حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«أم كلثوم» هل تنقذ «عادل إمام»؟!

كتب طارق الشناوي

قبل ثلاثة أسابيع كان غلاف «روزاليوسف» يؤكد أن نجوم قوائم العار هم نجوم مسلسلات رمضان وتصدر القائمة «عادل إمام»، خلال ذلك كان هناك سؤال يتردد: هل يغيب فى رمضان هذا العام «عادل إمام» بمسلسله العائلى «فرقة ناجى عطاالله» يخرجه ابنه رامى، ويشاركه البطولة ابنه محمد، كان من المفترض أن يعود عادل به إلى الشاشة الصغيرة هذا العام بعد أكثر من ربع قرن ابتعد فيها عن جمهور التليفزيون!

كانت الإجابة عن مثل هذا السؤال فى الأيام الأخيرة هى أن عادل إمام يعتبر المسلسل أول تحدٍ له يواجه به من وضعوه بعد ثورة 25 يناير فى قائمة العار التى يتم وصفها أحيانا على سبيل التخفيف بالقائمة السوداء.. «عادل» كان حريصا على أن ينهى تصوير المسلسل قبل شهر رمضان واتفق مع منتج المسلسل صفوت غطاس أن ينفى تماما كل الأخبار التى أشارت إلى أنه مثل كل النجوم قد تم تخفيض أجره بنسبة 25%، وذلك بعد أن صار السوق التليفزيونية بعد ثورة يناير ضبابيا لا أحد يدرى ما هو المزاج النفسى الآن للجمهور ما الذى سوف يقبل عليه وهل القائمة السوداء سوف تلعب دورها فى التأثير على تسويق العمل الفنى خاصة أن بيع المسلسل يتوافق مع الإعلانات التى تتأثر بدورها بكثافة المشاهدة، وإذا تصورنا جدلا أن المقاطعة جادة فى رفضها لعادل إمام فهذا يعنى هبوطا فى دقائق الإعلان على الرغم من أن المقاطعة لاتزال مصرية فقط.. سوق الخليج لم تتأثر بنفس الدرجة إلا أنه لا يمكن تجاهل أن الجمهور المصرى يشكل 25% من الجمهور المحتمل نظرا للكثافة السكانية المصرية!

لاشك أن مسلسل عادل إمام عانى كثيرا على المستوى الاقتصادى بخروج التليفزيون المصرى من حلبة المشاركة الإنتاجية، حيث إنه بعد إلقاء القبض على رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق أسامة الشيخ كان من أهم الاتهامات الموجهة إليه هى أنه تعاقد برقم مبالغ فيه مع منتج مسلسل «ناجى عطاالله»، مما اضطر المنتج إلى أن يكشف عن حقيقة الأجر الذى تقاضاه «عادل».. أكد «غطاس» أن أجر «عادل» فقط يصل إلى 30 مليون جنيه ناهيك عن تحمله كمنتج مصاريف اللبيس والكوافير الخاص بعادل!

كان عادل يراهن بقوة على المسلسل وفى الوقت نفسه يخشى من غضب شباب الثورة المصرية الذين وضعوه فى قائمة العار، كان لعادل محاولة للاختبار فى نهاية الشهر الماضى عندما ذهب إلى مسرح الإبداع بدار الأوبرا الذى يقدم الوجوه الجديدة، أصر عادل أن يحضر هذه الاحتفالية ليعرف رد فعل الشباب وعلى المسرح قال إنه يعتبر أن هذه الفرقة ونجاحها من مكتسبات ثورة يناير على الفور قاطعه الجمهور من الشباب قائلين حتى أنت يا عادل تتحدث عن ثورة يناير! أتصور أن عادل يفضل الآن أن يرجئ عرض المسلسل بحجة أنه لن يستطيع استكمال تصويره، حيث لم يتبق سوى 14 يوما على بداية رمضان وينتظر عادل أن العام القادم تتضاءل شيئا فشيئا مشاعر الغضب التى لاحقته لأنه كان الأقرب إلى مبارك والمدافع الشرس عن توريث الحكم لابنه جمال!

لن يقول «عادل» إنه ينتظر أن تخف حدة الغضب، لكن سوف يحرص على التأكيد أن المسلسل لم يكتمل تصوير مشاهده ولا يستطيع أن يعرض على جمهوره عملا فنيا ناقصا، ولهذا سوف ينتظر مجبرا رمضان المقبل الذى ربما يأتى بحالة أقل من الغضب.. إنه يراهن على الزمن وعلى أم كلثوم رهانه على ثومة يستند إلى أنها غنت للملك فاروق ثم صارت الأقرب إلى ثورة يوليو وعبدالناصر وهو يتمنى أن يحقق تلك المكانة مع ثورة يناير أما رهانه على الزمن فهو امتداد أيضا لأم كلثوم التى قالت عنه إنه «بينسى حزن وفرح ياما» فهل ينسى جمهور عادل إمام فى رمضان 2012 مواقف عادل التى كانت مؤيدة على طول الخط لمبارك الأب والابن!؟

مجلة روز اليوسف في

16/07/2011

 

الفنانون الذين أيدوا مبارك سوف يدفعون ثمن الرغبة في التغيير!

كتب طارق الشناوي 

«وبحب الناس الرايقة اللي بتضحك علي طول، أما العالم المتضايقة فأنا لأ ماليش في دول».. كلمات كنا نستمع إليها من «رامي عياش» و«أحمد عدوية» قبل الثورة بأشهر قليلة لم نفكر وقتها من الذي من الممكن أن يعلن الثورة .. الناس الرايقة أم العالم المتضايقة.

ألم يؤد الضيق الذي عاشته العالم المتضايقة إلي انفجار الغضب في أكثر من دولة عربية بينما الناس الرايقة كان من صالحهم بقاء الفساد علي ما هو عليه .. بالتأكيد إن المتظاهرين والرافضين لتلك الأجواء في عالمنا العربي هم هؤلاء الذين نعتتهم الأغنية بأنهم العالم المتضايقة.

أتذكر بعض مشاهد من الأفلام سخرنا فيها من المتظاهرين مثل «درس خصوصي» الذي كان يسخر من هتافات ارتبطت بالنضال الوطني مثل «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»!

أفلام «عادل إمام» مثل «السفارة في العمارة» قدم أيضاً رؤية ساخرة لقصيدة أمل دنقل «لا تصالح» التي كتبها «أمل» بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل.. لقد لعبت العديد من الأغنيات والأفلام دورا سيئا من أجل تخدير الجمهور الذي بات يضع طاقته مغموسة في إحباطاته وهو يشاهد مثل هذه الأعمال الفنية!

الفن الآن سوف يشهد ولا شك منحي آخر.. بالمناسبة لن يختفي الفن الرديء، بل إن بين كل عشرة أعمال فنية تتناول الثورة ربما لن تعثر سوي علي عمل فني أو اثنين فقط يملكان التعبير الحقيقي عن الثورة، الكل كان في الميدان يحمل كاميرا ليس فقط من يعملون في الإخراج ولكن كان في ميدان التحرير مكان محدد أقامه المتظاهرون لاستقبال كل ما يتم تصويره بالموبايل وتستطيع أن تقول إن مليون كاميرا بعدد المتظاهرين شاركت في الميدان كانت توثق كل هذه اللحظات، وهي بمثابة مادة خام لأعمال إبداعية قادمة.. الحقيقة بالأرقام أثبتت أن أفضل أغنية عبرت عن الثورة كانت تلك التي غناها «محمد منير» باسم «إزاي» الغريب أن هذه الأغنية تم تسجيلها قبل الثورة واعترض علي تداولها أكثر من قناة فضائية لأنها تحمل عتاباً علي مصر، ولكن بعد أيام قلائل من الثورة لم يجدوا غيرها للتعبير عن حالة الشارع المصري، ولهذا أعيد تسجيل الشريط المرئي المصاحب للأغنية بإضافة لقطات من المظاهرات التي ملأت الأراضي المصرية لتعبر عن مصر بعد 25 يناير!

لقد شاهدنا بعض الأعمال التي استطاعت أن تنفذ من الرقابة واقتربت من تحليل هذه العلاقة بين الناس والسلطة مثل: «هي فوضي» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» إلا أنني أري أن الفيلم الذي حمل رؤية أكثر عمقاً وإن كان لم يحظ باهتمام نقدي يستحقه كان هو «مواطن ومخبر وحرامي».. الفيلم تحدث عن المواطن المطحون القابع بين سلطتين: تعسف الدولة والسلطة الدينية وتفشي الفساد في المجتمع ولا يجد المواطن أمامه سوي أن يتكيف مع الأمر الواقع.. الحقيقة أن الثورة جاءت مفاجأة للجميع ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه تنبأ بها ربما التعبير الأوفق في هذه الحالة أنه تمناها!

هل سيتغير الإبداع؟ نعم بعد كل موقف مصيري يعيشه الوطن يحدث تغيير جذري في مشاعر الاستقبال الفني.. الناس تبحث عن شيء آخر غير الذي ألفوه من قبل.. الحالة النفسية للجمهور تجعله يترقب أكثر كل المتغيرات الإبداعية ربما يبحث عن إبداع آخر ووجوه أخري غير تلك التي ارتبطت لديه بالزمن القديم ما قبل 25 يناير.. ولهذا أعتقد أن كل الأعمال الفنية التي تم التعاقد عليها قبل 25 يناير أصبحت الآن في حاجة إلي مراجعة وربما إلي تغيير كلي.. النجوم الكبار الذين كانت تباع الأعمال الفنية بأسمائهم لن يعودوا بمفردهم في الساحة الناس حدث بينها وبين عدد من أسماء كبار النجوم قدر من البرودة خاصة هؤلاء الذين كان لهم مواقفهم المؤيدة للنظام والذين كانوا يلعبون دوراً سياسياً لحساب «مبارك» وابنه «جمال» بالتأكيد الناس أدركت أن هؤلاء كانوا يحصلون أيضاً علي مقابل مادي لأن الدولة في علاقتها بالفنان تستطيع أن تمارس عليه قدراً من السيطرة عن طريق الضرائب.. المعروف أن الدولة كانت تملك أوراقاً تتناول الأجور الحقيقية للنجوم وليست تلك التي يتقدمون بها للضرائب.. كل من يعمل في الحياة الفنية يعلم أن هناك تعاقدا سريا بين النجوم وشركات الإنتاج لا يعرفه سوي تلك الشركات والنجوم؟!

دائما ما يبحث رجال الثورة عن فن مغاير.. الناس ترنو للتغيير وصناع الثورة تحركهم نفس الرغبة إلا أن المختلف هذه المرة أن صناع الثورة هم أنفسهم الناس.. في ثورة 52 التي أقامها الجيش لم ينتظر رجال حركة الجيش المصري في 23 يوليو عام 1952 التي أطلقنا عليها تعبير ثورة بعد أن اعتبر عميد الأدب العربي «طه حسين» أن ما قاموا به هو ثورة لم ينتظر رجال الثورة كثيراً حتي يوجهوا بوصلتهم إلي الفن، وهكذا فإن «محمد نجيب» أول رئيس مصري بعد 40 يوماً فقط من قيام الثورة أصدر بياناً عنوانه «الفن الذي نريده» وتوجه مباشرة إلي السينما وبعد ذلك كتب مقالاً في مجلة «الكواكب» الفنية المصرية اسمه «رسالة إلي الفن» اتسعت دائرة الرؤية في هذا المقال لتشمل أطياف الفن كلها: مسرح سينما غناء، وجاء فيه أن الفن ارتبط بالمياعة والخلاعة التي كانت من معالم العهد البائد وطالبهم بتقديم فن ثوري ثم اجتمع رجال الثورة مع عدد من السينمائيين طلبوا من المخرجين تقديم فن يليق بالثورة ويدعو إليها ويدعم مبادئها!

لا أتصور أن ما حدث قبل نحو 60 عاماً من الممكن أن يتكرر الآن مرة أخري.. لا يمكن أن نري فناً موجهاً.. كانت الدولة في الماضي تملك كل الوسائط الفنية، ولهذا كان من الممكن أن تمنع وتسمح من خلال أن لديها اليد الطولي في توجيه الإبداع.. الآن تعددت الوسائط بعيداً عن قبضة الدولة!

إلا أن الثابت هو أنه دائما ما يتغير المزاج الفني للجمهور بعد الثورات الكبري أو الهزائم الكبري.. وكما أن الناس أرادت إسقاط النظام، فلقد أرادوا أيضاً تغيير الوجوه ولا يعني ذلك أنهم يقصدون فقط كبار السياسيين بداية من المخلوع «حسني مبارك»، ولكن كان داخل الدولة وجوه حملت في واقع الأمر حالة من الارتباط الشرطي بينهم وبين النظام فنانين وإعلاميين.. هؤلاء كانوا يلعبون أدواراً أخري لصالح الدولة.. يدركون بالطبع أن لكل شيء ثمنا، وكلما اقتربوا أكثر من رجال النظام كان هذا يعني أن مكافأة كبري تنتظرهم.. وهكذا كانت الدولة حريصة علي توطيد العلاقة علي من دأبنا أن نطلق عليهم الأسلحة الناعمة صاروا بالفعل أسلحة تعمل لصالح النظام انتشروا في الفضائيات الخاصة والصحف الخاصة وذلك من أجل أن تضمن الدولة في اللحظات الحاسمة السيطرة الكاملة علي كل الأطياف.. الفنان والإعلامي الكبير قائد رأي ويستطيع أن يقنع الملايين بأن يتحركوا في الاتجاه الذي تريده الدولة.. بالتأكيد فإننا عندما نتحدث عن فنان النظام الأول الواجهة التي كانت تدافع عن الدولة وعن توريث الحكم من «مبارك» الأب إلي «مبارك» الابن سوف يصعد علي الفور اسم «عادل إمام»، ووقف خلف «عادل» نجوم آخرون ومن كل الأجيال.. لم يكتف «عادل» بهذا الدور بل كان يتبني دائماً آراء الدولة ويزايد عليها.. كثيراً ما أعلن «عادل» أنه ضد المظاهرات وطالبهم طوال السنوات الماضية بالكف عن التظاهر في البلد بحجة كان يرددها دائماً «حتي لا تتعطل أرزاق الناس»، بينما هو لا يفكر سوي في مصلحته التي تفرض بقاء النظام.. والهدف الأساسي هو أنه من خلال نجوميته يقدم خدمة لا تنسي للنظام لأن الأجهزة الأمنية كانت تدرك أن بداية الغيث قطرة، وكانت هذه التظاهرات التي نراها في وسط البلد أو علي سلم نقابة الصحفيين هي القطرة، ولهذا كان «عادل» كثيرا ما يتوجه بالسخرية مثلاً من زميلنا «محمد عبدالقدوس» أشهر من وقف أمام النقابة وحمل العلم في يد والميكرفون في يد.. كان «محمد» كثيراً ما يتعرض لنقد لاذع من «عادل إمام»!

نجوم هذا الجيل كانوا هم الأسرع في التلبية لنداء الثورة وهكذا وجدنا «عمرو واكد»، و«آسر يس»، و«خالد أبو النجا»، و«خالد الصاوي»، و«خالد صالح»، و«خالد النبوي» والفنان المصري الذي شارك في العديد من الأفلام الأجنية «خالد عبدالله» رغم أنه يقيم في بريطانيا فإن هذا لم يمنعه من أن يأتي للقاهرة ويشارك في مظاهرات ميدان التحرير.. الشباب كانوا هم الأقرب إلي روح الثورة وإن كان هذا لم يمنع أن نري أيضاً نجوما شبابا اتجهوا لمؤازرة «مبارك» ونظامه يقولون الآن إنهم كانوا يعترضون علي توجيه أي إهانة لرمز مصر ولم يكن هذا في الواقع صحيحاً فلقد كانوا يدافعون وينتظرون أيضاً الثمن من النظام!

الحياة الفنية تعاني من حالة انقسام سنري فريقين كلاً منهما يتهم الآخر بالخيانة، وسوف ينعكس ذلك علي الأعمال الفنية.. المؤكد أن أهم ملمح في الإبداع الدرامي القادم هو في المراهنة علي الشباب الجديد.. لو عدت للأفلام التي واكبت الثورة سوف تجد أن ضابط الجيش هو البطل.. أفلام مثل «الله معنا»، «رد قلبي»، «أرض السلام»، «عمالقة البحار».. وغيرها دائماً الحلم هو الضابط.. أتصور أن القادم من الأعمال الدرامية سوف يراهن علي شباب الإنترنت الذي كان يحلم في العالم الافتراضي بالتغيير واستطاع أن يحيل الحلم إلي واقع.. ويبقي النجوم الإعلاميون الذين راهنوا علي النظام 30 عاماً وبعد سقوط النظام صاروا يراهنون علي الشباب وثورتهم، هؤلاء لا أتصور أنهم سوف يجدون لأنفسهم مكانة تحت شمس ثورة 25 يناير! لقد صنعت الثورة عدداً من إرهاصات لأعمال فنية تستطيع أن تشاهدها عبر النت.. توجه البعض مباشرة إلي فيلم عن «هتلر» وبدأوا في إضافة ترجمة باللغة العربية لمواقف، بل شخصيات أرادوا السخرية منها لموقفها المهين طوال مرحلة «حسني مبارك».. وبعضهم التقط مباشرة الأحداث الأخيرة ووضعوا مشاهد ساخرة لكل من «زينة» و«سماح أنور» علي اعتبار أنهما كانتا تسخران من الثورة والثوار، بل إن «سماح» طالبت بحرق المتظاهرين في ميدان التحرير بينما قادت «زينة» مظاهرة أمام باب «ماسبيرو» تطالب بعودة «حسني مبارك» رئيساً وطلبت من أولياء أمور البنات أن يذهبن للميدان لإعادة بناتهن.. الكل الآن يعتذر ويقول إنه لم يكن يعرف، والبعض يقول إنه كان يهدف إلي عدم توجيه إهانات لحسني مبارك علي اعتبار أن الثقافة العربية توقر صورة الأب.. لم أقتنع بكل ما قالوه ولم يعترف أحد أن الحقيقة هي أنهم اعتقدوا أن «حسني مبارك» سوف يستعيد السيطرة علي مجريات الأمور ويراجع مواقف البعض ليكتشف أن هناك من وقف بجواره بقوة في عز الأزمة ويجزل له العطاء، وهناك من وقف ضده فيسارع بالانتقام، والدليل أنهم بعد أن بات واضحاً أن الثورة في طريقها لتحقيق أهدافها تغيروا 180 درجة وعندما أقيمت جمعة وفاء لحسني مبارك كل هؤلاء لم نر منهم أحداً ذهب للمشاركة في إعلان الوفاء المزعوم لمبارك!

الآن نري قوائم سوداء لعدد من الفنانين يتم تداولها عبر النت، بل إن بعض الأحياء الشعبية في مصر أصدرت بياناً قالوا فيه إنهم يقاطعون كل أفلام «عادل إمام» مثل سكان بولاق الدكرور الذين كانوا هم الأسرع في إعلان الغضب.. المؤكد أن الخريطة الفنية تغيرت تماماً.

الجيل القديم كله سوف يعاني في تسويق الأعمال الفنية لأن المزاج النفسي للجمهور يرنو أيضاً للتغيير ولكن هناك استثناءات.. مثلاً برغم أن «نادية الجندي» مبتعدة عن السينما منذ 8 سنوات بعد أن أدارت لها السينما ظهرها إلا أن هناك ترشيحا لها من خلال مجموعة من الشباب لتجسيد حياة «سوزان مبارك» في فيلم سينمائي.. لقد ارتبطت «نادية الجندي» في ذهن الجمهور بأداء الأدوار الشريرة المرفوضة، ولهذا السبب رشحوها لدور «سوزان مبارك».. ولكن من هو في هذه الحالة الذي يلعب دور «حسني مبارك» و«علاء» و«جمال» وهل ستردد «نادية» لزمتها الشهيرة «سلم لي علي البتنجان»؟!

مجلة روز اليوسف في

16/07/2011

 

إلا خمسة

كتب هناء فتحى 

1 )

ما أمرُّ ذلك المشهد وقسوته: امرأة تلتفح بالسواد.. تطوف بين المارة والمتظاهرين فى ميدان التحرير، على صدرها تسند صورة ابنها الشهيد داخل برواز من الخشب والزجاج.. الزجاج الذى يمنع عنه الشمس والريح والأتربة.. تمسح بأصابعها على الشعر والجبهة، لم تعد قادرة على سماع الصوت المحبب.. تسقط دموعها وتصنع خطا فوق زجاج الصورة.. تطلب من الثوار أن يأتوا لها بابنها حيًا أو يأخذوا لها بثأره.. تعيد الفضائيات تلك اللقطة مرة تلو مرة.

ليتهم يشعرون.

2 )

تصدرت صورة أشرف عبدالغفور - نقيب المهن التمثيلية - وموقفه وحماسه نشرات الأخبار لنكتشف أن الله منحهم نقيبًا بعد نقيب.. نقيبًا ينادى باستقلالية نقابته وعدم تبعيتها للدولة مهما علا شأنها.. وكان أشرف يسير وسط المتظاهرين فخورا وممتلئا بالحماس.

جاء أشرف وذهب أشرف

3 )

لم تكن انتكاسة نقابة المهن السينمائية وسقوط المخرج الكبير على بدرخان إلا لتثبت أن كثيرا من السينمائيين مجرد «تابعين» يعيشون داخل عقولهم المغلقة.. كثير منهم لا يقرأون الأحداث ولا يتفاعلون معها.. على الرغم من موقف كثير من مشاهيرهم الرائع والذى كان فى مقدمة صفوف الثورة منذ بدايتها.

لا عزاء لعلى بدرخان.. العزاء للنقابة

4 )

لا أدرى أى عقل ذلك الذى صنع وسمح بعمل ذلك المسخ المسمى بـ(comic club) وإذاعته على إحدى قناة روتانا مصرية.. وهو عبارة عن بلاتوه يحوى «دكتين» يجلس داخل كل دكة عدد من الأشخاص ويتبادلون النكات واحداً وراء آخر دون توقف إلا بتوقف البرنامج.. وأنت لا تعرف من هؤلاء.. ولا ما هذا السفه الذى يتبادلونه معا.. ولماذا يحدث هذا.

بايخة.

5 )

ولأنه التليفزيون المصرى فقد كانت نشرة أخبار الثلاثاء الماضى لا تختلف عن (comic club) كانت المذيعة أميمة تحاور مصطفى بكرى تليفونيًا.. وكان مستاءً من المظاهرات ومن الثوار لأن بهم بلطجية ومندسين بعده تدخل أحد الثوار ليقول للمذيعة إن مصطفى بكرى جاء التحرير بعد تنحى مبارك.. غضبت المذيعة من تجاوز الثائر.. تدخل اللواء طارق المهدى ليقول للمذيعة لايجوز أن يتهم بكرى الثوار بذلك قالت المذيعة فعلاً يافندم.. وبعدها أطلت علينا لتذيع لنا سرا أرادت إفشاءه لأول مرة وأجرها على الله - هكذا قالت بالحرف - وأضافت أن اجتماعًا ضمها مع اللواء طارق المهدى وسألته عن سقف الكلام فقال لها: لاسقف.

نعم.. هذا هو السر

مجلة روز اليوسف في

16/07/2011

 

خطة الإطاحة بـ«مســـعد فـــودة» من نقابة السينمائيين

كتب أحمد شوقي 

جاءت نتيجة انتخابات المهن السينمائية التى أقيمت يوم الأحد الماضى بمسرح فيصل ندا مخيبة لآمال طبقة عريضة من فنانى السينما المصريين ولطبقة عريضة من الثائرين على فساد النظام السابق وفلوله التى أصرت على إهدار أموال وإمكانيات هذا الشعب العظيم.. ومسعد فودة نقيب المهن السينمائية الحالى وأحد من أتباع النظام السابق استطاع بحيله النقابية وألاعيبه المعروفة من تفتيت الأصوات إلى إعطاء كارنيه النقابة لمن لايستحق طمعاً فى صوته الانتخابى.. استطاع الفوز على المخرج الكبير «على بدرخان» ممثل فنانى الثورة والرافضين للفساد بفارق 59 صوتا بعد يوم عصيب.

فور إعلان النتيجة خرجت جموع الفنانين الرافضة لمسعد فودة إلى الشارع متجهة لميدان التحرير لتعلن فوز الفلول على الثورة فى هذه الجولة المهمة، ومعلنين غضبهم وأستيائهم محاولين الوصول إلى خطة لاسقاط فودة وقاد هذه المظاهرة السينمائية الثائرة.. السيناريست تامر حبيب.. الذى أخذ على عاتقه التصدى لمسعد فودة، وفلول النظام داخل النقابة.. ورغم فوزه بأحد مقاعد مجلس الإدارة إلا أنك عندما تراه فى الميدان تشعر وكأنه خسر الجولة، ولم يفز من فرط المرارة التى تستشعرها فى حديثه عن فوز مسعد فودة.

السينمائيون بقيادة حبيب أخذوا يبحثون عن الخطة التى ستسقط فودة من رئاسة المجلس.. واقترح أحدهم أن يستقيل 7 أعضاء من مجلس النقابة ليتم إسقاط النقيب والمجلس على حد قوله.. وآخر اقترح الانفصال وعمل نقابة مستقلة تضم العاملين بالأفلام السينمائية.. تحدثنا مع تامر حبيب لنعلم إلى أى مدى وصلت قافلة السينمائيين الغاضبين فى طريقها للإطاحة بفودة فقال: بالفعل نبحث الآن أنا وعدد من أعضاء المجلس عن خطة لاسقاطه من منصب النقيب.. وبالنسبة للاقتراح الذى قيل بخصوص استقالة 7 أعضاء لاسقاط النقيب كان بالفعل أحد الحلول المطروحة إلى أن تأكدنا من عدم قانونيته، فإذا استقال 7 أعضاء يسقط المجلس فقط ولا يسقط النقيب.. فتغاضينا عن هذا الاقتراح بدأنا فى البحث عن حل آخر..

ويتضامن معنا الآن عدد لا بأس به من أعضاء مجلس النقابة وهم مدير التصوير سامح سليم والمخرج محسن أحمد والمخرج عمر عبد العزيز والمخرج عمرو عابدين وعادل ثابت وفوزى العداوى، وأتوقع انضمام آخرين فالباب مازال مفتوحا أما بالنسبة للاقتراح الخاص بانفصالنا عن النقابة وإنشاء نقابة مستقلة أخرى فمازال فى مرحلة الدراسة.

خاصة أنه لا يشرفنى التواجد فى مجلس يرأسه مسعد فودة أحد فلول النظام السابق.. ولن نهدأ حتى يسقط فودة من المجلس.

وعلى الجانب الآخر نجد مسعد فودة وفاروق الرشيدى وإبراهيم الشقنقيرى وشكرى أبوعميرة فى جبهة مضادة لجبهة الثوار كما صرح لنا المخرج الكبير على بدر خان أكد لنا أيضا أن هناك العديد من المستندات ضد هذا الرباعى الفاسد، وعلى حد قوله أمام النيابة الآن للتحقيق معهم.. وأكد لنا أيضاً أن مسعد فودة أعطى عضوية النقابة لأفراد بدون شهادات علمية وسعاة وأفراد أمن ويصرف لهم إعانات من أموال النقابة حتى يسانده فى الانتخابات هو وشلته بمساعدة ممدوح الليثى ونبيل الطبلاوى رئيس قطاع الأمن بالتليفزيون المحسوبين حتى هذه اللحظة على اتحاد الإذاعة والتليفزيون فالأول مستشار بالاتحاد والثانى رئيس قطاع الأمن بالاتحاد.

وجبهة مسعد فودة تمتلئ بالعاملين بالتليفزيون وهم أحد المحاور الرئيسية لنجاح فودة ورجاله.

فبجانب استعانة فودة بموظفى التليفزيون والقنوات الإقليمية بمساعدة ممدوح الليثى لحصد الأصوات قاموا أيضاً بعمل الآلاعيب والحيل لمنع أصوات الجبهة الأخرى من الحضور للانتخابات من خلال الاتفاق الذى تم بين ممدوح الليثى رئيس اتحاد النقابات الفنية ورئيس اللجنة الانتخابية لتكون الانتخابات يوم الأحد وهو يوم عمل ولم يلتفتا لاعتراض كل المرشحين وهو ما منع عدداً كبيراً من الناخبين من الحضور بسبب انشغالهم فى تصوير الأعمال الرمضانية والسينمائية مما حرم على بدر خان من قرابة الـ 002 صوت على حد قوله أعضاء النقابة انتقدوا تواجد موظفى التليفزيون بينهم على أساس أنهم لا علاقة لهم بالعمل السينمائى وهو ما دفعهم لإطلاق مبادرة لفصل موظفى التليفزيون عن نقابة السينمائيين وإنشاء نقابة خاصة بهم.

المخرج نادر جلال قال: نقابتنا التى تسمى نقابة المهن السينمائية منها 07% من الأعضاء عاملين بالتليفزيون والعاملون بالتليفزيون ينقسمون إلى شقين شق درامى الخاص بالمسلسلات وهؤلاء مسموح قبولهم ضمن أعضاء نقابة السينمائيين وشق إعلامى يضم العاملين بالبرامج الإعلامية وهؤلاء ليست لهم أى علاقة بالدراما والمفروض ينفصلوا عن السينمائيين ويؤسسوا لهم نقابة منفصلة للعاملين بالتليفزيون.

ولكن أن نرى فى نقابة السينمائيين أناسا ليست لهم أى علاقة بالسينما فهذا لا يجوز ويضيف جلال أنا مع فكرة عمل نقابة للسينمائيين وأخرى للتليفزيون، وأضعف الإيمان أن ينضم العاملون بالدراما فى التليفزيون لنقابة السينمائيين ولكن أكثر من ذلك فلا يصح. المخرج السينمائى داود عبد السيد يرى أن هناك الكثير من أعضاء النقابة لا يستحقون عضويتها منهم أفراد أمن وفراشون وينتقد سياسة النقابة الخاطئة فى الفترة السابقة ويقول «إذ كان هناك من يحصلون على العضوية وليس لهم علاقة بالعمل السينمائى يتم فصلهم وليبحثوا لهم عن نقابة أخرى طبقاً للمعايير واللوائح والقوانين ولكن بالنسبة للعاملين بالدراما داخل التليفزيون منهم لهم كل الحق فى الانضمام للسينمائيين لأن المهنة واحدة..

فالمخرج هو مخرج هناك أو هنا وكذلك المصور والمؤلف ولكن من الممكن استثناء مخرجى الأفلام التسجيلية وإن أرادوا عمل نقابة أخرى لهم فليفعلوا ولكن يجب أن نجلس ونحدد معايير من ينضم للسينمائيين».

المخرج التليفزيونى «عمر عبدالعزيز» عضو مجلس النقابة يقول « لقد اقترحت من قبل أن تسمى النقابة بنقابة المهن السينمائية والتليفزيونية حتى نخرج من هذا الجدل، فهناك بعض العاملين بالتليفزيون تحديداً فى الدراما لهم الحق فى عضوية النقابة منهم مخرجون ومصورون ومؤلفون ولكن بالنسبة للعاملين بالبرامج من الممكن أن ينفصلوا ويكونوا نقابة خاصة بهم طالما لا يعملون فى السينما.

المخرج محمد فاضل يرى أن الفكرة واردة فى ظل الثورة وإلغاء القانون رقم 001 الخاص بالإشراف على النقابات المهنية وفى ظل استقلال النقابات ومن حق أى فئة أن تكون نقابة خاصة بهم.

يحتاج إلى تفكير على حد قوله ومناقشة ويستطرد قائلا «هناك 140 صوتاً انتخابياً حضروا للانتخابات فى سوبر جيت من القنوات الإقليمية الساعة الرابعة لمساندة فودة هؤلاء وغيرهم لا نراهم أبداً إلا يوم الانتخابات وهؤلاء غير مزاولين للمهنة فمزاول المهنة يسدد رسماً نسبياً 2% عن إيرادته أما الموظف فى التليفزيون فلا يقدم شيئا للنقابة سوى الاشتراك السنوى ويأخذ فى مقابل ذلك العديد من الخدمات ثم يأتى يوم الانتخابات بناء على دعوة من ممدوح الليثى ومسعد فودة للإدلاء بصوته لصالحهم المفروض أنها نقابة المهنة السينمائية فمن يزاول المهن فقط الذى له حق الانضمام إليها.

ولينشئوا المتسربين إلينا نقابة أخرى اسمها «نقابة موظفى التليفزيون فهذا المسمى هو الأفضل بالنسبة لهم».

كاملة أبوذكرى إحدى مخرجات السينما الشباب تتحدث عن هذه الفكرة قائلة «ياريت يبقوا نقابتين.. هذا هو أفضل شىء.. وأنا اقترحت ذلك من فترة ولا أعرف كيف سيتحقق، ولكن الفصل بين العاملين بالتليفزيون والعاملين بالسينما هو أفضل حل.. فالموظفون والفراشون الذين يتم قبولهم بالنقابة هذا لا يقلل من شأنهم ولا يجوز أن ينضموا للسينمائيين وليس لهم علاقة بالسينما وبيضروا بمصالحنا كيف يتم قبول عامل بالتليفزيون فرد أمن من النقابة وعامل الإضاءة والكلاكيت والإكسسوار بالسينما لا ينضمون للنقابة رغم أنهم الأحق لأنهم يعملون فى مجال السينما.

فودة ليست له أى علاقة بالسينما من قريب أو بعيد المخرج ومدير التصوير محسن أحمد الذى فاز بعضوية المجلس رغم إعلان انسحابه إلا أن انسحابه لم يعتد به لأنه رغم انسحابه قبل الانتخابات «انسحاب غير رسمى» بسبب انتهاء المدة المسموح فيها بالانسحاب وغلق كشوف الانتخابات قال: أنا عايز أمشى ولكن أنتظر أول اجتماع للمجلس وبعد ان يتم تشكيله وأطمئن أن الأغلبية السينمائية هى المسيطرة عليه سأترك مكانى لمن يتبعنى فى ترتيب كشوف الفوز حتى أترك الفرصة للشباب فى تلك المرحلة أما بخصوص فصل التليفزيونيين عن السينمائيين بنقابة مستقلة لهم.. أكد محسن أحمد أنا ضد أن تمنح عضوية نقابة السينمائيين لكل من هب ودب فليس من المعقول أن يكون مخرج البرامج الزراعية والمحامى بالتليفزيون وموظفو الأمن والإداريون بماسبيرو زملاء لصلاح أبو سيف ويوسف شاهين ومحمد خان وخيرى بشارة فلا بد من فلترة نقابة السينمائيين من المتسربين إليها عبر التليفزيونيين واستقلالهم بنقابة خاصة بهم.. من خلال المجلس الجديد سنطالب بتنقية قوائم الأعضاء غير المؤهلين للعضوية حتى لو كانت عضويتهم عاملة ويقومون بتسديد الاشتراك السنوى وحتى نضمن أن مثل هذه التجاوزات لن تتكرر مرة أخرى بعيدا عن المحسوبية والوساطة والرشوة.

مجلة روز اليوسف في

16/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)