وتندرج هذه الأفلام التي أسماها الكتاب "أفلام الأزمة" تحت عنوان فيلم الكوارث "Disasren Filn" ومنها "الفك المفترس" و"طرد الأرواح الشريرة" "Exoesist" و"الأب الروحي" و"المطار" وهذه الأعمال تعمل بمستوي مجازي عال. أي أشبه بالاستعارة أو الرمز. فالكارثة هنا بمثابة "رمز" تحرك مشاعر الخوف والقلق وتصل بها إلي ذروة عالية حتي اذا ما واجه المتفرج هذه المشاعر نفسها في الحياة الواقعية يستطيع أن يمتصها وان يتغلب عليها. أي أن "الكارثة" في حد ذاتها بمثابة علاج لتجنب مشاعر القلق الواقعية. أو هي استعارة مجازية تمثل نوعا من الدفاع الذاتي الجمال والسيكولوجي ضد التهديدات التي تتعرض لها منظومة المباديء الاجتماعية وتمتص القلق العام الذي أحدثته الحركة الفكرية والاجتماعية ابان الستينات وبالذات الحركة النسوية لتحرير المرأة. بما تنطوي عليه من تهديد للنفوذ الاجتماعي الأبوي للرجل. فضلا عن موجات التمرد الشبابية التي سادت الستينات.

أفلام الكوارث الطبيعية في بداية السبعينات هي في الأغلب تشبيه مجازي "رمزي" للفوضي
واللاأخلاقية التي عمت نهاية الستينات وأيضا للمزج الديمقراطي المعتل كما يراه المحافظون ابان هذه المرحلة.

وأفلام الأزمة رجعية الهوي عموما تعيد من جديد فرض النظام الأبوي بحزم من أجل السيطرة علي الفوضي. ولذا فان الاستعارات المحافظة للعديد من هذه الأفلام يمكن قراءتها باعتبارها مرفأ لهذا التوجه المحافظ حيث تتلامس مع الخطاب الاجتماعي لهذه الفترة. وأيضاً مع الاحساس الغامر بالحاجة إلي ما يعيد تشكيل العالم الاجتماعي.

ومع تقدم مرحلة السبعينات من القرن الماضي اكتسبت "أفلام الأزمة" معاني اضافية مع الانهيار الاقتصادي والتهديد المتنامي للبطالة. وانخفاض الدخول بسبب ارتفاع نسب التضخم وزيادة الشعور بعدم الثقة.

فاذا كانت أفلام الأزمة في بداية السبعينات تبدو مشغولة بالاستجابة لازمة الشرعية وانعدام الثقة ومحاولات التهدئة لما جلبته الستينات فانه مع منتصف السبعينات أصبحت الأفلام أكثر اهتماما بالقضايا الاقتصادية وبالتأثيرات السيكولوجية لحالة الكساد. ومن المؤكد ان المزاج الذي ساد أعمال هذه الفترة كان يتسم بقدر أقل من التفاؤل وبدا ذلك ملحوظا بشكل واضح.

"أفلام الأزمة" كانت ايضا عاكسة لاغراض العلاقة بين التغيرات الاقتصادية وبين ايديولوجية الفيلم فهذه الأفلام المذكورة كانت تضم أوائل أفلام الكوارث الضخمة انتاجيا الناجحة تجاريا وكانت بمثابة الالهام الذي أدي إلي سيادة هذه النوعية من الانتاج الضخم باعتبارها اتجاها قويا يميز هذه المرحلة.

فالنجاح الكاسح لفيلم "الأب الروحي" و"أكسورسيت" و"طرد الأرواح الشريرة" و"الفك المفترس" ثم لاحقا "حرب النجوم" أصبح ظاهرة احتلت ايرادات قمة أعلي الأفلام تحقيقا للربح. الأمر الذي قاد هوليود إلي التركيز علي هذه النوعية. خصوصا مع الفشل الذريع الذي منيت به الأفلام المنتجة في الفترة "1969- 1972" مثل "الفيلم الأخير" LaskT Movie وفيلم "اليد الأجيرة" "The Lired Hand" وهي الأفلام التجريبية التي حملت ماركة "نيو هوليود" أو هوليود الجديدة.. في هذه الفترة خسرت الاستوديوهات خمسمائة مليون دولار. الأمر الذي جعل هوليود تؤمن أكثر بنوعية الأفلام الضخمة وبقدرتها علي تحقيق عوائد كبيرة بالاضافة إلي أنها أفلام موجه بحيث تتلاقي مع المخاوف والخيالات التي تراود قطاعات عريضة من جمهور السينما. ويفسر ذلك جزئيا انتشار أفلام "العائلة" وأفلام تهتم بمداواة الجراح الناجمة عن أزمة الثقة في الحكومة وفي العمل الحر.

ومن الاشياء المهمة التي انعكست علي أساليب معالجة "أفلام الأزمة" التقاطع بين الاستراتيجية الصناعية والتغيرات السلوكية الاجتماعية.. فقد أصبح لزاما علي صانع الفيلم أن يختار الشكل الذي يتجاوب مع القطاع الأكبر من الجمهور. ومن ثم تميز الاسلوب بالشكل السردي الكلاسيكي الواقعي وبالمعالجة التي تقوم علي تمثيل الاتجاهات والقواعد التي تعبر عن الامزجة المختلفة وبحيث تتلافي مع وتشبع الحاجة إلي الرومانسية والبطولة الذكورية. وأن تضم الحبكات العناصر التي تخفف من التوتر. بينما تقدم حلولا بسيطة وليست اشكالية للعقد الدرامية. وايضا جذابة تثير اهتمام الشباب "البورجوازي" في هذه المرحلة "السبعينات" وذلك من خلال استخدام مستويات عالية من التأثير مع تحقيق قدر من التوتر والاثارة.

وتمثل أفلام الكوارث اكثر النوعيات شعبية في بداية وحتي منتصف السبعينات. وكانت بمثابة استعراض للعودة إلي التقاليد المتبعة التي تصور مجتمعا يعيش أزمة ويحاول حل مشاكله الاجتماعية والثقافية عبر التشريعات المتعارف عليها وتحت لواء وقيادة الرجل القوي وشيوع القيم الاخلاقية التقليدية. وبعث المؤسسات المستقرة مثل الأسرة والمجتمع البطريركي. ومع ذلك فان أفلام الكوارث ليست بالكامل. أفلاما محافظة ولكنها تحذر من اخطار عدم الانضباط والصرامة في ادارة المؤسسات الرأسمالية.

بدأت دائرة أفلام الكوارث المعاصرة في عام 1970 ومع عام 1976 احتل أربعة من هذه النوعية قائمة أعلي الأفلام ايرادا في تاريخ السينما حتي وقتئذ وهذه الأفلام الأربعة هي "المطار" و"تاورينج انفرتر" "Towering Inperno" و"ذروة الجحيم" و"مغامرة بوسيدون" و"الزلزال".

أفلام الكوارث تعتمد علي بناء سردي بسيط يبدأ بحالة الاستقرار وينتقل إلي الفوضي ويعبر سلسلة من الاختبارات لتحديد شخصية القائد المخلص ثم في النهاية يتم تجاوز الكارثة وينجو الجميع.

وتتضمن الحبكة جماعة من الشخصيات تمثل في مجموعها صورة مصغرة من المجتمع الأمريكي وقد شاءت الصدفة أن يتواجد هؤلاء داخل بناء مغلق. أو داخل مركبة أو شكل من اشكال المواصلات الحديثة وهذا البناء تهدده كارثة ما.

وتشير العلامات التي تحدد مستويات البيئة لهذه الشخصيات إلي الرفاهية والحداثة بينما تبدو مظاهر التقدم في انظمة التكنولوجيا والمواصلات.

وقبل أن تبدأ مظاهر الكارثة يستعرض الفيلم المظاهر العادية للنظام البطريركي الذي يضم الرجل في المرتبة الأولي فضلا عن مظاهر الرأسمالية وادوات التكنولوجيا في مجتمع يحصل فيه كل فرد علي المكان والوظيفة وحين يتصادف حدوث الكارثة اذن فإن هذا النظام بات مهددا بالانهيار.

وأول أفلام هذه الدائرة من أفلام الكوارث فيلم "المطار" 1970 حيث تتضمن القصة انذاراً بوجود قنبلة داخل الطائرة.. وهذا الانذار بمثابة كابوس يهدد المحافظين. لان كل شيء يبدو وكأنه يعمل علي نحو صحيح ولكن المزاج الديمقراطي مضطرب. واصوات المظاهرات تأتي من البعد. بينما الادارة الناعمة والقديرة للموظفين في المطار تقوم بالعمل اللازم من أجل اتمام عملية الانقاذ.

أحد العاملين في قسم الصيانة يتولي تهيئة الممر لهبوط الطائرة وطاقمها سالمين.. وبعد ان يتحقق هذا الانتصار يتأمل الكابتن الطائرة باعجاب لزملائه ويقول "فكروني أن ارسل ببطاقة تحية وشكر للسيد بوينج".. أي للرجل ولمؤسسة الطيران.

فيلم "المطار" إذن يحتفي ويشجع العمل الفردي وكذلك يحتفي "بالمؤسسة" التي يقف وراءها. ويلحم الاثنين معا ويمجدهما في شخص "مستر بوينج" أي يقوم بشخصنة ما هو ليس شخصا والغرض من ذلك اعلاء قيمة الولاء والتبعية. وفي نفس الوقت ادانة العامل المضطرب عقليا الذي يحلم بوظيفة باعتباره شخصاً عاجزاً عن تبني هذا الموقف ويصر علي التمرد رغم نصيحة زوجته "بطل تحلم وتمسك بوظيفتك" علي التمرد.

المتفرج امام هذه الأعمال يراد منه أن يفكر علي نحو سلبي في المناخ الديمقراطي. ويتأمل الادارة الناعمة التي لقيت وراءها الموظفين المحترمين في مؤسسة بوينج باعزاز واعجاب. بالاضافة إلي اعزازه لكل القيم التي تنطوي عليها حبكة الفيلم.

ان "فيلم الكوارث" يعمل علي تشغيل مشاعر الخوف. والتهديدات الاجتماعية داخل المتفرج للوصول إلي حلول بعينها يوحي بها الفيلم فالقصة تتجه اثناء تقديمها صوب الاقرار بقيم الاسرة. والانسجام بين الأجيال. الكبير يحظي باحترام الصغير.. واحترام السلطة باشكالها والايمان والثقة بالقيم التقليدية واعلاء القيمة الفردية والتضحية.

فالموجه العنيفة التي تصيب السفينة "بوسيدون" تمثل اشارة رمزية للتهديدات التي تصيب القيم والمؤسسات المستقرة. صحيح ان المتفرج لن يجد اشارة إلي الفكر العلماني أو فكرة صراع الاجيال. أو المعارضة أو التوجه النفسوي وانما سيري ان الترياق الاكبر للمشكلات هو النزوع إلي التقليدية والمؤسسات المستقرة وان غياب هذه الأمور يؤكده الحضور القوي جداً لانواع أخري من الحلول التي تزيل الخوف والتهديد والايمان بالاخلاص الفردي وليس العمل الجماعي والطاعة للقواد وليس التمرد. ذلك لأن القائد القوي قادر علي الخلاص وعلي الوصول رغم الكارثة إلي بر الأمان.

انها أفلام تمثل درسا في كيفية الانحياز واختيار انتماءاتك.

المساء المصرية في

17/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)