حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ«الشرق الأوسط»: لن أنتخب عمرو موسى.. ولو كان المرشح الوحيد للرئاسة

خالد يوسف: العادلي قمع المتظاهرين في ميدان التحرير بأمر من مبارك شخصيا

سها الشرقاوي

أكد المخرج السينمائي المصري خالد يوسف على أنه لن ينتخب عمرو موسى مرشحا للرئاسة حتى لو كان المرشح الوحيد للرئاسة، مشيرا إلى تحمسه لحمدين صباحي. وقال في حواره مع «الشرق الأوسط» من القاهرة: إن جميع المبدعين والشعراء السينمائيين والمخرجين الذين بشروا بالثورة لم يتوقعوا انفجارها. وأضاف أن الثورة جعلتنا نكتشف أن الشعب المصري لديه جين وطني عظيم، وهذا الجين بدأ يترجم ويسطع على السطح. وأشار إلى أن النظام السابق لم يحذف أي مشهد من أعماله طوال مشواره بسبب احتمائه بالناس. وأوضح أن قيام حبيب العادلي بقمع المتظاهرين في ميدان التحرير كان بأمر من مبارك شخصيا. مؤكدا على أن إخراج فيلم عن الثورة الآن سيكون عملا ساذجا.. وقال: لست قلقا من «الإخوان»، وتصريحات عبود الزمر أظهرت لنا الوجه القبيح للجماعة الإسلامية، وأنه بموت عبد الناصر ماتت الزعامة وعصر البطولات انتهى.. وإلى نص الحوار..

·         هل توقعت قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني)؟

- لم أتوقع، ولم أحلم بحدوثها، لدرجة أن جميع المبدعين والشعراء السينمائيين والمخرجين الذين بشروا بالثورة لم يتوقعوا حدوثها بنفس حجم ثورة «25 يناير»، التي لا توجد ثورة شبيهة لها.

·         هل كنت واحدا من المخرجين الذين تنبأوا بالثورة في أعمالهم؟

- لا أدعي شرف التنبؤ، الفنان ليس دوره التنبؤ بما يحدث، ولكن دوره أن تكون له رؤية ينقلها من خلال أعماله وإبداعاته، لكن تحققت بعض المشاهد التي جاءت في بعض أعمالي، مثل محاصرة شباب الثورة لأقسام الشرطة، وهو المشهد الذي جسده الأبطال في فيلم «هي فوضي»، والخروج إلى الشوارع، كما جسده الأبطال في فيلم «دكان شحاتة».

·         ما رأيك في ما قيل عن أن الشعب المصري ليس لديه وعي سياسي؟

- الثورة جعلتنا نكتشف أن الشعب المصري لديه جين وطني عظيم، وهذا الجين بدأ يترجم ويسطع على السطح، بدليل أن الشعب كان يحمل شهداءه على ذراعيه ولم يرد بنفس الطريقة التي تعاملت بها الشرطة معه، حقنا للدماء. بالعكس الشعب المصري شعب متحضر، والدليل أنه بعد خطاب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك قام بتنظيف ميدان التحرير، وقام بإعادة دهان أقسام الشرطة.

·         ومتى نقول إن الثورة المصرية حققت كل مطالبها؟

- هذه الثورة أشعلت الشرارة، وهي إسقاط النظام، وبعد ذلك بناء مصر من جديد.. ولديها وقت طويل لكي تحقق مطالبها ويشهد المجتمع تغييرا في تركيبته الاجتماعية، فأي ثورة لم تنته إلا بثورة أخرى، لأنها تخلق واقعا جديدا. بمعنى أن ثورة يوليو (تموز) 1952 انتهت بثورة مايو (أيار) التي قامت في عصر الرئيس الراحل أنور السادات، فمن الممكن بعد سنوات كثيرة قادمة تأتي ثورة أخرى وتغير المبادئ التي كانت تسود في ظل ثورة 25 يناير.

·         ماذا تقصد بتغيير التركيبة الاجتماعية؟

- أقصد التخلص من الفروق بين طبقات المجتمع، حيث يوجد أشخاص يمتلكون المليارات وآخرون ليس عندهم قوت يومهم، فلا بد من التفكير في صياغة جديدة لإعادة التوازن بين طبقات المجتمع في مسألة الدخول، لأن روح ثورة 25 يناير ليست 18 يوما «روحنا ثرنا ورجعنا!!».

·         في رأيك، هل تؤثر الثورة المضادة على ثورة 25 يناير؟

- بالفعل هناك ثورة مضادة، ولكنها ضعيفة وليست لها أي قوة حقيقية، فثورة 25 يناير لن يستطيع أحد أن يؤثر عليها، لأنها قامت من الشعب المصري كله، وهو القادر على حمايتها من الخطر مهما كان حجمه، ولو شعر الشعب ولو للحظة واحدة بخطورة الثورة المضادة، فسوف ينزل إلى الشوارع دون ترتيب.

·         وماذا تقول إذن لمن هاجمك أثناء الثورة، وبالتحديد من الوسط الفني؟

- أرى أن لحظات الانتصار الكبرى ليست في حاجة للدفاع عن الصغائر، فلم أكن أفكر في من هاجمني أثناء الثورة، ولم أنشغل وقتها بالرد عليهم.

·         ألم يساورك قلق بفشل الثورة؟

- لم أكن قلقا بالطبع، ولم أخف من فشل الثورة.. لأن من يعرفني جيدا، يعرف خطواتي الثابتة. فأنا من قال لمبارك «إن الحكم مش بالعافية»، وكنت أهاجم الحكومة منذ نضوجي السياسي في الجامعة عام 1982، وحتى بعد أن أصبحت فنانا زاد هجومي وأصبحت ثابتا على مبادئي وآرائي.

·         ولماذا كان يتركك النظام السابق تهاجمه طوال الوقت؟

- من حسن حظي أنني استطاعت أن أحتمي بالناس في الشارع وأكون جماهيرية عريضة، ومن الممكن أن يكون هذا هو السبب الرئيسي، فكان النظام السابق قلقا من الاقتراب مني، فعندما كان يعترض على مشهد من مشاهد أعمالي الفنية، ويطلب تغييره، كنت أرفض وأصر على رأيي، ولذلك لم يحذف النظام السابق أي مشهد من أعمالي طوال مشواري الفني.

·         ولكن النظام السابق كان عنده جبروت، وليس من السهل أن تقول له لا؟

- كنت أتحايل على النظام السابق بذكاء، فلم أكن أتجاوز السقف المسموح به في أعمالي، حتى لا يتم منع عرض الفيلم أو منعي كمخرج، وكنت أحاول تمرير الرسائل من تحت السطور، وكنت حريصا على سؤال جهاز أمن الدولة عن سبب مراقبتي.

·         وهل أنت مع محاكمة كل رجال الأعمال التي تتم الآن؟

- أرى أن وضعهم في سلة واحدة ظلم لبعض الشرفاء فيهم، وخطأ النظام السابق أنه سهل للكثير من رجال الأعمال الحصول على أراضي الدولة، وهو نفسه من كان يحاسبهم.

·         وهل يوجد قانون ينص على محاكمة رئيس على فساد أعوانه؟

- هناك قوانين تحاكم الرئيس على أعوانه بالطبع، بمعنى أن أعوانه هم الجهة التنفيذية التي تنفذ ما يطلب منهم، فمثلا اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، عندما أخذ أمر قمع المتظاهرين في ميدان التحرير، كان القرار من فوق من الرئيس شخصيا، فأنا لا أدافع عن العادلي، ولكني أبرر طلبي محاكمة مبارك.

·         من وجهة نظرك، ما هي اللحظة التي كان من الممكن أن يعفو فيها المصريون عن مبارك؟

- لو رحل مبارك قبل مذبحة يوم الغضب، كان الشعب - وأنا أولهم - طالب بالعفو عنه، لكونه غلب المصلحة العليا على المصلحة الشخصية، لأن الشعب المصري شعب طيب وعاطفي. لكن مبارك تمادى في عناده وتمسكه بالسلطة، وفي النهاية تنحى «رغما عن إرادته».

·         هل قابلت الرئيس حسني مبارك شخصيا من قبل؟

- لم أقابله شخصيا، ولكن رأيته في جنازة نجيب محفوظ، واكتشفت أن مصر كلها كانت قائمة على شخص واحد فقط هو مبارك، وفي ذلك اليوم انتهت الجنازة العسكرية التي تقوم على 20 خطوة للأمام، وبعد ذلك جاء الحرس الخاص وأخذه بسرعة.. وبعد ذلك، وجدت الجميع متشابهين، على سبيل المثال رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف كان يبحث عن سيارته بجانبي، مثل الناس العاديين.

·         وهل كنت على علاقة بأحد أفراد النظام السابق، أو كانت تجمعك جلسات مع بعضهم؟

- بحكم العمل الإعلامي كانت هناك جلسات معهم أو منتديات عامة، ولكن لم تجمعني بهم جلسات خاصة، وذات مرة دخلت مناظرة لعلي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا)، وكان يقول إنه مستاء وغير راض عن أشياء كثيرة في النظام، ولكنه لم يفعل شيئا أو يترك مكانه، وكذلك كان د. مصطفى الفقي.

·         لكنك دافعت من قبل عن وزير الاستثمار السابق محمود محيي الدين؟

- لا محمود محيي الدين بلدياتي، وعندما خاض الانتخابات في دائرة كفر شكر كنت أؤيده، وقلت إنني سأنتخبه، ولن أنتخب مرشح الإخوان المسلمين، لأننا تربينا سويا.

·         معنى كلامك أنك قلق من الإخوان المسلمين في الفترة المقبلة؟

- لست قلقا من «الإخوان»، لأن الثورة استطاعت تفتيت الأحزاب والتنظيمات والتيارات السياسية.

·         ما رأيك في الإفراج عن المعتقلين السياسيين؟

- أنا مع فك أسر وإطلاق سراح أي معتقل سياسي، حتى لو كانت آراؤه مختلفة عني، لأن ثورتنا كانت تنادي بالحرية، فلا يجوز أن يحبس أو يقصى أي شخص، والحرية تعني أن الإنسان شيء مقدس.

·         ما رأيك في تصريحات عبود الزمر بعد إطلاق سراحه مؤخرا؟

- أرى أنه كلام عظيم جدا، فهو استطاع أن يظهر لنا الوجه القبيح لهذا التيار، وجعلنا نفهم كيف يفكرون؟ لذلك فلست قلقا من تصريحاتهم أو وجودهم، فهم لن يؤثروا على الشعب المصري.

·         هل تفكر في الانضمام لأي حزب من الأحزاب الموجودة الآن؟

- أريد أن أوضح شيئا.. إن كل الأحزاب التي قامت قبل الثورة فقدت شرعيتها بسقوط النظام، ولكن بالنسبة لانضمامي لأي حزب، فلم أفكر في هذا، ولكني بصدد مساعدة مجموعة من الشباب في عمل حزب ليبرالي ملتزم اجتماعيا، ومجموعة أخرى من الشباب أساعدهم في إنشاء حزب ديمقراطي، وهدفهم أن يكونوا موجودين بشكل قوي، وفي حالة تولي أي حزب منهم السلطة سوف أتابعهم وأنقدهم، فالفنان لا بد أن يكون ثائرا ومتمردا.

·         أنت معروف بآرائك الناصرية، لماذا لم تنضم لحزب ناصري من الحزبين الموجودين؟

- لا لن أنضم، ولو كنت أعيش أيام عبد الناصر، كنت أيضا لن أنضم إليه، وكنت سأكون على يساره، وأنقده بقوة، فإيماني بعبد الناصر جاء بناء على ما حققه أي زعيم من قبل، فبموت عبد الناصر ماتت الزعامة وعصر البطولات انتهى. فالسادات الذي جاء من بعده لا أراه زعيما، فأنا مؤمن بعبد الناصر، لأن أي خطاب من خطابات عبد الناصر كان يغير أشياء كثيرة بداخلي، بل كان يغير حكام دول، فكان العالم كله يعمل له ألف حساب، وعندما تنحى عن السلطة طالبه الشعب المصري كله بالاستمرار في الحكم، حتى المعارضون له.

·         أنت من أكثر المخرجين الذين تعرضوا للهجوم في ما قدمته من أعمال.. ما الذي كنت تفكر فيه وأنت تهاجم بهذا الشكل؟

- لم يكن عندي أمل في أن يحدث ما أعبر عنه من خلال أعمالي، وأني سأراه في الحقيقة. ويكفي لمن يهاجمني أن يعلم أنني لدي كلمة في الحياة، ولها أثر سواء بالسلب أو بالإيجاب. فمثلا جان جاك روسو، بصرف النظر عن الاختلاف بيننا وبينه، هوجم عندما توقع حدوث الثورة الفرنسية وتم طرده من فرنسا، وبعد ذلك بـ200 عام حدثت الثورة الفرنسية.. فهذا معناه أن الكلمة تبقى.

·         هل تفكر في عمل سينمائي عن ثورة 25 يناير؟

- حاليا في مرحلة تأمل وتفكير وهضم للثورة، لذلك فأنا متأن، ومعي المؤلف ناصر عبد الرحمن، فأي عمل عن الثورة الآن سيكون عملا ساذجا ومباشرا، والأفضل أن يسمى فيلما تسجيليا أو وثائقيا، فثورة 25 يناير ليست تحقيقا صحافيا أو مانشيتا.

·         ما صحة أنك تجهز لفيلم عن الثورة بعنوان «الشارع لنا»؟

- هذا الكلام عار من الصحة وليس له أي أساس، فالمؤلف ناصر عبد الرحمن كان لديه فيلم بعنوان «الشارع لمين؟» وكان يريد أن يقلب الفيلم ليتوافق مع الثورة، وتم تناول هذا الخبر عن طريق وسائل الإعلام، ولكني رفضت ذلك.

·         وماذا عن تجربتك الإعلامية؟

- انتهت ببداية ثورة 25 يناير، لأن موضوع البرنامج كان كيف نكسر حاجز الخوف؟ وأعتقد أن الثورة كسرت كل الحواجز.

·         وهل نالت إعجابك الأغاني التي تغنت للثورة؟

- لا لم تنل إعجابي أي أغنية، فهي تعبير ساذج عن الثورة، فنحن نحتاج إلى معجزة، مثل أغنية الراحل عبد الحليم حافظ عندما غنى للنكسة عام 1967 «عدى النهار» بعدها بثلاثة أيام، فكانت معجزة بكل المقاييس، وأتمنى أن تحدث الآن.

·         هل تفكر في الترشح لنقابة المهن السينمائية؟

- قبل الثورة كنت مفيدا جدا للنقابة، وكنت قادرا على مواجهة النظام، ولكن انتهى النظام وسقط. ولذلك فالنقابة الآن تحتاج إلى شاب يقود النقابة، وأرى أنني أسوأ شخص يمكن أن يتولى النقابة الآن.

·         وماذا عن فيلمك «كف القمر» الذي تم تأجيل عرضه؟

- الفيلم سوف يعرض في نهاية الشهر الحالي، وهو من تأليف ناصر عبد الرحمن وبطولة خالد صالح وجومانا مراد ووفاء عامر وغادة عبد الرازق وهيثم أحمد زكي.

·         وما هي رؤيتك المستقبلية لمصر؟

- طرح إعلان دستوري مع انتخابات رئاسية أولا، ثم تشكيل لصيغة دستورية جديدة للبلاد، ثم انتخابات مجلس شعب على أساس الدستور الجديد، وأرى أننا نحتاج وقتا طويلا لكي يحدث هذا.

·         ما رأيك في المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- حتى الآن لم يظهر الشخص الذي يوجد عليه توافق وطني، وبالتأكيد ما زال يوجد أشخاص سيعلنون ترشيحهم، لكن أنا متحمس لحمدين صباحي، ومن الممكن أن لا يوجد عليه توافق وطني، وأكثر شخص في الصورة حاليا عمرو موسى، وفي اعتقادي أنه بعد شهرين سيتغير ذلك، وأنا على المستوى الشخصي لن أنتخبه حتى لو كان آخر المرشحين، لأنه أحد أعمدة النظام السابق، على الرغم من محاولاته التميز.

الشرق الأوسط في

25/03/2011

 

شركات الإنتاج تبحث عن النجم الذي سوف «يقُش» الإيرادات في المرحلة القادمة

الفنان الأكثر ثورية ليس بالضرورة الأكثر إبداعا

لندن: طارق الشناوي 

مشاعر الناس تلعب دور البطولة في اختيار أبطال الدراما القادمة. الكل يريد أن يستغل الموقف لصالحه.. الكل يريد أن يحسبها اقتصاديا رغم أن الثورة بطبيعتها تحمل عمقا رومانسيا خياليا.. لم يمسك أحد ورقة وقلما وحدد موقفه من الانضمام إلى الثورة أو الوقوف بعيدا بناء على ما سوف يجنيه في الحالتين!! لو ألقيت نظرة على حال الدراما القادمة ستكتشف أن شركات الإنتاج تحسبها حاليا لتعرف إلى أين تتجه رؤوس الأموال، من هو النجم الذي سوف «يقُش» الإيرادات في المرحلة القادمة، ولهذا فإن القسط الوافر من شركات الإنتاج أمام الخوف من ضبابية المشهد الفني أوقفت العدد الأكبر من المسلسلات التي تعاقدوا عليها قبل 25 يناير (كانون الثاني)، وما لم يتم استكماله هبطت ميزانيته التقديرية إلى النصف، وبدأ البعض يتحدث عن نوعيات مختلفة من الأنماط الدرامية مثل السهرة والسباعية حيث تتضاءل في هذه الحالة التكلفة وأيضا المخاطرة.. قبل 25 يناير كان الموسم الرمضاني هذا العام يعتبر هو صراع الكبار، حيث إن أكثر من نجم قرر أن يقتحم لأول مرة الشاشة الصغيرة!! إلا أن أحداث الثورة غيرت الكثير من الحسابات ودفعت البعض إلى الانسحاب أو على أقل تقدير إلى التأجيل.. مثلا، تامر حسني أوقف مسلسله «آدم». وكان تامر قد رفع الرقم الذي حصل عليه إلى 35 مليون جنيه مصري، أي أكثر من 5 ملايين دولار، وهو رقم غير مسبوق في التعاقدات الإنتاجية في دراما الشاشة الصغيرة، ولكن تامر كعادته يحرص على أن يظل في مكانة بعيدة يرنو إليها الآخرون ولا يصلون إليها.. أعتقد أنه اكتشف أن أجر عادل إمام 30 مليونا فأصر أن يتفوق عليه بـ5 ملايين جنيه.. الآن تامر يدفع ثمن موقفه المتردد من الثورة وتناقضاته بين تملق مبارك ثم تملق الثورة بعد ذلك، وهو ما أدى إلى واقعة طرده من ميدان التحرير التي تم تناقلها عبر الإنترنت والفضائيات، وأصبح الحل الوحيد المتاح أمامه هو تأجيل مشروعة التلفزيوني! وإذا كان تامر لم يجد أمامه سوى التأجيل فإن هناك حلولا أخرى مثل تخفيض الأجر.. كانت الحياة الدرامية تسير في مجراها الطبيعي قبل 25 يناير، غادة عبد الرازق ترفع أجرها إلى 11 مليون جنيه مصري في مسلسل «سمارة» بعد النجاح التجاري الذي حققته في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، متفوقة على كل النجمات التقليديات أمثال يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين اللاتي توقفن عند رقم 7 ملايين، وكان أجر غادة في «زهرة» لا يتجاوز 5 ملايين.. غادة عادت إلى رقم 5 ملايين!! محمود عبد العزيز كان قد قرر العودة إلى التلفزيون بعد تردد اقترب من عشر سنوات في أعقاب عرض مسلسله «محمود المصري» الذي كان يروي حياة الملياردير المصري محمد الفايد، وجاء هذا المسلسل بعد النجاح الطاغي الذي حققه في مسلسل «رأفت الهجان»، وبالطبع كان نجاح «محمود المصري» متواضعا بالقياس للهجان فلم يشف غليل محمود.

من يعرف محمود عن قرب يكتشف أنه يتحمس في البداية للعمل الفني ثم بعد لحظات يفقد حماسه وكأن شيئا لم يكن، إلا أن عودة عادل إمام بعد غياب ربع قرن إلى الدراما التلفزيونية أشعلت بداخله الحماس لكي يعود أيضا في رمضان القادم.. كان محمود يتفاوض على رقم 15 مليونا، وأغلب الظن أن شركة «غوود نيوز» تعاقدت معه قبل الثورة على هذا الرقم، وهو نفس الأجر الذي وصل إليه يحيى الفخراني في مسلسل «بواقي صالح» الذي رشح ابنه شادي لإخراجه ليقدمه في رمضان القادم، ولكن من الواضح أن محمود ويحيى قد أرجآ المسلسلين بسبب عدم استقرار سوق بيع الدراما هذا الموسم!! يسرا كانت تستعد بمسلسل اسمه «شربات اللوز»، شركة الإنتاج التي كانت تتعاقد معها، وهي شركة «العدل غروب»، مُنيت في العام الماضي بخسارة فادحة بعد مسلسل «بالشمع الأحمر»، إلا أن دخول التلفزيون المصري كطرف في العرض على شاشته ساهم في إيجاد شركة أخرى تحمست للإنتاج لأن التلفزيون يشارك في دفع عجلة الإنتاج عندما يوافق على العرض مسبقا، وبالتأكيد فإن يسرا هي واحدة من أكثر النجمات اقترابا من أسرة حسني مبارك، وخصوصا ابنيه علاء وجمال. وعندما تغيب عن الشاشة من الممكن أن تصدر تعليمات للرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون بشراء مسلسل يسرا.. المسلسل أيضا تم تأجيله، ولكن يسرا تقدم فيلما قصيرا عن أحداث الثورة يخرجه يسري نصر الله.. كان يسري واحدا من أعلى الأصوات التي أيدت الثورة منذ بدايتها، وبالتأكيد فإن فيلمه يبارك الثورة، فهل تلعب يسرا بطولة فيلم ضد مبارك والعائلة الحاكمة وكانت هي من أقرب الأصدقاء إليهم؟! ليلى علوي أيضا تربطها صلة نسب بعائلة مبارك، حتى الآن لم تصرح بشيء يتعلق بالثورة، وكان قد وقع اختيارها على مسلسلين عدد حلقات كل منهما 15 حلقة، وهو نفس ما لجأت إليه إلهام شاهين. ومنذ العام الماضي الكل كان مستقرا إنتاجيا.. ليلى أرجأت التصوير ولكن إلهام تستكمل حاليا تصوير مسلسلها «قضية الوزيرة».. أسماء مثل خالد النبوي وخالد صالح وخالد الصاوي وهاني رمزي وغيرهم، كل منهم كانت لديه خطته الرمضانية حتى جاء 25 يناير لتعيد شركات الإنتاج النظر في كل تعاقداتها السابقة.. لا أتصور أن المنتجين تعنيهم الثورة، ولكن مكاسبهم هي بالدرجة الأولى ما يحرك بوصلة الاتجاه، كل جهة إنتاجية وضعت خطة.. عادل إمام فوجئ بدرجة لا يمكن إنكارها من الرفض الجماهيري، ومن الصعب تجاهلها، ولكن لديه أمل أن يتمكن من تخطيها.. كانت أكبر عقبة واجهته هي أن شركة «فودافون» اضطرت لإيقاف عرض الإعلان الذي سجله في نهاية العام وتقاضى مقابلا ماديا غير مسبوق ارتفع إلى 4 ملايين دولار.. وجدت الشركة أن الإعلان يأتي بنتيجة عكسية، ولهذا أوقفت عرضه في كل القنوات، أرضية وفضائية، تلفزيونية وإذاعية.. بالطبع إن إيقاف العرض حاليا لا يعني أن الإعلان لن يقدم مرة أخرى، لكن هناك ولا شك برودة في المشاعر أدت إلى أن الإعلان تحول من عامل جذب إلى عامل طرد.. ربما تفكر الشركة في تصوير إعلان آخر مستوحى من روح ثورة 25 يناير، ربما يلعب عادل دورا في أن يزيح حالة البرودة التي رأيناها بقوة بينه وجمهوره بسبب ارتباطه بالعهد السابق، وكان هو صاحب الصوت الأعلى بين كل النجوم في تأييد مبارك حتى يوم الجمعة 28 يناير، ظهر في قناة «دريم» في برنامج «واحد من الناس» وهو يقول للجمهور: «ليه يشتموا مبارك؟ عمل لهم إيه؟ إزاي ده يحصل؟».. وكاد أن يبكي، ولم يذكر كلمة واحدة في صالح الثورة ولا الثوار. صحيح أنه بعد ذلك سعى للظهور في كل البرامج وعبر كل الفضائيات مثل «الجزيرة» و«العربية» و«إم بي سي» وغيرها للإشادة بالثورة والثوار، مؤكدا على أنه ثوري، ولولا الخوف من إصابته بضربة طائشة أو طوبة في رأسه قد تحول دون استكماله التصوير لاتجه يوميا إلى ميدان التحرير.. الحقيقة أن كل هذه المحاولات جاءت بنتيجة عكسية تماما تحولت إلى مادة ساخرة عبر النت، حيث قدموا له مقاطع تؤكد تناقضاته مرة وهو يدافع عن مبارك ويهاجم المتظاهرين، وأخرى وهو يكيل المديح للثوار!! عادل لم ينتظر طويلا، استكمل تصوير مسلسله «فرقة ناجي عطا لله» بعد تنحي الرئيس مباشرة.. الرقم الذي حصل عليه عادل كأجر تردد أنه اضطر إلى تخفيضه بنسبة 30 في المائة، أي أن أجره انخفض إلى 20 مليون جنيه.. في كل الأحوال فإن رهان عادل الآن على الزمن. إنه ينتظر مرور بضعة أشهر حتى يأتي رمضان في شهر أغسطس (آب)، ولديه أمل أن ينسى الجمهور موقفه من الثورة ودعمه الدائم لمبارك وابنه ويشاهدوا العمل الفني فقط، كما أن عادل لديه معادلة اقتصادية مختلفة، فهو يراهن بقوة على بيع المسلسل للقنوات العربية والجمهور العربي كما يعتقد عادل، ويتمنى أن يشاهده بعيدا عن أي تأثيرات متعلقة بالثورة.. مشاعر الشباب لا تزال حتى الآن تتوجه إلى روح الثورة في الإحساس بالفنانين.. صحيح أنه لا ينبغي أن نخلط الأمور، فليس الأكثر ثورية هو الأكثر إبداعا أيضا، ليس كل من ذهب إلى ميدان التحرير كان ثوريا ومؤمنا بتلك المبادئ.. بعض الفنانين رأيناهم وهم يقفون في مرحلة متوسطة، عين على الثورة وعين على مبارك. بعض الأزواج من الفنانين كان الزوج يذهب إلى ميدان التحرير بينما زوجته تتوجه إلى ميدان مصطفى محمود لتأييد مبارك، مثل مها أحمد ومجدي كامل. ذهبت مها إلى مصطفى محمود بينما مجدي في اليوم التالي ذهب إلى الميدان وحملوه على الأعناق، بعدها ذهب مع مها بعد تنحي مبارك إلى التحرير.. لا أتصور أنها ديمقراطية بقدر ما هي محاولة لكي يظل الفنان وزوجته في مرحلة آمنة إذا نجحت الثورة، فهو كان هناك، وإذا استرد مبارك العرش فهو كان معه من خلال زوجته، فلا يمكن أن تكافأ زوجة ويعاقب زوجها، ولا يمكن أيضا أن نتقبل ببساطة العكس!! لا تستقيم هذه المعادلة، الأكثر ثورية ليس هو بالضرورة الأكثر موهبة، إلا أن مشاعر الناس لا تزال تحسبها هكذا.. الثوري هو الفنان المحبوب، والمتردد أو المؤيد لمبارك هو المرفوض، ولا شك أن هذه المشاعر سوف تلعب دورا رئيسيا في دراما رمضان القادم وحتى إشعار آخر!!

الشرق الأوسط في

25/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)