حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تأملات في السينما الفلسطينية

بشار إبراهيم

كانت السينما آخر الفنون وأحدثها، بين الأنماط الإبداعية التي أرادوا أن تكون لها أدوارا في نضالهم المصيري، الذي طالما وصفوه بـ «الصراع الحضاري»، حيث انتظر الفلسطينيون سنوات طويلة، حتى وجدوا في فن السينما ضالتهم للتعبير الإبداعي عن شؤون مختلفة من القضية الفلسطينية، وجوانبها!.

ربما كان من المنطقي، على الأقل بسبب الظروف القاهرة التي شهدوها منذ مطالع القرن العشرين، أن تشيع لدى الفلسطينيين صنوف التعبير الإبداعي الفردي، من شعر، وقصة، ورواية، وفن تشكيلي، وموسيقى، وغناء.. ومن ثم أنماط من الفنون الجماعية كالمسرح، والإذاعة، قبل أن يعيشوا حالة التلكؤ طويلا ًعلى بوابة فن السينما، ومن ثم التلفزيون!..

ندرك أن الفلسطينيين الذين تشرَّدوا مكرهين طيّ المنافي، احتاجوا سنوات إثر النكبة الفلسطينية الكبرى، حتى يستطيعوا لملمة جراحهم، واستعادة صوابهم، وينطلقون بثورتهم، التي كان أعلى ما حققته في الواقع، أنها حولتهم من ذهنية «اللاجئ» المشرد، إلى وضعية «الفدائي» الثائر، قبل أن تحطَّ رحالها على شاطئ «العائد»، المتمسك بحق عودته.

كما ندرك أن الفلسطينيين الذين بقوا بين أيدي «الدولة» التي قامت على أنقاضهم، أمضوا سنوات موازية تحت وطأة «الحاكم العسكري»، وقراراته المتعسفة، وسياسات التهميش والإخضاع التي مارستها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، قبل أن يجد الفلسطينيون سبيلهم إلى «يوم الأرض»، الذي كان أعلى تعبير قومي عربي، يمكن لهم أن يمارسوه في ظل الظروف القاهرة التي كان عليهم المرور بها، إلى لحظة التعبير الذاتي.

وما بين هذا وذاك، كان من الطبيعي، والمؤسف طبعاً، وفي الوقت الذي تمكَّنت السينما الإسرائيلية من بناء روايتها البصرية، عن «أرض الميعاد»، وعن «الاستقلال»، وبناء «الدولة الحلم»، و«تحويل الصحراء إلى جنة»، و«قهر العرب؛ الأجلاف، الرعاع، المتخلفين».. من المؤسف، حقيقة، أن السينما الفلسطينية، في الوقت نفسه، لم تجد محلاً يُعتدُّ به، سواء على مستوى التفكير، أو على مستوى الفعل، أو الأداء.. ليس على الصعيد الفلسطيني، ولا على الصعيد العربي!..

في الشتات، انتظرت السينما الفلسطينية، حتى «انطلاقة الثورة المسلحة»، عام 1968، لتتلمس خطوات البدايات، وتحقق أفلامها الأولى، ما بين عمان وبيروت.. وفي الداخل، انتظرت السينما الفلسطينية حتى «يوم الأرض»، عام 1976.

ثمة ما يشي هنا، وكأن السينما الفلسطينية كانت بحاجة لمنعطف جذري وحاسم، على الصعيد السياسي، والعسكري، وبالتالي الاجتماعي، وأخيراً الفكري الثقافي، حتى تجد تربتها الخصبة الأولية، التي يمكن أن تنتش بذورها، وتتطلع إلى النمو، والتطور، والتبلور.

أولى الملاحظات التي يمكن التقاطها، ونحن نتأمل في السينما الفلسطينية اليوم، وبالاطلاع على الكثير من منجزها الفيلمي، أن ثمة «نمطية» ظهرت وسادت خلال نيف وعقد من الزمن من عمر تجربة السينما الفلسطينية، تلك المرحلة التي نميل إلى تسميتها «سينما الثورة الفلسطينية»، أي عندما كانت فصائل الثورة الفلسطينية، ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، هي التي تتولى إنتاج أفلام سينمائية، أرادت من خلالها التعبير الإعلامي، السمعي البصري، عن جوانب متعددة من القضية الفلسطينية.

كان من الملفت، أن تتسم تلك الأفلام السينمائية بكونها أفلاما دعائية، تحريضية، تعبوية.. وهو ما جعلها تتمركز بالحديث عن الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية، عن القتل الفظيع والدمار الجسيم، بغية احتذاب اهتمام الرأي العام العالمي، والعمل على التأثير في هذا الرأي، واكتسابه إلى جانب القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية أرض محتلة، وشعب مشرد، وظلم منقطع النظير.

ولأسباب عديدة، تبدأ بفعل التحولات التاريخية التي شهدتها القضية الفلسطينية، ولا تنتهي عند دعوات الكثير من المثقفين للتخلص من «العويل»، و«الندب»، والتعامل العاطفي مع القضية.. كان أن بدأ تيار «السينما الفلسطينية الجديدة»، عند العام 1980، ذلك التيار السينمائي الذي استطاع بداية التعامل مع القضية الفلسطينية بمستوى فني أكثر رقياً، وقدرة على التأثير، وكذلك بعمق إنساني، يركز على لامشروعية الاحتلال، وحق الفلسطيني بأرضه ووطنه، وعودته إليها.

ربما مرَّ على السينما الفلسطينية زمن قبل ذلك، كانت تحظى فيه بأشكال من التعاطف، انطلاقاً من الموقف السياسي المؤيد للقضية الفلسطينية، حتى لو كان هذا التعاطف قفزاً عن المستوى الفني، والجودة التقنية.. ولكننا اليوم يمكننا القول إن كثيراً من الأفلام الفلسطينية باتت أكثر قدرة على تقديم القضية الفلسطينية، بأعماق فكرية، وأبعاد إنسانية، ومستويات فنية، جعلتها قادرة على تحقيق الحضور، ونيل الاحترام، في أوسع المحافل السينمائية العالمية.

مع سينمائيين فلسطينيين، من طراز المخرج / ميشيل خليفي، ورشيد مشهراوي، وهاني أبو أسعد، وعلي نصّار، ومحمود المسّاد، وإياد الداود، ونصري حجاج، وباسل الخطيب، ومحمد البكري، ورائد أنضوني، وتوفيق أبو وائل، وإسكندر قبطي، ويحيى بركات، وصبحي الزبيدي، وهشام كايد، وطارق يخلف، وغالب شعث، وحنا إلياس، وحنا مصلح، وعبد السلام شحادة، ونزار حسن، وسامح الزعبي.. ومع سينمائيات فلسطينيات من طراز المخرجة / مي المصري، وآن ماري جاسر، ونجوى النجار، وعلا طبري، وساهرة درباس، وماريز جرجور، وعلياء أرصغلي، وليانا بدر، وعزة الحسن.. ومع قافلة من طرازهم، وطرازهن، والأسماء صارت كثيرة، والقائمة طويلة (نعتذر حتماً ممن لم يتمّ ذكرهم هنا).. باتت السينما الفلسطينية، اليوم، أكثر قدرة على تقديم صورة الفلسطيني، باتجاهاته، وتنوعاته، مواقفه، وتجاربه، بهمومه وأحلامه، وآماله..

الملاحظة الثانية، التي يجد المتابع للسينما الفلسطينية أنه معني بالوقوف أمامها دائماً، تبقى قصة «التمويل الأجنبي»، الذي بالاعتقاد سيبقى مثيراً لكثير من الأسئلة المتشابكة؛ أرى أنها تبدأ من سؤال: لماذا يختفي «التمويل العربي»، ويحضر «التمويل الأجنبي»؟!.. ولا تنتهي عند السؤال عن مدى التأثير الذي يتركه «التمويل الأجنبي» على المضمون الفيلمي!.. وإلى أي درجة يمكن وسم هذه السينما بأنها فلسطينية، طالما أنها تتكئ على خليط من «التمويل الأجنبي»، بما فيه «التمويل الإسرائيلي»، نفسه؟!..

مما لاشك فيه، أنه سيكون دائماً، وخاصة مع غياب «التمويل العربي»، ثمة دور ما يقوم به «التمويل الأجنبي»!.. ومما لاشك فيه، أيضاً، أنه سيكون تأثير ناتج عن «التمويل الأجنبي»، حتى لو لم يكن هذا التأثير مطلوباً بشكل مباشر، من قبل صاحب المال الأجنبي!.. ثمة تأثير نفسي، قد يكون خفياً، أو لا واعياً، ينبت لدى السينمائي الباحث عن تمويل أجنبي، يتمثل في توفُّر رقيب، أو موجِّه داخلي، يدفع السينمائي إلى التركيز على تفاصيل معينة، تماماً كما يقوم في الوقت نفسه، بالعمل على إقصاء تفاصيل أخرى!..

يدرك السينمائي، دون أدنى شك، أن «التمويل الأجنبي» ليس «جمعية خيرية»!.. إنه يهدف لتحقيق أهداف ما؛ قد تكون مادية على اعتبار أن القضية الفلسطينية موقع اهتمام، وبالتالي يمكن للأعمال التي تتناولها أن تجد إقبالاً ورواجاً، إن لم يكن في الصالات، فعلى الأقل في المهرجانات، وعلى شاشات التلفزة.

وقد تكون الأهداف معنوية، من خلال الرغبة في تأكيد صورة معينة، أو تمرير أفكار أو رؤى محددة.

هكذا، نرى أن الأمر يتوقف في النهاية، وكما نعتقد على السينمائي الفلسطيني ذاته، ومدى قدرته على التعامل مع «التمويل الأجنبي»؛ من المؤكد أن «التمويل الأجنبي» لن يستطيع إجبار السينمائي على قول ما لايريد، خاصة عندما يكون السينمائي مؤمناً بفنه، وبقضيته، وبأن «التمويل الأجنبي» هو من يحتاج للسينمائي، وليس السينمائي من يحتاجه، فقط!.. ولكن هل يكفي الاتكاء على الثقة بحصانة السينمائي، وقدرته على مقاومة الإغراءات والضغوط؟.. أم لابد من إيجاد سبل عملية تمكن السينمائي الفلسطيني ممن امتلاك سبل الخيارات، والاختيارات؟!..

الملاحظة الثالثة التي تنبع هذه المرة من داخل النصوص الفيلمية السينمائية، تتمثل في حضور «الذاكرة الفلسطينية»!.. فدائماً كانت «الذاكرة الفلسطينية» تمثل شكلاً من أشكال المقاومة، واستمرار وجود الشعب الفلسطيني، وتواصله، جيلاً إثر جيل.

«الذاكرة الفلسطينية» كانت المعول الذي يهدم المقولة الصهيونية: «الكبار يموتون، والصغار ينسون». هكذا آمن الفلسطينيون، جيلاً بعد جيل، وكان أن مارسوا إيمانهم هذا في واقعهم، عبر حكاياتهم الشفوية.

ومع قدوم الذكرى الخمسين للنكبة، ومع رحيل الكثير من الفلسطينيين، ممن عاشوا فلسطين، وشهدوا النكبة، نشأت تيارات في الثقافة والفكر والأدب والفن تدعو إلى توثيق الذاكرة الفلسطينية الشفهية، سواء عبر كتابتها، أو تسجيلها، أو تصويرها.. ومن هنا كان للكاميرا الدور الأكبر، إذ عندها يجتمع شريط الصوت والصورة.

تيار «الذاكرة في السينما الفلسطينية»، كان قد بدأ حقيقية مع بداية «السينما الفلسطينية الجديدة»، عند مطالع الثمانينات، على الأقل مع فيلم «الذاكرة االخصبة» للمخرج ميشيل خليفي، عام 1980، ومن ثم نما وتطور وتبلور مع تيار كامل من أفلام «ذاكرة الإنسان الفلسطيني»، و«ذاكرة المكان الفلسطيني»، هذا التيار الذي غدا اليوم أساسياً في أفلام السينما الفلسطينية.

يعرف الفلسطينيون، تماماً كما يعرف الصهاينة، أن الذاكرة هي حقل الصراع، فطالما أن هناك فلسطيني لم ينس وطنه، ولا قريته، ولا قضيته، فإن الصراع لن ينتهي.

ومن هنا كان الدور الكبير للسينما الفلسطينية، التي سجلت أفلامها، بالصوت والصورة، بالقصة والحكاية، بالمبدأ والتفاصيل، حقيقة الإنسان الفلسطيني، وعمق ارتباطه بالمكان الفلسطيني، والذاكرة الوطيدة، التي لا انفكاك لها، والتي تربط بين الإنسان والمكان الفلسطينيين.

شوط، بات طويلاً اليوم، وهو يعبر عقده الخامس، قطعت خلاله السينما الفلسطينية، من جيل سينمائي إلى آخر، وعبرت فيه من منعطف إلى غيره. واتخذت أشكالاً فنية، وتعبيرات إبداعية، أعلت من المضمون، حيناً، حتى لو كان ذلك على حساب الفن.. واهتمت بالفن تارة، حتى لو على حساب خفوت المضمون.. لكنها في النهاية وجدت، كما نأمل، سبيلاً إلى تحقيق توازن بين مضمون ينبغي أن يُقال، ومستوى فني لا يجوز التخلي عنه.. ولا مغالاة في القول إن هذا هو تحدي السينما الفلسطينية الأكبر.

الجزيرة الوثائقية في

17/07/2011

 

"كارلوفي فاري" يسدل الستار على دورته 46

محمد حسن  

بعد تسعة أيام من الفعاليات والتي اشتملت على عروض لأكثر من 180 فيلما وأكثر من 20 مؤتمر صحفيا، اختتمت قبل أيام الدورة السادسة والأربعين لمهرجان "كارلوفي فاري" بدولة التشيك, وأقيم حفل الختام وسط حضور عدد كبير من الفنانين التشيكيين والعالميين واختتم الحفل بعرض بفيلم الختام "منتصف الليل في باريس" للمخرج الشهير / وودي آلان, وهو الفيلم ذاته الذي عرضته إدارة مهرجان "كان" بفرنسا في افتتاح دورتها الأخيرة بمايو الماضي.

بلغ عدد  الزوّار والوافدين على مهرجان "كارلوفي فاري" هذا العام – طبقا لإحصاء إدارة المهرجان ذاتها – ما قدره: 12033 زائرا، منهم 814 سينمائيّا من مختلف دول العالم, و310 من صانعي الأفلام, و649 صحفيّا, و9424 من المهتمين الذين تابعوه العام الماضي والحالي أيضا.

وخلال الدورة الأخيرة تم بيع 126302 تذكرة عرض لمشاهدة 413 عرضا سينمائيا, وهي عروض أقيمت لـ 199 فيلما, منها 165 فيلما روائيا و34 فيلما تسجيليا.

بدأ حفل الختام بعرض راقص استخدمت فيه تقنية الليزر ببراعة عالية اتسمت بخداع بصري أبهر الجمهور, ثم أعلنت الجوائز, بحيث حصد الفيلم الإسرائيلي "ترميم" الجائزة الكبرى وهي الكرة البلورية ومعها جائزة مالية قدرها ثلاثين ألف دولار.

كما حصد الفيلم التشيكي "جيسبي" جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقدرها عشرين ألف دولار مع الكرة البلورية وهي ثاني جوائز المهرجان من حيث الأهمية, وفاز الفيلم الفرنسي "إجازات البحر"،  بجائزة أفضل إخراج, التي حاز عليها المخرج "باسكال رابات", كما فازت الألمانية "ستين فيشر كرستينسن" بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "كراكس إن زاشل"، فيما فاز "ديفيد مورس" بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "كولابولاتور" كما حاز الممثل "جان ميزيجار" بإشادة خاصة نظرا للدور الذي قدمه خلال فيلم "جيبسي"، وحازت الموزعة الموسيقية "جاكلين بوك" بإشادة خاصة نظرا للموسيقى الرائعة التي صممتها لفيلم "الغرفة 304".

وفي مسابقة "شرق الغرب" الذي تنافس خلالها عدد من أفلام شرق أوروبا فاز فيلم "بانك ليس ميتا" لمخرجه / فالديمير بلازوفيسكي بالجائزة الكبرى،

كما حاز الفيلم الأمريكي الروسي "أجيال بي" بإشادة خاصة.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية فاز الفيلم التسجيلي الطويل "الحياة الجيدة" بجائزة أفضل فيلم وقدرها خمسة آلاف دولار أمريكي ومعها تمثال الكرة البلورية , وفاز الفيلم التسجيلي القصير "إعلان الخلود" من بولندا بجائزة أفضل فيلم وقيمتها خمسة آلاف دولار أمريكي.

وفي مسابقة الأفلام المستقلة فاز فيلم "ساعة عباد الشمس" بجائزة الكاميرا المستقلة, وفاز فيلم "عائلة نيكي" بجائزة الجمهور, فيما فاز الأمريكي "جون تيرتورو" بجائزة الرئيس.

وقبل هذا الحفل بثلاث ساعات تم عقد مؤتمر صحفي لإعلان بعض الجوائز الفرعية وحصد خلالها الفيلم الكندي "روميو 11" على جائزة خاصة تقديرا للدور الذي قدمه الشاب المبدع ذو الأصول العربية "علي عمار"  والذي قدم بطولة هذا الفيلم بتميّز وشارك به خلال المسابقة الرسمية متحديّا احتياجاته الخاصّة.

اتسمت دورة هذا العام بالإقبال الجماهيري الكثيف على معظم الأفلام سواء التي كانت في المسابقة أو تلك التي عرضت خارج المسابقات, كما اتسمت الندوات والمؤتمرات التي أقيمت للأفلام بالفعالية والتفاعل مع الجمهور ثراء النقاش، كما زار المهرجان هذا العام عددا كبيرا من الطلاب التشيكيين الذين يدرسون السينما, بغية مشاهدة أفلام المهرجان والاستفادة منها.

لم تشهد دورة هذا العام أعطالا فنية بماكينات العرض باستثناء عطل بسيط في أجهزة الصوت قبيل عرض الفيلم الأمريكي "شجرة الحياة" الذي كان ينتظره عدد كبير من الجمهور نظرا لنجومية "براد بيت" الطاغية, واستمر العطل لمدة عشر دقائق ثم توقف العرض وأعيد إصلاحه واستأنف بعد ذلك.

الجزيرة الوثائقية في

17/07/2011

 

الأيام السينمائية بالجزائر تتوج أفضل الأعمال

"غزة تعيش" السفير الوثائقي للعرب، و"الجزائر غدا" يبشر بمستقبل مشرق للسينما الجزائرية

ضاوية خليفة- الجزائر 

أسدل سهرة الاثنين الماضي بالجزائر العاصمة ستار ثاني دورة من الأيام السينمائية بتوزيع جوائز مسابقة السيناريو التي أعلنت عنها جمعية "لنا الشاشات" منذ أشهر وكذا تتويج أفضل الأعمال السينمائية التي عرضت على مدار خمسة أيام كاملة في فئتي الفيلم القصير والوثائقي.

حفل الاختتام تم بحضور السينمائيين المشاركين في التظاهرة من مخرجين ونقاد وكذا عدة شخصيات في مقدمتهم "بديعة صاطور" مديرة الثقافة لولاية الجزائر، ومديرة متحف السينما الجزائرية، وكذا الباحث السينمائي وممثل وزيرة الثقافة "أحمد بجاوي"، ليوقع الفيلم الفرنسي ''الطابق الأخير يسار يسار''  للمخرج / أنجلو سيانسي الختام الرسمي لثاني دورة من الأيام السينمائية التي تضرب الموعد لعشاق الفن السابع العام المقبل

على المستوى المحلي سجلت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية برئاسة الصحفي المنتج والمخرج الجزائري ''مالك آيت عودية'' في تقريرها الخاص ضعف المشاركة الجزائرية سواء على مستوى الإنتاجات التي عُرضت خلال التظاهرة فقد كانت الجزائر ممثلة بفيلمين وثائقيين فقط '' عودة إفريقيا '' / لسالم إبراهيمي وشرقي خروبي،    و'' كونسرتو لذاكرتين'' / لمناد مبارك؛ أمّا في مسابقة السيناريو فلم تصل اللجنة سوى سبعة مخطوطات لا ترقى لتكون أفلاما وثائقية وبالتالي ضعف الأعمال في هذا الصنف أدى إلى حجب الجائزة الكبرى، في حين تم الاكتفاء بتنويه خاص لـ "سليمة آيت مزيان"؛ ولأن ما وصل من سيناريوهات كان خال من أدوات الكتابة السينمائية أوصت لجنة التحكيم بضرورة إقامة دورات وورشات تكوينية في الاختصاص؛ وبصفته منظم التظاهرة السينمائية أكد "سليم عقار" رئيس جمعية "لنا الشاشات" أن الجمعية ستبادر إلى تنظيم لقاءات و دورات خاصة يؤطرها مختصون من داخل وخارج الوطن.

ضعف الانتاجات الجزائرية على هذا المستوى قابله قوة الأفلام الوثائقية العربية منها  والأجنبية مما جعل لجنة التحكيم تمنح جائزتها الخاصة للفيلم الفرنسي '' نادي زنزبار للموسيقى '' / لفليب كاسني؛ ولفرنسا أيضا عادت الجائزة الأولى للعمل الموسوم بـ''الجزائر صورة لمعركة '' لـ / جيروم لافون؛' في حين كان وثائقي ''غزة تعيش'' للفلسطيني / أشرف المشهراوي ممثل العرب الوحيد في هذه الفئة بحصوله على الجائزة الثانية.

أما مسابقة سيناريو الأفلام القصيرة والتي ترأسها المصور والمخرج الجزائري / رشيد بن علال فقد استقبلت قرابة الخمسين سيناريو مكتوب، ونظرا لاكتمال فنيات وجماليات الكتابة السينمائية منحت الجائزة الأولى لسيناريو '' النافدة '' لصاحبه:  "أنيس جعاد"، أما الجائزة الثانية فعادت لعبد الرحمن بن مصطفى عن نصه '' النافدة ''، وتلقى السيناريو المعنون بـ '' أنقذ نفسك '' / لتيري بن عمار تنويها خاصّا.

بينما أسفرت مسابقة الأفلام القصيرة التي عرضت في الأيام السينمائية الثانية عن فوز فيلم '' الجزائر غدا '' لـ / أمين سيدي بومدين بالجائزة الأولى، أما التنويه الخاص فمنح لفيلم / عمر زموم الموسوم بـ '' الحبل ''، في حين حاز الفيلم الروائي الطويل   '' أيام قليلة من الراحة '' للمخرج الجزائري المغترب / عمور حكار على جائزة الجمهور.

الجزيرة الوثائقية في

17/07/2011

 

ميريل ستريب .. امرأة حديدية متكاملة

حسن عزالدين 

أدهشت ميريل ستريب العالم عندما تسرّبت اخيرا أولى الصور من دورها الجديد كـ «السيدة الحديدية» لبريطانيا. كُشف النقاب اخيرا عن لقطات فيديو من هذا الفيلم، الذي سيحمل الاسم نفسه «السيدة الحديدية»، حيث أظهرت ستريب براعة فائقة في اقتباس الشخصية ولعب الدور، مما جعل كل من اطّلع على التفاصيل الأولى للفيلم، ينحني بكل حب وتقدير أمام هذه الممثلة العبقرية.

الفيديو ذو الدقيقة الواحدة يشير إلى «أيقونة» حزب المحافظين في بريطانيا مارغريت تاتشر، عندما كان مستشاروها يحاولون إقناعها بالتخلي عن القبعة وعقد اللؤلؤ، وان تفعل شيئا ما بصوتها المرتفع، وإلا فإنها لن تؤثر أبدا في الناخبين. تردّ عليهم ستريب/تاتشر بشكل صارم وقاطع، وبابتسامة فتاة يافعة تجرّد كل من كان يوشوش في أذنها من جميع أسلحته.

قصة رئيسة الوزراء التي حكمت بريطانيا أحد عشر عاما هي من إخراج فيليدا لويد، التي أخرجت قبل ذلك فيلم «ماما ميا». المرأة الثانية في الفيلم آبي مورغان، مسؤولة عن إنشاء السيناريو الأصلي. ووفق ما أسرت به كلتا المرأتين، فإن «السيدة الحديدية» هو فيلم عن المرأة التي جاءت من مكان غير معروف وتمكّنت من كسر جميع الصور النمطية التي كانت سائدة في المجتمع، بما فيها تلك التي كانت تقسّم عالمي المرأة والرجل.

تاتشر الإنسانة

بالإضافة الى ميريل ستريب سنشاهد في أدوار البطولة الأخرى كلا من جيم برودبينت، أوليفيا كولمان وريتشارد إي غرانت. لكن كما تبيّن في الفيلم الدعائي القصير الذي يبلغ طوله أربع دقائق، والذي تم عرضه في مهرجان كان الأخير، فإن فيلم «السيدة الحديدية» سيكون بالدرجة الرئيسية بمنزلة إظهار لبراعة ستريب في التمثيل.

فكل شيء في الفيلم يدور حول الشخصية الرئيسية، بشرط أن أهميتها لا تنبع فقط من جوهر وظيفتها السياسية بصفتها الليدي تاتشر. سيكون بإمكاننا أن نراها كقائدة لا يهتز لها جفن، لكن - أيضا - كامرأة تتدهور حياتها العائلية، حيث تبدو أحيانا كشخص ليس واثقا تماما بما يفعله.

وتثمّن ستريب شخصيا ذلك الرابط الشخصي الموجود في فيلم سياسي مثل هذا. وتقول في هذا السياق «لقد اعتبرت القرار القاضي بإظهار تلك السياسية الصلبة من زاوية مختلفة بمنزلة تحد مثير.. على الرغم من أن ذلك قد يبدو صعبا وخطيرا». وكشفت ستريب عن أن هذا الدور أجبرها على اللعب بتفاصيل، تبدو أحيانا غير مهمة، وان تُعطي من نفسها كل ما هو ممكن.

السياسيون في السينما

تثير شخصيات السياسيين اهتمام صنّاع الأفلام منذ زمن بعيد. فعلى سبيل المثال كاتب السيناريوهات والمسرحي بيتر مورغان (بالمناسبة هو صهر كارل شفارتسنبيرغ، وزير الخارجية التشيكي الحالي)، أثار اهتمام النقاد بفيلمه التلفزيوني «الصفقة» (ذي ديل)، الذي يصف صراع أهم رجلين في حزب العمال البريطاني، أي طوني بلير وغوردن براون. بعد ذلك شاهدنا فيلمه الفائز بالأوسكار «الملكة» مع هيلين ميرين في الدور الرئيسي، وفي مكان آخر ذلك الازدواجي فورد/نيكسون.

والشخص الآخر الذي يعشق حياة السياسيين هو المخرج الأميركي أوليفر ستون، الذي أثارت أفلامه مثل «نيكسون» و«جي إف كي» صدى واسعا في العالم خلال عرضها.

30 مليونا

بلغت ميزانية «السيدة الحديدية» حوالي ثلاثين مليون دولار. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من كل الأمور المرتبطة بالفيلم خلال شهر سبتمبر المقبل، لكن يجري الحديث عنه منذ الآن بأنه سيكون حدثا قد يغطّي انجازات فيلم بريطاني آخر هو «خطاب الملك» (كينغز سبييتش) الذي حاز جائز أوسكار.

ما هو مثير للاستغراب أن أول عرض للفيلم سيكون في أميركا وليس في بريطانيا، حيث إن تاريخ عرضه في أميركا هو السادس عشر من ديسمبر 2011، بينما سيعرض في بريطانيا بداية العام الجديد، وتحديدا في السادس من يناير 2012. ولم يحدد بعد وقت عرض هذا الفيلم في كثير من الأسواق العالمية الأخرى.

تدرّبت على الدور في البرلمان

تفيد كواليس الفيلم بأن ميريل ستريب اضطرّت في بعض الأحيان الى التدرب على دورها من خلال زيارات خاصة كانت تقوم بها إلى مبنى البرلمان البريطاني. وبالفعل فوجئ النواب البريطانيون في البداية بوجودها في الجناح الخاص للزوار، لكنهم أخذوا لاحقا يتبادلون الرسائل في ما بينهم عبر مركز التواصل الاجتماعي (تويتر)، في كل مرة كانوا يعلمون أنها ستزور البرلمان.

وأفيد بأن الدور الذي ستلعبه ستريب، يرجع بالذاكرة - أيضا - إلى فترة الحرب حول جزر فوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين، وهو نزاع لا تزال آثاره قائمة حتى يومنا هذا.

ردود سلبية على الخرف

ويبدو أن ردود الفعل على هذا الفيلم لن تكون إيجابية في الغالب، بل هناك ردود فعل سلبية - أيضا - خصوصا من أبناء هذه السياسية البريطانية المخضرمة. ويفيد هؤلاء بأن فيلم «السيدة الحديدية» يتحدث عن الليدي تاتشر بصفتها تلك السيدة العجوز التي تعاني حاليا من مرض الخرف، التي تتحدث مع نفسها، وليست مدركة أبدا أن زوجها قد توفي. وأفاد صديق عائلة تاتشر لصحيفة الغارديان بــ «أن أقرباء تاتشر كانوا مصدومين ممّا سمعوه عن الفيلم». وفسّر لاحقا بــ «أنهم شعروا بالأسى حقا، لكنهم لم يرغبوا في التعبير عن ذلك بشكل عام، لكي لا يرفعوا من نسبة الاهتمام بالفيلم».

بيد أن كاميرون ماك كراكين من شركة باتي للسينما ردّ على ذلك بشكل دبلوماسي قائلا «إن وقائع الفيلم تجري في الماضي القريب والسيدة تاتشر لا تنظر من خلاله إلى نجاحاتها فقط، لكن - أيضا - إلى فشلها، وهذا أمر حقيقي».

ويضيف في هذا السياق إن ما يريد الفيلم إبرازه هو موضوع «السلطة والثمن الذي يجب دفعه من أجلها، وكذلك الإضاءة على قصة كل من حاول الدمج بين الحياة الشخصية والمهنة التي يتم تسليط الأضواء عليها بشكل بارز».

القبس الكويتية في

17/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)