حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فنون يقدمها : محمد صلاح الدين

كريم قاسم ابن 25 يناير: نظام التعليم المصري "هلس" وهو ما يفضحه الفيلم !

ياسمين كفافي

قالوا "معقول شوية الشباب دول حيغيروا السينما".. و استطاعوا... قالوا "معقول حيغيروا البلد" واستطاعوا... هم جيل من الشباب صغير السن قد لا تعطيهم أهمية كبيرة إذا شاهدتهم لأول مرة لأن مظهرهم بسيط وأسلوب كلامهم بسيط وسخريتهم لاذعة تصل إلي حد المرارة كمعظم أبناء الشارع المصري.. إلا انك عندما تقترب منهم ستجد انك أمام عقليات جبارة معظمهم من خريجي أرقي الجامعات.. لديهم وعي كامل بكل ما يدور في مصر والعالم من أحداث سياسية واجتماعية..ضيفنا اليوم هو أحد هؤلاء وهو النجم "كريم قاسم" الذي سبق وشارك في فيلم "أوقات فراغ" الذي دق ناقوس الخطر حول ما يدور في عالم الشباب المصري الذي قد لا يعرف عنه الكثيرون أي شئ بعدها شارك في فيلم مثير للجدل هو "بالألوان الطبيعية" اليوم يشارك في أحدث الأعمال الذي عرض بعد الثورة وهو "اي يو سي" وهو اختصار للتعليم المصري المثير للجدل وهو كريم قاسم خريج الجامعة الأمريكية قسم مسرح أعزب.

·         في البداية مبروك طرح فيلم "اي يو سي" فماذا يعني الاسم؟

هو تحريف عن اختصار بعض أسماء الجامعات. فبدلا من الجامعة الأمريكية "ايه يو سي" بدلنا الاسم الأول ب "تعني مصري" أي التعليم في مصر بشكل عام!

·         حدثني عن الفيلم؟

الفيلم عن ثلاثة شباب فاشلين في الثانوية العامة التي لا تعد مقياساً أساساً لاختبار ذكاء الطالب أو مهاراته. اثنان منهم لا يقبلان في الجامعة والثالث يغش فينجح تحت شعار "غش أكتر تجيب مجموع" إلا انهم يضطرون أن يخترعوا جامعة خيالية وينضموا لها ويقدموا فيها أسلوب تعليم مختلفاً إلا أن الموضوع يصبح أكبر منهم وتتوالي الأحداث.

·         هو أول الأفلام التي تعرض بعد الثورة فهل تم تغيير بعض الأحدث لتناسب الجو الحالي؟

لا لم يتم اضافة أي شئ لمحتوي الفيلم لأن الفيلم أساسا ثوري المضمون من حيث تغيير مستوي التعليم وأسلوبه والتغيير بشكل عام.

·     محتوي الفيلم يأخذنا إلي قيام بعض الطلبة بمظاهرات لتغيير أسلوب التعليم خاصة الثانوية العامة وهو ما يراه البعض "لعب عيال" فهل أنت مع أو ضد طلبات هؤلاء الشباب؟

بالتأكيد أنا معهم فانا نفسي كنت في الثانوية العامة وكنت أتمني وأطالب بتغيير النظام ولكن ما باليد حيلة.. بصراحة مين كان حيسمعني. ويكفي وأتمني أن يقوموا حالياً بتغيير أجزاء في المنهج. فقد أكد لي المعلمون أن هناك أجزاء في المنهج في مواد مهمة كالكيمياء والفيزياء تدرس كما هي وبنفس الأسلوب منذ ستينيات القرن الماضي.. ومشكلتي لم تكن فقط مع المناهج العتيقة بقدر ما كانت طريقة وأسلوب التعليم المصري بشكل عام.. ويكفي معاناتي لعامين من دروس ومذاكرة أوقفت خلالهما كل حياتي نشاطات ورياضة وكنت متفوقاً بها لأصل لكلية الهندسة بجامعة القاهرة وحصلت علي 93% لكنها لم تكن تكفي لدخولي بسبب واحد في المائة مما أصابني بالاحباط الا انني اكتشفت ان هذا كان يوم سعدي فالدراسة في مصر بصراحة "هلس"! والحقيقة انني لم أكن اتخيل كيف يمكن أن تتغير أساليب التعليم حتي دخلت الجامعة الأمريكية هناك فقط اكتشفت انني لم أتعلم شيئا طوال سنوات دراستي بالمدرسة فكانت الدراسة عملية باستخدام الحاسب الآلي بجانب دراسة مواد بعيدة عن المنهج لتوسيع مدارك الطلبة فدرست فلسفة ودرست مادة لا تدرس في مصر وهي "التفكير العلمي" أي كيف تستطيع أن تفكر في أي حدث أو قضية يدور حولك وتقيمه وتثبت صحته بدليل مادي مما جعلني أغير دراستي للمسرح.

·     طالب الجامعة الأمريكية في العادة عندما يخرج للمجتمع يصدم من واقع المحبط خاصة ان مجتمعنا كان لفترة ما بلا أسلوب فكري أساسا بل مجموعة من المصالح فهل كانت دراستكم أحد أسباب اشتراك الآلاف من طلاب وخريجي الجامعة الأمريكية بل وقيادتهم للثورة؟

لن أقول اننا كما قدنا الثورة ولكن هناك ما يجب ملاحظته ان معظم المشاركين أمثال وائل غنيم وغيره من مستخدمي الفيس بوك والنت كانوا ناس متعلمة "من الآخر" سواء انتموا للأحزاب أو غيره وتعليمهم المحترم جعل منهم قادة الغد وهو ما حدث في تونس كذلك.

·         كل واحد فينا شارك في الثورة لسبب ما في ذهنه فماذا كانت أسباب كريم قاسم للنزول لميدان التحرير؟

يضحك: تصدقي "سوء التعليم" فبعيدا عن السرقة والفساد. التعليم أملنا في المستقبل البعيد لمن سيأتي بعد ربع قرن مثلا وسينقذوننا مما نحن فيه.. فالصين مثلا تعدادها مليار شخص تخيلي كم عدد المتعلمين فيها. أرقي مستوي تعليم في العالم وحاصلون علي رسائل دكتوراه من جامعات كهارفارد وكولومبيا وكمبريدج وغيرها.. نحو 80 مليوناً أي تقدر تعداد مصر هؤلاء هم من يحملون التقدم الصيني ونهضته علي أكتافهم لأنهم أهل علم في كل المجالات ويمثلون نحو واحد من كل عشرة أشخاص هؤلاء ثروة الصين نتمني ان نجدها في مصر بنفس النسبة أو أكثر.

·     وجدت علي إحدي صفحات الفيس بوك دعوة لحملة مليونية لاعادة الرئيس المخلوع ما رأيك في هذه الدعوة التي استفزتني أنا شخصيا؟

من يقوم بهذا واضحون و"مهروشين" جدا أنهم بواقي النظام القديم ويتخيلون انهم بعد البلبلة التي قاموا بها وحرائق وزارة الداخلية وغيرها وعدم وجود أمن وبلطجية واستخدامهم لوسائل ترهيب علي الطريقة الأمريكية التي كانت ترهب الشعب من الارهاب وهنا يرهبون الناس بالبلطجية كما حدث في مباراة الزمالك والأفريقي التونسي وكلها مبررات أي طاغية وهم في منتهي الغباء لو تخيلوا أن هذا سيجعل من هم مثلي ومثلك ومثل السادة القراء سيقولون اعيدوا الرئيس الفاسد هو وهم يريدون ان يعيش الناس فيه واراهنك لو وجد ألف شخص وليس مليوناً.

·         عرفناك في "أوقات فراغ" فهل شاركت في أعمال من قبل وكيف اشتركت في هذا الفيلم أصلا؟

قبل "أوقات فراغ" كان هناك مسرح الجامعة أي الهواة ثم ورشة الفنان أحمد كمال ودخلت اختبار أوقات فراغ عن طريق الورشة وقبلوني.

·     أنت وعمرو عابد شاركتما في "أوقات فراغ" و"الماجيك" الذي لم ينجح بشكل كاف ثم افترقتما فقدمت أنت "بالألوان الطبيعية" وقدم عابد "عائلة ميكي" فلماذا عدتم اليوم للعمل معا ولماذا افترقتما.

من قال اننا أساسا جماعة فنية ولم ننو ان نكون كذلك ولم يكن بيننا عداء نحن أساسا أصدقاء فلنفترض أنك كصحفية أو في أي مهنة أخري جمعتك الظروف بصديقة لك تعمل معك في نفس المشروع. هذا لا يعني انكما فريق فالصداقة في البيت أما في العمل من يختارنا القائمين عليه كالمنتج أو المخرج لو اختار صديق لي أهلا به أو ممثل لا أعرف أهلا به فالعمل هو العمل. وعندما يتقدم وحده لا يستأذن من الآخر الموضوع أبسط من هذا وتصنيفنا كجماعة جاء من الجمهور ولكن في النهاية كل واحد مننا حر طيق ليقدم ما يشاء.

·         أنتم جيل واجهت أعماله مشاكل مع الرقابة فهل ظلت نفس الرقابة بعد الثورة؟

للأسف "إي يو سي" عرض علي الرقابة قبل الثورة؟

·         اذن ماذا كنت التحفظات؟

ستضحكي عندما تعرفي ان التحفظات وفهد النهاية فقط سنجد مشهد للسماء كان من المفترض أن يكون هناك علم مصر دليل علي استمرار التعليم المصري بأسلوبه السيئ تحت قيادة وزارة التربية والتعليم فقالت الرقابة احذفوا العلم وهكذا ظلت طلبات الرقابة كوميدية تدل علي رعب الرقيب!!

·         بعد الثورة ما هي طلباتك من الرقيب؟

حرية النقد فالفنان عندما ينقد بلده كما حدث في فيلم "578" لا يقصد التجريح والاساءة لسمعة مصر بل يشير إلي عيب في بلده كخطوة أولي للاصلاح بل هي أفلام مفيدة للشعب لا يسئ له لأن عندنا مشكلة ويجب منح حرية لنقد النظام.

·         هل أنت من أنصار تقديم فيلم عن الثورة؟

بصراحة لا أنا شاركت فيها كل يوم حتي قبض علي ثم تم الافراج عني يوم الجمعة 28 يناير. وهذا مسجل في فيلم علي اليوتيوب وأعتقد ان كل لحظة وثقت عبر الفضائيات والنت ما قام به الشعب وصراعه ضد الشرطة ثم البلطجية وأخيراً استقبال الجيش والأفضل لي تقديم عمل عما بعد الثورة.

·         واللجان الشعبية؟

بالتأكيد شاركت فيها وشعرت بالسعادة للتعاون مع شباب الحي بعض النجوم هاجموا الثورة بألفاظ نابية مثل سماح أنور وطلعت زكريا

·         فهل ستمثل أمامهما لو جاءت لك فرصة أم أنك من أنصار مقاطعتهم؟

بغض النظر عن الأشخاص بعض الفنانين حتي لو لم يقولوا ما قالوه لم أكن لأمثل أمامهما لو دفعوا لي ملايين. لأن فكرهما لا يناسبني علي الاطلاق ولا يشرفني العمل معهم ولا أحب نوعية فنهم وما فعلوه يؤكد رأيي

الجمهورية المصرية في

07/04/2011

 

ليل ونهار

من يحكم مصر؟!

محمد صلاح الدين 

* السلطة هي القدرة علي فرض إرادة ما علي إرادة أخري.. وعادة تكون الدولة بقوانينها الصارمة هي السلطة القهرية التي تعلو علي سلطة أي جماعة أخري في المجتمع.. وهذه السلطة تزداد قوتها دائماً ويزداد استقرارها كلما زاد قبولها عن طواعية في المجتمعات الديمقراطية.. لأنها مستمدة من الشعب.. وحينما يختار الشعب سلطته السياسية فعليه ان يعطيها الفرصة لتضبط إيقاع المجتمع والناس.. والبحث عن قوتهم اليومي واستمراره. وإلا ماتوا من الجوع.. أما ان تتنازع عدة سلطات علي الحكم. الحكومة من ناحية. والشعب ولن أقول الشعب لأنها غير موكلة من عامة الناس من ناحية أخري. والجيش في ثالثة. تصبح المسألة بها شبهة إساءة استخدام السلطة من الكل.. لأن من حق الشعب الحائر حينها ان يطالب بسلطة واحدة تحكمه حتي يرضي عن قراراتها طواعية.. ولا يسأل: من الذي يحكم مصر؟!

* لذلك لا أعتقد ان ثورة 25 يناير العظيمة قامت من أجل هذا الغرض.. لأننا انتهينا من مرحلة الاستنفار الثوري بإسقاط النظام القديم. ودخلنا في مرحلة بناء الدولة بنظام جديد.. ومع ذلك تذكر أحدهم بأنه يجب ان نوقف البناء.. ونعود مرة أخري ودوما للاستنفار. لنحيا في فوضي!!

* لذلك أيضاً وبسبب الإساءة التي أشرت إليها. أو في العودة للاستنفار يجب تعطيل عدة وزارات عن العمل حتي يتم فصل السلطات. أو الاستقرار علي من يدير الدولة.. وأبرزها وزارتا السياحة والاثار.. لأنهما مرتبطتان بملايين يعملون بهما. وينتظران ملايين الدولارات التي يحملها السياح الأجانب من الخارج.. وطبعاً هذه الملايين منعت من الدخول بسبب الصراع الدائر الآن علي السلطة. وعلي من يحكم البلد.. ومنير فخري عبدالنور وزاهي حواس لا يستطعيان فتح بقهما.. وإلا وجدا أنفسهما في الشارع. وعليهما القبول بالخراب حتي تحل المعضلة.. هذه هي باختصار مصر يا ولاد.. حلوة الحلوات!!

* بهذه المناسبة.. الأمم لا تبني بالسياسة وحدها.. لأنها أكثر مجال في الدنيا جدلياً ويحتمل ألف وجهة نظر.. ومن يتعاطاها عليه ألا ينجز شيئاً له ولا لأسرته ولا لدينه ولا لوطنه غير "المكلمة".. التي أحياناً تؤدي إلي العناد أو الغيظ من إصرار الآخرين علي الاختلاف معك.. لذلك كنت ومازلت مصراً علي ان نشطاء العلم والثقافة والفن هم أفضل عندي من نشطاء السياسة.. أنهم لا يحملون وجوهاً متعددة ولا خلافات حصرية.. وإنما يعطون لأبنائهم وأبناء بلادهم أفضل ما عندهم.. الطاقات الحية علي اشعال النور والحضارة وايجاد صورة أفضل للمجتمع الانساني كله.

* بلد الحريات تدعو للحريات في العالم العربي.. وتمنع الحرية وتغلقها في وجه الفلسطينيين لحساب المعلونة إسرائيل.. فلسطين حرة رغم أنف الجميع وإذا كانت الدول العربية في السابق ملعباً مفتوحاً للدولة النازية.. فإنها الآن ملعب يشتعل ناراً ضد البطش والإرهاب.. من ينادي بالحرية لن يقبل بأناس مازالوا يرون في القتل راحة.. بل ويربون أولادهم علي هذه المبادئ الفاجرة!!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

07/04/2011

 

جريدة خاصة "بتهزر" مع الزعيم..وتقول كذبة أبريل:

عادل إمام بدأ تصوير "الضربة الجوية" 

فوجيء رواد مواقع النت بخبر غريب ومثير لم يصدقوه لعدم منطقيته.. حيث يقول: بدأ الفنان عادل إمام تصوير فيلم "الضربة الجوية" الذي يحكي السيرة الذاتية للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك من عام 1950 إلي عام 1981 وخطابه في مجلس الشعب بعد توليه الرئاسة. وحسبما نقله موقع "ياهووه" فقد صور عادل إمام عددًا من المشاهد الداخلية بأحد الأستوديوهات. ويركز الفيلم علي دور سلاح الطيران في حرب اكتوبر. .يتعرض الفيلم لقصة إلقاء القبض علي حسني مبارك برفقة ضباط مصريين بعد أن تعرضت مروحيتهم لهبوط اضطراري في المغرب أثناء "حرب الرمال" بين المغرب والجزائر وكانت مصر تساند الجزائر عسكريًا. وكذلك البعثات العسكرية إلي روسيا. ثم حالته النفسية السيئة بعد نكسة 1967 واشتراكه في الحرب ثم تعيينه نائبًا للرئيس الراحل أنور السادات ثم حادث المنصة وتولي مبارك الحكم. .الفيلم من تأليف يوسف معاطي وإخراج شريف عرفة. وكان من المقرر أن يقدم الممثل الراحل أحمد زكي الفيلم. محرر "الشاشة الصغيرة" سأل الفنان عادل إمام فقال: للأسف.. فوجئت بجريدة خاصة تنشر ذلك الكلام الفارغ ومعه صور وأنا في طائرة واتصلت بالمسئول عنها فقال ضاحكا دي "كدبة ابريل" علي سبيل الهزار حيث ينشرون خبرا غير حقيقي ويطلبون من القراء تحديده كمسابقة.

تساءل عادل في دهشة هل اترك تصوير مسلسل ناجي عطاالله لأصور فيلما موضوعه يعتبر أبعد من خيال أي عاقل!!

من ناحية أخري ينتهي المخرج رامي إمام اليوم من تصوير المشاهد الخاصة بالحي الشعبي لمسلسل ناجي عطاالله بمدينة الإنتاج وينتقل بعد ذلك إلي أحد الاستديوهات الخاصة بشبرامنت لاستكمال التصوير.. ويشارك عادل إمام من الفنانين الشبان محمد عادل إمام وأحمد السعدني ونضال الشافعي وأحمد التهامي ومحمود البزاوي وعمرو رمزي.

سألت رامي عن الوقت الذي انتهي من تصويره فقال "لا أحسبه ولكن أحسب عدد المشاهد فقط".

الجمهورية المصرية في

07/04/2011

 

المخرج عمرو سلامة يكتب:

رسالة لمعارضي الثورة

قامت الثورة، و كان لها من المؤيدين من الشعب المصري العدد الكافي لدعمها لجعلها ثورة شعبية لها شرعيتها الخاصة.

إفترقت وجهات النظر و نوع المشاركات مع الثورة، هناك من حفز لها، هناك من دعمها بكل ما أوتى من قوة، هناك من دعمها من خلف شاشات التلفاز، و هناك من دعمها بأضعف الإيمان، بقلبه.

و هناك على النقيض من حاول قمعها، و من حاول محاربتها، بالسلاح أو بالإعلام، أو بالتشويه و السب والقذف، و هناك من قرر أن لا يعطيها الشرعية و لم يعترف بها، لدرجة أنها بالنسبة له مجرد فوضى، وهناك من كان يدعمها و تخلى عنها في أي وقت لإنه غير من وجهة نظره.

كل الإحترام لكل وجهات النظر، و كل التحقير لكل الجرائم التي أقترفت، ليس في حق الثورة فقط، بل في حق تحقيق عدل الله على الأرض.

أكتب هذه الرسالة ببعض من الحزن و الكثير من الأمل، لتوصيل وجهة نظر لمن لم يغلق أذنه بعد، ومازال يحظى بالقليل من الموضوعية و البحث عن الحقيقة.

أكتبها لكل من يسب الثورة، أو الشباب الذين قاموا بها، أكتبها لكل من لا يعطي الثورة حقها و يظنها ثورة "شوية شباب جمال نزلوا ميدان التحرير رجعولنا الكرامة" أكتبها لكل من يتسائل "هم العيال ديه عايزين إيه؟ مش كفاية كده؟" أكتبها لكل الخائفين من غياب الأمن أو على مستقبل مصر، أكتبها لكل من يظن ان الثورة تغالى أو تتمادى، أكتبها لكل من يقول "مش كل مصر ميدان التحرير".

أنا مش بكتب أقولكم إنتم غالطانين و أنا جاي أصلحلكم فكركم، أنا بكتب بقولكم إن يمكن الثورة اللي غلطانة إنها ماوصلتش وجهة نظرها كفاية ليكم عشان تفهموا وجهة نظرها، و يمكن أنا أساعد في العملية ديه لو قدرت.

مازال البعض يظن أن الثورة ديه مؤامرة، مؤامرة لقلب نظام الحكم، مؤامرة خلفها مصالح لدول أخرى، أو قوى سياسية أو حتى ورائها مصالح شخصية.

هل كمية الفساد التي كانت موجودة تحتاج لعامل محفز؟ ألم تكن محفزة بالقدر الكافي لآلاف الثورات؟ وخصوصا مع وجود إعلام مفتوح جعلنا ندرك أننا في ذيل الأمم؟ في قعر حلة الكون؟

ألم تدخل على مقاييس الفساد العالمية قبل الثورة لتدرك أنهم كلهم أجمعوا أن مصر بقياداتها في الربع الأكثر فسادا في العالم؟

أنسيت رعبك عندما كنت تتكلم في السياسة في مطعم أو بين أصدقاء أحدهم لم يتربى معك؟

ألازلت تشك أن مبارك كان ديكتاتور؟ أليس الديكتاتور هو من يقمع معارضيه و ينهي على الحياة السياسية و الإهتمام السياسي للشعب حتى لا يهدد وجوده؟ قمع كل المعارضة، عرقل معظم الأحزاب، و لبس قضايا لكل من يحاول يناطحه بأي شكل؟

ألازلت تشك أنه كان يحاول تمرير السلطة لإبنه كإنها عزبة؟ الازلت تشك أنه فشل في ثلاثين عاما في تعليم الشعب و تثقيفه أو حتى إيجاد قوته في وقت إغتنى فيه رجال أعمال مصر أكثر من رجال أعمال أوروبا؟

ألازلت تظن أنه بطل حرب لمجرد إدارته الطلعة الجوية؟ حتى لو كان بطل حرب، هل سيشفعله ذلك في كل الجرائم التي أقترفت في عصره؟

لماذا لم يستقل القضاء؟ لماذا كنت تعلم كمواطن إن حقك مش هتاخده لو رحت القسم؟ و لا لو رحت المحكمة؟ أين العدل في دولة تخاف تدخل فيها قسم شرطة حتى لو كان الحق لك، و تدرك يقينا أن المحكمة لن تقيم العدل و إن فعلت يكون عدل بطيء يساوي  الظلم بل قد يكون أقبح منه.

لماذا عاش الناس في عشوائيات و سط قيام مدن على أعلى مستوى بأسعار فلكية تباع فيها الأراضي بملاليم؟ لماذا كان خريج الجامعات لا يدري إسم وزير التعليم العالي؟ لماذا لا يعرف أكثر من تسعة وتسعون في المائة من الشعب معنى كلمة ديموقراطية أو أي مصطلح سياسي بسيط؟

لماذا أجهضت كل المشاريع العلمية و التنموية و السياسية و حتى الخيرية التي لم تأخذ ختم الحزب الوطني؟

هل كانت إحدى تلك المعلومات غير معروفة لك وقتها؟ لأنك لم تكن تهتم بالسياسة أو لإنك مش عايز تعكنن نفسك.

هل كنت تعلمها و لكنك عديم التفاؤل أو الشجاعة لمواجهتها؟

هل كنت تعلم بإستفحالها فتشارك فيها من باب إن "الدنيا في مصر مابتمشيش غير كده"؟

لو كانت الإجابة بنعم، فبقولك إن من صنع الثورة، هم من كانوا يهتمون، و يعرضون حياتهم و مستقبلهم للخطر لمجرد إعتراضهم وقتما كنت سيادتك جالس في الكافيه أو بتطمن على المرتب أول الشهر أو فوائد الوديعة.

هؤلاء منهم من أستشهد و ضرب و شم الغاز و أعتقل و أصيب وقتما كنت تتسائل "هو الشارع زحمة ليه النهاردة؟"

هؤلاء هم من قبلوا أرجل باقي الشعب ليسمعهم طوال أعوام.

هؤلاء هم أصلا أقل الفئات تضررا و يقفون وقفة حق ليأخذوا حق لمن لا يعلم أن له حق أصلا لم يأخذه.

هؤلاء من نزلوا ليطالبون برغيف العيش للفقراء بعد أن أكلوا ما لذ و طاب قبل أن يأتون للمظاهرة، ثم يضربون و يهانون و يجرون خوفا من القبض عليهم ليركب أحدهم تاكسي يقوده سائق مدقع الحال فيشتم له في شباب المظاهرات اللي موقفين حال البلد.

هؤلاء هم نفسهم من كانوا يقبلون أصابع رجل الشعب ليدرك أن كل مطالبهم مشروعة، رحيل مبارك مشروع، رحيل نظامه مشروع، دستور جديد مشروع، و مازالوا يطالبون بكل ما هو مشروع و هدفه الصالح العام، و مازال كل ما هو عام يجلس و ينتقد و في بعض الأحيان يسب و يلعن و يتهم أيضا بالعمالة و الخيانة لو أتاحت له الفرصه.

لكن السؤال الأعظم، لماذا تريد أن تنتقدهم؟ لماذا تحب من قلبك كل رواية تثبت خيانتهم؟

أقولك ولا تزعلش؟

يمكن عشان مش عايز تلوم نفسك، عشان مش عايز تحس إنك كنت أو مازلت سلبي، عشان الوضع العام مش مدايقك أوي على قد ما تضرر وضعك الخاص مدايقك، عشان شايف إن رأيك إستحالة يكون غلط، عشان الإعتراف بالغلط محتاج شجاعة كبيرة، عشان وضعك الخاص ما تضررش بالفساد، بل يمكن إستفاد منه، فلو رجع الوضع لما كان عليه مش هتدايق قوي يعني... بيس.

عشان كنت شاطر في إنك تلوم الشعب على فقره و جهله و عدم مقدرته على الإيجاد القوت و العلاج، بأسباب مثل "ما هو شعب وسخ مش عايز يتعلم" ، "ما هم اللي بيخلفوا كثير"، "ما هم اللي مش عايزين يشتغلوا".. ما هم.. ما هم.. مش أنا.. مش أنا.. إلخ إلخ.

مش ده نفس الشعب الي إشتغل لما أتيحت له الظروف في الماضي؟ أو لما بيسافر برا؟ و مين اللي وصلوا لكده؟ مين اللي سابوا؟ مين اللي ماعرفش يحل مشاكله؟ سيبك بقى، مين اللي شاف كل ده و سكت؟ مين؟ هه؟

طبعا إنت عارف الإجابة، بس إنت لو مالمتش الشعب هتضطر تلوم نفسك إنك مش بتقف و تيجي على نفسك، و تخاطر عشان تاخدله حقه، و تعارض الحكومة اللي عاملة فيه كده.

الإنسان لو حب فكره، و حاسس إن الفكرة ديه هتريحه و تنيمه الليل بدون تأنيب ضمير، هيستثمر فيها، و يحاول يدور بميكروسكوب على كل الدلائل اللي تأكد الفكرة ديه، إن كانت إن الشعب هو اللي وسخ ويستحق مبارك، أو إن كانت إن كل من كان ليس مثلهم و سكت و تجرأ و طالب بالتغيير هو شرير و له مصالح أخرى، هو أحسن مني يعني؟ ما أنا ساكت أهه..

عندما تجد ثورة وقف لها العالم إحتراما و تبجيلا و لا ينتقدها إلى هؤلاء المصريين اللي معظمهم الثورة قامت أصلا عشانهم، فإنه شيء فعلا مخزي و محزن.

نفسي كل من ينتقد الثورة و شبابها و الناس اللي تعبوا عشانها ضميره يبدأ يأنبه، مش لازم يشارك، مش لازم يشهر سيفه و يحارب من أجل الحق، بس على الأقل مايحاولش يستثمر في أي فكرة تحاول تشويه الثورة أو من قاموا بها.

و إعرف كويس، لو كان إبنك إتضرب من ظابط زمان و جه يعترض لقى في جيبه بقدرة قادر حتة حشيش، لو كان مصنعك إتقفل بسبب ظلم الإحتكار و فلست و فكرت في الإنتحار بعد قتل أولادك عشان مايموتوش من الجوع، لو كان ليك قضية ماتنفذش حكمها، لو كان إبنك مات و هو نازل يطالب بحقه المشروع، كان زمانك دلوقتي في ميدان التحرير، و لو ده ماحصلكش فده ماحصلكش لسبب من إثنين، صدفة كونية و حظ مطلق، أو لإنك كنت في طرف الظالم الفاسد اللي أوقع الظلم ده عن الناس.

التاريخ بيتكتب دلوقتي حالا و إنت قاعد تقرا الكلام ده، قدامك حل من إثنين، يا تمسك قلمك و تعمل اللي يريح ضميرك، يا تشتم و تشوه و تنتقد، و التاريخ هيفتكرك و لما تموت هتقف قدام رب هيحاسبك ولما تيجي تتحجج قدامه بالحجج اللي إستخدمتها كمنوم، أكيد أكيد.. هيكون فاقسك.

ودلوقتي أسيبك، ليك، و لضميرك.

الدستور المصرية في

07/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)