حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

طليعيون فـي السينما الفرنسية

ابتسام عبد الله

باستطاعة فرنسا، مع بعض الإنصاف، القول إنها قد اخترعت الفكرة الكاملة للسينما. ويتفق مؤرخو السينما على ان فيلم،"وصول القطار إلى المحطة"، وطوله 50 ثانية، ومن إخراج الإخوة لومير، هو أول ما عرض على الشاشة، وكان ذلك في عام 1895، الذي يعتبر تاريخ مولد السينما في العالم.ويعتبر جورج ميليش، من أوائل المخرجين المعروفين في العالم، وفيلمه،"رحلة الى القمر"، 1902،يعتبر عالمياً أول فيلم من نوع الخيال العلمي وعلاقة بارزة في ميدان المؤثرات الخاصة. وفي الوقت نفسه نجد أليس غي بلاش وليون غومونت، المنسي حالياً، قدما أفلاماً تعتبر الأولى في مجال سينما المرأة.

أما فيلم،" نابليون" وطوله 6 ساعات، فيعتبر الانجاز الكبير في تاريخ السينما الفرنسية، سلسلة من أفلام أخرجها إيبل غريس، عن تاريخ وسيرة حياة نابليون في عام 1927، وقد بذل المؤرخ السينمائي كيفن براونلو، جهداً كبيراً في حفظ 330 دقيقة منه. ولا يمكننا نسيان المخرج البلجيكي المولد جاك فيدير وعمله الكبير"الاطلانطيد"، عام 1921 و "وجوه الأطفال"- 1925، ثم جاءت موجة من الأفلام الوثائقية القصيرة قبل وبعد الحرب العالمية الأولى، ومن أهمها الفيلم الذي اشترك في إعداده كل من بونويل وسلفادور دالي عن الأندلس- 1929، وأخرجه انطوان آرتود.

وفي خلال تلك العقود من الزمن تفجرت المواهب في ميدان السينما الفرنسية. إذ قدم الكاتب المسرحي مارسيل باغنول للسينما بعد إعدادها بشكل مناسب، ومن أهمها:

ماريوس،فاني(1932) وأخيراً القيصر (1936) التي أخرجها بنفسه. وجاء بعد ذلك رينيه كلير مع فيلمه الموسيقي،"تحت سماء باريس"، ولكن المرحلة المهمة التي برز فيها طليعيون ينتمون الى "الواقعية الشعرية"، ومنهم فيغو، جان رينوار، جوليان دوفيفير ومارسيل كارن، وقدموا أفلاماً ما بين عام 1934-1939، بل ان فيلم كارن،"أطفال الجنة"، أُخرج في مرحلة الاحتلال النازي لفرنسا- عام 1945.
والاضطراب الذي ساد فرنسا بسبب الحرب، خلق مرحلة برز فيها الطليعيون من الفنانين والكتاب والشعراء، ومنهم جان كوكتو، وفي تلك المرحلة أيضاً ظهر العديد من النقاد الراديكاليون سياسياً، وفي مقدمتهم اندريه بيزين، وقد أدى عمل أولئك النقاد إلى النجاح المدوّي للموجة السينمائية الفرنسية الجديدة التي ازدهرت في الخمسينات، نقاد من أمثال فرانسوا تروفو، غودار وشابرول قاموا بتحويل أفكارهم الى شاشة السينما مباشرة."الـ400 ضربة لتروفو- 1959"، و "بلا أنفاس" لغودار- 1960، كانت طليعة الموجة الجديدة التي ارتبطت معها أسماء لامعة أخرى ومنها آلان رينيه، اغنس فاردا، جاك ديمي، لوي مال، إيريك روهر، وأخيراً ميلفيل، الذي اخرج ثلاثية من أفضل أفلامه في نهاية الستينات وهي:

ساموراي-1968، جيش في الظل- 1969 و الدائرة الحمراء- 1970.

وبعد ان طبعت الموجة الجديدة بصمتها على السينما الاوروبية وبعدئذ على هوليوود في أواخر الستينات، بدأت تلك الموجة بالتلاشي أخيراً، مع بروز أسلوب آخر وهو"سينما التعبير"، في أعوام الثمانينات ومن روّادها: جان جاك بينيه، لوك بيسون وليوس كاراس.

أما في التسعينات فقد عادت الى السينما الواقعية، وعلى الأخص مع ماثيو كاسافيتز وجان بييرجونيه.

عن/ الغارديان

المدى العراقية في

07/04/2011

 

"الخيال" لكاميران بيتا سييحصد الجائزة الأولى فـي المهرجان لأفضل فيلم

بشار عليوي/ الحلة 

اختتمت في مدينة الحلة الأربعاء الماضي ، فعاليات مهرجان بابل السينمائي الوطني الثاني  الذي عُقد للفترة من 28_30/3/2011 بمشاركة 24 فيلماً بضمنها 5 أفلام كُردية ، حيث احتضنت كُلية الفنون الجميلة من خلال قسم الفنون المسرحية ، فعاليات هذا المهرجان .حيث شهد المهرجان في يومهِ الأول عرض أفلام  " مازال في المصباح ضوء "  لمحمد ليث شاكر من بابل ، و" الحامل " لشيرزاد هدايت من اقليم كُردستان ، و " قصيدة " لصدام هاشم ، و" خان مرجان " لصلاح أبو سيف من قناة السومرية ، و"أم سالم " لسالم شدهان من دائرة السينما والمسرح ، و" صراخ الصمت " لأمير طه ، و " خارج نطاق الزمن " لفاضل ماهود من السماوه . وفي اليوم الثاني عُرضت أفلام " عاد الى الوطن " لمهدي أبو سيف من دائرة السينما والمسرح ، و" ذلك الرجل " لأمل جبار من بابل ، و" اللعبة " لنور علي من بابل ، و"همسات الشياطين " لباقر الربيعي من بغداد ، و" 5 دقائق" لأمين جبار من بغداد ، و" الخيال " لكمايران بيتاسي من فرقة زاخو الفنية ، و" الحدود " لياسر رعد من بابل ، و" 6 شدادت " لمصطفى فيصل من بغداد ، و" الغيبوبة " لعلي زيد من بغداد، و"  خطوات الموت" لبيشرو نبرد من كُردستان ، و"ولادة جديدة " لمصطفى محمد من بابل ، و" صرخة أم " لياسر عياد من بابل ، و"  بنا " لرفيق نوري من كردستان ، و"  مذكرات " لأمجد عبد جاسم من بغداد ، و"  الحجامة " لسعد عباس من بغداد ، و"أنتينا " لعدنان عثمان من أربيل ، و" كابوس النهار " لمصطفى حامد من بابل ، و" صحفي للبيع " لذو الفقار المطيري من بابل . أما اليوم الثالث فقد شهد حفل توزيع الجوائز على الفائزين وقراءة البيان الختامي للجنة المهرجان التحكيمية والمؤلفة من ( د. رعد عبد الجبار _ رئيساً / د. مجيد عبد العباس/ د.عمار العرادي _ أعضاء ) حيث جاء فيه ( لقد وجدت اللجنة أن جميع الأفلام المُشاركة في المهرجان تمتاز بموضوعات تمس حياة المواطن العراقي وعرضها بطريقة موضوعية وحيادية . كما وجدت المشاركة الواسعة فيه قد حققت تنوعاً في الموضوعات التي تمثل تناولاً لمجمل الحالات الإنسانية من كُردستان العراق الى أقصى جنوبه، مما يفيد في إيجاد فرصة حقيقية لتبادل ثقافي ومعرفي ) ثُم أُعلنت جوائز المهرجان وكانت كالآتي :

- جائزة أفضل تصوير ، ومنحت الأولى لفيلم " خطوات المطر " والثانية مناصفة بين " كابوس النهار " و"الحدود " ، والثالثة لـ" خارج نطاق الزمن " .

- جائزة أفضل مونتاج ، ومنحت الأولى لفيلم " قصيدة " والثانية لـ" عاد للوطن " والثالثة لـ" صراخ صامت".

- جائزة أفضل سيناريو ، ومنحت الأولى لفيلم " أم سالم "

- جائزة أفضل إخراج ، ومنحت الأولى لعدنان عثمان عن إخراجه فيلم " أنتينا " والثانية لذو الفقار المطيري عن فيلمه " صحفي للبيع " .

- جائزة لجنة التحكيم الخاصة منحت لفيلم " بنا "

- جائزة أفضل فيلم ، ومنحت الأولى لفيلم " الخيال " لمخرجه كاميران بيتاسي ، إنتاج فرقة زاخو الفنية من كُردستان . والثانية لـ" الحامل " والثالثة لـ" مازال في المصباح ضوء " لمخرجه محمد ليث شاكر ، من بابل.

المدى العراقية في

07/04/2011

 

مهرجان أبو ظبي السينمائي يفتح باب المشاركة

متابعة/ علاء المفرجي 

أعلن مهرجان أبو ظبي السينمائي عن بدء استقبال طلبات المشاركة لدورته الخامسة التي ستقام بين 13 و22 تشرين الأول 2011. يستقبل المهرجان الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة ضمن فئاته التنافسية وغير التنافسية المتنوعة.

وستحمل دورة المهرجان الخامسة بعض التعديلات في هيكلية الجوائز التي ستقدمها ضمن مسابقاتها الأربع: الأفلام الروائية الطويلة، الأفلام الوثائقية الطويلة، آفاق جديدة والأفلام القصيرة، مع المحافظة على مجموع قيمة الجوائز المقدمة الذي يتخطى المليون دولار أميركي. تعزّز الهيكلية الجديدة للجوائز أحد أهداف المهرجان الأساسية المتمثل بتقديم أعمال المخرجين العالميين والعرب جنباً إلى جنب وعلى قدم المساواة في المسابقات الرسمية.  تتيح الصيغة الجديدة للجوائز فرصة كبرى للمخرجين للفوز بعدد أكبر من الجوائز، لاسيما أن بعض الجوائز المضافة حديثاً خاصة بالأفلام العربية، فيما البعض الآخر متاح أمام كافة الأفلام المتنافسة. وتأتي هذه الخطوة لإيجاد صيغة أرحب وأكثر تنوعاً لمكافأة أعمال المخرجين بعد الرصد الحثيث لتجاربهم خلال السنوات الأربع الفائتة من المهرجان.

ومن بين الجوائز التي أضيفت إلى مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة وآفاق جديدة جائزة "أفضل منتج من العالم العربي" و"جائزة لجنة التحكيم الخاصة". تهدف الجوائز الخاصة بالمنتجين إلى تمييز عنصر شديد الأهمية في عملية الصناعة السينمائية ولفت النظر إليه، لاسيما أنه مازال غير مقدّر بشكل كامل في السينما العربية، ونقصد به الدور الإبداعي للمنتج. أما جوائز لجنة التحكيم الخاصة فتتيح للجان تحكيم المهرجان مساحة أوسع للتعبير عن رؤيتها والاحتفال بالإنجازات السينمائية.

كذلك، تأتي جائزة "أفضل منتج" في مسابقة الأفلام القصيرة اعترافاً بأهمية  المنتجين المبدعين  وبجرأتهم في خوض التحديات التي تفرضها صناعة الفيلم القصير.

وستشهد مسابقة آفاق جديدة التي تم إطلاقها عام 2010 للأعمال الروائية والوثائقية لمخرجين في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية، بعض التعديلات، حيث ستقتصر على الأفلام الروائية فقط، بهدف إفساح مجال أكبر للمزيد من الأعمال السينمائية الروائية لمخرجين جدد عالميين وعرب.  وستحتفظ الأفلام الوثائقية الأولى والثانية لمخرجيها بمساحتها في مهرجان أبو ظبي السينمائي حيث خصص لها جائزة "أفضل مخرج وثائقي جديد" ضمن "مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة".

أما القسم المخصص بقضايا البيئة "ما الذي نرتكبه بحق كوكبنا؟" فسيفتح المجال أمام الأفلام المشاركة فيه للتنافس على جائزة بقيمة 15000 دولار أميركي تمنح الفيلم الذي يبرهن عن قدرة عالية على توسيع وعي الجمهور بالقضايا البيئية.

وفي سياق متصل، ستقدم مسابقة أفلام الإمارات للأفلام القصيرة من الإمارات العربية المتحدة  ودول مجلس التعاون الخليجي مجدداً عدداً من المواهب السينمائية الرائدة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج مع مجموعة من الجوائز التي تهدف إلى دعم النمو المستمر لصناعة الأفلام المحلية.

بينما تحمل فئة عروض السينما العالمية مجموعة مختارة من أبرز الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة المنتجة حديثاً في العالم، حيث ستتنافس على "جائزة الجمهور" (50,000 دولار أميركي) مسلّطة الضوء على أبرز إنتاجات السينما في العالم.

وكما في كل عام، ستتضمن فئة برامج خاصة أفلاماً مستعادة أو مرممة، إلى جانب برامج ومحاضرات منسقة خصيصاً بالمهرجان، تركّز على أبرز الاتجاهات والتيارات في السينما العالمية اليوم.

هذا ويستقبل أيضاً "سند"، صندوق مهرجان أبو ظبي السينمائي لتمويل الإنتاجات السينمائية في مرحلتي "التطوير" و"الانتاج النهائية"، طلبات الحصول على المنح لغاية تاريخ 1 تموز/يوليو 2011.

المدى العراقية في

07/04/2011

 

تحولات السرد الصوري

حسين السلمان 

كثيرا ما تستوقفنا في العملية الإبداعية للسينما التحولات التي تطرأ على النص الأدبي عندما يدخل ضمن تفاعلات السرد الصوري ومتطلباته التي تحتاج الى دقة متناهية في التعامل معه باعتباره حالة انبعاث جديدة تتخذ من ذاتها مسارات خاصة قد تتقاطع او تتخذ منحنى آخر نحو اتجاهات وطرق مغايرة عما عليه في النص الأدبي (سواء جاء هذا النص للسينما مباشرة ام انه جاء من الشعر او المسرحية او الرواية). وهذا ما نطلق عليه مصطلح الاعداد او الاقتباس ، وهو ليس بجديد على السينما لان غريفت في اوائل القرن الماضي اقتبس من ديكنز كما هو الحال عند ايزنشتاين الذي بنظريته المونتاجية استفاد من تكنيك السرد الروائي من ديكنز ايضا، مثلما فعل العديد من كبار السينما باعتماد أفلامهم على كتاب كبار مثل موباسان، نوريس، همنغواي، دستوفسكي، بلزاك، ستندال، تولستوي وصولا الى آلان روب غرييه ، توماس مان  وغيرهم . هنا أشير الى ما كتبه المخرج والنظر السينمائي الكبير (جون هوارد لوسون)ليس ضروريا تقديم مقارنة مثيرة بين الأعداد السينمائي والرواية. فالنقطة الأساس هي ان كليهما من أعمال الفن منفصل احدهما عن الآخر ،لكل منهما وعيه المتميز ووجهة نظره..لا يمكن لإحساس الرواية بالماضي وبالمشاعر وبالتذكر وبانفعالها الذاتي وقوتها الوصفية والتحليلية ،لا يمكن ان تتحول موضوعيا الى السينما كلمة مقابل كلمة ، مشهدا مقابل مشهد،وبالطريقة التي يترجم بها كتاب ما الى لغة أخرى)، ومن جانبنا نرى ان الفرق بين نمطي التعبير قد تم إدراكه، إذن يصبح ممكنا تحليل الإسهام الكبير الذي يمكن ان يقدمه احد هذين الفنين الى الآخر، ان قيم المسرح والرواية توحي بقيم مماثلة يمكن تحقيقها بلغة سينمائية ، لان مشكلة السينما اليوم هي أساساً مشكلة مواجهة المحاكاة العقيمة للاشكال الاخرى ، لكي تستطيع السينما ان تصبح اداة اكثر قوة وحساسية . فإبسن يرى ان الكلمات هي المفتاح لصراع الإرادة ، في حين يرى انطونيوني ان الكلمات محاولة محبطة للتخفيف من اسى القلب . هذا يثير جدلا بين انفعال الكلام وبلاغة الحركة البصرية التي يمكنها ان تتقاطع مع الكلمات.

التجربة المطروحة الآن هي الأولى من نوعها التي تناقش المفاهيم الاحترافية التطبيقية السينمائية وتحولاتها من الفكرة مروراً بالمعالجة والسيناريو الأدبي الى الدوكوباج الذي نطلق عليه تسميات عديدة مثل: السيناريو الإخراجي او التنفيذي وجميعها تعني الجهد الإبداعي الذي يقدمه المخرج لصياغة السيناريو بسرد صوري معتمدا على جملة من الوحدات البنائية التي تدخل في تركيبة النص الإخراجي، وهي انعطافات كثيرة جداً، ويبقى التفكير بها شيئا ضروريا من اجل خلق تحولات تقود الى عوالم  تنعطف هي الأخرى لتكشف عن ارض جديدة تدعونا للحفر فيها بحثا عما هو مجهول، وهذا هو السر الكبير للسينما، حيث تجعلنا نمضي من مجهول الى مجهول كي نتحرر وندخل عالم التغير الذي يجب ان يرافقنا دائما.

منذ درست السينما كطالب كنت ابحث عن كتاب تطبيقي عن الإخراج السينمائي، كيف يتفاعل مع النص،ما هي المتغيرات، كيف يصنعون الإيجارات ، الاستعارات، الرموز..وظلت عملية البحث تنمو مع نمو العقل والتجربة ، لذا قررت صناعة هكذا كتاب بعد ما يقارب اربعين سنة لأطبقها بشكل حرفي على فيلم أقوم حالياً بكتابته وإخراجه إلى وزارة الثقافة بعنوان بدأ بـ(تأويلات) ليتحول طبقا لاستقراءات سينمائية الى(ليلة حب).

لقد كانت فكرة الفيلم مندرجة ضمن سياقات الفهم العام ، فهي تستند الى هدف عام وهو ان الاستبداد والقمع أداة تدميرية للوعي الإنساني. هذه فكرة عامة تحتاج الى توضيح مدارات معينة لتحديد منطلقاتها، لذا بدأ البحث أولاً عن خاصية محددة واضحة، فأوجدنا تغيراً في الكلمات الأخيرة فتحولت الى تدمير الوعي الإبداعي ، التغير هذا يقودنا الى تركيبة جديدة لبنائية القصة ، فالكلمات هنا أدبية علينا ان نصهرها بقالب قصصي اولا ، وهذا يتطلب مهمات إضافية منها: خلق أسلوب، شخصيات وأماكن إضافة إلى ما متعارف عليه في الكتابة الأدبية من حدث وعقدة وحبكة وصراع  وغيرها.

الكلمة هنا في النص الادبي سيدة الموقف، فهي تقرر وهي تفرض ما يلائمها.. الآن بدأ الصراع ما بين الادب والسينما . لنأخذ هذا المثال/ جاء في النص الادبي(باب تئز بانتظار من يرفع صدأ السنين عنها) لتحويل هكذا عبارة الى صورة شيء مستحيل ، لذا لجأنا الى خلق مشهد قادر على إعطاء ذات الفكرة وضمن سياقات الفعل وذات الشخصيات لتقول البطلة زهور لحبيبها الغائب (سعيد شباجك زنجر). هنا تظهر عدة دلالات منها: ثقل البعد المكاني ، المكان هنا ذات بعد فكري، وهناك دعوة للتغير كذلك رفض  الحال القائم الذي تعيشه الشخصية التي عبرنا عنها في النص الأدبي(من يرفع صدأ السنين عنها) هذا مثال من عشرات الامثلة.

الذي استوقفني كثيراً هو السؤال الجمالي المتعلق بالشكل الذي يحتوي هذا الفكر. إنه السؤال الكبير الذي يعيشه المؤلف ما قبل الكتابة ، لأنني مقتنع بقدر تجربتي المتواضعة ان كل النتاج الأدبي يتمظهر في مرحلة ما قبل الكتابة، فهناك في هذا الزمن الممتد ما بين احتدام الفكرة في العقل الى اندلاع شرارة الكتابة هو الزمن الذي تتجلى فيه إبداعات الكاتب .

بين كتل تلك الحركات الجنونية بدأت البحث عن الشكل الذي يتآلف مع هذا الفهم الذي يحتويني كالبحر، فوجدت الشعر اقرب الأشكال وأنضجها. لم يكن الشعر بعمومه، بل كان بحثا محدداً بقوانيني الخاصة طبقاً لحالة التشابه ما بيني وبين الشعر ، وما بين الفكرة والشعر ،بل قفزت الى الاعلى كثيرا لأصل إلى التنافر ما بينهما لخلق تصادم بين الأفكار وصولا إلى فكرة شاملة هي حركة الفعل داخل ذهن المشاهد.

وتلاحقا مع القراءات ( أقصد ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه وتجربته في اختصاصه) برزت عملية غاية في التعقيد البحث عن سرديات المتطابقات والمتنافرات. فتجمعت نصوص شعرية كثيرة ولأجيال مختلفة حتى رست سفينتي على شاطئ شاعر واحد انقله من صورة لأخرى طبقاً لشكل الفعل الذي أريد.

في هذه المرحلة يشتد الصراع، فالاختيارات الشعرية قد تكون مقطعا او بيتا من هذا القصيدة مترادفا مع مثيلاتها من قصيدة أخرى قد تختلف في الوزن وفي القافية لان السينما تريد ما يتحول الى صورة قادرة على توصيل فكرتها، للشعر صولته في تقرير مسارات العمل الفني، كما للسينما دورها في توظيفه لمتطلباتها. المعادلة تلك تدفع بنا الى حفر عميق في الشعر لاستخراج صورته، لأنه صوري أيضاً ، بما يتوافق او لا يتوافق مع المتطلبات الفنية التي تعتمدها السينما لأنها في عصر ازدهارها التكنولوجي الكبير الفارض هيمنته في السينما المعاصرة .فالحفر العميق يطغى على التفعيلة وقد يدمرها، أحياناً يتجاوز على الوزن ليمزجه مع وزن آخر ، ربما دندنة الكلمات تتنافر ، لكم الصورة تلغي كل تلك التجاوزات بحكم انها مجموعة أفعال متنوعة تدخل في بنائها وفي تركيبها وتفكيكيها اللغوي والصوري.هذه الخاصية تنفرد بها الصورة لطبيعة السرد الصوري الذي يأتي ضمن سلاسة حركة الزمان والمكان طبقا لتحدياته الأولية وهي: صراع سمعي ـ بصري، تجسيد العلاقات الزمانية ـ المكانية، المقدمة المنطقية، تتابع وذروة الحدث وتعبيره النهائي

المدى العراقية في

07/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)