حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دورة ثانية لـ "بيروت متحركة" في "متروبوليس" بين 2 و7 أيار

أفلام ومعارض وورش عمل وتكريم لإدغار آحو

ريما المسمار

تنظّم جمعية "متروبوليس" بالتعاون مع مجلة "السمندل" الدورة الثانية من مهرجان أفلام التحريك "بيروت متحرّكة" بين 2 و7 أيار/مايو بعد سنة ونصف السنة على إطلاق دورته الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2009. وفي حين انعقدت الأخيرة في إطار نشاط أوسع في عنوان (Point, Ligne, Bulle) للمركز الثقافي الفرنسي، تأتي الدورة الثانية مستقلة في محاولة لترسيخه في المشهد المحلي.

إذا قلنا تحريك، تبادر إلى ذهن المشاهد على الفور والت ديزني، الشخص والاستديو اللذين أعطيا التحريك مكانته خلال القرن العشرين، واحتفل الاستديو مطلع العام بإطلاق فيلمه الخمسين، "متشابك" (Tangled). هذا على الرّغم من دخول منافسين كبيرين إلى الميدان خلال العقدين الأخيرين، دريمووركس وبيكسار. يفوت المشاهد في هذه العملية الإختزالية حقيقة أن التحريك تقنية وليس جنساً سينمائياً. تقنية تصلح لأن تكون مقاربة للأجناس والأنواع السينمائية كافة، روائية أو وثائقية، رعب أو مغامرات أو كوميديا. فعلى الرّغم من ظهور تجارب عدة خلال السنوات الأخيرة كسرت الرابط بين التحريك وأفلام الأطفال، ظلّ الأخير مقيماً في الذهنية التقليدية، من دون أن يمنع "الكبار" من مشاهدة أفلام "الصغار"، لاسيما تلك الجماهيرية على غرار "شريك" (Shrek) و"مدغشقر" (Madagascar) و"كيف تروّض تنينك" (How to Train your Dragon) و"حكاية لعبة" (Toy Story) وغيرها. مبتكرو تلك الأفلام أدركوا منذ بعض الوقت جاذبية التحريك بالنسبة إلى جمهور الراشدين، فقاموا بتطعيم الأفلام بمحتوى مبطّن، يخاطب شريحة أوسع من الجمهور، كما فعل "حكاية قرش" (A Shark tale) و"في الأعلى" (Up) وغيرهما. كل هذا مصنّف على مستوى "الماينستريم"، اي أن تلك الأفلام أفلام جماهيرية تجارية، معدة أصلاً للسوق. ولكن كما في الأنواع السينمائية الأخرى، ثمة تيارات ومحاولات تنشق عن السائد، إما بحكم موضوعاتها أو مقارباتها أو فقط بسبب من عدم دخولها معادلة الإنتاج التابعة للاستديوات والشركات الكبرى. وتلك بطبيعة الحال لا تعثر على منصة عرض بسهولة، كما لا تجد جمهوراً جاهزاً لتلقفها، لاسيما أن جزءاً كبيراً منها ينجز في إطار أفلام قصيرة. النقاش حول أفلام التحريك في وصفها فناً لا ينتمي بالضرورة إلى شريحة الأطفال انطلق بقوة منذ بداية الألفية الثالثة، وأسهمت في تعزيزه محاولات متفرّقة من هنا وهناك. رافقت النقاش تظاهرات لم تدم في العالم العربي متخصصة بسينما التحريك. فكان أن أقيم في دبي قبل سنوات مهرجان لأفلام التحريك وآخر في المركز الثقافي الفرنسي في بيروت. وقبل فترة وجيزة، أحيت دمشق مهرجان التحريك الخاص بها. مع دخول "بيروت متحرّكة" دورته الثانية، تلوح في الأفق استمرارية ما، ليست بعيدة من الإقبال العالمي الكبير على التحريك كتعبير بصري مازال غير مكتشف بعمق من جهة، وتسلل الظاهرة الى لبنان من خلال المطبوعات وأفلام الطلاب والمحترفين فضلاً عن العروض التجارية لأفلام تحريك هوليوودية غالباً وغير هوليوودية قليلة. لا شك في أن اختيار مهرجان كان السينمائي لشريط التحريك "بيرسيبوليس" لمارجان سترابي ضمن مسابقته (2007) أسهم في إلقاء الضوء على التحريك عموماً. ولمتابع المهرجانات المحلية أن يلحظ تكاثر أفلام التحريك لاسيما بين مشاريع طلاب السمعي-البصري او بين فنانين احترفوه قبل سنوات طويلة من دون أن ينالوا قسطهم من الاهتمام والمتابعة ( لينا غيبة ولينا مرهج مثالاً) خلال السنوات القليلة الفائتة، برزت ثلاثة أفلام بدلت ربما النظرة الجماهيرية الى التحريك. فقد استعان المخرج الاميركي الشهير كوينتن تارانتينو بالتحريك في مقطع كامل من فيلمه "اقتل بيل" (الجزء الأول). وكانت لافتة مزاوجته التحريك المرتبط في اذهاننا ببرامج الاطفال وأفلامهم بجرعة عالية من العنف، صرح لاحقاً ان التحريك كان وسيلة للتخفيف من حدته. ولكنه، اي التحريك، كان ايضاً التعبير الأقرب الى حكاية الطفلة التي شهدت موت ولديها. ثمة بالطبع أبعاد أخرى لاستخدامات التحريك عند تارانتينو ولكن عند نظيرته الايرانية الفرنسية ساترابي، جاء التحريك في فيلمها "بيرسيبوليس" استكمالاً لعملها الأدبي او امتداد له اذ انها اقتبست كتاب سيرتها من نوع الشرائط المصورة في فيلم تحريك. مرة أخرى كان التناقض بين الشكل والمضمون لافتاً، بين التحريك وحكاية "مارجان" وأطوار حياتها بين ايران الشاه ومن ثم ايران الثورة وبينهما وبعدهما المنفى القسري فالاختياري. أما التجربة الفيلمية الثالثة والتي لم نشاهدها بالطبع فتمثلت بالفيلم الاسرائيلي "فالس مع بشير" الذي روى تجربة جندي اسرائيلي كان من بين مرتكبي مجزرة "صبرا وشاتيلا" عام 1982 في بيروت. ثمة بالطبع أفلام أخرى تندرج في هذا السياق مثل Scan Darkly ولكنها لم تُشاهد محلياً. ترافق كل ذلك مع صحوة عالمية لسينما التحريك ثلاثية الابعاد، فافتتح احد انتاجاتها، Up، دورة مهرجان "كان" السينمائي عام 2009، بينما بدأت استديوات التحريك والرسوم المتحركة المعروفة من امثال ديزني ودريمووركس وبيكسار تتجه كلياً الى التحريك ثلاثي الابعاد بل وتعيد انتاج بعض كلاسيكياتها بالتقنية الجديدة (حكاية لعبة من بين ما أُنجز). كذلك شهد العام 2011 تبني مهرجانات عالمية لفيلمي تحريك آخرين: "المخادع" (The Illusionist) للفرنسي سيلفان شوميه الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي والشريط الغنائي "تشيكو وريتا" (Chico Y Rita) للإسبانيين فرناندو ترويبا وخافيير ماريسكال الذي عرض في عدد من المهرجانات حول العالم.

خلاصة القول ان فن التحريك الذي عرف بداياته مع مطلع القرن العشرين (أول فيلم تحريك قصيرمصنف هو "فانتازماغوريا" من انتاج 1908) يسير اليوم نحو قمة إعادة اكتشاف السينما له وقمة اهتمام الجمهور به. من هنا، تتخذ مبادرة القيمين على المهرجان قيمة خاصة في مواكبتها ما يجري في المشهد السينمائي العالمي والمحلي. قدّمت الدورة الأولى من "بيروت متحرّكة" عرضاً لأول فيلم تحريك أوروبي طويل هو "مغامرات الأمير أحمد" The Adventures of Prince Achmed (1926) لفنانة التحريك الالمانية لوتي راينيغر. ولكن الواقع ان هذا الفيلم يأتي ثالثاً في تاريخ أفلام التحريك بعد The Apostle (1917) وWithout a Trace (1918) للأرجنتيني كويرينو كريستياني الذي سينجز في العام 1931 أول فيلم تحريك ناطق في تاريخ السينما في عنوان Peludopolis. ولكن بسبب ضياع الفيلمين الأولين (يشير بعض المراجع الى انهما احترقا)، أصبح شريط راينيغر بحكم وجوده اول شريط تحريك. اللافت لدى مراجعة ما كُتب عن أفلام كويرينو، وبخلاف الشريط الألماني، انها تناولت مواضيع سياسية باسلوب ساخر وكذلك فعلت افلام تحريك روسية واسبانية وعيرها في تلك المرحلة. يمكن ايضاً أن نسجل في حقبة والت ديزني انجازه مجموعة من الافلام التحريكية عن العسكر مثل Victory Through Air Power و Donald Gets Drafted وEducation for Death وغيرها قبل أن يتحول الى الخرافات والفانتازيا منذ مطلع الخمسينات، من دون ان يتوقف انتاج التحريك في أوروبا لموضوعات لا علاقة لها بالاطفال.

الأفلام

يفتتح المهرجان هذا العام شريط شوميه The Illusionist الذي ترشح قبل اشهر لأوسكار أفضل فيلم تحريك ويشكل تجربة المخرج الروائية الثانية بعد "ثلاثي بيلفيل". "المخادع" مأخوذ عن سيناريو لجاك تاتي كتبه في العام 1956 ولم يصوره ابداً. حصل شوميه على السيناريو من ابنة تاتي "صوفي" قبل وفاة الاخيرة عام 2001. ولكن ما لم يعرفه الجمهور هو ان تاتي كتب هذا السيناريو بهدف توجيه رسالة الى ابنته هيلغا ماري-جين التي أنجبها من النمسوية هيرتا شييل عام 1942. وكان الاثنان قد تعارفا من خلال عملهما معاً في المسرح. ولكن تاتي، نزولاً عند نصيحة شقيقته "ناتالي"، سيدة الأعمال الثرية وقتذاك، رفض الزواج بهيرتا وجعلها توقع على وثيقة قانونية تحله من المسؤولية تجاه الطفلة وذلك مقابل منحها المال ومغادرتها البلاد. تسببت الحكاية وقتذاك بفضيحة لتاتي في الوسط المسرحي. ويرجح ان هذه الحادثة تركت اثراً عميقاً في نفس تاتي دفعه الى كتابة سيناريو "المخادع" بما هو اعترافه الوحيد بابنته. اما الأخيرة فلم تقم بأي تحرك علني ولم تحاول الاتصال بوالدها ابداً. ولكن مع انتشار الخبر حول مشروع فيلم شوميه، تحركت عائلة هيلغا مطالبة بأن يذكر اسمها كملهمة لهذا المشروع.

على خارطة العروض أيضاً، فيلما تحريك طويلان آخران. الأول هو "أغبياء وملائكة" (Idiots and Angels) لفنان التحريك الأميركي المستقل بيل بليمبتون. الفيلم من إنتاج العام 2008 ويأتي خامساً في تجارب المخرج الطويلة، علماً بأنه أنجز عشرات الأفلام القصيرة منذ انطلاقة مسيرته في سبعينات القرن الماضي. تدور أحداث الفيلم حول رجل يدعى "آنجيل" شديد الأنانية وعديم الأخلاق. يصحو ذات يوم ليكتشف أن جناحين نبتا في ظهره، وأنهما يوجهانه إلى صنع الخير البعيد من طبيعته. الفيلم الذي عرض في مهرجان ترايبيكا السينمائي خالٍ من أي حوار.

أما الفيلم الطويل الثاني في البرنامج فهو السويدي "متروبيا" (Metropia) من إنتاج العام 2009، ويدور في أجواء الخيال العلمي، ملقياً نظرة مستقبلية على أوروبا بعد نفاد النفط من العالم. يؤدي الأصوات الرئيسية في الفيلم فينسنت غالو (نجم فيلم كوبولا الأخير "تيترو") وجولييت لويس. أخرج الفيلم طارق صالح، فنان التحريك والمنتج والمخرج من اصل مصري، الذي عرف في السويد خلال التسعينات كواحد من أبرز فناني الغرافيتي. تتميّز تقنية الفيلم باستخدام صور فوتوغرافية حقيقية، تم تعديلها وأسلبتها بواسطة برنامج خاص ومن ثم جرى تحريكها. وقد صرّح صناع الفيلم أن ذلك الاسلوب البصري مستوحى من أعمال السينمائيين تيري جيليام وروي أندرسن ويوري نورشتين.

يتضمّن برنامج الأفلام القصيرة عشرين فيلماً عربياً، بينها خمسة عشر عملاً من لبنان يتوقيع مخرجين باتوا معروفين في هذا المجال من امثال سمر مغربل وشيرين ابو شقرا وزياد عنتر، وخمسة أفلام أخرى من تونس وسوريا ومصر. أما برنامج الأفلام القصيرة الأجنبية، فيقدّم أفلاماً جديدة حازت الجوائز خلال العام مثل الأوسترالي "الشيء المفقود" (The Lost Thing) والهولندي "كن واقعياً!" (Get Real) والبلجيكي "دون كيخوت لامانشا" (Don Quijote de la Mancha).

اللافت في الدورة الثانية من المهرجان قيامها على شراكات جديدة مع مؤسسات عربية وأوروبية بهدف تقديم برامج إضافية. فالشراكة مع "أصيفا" (ASIFA) مصر ستتيح تقديم برنامج استعادي لبدايات التحريك في مصر بين ثلاثينات وستينات القرن الماضي. بينما تقوم الشراكة مع مهرجان "أنيماتيكا" السلوفيني على تقديم مختارات من الأفلام الفائزة في المهرجان، فضلاً عن مجموعة من افضل الأفلام السلوفينية وبرنامج أفلام قصيرة للأطفال. كذكلك، يتشارك "بيروت متحركة" مع الوكالة الفرنسية للفيلم القصير لتقديم أفضل أفلام التحريك الوثائقية، ومع مهرجان دوك لايبزيغ لعرض برنامج وثائقي مماثل من اختيارات المهرجان في العام 2010.

من الدورة الأولى، يستعيد القيمون على المهرجان ملمحين: الأول منح فنانة التحريك اللبنانية لينا غيبة "كارت بلانش" لتقديم مقترحاتها من الأفلام، والثاني قسم خاص من إعداد مجلة "السمندل" يستعيد الصور المتحركة اليابانية المدبلجة إلى العربية. يعود "السمندل" إلى زمنٍ رافقنا خلاله قراصنة بساق واحدة، روبوهات عملاقة، ديناصورات تحترف المصارعة، وأطفال يحاربون بالأقدام زمن أكثر بساطة، تكون فيه الاستراحة من المدرسة وفروضها المنزلية برفقة التحريك الياباني، وتكون العربية الفصحى اللغة التي يستسيغها الأطفال. للمرة الثانية سيقدم المهرجان عرضاً على شاشة سينمائية لحلقة مختارة من كل من مسلسلات الرسوم المتحركة الكلاسيكية: "جونغار" و"ساسوكي" و"ريمي" وغيرها. كذلك، ستنظم "السمندل" نقاشاً حول الإنتقال من الرسوم المتحركة إلى التحريك، متبوعاً بعرض "فرانكنستين مرة أخرى" لأليكس بلدي وإيزابيل نزهة. وسيشرف الأخيران على ورشة عمل ستقام خلال فترة انعقاد المهرجان بمشاركة 14 فناناً لبنانياً حول الرسوم المتحركة والتحري، فيما سيقود دايفيد حبشي ورشة عمل ثانية خلال الفترة عينها ومع غشرة فنانين آخرين حول مبادىء تصنيع وتحريك الدمى.

وبمحاذاة العروض وورشتي العمل، يوجّه المهرجان تحية إلى فنان التحريك اللبناني الراحل إدغار آحو من خلال معرض لرسومه وشرائطه المصوّرة. اشتهر آحو، الذي رحل في العام 2003 انتحاراً عن أحد وأربعين عاماً، بعمله المشترك مع صديقه جاد خوري في تلفزيون "المستقبل" منذ إنشاء قسم التحريك هناك في أوائل تسعينيات القرن الماضي. خطّ آحو لنفسه أسلوباً خاصاً في رسم الشرائط المصورة، مبتعداً من الإيديولوجيا والموقف المباشر، والسرد الحكواتي والكلام. لغته الصمت والخطوط والموسيقى التي كان يحبها ويعزفها. كان رسمه أقرب إلى الشعر لجهة أنه كان يرسم غالباً إحساساً شعرياً، فكرة داخلية، ربما تبدو في ظاهرها سوريالية أو غريبة، لكن غرابتها في الواقع تنبع من شدّة بساطتها. ربما لا يعرف الناس وجه ادغار آحو. لكنهم سيذكرون على الأرجح الكثير من الشرائط التي نفّذها منفرداً أو مع آخرين في تلفزيون "المستقبل" طوال سنوات. سيذكرون شخصيتي السمين والطويل النحيف (رسوم متحررة) التي ساهم في الكثير من أفكارها، كما سيذكرون الشرائط الشعرية (شخصية عطا) الترويجية للمحطة. لكن عمل آحو الأساسي يبقى في مجال الشرائط المصورة التي حقق فيها الكثير من أفكاره ونجاحاته، مشاركاً منذ الثمانينات في معارض محلية وعالمية.

المستقبل اللبنانية في

29/04/2011

 

أفلام سياسية ممنوعة في مهرجان جمعية الفيلم المصرية 

تخصص جمعية الفيلم المصرية الدورة السابعة والثلاثين من مهرجانها السينمائي السنوي بثورة 25 يناير. فبعد أن تقرر تأجيل انعقاده من موعده المعتاد في شهر آذار/مارس، استقر أعضاء الجمعية على الفترة الممتدة بين 30 نيسان/أبريل و7 أيار/مايو لإقامة فعاليات المهرجان، متخذين من الثورة ومضمونها عنواناً للإحتفال والبرمجة. إلى الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة حديثة الإنتاج، يقدّم البرنامج أفلاماً سياسية، كانت حتى الأمس القريب ممنوعة من العرض في عروضها الجماهيرية الأولى.
ويضم برنامج الاحتفالية العرض العام الأول للفيلم الروائي الطويل "حائط البطولات" للمخرج محمد راضي من إنتاج 1998، ومن بطولة نور الشريف ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوي وأحمد بدير ورغدة. وكان الفيلم قد منع من العرض بسبب نفيه أن يكون الرئيس السابق حسني مبارك البطل الوحيد لحرب تحرير سيناء عام 1973، كما واظبت آلته الإعلامية على الترويج لسنوات في ما عرف بكونه "بطل الضربة الجوية".

كما يعرض في الاحتفالية الفيلم الروائي الطويل "زائر الفجر" إخراج ممدوح شكري وتأليف رفيق الصبان وإنتاج 1972، وبطولة ماجدة الخطيب وعزت العلايلي وشكري سرحان ويوسف شعبان. ومنع الفيلم بعد أسبوع من عرضه بالسينما المصرية بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات، وظل ممنوعا بعدها لأنه يكشف تفاصيل عما عرف وقتها بـ"مراكز القوى" وهم عدد من الشخصيات السياسية البارزة التي اتهمت بالفساد.

كذلك، تتيح البرمجة للجمهور مشاهدة فيلم "الجوع" للمخرج علي بدرخان، من إنتاج 1986 وبطولة سعاد حسني ومحمود عبد العزيز ويسرا، وتدور أحداثه في عصر "الفتوات" وبالتحديد عام 1887. واختار المخرج تلك الفترة لطرح قضية صناعة الأبطال حيث يحكي عن الظروف التي تؤدي إلى سقوط هؤلاء الأبطال. الفيلم مقتبس عن رواية "الحرافيش" للأديب الراحل نجيب محفوظ.

ويلتفت البرنامج إلى المخرج الراحل عاطف الطيب بعرض فيلم "البريء" من إنتاج 1986 وبطولة الراحل أحمد زكي وممدوح عبد العليم ومحمود عبد العزيز وجميل راتب وصلاح قابيل وحسن حسني. تدور أحداثه حول فلاح بسيط يقضي فترة التجنيد في حراسة المعتقلات، حيث يتم اقناعه أن المعتقلين هم أعداء الوطن ليشارك في تعذيبهم بمنتهى القسوة، إلى أن يظهر بينهم ابن قريته المتعلم كاشفاً له عن زيف قناعاته.

ومن الإنتاجات الحديثة، يعرض المهرجان الذي يرأسه مدير التصوير السينمائي محمود عبد السميع فيلم 678 (2010) لمحمد دياب وبطولة نيللي كريم وبشرى وباسم سمرة وأحمد الفيشاوي وماجد الكدواني ويدور حول التحرش الجنسي في مصر. ويعرض أيضا آخر أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين هي فوضى الذي أخرجه مع خالد يوسف وقام ببطولته خالد صالح ومنة شلبي ويوسف الشريف وهالة صدقي وتدور أحداثه حول فساد رجال الشرطة .

وينظم المهرجان أيضا ندوة بعنوان "كيف تتفاعل السينما المصرية مع ثورة 25 يناير؟" بحضور نخبة من الفنانين والنقاد، يتبعها عرض فيلم "ميكروفون" (2010) إخراج أحمد عبد الله وبطولة خالد أبو النجا ومنة شلبي ويسرا اللوزي وأحمد مجدي الذي تدور أحداثه حول فرق الغناء المستقلة وفنون الأندرغراوند في الإسكندرية.

ويختتم المهرجان فعالياته يوم السبت 7 أيار/ مايو بحفل لتكريم عدد من السينمائيين الذين اسهموا في الثورة وعرض فيلم "كف القمر" أحدث أعمال المخرج خالد يوسف من بطولة غادة عبد الرازق وخالد صالح وجومانا مراد وصبري فواز.

"بوليوود" في عيون كان

في حين غابت السينما الهندية عن التشكيلة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الرابع والستين (11-22 ايار/مايو)، ستحضر بوليوود في إطار تكريمي خارج المسابقة من خلال "بوليوود- أعظم قصة حب رُويت". والأخير عنوان الفيلم "التجميعي" الذي يولّف في نيف وثمانين دقيقة أجمل اللحظات السينمائية في تاريخ بوليوود. انطلق المشروع العام الفائت مع المخرج والمنتج الهندي شيخار كابور عندما كان عضواً في لجنة تحكيم الدورة الماضية من المهرجان. اقترح وقتذاك فكرته فلاقت الأخيرة استحساناً من قبل إدارة المهرجان على أن يُنتج الفيلم خصيصاً بالمهرجان. أشرف كابور على الإنتاج في ما قام بـ"الإخراج"، المعتمد بشكل كامل على المونتاج، المخرجان الهندي المخضرم راكيش اومبراكاش ميهرا (المعروف بفيلمه "ارسمه بالصعفران" Paint It Saffron، 2006) والأميركي الشاب جيف زيمباليست. التعاون بين المخرجين الثلاثة كفيل وحده بإثارة الإهتمام بالفيلم. ذلك أن كابور أضحى خلال العقد الأخير مشهوراً بعمله في هوليوود على أفلام من نوع "إليزابيث" بجزءيه و"أربع ريشات" (Four Feathers). وفي حين يرتبط اسم ميهرا بالسينما العندية والبنغالية، يأتي زيمباليست من خلفية وثائقية، كرّسته بتجربة قصيرة واحداً من ابرز مخرجي الوثائقي في العالم، لاسيما بعد فيلمه "الإسكوبران" (The Two Escobars) عام 2010. ولئن بدا بفضل الأخير أقرب إلى عوالم الرياضة والجريمة، فإن عمله الأسبق "صعود الأحياء الفقيرة" (Favela Rising، 2005) أخذه في رحلة إلى أحياء البرازيل القديمة حيث الموسيقى هي ملهم الشباب.

"بوليوود- أعظم قصة حب رُويت" تحية إلى نوع سينمائي أسهم بشكل فعال في رسم صورة الهند وهويتها في العالم. في وصفه الفيلم، أو تعليل إبصاره النور، قال كابور: "نحبّها. نكرهها. نعتبرها رجعيّة. نعتبرها عصرية. نحتاج إلى أن نتنفسها لنشعر أننا أحياء. بعضهم يقول انها الثقافة الوحيدة التي تجمع الهند. آخرون يقولون انها تمنح خمسة وعشرين هندياً مهاجراً الهوية والفردية، وتشكل إدماناً للجيل الثالث. هذه هي بوليوود!"

المستقبل اللبنانية في

29/04/2011

 

لعنة الأنظمة الحاكمة تطارد نجوم القوائم السوداء

القاهرة: عبدالغني عبدالرازق  

لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية النظام وأفراد أسرته بهذا الشكل، فمنذ عدة سنوات عندما قام مئات المواطنين بعمل إضراب في مدينة المحلة الكبرى بسبب ارتفاع الأسعار كان مصيرهم خلف القضبان، وتم الحكم عليهم بالسجن من 6 إلى 7 سنوات. ولذلك عندما حدثت ثوره 25 يناير اعتقد الكثيرون أن نهاية الثوار ستكون في السجون، ولم يكن أحد يتوقع أن السجون ستكون مصير الرئيس السابق وأفراد أسرته، ولذلك كان العديد من نجوم الفن يدافعون عن النظام السابق حتى ينالوا رضاه، لأنهم كانوا يعتقدون أن الثورة ستفشل وكانت النتيجة أن لفظهم الجمهور ووضعهم ضمن القوائم السوداء، ورغم رحيل النظام فإن لعنته يبدو أنها تطاردهم في كل مكان.

كانت البداية مع المطرب عمرو دياب الذي انهارت أسهمه بعد أن كان هو المطرب الأول في مصر والعالم العربي، وكل يوم أصبح كره الجمهور المصري يزداد له، لأنه كان قد اتخذ موقفا حياديا تجاه ثورة 25 يناير، حيث كان يشاهد من بعيد من الذي سيفوز ثم يغني له بعد ذلك، فعمرو رفض أن يضحي بالنظام الحاكم لأنه سبق أن غنى للرئيس في أكثر من حفلة ورفض أيضا أن يضحي بالجمهور، الذي منحه الشهرة والملايين التي يمتلكها الآن وكانت النتيجة أن خسر الاثنين، ولذلك عندما رحل النظام الحاكم أهدى للثوار أغنية (مصر قالت) ولكن لم يلتفت لها أحد. ومنذ عدة أيام دعا مهرجان موازين للموسيقى بالرباط عمرو دياب ليكون أحد المشاركين بالمهرجان، وكانت المفاجأة عندما قام شباب حركة (باراكا) تعني (كفاية) بإطلاق حملة لإلغاء المهرجان وتهديد المطربين المشاركين بالمهرجان بالبيض والطماطم وعلى رأسهم عمرو دياب.

ومن الهضبة عمرو دياب إلى نجم الجيل تامر حسني الذي انهارت أسهمه أيضا بعد أن كان قد أعلن أن الرئيس مثل أبيه، وأن بقاءه لمدة 30 سنة في الحكم هي إرادة إلهية، ولكن سرعان ما باع تامر أباه الرئيس عندما اكتشف أن النظام الحاكم انتهى، وقام بتقديم أغنية لشهداء الثورة. تامر لا يزال يدافع عن نفسه إلى الآن في كل مناسبة، حيث برر هجومه على الثوار بأن الثورة أدت في البداية إلى حالة فوضى عارمة، فالمساجين هربوا من السجون والشرطة غائبة عن الشارع، والشباب يشكلون لجانا شعبية لحماية البيوت والأحياء ولذلك طالب بعودة الاستقرار للبلد والأمن والأمان، ولكن بعد ذلك اتضحت الصورة بعد موقعة الجمال والخيول.

ورغم محاولة تامر الدفاع عن نفسه فإن الجمهور لم يصدقه حتى عندما قدم أغنيتين للشهداء لم يستمع له أحد، أما الفنانة غادة عبدالرازق فقد تحولت إلى وجه غير محبوب لدى الكثير من الشباب، نتيجة موقفها المعادي للمتظاهرين في البداية، حيث كانت أعلنت أن الرئيس السابق يتعرض لحالة من الغدر من قبل المحتجين، خاصة أنه استجاب لمطالبهم وأقال الوزارة وأعلن عن بدء المزيد من الإصلاحات وطالبت خلال حديثها بالالتفاف حول الرئيس، لأنه رمز كبير لا يستحق تعرضه لذلك. غادة انهارت أسهمها الآن تماما بعدما كانت تتربع على عرش نجمات الدراما، حيث بدأت القنوات الفضائية التي كانت قد اشترت مسلسل (سمارة) تطالب بتخفيض سعره نظرا لأن الجمهور أصبح يكره بطلة العمل. ومن ناحية أخرى أقام المحامي عبدالحميد شعلان دعوى قضائية حملت رقم 8044 ضد صناع المسلسل مطالبا بوقف تصوير العمل لوجود بطلته غادة عبدالرازق في قائمة العار، وأنها سبق وأساءت إلى ثورة 25 يناير. ليس هذا فقط بل لكونها متورطة أيضاً في علاقة مع نجل صفوت الشريف، الذي يعد واحدا من رموز الفساد في النظام السابق الذي أسقطته ثورة الشباب، مما يعني أنها مثال سيئ للفنانات المصريات ولا يجب أن تظهر في عمل مصري يعرض على الشاشة في شهر رمضان الكريم.
كذلك الفنانة إلهام شاهين انهارت أسهمها هي الأخرى لأنها كانت قد اتهمت الثوار بأنهم سببوا الفوضى في المجتمع وأن مبارك هو رمز الأمان في المجتمع وكانت النتيجة أن توقف مسلسل قضية معالي الوزيرة الذي حيث تراجعت الفضائيات عن شراء المسلسل، بعد أن تراجعت أسهم بطلته وهو الأمر الذي دفع الشركة المنتجة لاتخاذ قرار بتأجيل المسلسل إلى أجل غير معلوم. ومن ناحية أخرى وصف المؤلف محمد الغيطي تصريحات إلهام شاهين بأنها لا تصدر إلا من شخص جاهل أو مغيب وأنها لا تفهم في السياسة أو الدين.

أما الفنان أشرف زكي فقد دفع ثمن تأييده للنظام السابق غاليا رغم نزاهته حيث تم إجباره على تقديم استقالته من نقابة الممثلين، بعد أن تقدم أكثر من 200 ممثل ضده بشكوى يطالبونه بتقديم استقالته بعد أن هاجم الفنانين المؤيدين للثورة، وإنه يشعر بالعار منهم وعندما تم تعيينه بعد ذلك في منصب رئيس جهاز السينما طالبه بعض العاملين في الجهاز بتقديم استقالته، وهو ما حدث بالفعل بعد ثلاثة أيام فقط. زكي حاول الدفاع عن نفسه بأنه كان خائفا على مصلحة البلد فقط، ولكن لم يصدقه أحد لسبب بسيط لأنه قاد مظاهرة مصطفى محمود لتأييد الرئيس السابق، وليس لأنه خائف على مصلحه البلد كما ادعى.

أما الفنان طلعت زكريا والذي كان يدافع عن النظام السابق فقد أصبح وجها مكروها لدى معظم المصريين، وبسبب ذلك تم تأجيل فيلم الفيل في المنديل إلى أجل غير محدد بسبب خوف الشركة المنتجة من سقوط الفيلم. الطريف أن طلعت زكريا رفض التعليق على محاكمة الرئيس السابق مبارك قائلا عاهدت نفسي ألا أتحدث عن أحداث ثورة 25 يناير ولا توابعها وكفاني ما حدث من هجوم وانتقاد، بعدما أعلنت موقفي من بعض الشباب الذين كانوا يتواجدون في ميدان التحرير.

العرب القطرية في

29/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)