حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

على الرغم من الظروف الَّتي تمرُّ بها البلاد

افتتاح فيلم "طعم الليمون" الذي تناول زيارة جولي لدمشق

عامر عبد السلام من دمشق

بدأ أمس عرض فيلم "طعم الليمون" الذي يتناول زيارة النجمة الأميركيَّة، أنجلينا جولي، إلى سوريا لرؤية اللاجئين العراقيين.

افتتح مساء أمس في صالة سينما الكندي الفيلم التلفزيوني "طعم الليمون"، الذي نسج حكايته الفنان رافي وهبي، عن فكرة للمخرج حاتم علي، وأخرجه الفنان نضال سيجري، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.

وعن توقيت عرض الفيلم الآن، قال المخرج سيجري: "الفيلم كان مقرراً عرضه فور الانتهاء من عملياته الفنية، إلا أن العمل الجراحي الذي خضعت له، وسفري إلى بيروت لتلقي العلاج، هو ما حال دون عرضه مباشرة".

وقدم الفيلم للجمهور الفنان السوري باسم ياخور بالقول: "أحلامنا الصغيرة.. قضايانا الكبيرة.. هكذا نقدم هذه القضايا بطعم الليمون من دون مواربة، بعيدًا عن الأضواء، بطعم الليمون نستأثر نحن بالوجع وبهواجس الناس والتزاماتهم".

ويروي الفيلم حكاية حب بريئة تجمع بين الطفلة الفلسطينية يافا مع الطفل السوري فارس، بعد أن يوحد بين قلبيهما ما يتقاسمانه مع الرفاق من سكاكر بطعم الليمون .

هذه الحكاية كانت مفتاحاً لقصص أخرى قدمها الفيلم على مدار 75 دقيقة، حملت الطابع الوجداني والإنساني والقومي لحكايات أناس بسطاء أبعدتهم الظروف السياسية عن أوطانهم، وجمعهم هم واحد تقاسموه تحت سقف بيت عربي في حي قديم.

ويكون بصيص الأمل في حياتهم هو خبر مجيء النجمة الأميركية انجلينا جولي وصديقها النجم الهوليودي براد بيت إلى العاصمة السورية، بقصد زيارة اللاجئين العراقيين فيتم التحضير لاستقبالها من قبل سكان البيت.

ويعتبر "طعم الليمون" التجربة الإخراجية الأولى لسيجري في الإخراج السينمائي، حيث أشار إلى أنه يخوض هذه التجربة لأول مرة بعد أن اختبره الجمهور كمخرج مسرحي، وإن توجهه إلى التلفزيون لطالما كان مرتبطاً بنص مناسب ينطوي على حالة ما في داخله، ووجد لها الوقت الكافي والشكل اللائق ليقدمها كما يجب وهذا ما توافر الآن في الفيلم التلفزيوني طعم الليمون.

وبدورها نوهت ديانا جبور مدير عام مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى أن سؤالاً مشتركاً يؤرق معظم المبدعين في العالم، وهو كيف نمارس وفي آن معاً دوراً فنياً رفيعاً، كيف نكون خارجين من صلب حدث متأجج من دون أن تحرقنا نيرانه أو يحجب دخانه رؤيتنا، فلا يجوز أن نبقى صامتين تجاه حدث معاصر لأننا واثقون أنه مصيري وسيتحول إلى منعطف تاريخي، إذ ليس فناً ذاك الذي يتحول إلى نشرة أخبار أو بيان سياسي، في المقابل إنه فن يتبرأ من السياسة هو على الأغلب فن يمارس دوراً سياسياً مريباً.

هذا ولفتت جبور إلى أن هذه المعضلة يحلها فن صادق رؤيوي لا يستسلم للحلول الجذابة بسهولتها كما في التجربة مع فريق عمل طعم الليمون، لاسيما العلاقة مع الفنان الصديق نضال سيجري وشريكه الفنان رافي وهبي، وقالت: "فعبر جلسات عمل متواترة أقصت اقتراحات كان من الممكن أن تمر لكن إرادة مشتركة غامضة جعلتنا نترك التجليات الأولى ونبحث عن شيء آخر، فكان طعم الليمون آمالا لحياة وردية يتشوق لها نازحون سوريون ولاجئون فلسطينيون ومهجرون عراقيون، آمال اعتقدوا أن زيارة أنجلينا كسفيرة للنوايا الحسنة ستوزعها عليهم ثماراً يانعة، لكن جولي وبعد الصور التذكارية لم تترك إلا حموضة الليمون وشحوبه".

وينظر الفنان سيجري إلى "طعم الليمون" بوصفه حصيلة "جهد جماعي برعاية الحب"، موضحاً: "أن العمل الفني هو عمل جماعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذه الحالة الجماعية اختبرتها كثيراً في المسرح وكانت النتائج في أغلب الأحيان مرضية، ولأن الكل لا يتجزأ، فقد نقلت هذه الحالة الجماعية إلى التلفزيون، معتبراً أن الكل مهم في مكانه والكل شركاء في النتائج من فنيين وفنانين وإنتاج وخدمات".

وعن تعاونه الفني مع الليث حجو، يقول المخرج سيجري: "التعاون الفني أخذ شكل الاستشارة في جميع تفاصيل الإخراج، بهدف الوصول إلى النتيجة الأفضل لظهور العمل.

ويتمنى الفنان سيجري أخيراً أن يلقى الفيلم رضا جمهوره دون أن يخفي قلقه الناتج من حرصه على أن يكون على قدر محبة الجمهور له، وهو على كل حال، يقول نضال: "قلق طبيعي مرده الحرص على الخروج بنتيجة تحترم تفكير المشاهد، وبحجم مساحة الحب الذي تجمعني معه، لذلك أجدني أقف على كل تفاصيل الفيلم من دون أن أترك أياً منها للصدفة، ولا أدعي أني أعرف وإنما أنا أبحث وأجرب وأكتشف وأتعلم".

وعن طريقة تناول الفيلم لزيارة أنجلينا، يوضح نضال: "الفيلم يلقي الضوء على زيارة انجلينا جولي وبراد بيت إلى دمشق لتفقد أحوال اللاجئين العراقيين، ولكن زيارتها ليست حكاية الفيلم وإنما المدخل والإطار لنروي حكايتنا".

مضيفاً: "حكاية الفيلم هي حكاية حب بطعم الليمون، فيها سنتطرق إلى قضايانا العربية الكبرى ولكن بامتياز إنساني، كما سنقدم أحلام الناس البسطاء حين تصير أحلامهم الصغيرة قضايا كبرى، بمعنى أننا في "طعم الليمون" سنستأثر نحن بالوجع وهواجس الناس وآمالهم ونترك ابتسامات جولي وبيت للأضواء التي تستأثر بابتساماتهما وتنسى الوجع الحقيقي في الصورة حولهما".

الفنانة أمل عرفة والتي تجسد في الفيلم شخصية لاجئة عراقية، عبرت عن سعادتها خصوصًا كونه يرصد قصة واقعية حصلت، وهي زيارة إنجلينا جولي للاجئين عراقيين وكيف كان قدومها مجرد ظهور إعلامي لا اكثر وليس لمساعدة اللاجئين بصفتها سفيرة.

وعن التعامل مع الفنان نضال سيجري أشارت عرفة إلى أن التعامل معه ممتع جداً، فهو مبدع ولديه الكثير من الافكار التي نجح في بلورتها على أرض الواقع، وفي الفيلم تشعر بروح نضال وإنسانيته وإحساسه.

ويجسد الفنان خالد القيش شخصية شاب قادم من الجولان للدراسة، يستقر في دمشق ويعمل نحاتا، وتوقع القيش بأن يكون الفيلم بادرة خير لنهضة سينمائية وحراك سينمائي سوري .

وشهد الافتتاح حضور كل من وزير الثقافة رياض عصمت، ووزير الإعلام عدنان محمود، ومدير المؤسسة العامة للسينما أحمد الأحمد، إضافة إلى عدد من الفنانين منهم الفنانة سلمى المصري التي أشارت إلى أن الفيلم يمزج بين الحزن والضحك معاً ويعكس معاناة وأحلام اللاجئين الذين يجدون في قدوم جولي باباً لتحقيق أحلامهم.

كما اعتبرت الفنانة ميسون أبو أسعد أن قوة وإرادة الفنان نضال سيجري واضحة في الفيلم وتصميمه على تقديم شيء للسينما السورية يكون بادرة خير لها.

يذكر ان فيلم طعم الليمون من تأليف رافي وهبي عن فكرة لحاتم علي، وتمثيل كل من أمل عرفة، حسن عويتي، عبد الرحمن أبو القاسم، جمال العلي، خالد القيش، محمد حداقي، إيمان جابر، هاشم غزال، الفرذدق ديوب، سيف الدين سبيعي ومن العراق، جواد الشكرجي، ونادرة عمران، والطفلين لاريم شنار، محمد شنار، إشراف ديانا جبور، والتعاون الفني الليث حجو.

إيلاف في

16/07/2011

 

بعد نزول الفيلم إلى القاعات السينمائية في فرنسا

فيلم لـ"رشدي زام" يُعيد التحقيق في قضية البستاني المغربي عمر الرداد

الدار البيضاء - خديجة الفتحي  

أعاد فيلم "عمر قتلني" للمخرج رشدي زام قضية البستاني المغربي عمر الردّاد، الذي اتهم بقتل مشغّلته؛ إلى الأضواء، بعد بدء عرض الفيلم على الشاشات السينمائية في مجموعة من البلدان، من بينها فرنسا والمغرب، وهو ما دعا السلطات لإعادة فتح ملف القضية.

فحوص الحمض النووي

وبعد عرض الفيلم، تم قبول طلب الردّاد بإجراء فحوص جينية لتحليل آثار حمض نووي ذكوري عُثر عليها عام 2002، مختلطة بدم الضحية غيلان مارشال، والذي كُتبت به جملة "عمر قتلني"، وقد بيّنت الفحوص أن تلك الآثار لا تطابق الحمض النووي للردّاد، ما يعني أنه ليس الجاني الحقيقي، وفقاً لإعلان لجنة مراجعة المحاكمات الفرنسية.

ويبرز الفيلم واقع الآلة القضائية الفرنسية التمييزية، التي حاكمت العرق العربي لعمر، بعيداً عن المساواة والمحاكمة العادلة، التي تدعو إليها فرنسا المعروفة بأنها دولة القانون، والعدالة والإنسانية.

وفي هذا الإطار، قال زام: "لما تعمقت في البحث حول تفاصيل القضية، التمست عناصر مهمة، كان من شأنها المساهمة في تبرئة عمر الرداد"، مضيفاً أن إيمانه ببراءة عمر هو ما جعله يصر على إنجاز الفيلم، الذي حاول أن يكون موضوعياً، في تناوله.

ويصور الفيلم كيف حاول عمر الردّاد أن يشرح للمحققين أنه بريء، وأنّ الضحية كانت بمثابة أم ثانية له. وهي لم تكن لترضى بتشغيله بستانياً، وهو الشاب الأمي الآتي للتوّ من منطقة جبال الريف شمال المغرب، لولا أنها كانت تعرف والده منذ عام 1962، إذ كان يشتغل بستانياً عند جارتها لغاية تقاعده.

عفو من جاك شيراك

ومنذ حصوله على عفو من جاك شيراك، رئيس الجمهوريّة الفرنسي آنذاك، بفضل تدخل الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، خاض عمر الرداد معركة إعلامية وقضائية شائكة، امتدت سبعة أعوام، لكن القضاء رفض كل الطلبات التي تقدّم بها البستاني المغربي على مدى السنوات العشر الأخيرة، لفتح الملف مجدّداً، ومراجعة الحكم الصادر بحقه، وإعادة الاعتبار إليه.

وظل يعاني من قسوة العدالة ويصر إلى اليوم على براءته ويطالب بإعادة محاكمته من جديد، وفق ملف وأحداث جديدة، إلى أن عرفت قضيته تطوراً بفتح التحقيقات من جديد مباشرة بعد العروض الأولى للفيلم في القاعات السينمائية، مما أحيا الأمل من جديد لدى البستاني المغربي، الذي سبق وحوكم بـ18 سنة سجناً، ليحظى بعفو لم يبرئ ذمته، مع أن الرأي العام كان يرجح براءة عمر الرداد حين مثوله أمام محكمة نيس خريف 1994.

لكن الاستراتيجية التي تبناها الدفاع بقيادة المحامي المثير للجدل جاك فيرجس، لم تؤت أكلها حسب ما تداولته الصحافة في تلك الفترة، لأن المرافعات فضلت تحويل المحاكمة إلى محاسبة النظام القضائي الفرنسي، بدلاً من إبراز الأخطاء والثغرات التي شابت التحقيق، واصفة إياه بالعنصرية وبأنه ينطلق من خلفيات استعمارية في مواجهته لبستاني مغربي فقير.

حقائق عن الفيلم

الجزائري رشيد بوشارب، منتج الفيلم، والذي كتب السيناريو رفقة الكاتب الفرنسي أوليفييه غورس، اعتمدا على كتاب جان ماري روار "عمر الردّاد: اختلاق متَّهم" (1994)، وهو كاتب آمن ببراءة الرداد، فاستقر في مدينة نيس (مسرح الجريمة) ليجري تحقيقاته الخاصة في القضية، إضافةً إلى سيرة الرداد التي كتبها بعد خروجه من السجن.

يستند البناء الدرامي للفيلم على الكثير من اللحظات العصيبة التي عاشها الرداد بالسجن: إضرابه عن الطعام، محاولته الانتحار، واللحظات المشرقة التي كانت تؤكد براءته قبل أن تتحول إلى كوابيس. إضافة إلى العناصر الأخرى التي تطرح علامات الاستفهام حول مجريات التحقيق وملابسات الجريمة.

أدى أدوار بطولة الفيلم، كل من الممثل الفرنسي ذي الأصول التونسية سامي بوعجيلة في دور "عمر الرداد"، والممثل الفرنسي، دنيس بوداليداس، في دور النائب العام في المحكمة، والممثل موريس بن عيشو في دور المحامي الشهير "جاك فيرجيس"، وشيرلي بوسكي في دور الضحية "جوسلين مارشال"، التي قتلت يوم 23 يونيو/حزيران 1991، والممثلة الفرنسية من أصل جزائري نزهة خوادرة، والعديد من الوجوه السينمائية الفرنسية، والمغاربية.

العربية نت في

16/07/2011

 

«إذاعة حب».. كوميديا رومانسية جديرة بالمشاهدة

محمود عبدالشكور 

يمثّل فيلم «إذاعة حب» الذى كتبه «محمد ناير» وأخرجه «أحمد سمير فرج» مفاجأة سارة حقيقية، فرغم أنه لا يُصنف ضمن الإنتاج الكبير، فإنه من الأعمال القليلة التى يعرف مؤلفها النوع الذى يكتب فيه، والنتيجة بصفة عامة جيدة، كوميديا رومانسية ظريفة وشبابية رغم بعض الملاحظات هنا أو هناك، وتجربة جيدة لممثل موهوب هو «شريف سلامة» الذى يقدم دور البطولة لأول مرة، ومعنى إنسانيا جميلا يدافع عن الحب كقيمة فى زمن المادة، ويُعيد إلينا بهجة كوميديا أفلام الأبيض والاسود المرحة، كما يقدم الفيلم نقداً ساخراً لأولئك الذين يرتدون أقنعة تُخالف شخصياتهم الحقيقية.

«محمد ناير» قدّم من قبل تجارب لافتة رغم اختلاف وجهات النظر فى التقييم حول المعالجة وضبط الشخصيات، هناك مثلاً العمل الرومانسى «أعز اصحاب» والدراما التشويقية «الوتر»، كان واضحاً أننا أمام سيناريست مجتهد يحاول أن يتعب على شغله لكى يقدم شيئاً مختلفاً.

فى «إذاعة حب» تتحدد منذ البداية خطوط الحكاية من خلال شخصيتين: ممثل الدوبلاج «حسن» «شريف سلامة»، والصحفية «ليلى» «منة شلبى»، الاثنان يتعاملان مع فكرة الحب بطريقة رومانسية تذكرنا بأيام الأربعينات، والاثنان فاشلان فى الحصول على شريك للحياة بسبب حياتهما التقليدية التى ترفض الانطلاق، فى لحظة معينة يجرب الاثنان أن يتغيرا، وأن يرتديا قناعاً يختلف عن شخصيتهما الحقيقية، وهكذا يتحول «حسن» إلى شاب منطلق يعشق السهر والرقص بمساعدة صديقيه وزملاء العمل «إدوارد» و«منى هلا»، كما تتحول «ليلى» إلى شخصية مشابهة بمساعدة صديقتها المنطلقة وزميلتها فى العمل «فريدة» «يسرا اللوزى»، ومن خلال تطور العلاقة بين «حسن» و«ليلى»، وغيرة كل طرف على الآخر بسبب علاقات قديمة، تتبلور فكرة الفيلم، ويخلع كل طرف قناعه، ويكتشف الجميع أن الحب هو أثمن قيمة فى الحياة، وأن أقصر طريق لكى نستعيد الرومانسية المفقودة هو أن نتعامل معاً بدون أقنعة.

كان من الذكاء أن يكون «حسن» ممثل دوبلاج، لا يفعل أكثر من تقليد شخصيات الآخرين، ثم يصبح بديلاً لمذيع يجيب عن مشكلات الـمـستـمـعـيـن العاطـفيـة، فتتأكد فكرة البديل الذى لن يجد نفسه إلاّ عندما يخلع كل هذه الأقنعة، ربما اضطربت الخيوط عندما انتقل الجميع إلى شرم الشيخ فى رحلة بدا فيها أن «حسن» و«ليلى» يتعاملان على طبيعتهما الأصلية بينما يفترض أن يتضاعف التظاهر وارتداء القناع، كما بدا مُفتعلاً ظهور شاب كان صديقا لـ «ليلى» وظهور فتاة كانت صديقة لـ «حسن» فى نفس الوقت، وبدا غريباً أيضاً أن تعيش «ليلى» حياة الانطلاق دون اعتراض من أسرتها المحافظة التقليدية مع أن هذا التناقض سيفجر المزيد من الضحكات، ولكن الفيلم استعاد لمساته الكوميدية والرومانسية خاصة مع موهبة «شريف سلامة» وحضوره الظريف بدعم كامل من مستودع البهجة إدوارد، وبحضور «منة شلبى» التى جسّدت دورها بتفوق، وبوعى المخرج الشاب «أحمد سمير فرج» بنوعية فيلمه المرحة سريعة الإيقاع وذات الموسيقى المرحة التى ألفها «خالد حماد» وإن كان من الأفضل ألا تملأ شريط الصوت فى معظم المشاهد.

أكتوبر المصرية في

17/07/2011

 

رحلت مطربة «إرادة الشعب» فى ربيع الثورات العربية

شيماء مكاوي 

«مطربة إرادة الشعب».. هو اللقب الذى حملته المطربة الكبيرة سعاد محمد ضمن ألقاب أخرى كثيرة من بينها «الشيماء» و«أعذب صوت» و«الجوهرة»، وذلك بعد غنائها لقصيدة الشاعر التونسى الثائر أبى القاسم الشابى، والتى ألهبت ولا تزال مخيلة الثوار فى كل مكان من العالم العربى، الذى يردد كلماته فى ميادين الحرية.. [إذا الشعب يوما أراد الحياة] [فلابد أن يستجيب القدر] [ولابد لليل أن ينجلى] [ولابد للقيد أن ينكسر]..رحلت قيثارة الغناء العربى وخليفة كوكب الشرق أم كلثوم، بعد أن رأت بعينيها ربيع الثورات العربية، ولكن أعمالها لن ترحل وستظل باقية فى ذاكرتنا ووجداننا..

ويصف الموسيقار حلمى بكر رحيل سعاد محمد بأنه «غياب لعملاقة النغم العربى التى أثرت فى وجدان العرب كثيرا»، فرحيل سعاد محمد هو فقدان لأحد أعمدة الغناء العربى على مدار سنوات طوال، وللأسف نحن لا نشعر بقيمة الأشياء الكبيرة فى حياتنا إلا بفقدانها».

وأضاف قائلا:كانت تحب الفن بدرجة تفوق الوصف ولقد لحنت لها 33 قصيدة فى مسلسل (بلبل الإسلام) فى السبعينات. ومن شدة عبقريتها الغنائية طرحت أغنيات هذا المسلسل فى شرائط كاسيت فى الأسواق ولاقت إقبالا كبيرا، ويكفى أنها قامت بإحياء حفلة فنية كبيرة فى مهرجان الموسيقى العربية منذ نحو عام رغم معاناة المرض وكبر السن، لكن الجمهور لم يكن يترك فاصلا إلا ويحييها بحماسة شديدة لم تجعل قاعة المسرح تهدأ من التصفيق الحاد طوال الحفل.

الجمهور رشح سعاد محمد لخلافة صوت أم كلثوم نظرا لموهبتها الكبيرة وعبقرية غنائها التى تجلت منذ انطلاقتها الأولى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الموهبة والتفرد الذى كانت تتمتع به فى الغناء.

ويتحدث الناقد الموسيقى محمد الشافعى عن الراحلة سعاد محمد قائلا :كانت المطربة الراحلة الوحيدة التى استطاعت أن تحصل على لقب خليفة ام كلثوم من موهبتها الغنائية الفذه،فقد غنت العديد من القصائد منها قصيدة «إرادة الحياة» كتبها الشاعر ابراهيم ناجى ولحنها رياض السنباطى كانت شبيهه بقصيدة «الأطلال» ورغم صعوبتها فإنها غنتها فى غاية البراعة، هذا بخلاف العديد من الاغانى مثل وحشتنى، وأوعدك، فهى صاحبة العديد من الأغنيات الرائعة، فهى صوت عبقرى بكل المقاييس، ولكنها للاسف لم تحظ بالشهرة الكافية بسبب اهتمامها بعائلتها اكثر ولم ترع موهبتها وربما لم تجد من يرعى تلك الموهبة مثل كوكب الشرق أم كلثوم.

ويقول المطرب خالد عجاج: غنيت لها أغنية «وحشتنى» وبالطبع اتصلت بها هاتفيا، وأشادت بصوتى وكان هذا بمثابة وسام على صدرى لأنها أحد أعمدة الغناء العربى الأصيل،

* ويعقب الموسيقار عمار الشريعى قائلا: «إذا الشعب يوما اراد الحياة- فلابد أن يستجيب القدر « هذا هو مطلع من قصيدة إرادة الحياة» التى لحنها لها السنباطى، أتذكر تلك الواقعة جيدا أن فى أحد الأيام كانت تغنى فى القاهرة، فدخلت أم كلثوم إلى المكان الذى كان يوجد فيه أيضا الموسيقار رياض السنباطي، الذى عرّفها على «الست» بأنها «سعاد اللبنانية» وبأنها أفضل من يغنى ألحانه من بعدها. وبعد هذا اللقاء نشأت بين الفنانتين علاقة صداقة واحترام حتى وفاة كوكب الشرق أم كلثوم. 

مشوار حياة "سعاد محمد "

** ولدت سعاد محمد فى منطقة تلة الخياط فى بيروت فى 2 فبراير 1926 لأب مصرى وأم لبنانية، وورثت جمال الصوت عن والدها الذى كان عازف كمان، يغنى بشكل غير احترافى فى سوق سرسق. لكن أول من عرّفها على الغناء ودربها على أصوله، رجل ضرير اسمه حبيب الشربتلى، علمها أصول غناء الأدوار والموشحات، ومن ثم تعلمت أصول تجويد القرآن على يد أحد الشيوخ، وأسهم الموسيقار توفيق الباشا فى تعليمها أصول الغناء الشرقى.

عندما قررت سعاد محمد الغناء فى طفولتها، حوربت بشدة من قبل أهلها لأن الغناء كان عيبا فى ذاك الزمن، إلا أنها كانت «تتحايل»عليهم وتغنى فى خزانة الملابس لتمارس هوايتها المفضلة، وغالبا ما كان ينتهى الأمر بسحب والدتها لها من شعرها ومعاقبتها وتعنيفها. وفى نهاية المطاف اضطرت الأم للخضوع لطلب طفلتها، لكنها ظلت ترافقها فى حفلاتها لسنوات طويلة.

أول حفل لها كان فى مدينة حلب السورية، ويومها حين انتهت من وصلتها الغنائية قدم لها المتعهد صندوق ألعاب بدل أتعابها. فى عام 1948 غنت فى سينما «روكسى» فى بيروت ونجحت فى لفت الأنظار إلى موهبتها.

اهتم جارها الشاعر والصحافى محمد على فتوح، الذى أصبح فيما بعد زوجها، بها وبموهبتها، واصطحبها فى يوم من الأيام إلى بيت «الصبوحة» لأن الشيخ زكريا أحمد كان هناك. حين رآها الأخير، قال لفتوح «جايبلى عيلة يا محمد»، إلا أنه حين أسمعه صوتها، حمل عوده ورافقها عزفا ووعدها بأن يفتح لها الطريق إلى مصر.

فى القاهرة، حيث ذاع صيتها، قدمت على مدار مشوارها الفنى أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، تعاونت فيها مع كبار المطربين والملحنين من مختلف الأجيال الفنية، كما واكب صوتها ثورة الشعب التونسى من خلال أدائها قصيدة «إرادة الحياة» للشاعر الكبير أبو القاسم الشابى التى لحنها رياض السنباطى.

«مظلومة يا ناس» كانت أول أغنية لها حققت انتشارا كبيرا، من بعدها اشتهرت لها أغنية «غريبة والزمن»، لتعود بعدها إلى القاهرة وتلتقى بالمنتجة آسيا داغر، وتم الاتفاق بينهما على بطولة ثانى أفلامها «أنا وحدى» للمخرج هنرى بركات. وفى هذا الفيلم غنت من ألحان رياض السنباطى ومحمود الشريف، وقدمت فيه أربع أغنيات انتشر بعضها بشكل واسع فى العالم العربى خصوصا أغنية «فتح الهوا الشباك» و«هاتوا الورق والقلم» لتعود بعدها ثانية إلى لبنان، وتتابع مشوارها الغنائى فسجلت ثلاث أغنيات من ألحان توفيق الباشا ومحمد محسن وخالد أبو النصر. بعد هذين الفيلمين لم تشارك سعاد محمد فى أى من الأفلام السينمائية تمثيلا، إلا أن صوتها كان فى العديد منها كأفلام «الشيماء»، «رابعة العدوية» و«بمبة كشر». هذه الأعمال أسهمت فى ذيوع صيتها وانتشار أغنياتها فى الإذاعة المصرية.

تزوجت سعاد محمد فى بداياتها من مكتشفها محمد على فتوح ودام الزواج 15 سنة وأنجبت منه ستة أبناء وبنات من بينهم المطربة نهاد فتوح ثم انفصلا، لتتزوج بعد ذلك من المهندس المصرى محمد بيبرس الذى رزقت منه بأربعة أبناء، ثم تزوجت من رجل لبنانى يصغرها سنا اسمه أسعد مرعي، ولكن زواجهما لم يدم طويلا ولم ترزق منه بأطفال.

عاشت سعاد محمد بين القاهرة وبيروت، ولكنها آثرت فى السنوات الأخيرة البقاء فى مصر، لتعيش بين أولادها وأحفادها. وقد ابتعدت عن الفن أكثر من مرة، بسبب التردى الذى تعيشه الساحة الفنية، خضعت قبل عدة سنوات لعمليتين خطيرتين، الأولى فى القلب والثانية فى الرأس، وخرجت منهما بصحة جيدة، إلى أن توفيت مساء يوم الاثنين 4 يوليو 2011 فى منزلها بالقاهرة.

أكتوبر المصرية في

17/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)