حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لماذا يذهب الجمهور للأفلام الأمريكية رغم قرار حظر التجوال؟

ماجدة خيرالله

حالة واضحة من الارتباك والقلق أصابت صناع السينما المصرية، بعد اندلاع ثورة يناير، وهي نفس حالة القلق التي تنتابهم بعد كل أزمة اقتصادية أو سياسية، تهز المجتمع المصري أو العالمي، صحيح أن السينما مثل أي صناعة أخري تتأثر سلبا وإيجاباً بالأحداث المحيطة، لكن السينما المصرية يبدو أنها "بتتلكك" حتي تتوقف، أو ترتبك والحقيقة أنها لم تكن يوماً في حالة صحية مناسبة تدفعها للأمام، وكل المؤشرات تؤكد أنها كانت تعاني ارتباكاً مؤلما يهدد بتوقفها في أي لحظة!

في لقاء تليفزيوني علي قناة دريم اجتمع كل من محمد العدل ومحمد حسن رمزي، وهشام عبد الخالق، في برنامج يامسهرني الذي تقدمه إنجي علي للحديث عن أزمة السينما، بعد ثورة يناير، وكان هناك شبه اتفاق بين الثلاثة أقطاب ، علي أن السينما المصرية قد أصيبت بالشلل الكامل، تحت زعم أن الناس  لاتذهب للسينما، نتيجه لحظر التجول، رغم أن حظر التجول يبدأ الساعة الثانية مساء، ونتيجة أيضاً لإحجام القنوات الفضائية عن شراء أفلام جديدة، ولأن العالم العربي يشهد ثورات في أكثر من منطقة عربية، ويصعب مع تلك الظروف توزيع الأفلام العربية في منطقة الخليج، باختصار تخرج من هذا الحوار بحقيقة كنا نعلمها ولكننا لم نكن نواجهها بهذا الوضوح، وهي أن معظم منتجي السينما عندنا لايعملون بأموالهم مطلقا، في مجال السينما، ولكنهم يعتمدون علي الدعم الخارجي، رغم أن الأفلام لو تم إنتاجها بما يرضي الله، فسوف تحقق مكاسب خيالية من الداخل فقط، مثل السينما الهنديه والصينية، والنيجيرية! والزعم بأن الناس لاتذهب للسينما فيه مبالغة كبيرة،  لأن حقيقة الأمر أن الجمهور المصري يذهب لدور السينما التي تعرض أفلاماً أجنبية، وقاعات السينما لاتخلو من الرواد رغم حظر التجول، لأن آخر العروض تنتهي في الحادية عشرة مساء، ومسألة إحجام الجمهور عن مشاهدة الأفلام المصرية في الفترة الأخيرة، يرجع لعدة أسباب، أهمها سوء مستوي ما تقدمه من أفلام مقارنة بما تقدمه السينما العالمية، ولأن نجوم السينما المصرية أصبحوا خارج الزمن، وليس منهم من يسعي لتطوير أدائه او اكتساب مهارات جديدة، فحق عليهم مصير الديناصورات ، التي اختفت من علي وجه الأرض نتيجة لعدم قدرتها علي التطور وفق متطلبات الحياة وتحدياتها! فالطبيعة تلفظ الكائنات الغبية التي لاتحمل قدرة علي التفاعل مع الزمن! وليس أسوأ من حال النجوم إلا حال شركات الإنتاج التي تسيطر عليها عقليات بالية مهترئة، ويكفي أن تستمع إلي حديث أحد منتجي السينما، الذي يؤكد حرصه علي وجود الرقابة خشية أن يجنح كتاب السيناريو، ويظهر بينهم واحد يترك فرصة لبطل فيلمه أن يتحدث إلي "ربنا"! ولم يفكر أي  من هؤلاء أن يدرس حال السوق ليعرف لماذا يقبل الجمهور علي متابعة ألافلام الأمريكية ولماذا يحجم عن مشاهدة الأفلام التي تنتجها شركته؟

❊❊❊

فيلم غير معلوم أو مجهول UNKNOWN هو أحدث الأفلام الأمريكية التي يشاهدها الجمهور المصري الآن، بالتزامن مع عرضها العالمي، وقد حققق الفيلم إيرادات مرتفعة في دور العرض في أمريكا وكندا وفرنسا وإيطاليا، وفي القاهرة أيضا متحديا بذلك كل مزاعم شركات الإنتاج المصرية التي تدعي ارتباك سوق السينما نظرا لظروف الثورة وغياب الأمن وحظر التجول وحجج أخري واهية، لم يمتد أثرها إلا بقدر ضئيل علي رواج الفيلم الأمريكي ، ومجهول من بطولة النجم الأيرلندي المخضرم "ليام نيسون" والألمانية "ديانا كروجر"، والأمريكية جانيوري جونز ومجموعة من الممثلين من جنسيات مختلفة، مخرج الفيلم هو الأسباني الشاب "جايوم كوليت سيرا" وقصة الفيلم عن رواية ألمانية باسم" سرقوا عقلي" الترجمة الأقرب  OUT OF MY  HEADوأحداث الفيلم تدور في برلين المعاصرة، التي تضم خليطا من الجنسيات وتشهد عمليات هجرة غير شرعية، مثل معظم الدول الأوروبية، وفي البداية نتعرف علي شخصية العالم الأمريكي د.مارتن هاريس"ليام نيسون"، الذي يزور برلين لحضور محاضرة عن الكيميا البيولوجية، يلقيها العالم بروفيسور بريلسير، برعاية أحد أمراء السعودية الذي يمول مشروع تطوير وسائل الزراعة، لإنتاج الحبوب لإنقاذ العالم من مجاعات محتملة وهو المشروع الذي سوف يدر مليارات الدولارات، ويؤثر في الاقتصاد العالمي، بما يفوق ماتدره صناعة السلاح والأدوية وتجارة المخدرات! وفي الطائرة نتعرف علي د.مارتن وزوجته الجميلة ليزا"جانيوراي جونز" التي تصاحبه في رحلته الي برلين، وعندما يصلان الي الفندق يكتشف د.مارتن أنه فقد حقيبته الخاصة التي تحمل اوراقه في المطار، فيستقل سيارة أجرة تقودها امرأة"ديانا كروجر" ويهرع الي المطار، ونظرا للسرعة المفرطة التي تقود بها "جينا " لتصل الي المطار، تنقلب سيارة الأجرة وتسقط في النهر، ويكاد د.مارتن أن يلقي حتفه، إلا أن سائقة سيارة الأجرة الشجاعة تتمكن من إنقاذه، ولكنها تهرب قبل أن تصل الشرطة، لانها تعمل بدون أوراق هجرة ، فهي فتاة صربية دخلت برلين بطريقة غير شرعية، وعندما يفيق د.مارتن ، يجد نفسه في مستشفي خاص قضي بها أربعة أيام، في غيبوبة، ويكتشف أيضا أنه فقد ذاكرته بشكل مؤقت، ويسعي جاهدا لمعرفة أسباب وجوده في برلين، وعندما يسترد ذاكرته بعد عدة أيام، يتوجه مسرعا الي الفندق الذي ترك فيه زوجته، ولكنه عندما يتقدم منها ليخبرها بأسباب تغيبه، يكتشف أنها تنكره تماماً، بل يكتشف أنها ترافق شخصاً آخر يدعي أنه د.مارتن هاريس، وعبثاً يحاول مارتن أن يؤكد أنه العالم الذي جاء لحضور مؤتمر الكيمياء البيولوجية، ولكنه يجد أن كل الطرق موصدة في وجهه، فيسعي للبحث عن سائقة سيارة الأجرة التي أنقذت حياته، لتساعده، ولكنها تتهرب منه خوفاً من التورط مع الشرطة وترحيلها من البلاد! وفي أجواء مليئة بالغموض تتكشف الأسرار، ويكتشف مارتن هاريس هويته الحقيقية التي كان يجهلها، وأنه قاتل محترف يعمل لحساب منظمة إرهابية دولية، وجاء إلي برلين لاغتيال العالم الألماني ، ولكن الحادثة التي تعرض لها، تربك خطة المنظمة ، فتقرر التخلص منه واستبداله بعميل آخر!

❊❊❊

فيلم "المجهول" من أفلام التشويق والحركة، جيدة الصنع، ولكنه لايكتفي بالمطاردات لإثارة شهية المشاهد، ولكنه يتضمن عدة ألغاز تحفز الجمهور علي محاولة فك شفرتها للوصول الي حلها قبل أن يخبره بذلك سيناريو الفيلم الذي يقدم له الحل في النهاية! ولايخلو السيناريو المحكم الذي شارك في كتابته كل من أوليفربوتشر، وستيفن كورنويل، من لمحات سياسية عن فريق من الشرطة السرية التي كانت تعمل في جهاز المخابرات قبل سقوط حائط برلين، ثم أصبح أفرادها يعملون لحسابهم الخاص"مثل ضباط أمن الدولة المنحلة عندنا" وهؤلاء يشكلون مكمن خطر حقيقي لتعاونهم مع المنظمات الإرهابية العالميه! ويعتبر المجهول الفيلم الثاني الذي يحقق إيرادات عالية في حياة النجم المخضرم ليام نيسون الذي يقترب من الستين من عمره، ومع ذلك يحتفظ بلياقة بدنية يتفوق بها مع من هم دون الثلاثين، وكان فيلمه الأول "TAKEN" الذي عرض العام الماضي، قد حقق إيرادات مرتفعة وضعته في الصف الأول لعدة أسابيع متتالية، ويشارك في الفيلم الممثل الأمريكي العجوز فرانك لانجيلا، مع النجم الألماني سباستيان كوخ، الذي لعب بطولة فيلم "حياة الآخرين"، وفيلم فالكيري الذي أعاد تقديمه توم كروز قبل عامين ولم يلق نجاحاً، أما ديانا كروجر النجمة الألمانية الشابة التي غزت السينما العاليمة فقد بدأت شهرتها بعد اختيارها لأداء شخصية هيلين الجميلة في فيلم طروادة، كما شاركت في فيلم " كتيبة الأوغاد"للمخرج "كوينتين تارانتينو" أما الممثله الجميلة "جانيوراي جونز" فقد بدأت شهرتها مع مسلسل "MAD MEN" الذي استمر نجاحه ثلاثة مواسم متصلة وحصل علي الجولدن جلوب في عامين متتاليين!

آخر ساعة المصرية في

12/04/2011

 

دموع وأحزان أُمّ في كندا.. ومراهقة تحتاج مساعدة

قراءة في مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب الـ٧٢

رسالة بلچيكا: نعمة الله حسين 

خيوط واهية.. غير مرئية في نعومة الحرير تفصل بين الحقيقة والخيال في الحياة، اجتيازها رغم نعومتها  ورقتها يحتاج إلي جهد  نفسي كبير.. لايملكه البعض  فيحتاجون إلي المساعدة  وإن اختلفت  المسميات.. معاونة صديق.. معاودة طبيب.. المهم يد تمتد  للإنقاذ والمساعدة.

وإذا  كانت السينما في الفترة الأخيرة  بدأت  الاهتمام بمشاكل المراهقة  والمراهقين  منفصلة بذلك  عن مشاكل الشباب  ومن قبل  هوجة أو موجة  الأطفال.. فإن إحدي الصعوبات التي  تواجه صناع هذه الأفلام هي البحث عن »الأبطال« ومن أجل  هذا يتطلب الأمر رؤية الآلاف ربما ليتم اختيار »آحاد«  أو بالكثير جد »عشرات« ونادرا  من يستمر منهم بعد ذلك في هذا المجال.. وهذا ماقالته المخرجة »چيرالدين باچارد« مخرجة فيلم »الطريق« لكنه طريق خاص  جدا يفصل مابين »الغايات« وأطراف المدينة ويطلق عليه »ليزبار« (Lisiere).

هذا  الطريق عادة مايكون مرتعا للحوارات ويمثل في نفس الوقت خطرا كبيرا علي الحيوانات التي تخرج عن حيز الغابة  والنتيجة تتعرض  للقتل من قبل  السيارات بصورة وحشية.

حكايات هذا الطريق التي تمتلئ بها صفحات الحوادث في الجرائد.. كانت البداية لصنع هذا الفيلم.. في البداية أرادت  چيرالدين أن تقدم  فيلما تسجيليا  لكن شركات الإنتاج الفرنسية والألمانية نصحتها بأن من الأفضل أن يصبح روائيا.. لذا استغرق منها الأمر مايزيد علي الأربع سنوات..  فأسندت بطولته إلي الفنانة الفرنسية القديرة »دلفين شوييوه« و»ملفبل يوبان« .. أودرية مارناي.. هيبولت چيراردو.

وهو عن تجربة إنسانية  لطبيب شاب انتقل لمدينة  »بوفال« ليجد نفسه بمجموعة  من الشباب المراهقين  الغارقين في مشاكل الإدمان والعنف والتورط  في أكثر من جريمة قتل .. ليبدأ في محاولة  مساعدتهم وإقامة  علاقة مع فتاة شابة  انضمت لهؤلاء المراهقين..

وفي لقاء جمعني  بالمخرجة  والبطلة »دلفين شوييوه«  التي تعد من الوجوه الجديدة في السينما الفرنسية التي حققت نجاحا كبيرا.. وهي هذا العام بطلة لثلاثة أفلام »سيدة الخامس« للمخرج باول باوليكوفسكي.. و»الطريق« »لچيرالدين  باچارد« والذي عرض  في إطار مهرجان الحب السينمائي الدولي  بمونز في العرض الأول له في العالم.. و»الضيف والقريب« »لبيير هويج« وهذه الترجمة لاسم الفيلم  مؤقتة  لأنه لم يعرض بعد في أي دولة  عربية وربما يكون هناك اسم  تجاري آخر.

دلفين  بادرتني بالسؤال عن مصر وأحوالها  وأعربت عن أمنيتها أن تحضر لمصر وتوجه تحية خاصة للشباب الذين قاموا بالثورة لأن ماحدث  منهم شيء يفخر به العالم أجمع.

وإذا كانت »دلفين« بدأت حياتها في منتصف التسعينات وذلك بعد أن أنهت دراستها في المدرسة الوطنية العليا  للمسرح بالإضافة إلي الكونسرفتوار بمدينة »أورليان«.. وفي خلال هذه السنوات الست قدمت العديد من المسرحيات كما شاركت في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية  بالإضافة  إلي أفلام روائية قصيرة.

»دلفين« رغم سنها الصغيرة  ومشوارها القصير وإن كان متنوعا وشديد  الثراء تري أن التمثيل مجهد جدا.. وأن الدخول  والخروج في شخصيات بتركيبات مختلفة  يتعب الجهاز العصبي  للفنان.. ولذلك  التمرين طوال  الوقت  ليتخلص من الآثار السلبية لكل الشخصيات التي يقوم بتقمصها.

ورغم هذه  السن الصغيرة نسبيا إلا أنها مثل غيرها من الممثلات تخشي من تقدم العمر والاحتياج المادي.. وقد كانت لوفاة الفنانة العبقرية »آني چيرار دو« ومأساة عدم استطاعتها تدبير تكاليف معيشتها في أحد بيوت المسنين مأساة هزت كثيرا من فناني فرنسا  وأثارت مخاوفهم.. وكانت الراحلة »چيراردو« قد قامت ببيع  شقتها لتستطيع  أن تدبر مصاريف حياتها  في أيامها الأخيرة.

وقد قدمت ابنتها عتابا تكلمت فيه  عن معاناتها في السنوات الأخيرة مع الشيخوخة ومرض الزهايمر.
ولا تنكر
»دلفين« أنها في بداية  حياتها الفنية  كانت لا تستطيع   رفض أي دور  لكن من حسن حظها أن كل الأدوار التي عرضت عليها منذ البدايات كانت جيدة جدا.. وهذا جعلها لاتخطئ في اختياراتها.

ومابين  المخرجة »چيرالدين بادچ« والممثلة »دلفين شييوه« درجة كبيرة من الود والمودة الإنسانية  بالإضافة  إلي صداقة  وطيدة  جمعت بينهما.. لأنهما متشابهتان بشكل كبير.. وعن علاقتهما  أثناء التصوير وماقبله أجابت »دلفين« بأن التصوير  كان رائعا رغم صعوبته.. فقد كانت هناك روح من الألفة  تجمع بيننا جميعا.. خاصة أن »چيرالدين« مخرجة شديدة  الذكاء.. لذا فقبل التصوير  تقبل كل ملحوظة مهما كانت صغيرة أو تبدو غير مهمة.. مما يشعر جميع العاملين بالراحة.

أما چيرالدين فتقول أمضيت ست سنوات ليري هذا الفيلم  النور حقيقة كان  في البداية  مفترضا  أن يكون تسجيليا  لكن حماس  المنتجين لي في تحويله إلي فيلم روائي جعلني  أغير من خططي كلها وإن كنت أتمني  فيلمي  الثاني  يأخذ  وقتا أقل بكثير.

وستظل  السينما تحمل أجمل وأرق  الحكايات الإنسانية  وإن كانت  في بعض الأحيان مغلفة بما يشبه أوراق »السيلوفان« الشفافة بكثير  من العنف والقسوة والمرارة.. لتعود مرة أخري  للخيوط الدقيقة وغير المرئية التي تفصل مابين الكثير من الأشياء في الحياة.

ومن أجمل الأفلام ذات الطابع الإنساني  الشديد »تصريح في منتصف الليل«.. وذلك من خلال قصة واقعية  بطلها طفل  صغير ٣١عاما مصاب  بمرض نادر وأعتذر إن كنت لا أعرف اسمه العلمي لكنه يعتبر عدوا للنهار أو بالتحديد  لضوء الشمس..

العلاقة  التي تجمع الطفل الصغير وطبيبه دافيد الذي يبلغ من العمر خمسين عاما.. ويتابع حالته منذ عامين يتقاربان  خلالهما لدرجة  لا يعتقد أحدهما أنه يستطيع  أن يفترق أحدهما عن الآخر.. لكن تأتي  الرياح بما لا تشتهي السفن حيث وجد »دافيد« نفسه مطالبا للسفر لمكان آخر.

الفيلم  من إخراج »دلفين جيلز« وعرض في إطار المسابقة  الأوروبية  بالمهرجان وبطولة كل من الفنان القدير »ناتسان ليذرن« و»إيمانويل ديفوس.. وكوينتن تلال«.

في مهرجان مونز السينمائي لأفلام الحب مساحة الألم والعذاب  بسبب الحب  تكاد وفي بعض الأحيان تطغي علي مساحة الابتسامة والسعادة  والفرح.. وذلك ببساطة  شديدة إن الحب  يجمع بين الأمل.. والألم.

وفيلم الافتتاح »في عيون أمي« من إخراج الفرنسي »تييري كليفة« وبطولة كل من  ممثلة فرنسا الأولي »كاترين دينيف« و»نيكولا دوفوشال«..»چان مارك بار«.. وهو يحكي  عن كاتب.. وأديب يحاول  أن تكشف عن علاقة  مذيعة تليفزيونية  كبيرة بابنتها بحجة إنه  يروي  كتابا عنها.. لكن إلي أي  حدود من الممكن  أن تدخل الصحافة  في الحياة الخاصة  للأشياء.. خاصة أن إبنتها لديها إبن يعيش بعيدا ولا تعرف أمه عنه شيئا.. فتأخذ  الجدة علي عاتقها إعادة  التواصل بينها وبين ابنتها وحفيدها.

والحقيقة أن للتلفزيون بريقا  في كل أنحاء العالم إلا  في تليفزيوننا المصري  ونجوم التليفزيون الكبار يتساوون في الشهرة والأجر والتأثير بكبار  نجوم السينما العالمية.. وفي فيلم الختام »الأمريكي« »صباح النصر«  للمخرج »روچيه ميتشل« وبطولة هاريسون فورد.. »راشيل  ماك ادامز«.. و»ديانا كيتون«.. »وجيف جولد بلوم« وهو يروي عن »بيكر فوللر« المنتجة التليفزيونية  مسئولية إنتاج جزء خاص  من البرنامج الصباحي »DaybreaK« فتقبل   بالمهمة  وتحاول إقناع الصحفي القدير »مايك بومري« والذي  اشتهر بخبطاته السياسية والاقتصادية  الناجحة.. أن يتعاون معها وأن يقدم أخبارا خفيفة  وخاصة برامج خاصة بالطهي .. لكنه يرفض بشدة مما يهدد  البرنامج بالتوقف .. لكنها لا تستسلم بسهولة.. حتي تنجح في ذلك وتتبدل شخصية »مايك« تماما ليصبح  واحدا من أهم نجوم البرنامج.

ما أصعب  ألا ترضخ لحكم القدر.. وتستسلم له.. لأنه ببساطة  لا يمكننا  أن نغيره.. والحق إن عدم الاستسلام لحكم القدر  قد لايكون نقصا في  الإيمان.. لكن لأنه أحيانا يصبح الانسان  في حالة  من الصدمة التي تجعله يبدو مغيبا عن الواقع يحتاج لوقت ليفيق حتي يتوازن مع نفسه.. ومن بين مشاعر الحب والألم والحسرة  الفيلم الكندي »ثلاث أزمنة بعد وفاة آنا« من إخراج »كاترين مارتن« وهو يعد فيلمها الروائي  الثاني بعد الفيلم الأول »في المدن« الذي قدمته سنة ٦٠٠٢.. بالإضافة  إلي فيلمين وثائقيين »روح الأمكنة« سنة ٦٠٠٢.. و»سيدات التسع« سنة ٨٩٩١.

تدور أحداث الفيلم في  الشتاء حيث البرودة  والصقيع والثلوج في كندا.. وهو عن أم شديدة  الارتباط بابنتها عازفة الكمان الشابة التي قتلت علي يد مجهول في شقتها.. الأم تصاب بالذهول ولا تصدق أبدا أن ابنتها قتلت.. وحتي تهرب من هذه الفكرة نهائيا تترك »مونتريال« وتذهب لتعزل نفسها في  منزل صغير  علي المحيط.. في هذا المنزل العائلي  تحاول أن تسترجع تفاصيل  علاقتها بابنتها »آنا« وكأنها علي قيد الحياة.. ومن خلال الطبيعة  الخلابة  التي تحيط بها سواء البحر أو الغابات .. كما تلتقي بإدوارد صديق  طفولتها الذي عاد أيضا للبلدة.. لتبدأ رويدا  رويدا  في استعادة  ثقتها بالحياة  وتقبل الأمر الواقع.. ولقد نجحت الفنانة »جوليانا ترمبللي« في تجسد شخصية الأم  الثكلي الملتاعة  المغيبة  عن الحياة  بسبب مقتل ابنتها..

وهكذا  حملنا الحب  علي أجنحة سعادة غامرة وحلق بنا عاليا.. لكن في لحظات أخري  أدمي قلوبنا وأبكانا علي مصائر وأحوال البشر.

آخر ساعة المصرية في

12/04/2011

 

وداعا فاروق إبراهيم .. وداعا ياصديق العمر

بقلم : إيريس نظمي 

❊❊ تعاقد عدد كبير من النجوم العرب مع المنتج إسماعيل كتكت علي المشاركة في بطولة مسلسل "توق " قصة الأمير بدر بن عبدالمحسن وسيناريو وحوار أحمد الخطيب وسارة الخطيب وإخراج شوقي الماجري، من بين هؤلاء النجوم من سوريا عابد فهد وسلافة معمار ومن السعودية عبدالمحسن النمر  ومحمود قابيل.

عرفت فاروق إبراهيم في منتصف الستينات.. كنت في ذلك الوقت أكتب مذكرات النجوم علي هذه الصفحات.. كان فاروق أيامها يحب أن يتعرف علي الوسط الفني.. فكان يصاحبني ليصور النجوم.. وكان سعيدا جدا بذلك.. فلم يكن وقتها صديقا لكل النجوم باستثناء عبدالحليم حافظ.. وحينما بدأ يتعرف عليهم أحبوه لابتسامته الدائمة وخفة ظله واجتهاده وعبقريته في التصوير.. وعندما كنت أجلس مع الفنان أستمتع بالحديث عن حياته التي يرويها لي.. لم أكن أحس بفاروق الذي انشغل تماما بالتصوير.. يلتقط عشرات الصور بسرعة البرق.. لينتقي أحسنها للنشر.. كان كطبيب نفسي يخرج ما في باطن الشخصية التي يصورها من انفعالات تبين الحالة التي يعيشها.

ونجحت المذكرات لتعاوننا معا.

وأصبحت هناك صداقة حميمة بينه وبين عبدالحليم.. فحين كان حليم يسافر إلي أوربا للعلاج.. أو إحدي الدول العربية يصحبه معه.. أما فاروق فلم يترك أي فرصة تضيع منه.

وأذكر حينما كنت أكتب المذكرات بينما فاروق يصور.. وكان ذلك في أواخر أيام حليم أن قال له: »طبعا ياعم ح تعمله كتاب وتكسب منه الكثير« وقد كان.. فقد جمع فاروق كل صور حليم في كتيب.

وفاروق ابن بلد يتصرف علي سجيته.. ولا تفارق الابتسامة الطيبة شفتيه.. وكان كثير المداعبة مع الفنانين الذين أحبوه.. وكانوا يطلبونه للتصوير.

كان العمل مع فاروق نوعا من المتعة.. من العشق.. عشق الكاميرا وعشق الصحافة. وكان رئيس التحرير في ذلك الوقت هو الأستاذ الكبير رشدي صالح.. وكان يعالج من مرض القلب في لندن.. كان يقرأ مذكراتي ويستمتع بها كما يقول ويرسل لي خطابات لازلت احتفظ بها.. ليشجعني لكي أستمر في هذه المذكرات، ولم ينس فاروق إبراهيم الذي يقوم بتصوير الفنانين في هذه المذكرات.. وأثني عليه. وفي المهرجانات السينمائية.. وفي مهرجان الإسكندرية بالذات كان »روقة« كما كنا نناديه يجلس أمام فندق شيراتون وحوله بعض الأصدقاء ومعه معشوقته التي لا يتركها ولا تتركه لحظة ليتابع الفنانين عند قدومهم.. ويأخذهم إلي أماكن جديدة بالنسبة للتصوير يختارها بنفسه وكأنه يخرج فيلما.. وكان الجميع يطيعونه لأنهم يعلمون مقدما قيمة الصورة التي يصورها.

كان فاروق يتمتع بحس كوميدي وهو أحد المؤثرات في شخصيته، وبالرغم من أنه لم ينل قسطا من التعليم في المعاهد أو الجامعات.. فقد كان يدرس مادة التصوير في معهد التمثيل.

وحين رحل عبدالحليم حافظ كانت مجلة »آخر ساعة« تفتح علي مذكرات عبدالحليم وتعلق بمشابك.. وحين أصدرت كتابا عن مذكراته نفد الكتاب بعد أسبوع واحد.

كانت عشرة عمر طولها حوالي 40عاما.. وعرضها مئات الموضوعات التي تدعمها الصور، ولأن الفن كان أحد الأسباب التي توزع المجلة فقد خصص لنا رئيس التحرير 5 أو 6 صفحات..
كان فاروق صديق العائلة زوجي وبناتي
.. وقد قام يوم خطوبتي بتصويري كهدية منه..

اتجه فاروق بعد ذلك لتصوير الرؤساء جمال عبدالناصر الذي كان يهوي التصوير ويقدر الصورة.. وأنور السادات الذي كان يثق به.. لأنه كان أصلا صحفيا.. وكان فاروق يغوص إلي نفسيته.. فقد كان السادات يجلس كزعيم ويضع البايب.. وكان يتمتع بكاريزما يجسدها فاروق.. ومن أهم الصور التي صورها للرئيس السادات هي صورته بالملابس الداخلية وهو يحلق ذقنه.. لكنه منع بعد ذلك من دخول القصر!

أما حسني مبارك فقد حول المصورين إلي موظفين.. يدخلون الاجتماع ليصوروا مدة دقائق لتسجيل المناسبة ثم يخرجون.

وأذكر أنه حين بدأت أم كلثوم في جمع التبرعات من الدول العربية بعد نكسة 67 أن اختارتني أنا وفاروق لمصاحبتها في مهرجان بعلبك بلبنان.

هذا أيضا ما حدث بالنسبة للمطربة الكبيرة فيروز حين التقينا بها صدفة هي والرحبانية ودعتنا إلي منزلها للغداء.. وأيضا الفنانة الكبيرة صباح..

 ومن يعرف النهاية ووقت الرحيل.. وأنا أريد أن أرحل دون أن أترك أي عداوة بيني وبين أحد خاصة صديقي العزيز.. فقد كنت أتوقع الرحيل قبله بسبب ظروفي الصحية.. ويبدو أن الله سبحانه وتعالي استجاب لي.. قابلته بالصدفة في نقابة الصحفيين ورحبت به.. وقبلته في وجنتيه.

وحكي لي »روقة« يومها كيف أحالته المؤسسة علي المعاش.. وتعجبت كثيرا.. كيف تستغني عن عمدة التصوير أو كما أطلق عليه في النهاية »شيخ المصورين«.. كيف تقتل المؤسسة أبناءها في ذلك الوقت! لكن فاروق ناشد المصلين في جامع مصطفي محمود وعاد فاروق لبيته ومعشوقته قبل الرحيل.. ورحل فاروق بعد أن التقيت به بقليل. وبعد أن سلم كل الصور النادرة التي صورها للمؤسسة، وقد أصابني خبر رحيله بالحزن والاكتئاب.. ولكن تبقي الذكريات.

وداعا يا أحلي صحبة.. وداعا ياعاشق الكاميرا.

آخر ساعة المصرية في

12/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)