حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد أبو الحسن:

مازلت قـــــادراً عــــــــــلي العطاء وصنــاع الفن يتجاهلونني

محمـد التـلاوي

"حنفي" كلما نسمع هذا الاسم يأتي إلي أذهننا سريعا المشاهد التي كان يظهر فيها الفنان محمد ابو الحسن في مسرحية "سك علي بناتك", نتذكر هذا الفنان الذي كان يميت قلوبنا من كثرة الضحك بسبب تلقائيته وخفة دمه التي تميز بهما ,محنة المرض التي مر بها خلال السنوات الماضية جعلت صناع الفن انصرفوا عنه حتي بالسؤال عليه،فأنا أتساءل هل يتعامل أهل الفن مع الفنان عندما ينحني ظهره علي طريقة "خيل الحكومة"، أم هذه هي  مكافأة نهاية الخدمة التي يستحقها فنان قام بإسعادنا سنوات ولازال بأعماله الفنية .. في البداية سألته

·         هل أنت سعيد؟

ـ  أنا سعيد لأنني مازلت قادراً علي العطاء و"مش سعيد"  لأن صناع الفن  "نسيوني" فأنا أشعر بالمرض عندما أكون لا أعمل ولكن إذا عرض عليّ عمل "اقوم أجري من علي السرير وابقي زي الحصان" . وأنا حاليا أقدم مسرحية "اسعد سعيد في العالم" وأشعر بالسعادة  إذا جاء الجمهور لمشاهدة المسرحية لأنها هادفة وفي نفس الوقت بها جرعة كبيرة من الكوميديا.

·         هل تعتقد أن الحب أصبح عديم الوجود بين الناس؟

ـ في الحقيقة آه... زمان كانت الناس لديهم مشاعر ويحبون بعضهم البعض اكثر من الآن والجار كان يسأل عن جاره وكان هناك مودة ورحمة بين الناس لكن  الناس الآن الذي يشغل بالهم هو اللهث وراء "المادة" ولكني متفائل الآن بعد الثورة.

·         ما رأيك في الثورة وماذا تقول عنها؟

أناسعيد جدا بهذه الثورة لأنها ثورة قضت علي الفساد وأنا أطلق عليها "ثروة" وليس "ثورة" فقط وربنا رزقنا بها لكي نكون كلنا أغنياء بأخلاقنا وربنا يديمها علينا نعمة ويكملها علي خير.

·         من من الفنانين الشباب الذين تحب مشاهدة أعمالهم وتود أن يجمعك عمل واحد معهم؟

ـ أحب مشاهدة أفلام احمد حلمي واحمد السقا وكريم عبد العزيز ومني زكي وأيضا لدينا مخرجون جيدون مثل خالديوسف الذي له رؤية إخراجية يتميزبها وأيضا هناك المخرج سامح عبد العزيزفهو مخرج رائع وغيرهم كثيرون وأتمني ان يجمعني معهم عمل فني.

·         المسرح أم السينما اقرب إلي قلبك؟

ـ السينما بحبها جدا طبعا لكن المسرح بالنسبة لي له عشقه الخاص فبدايتي كانت علي مسرح جامعة القاهرة وعملي مع عمالقة وأساتذة في الفن مثل الفنان فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي جعلني أعشق المسرح.

·         أنت عملت مع الفنان فؤاد المهندس في مسرحية "سك علي بناتك" فماذا تعلمت منه؟

ـ تعلمت منه الكثير مثل الالتزام والاهتمامء بفني وأن المسرح لايقل أهمية عن بيتي وأنا أتذكر الآن أنه أثناء عرض مسرحية "سك علي بناتك" كنت قد حضرت قبل موعد العرض بحوالي ساعة وفوجئت بالفنان فؤاد المهندس يقف علي خشبة المسرح ويمسك بيده ماء" مورد" و"يرش"به المسرح وهو يقر القرآن وكان هذا المشهد يتكرر دائما،فكان يعتبر المسرح بيته،وأنا تربيت علي ذلك لدرجة أنني دعيت ربنا أن تنتهي حياتي علي خشبة المسرح.

·         المسرح في الآونة الأخيرة يعاني  عدم إقبال الجمهور عليه من وجهة نظرك ما سبب ذلك؟

ـ السبب في أن الأسعار بالنسبة للقطاع الخاص أصبحت نارا أما بالنسبة لأسعار القطاع العام فهي في متناول الجميع ولكن القطاع العام ينقصه عمل الدعاية التي تجعل الجمهور يأتي إلي المسرح.

آخر ساعة المصرية في

12/07/2011

 

»المركب« ثورة علي السينما التقليدية من بطولة مجموعة من الشـــباب

ماجـدة خـيرالله 

"المركب"هو التجربة السينمائية الثالثة للمخرج عثمان أبولبن،  بعد أحلام عمرنا، وفتح عينيك، في تجربتيه السابقتين تعاونا مع نجوم الشباك مثل مصطفي شعبان ومني زكي ومنة شلبي، ونيللي كريم، ورغم طموحه في تقديم صيغة سينمائية أفضل، إلا أن وجود النجوم كان سببا في فساد تجربتيه ولم يضف إليهما ولا إلي المخرج الطموح، ولذلك فيبدو أنه غير تفكيره، وقرر التعاون مع وجوه شابة طازجة، وشديدة العفوية والنظارة والجمال أيضا، بعض نجوم الفيلم، كان لهم تجارب سابقة مثل يسرا اللوزي، وأحمد حاتم، وفرح يوسف، وريم هلال، وبعضهم أشاهده للمرة الأولي مثل إسلام جمال، وأحمد سعد، ورامز أمين، ولكن من تعرفه من هؤلاء يبدو وكأنه يعيد اكتشاف نفسه في هذا الفيلم! حتي النجوم الكبار مثل  رغدة وأحمد فؤاد سليم يبدوان في هذا الفيلم في حالة من النضج الفني لم يصلا إليها من قبل، وخاصة رغدة التي لم تهتم لصغر حجم دورها، وقلة جمل الحوار التي تنطق بها، ومع ذلك فقد كان وجودها طاغيا، بجمالها الوحشي وبرودة مشاعرها المتعمده التي تذوب في لحظة، فتملأ المشهد الأخير بالعاطفة الجياشة!

"المركب"فيلم كتب له السيناريو كل من هيثم الدهان، وأحمد الدهان ، وهي المرة الأولي التي اقرأ اسميهما علي أفيش فيلم، ولو كانت تلك تجربتهما الأولي حقا، فنحن أمام موهبتين في حاجة للاهتمام والرعاية، الأحداث تدور حول مجموعة من الشباب من طلبة إحدي الجامعات الخاصة، لكل منهم مشاكل مع أسرته كعادة الشباب عادة، يارا"يسرا اللوزي" ابنة وحيدة لسيدة أرستقراطية منغمسة في حياتها الشخصية، تقضي وقتها علي طاولة القمار، تبدد أموال زوجها الذي لاتحبه، ولكنها تستغل نقوده كما تستغل مكانة أسرتها، وتبدو الأم وكما أنها لاتعبأ مطلقا بحياة ابنتها الشابة، فلا تسألها أين ذهبت، ولامع من كانت! وهو الأمر يجعل الفتاة تشعر بحالة من الارتباك تخفيها برغبتها في أن تجعل الأخريات يتصرفن مثلها، ولذلك نراها في أحد المشاهد وهي تقنع صديقتها المحجبة "نور" ريم هلال ، بخلع حجابها بل تغريها بارتداء المايوه البكيني! أما نور فهي من أسرة متزمتة والدها يقسو عليها بمناسبة وبدون مناسبة، ويحاصرها بأسئلته ويعد عليها أنفاسها، ويفرض عليها ارتداء الحجاب، أما ليلي "فرح يوسف" فوالدها يدللها وهي علي علاقة خاصة بزميلها هيثم"إسلام جمال"وصلت إلي حد الزواج العرفي، وهو الأمرالذي يشعر الفتاة بالضيق والرغبة في الخروج من هذا المأزق، حتي لاتصبح رخيصة في نظر نفسها، أما أمير "أحمد حاتم"، فهو شاب منفلت يبالغ في شرب الخمر وكافة أنواع المخدر، ومع ذلك فهو معجب بنور المحجبة وينزعج من تخليها عن الحجاب، مصطفي أو أحمد سعد هو شاب سمين، يعيش مع شقيقه، الأكبر ويشعر أن شقيقه يضيق عليه ويبخل عليه ليوفر لنفسه حياه أفضل، رغم أنه ورث ثروة عن والديه وأصبح وصيا علي شقيقه، مصطفي يلازمه إحساس بأن أصدقاءه يسخرون منه لضخامة جسده، ويحرصون علي وجوده معهم ليصبح مادة للضحك، رغم أنه يكن لهم الحب ويجد راحته في خدمتهم والتقرب منهم، أما محمود" رامز أمين"فهو شاب متدين بلا مبالغات، ولايفرض آراءه علي بقيه الأصدقاء ولكنه يرفض الانغماس في الأخطاء ويقبل زملاءه علي علاتهم، وتبدأ أزمة الفيلم بعد دقائقه الأولي عندما يقرر الأصدقاء الخروج في رحلة بحرية، في مركب المحروسة الذي يملكه "أحمد فؤاد سليم"، وطبعا يقرر الزملاء الستة عدم إخبار ذويهم بمقصدهم، تحت زعم أن الرحلة لن تستغرق إلا ساعات محدودة، ولكن الرحلة الترفيهية تتحول إلي كارثة، عندما يموت صاحب المركب فجأة، ويجد الأصدقاء أنفسهم في عرض البحر، فوق مركب قديمة لايعرفون طريقة قيادتها، ولاكيفية توجيه دفتها، وبعد ساعات قليلة يكتشفون أن مالديهم من ماء وطعام لن يكفيهم إلا بعض يوم، ويستمر بقاؤهم فوق المركب ثلاثة أيام فارقة، يعيد كل منهم اكتشاف نفسه، ويسعون للنجاة بأنفسهم من مصير محتوم وهو الغرق بعد أن أصاب المركب عطب أدي إلي اندفاع المياه داخلها، وفي محاولة لإنقاذ يارا"يسرا اللوزي"يسقط الزميل البدين مصطفي في عرض البحر، ويغرق دون أن يشعر به أحد، لأن الجميع كانوا منشغلين بمحاولة إنقاذ يارا، ويقف الأصدقاء لأول مرة أمام تجربة موت أحدهم، ويعتبر مشهد الصلاة علي "مصطفي" هو نقطة التحول ، في شخصية كل منهم، حيث يحجم"أمير " عن الصلاة لأنه كان في حالة سكر، ويجد أن صلاته علي صديقه لاتجوز وهو علي هذا الحال، ولكنه يتألم ويشعر بالمرارة، ويقول إن ماكنتش حا صلي عليه دلوقت أمال حا اصلي عليه إمتي، أما نور فهي تعود لارتداء الحجاب أثناء الصلاة ولاتخلعه مرة أخري، ويحدث تغيير ما في شخصية كل منهم نتيجة هذه التجربة المريرة، ويدركون فداحة خسارتهم في صديقهم الطيب مصطفي، وعندما تتعرض المركب للغرق فعلا يرتدون أطواق النجاه ويقفزون في الماء في انتظار رحمة ربنا!

وعلي الجانب الآخر تتحرك أسرة كل منهم بحثا عن الابن او الابنة المفقودة بعد غيابهم خارج منازلهم لثلاثة أيام متتالية، وقبل أن يهلك الجميع غرقا، تصل قوات الإنقاذ ومعها عائلات الشباب، وتبحث يارا عن أمها بين جموع الآباء فلاتجدها في البداية، ولكنها تبتسم في سعادة عندما تجد أمها تهرع إليها وتصفعها علي وجهها ثم تحتضنها!

ميزة الفيلم إنه لايطلق أحكاما أخلاقية علي أبطاله، ولكنه يحترم ضعف وعيوب كل منهم، فالإنسان مخلوق غير كامل، ولكنه أيضا مخلوق قابل للإصلاح والتغيير حسب التجربة التي يمر بها، وميزة فيلم المركب أنه لايدعي شيئا، ولايقدم نصائح ولاعبرا، ولكنه يترك العبرة تنساب من خلال أحداثه، والقيمة الأكبر للفيلم أنه يحترم عقل المشاهد، ولايقدم حلولا مثالية، وهو يختلف عن الأفلام التي تعالج مشاكل الشباب بطرق تقليدية مقيتة، خالية من الفن والابتكار، اللغة السينمائية عند المخرج عثمان أبولبن وصلت في هذا الفيلم إلي مستوي واضح من النضج، رغم أن معظم أحداث فيلمه تقع في مكان واحد وهو المركب إلا أنه قدم حالة من الإثارة والتوتر والمفاجأة والمفارقة، وكافة عناصر التشويق السينمائي يدعمه أهم ثلاثة عناصر فنية وهي كاميرا مدير التصوير أحمد حسين "مشاهد تحت الماء وغرق مصطفي أفضلها، وموسيقي أشرف محروس مع المونتاج! أما فريق الممثلين الشبان فيبرز من بينهم"أحمد حاتم" في شخصية أمير وهو أفضل أدواره بعد أوقات فراغ والماجيك، ويسرا اللوزي، وأحمد سعد ، إسلام جمال، وفرح يوسف، أما ريم هلال فهي لازالت منشغلة بجمالها وينقصها التحكم في بعض انفعالاتها، فيلم المركب من الأفلام التي تجيب علي هذا السؤال الذي يتردد كثيرا في الأشهر الأخيرة، ماهو نوع الأفلام التي يمكن أن نقدمها بعد الثورة؟

آخر ساعة المصرية في

12/07/2011

 

هل يترك الفنانون مواقعهم إذا تولي الإخوان الحكم؟

وهل تخسر المرأة ما حققته علي مدي ٠٥ عاما؟

بقلم : إيريس نظـمي 

بعد حوالي ٠٥عاما من حصول المرأة علي بعض حقوقها مثل بعض القوانين المجحفة التي عانت منها مثل »بيت الطاعة« حين كانت الشرطة تطاردها وكأنها مجرمة لتلقي القبض عليها وإيداعها في بيت الطاعة.. وما أدراك ما هو بيت الطاعة.. وأيضا حصولها علي قانون »الخلع« الذي يريد الإخوان والسلفيون إلغاءه وعودتها إلي المنزل لتربي أولادها إذا تولوا الحكم.

أقول هذه المقدمة حين شاهدت الأسبوع الماضي في التليفزيون فيلم »مراتي مدير عام« أبيض وأسود.. وهو الفيلم الذي أنتج عام ٦٦٩١ بطولة شادية وصلاح ذو الفقار وهو فيلم اجتماعي كوميدي أخرجه فطين عبدالوهاب الذي حقق نجاحا كبيرا في أفلام الكوميديا الراقية.

والفيلم يناصر المرأة التي تقلدت أرفع المناصب القيادية.. وذلك حين نقلت بطلة الفيلم »شادية« بعد ترقيتها مديرا للشركة التي يعمل بها زوجها، في البداية يرفض الموظفون أن يكونوا مرؤوسين لامرأة. فحين وصلت الشركة بدأت تصافح الموظفين.. لكنها حين مدت يدها لتصافح أحدهم »شفيق نور الدين« ومدت له يدها رفض أن يصافحها فسألته إحدي الموظفات.. لماذا رفضت أن تصافحها يا أستاذ؟ فرد قائلا: لكي لا تنقض وضوئي.. هكذا قال »ابن حنبل«.. وحين طلبت المدير العام نقلها إلي شركة أخري بعد أن حققت النجاح وأنجزت الكثير من المشروعات التي تخدم الموظفين.. لكيلا تسبب الحرج لزوجها.. وبدأت تودع موظفيها قبل الرحيل.. فمد هذا الموظف يده ليصافحها.. فقالت له نفس الموظفة: لماذا تصافحها الآن يا أستاذ؟ قال: »الإمام الشافعي يقول عكس ذلك«..

هذا ما حصلت عليه المرأة في الستينيات من حقوق فأصبحت سفيرة ووزيرة وعضوة مجلس الشعب ثم قاضية.. فيطلب منها الآن وبعد حوالي نصف قرن من الزمان العودة إلي منزلها وتربية أولادها.. فلا يصح أن تكون من القيادات بسبب الحيض والحمل والولادة.. فهل هذا كل ما يفكر فيه المتشددون من الإخوان والسلفيين؟

إن إيران الآن تنتج أفلاما معظمها تخرجها المرأة.. تنتقد فيها العادات والتقاليد.. وما تريد أن تحققه هي.. وتشترك بها في المهرجانات العالمية.. وتحصل علي جوائز.

صرح المنتج »محمد السبكي« أنه إذا تولي الإخوان الحكم سيعود إلي عمله الأول في الجزارة.. وقال الفنان »أحمد عز« أنه سيبحث عن وظيفة أخري.. وقال يحيي الفخراني في أحد البرامج مستنكرا.. بدل ما يقولوا عايزين مليون لحية قبل رمضان.. لماذا لا يقولون عايزين مائة عالم عبقري مثل د.زويل.. ود.مجدي يعقوب.. ود.فاروق الباز وغيرهم ويقول د.ميلاد حنا أنه إذا تولي الإخوان الحكم فسيسلم هدومه ويرحل.

إن حريق مسرح البالون الذي كان يحتفل بأهالي الشهداء يمهد إلي حرق دور السينما وذلك علي يد البلطجية الذين اندسوا في الإضرابات.. والأيدي الخفية المبعوثة إلينا من الخارج ليحرقوا بلدنا.. بل إن أحد السلفيين أفتي أن الموسيقي حرام.. مع أن الموسيقي يعالج بها المرضي في بعض الدول.. كما صرح أحد المسئولين بالتليفزيون أنه سيمحو القبلات والرقص الشرقي من الأفلام القديمة.. وهو ما حدث حينما ترك الملك فاروق الحكم فقد وضعوا بقعة سوداء علي صورته في الأفلام مع أن هذه الأفلام تعبر عن العصر الذي عرض فيه.. وقد قلت من قبل أنه عمل إجرامي.. فهم يريدون أن يحرقوا تراثنا.. وذلك في الوقت الذي تذيع فيه الفضائيات هذه الأفلام بدون موانع.. بالإضافة إلي أن المشاهد سيتحول إلي الفضائيات ويترك القنوات الأرضية..

تصوروا مصر بلا أي نوع من الفنون؟ ونحمد الله أن هذا المسئول ترك منصبه قبل أن يحقق ذلك..

شاهدت هذا الأسبوع أيضا فيلم »طباخ الريس« وكنت قد شاهدته من قبل في دور السينما.. أي أنني شاهدته قبل الثورة وبعدها.. وهو الفيلم الذي فقد فيه الرئيس المتنحي الثقة فيمن حوله.. ونزل إلي الشارع كأي رجل عادي وبدون أي حراسة ليتفقد حال الناس.. فيجد أن كل ما يقال له من الذين حوله كذب وخداع ماعدا الطباخ الذي أحضره الرئيس من الشارع وكان يثق به.. ياريت الرئيس السابق قد فعل ذلك وأحس بالشعب البائس الذي لم يحس أنهم شعبه وهو المسئول عن رعيته.. بل يتركه يموت في طوابير العيش من أجل رغيف.. فربما لم يكن الرئيس المتغطرس المتعالي قد حدث له ما حدث!

فرحت بعودة لميس الحديدي للتليفزيون في برنامجها الجديد »العاصمة« في القناة الجديدة »C.B.C«.. فهو برنامج يتميز بحرية الكلمة والجرأة حتي في أدق الأحداث التي تدين فيها لميس ما يحدث الآن.. والتي تقوم فيه بالتحليل معترضة علي إلغاء ما حققته سوزان مبارك من مزايا وقانون للمرأة لم يعجب الرجل.. وسوزان لم تفعل ذلك وحدها ولكن المرأة المهزومة هي التي حققت ذلك.. والكاتبات اللاتي طالبن بذلك سنين طويلة في عهد مضي فبعد فيلم حسن شاه »أريد حلا« صدر حكم بإلغاء بيت الطاعة.. وبعد ما سمعنا عن تعذيب الرجل للمرأة صدر قانون »الخلع«.. فإذا ألغيت حقوق المرأة التي اكتسبتها ستعود كما كانت لأيام الذل والاستعباد إذا تولي هؤلاء الحكم.. إن عودة لميس ستخلق حالة فنية وجوا من المنافسة بين المذيعات لتطوير برامجهم التي تحولت إلي »مكلمة«.. وهذا لصالح المشاهد.

سمعت ما تردد عن رحيل »يسري فودة« من برنامجه بقناة »ontv« وأن »ريم ماجد« ستلحق به.. ولم أصدقه فإن يسري فودة وريم ماجد والقرموطي سيخسرون الكثير.. إذا ما فكروا في ترك المكان الذي حققوا فيه نجاحهم وشهرتهم.. فقد أصبحوا من أهم مقدمي البرامج بل إنهم تفوقوا علي الكثير من مقدمي البرامج.. تعجبني الإعلامية ريم ماجد بأدائها فقد تمكنت من نفسها.. تحس بأنها واحدة من الشعب حتي في أسلوب لبسها.. وهي تتحدث بثقة دون أن تهته أو تمثل بعينها.. أيضا يسري فودة هذا الإعلامي الجاد الذي يتناول أهم الأحداث ببساطة.. والقرموطي الثائر خفيف الظل.

فقدت بعض الصحف الكثير من مصداقيتها.. فمنذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك كثرت الأقاويل عن حياته الخاصة التي اخترعها هؤلاء المسئولون في صحفهم مثل خبر »حسني مبارك تزوج من إحدي الفنانات وله منها ولد عمره 17عاما«..

أيضا نشر صورة له علي الشاطئ مع اثنتين من السيدات منهما واحدة غير معروفة تماما والأخري قريبة عبدالمنعم عمارة وطفل صغير وقالوا مؤكدين أنه تزوجها واتضح أن المرأة غير معروفة.. وكشف هذا الخبر الوزير السابق عبدالمنعم عمارة.. وأيضا كانت له سهرات حمراء أعدها المسئولون من رجاله.. وإحضار إحدي الفنانات المعجب بها الريس لكي تطلق النكات القبيحة التي علموها لها..

إن كل هذه الافتراءات »المفبركة« التي تسيء أخلاقيا إلي الرئيس السابق ليس لها موقع من الصحة ولا تهمنا بدليل أن هذه الصحف تتراجع وتعتذر عما كتبته في اليوم التالي.. ولم نعد نثق إلا في القليل من الصحف منها الصحف القومية و»المصري اليوم« الصحيفة المستقلة، وجريدة »الشروق«.. أما البعض الآخر فيجري وراء البيع والتوزيع.

آخر ساعة المصرية في

12/07/2011

 

في مهرجان الرباط السينمائي الدولي الـ ٧١:

تكريم الفنانة الكبيرة ثــــريا جـــبران

رسالة الرباط: نعمة الله حسين 

تتنسم الرباط عبق التاريخ.. وتحافظ علي تراثها القديم وتعتز  وتحتفظ وبه.. التاريخ ليس مجرد ماض بل حكايات وأسرار تروي تخفي في طياتها »سحر« وغموض وجمال .. ودلال.. للمدينة خمسة أبواب عتيقة قديمة.. لعل أهمها »باب الرواح« الذي يخترق السور الحصين للمدينة القديمة .. وقد شيد عام ٧٩١١ علي يد الخليفة الموحدي »أبو يوسف يعقوب بن يوسف«.. ويعتبر من أفخم الأبواب الخمسة، التي تحيط بسور المدينة، ويبلغ ارتفاعه ٢١ مترا.. وطوله ٨٢ مترا .. وهو يحظي بشهرة عالمية حيث يقام به الكثير من المعارض الفنية.

وعلي مدي غير بعيد من السور .. تقع »صومعة حسان« شاهدا علي تاريخ المدينة.. وقد شيدها السلطان »يعقوب المنصور الموحدي« وكانت هذه الصومعة الضخمة جزءا من مسجد كبير لكنه تعرض للاندثار علي إثر زلزال ضخم ضربه عام ٥٥٧١م.

وصومعة حسان مربعة الشكل ولا يوجد مثيل لها سوي شقيقتيها »صومعة الكتبية« بمراكش .. و»الخيرلدا« بإشبيلية.. وهذه الصوامع الثلاث أطلق عليهن لقب »الشقيقات« الثلاث لتطابق بنائهن المعماري والزخرفي.. والصومعة مربعة الشكل يصل علوها إلي ٤٤ مترا.. وقد زينت واجهاتها الأربع بزخارف ونقوش مختلفة علي الحجر المنحوت وذلك علي النمط الأندلسي.

وقد أغلقت الصومعة من الداخل ومنع الصعود إلي أعلاها لأنها شهدت حالات كثيرة من الانتحار. وتقف الصومعة شامخة في مواجهة المحيط حيث يراقب الأهالي وصول السفن القادمة بالأحباب والخير.

وفي حرص شديد علي الاحتفاظ بالتراث القديم.. فقد حرصت مدينة الرباط علي تجميع الحرفيين للصناعات اليدوية التقليدية في مجمع بمتحف »الأوداية«.. وهو مبني قديم يعود للقرن السابع وفيه يعرض أيضا الخزف الذي تشتهر به الرباط.. والحلي والمجوهرات والملابس القديمة.

والحق إن للرباط سحرا خاصا .. هي وأهلها الطيبون.

أحمد البوعناني اسم كبير في عالم السينما والفن والثقافة كرمه هذا العام مهرجان الرباط السينمائي الدولي لسينما المؤلف.. وقد توفي أحمد البوعناني في شهر فبراير الماضي.. ولم أوفه حقه في ذلك الوقت لأنه بالتأكيد  تقصير مني فلم أعلم ذلك الخبر ربما بسبب انشغالنا في مصر عن كل ما يدور حولنا في العالم، ولهذا كل التعازي عبر هذه الصفحات حتي لو جاءت متأخرة لزوجته الفنانة القديرة »نعيمة سعودي« والتي أسعدتني الظروف بلقائهما مع ابنتهما الوحيدة في عام ٢٠٠٢ وكنا أيضا في مهرجان الرباط الذي كان يكرم »البوعناني« والفنان المصري عادل إمام ورغم الحب الكبير الذي يكنه أهل المغرب لمصر وفنانيها وعادل إمام إلا أن التصفيق الحاد المتواصل الذي حصل عليه أحمد البوعناني كان يفوق كل وصف.. ولقد كان لي شرف لقائه وإجراء حوار معه ومع زوجته نشر بآخر ساعة في ذلك الوقت وهو المقل في أحاديثه.. وفي افتتاح المهرجان عرض فيلم تسجيلي عنه يحمل آراءه وفلسفته في الحياة.

وأحمد البوعناني واحد من جيل الرواد في المغرب.. يوم قرر أن يدرس الفن في نهاية الخمسينات وبداية الستينات.. كان ذلك حدثا فريدا.. وبالفعل سافر إلي فرنسا ليعود ويقدم أول شريط سينمائي قصير هو »طرفاية« أو مسار شاعر.. وإن كان قبل ذلك شارك في كتابة الحوار لفيلم »وشمة« للمخرج حميد بناني .. وقد عمل البوعناني في المونتاج بالمركز السينمائي المغربي كأستاذ تتلمذ علي يديه عدة أجيال من المخرجين المغاربة.

وقد اختار أحمد بوالعناني أن يبتعد عن المدن الصاخبة واختار الصحراء الواسعة فشيد منزلا فيها علي الطراز العربي.. كان هو ملاذه .. وسيظل فيلمه السراب الذي أخرجه عام ٩٧ علامة بارزة في تاريخ السينما المغربية.

وإذا كان أحمد البوعناني قد اختار في عزلته الابتعاد عن السينما إلا أنه لم يتوقف عن الكتابة، وهو بالمناسبة يكتب بالفرنسية، وقد شرفني في لقائي القديم معه بإهدائي روايته »المستشفي« التي تعد تحفه أدبية بحق.

ولقد كان أحمد البوعناني رحمه الله شديد البساطة.. والتواضع.. في حديثه السابق.. أذكر قوله: أنا أنتمي لجيل عاش فترة رخاء ثقافي وسط تيارات سياسية متعددة .. وإذا كنت يوما انتميت لتيار اليسار فإن أشياء كثيرة أشعرتني بخيبة أمل، من أجلها قررت أن أبتعد عن الناس برفقة صديقي الوفي »القلم« وشجعني علي ذلك موافقة أسرتي الصغيرة.

أحمد البوعناني رحل في هدوء.. وهو الذي لم يكن يحب الترحال والسفر .. ولم يملك يوما جواز سفر، لأنه كان يحلم بوطن عربي كبير بلا حدود .. فاكتشف أن هذا وهم مستحيل.. فكان قراره ألا يقف في الصفوف للحصول علي »تأشيرة« دخول لأي بلد مهما كان .. وقد وفي بوعده.. »فرحيله« عن دنيانا لم يكن يحتاج جواز سفر .. بل سكينة في الانتقال .. دعوات له من محبيه وتلامذته.. بالإضافة لعلمه الذي ينتفع به الكثيرون.

أما الفنانة القديرة ثريا جبران فلم تسمح ظروفها الصحية بأن تأتي لحضور تكريمها ونحن وجمهورها ندعو لها بالشفاء.. فهي فنانة شديدة التميز.. وقفت علي خشبة المسرح لسنوات وأثرت السينما بأعمالها العديدة.. وثقافتها ونشأتها جعلت جلالة الملك »الحسن الثاني« يمنحها وسام الاستحقاق الوطني. كما أنها اختيرت وزيرة للثقافة وظلت تباشر عملها حتي تعرضت لأزمة صحية عنيفة جعلتها تعتذر عن الوزارة.. دعواتنا  لها بالشفاء وأن تعود لجماهيرها في العالم العربي التي تحبها وتحترمها.

❊❊❊

في هذه الدورة تم تكريم السينما السورية.. وقد شارك وفد كبير في هذه المناسبة علي رأسه الأستاذ يوسف من مؤسسة السينما السورية.. وقد تم توقيع اتفاقية توأمة.. وتآخ بين المهرجانين وذلك لتفعيل  الدور الثقافي والفني للمهرجانات والسينما والفن بوجه عام.. والاهتمام بالفيلم العربي وتوزيعه في كلا البلدين.. وباليت يكون هذا التعاون سمة مشتركة بين جميع البلدان العربية كلها..

وفي إطار هذا التعاون تم تفعيل لقاء مديري ورؤساء المهرجانات العربية الذي شهدت الرباط أولي دوراته عام ٧٠٠٢.. وبعدها أصبح هذا اللقاء سنويا سواء في القاهرة أو الرباط.. والحقيقة كان اللقاء مثمرا بما تناوله من أفكار لدعم المهرجانات العربية.. كما كان الاهتمام كبيرا بعمل »ويب سايت« لكل  المهرجانات العربية.. وكذلك الاهتمام بالمهرجانات العربية التي تقام في أوروبا.. وقد كان من بين الحضور طاهر حوشي عن مهرجان جينيف.. ورشيدة من مهرجان الفيلم العربي ببروكسل.

وقد شارك في هذا اللقاء كل من د.عبدالحق منطرش رئيس مهرجان الرباط.. سهير عبدالقادر مهرجان القاهرة. د. صالح مهرجان دبي.. الأستاذ يوسف مهرجان دمشق السينمائي بالإضافة لعدد من الفنانين المغاربة.. والإعلاميين.

 وبمناسبة الحديث عن الإعلاميين فإنني أود أن أنوه وأحيي العزيزة »بوسي شلبي« في متابعتها للمهرجانات .. وأمسك الخشب علي نشاطها وتواجدها وعملها الدؤوب طيلة الوقت.

لقد كان السفر إلي الرباط متعة حقيقية.. لكن المتعة الأكبر كانت في الصحبة الجميلة للوفد المصري بأكمله فتحية لهم جميعا.

آخر ساعة المصرية في

12/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)