حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تزوجت خمس مرات وتبحث عن زوج يحترمها

سوسن بدر: مهنتي لا تتحكم في إنسانيتي

صفا صالح

فنانة مصرية مميزة، لها بصماتها الخاصة في الفن المصري والعربي على مدار مشوارها الفني الطويل، فهي واحدة من أهم النجوم على الساحة العربية حاليا، متألقة ومتجددة ومغامرة، وجريئة في اختيار ادوارها، تبحث دوما عن التميز، صادقة مع نفسها، طبيعية وبعيدة عن تكلف معظم النجمات، ترى أن المرأة يجب ألا تطغى مهنتها على رسالتها الأساسية في الحياة، نقاط ضعفها تكمن في العصبية، خصوصاً لمن لا يحترم مواعيدها، لذلك كانت حاضرة في التو والثانية من موعدنا معها، هي الفنانة سوسن بدر التي فتحت لنا قلبها وتحدثت بكل عفوية عن رأيها في العديد من القضايا السياسية والفنية، وذلك اثناء وجودها في الكويت للمشاركة مع الوفد المصري الذي زار الكويت أخيراً من أجل تشجيع السياحة المصرية.

• هل هذه الزيارة الأولى لك في الكويت؟

ــــ لا.. فهذه ثاني زيارة لي، جئت الكويت بعد التحرير للاحتفال مع أهلها بمناسبة التحرير، لكوني شاركت في عمل سينمائي يتحدث عن الغزو الصدامي الغاشم بعنوان «زمن الغدر» الذي اعتبره من أجمل الأعمال التي قدمتها، وأعتز جدا بهذه التجربة.

• ما الذي تغير في الكويت؟

ــــ أصبح هناك تقدم حضاري ومعماري وثقافي ملحوظ جدا، فالكويت من البلاد العربية التي تتسم بالنهضة الفكرية والثقافية والفنية، وبها عمالقة التمثيل أمثال سعاد عبدالله، وحياة الفهد وعبدالحسين عبدالرضا الذي جمعني معه مسلسل وهو صديق عزيز جدا على قلبي.

مشاركات خليجية

• هل من الممكن إحياء هذه المشاركات؟

ــــ هناك فكرة في طور التحضير لكنها عربية وليست خليجية فحسب، فنحن نحضر لعمل فني سيشارك فيه نخبة كبيرة من الفنانين العرب، وأتمنى أن يصور في أكثر من بلد حتى يعطي الفرصة لتلاحمنا من جديد، خصوصا في ظل الأحداث السياسية الآنية، فنحن مشتركون في العادات والتقاليد والافكار لذلك لابد من عمل عربي يجمعنا تحت رايته ومظلته.

• هل اللهجة الخليجية ستقف عائقا بالنسبة لك؟

ــــ انا ضد التمثيل بلهجة غيري، يجب على كل فنان أن يتمسك بلهجته ويجب أن نعود الاذان العربية على كل اللهجات المختلفة، وهذا السبب الرئيسي وراء انتشار الأعمال المصرية، هو تمسكنا بلهجتنا، لذلك أتمنى زيادة جرعة الأعمال الخليجية المشتركة على أن تعرض وتوزع على أغلب الفضائيات المصرية، حتى لا تكون اللجهة عائقا في الاستمتاع بالعمل وفهمه، يجب أن نذيب الجليد بين كل البلاد العربية.

• كيف تعاملت مع الثورة؟

ــــ الثورة بحد ذاتها قامت بشكل راق ورائع ومحترم جدا، والدليل أن العالم كله بات يقتدي بها، لكونها كانت فطرية شعبية سلمية مطالبة فقط بالتغيير، كانت هناك بعض السلبيات لكن لأن أسبابها واضحة ومفهومة تم التعامل معها بشكل شعبي ورقيق جدا من خلال اللجان الشعبية، التي تكاتفت وحمت الدولة بأكلمها، ففي هذه اللحظة تاهت المسميات وذابت الفروق بين الفنان والدكتور والعامل، فكلنا كنا مصريين، ونجحنا في توقيف هذا المد الفوضوي عند حدوده، وعن نفسي كنت حالي حال كل الناس في كل البيوت.

سينما وفيديو

• بعيداً عن السياسة ما آخر أعمالك الفنية؟

ــــ أحضر حاليا لتجربة فيلم سينمائي جديد فكرته جميلة جدا وجديدة تدور حول فوبيا الخوف، من خلال قصة امرأة تخاف من النوم ليلاً، تصحو طوال الليل وتنام النهار بأكمله، فعالمها مختلف تماما عن باقي البشر، عالمها ليلي جدا، تخلق لنفسها دنيا خاصة بها لم يرها أحد سواها، العمل من تأليف وإخراج محمد زيدان، وبمشاركة مجموعة من الوجوه الجديدة. بالإضافة إلى مسلسل «الدالي».

• ألا يعتبر العمل مغامرة لك خصوصاً أن أبطاله من الوجوة الجديدة؟

ــــ لا.. «الحياة من غير مغامرة ملهاش طعم وبايخة»، وأنا شخصياً أحب المغامرة التي تعتبر سمة الحياة، فأنا سعيدة جدا بالتجربة وبتعاوني مع هؤلاء الشباب، لكوني أتعلم منهم، الاحتراف جعلني في حالة سقم دائم من الوسط الحالي، لذلك دائما أسعى لروح وحماس جديد وإلا سأظل بعيدة عن العصر الحالي، فالتجديد مهم بالنسبة لي.

• ألم يستنفد مسلسل «الدالي» كل أحداثه في جزئيه السابقين؟

ــــ لا أعتقد فالعمل ناجح ومطلوب، لذلك استثمرنا هذا النجاح في الجزء الثالث، فالناس أحبوه وعليه اقبال جماهيري كبير، بالإضافة إلى أن الجزء الثالث سيحمل مفاجآت عديدة وتغيرا في الشخوص والأداء، سيكون مملوءا بالأحداث الدسمة والمهمة.

الإنتاج

• هل الأحداث السياسية أثرت هذا العام على عجلة الانتاج مثلما يردد البعض؟ وهل غيرت في آلية الأجور؟

ــــ بالتأكيد.. وليس في مصر فحسب، إنما على مستوى الوطن العربي، فالمنطقة العربية تغيرت ملامحها بالكامل، لذلك لم تكن هناك فرصة للعرض بشكل كبير. أما بالنسبة للأجور فقد تنازلنا عن جزء منها عن طيب خاطر ورحابة صدر، حتى تسير عجلة الإنتاج وتتعافى بعد الظروف الأليمة التي مرت بها طوال الأيام السابقة.

• هل انت من قوائم الفنانين الذي ينادون بعدالة الأجور؟

ــــ أنا لست محسوبة على أي نوع من أنواع القوائم، وبالنسبة للأجور فهذه المسألة إنتاجية وتجارية، فالفن صناعة وتجارة في آن واحد، والموضوع عرض وطلب كل حسب اسمه وتاريخه.

• لماذا تغيبت عن المسرح؟

ــــ السينما والفيديو هما السبب، أخذاني كثيرا من المسرح، لكنه سيظل المكان الوحيد الذي يمدني بإحساس الثقة، وللعلم كلمني أحد المنتجين عن فكرة مسرحية وهي في طور الدراسة.

• غلبت الجرأة على الكثير من أدوارك في الفترة الأخيرة.. ألم تخشي النقد بعد تاريخك الفني الطويل؟

ــــ لا.. لم أخش من ردة فعل الجمهور، لأني ابحث عن الدور الجديد المميز، وأن تكون الجرأة موظفة في الدراما، فأنا بداخلي طاقة فنية كبيرة وعندي المقدرة على تقديم اشياء جديدة ولا انظر خلفي، وكل عمل اقدم عليه يعطيني دفعة لما بعده، بالإضافة إلى أن المشاهد اليوم بات أكثر وعيا وإدراكا عن أي وقت مضى.

زواج وأمومة

• ماذا عن سوسن بدر الأم؟

ــــ أنا أم لبنت وحيدة وجدة لحفيدين ملك ويوسف، هما حياتي كلها وعلاقتي بهما قوية جدا لدرجة أنهما ينادياني بسوسن، هما وأولاد أخواتي، فنحن نعيش في عائلة كبيرة مثل القبيلة، نتنقل مع بعضنا البعض وفي ترابط دائم، فأنا أحب ان أعيش حياتي بطبيعية شديدة، أطبخ بيدي واشتري احتياجاتي بنفسي وأمارس حياتي ببساطة، لم أجعل مهنتي تتحكم في إنسانيتي، وخطأ على أي امرأة عاملة أن تطغى مهنتها على رسالتها الأساسية في الحياة.

• هل لسوسن بدر حظ في الزواج؟

ــــ تزوجت خمس مرات، وعشت أياما حلوة مع كل أزواجي، توفي اثنان وثلاثة لم يكن لي نصيب معهم وحاليا أنا في إجازة للنقاهة.

• هل من الممكن أن تتزوجي مجددا؟

ــــ طبعا لو وجدت الشخص المناسب الذي يحترمني ويقدرني فلم لا؟

القبس الكويتية في

12/07/2011

 

ريتشارد أيويد…

فضّل الإخراج على أن يصبح ممثلاً نجماً!  

لو أن الأمور سارت على نحو مختلف، لكان من الممكن أن يصبح مخرج الأفلام ريتشارد أيويد نجم تلفزيون أميركياً.

أيويد كاتب وممثل كوميدي مشهور في بريطانيا، ظهر إبداعه غير التقليدي في برامج مثل «غارث مارنغي داركبلايس» (كوميديا ساخرة من الدراما التلفزيونية السيئة في الثمانينيات)، و{ذي مايتي بوش» (برنامج سكيتشات خيالي كوميدي). ومثّل أخيراً في «ذي أي تي كراود»، برنامج كوميديا بريطاني ذي شعبية كبيرة تدور أحداثه في مكان العمل، عن أشخاص مهووسين بالكمبيوتر يقيمون في قبو. وفي عام 2007، عُدِّل هذا البرنامج البريطاني ليُعرض على شاشة محطة أميركية وفيه أدى أيويد دوره أمام الممثل جويل ماكهايل. اختارت محطة «إن بي إس» شريطاً تجريبياً له، لكن نظراً إلى تغييرات في نظام المحطّة لم تصوَّر أية حلقة غير الشريط، وخمد بريق البرنامج حتى أصبح في أدراج النسيان.

لعلّ ذلك كان لصالح أيويد، فلو كان ارتبط ببرنامج سيت كوم لأضاع فرصته حتماً في كتابة وإخراج أول فيلم طويل له، وهو «ذي سابمارين» الذي تدور أحداثه في وايلز في الثمانينيات، وفيه بعض أوجه الشبه من ناحية الأسلوب والموضوع مع فيلمي «فرينش نيو وايف» و{راشمور» للويس أندرسون.

«ذي سابمارين» مقتبس عن رواية جو دانثورن التي تحمل الإسم نفسه والتي صدرت في العام 2008، وهو يعرض تجارب أوليفر، الصبي البالغ 15 عاماً الذي يتدخّل في زواج والديه المتداعي في حين تشغل باله عذريّته وافتتانه بفتاة غامضة خطفت أنظاره.

إذا سألت أيويد الذي بدأ مسيرته في لندن، يقول لك إنه يفضّل البقاء خلف الكاميرا على التمثيل بكثير. وهو من خلال علاقته بماكهايل، أخرج لمحطة «إن بي سي» حلقة من برنامج «كوميونيتي» في موسمه الأخير بعنوان «كريتيكال فيلم ستاديز»، جمع فيها ممثلين من فيلَمي «بالب فيكشون» و{ماي جينير ويذ أندريه».

إليكم مضمون مقابلة خجولة ولكن مهذّبة بشكل لافت، أجريت مع أيويد خلال رحلة قام بها أخيراً إلى شيكاغو، وقال فيها إنه لا يتمتّع بحسّ فكاهة، وإنه فاشل اجتماعياً ولا يشعر بالارتياح عند الحديث عن عمله.

·         لو نجحت النسخة الأميركية من «ذي آي تي كراود»، لكانت حياتك مختلفة عما هي عليه اليوم ولكنت على الأرجح تعيش في لوس أنجليس. هل خاب ظنّك من النتيجة؟

لم يكن الأمر متوقعاً أبداً لأن الكثير من الأشرطة التجريبية لا يتم اختيارها. لو كنت شخصاً يحبّ المراهنات، لكنت راهنت على فشل العمل. لذا لم أتخيّل أن ذلك سيحصل. ولكن تم اختياره، وكان ذلك مرعباً لفترة وجيزة لأن الكثير من الأمور كانت تتغيّر في حياتي. كنت في تلك الفترة قد تزوّجت لتوّي وشعرت أن ذلك سيقتلعنا نحن الإثنين (لأيويد وزوجته إبنة تبلغ 15 شهراً). وشخصية جويل مناسبة تماماً للتمثيل في «كوميونيتي»، لذا فإنه أمر جيّد أن ذلك لم يحصل.

·         قلت إن صنع فيلم «ذي سابمارين» كان مؤلماً، لماذا؟

ربما كنت أمزح.

·         هل يسيء الناس عادة فهم إجاباتك الطريفة؟

نعم، لكن على الأرجح الخطأ خطئي لأني لست مضحكاً بما فيه الكفاية. صنع فيلم ممتع جداً حين تعمل عليه، لكن مشاهدته مجدداً ورؤية أشخاص آخرين يعملون فيه أمر مؤلم. يبدو لي من غير اللائق أن تقنع الناس بأن يشاهدوا شيئاً صنعته. تشعر وكأنك تضغط على الآخرين ليقيّموا عملك ويثنوا عليه.

·         أرى أنك لا تشعر بالارتياح في الخروج والترويج لفيلمك.

حالتي تشبه تماماً حالة رسام تجريدي لا يشعر بالارتياح في التعبير عن نفسه بالكلام، وإذ يُطلب منه تفسير إحدى اللوحات بالكلام. تمضي حياتك بأكملها وأنت تحاول أن تتجنّب التعبير بالكلام عن الأشياء، وها أنت توضع في هذا الموقف الذي طالما كنت تهرب منه.

قلما يكون الكاتب شخصاً اجتماعياً أو طليق اللسان، لذا تراه يصمّم الأمور بطريقة أكثر تنظيماً وتحكماً من غيره. لكن حين يشاهد الناس عملك تغدو في تلك الحلبة مجدداً، وترتجل كلمات بطريقة غير منظّمة وتافهة، أو تجد نفسك أنك تتفوّه بالهراء. لا أعتقد أن الكلمات التي أتفوه بها حين تخطر ببالي جديرة بأن تسجّل، لكنها تصبح لاحقاً جديرة بذلك.

سأل شخص على موقع «ذي غارديان» منذ بضع سنوات «ما هو سبب العمل الفاشل؟» وردّ أحد معجبيك عليه في مكان آخر بهذا المديح الصغير: «إنه موهوب جداً في الادعاء بأنه ليس موهوباً».

هذا يجعله يبدو كشخص مخادع متعطّش الى الاهتمام. وهذا ما هو عليه بالطبع. إنه غرور على مستوى دونالد ترامب، بشكل خطير وغير معقول. نعم، إنه رأي شخصي.

وجدت أوجه تشابه بين «ذي سابمارين» و{ذي تاكسي درايفر»، مع أنني لست واثقاً من وجود علاقة واضحة.

يتشابه الفيلمان في التأثير الذي يحدثانه في نفس المشاهد، ولا يُعزى هذا التأثير إلى نبرة الصوت وإلى الدبلجة- علماً أن لدى أوليفر شيئاً من الاضطراب العقلي- إنما إلى شخصية أوليفر الذي يعتبر نفسه بطلاً (مثل ترايفيس بيكل)، إضافة إلى الكاميرا التي ساعدت في إبراز ذلك. هكذا تم تصويره، بنوع مع التعاطف مع هذه الشخصية الوجودية، الرومنسية المنعزلة. وبسبب سن أوليفر الصغيرة، كلما أخذ الفيلم عزة نفس أوليفر على محمل جدّ أكبر، بدا الأمر أكثر عبثاً.

الجريدة الكويتية في

12/07/2011

 

أبطال المصباح الأخضر… لماذا يجذبون صانعي الأفلام؟  

في الأساس، لا يوجد سوى رجل خارق (سوبرمان) واحد، ورجل وطواط (باتمان) واحد، وامرأة خارقة (واندر وومن) واحدة. لكن، ثمة في المقابل أعداد لا تُحصى من أبطال «المصباح الأخضر» (Green Lantern) في عالم شركة «دي سي كوميكس» لأفلام الخيال العلمي، وما لا يقلّ عن خمسة أبطال ظهروا في قصص هزلية أو مثّلوا في مسلسلات تلفزيونية.

عندما بدأ عرض فيلم الحركة Green Lantern، من بطولة راين راينولدز، بدا طبيعياً أن يتساءل المشاهدون عن هوية هذا البطال الخارق. لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنه هال جوردن، ثاني أبرز الشخصيات التي حملت اسم Green Lantern الفانوس الأخضر.

ابتُكرت شخصية هال جوردن، ربّان الاختبار، في العام 1959 أي في فترة العصر الفضائي. عندما سارع جوردن في إحدى المرّات الى مساعدة مخلوق فضائي تحطّمت مركبته الفضائية، أعطاه الأخير وهو يُحتضر «خاتم القوة» الذي يستطيع أن يوجد الأشياء التي يتخيّلها صاحبه وجهازاً بشكل مصباح ليشحن بواسطته الخاتم. بالإضافة إلى ذلك، طلب المخلوق من جوردن بأن يتولّى فيلق المصابيح الخضراء المتنقّل بين المجرّات مهمّة حماية هذا القسم من العالم.

في هذا السياق، يقول كين غايل، منتج ومقدّم برنامج «ناف» الإذاعي الذي يبثّ منذ فترة طويلة على إذاعة وباي-إف إم والذي يتطرّق إلى القصص الهزلية: «يجب على قصص الثقافة الشعبية أن تعكس ما يحدث في العالم وإلا لن تكون شعبية بالمعنى الدقيق للكلمة». ويشير إلى أن قصص Green Lantern صدرت بعد إطلاق القمر الاصطناعي «سبوتنيك» إلى الفضاء وقبل بدء مركبة «ميركوري» برحلاتها إلى الفضاء أي «في الفترة التي كان يُنظر فيها إلى ربان الاختبار على أنه أكثر المخلوقات شجاعة على وجه الأرض».

وفي وقت لاحق، قدَّم الكاتب جون برون والرسام جيل كاين بطل المصباح الأخضر الثاني في العدد التجريبي الذي حمل عنوان Showcase في العدد 22-24 (يعود تاريخ غلاف القصة إلى أكتوبر 1959 – فبراير 1960). وبناء على طلب محرّر القصص الهزلية الأسطوري جوليوس شوارتز، استعار كلّ من برون وكاين اسم الفيلم، والخاتم، والمصباح وبعض التفاصيل الخاصة بشخصية البطل ألان سكوت الذي ابتكره في العام 1940 أي في خلال «عصر القصص الهزلية الذهبي» كلّ من الكاتب بيل فينجر والرسام مارتن نودل ( الذي عاش في هانتنغتون من 1941 إلى 1943 ورسم شخصيات قصص Green Lantern حتى العام 1947).

العصر الفضي

وفي العام 1959، بدأ «العصر الفضّي» لسلسلة قصص Green Lantern الذي تمخّض عن الجزء الثاني من القصة Green Lantern Vol.2 في العام 1960. صحيح أن كتابات القصة ورسوماتها الجميلة يجوز وصفها بـ{الكتابات والرسومات الصديقة للأطفال» إلا أنه تجدر الإشارة في المقابل إلى أن جوردن كان رجلاً على نحو كبير من النضوج تماماً كما كانت نواحٍ كثيرة من القصة.

وبخلاف العادة، كانت مديرة جوردن في شركة «فريس» للطيران الجوي كارول فريس (تؤدي دورها في الفيلم بلايك لايفلي). صحيح أن والدها هو مالك الشركة، إلا أن كارول كانت امرأة ذكية في مجال الأعمال التجارية ومعاصرة لا تحتاج إلى الرجل لإنقاذها وقت الضيق. وعلى عكس لويس لاين التي حاولت عبثاً مواعدة سوبرمان، نجحت كارول في مواعدة «غرين لانترن». ولما راح البطل الخارق يعبّر عن شكّه في نجاح علاقتهما الغرامية نظراً الى اضطراره الدائم إلى الاختفاء من دون سابق إنذار، قالت فريس الحساسة إنه لا يختلف بشيء عن طبيب في دوام عمله.

يُذكر أن قصة Green Lantern الهزلية لم تنسب إلى مساعد البطل شخصية نمطية إثنية تشبه شخصيات مساعدي الأبطال التي شاعت في أولى القصص الهزلية. ولسوء الحظ، لُقّب مساعد هال جوردن، ميكانيكي من سكان الإسكيمو، بـ {وجه الفطيرة»، مصطلح ورد في نسخة العام 1960 من «قاموس اللغة الأميركية المحكية» ويُقصد به «الشخص الذي يتمتع بوجه مستدير وبتعابير وجه خالية من أي مشاعر».

مع ذلك، كان «وجه الفطيرة» الذي يدعى توماس كالماكو (أدى دوره تايكا وايتيتي) صديق جوردن المقرّب الذي يتميّز بالذكاء والمهارة والوفاء والذي سيشغل في نهاية المطاف منصب مدير تنفيذي بل حتى أهم من ذلك أيضاً.

وبعد هذا الجزء أُنجزت أجزاء أخرى لاحقة. ففي مارس 1968، أُدخلت شخصية جديدة هي غي غاردنر في Green Lantern Vol.2 العدد.59 لتكون بديلاً عن جوردن. لكن عندما أصيب غاردنر في العدد رقم 87 (يناير 1972)، حلّ مكانه المهندس المعماري جون ستيوارت فأصبح بذلك ثاني بطل من أصول أفريقية أميركية تبتكره شركة «دي سي» بعد شخصية الرقيب الأول ويلي والكر المعروف باسم المتسابق الأسود (بلاك رايسر) التي ابتكرها الكاتب والرسام جاك كيربي. وفي نهاية المطاف، اكتسب كلّ من غاردنر وستيوارت قدرة على الطيران والتنقّل بين الكواكب والمجرّات.

ولكن لم تشارك أيّ من هذه الشخصيات في الفيلم الجديد. ولا حتى كيل راينر الذي يعد أحدث الأبطال الذين ظهروا في Earth’s Green Lanterns وهو فنان في العشرينات من عمره ذو أصول نصف إسبانية ظهر للمرة الأولى في الجزء الثالث من Green Lantern العدد رقم 48 (يناير 1994). وقد جاء كيل راينر ليحلّ مكان هال جوردن عندما أصيب هذا الأخير بمرض المخلوقات الفضائية وتحوّل إلى قاتل يقضي على باقي أعضاء الفيلق.

لكن لا تقلقوا. فالموت لا يدوم في القصص الهزلية. إذ سرعان ما ندم جوردن على الجنون الذي أصابه وقرّر أن يتوب بتكريس نفسه لإعادة إشعال شمس الأرض المنطفئة في العدد الرابع المعنون The Final Night (نوفمبر 1996). وهكذا، يصبح جوردن روح الانتقام/ التحرّر الخارقة أي يجسّد دور سبيكتر فيعود بذلك إلى الحياة تماماً كما يفعل سائر أعضاء الفيلق بمن فيهم المخلوقان الفضائيان كيلووغ وتومار- ري (وهما شخصيتان رُسمتا بواسطة الكمبيوتر وأدَّى صوتيهما على التوالي كلّ من مايكل كلارك دونكان وجيوفري راش).

ولا نستطيع الآن التنبّؤ بما إذا كانت سلسلة الأفلام ستعمد إلى إصدار فيلم جديد لأن ذلك يعتمد إلى حد كبير على نجاح الفيلم الحالي. لكن في الأفلام المقتبسة عن القصص الهزلية، ينطبق هذا القول الذي استوحيناه من أحد أكثر عهود الفيلم شهرة: يبدو أن الشرّ لن يغيب عن ناظره أبداً لسنوات كثيرة مقبلة.

فكرة عن المشاهير

في الواقع، ترقى فكرة القيام بفيلم مقتبس عن قصص Green Lantern الهزلية إلى ما لا يقلّ عن فترة الثمانينيات عندما رسا آنذاك السيناريو لفترة وجيزة على الممثل إيدي ميرفي. وفي العام 2000، كان يوشك البدء بالعمل على الفيلم لدرجة أن شركة «وارنر بروس» أدرجت إسم الفيلم على موقع TheMovie.com الإلكتروني. لكن العمل على الفيلم كان متقطّعاً ما حال دون تنفيذه. وآنذاك، كان يتوقّع أن يمثّل بلاك جاك في النسخة الكوميدية من الفيلم وأن يتولى إخراجه كوينتن ترانتينو الذي قال في العام 2009: «عُرض عليّ العمل على Green Lantern. ولم يقدّم إلي سيناريو الفيلم بصورة تقليدية إنما كأنه غرض يملكه القيّمون على العمل ويقترحون عليّ تجربته.

تجدر الإشارة إلى أن نسخة الفيلم التي أُطلقت أخيراً جاءت حصيلة عمل يعود إلى العام 2007 عندما طُلب إلى الكاتب والمنتج غريغ برلانتي إخراج الفيلم وكتابته مع مايكل غرين وكاتب القصص الهزلية مارك غوجينهيم. لكن عندما حلّ المخرج مارتين كامبل (Casino Royale) مكان برلانتي، طلب إلى مايكل غولدينبرغ (Harry Potter and the Order of the Phoenix) إعادة كتابة المسودّة التي كان قد كتبها برلانتي بمشاركة كلّ من غرين وغوجينهيم.

وفي الواقع، كان أبرز المرشّحين لأداء دور هال جوردن المعروف بـ»بطل المصباح الأخضر»: برادلي كوبر، جارد ليتو، جاستن تمبرلايك، وقد فاز في النهاية بالدور ريان رينولدز.

يحاول الفيلم إيصال الفكرة على أكمل وجه تماماً كالكتب الهزلية من خلال عرضه مشاهد تحارَب فيها وحدة من الأشرار الذين يرمون إلى القضاء على الكوكب ومشاهد تبيّن محاولة البطل الفوز بحب الجميلة كارول فيريس.

الجريدة الكويتية في

12/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)