حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حنان مطاوع:

المشاهد الساخنة لا تتفق مع أخلاقي

القاهرة – عمر محمد

حالة من النشاط الفني تعيشها هذه الأيام الممثلة حنان مطاوع، فقد انتهت أخيرا من تصوير فيلم «بعد الطوفان» الذي يدور حول الثورة ويشاركها بطولته أحمد عزمي وهالة فاخر، وتواصل في الوقت الحالي تصوير مشاهدها في الجزء الثالث من مسلسل «لحظات حرجة». حنان تحدثت عن دورها في الفيلم ورأيها في أفلام الثورة وكشفت السبب الذي دفعها لانتخاب الفنان أشرف عبدالغفور نقيبا للممثلين، وسر خلافها مع النقيب السابق أشرف زكي، كما تحدثت عن حياتها الخاصة التي نسيتها وسط ارتباطاتها الفنية.

• كيف انتهيت من تصوير فيلم له علاقة بالثورة بهذه السرعة؟

- كل ما في الأمر أنني تعرفت على مخرج العمل في الأيام الأولى للثورة، ونزلنا معا ميدان التحرير وبعد تنحي الرئيس السابق وجدت المخرج يتحدث معي عن كتابته لفيلم له علاقة بالثورة بعنوان «بعد الطوفان»، ويريدني أن أشارك في بطولته، وبالطبع تحمّست للفكرة وزاد حماسي عندما وجدت شركة مستعدة لإنتاج الفيلم من دون اي تردد، وبالتالي لم تقف أمامنا أي صعوبات وبدأنا التصوير.

طبيبة نفسية

• وما دورك في الفيلم؟

- دوري في الفيلم مختلف تماما عن جميع أدواري السابقة، حيث إنني أجسد فيه شخصية طبيبة نفسية جاءت إلى مصر بعد الثورة لعمل بحث عن الفساد السياسي في الحكومة المصرية، وبالفعل تبدأ في اختيار أكثر من شخصية لتطبيق البحث عليهم ومعرفة الأسباب التي دفعتهم لنهب أموال الدولة والنتائج التي ترتبت على ذلك، ويشاركني في البطولة مها أبو عوف وهالة فاخر وأحمد عزمي.

• ما الذي دفعك لقبول المشاركة في بطولة هذا الفيلم؟

- بكل صراحة هناك العديد من الأسباب، أبرزها القضية التي يعالجها الفيلم، وهي الفساد الحكومي في النظام الحاكم السابق في مصر، لقد وجدت أن هذا الدور سيكون بمنزلة بدايتي الحقيقية للسينما من خلال هذا الفيلم، «بعد الطوفان» يعد من أول الأعمال التي كتبت بعد تنحي الرئيس السابق مباشرة.

نماذج حقيقية

• معنى ذلك ان الفيلم سيتناول شخصيات بعينها كنموذج للفساد الحكومي قبل الثورة؟

- لا، لن نتحدث عن شخصيات بأسمائها، ولكنها نماذج حقيقية تسببت في إفساد السياسة في مصر وما ترتب عليه من فقر وبطالة.

• هل سيكون توجهك السينمائي المقبل سياسيا؟

- بصراحة أنا أبحث عن الأدوار الجيدة التي تحمل رسالة ولها هدف، ليس بالضرورة أن تكون الأفلام سياسية بحتة، ولكن مجرد نقلك لواقع اجتماعي هو في حقيقة الأمر تعبير عن السياسة، وأعتقد أن سخونة الأحداث في الشارع المصري ستنتقل إلى السينما في الفترة المقبلة.

• لكن البعض ينتقد الآن كثرة الأفلام التي صورت في الوقت الحالي، والتي تتناول الثورة المصرية. فما رأيك؟

- أنا على علم بهذه الانتقادات، لأن الثورة لم تكتمل حتى الآن، ولكن فيلمي مختلف عن كل الأفلام التي يجري تصويرها في الوقت الحالي، حيث إنه يناقش مدى النضج السياسي والسلوكي الذي طرأ على فكر المصريين.

دور جيد

• بعيدا عن أفلام الثورة، هل ترين أن الوقت مناسب للقيام بأول بطولة سينمائية؟

- أنا لا أحسب الأمور بهذا الشكل، وعندما صرّحت بأن هذا الدور يعد بدايتي السينمائية لم أقصد أنه البطولة المطلقة لي، فأنا لا أحسب الأمور هكذا، فكل ما يهمني أن أقدم عملا جيدا من حيث الشكل والمضمون، وهذا ما يجعلني أتعامل مع كل دور أقدمه، كأنه بطولة مطلقة، البطولة الحقيقية هي دور جيد في عمل متكامل.

• تشاركين فى بطولة الجزء الثالث من مسلسل «لحظات حرجة»، ماذا عن دورك فيه؟

- في البداية أريد أن أوضح شيئا مهما، وهو سعادتي البالغة بهذا العمل، حيث إنني لم أجد أي صعوبة فيه، لأنني تعاونت فيه مع أصدقائي الحقيقيين، أما عن دوري فأجسد دور هدى وهي طبيبة ماهرة في عملها، تربطها علاقة عاطفية بالممثل أحمد حاتم، ولكن يحدث بينهما العديد من المشاكل.

• وكيف كان التعاون مع المخرج شريف عرفة؟

- أنا منبهرة به، ويشرفني التعاون معه، فهو شخص منظم وفاهم عمله، ولديه قدرة هائلة على قيادة العمل.

إلغاء الرقابة

• هل كنت ممن يطالبون بإلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟

- لست مع هذه المطالب، لأنها ستؤدي إلى إنتاج أعمال بلا قيمة، هدفها الإثارة وتقديم مشاهد ساخنة، وهو ما لا يتناسب مع أخلاقنا، أنا أجد اننا نستطيع أن نوصل اي معنى دون اللجوء إلى هذه المشاهد التي بها إسفاف أو ابتذال.

• لكن الكثير من النجمات تبرر هذه المشاهد بأنها في سياق الدراما ومن المستحيل الاستغناء عنها؟

- أنا ضد هذه المشاهد ولدي حدود أتمسك بها، على الرغم من أن في وقتنا الحالي أسهل شيء ممكن تقديمه هو الإسفاف.

• كيف رأيت إعادة ترشح النقيب السابق أشرف زكي لانتخابات النقابة قبل انسحابه؟

- وجدت أنه مؤشر سلبي للغاية، لأنه لا يصح بأي حال من الأحوال أن رجال النظام السابق الفاسد الظالم يظلون في مناصبهم بعد الثورة. وللأسف الشديد أشرف زكي أتيحت له فرصة ذهبية أثناء الثورة لكي يكون بطلا في عيون الرأى العام، وأتيحت له الفرصة ليقضي على نفسه وبالفعل اختار القضاء على نفسه عندما تخاذل عن تلبية دعوة خالد الصاوي يوم 27 يناير ليقف الفنانون بجانب الشعب.

• هل نسيت حياتك الخاصة وسط ارتباطاتك الفنية ونشاطاتك الاجتماعية؟

- بالفعل أشعر أحيانا أنني ظلمت حنان مطاوع الإنسانة وأنني لا أعطيها حقها، لكنني لا أغلق قلبي أمام الحب الذي لم يظهر في حياتي حتى الآن، فأنا مثل أي فتاة أتمنى أن أجد الإنسان المناسب لأكمل معه مشواري.

القبس الكويتية في

18/07/2011

 

الشاشة الفضية في مصر:

سينما جريحة .. تنهض من جديد

كمال رمزي - القاهرة

كما لو أنها فيلم متدفق الأحداث، سريع الإيقاع، إستغرق "18 يوما"..هكذا بدت الثورة التي فاجأت، بتطوراتها المتلاحقة، صانعيها. جاءت من دون سيناريو محدد أو تحديدات صارمة، تداخلت فيها العديد من القوى المتضاربة والمتصادمة، ومثل كل الثورات، سقط أركان نظام. سال دم شهداء. انتصرت أطراف وهزمت أطراف. ربح من ربح، وخسر من خسر، وقد تبدو السينما المصرية، من ضمن الخاسرين.

الثورة، لم تقصد تصفية السينما أو اقصائها، فالشباب المثقف الذي قادها، من عشاق ومتابعي الأفلام، سواء في دور العرض أو خلال شاشات الكمبيوتر. ولكن ما حدث، بحكم الضرورة، ان السينما باتت من جرحى الثورة: قاعات العرض شبه خاوية، بعض الحفلات تلغى لعدم وجود جمهور غير مهيأ نفسيا لمتابعة كوميديا خفيفة من نوع "محترم إلا ربع" أو "365 يوم سعادة". ارتباك في مواعيد العروض بسبب حظر التجول..نسخ الأفلام الجديدة حبيسة داخل علبها الصفيح، فشركات التوزيع تخشى فداحة الخسائر. المنتجون يعيدون حساباتهم، ماليا وفكريا وفنيا، بحثا عن أعمال تتوافق مع المزاج المبهم لجمهور ما بعد الثورة. 

أما عن الأفلام المفتوحة، أي التي لم تنته بعد، فإن صانعيها يبحثون عن إضافات لها، بمواقف أو مشاهد أو حتى جمل حوارية، تتماشى مع الأحداث، فعلى سبيل المثال، قرر محمد السبكي، منتج فيلم "الفيل في المنديل" إضافة جملتين للعمل. إحداهما حين تطرح إحدى الشخصيات سؤالا يقول: "هل تحب حسني مبارك" فيجيب بطل "الفيلم..."طلعت زكريا بكلمة واحدة "لا".

جرح السينما المصرية مؤقت

جرح السينما المصرية مؤقت، عابر، قد يستغرق فترة ليست قصيرة، ذلك أن "شرائط الحقيقة" التي تقدمها قنوات التليفزيون، والمواقع الالكترونية، التي ترصد، لحظة بلحظة، ما يدور في الواقع من أحداث ساخنة، صوتا وصورة، تتفوق على أي خيال روائي، وربما يستحيل على أي مخرج تنفيذها، بهذا القدر من الدقة والمهارة، فمشاهد جحافل ثوار ميدان التحرير، وهتافاتهم الموحدة، المصاغة بإبداع، ومقاومة الشباب البطولية لهجوم راكبي الخيول والجمال، ودهس عربات الزبانية المدرعة للمتظاهرين، وتوحد انفعالات الثوار،وانصهارها في بوتقة واحدة، تفور بالغضب، لها مئات الآلاف من الرؤوس والأذرع والأرجل.

إنها مشهدية تجمع بين اتساع العرض وعمق المجال، على نحو يتجاوز ما جادت به قريحة السينما، ربما منذ جريفت حتى ريدلي سكوت، مع فارق جوهري، فبينما تقدم الشاشة الفضية شخصيات قادمة من جوف التاريخ، تطالعنا الشاشة الصغيرة بما يحدث الآن، مع أولادنا، شبابنا. لذا، أصبح من الصعب أن يغادر المرء مقعده أما التليفزيون ليذهب الى دار السينما.

وما أن بدأت الثورة المصرية في النجاح حتى انطلقت رياحها الى أقطار عربية قريبة، وبعيدة نوعا، في ليبيا، واليمن، ولكن على العكس من الثورة المصرية التي بدت كفيلم مثير، متلاحق الأحداث، مكثفة، بدت الثورة الليبية بطيئة، متكررة الفر والكر، قد يدفع المتابع للتثاؤب، بينما لا تزال الثورة اليمنية المملة تراوح مكانها.

منذ بداية العام 2011 قدم العالم العربي، واقعيا، وتسجيليا، كل أنواع الأفلام، الأمر الذي قلل من شأن السينما الروائية، فعشاق أفلام العنف يجدون بغيتهم في تفاصيل المعارك الدامية المندلعة بين الثوار وقوات القمع..واذا كان المرء من هواة متابعة أفلام العصابات والتهريب والتهريب وقاعات المحاكم، فإن تحقيقات الكسب غير المشروع، وصور وأخبار أساطين الفساد، ستشبع هوايته..أما أصحاب الميول المتأملة، الذين يميلون للنظر في المصائر، المولعين بتراجيديات وليام شكسبير، فعندهم ما جرى لمن كانوا، يوما، في قمة السلطة: زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وطبعا لن يفوتهم تأمل هوس التمسك بكراسي الحكم، متمثلا في هيستيريا معمر القذافي ومراوغات على عبدالله صالح.

توجهات السينما المصرية في طريق التغيير

كل هذا أدى الى تراجع الأفلام الروائية أمام الشرائط الوثائقية، وما تتلوها، بالضرورة، من أفلام تسجيلية..ولأن الثورة المصرية، مثل كل الثورات، تحدث نوعا من الفرز، امتد في حالتنا ليشمل نجوم السينما، الأمر الذي أدى الى خلخلة خارطة النجوم باهتزاز شعبية طابور من نجوم الأمس القريب، الذين وقفوا ضد الثورة، مثل تامر حسني، الذي نهنه بالبكاء في ميدان التحرير، عقب قيام الثوار بإسكاته وطرده، ولاحقا أعلن تأجيل الجزء الثالث من فيلم "عمر وسلمى". وكذلك الحال بالنسبة للطابور الذي وردت فيه أسماء إلهام شاهين، نادية الجندي، غادة عبالرازق، يسرا، صابرين، هالة فاخر، دلال عبدالعزيز..وآخرين.

في المقابل، صعدت أسماء أخرى، عاش أصحابها لحظات الاختبار الصعبة، بين الثوار، في ميدان التحرير، امثال: أحمد حلمي، منى زكي، جيهان فاضل، خالد يوسف..ومعه كتيبة لا يستهان بها من المخرجين: عمرو عرفه، مجدي احمد علي، محمد كامل القليوبي، محمد فاضل، أحمد ماهر، محمد خان، يسري نصرالله..وغيرهم.

أغلب الظن، ستتغير توجهات السينما المصرية، أو على الأقل، ستصبح السياسة عنصرا فعالا في الأفلام، سواء جاءت اجتماعية أو تاريخية أو ميلودرامية أو غنائية او حتى لو دخلت من باب الكوميديا، ذلك النوع المزدهر والذي يعتبر عنصرا أصيلا في الشخصية المصرية، وليس أدل على هذا مما حدث في ميدان التحرير، في أثناء الثورة، فوسط الأجواء المتأججة بالأمل والقلق، الغارقة في الدخان والدم، برزت قدرة الشعب المصري على تحويل الدموع الى ابتسامات، وانتزاع لحظات البهجة في قلب المناخ العابس، فإلى جانب تلك اللافتات والشعارات الساخرة، التي حملها الثوار، ثمة أفلام التحريك القصيرة، التي تندد بالطغاة، المفعمة بروح التهكم الضاحك، والتي أبدعها هواة، وتتوفر على مواقع "الفيس بوك"، والتي ستتطور وتزدهر مع الأيام.

نعم الشاشة الفضية مهجورة هذه الشهور، والسينما المصرية، الآن، جريحة، ولكن لأنها صناعة راسخة أصلا، فإنها – من دون شك – ستشفى، وتنهض، متساندة على روح الثورة، لتتطلع نحو آفاق بعيدة.

فارييتي العربية في

18/07/2011

 

عمّان تكتشف السينما الجزائرية الجديدة

يزن الأشقر  

فرصة أردنيّة ثمينة لمعاينة الحركة السينمائية الراهنة في بلد لخضر حامينا ومرزاق علواش. على البرنامج أفلام بتوقيع رشيد بوشارب وإلياس سالم ونادية شرابي لعبيدي، تمثّل مرآة أمينة لراهن الجزائر سياسيّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً

عمّان | تبدو استعادة السينما الجزائرية في سياقها التاريخي حدثاً مهماً بلا شك. هذا البلد معروف بتقاليده العريقة في مجال الفن السابع، من روّاد كمحمد لخضر حامينا إلى جماعة الواقعيّة الجديدة مع طارق تقية ورفاقه، ومروراً بالجيل الوسيط الذي يمثّله مرزاق علواش خير تمثيل. وقد بدأ التاريخ العريق مع الأخوين لوميير اللذين استخدما البيئة الجزائرية مادة فيلمية لعدد من تجاربهم القصيرة في أواخر القرن التاسع عشر. وحتى اليوم، تواصل الطبيعة الجزائرية استقطاب المشاريع الهوليوودية والأوروبية. وقد مثّلت السينما الجزائرية علامةً فارقة في مسيرة السينما العربية؛ إذ نال شريط لخضر حامينا «وقائع سنوات الجمر» سعفة «كان» عام 1975، وتواصلت التجربة مع مرزاق علواش صاحب «عمر قتلاتو» (1975) و«حومة باب الواد» (1994)، ومحمود زموري صاحب «سنوات التويست المجنونة» (1986)، وصولاً إلى رشيد بوشارب وإلياس سالم ونادية شرابي وآخرين.

من هنا أهميّة الحدث الذي تشهده العاصمة الأردنية ابتداءً من اليوم؛ إذ تحتفي بـ«أيام الأفلام الجزائرية» التي تستضيفها «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام»، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية، والسفارة الجزائرية في الأردن، والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي.

على القائمة ثلاثة أفلام ستبدأ بشريط رشيد بوشارب الإشكالي «خارجون على القانون» (2010، 138 د ــ ١٨/٧). يتناول العمل الذي يعد استكمالاً مستقلاً لشريطه السابق «بلديون» (2006) قصة ثلاثة أشقاء جزائريين، مسعود الذي التحق بالجيش الفرنسي في الهند الصينية، وعبد القادر أحد قياديي جبهة التحرير، وسعيد الذي انتقل إلى باريس بحثاً عن الثروة. يجتمع الأشقاء في فرنسا بعد تفرقهم في الجزائر إثر مجزرة سطيف التي ارتكبها المستعمر الفرنسي. الأحداث تدور بين عامي 1945 و 1962 على خلفية حرب الاستقلال. إنّه فيلم يأخذ شكل أفلام العصابات، ويحمل رسالة سياسية واضحة في نقد الاستعمار. الفيلم الثاني هو باكورة الممثل والمخرج الشاب إلياس سالم «مسخرة» (2008، 92 د ــ ١٩/٧). تدور أحداث هذا الشريط الساخر في إحدى قرى جبال الأوراس. يحاول منير تحسين صورته بين سكان القرية ونيل احترامهم، وسط الإحراج الذي تسبّبه له أخته التي تعاني من أحد اضطرابات النوم؛ إذ تنام فجأة في أي مكان. ومع اقتراب أخته من مرحلة العنوسة، بحسب مفهوم سكان القرية، يلفق منير قصة عثوره على خطيب ثري لها. أحداث كوميدية تقدم نظرة على راهن المجتمع الجزائري.

وأخيراً، يعرض شريط نادية شرابي لعبيدي «وراء المرآة» (٢٠٠٧، ١٠٥ د ــــ ٢٠/٨). الشريط يطرح قضايا اجتماعية عديدة، مثل العنف ضد المرأة ومشاكل الأم العزباء من خلال السرد الغامض لقصة سلمى ورضيعها الذي تتركه في سيارة للأجرة وتهرب. يكمل الفيلم سرده بين محاولة بحث سائق التاكسي عن الأم، وملاحقة الكاميرا لسلمى في رحلتها.

العروض قليلة، ولو كانت تمثّل فرصة لمعاينة مشاغل السينمائية الحديثة في الجزائر التي استعادت حيويّتها في السنوات الأخيرة بعد ركود. يبقى أننا كنّا نتمنّى أن يحضر مخرجو الأعمال وبعض ممثليها لتقديم تجاربهم للجمهور العمّاني ومناقشته. كذلك، فإننا نتساءل عن سبب اقتصار التظاهرة على ثلاثة أعمال فقط، إذا كان الهدف تقديم السينما الجزائريّة للجمهور. هناك أسماء عدّة كان يمكن إشراكها، في مجال الأفلام الطويلة والقصيرة، مثل أحمد راشدي، ومؤنس خمار، ونذير مقناش، وياسمين شويخ، ومالك بنسماعيل، وطارق تقيّة طبعاً، وغيرهم.

«أيام الأفلام الجزائرية» في عمّان: بدءاً من الثامنة من مساء اليوم حتى الأربعاء 20 تموز (يوليو) ــــ «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام»، عمان ـــ للاستعلام: +96264642266 ــ www.film.jo

بوشارب: إعادة اعتبار؟

كان لافتاً استبعاد «خارجون عن القانون» لرشيد بوشارب في النسخة الأخيرة من «مهرجان الفيلم العربي الفرنسي» الذي أقيم في عمان منذ شهر... فيما تضمّن البرنامج شريط كزافييه بوفوا «بشر وآلهة»، وهو يستعيد المجزرة التي كان ضحاياها رهبان دير تيبحرين، خلال السنوات السوداء في الجزائر. وساد اعتقاد بأنّ المركز الثقافي الفرنسي، تجنب برمجة فيلم بوشارب، بسبب الاتهامات المباشرة التي يوجّهها إلى فرنسا. ورأى بعضهم في عرضه اليوم، برعاية جزائرية، رداً على ذاك التغييب. يبقى أن عمّان في حاجة إلى استعادة شاملة للسينما الجزائرية، وتجربتها الناجحة في اختراق الذوق المحلي، في ظلّ الانطلاقة (الخجولة) التي تشهدها السينما الأردنية.

الأخبار اللبنانية في

18/07/2011

 

نضال سيجري لا ينتظر أنجلينا جولي

«طعم الليمون» بين العراق وفلسطين

أنس زرزر  

في تجربته الإخراجية الأولى، تغلّب الممثّل السوري البارز على ضعف السيناريو، مراهناً على الهويّة البصرية للشريط. «طعم الليمون» يجمع قصصاً مختلفة من مأساة اللاجئين العرب المسكونين بهاجس العودة

دمشق | لم يخلُ العرض الافتتاحي الأول لفيلم «طعم الليمون» من المواقف المرحة والمحزنة في آن. احتشد عدد كبير من أهل الدراما السورية، ومن الإعلاميين، في صالة «سينما الكندي» في دمشق، لحضور باكورة نضال سيجري الإخراجية بعد العارض الصحي الذي ألم به، وأفقده القدرة على الكلام. حاول الممثل باسم ياخور ـــــ رفيق الدرب الفني الطويل لسيجري ـــــ اللجوء إلى المرح في تقديم الافتتاح للتغلب على مرارة المشهد. ألقى بصوته كلمة سيجري، ليصير صوته هذه المرة، بعدما كان ظله في الكثير من الأدوار الدرامية.

الفيلم هو باكورة انتاج «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني» السورية، قدّم فكرته المخرج حاتم علي، وكتب السيناريو رافي وهبة، وأخرجه سيجري الذي استعان بالمخرج الليث حجو في الإشراف الفني. يقدم العمل قراءة مختلفة لواقع اللاجئين العراقيين في سوريا، اعتمدت حبكته على زيارة متوقّعة للممثلة الأميركية أنجلينا جولي إلى العاصمة السورية. زيارة ستكون محرضاً ومحركاً للأحداث ونافذةً لمعاينة حياة مجمل الشخصيات.

يجتمع عدد من المستأجرين في بيت اللاجئ الفلسطيني أبو يوسف (حسن عويتي) في إحدى ضواحي دمشق الفقيرة. كل واحد يحمل قضية وهماً إنسانياً مختلفاً: ليلى (أمل عرفة) فتاة عراقية غادرت بلادها هرباً من العنف، مثل مواطنها نجيب المضطرب نتيجة صدمات تعرض لها قبل هروبه من بلاد الرافدين (الممثل العراقي جواد الشكرجي).

يحضر الجولان أيضاً، من خلال شخصيتين يجسدهما جمال العلي وخالد القيش. تتحول حالة انتظار الشخصيات لجولي من أجل تفقد أحوال اللاجئين في بيت أبو يوسف، من حالة تلخّص معاناة لنماذج مختلفة من البشر... إلى فرصة للبوح بالأحلام والتطلعات المكسورة. كل شخصية تحلم بالعودة إلى وطنها، لكن هناك عوائق وأوجاع مختلفة تعيشها يومياً وتحول دون ذلك. تسهم زيارة جولي المرتقبة في إبرازها بدلاً من حلها، عندما تتجاهل لقاء أناس بسطاء، قضوا وقتاً طويلاً يحلمون بلقائها لتخلّصهم من أوجاعهم وتساعدهم في تحقيق أحلامهم.

يقارب الفيلم حالة الانقسام التي يعيشها فلسطينيو الشتات تجاه الحلول السلمية واتفاقيات السلام. هذا ما تقدمه حكاية أبو يوسف وصديقه أبو اسماعيل (عبد الرحمن أبو قاسم) التي تبدأ دوماً بالشجار وتنتهي بالمصالحة وشرب الشاي. في الفيلم أيضاً، خط درامي يقوده الطفلان فارس ويافا (لاريم ومحمد شنار) اللذان يحبّان السكاكر بطعم الليمون. لكنّ يافا تموت بينما كانت تلهو بمفتاح بيت جدها في فلسطين، وتقرر جولي تبني طفل عراقي من اللاجئين من دون أن تكترث بمقتل طفلة فلسطينية تحلم بالعودة إلى وطنها.

في تجربته الإخراجية الأولى، استطاع نضال سيجري التغلب على ضعف فكرة السيناريو المكرورة في الكثير من الأعمال، حين قدّم صورة بصرية جميلة وانسيابية، واستعان بالعمل الجماعي مع فريق من الفنيين والممثلين. هذا ما أكّدته أمل عرفة لـ«الأخبار» عندما قالت: «لم يشعر أحد من فريق العمل بصعوبة في التجربة الأولى مع نضال. الجميع كان مرتاحاً ومنسجماً مع القراءة الفنية للفيلم، مع أنها المرة الأولى التي أقف فيها أمام نضال بصفته مخرجاً. ربما يعود الأمر إلى التواصل والتفاهم الكبيرين اللذين جمعانا مع نضال في أعمال درامية مختلفة».

وهذا ما أكده سيجري عندما قال: «العمل الفني هو عمل جماعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وهذه الحالة الجماعية اختبرتها كثيراً في المسرح، وكانت النتائج مرضية في معظم الأحيان. ولأن الكل لا يتجزأ، فقد نقلت هذه الحالة الجماعية إلى الشاشة». لكنّ سيجري نفى أن تكون هناك إسقاطات سياسية أو رسائل خفية لتزامن عرض الفيلم مع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، وزيارة جولي نفسها لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا: «الفيلم كان مقرراً عرضه فور الانتهاء منه. إلا أن العملية والعلاج اللذين خضعت لهما في بيروت حالا دون عرضه مباشرةً».

«طعم الليمون»: «سينما الكندي»، دمشق. للاستعلام: 00963113131094

الأخبار اللبنانية في

18/07/2011

 

الجمهور البيروتي أيضاً يودّع هاري بوتر

يزن الأشقر  

قد يختلف النقاد بشأن التقويم الأدبي لسلسلة «هاري بوتر» الشهيرة، إلا أنه لا يمكن أحداً أن ينكر الأثر الذي تركته مغامرات هاري السحرية في جيل بأكمله. لم تتوقّع الكاتبة البريطانية جاي كاي رولينغ كل هذا النجاح عندما أصدرت كتابها الأول «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» في عام 1997. منذ ذلك الحين، توالت المراجعات والجوائز، وأصبح الكتاب اسماً متداولاً حول العالم وبين الأطفال. نشرت الكتاب الثاني والثالث عام 1999، وباعت حقوق العمل السينمائية لاستوديوات «وارنر بروذرز»، لتتوالى الأجزاء الأخرى واقتباساتها السينمائية.

طرح الفيلم الأول «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» في الصالات عام 2001، حاملاً توقيع المخرج الأميركي كريس كولومبوس، بعد محادثات أولية فاشلة مع ستيفن سبيلبيرغ. هاري (دانيال ردكليف) الذي يعلم أنه ساحر في الحادية عشرة من عمره، وأنّه نجا من هجوم اللورد فولدمورت الذي قتل والديه، يرسل إلى مدرسة «هوغوورتس» للسحر والشعوذة، ويبدأ بتلقي دروسه مع زملائه رون ويزلي (روبرت غرينت) وهيرميوني غرانجر (إيما واتسون)، إضافة إلى غيرهما من الشخصيات التي استمرت في باقي أجزاء السلسلة.

حقق الفيلم نجاحاً تجارياً هائلاً، وحفاوة نقدية اختلفت مع النقاد الأكثر جدية. صحيح أنّ السلسلة هوجمت من بعض الطوائف الدينية لتشجيعها «السحر»، ومن بعض النقاد الأدبيين لسطحيتها، لكن ذلك لم يؤثر على نجاحها في شيء. تواصلت الاقتباسات السينمائية مع استمرار الكتب في الصدور، وانتظر المشاهدون صغاراً وكباراً النسخ السينمائية، وأصبح أبطال الفيلم الصغار نجوماً سينمائيين.

بعد عشر سنوات على صدور الجزء الأول، تصل مغامرات هاري بوتر في الجزء الثامن والأخير «هاري بوتر ومقدسات الموت2» إلى نهايتها، محققةً إيرادات تجاوزت 92 مليون دولار في أول يوم عرض للفيلم في الولايات المتحدة وكندا، ليسجل رقماً قياسياً لمبيعات التذاكر في يوم واحد.

المغامرة الأخيرة تشهد رحلة هاري في محاولته النهائية للقضاء على اللورد فولدمورت الذي سيطر على مدرسة «هوغوورتس»، برفقه زملائه. وحتى الآن، يبدو أنّ الفيلم هو أكثر الاقتباسات التي حظيت بالمديح النقدي. أحد النقاد شبّه المشهد الافتتاحي بأحد أعمال بيرغمان. مع نهاية السلسلة السينمائية التي حققت أرباحاً هائلة تقترب من سبعة مليارات دولار، تبدو الساحة خالية من منافس مستقبلي. لا شك في أن اسم هاري بوتر ومغامراته السحرية حفرا مكانةً في التاريخ الأدبي المعاصر ـــ وإلى حد ما ـــ في السينما أيضاً.

«هاري بوتر ومقدسات الموت 2» في بيروت: صالات «غراند سينما» (01/209109)، و«أمبير» (01/616600)

الأخبار اللبنانية في

18/07/2011

 

فنانو الميدان... في انتظار «العدالة»

وسام كنعان  

أفرج عن الفنانين السوريين الذين اعتقلوا الأربعاء الماضي، ليحالوا إلى المحكمة بتهمة «التظاهر من دون ترخيص». بعض هؤلاء يروي لـ«الأخبار» تفاصيل توقيفهم

دمشق | لم تطل فترة اعتقال المثقفين والفنانين السوريين الذين شاركوا في تظاهرة الأربعاء الماضي في دمشق وعلى رأسهم مي سكاف، ويم مشهدي، وريما فليحان، ونضال حسن، والأخوان ملص، وإياد شربجي، وساشا أيوب وسارة الطويل وجيفارا نمر... بعد الإفراج عنهم أول من أمس، أحالهم فرع الأمن إلى المحكمة، وبات عليهم حضور جلسات محاكمتهم دورياً بتهمة «التظاهر من دون ترخيص». يروي الفنانون الذين شاركوا في التظاهرة ما جرى معهم: طلبت منهم قوات الأمن مغادرة المكان، فرفضوا، بعدما رفعوا أيديهم في تعبير عن سلمية تحركهم. لكن الأمور لم تقف هنا. بل حضرت مجموعة من الشباب الذين بدأوا بمهاجمتهم وتخوينهم، وشتمهم، فردّ الفنانون بشعار «الحرية» قبل اعتقالهم. حاول رجال الأمن تفادي اعتقال مي سكاف التي ظلّت متمسكة برفاقها حتى اعتقلت هي الأخرى. وكانت الممثلة السورية أوّل من أطلّ إعلامياً على قناة «الجزيرة» بعد الإفراج عنها لتؤكّد في اتصالين هاتفيَّين أن فرع الأمن الجنائي أحالهم إلى المحكمة. وقالت إنها جلست مع زملاء آخرين في أحد المقاهي قرب قصر العدل، في انتظار خروج باقي الموقوفين «لكن هاجمنا أشخاص مجهولون، ولم نتمكّن من الهرب إلا بمساعدة أهالي الحي». وقد اختبأت سكاف في منزل أحد الأهالي. وأضافت أن معنوياتها ومعنويات زملائها كانت مرتفعة وقوية ولم تتوقع أن يكون نبأ اعتقالهم قد وصل إلى الإعلام.

في حديثها لـ«الأخبار»، تقول الكاتبة ريما فليحان «ريثما وصلنا إلى مكان الاعتقال، كنا نردد الأناشيد الوطنية، مما استفز بعض عناصر الأمن الذين انهالوا على الصحافي إياد شربجي بالضرب لكونه أحد المنظِّمين للتظاهرة». وتضيف: «أصيب الممثل أحمد ملص بجرح في رأسه. وكان التعامل قاسياً مع الذكور على عكس الموقوفات الإناث. حتى إننا نفّذنا إضراباً عن الطعام لتحديد موعد الإحالة للمحكمة، وهو ما حصل». وعما حصل بعد خروجهم من قصر العدل، تشرح فليحان فتقول: «هوجمنا بالحجارة من أشخاص لا نعرفهم، وحاول رواد المقهى حمايتنا إلى أن وصلت شرطة النجدة التي لم تستطع تفريق مهاجمينا، فساعدونا على الهرب بواسطة سيارات الأجرة».

هذه التجاوزات لم تقف هنا، خصوصاً ضد فليحان التي سبق أن تعرضت لحملة تخوين عندما نظمت نداء أطفال درعا الشهير، إذ احتشدت مجموعة تحت المبنى الذي تسكن فيه ليلاً، وقامت بشتمها وتهديدها. لم تستجب الشرطة لنداءات فليحان وفق ما قالت، لكنّ مجموعة من أصدقائها حضروا لحمايتها. أما معتقل آخر رفض الكشف عن اسمه، فيقول: «اجتمعنا بضابط رفيع المستوى اعتذر لوجودنا رهن الاعتقال، وأبلغنا بموعد المحاكمة، كما سمح لنا بالاجتماع والتصويت على قرار إيقاف الإضراب وهو ما حصل فعلاً قبل إحالتنا إلى المحكمة».

القضاء السوري وجه سؤالاً لجميع المثقفين ومن معهم عن سبب انطلاق التظاهرة من أمام المسجد وليس من أمام دار الأوبرا مثلاً، أو أحد المراكز الثقافية أو صالات المسارح، فجاء الجواب: اخترنا أن نكون جزءاً من الشارع الذي يتظاهر من أمام المساجد...

وقد انتظر المثقفون والفنانون العشرات من أصدقائهم أمام المحكمة، فيما انتشرت التعليقات على فايسبوك ترحّب بالإفراج عنهم وتتمنى لهم مزيداً من الجرأة والحرية، فيما دعتهم أكثر من فاعلية شعبية إلى حضور حفلات تكريم أعدت لهم في أحياء دمشقية مثل برزة والقابون.

الأخبار اللبنانية في

18/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)