حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

العائدون من الموت

قيس قاسم

3 قصص بحبكة واحدة

كلينت ايستوود أخرج أكثر من ثلاثين فيلما آخرها «الغالبون» الذي تدور أحداثه حول الرئيس الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا ونضاله من أجل بناء دولة لاعنصرية، يشعر فيها الجميع، بيضا وسودا، بانتمائهم اليها، من خلال لاعب أبيض قاتل في سبيل وصول منتخب بلاده الى نهائيات تصفيات بطولة العالم في الركبي. قام بدور البطولة الممثل مات دامون، واليه اسند ايستوود بطولة فيلمه الجديد «الحياة ما بعد الموت» والاختلاف بين الفيلمين كبير، بل ان الأخير لا يجتمع اسلوبه مع بقية أعمال ايستوود التي اتسمت بالوضوح وقلة الغموض، وبخلاف «الحياة ما بعد الموت» فهو مليء بالأفكار الفلسفية الملتبسة والانكسارات النفسية.

سيناريو الفيلم كتبه بيتر مورغان صاحب «الملكة» و«فروست/نيكسون»، وفيه يقترح ثلاث قصص تقع أحداثها في مناطق مختلفة من العالم ويرتبط أبطالها في ما بينهم بخيط رفيع، لامرئي، قد نسميه الموت أو «الحياة ما بعده»، فكلهم اجتمعوا مع الموت في وقت ما وعايشوه من قرب، ومع هذا فهم ينشدون الابتعاد عنه نحو الحياة، وربما لهذا السبب قادتهم مصائرهم الى أن يتلاقوا في مكان واحد بعد صراع داخلي طويل ومرير خاضه كل منهم.

وضع مورغان لكل شخصية قصة خاصة بها وترك ايستوود يشتغل عليها باسلوبه الخاص. فالصحفية الفرنسية ماريا (الممثلة سيسيل دي فرانس) واجهت الموت عند أحد السواحل الآسيوية أثناء اعصار تسونامي. لقد ماتت لثوان عدة وبفضل مساعدة آخرين كانوا قريبين منها عادت الى الحياة. تجربة الموت والعودة منه دفعتها الى التفكير: كيف يشعر المرء في لحظة الفراق وما هي أخر الأشياء التي يراها؟ وهل يمكن للمرء وصفها بعد أن يعود الى الحياة؟ كل هذه الأسئلة وما صاحبها من قلق وخوف أثرت سلبا على حياتها العملية والعاطفية الى درجة اضطرت معها الى الابتعاد عن مهنتها كصحفية تلفزيونية والتفرغ للكتابة حول التجربة الغامضة بدلا من وضع كتاب حول احدى الشخصيات السياسية الفرنسية كما كان يأمل منها الآخرون.

على المستوى البصري تميزت تجربة ماريا في تسونامي بتصوير فيه الكثير من الجمال والمؤثرات التقنية جعلت منه واحدة من المشاهد السينمائية النادرة لحدث سجل في بادئ الأمر  بكاميرات الفيديو التلفزيونية، ونقل كخبر ووثيقة شاهدها العالم فيما بعد، لكن نقله الى السينما على يد ايستوود جاء مختلفا عن الحدث الواقعي نفسه، من حيث قوة تعبيره الدرامي بمعونة الممثلة سيسيل دي فرانس. بعد ماريا يذهب بنا السيناريو الى الشخصية الثانية، الى جورج (الممثل مات دامون) في شقته وهو يرفض بقوة مشروعاً اقترحه شقيقه ويهدف الى فتح مكتب خاص به يقرأ فيه للناس مستقبلهم وماضيهم، خصوصاً وانه يتمتع بقوة فوق طبيعية تؤهله معرفة مستقبل كل من الذين يلتقيهم بمجرد النظر الى كفيه. ليس مستقبله فقط بل علاقته بالموت سابقا! كان رفضه نابعا من العذاب الذي يشعر به، وهو يصاحب الموت في كل لحظة، ولهذا اختار العمل في حقل البناء بدلا من قراءة مستقبل الناس كي يتجنب الاحتكاك قدر المستطاع بشبح الموت المخيف، ومع هذا كان يضطر أحيانا لقبول بعض الطلبات مجانا وكان يندم على ذلك لأنه كان يريد التخلص من صحبته البغيضة.

المحور الثالث تجري أحداثه في لندن وبطلاه الطفلان التوأم ماركوس وجيسون، اللذان كانا يعيشان حياة قاسية في ظل أم مدمنة على المخدرات، تطلب في احدى المرات من جيسون الذهاب الى الصيدلية لجلب عقاقير لها وفي الطريق يتعرض لحادث سير، يموت على إثره. موته زاد من

شعور ماركوس بالوحدة ولهذا سعى ليل نهار الى ملاقاة أخيه أو نصفه المفقود. لقد أخذ الموت منه شقيقه وهو يريد استعادته. كان يشعر بفراغ هائل ولهذا حاول مقابلة من يعرفون بهذه الأمور، وكان جورج واحدا من الذين تمنى اللقاء بهم خصوصاً وانه قرأ على احدى شبكات التواصل الإجتماعي عن قدرته على معرفة القدر وتجلياته المحتملة. في لندن جمع ايستوود المحاور الثلاثة في معرض للكتاب حيث جرت مراسم توقيع كتاب ماريا الجديد عن الموت. حاسة جورج الداخلية دفعته بقوة غامضة الى التعرف الى الكاتبة والطفل طلب بدوره من جورج مساعدته، وفي النهاية اجتمعوا كلهم ومضوا سوية، وإن بدرجات متفاوتة. جورج صار صديقا لماريا والطفل ماركوس استعاد توازنه النفسي بعد لقاءات طويلة مع جورج.

ومع كل المهارة في الكتابة والاخراج يتولد شعور عند المشاهد بأن الفيلم لم يشبع موضوعه الرئيس بحثا، خصوصاً وأن أحداثه قد أخذت طابعا دراميا عاديا، ركزت مجرياتها على الأشخاص لا على الثيمة نفسها، فحدث شرخ في البنية الأساسية للفيلم. ويبدو أن ايستوود لم يتمكن من قراءة نص مورغان بما يكفي فانسكب الماء من راحتيه، كما يقال، وحتى مورغان نفسه بدا وكأنه قد تورط في تناول موضوع لم يتحمل الغوص فيه عميقا، فعاد مسرعا الى الفعل الدرامي، تاركا الأبعاد الفلسفية وفكرة الموت هامشية تسبح على ضفاف الأحداث وتجري قريبة من تخوم الشخصيات نفسها. أما الاعتراف بقدرة ايستوود في تحريك كامرته وممثليه بطريقة بارعة فأمر مفروغ منه، خصوصاً وأن ممثليه أجادوا أدوارهم بمن فيهم التوأم فرانكي وجورج ماكلارين، لكن في النهاية علينا تقييم الفيلم ككل من دون تجزئة، ووقتها يصبح لزاما علينا الاعتراف بأن «الموت ما بعد الحياة» لم يأت في مستوى أفلام كلينت ايستوود السابقة رغم  فكرته المثيرة والغامضة.

كائن من الفضاء الخارجي

كوميديا رائعة من اخراج كريج موتالا، يختلط فيها الواقعي بالخيال العلمي والرومانسية الهادئة، بطلها كائن من الفضاء الخارجي أطلقت الطفلة التي عثرت عليه اسم «بول». ملامح بول تذكرنا بـ«أي.تي» بطل فيلم ستيفن سبيلبيرغ الشهير. ملامح الشبه الخارجي ليست نفسها ملامح «بول» الداخلية ولا شخصيات الفيلم الرئيسة. هنا نحن ازاء فيلم ينتمي الى الواقع بقوة ويدخل الطرف الخيالي فيه بالقوة نفسها، ولهذا يشعر المشاهد أن بول (صوت ستيث روجين) ينتمي الى بني البشر بسبب من طبيعة شخصيته التي بدت عادية لكن بمظهر مختلف. والمثير للطرافة ان الشخصيتين الرئيستين غريم ويلي (الممثل سيمون بيج) وكليف غولينكس (الممثل نيك فروست) ظهرتا أكثر غرابة من بول نفسه، ربما بسبب عملهما في حقل الابداع والخيال، فهما جاءا في العام 1974 الى الولايات المتحدة من اسبانيا لزيارة المواقع الشهيرة للشخصية الخيالية (أوفو) لغرض إستلهام أفكار جديدة منها تعينهم على كتابة ورسم شخصيات مثيرة في مجلتهما المختصة برسومات الأطفال المتسلسلة.

كان يمكن لزيارتهما أن تجري بهدوء وفق ما خططا له لكن أحداثا طارئة ومفارقات دفعتهما للمواجهة مع شخصيات عنيفة فكان لا بد من الهرب خوفا منها. وخلال المطاردات الكثيرة التقيا بكائن غريب، فضائي الهيئة، هو الآخر كان مطاردا، لكن من قبل الشرطة الفدرالية كونه، حسب اعتقادهم، يمثل خطرا على الولايات المتحدة الأميركية كلها وقد يسبب في أذى البشرية، لكن الحقيقة تشير الى أنه كائن مرح ومسالم وهذا ما لمسه الفنانان بنفسيهما، ولهذا السبب قررا اخفاءه وانتظار لحظة وصول سفينته الفضائية لتقله الى موطنه الأصلي.

علاقة بول بالرجلين وتطورها هي الحبكة التي أعتمد الفيلم عليها والتي أسست لشريط رائع على المستويات كافة التقنية والفكرية، مع مساحة واسعة للمتعة البصرية.

الأسبوعية العراقية في

27/03/2011

 

الأفلام المصرية تعدّل سيناريوهاتها لمواكبة «الثورة» 

نشرت مجلة «آخر ساعة» (23 آذار 2011) تقريراً عن أحوال السينما المصرية، والأفلام التي عمدت في اللحظات الأخيرة الى تضمين مشاهدها وأحداثها بعضاً من مجريات الثورة الشعبية في مصر من التقرير نقتطف:

أعمال فنية سينمائية يجري الاعداد لتصويرها ضمن اجندة الموسم السينمائي الجديد. الكثير من المنتجين والمؤلفين وكتاب السيناريو والمخرجين يسعون للاستفادة من احداث ثورة 25 يناير، اما بادخالها ضمن الأعمال التي لم يتم تصويرها او في الأعمال التي بدأ تصويرها قبل فترة، عن طريق اضافة مشاهد تتضمن تمجيداً للثورة واظهار الدور البطولي لافراد وجموع الشعب من رواد الثورة في شخص نجوم العمل السينمائي. وبالفعل تم الاتفاق بين المنتجين وباقي كتيبة صناع الأعمال الفنية من مؤلفين ومخرجين على ادخال هذه الأحداث مؤقتاً لحين البدء في كتابة أعمال جديدة للثورة وحدها.

فيلم «مركز التجارة العالمي» وهو من تأليف ناصر عبد الرحمن وبطولة منة شلبي ومحمود حميدة وباسم سمرة، والذي يتناول تجارة الأجساد والدعارة والعالم السفلي الذي يتحكم في هذه التجارة.. اتفق مخرجه مع المؤلف على اضافة أكثر من ست دقائق لأحداث الفيلم لاظهار اهداف ثورة 25 يناير وتأثيرها في القضاء على كل أنواع الفساد والسعي لتحقيق العدالة والديموقراطية بمصر. الفيلم من اخراج يسرى نصر الله.

فيلم «الفاجومي» الذي يقوم ببطولته خالد الصاوي ويجسد فيه شخصية الشاعر أحمد فؤاد نجم ومواقفه السياسية من الأحداث داخل مصر والوطن العربي، يتردد انه في غضون ساعات قليلة قبل الانتهاء من تصوير أحداث الفيلم تم تعديل سيناريو العمل بحرفية شديدة لمؤلف الفيلم ومخرجه عصام الشماع ليواكب أحداث الثورة والمتغيرات التي طرأت على ساحة المجتمع.

الفيلم السينمائي الجديد «صرخة نملة» لخالد يوسف تعرض لسلسلة عوائق رقابية لكنه نجح في التعرض بجرأته المعهودة لقضايا سياسية واجتماعية أضاف لها أكثر من عشر دقائق لأحداث الفيلم وربط فيها العمل بأحداث ثورة 25 يناير وشهداء الثورة واضاف مشاهد لخطابات الرئيس مبارك حتى التنحي وصور كثيرة للاعتصامات والاحتجاجات الشعبية على الأوضاع بمصر كما قرر ان يكون مشهد الختام من ميدان التحرير وسط ملايين البشر هناك.

استأنفت المخرجة مريم ابو عوف تصوير فيلمها السينمائي الجديد «بيبو وبشير» بعد استقرار الأوضاع وانتهاء الثورة باستديو المغربي. حرص ابطال الفيلم ـ منة شلبي وعزت ابو عوف وصفية العمري ومنى هلال والمخرج محمد خان ضيف شرف الفيلم وكل موظفي الشركة على رفع الاعلام المصرية لتصوير بعض اللقطات تعبيراً عن فرحتهم بالثورة ونجاحها.. وذلك بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً في أول يوم تصوير بعد الثورة على ارواح شهداء ثورة 25 يناير ـ ويذكر ان مؤلفي الفيلم هشام ماجد وكريم فهمي قاما باضافة مشاهد كثيرة من أحداث ثورة 25 يناير والمظاهرات في الشوارع ومختلف المحافظات وذلك بالاتفاق مع المخرجة مريم أبو عوف خلال احتفالها الخاص بالفيلم داخل ستديو التصوير.

اتفق اكرم فريد مخرج الفيلم السينمائي الجديد سامي اكسيد الكربون مع مؤلفي الفيلم سامح سر الختم ومحمد نبوي وعلاء حسن على اضافة عدة مشاهد من قلب الأحداث لبعض المظاهرات المليونية في أيام الجمعة ومنها جمعة الغضب وجمعة الرحيل.

ويسعى المخرج فخر الدين نجيدة لاضافة مشاهد للمظاهرات المليونية من قلب الأحداث بميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير بفيلمه الجديد «رالي» خلال مرحلة مونتاج الفيلم الذي تدور أحداثه حول شخصية فتاة جميلة تعيش قصة حب مع شاب يعاني من الاحباط بسبب الظروف الاقتصادية.

وبناء على طلب بطل الفيلم أحمد عيد فقد اتفق مع مؤلف فيلمه الجديد «لف وارجع تاني» محمد الكوتش على تأجيل بدء التصوير لحين تجهيز مشاهد من ثورة الشباب والشعب في احداث 25 يناير ووضعها في سياق الأحداث.

وعلى الجانب الآخر هناك مجموعة من الافلام سيتم البدء في تصويرها بعد اضافة احداث ثورة 25 يناير لسياق احداثها بناء على طلب البطل ورؤية المخرج والمؤلف من هذه الافلام «ديفليه» وعلامة موت وشبكة المزاج وفيلم لا مؤاخذة للمخرج عمرو سلامة الذي ينتظر موافقة الرقابة بعد طلبهم لتعديل السيناريو وفيلم «هز وسط البلد» للمخرج محمد ابو سيف وفيلم أنا بضيع يا وديع.

المستقبل اللبنانية في

27/03/2011

 

مشاكل الأفلام ظهرت:

المنتج هشام عبدالخالق: ملايين مجمدة في الأفلام بسبب الثورة

القاهرة ـ من محمد عاطف

أكثر من عمل سينمائي تعطل بسبب ثورة 25 يناير، وهناك ملايين مجمدة بأفلام جاهزة للعرض، وأخرى تم تصوير جزء منها ما يقرب من نصف عدد المشاهد ولم تكتمل بعد.

من المنتجين والموزعين السينمائيين الذين تعرضوا لهذه الأزمة المنتج هشام عبدالخالق الذي يقول: أول الخسائر التي تعرضت لها فيلم 'فاصل ونعود' بطولة كريم عبدالعزيز الذي عرض قبل 25 يناير بعدة أيام، وحقق خلال هذا الاسبوع ايرادات جيدة جدا بلغت 4 ملايين جنيه، وفي الاسبوع الثاني هبطت الإيرادات إلى 400 ألف جنيه، وفي الاسبوع الثالث جاءت إيرادات الفيلم 30 ألف جنيه من خلال بعض دور العرض التي قدمت الفيلم على استحياء، لأن الجمهور لم تكن لديه الرغبة في دخول دور السينما بسبب ظروف ثورة يناير، أما بقية الأسابيع فلم يحقق الفيلم أي إيرادات.

أضاف هشام: تكلفة الفيلم تتراوح بين 15- 20 مليون جنيه، وكنت انتظر تحقيق عشرة ملايين جنيه من عرضه في دور السينما والباقي من العرض الخارجي في الدول العربية.

استطرد قائلا: لم أصل إلى الرقم المطلوب من الداخل، كما أن الحالة انعكست على الفيلم بالخارج ولم يحقق شيئاً.

أضاف: فيلم 'المصلحة' الذي يجمع أحمد عز وأحمد السقا صورنا جزءا منه ولم يستكمل بسبب الثورة، وهناك فيلم 'إذاعة حب' الذي حددنا له موعد اجازة نصف العام الدراسي للعرض، ثم توقف وهو يصلح لطبيعة الاجازة اكثر من أي وقت آخر.

أشار إلى ان هناك فيلما آخر جاهزا للعرض بعنوان 'حكاية بنت' ايضا تجمد ولا يعرف متى يطرح بدور السينما، وطالما انه لم يعرض في مصر فلن يعرض في أي مكان آخر، لأن الموزعين الخارجيين يرغبون في عرض متواز بين مصر والدول العربية.

أوضح هشام عبدالخالق أن فيلم 'كف القمر' بطولة غادة عبدالرازق وإخراج خالد يوسف قدمنا له سلفة توزيع لأنه ليس من انتاجي، وانما من توزيعي وحتى الآن لم يحدد موعد عرضه بعد، وبالتالي سلفة التوزيع التي قدمتها للفيلم مجمدة حتى الآن.

القدس العربي في

27/03/2011

عن ضابط أمن اسرائيلي يتزوج مصرية:

فيلم ولاد العم 'نجح.. ولكن!'

عمار جمهور  

فيلم 'ولاد العم' الذي اخرجه شريف عرفة وقام ببطولته كريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير، تدور احداثه حول قصة ضابط مخابرات اسرائيلي يتزوج فتاة مصرية، وينجب منها طفلين، ويمضي معها عدة سنوات قبل ان يخطفها وابنيها ويجبرها للعيش معه في اسرائيل.

تبدأ المعضلة النفسية والفكرية المتمثلة في عدم تقبل الزوجة المسلمة 'مصرية الجنسية'، للواقع الجديد الذي صدمها بكل تفاصيله، والتناقض بين معتقداتها ونشأتها والواقع الجديد ومتطلباته.

يظهر العمل السينمائي تفاصيل المجتمع الاسرائيلي وطبيعة النسيج الهزيل الذي يكونه، مقارنة بالمجتمعات الاخرى. كما يسلط الضوء على الورطة الاجتماعية التي غاص بها الاحتلال الاسرائيلي في تقبله للاقليات من المجتمعات الاخرى، ولاسيما الروسية.

شكلت المادة السينمائية ارضية لحوار فكري عميق ومنطلقات اخلاقية وفلسفية، خاصة في ما يتعلق بمعالجته لفكرة تعايش الاثنيات والقوميات مع بعضها البعض في المجتمع الاسرائيلي. الصراع الداخلي في المجتمع الاسرائيلي بلوره العمل السينمائي ووصل به الى مرحلة النضوج المعرفي ليشكل بذلك حالة جديرة بالدراسة والمتابعة.

استطاع هذا العمل الذي مضى على انتاجه اكثر من عام ونصف العام، خلق صراع ثقافي ديني يفتح النقاش واسعا امام الحالة التي تناولها الفيلم، وفقا لتساؤلات جدلية تصعب الاجابة عليها. فقد اسس هذا الفيلم بموضوعيته وذاتيته لبُنى فكرية عميقة بمشهدية سينمائية عملت على تحويرها في قالب فكري يجسد رفض الكيان الصهيوني باختلاف مسمياته واشكاله، بالاضافة الى انه يسلط الضوء على عدم نقاء العرق اليهودي، لكونه امتزج بمجتمعات واعراق اخرى.

نجح الفيلم في خلق بيئة تصويرية رائعة، ولا سيما في تصوير مشهدية مدينة 'تل الربيع'، التي تعرف اليوم بـ'تل ابيب'، بالاضافة الى تصوير الحدود الاردنية الفلسطينية، وكذلك واقع التمييز العنصري الذي يعاني منه المجتمع الاسرائيلي، والمتمثل بالتمييز بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين. كما ان الفيلم نجح الى حد كبير في توصيف واقع المهاجرين الروس من استعدادهم لقبول الرشوة. ونجح في تصوير واقع المهاجرين اليهود المصريين وتعلقهم بالثقافة والموسيقى العربية.

عانى العمل السينمائي من مرض التخمة في تكوين خيالية 'الاكشن' غير المقنعة، ولا سيما في ما يتعلق بتخليص ضابط المخابرات المصرية 'كريم عبد العزيز' من ايدي المخابرات الاسرائيلية، والذي كان بحاجة الى مزيد من المعالجة السينمائية والدرامية المقنعة للجمهور، بالاضافة الى المبالغة التصويرية في بلورة فكرة التهجير، لتقلل من قدرة هذا العمل على الاقناع، خاصة في مشهدية تدمير الفلسطيني لبيته اثناء العمليات العسكرية الاسرائيلية. هذا الاجحاف السينمائي بحق الفلسطينيين غير مبرر وغير صحيح، وكان الاجدر بالمخرج العمل على تحوير هذه الجزيئية بطريقة سينمائية قادرة على ايصال الفكرة الصحيحة.

ركز العمل الفني على طبيعة الصراع الوطني بالتزامن مع الصراع الديني، ولكنه في ذات السياق لمّح الى ان الصراع الوطني قد يعلو فوق الصراع الديني، وعمل على اعادة زحزحة فكرة الولاء المصري المطلق لاسرائيل. وخلق حالة من التمرد المعنوي بصورة فريدة عبر انتصار القدرة العربية 'المصرية' على التكنولوجيا الاسرائيلية. كما عمل على صقل نفسية الجمهور بشحنات ايجابية، في محاولة جدية لاحياء فكرة الصراع العربي الاسرائيلي من جديد.

القدس العربي في

27/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)