حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

<ست الحبايب> عيدها اليوم في كل بيت·· وغائبة عن الشاشة

محمد حجازي

اليوم عيد الأم· السينما لم تُقصِّر في المناسبة ولا مرة في السابق، لكنها مُقصِّرة لاحقاً فالأعمال التي تتناول <ست الحبايب> لا حصر لها فعلياً خصوصاً في أرشيفنا العربي، عندما كانت المبادئ والقيم تتحكّم في أفعال وممارسات الناس ويوم كان كُتّاب السيناريو يخضعون لهذا المناخ ويُقدِّمون ما يُثري الشاشة بكل ما يشد أواصر العائلة بعضها إلى البعض الآخر، من دون إلغاء دور الأب الذي كان يبدو الجهة الأكثر توازناً وعُمقاً بينما العاطفة الخالصة هي من نصيب نبع الحنان والحب والتسامح ·· الأم·

ونحن في السياق نُعيب على مُنتجي وسينمائيي اليوم عدم اهتمامهم بهذا الموضوع لا بل إنّهم إذا ما أرادوا التعامل مع هذا الكيان الرقيق والحسّاس، قدّموها شابة لا تعرف الكثير عن دورها، وعن معنى هذه المسؤولية المُلقاة على عاتقها، وكانت صورة الأم معها عابرة، سطحية، ولا قيمة لها، إلا إذا كان الإبن عاقّاً بها أو هناك خلاف مع الزوج على حضانته، وما تبقّى لا قيمة له في عُرف النصوص الحديثة حيث بات الإنجاب عملية ميكانيكية لا وزن اجتماعياً لها، كالصورة التي نعرفها تقليدياً عن الأم، وهذا سببه عدم اهتمام الأعمال الفنية بصياغة ما هو مناسب حول هذه الشخصية، والاهتمام بالصبية الجميلة وهيامها بالشاب الوسيم، وما تبقّى لا يعني الكثير للمشتغلين في هذا المجال·

المُفارقة أنّ الغربيين أكثر اهتماماً بهذا الجانب منّا·

نعم، وفيلم <المريخ يريد أمهات> الذي نعرض له في صفحة اليوم هو جزء من هذا الاهتمام انطلاقاً من هدية ثمينة تقدّمها إلينا ديزني عن معنى الرحمة والمسامحة واحترام الأم لأن دورها يجب أن يظل مُتقدّماً ونموذجياً وساطعاً، لكن بالمقابل فإنّ بيروت ربما لن تُشاهد شريطاً آخر عن الأمومة لأنه يستند إلى امرأتين شاذتين (تُجسّد شخصيتيهما آنيت بانينغ وجوليان مور) تحملان من رجل واحد وتلدان شاباً وفتاة وتعيشان مع الولدين تحت سقف واحد تغطية لحياتهما الجنسية المشتركة لاحقاً تحت عنوان: <الأولاد بخير>، ولم تُعطه مرجعية الرقابة في الأمن العام إذناً بالعرض·

<ست الحبايب> كما يتّضح تضيع في متاهة الغياب غير المُبرّر للأعمال والقُصص والقضايا الاجتماعية التي تطرحها أفلامنا، التي اهتمت في العديد منها على الأقل محلياً بأجواء ليست من صميم المعاناة التي يُفترض عرضها على الشاشات على الأقل لتقريب صورتها من القلوب وإعادة ذاك الرباط النموذجي إلى قيمته التي عرفناها سابقاً فقط، بينما اليوم لم تُقدّم أفلامنا ولا حتى مسلسلاتنا ما هو حافز لنا كي نتطلّع باحترام واهتمام وتعاطف ومحبة نحو أمهاتنا، وإنْ كانت صورة الهدايا من حلويات ومصاغ وعبارات مُكرّرة تُهدى إليها في هذا اليوم·

أفلامنا علّمتنا الحب وكيف نتواصل مع الجنس الآخر، وهناك كثيرون عرفوا القُبلة من خلال اللقطات المُكبّرة في الصالات المُظلمة، لا بل حفظوا العبارات العاطفية المتبادلة في الأفلام، وراحوا يُكرِّرون التعاطي مع هذه الجُمل بكثير من الرومانسية، فلماذا لم تواصل مرجعيات الإنتاج السينمائي حملة وصل تيار الإضاءة إلى هذا الجانب من مجتمعنا على الأم، كمعنى للتضحية والعطاء والاحترام·

في يوم المرأة العالمي مؤخراً غابت الأمهات عن الصورة أيضاً، وحضرت حقوق المرأة·· تذكّروا أنّها تعمل، وأنّها لا تحصل على جنسية لإبنها من رجل أجنبي، وقالوا كل شيء إلا عن أمومتها، إنّ رمزية الولادة والتربية تساوي معظم المعاني التي ترتكز عليها الأنوثة، وكم نأسف حين ترد حوارات في بعض الأفلام تقول فيها البطلة مثلاً: لا يعنيني الأولاد، ولا الزواج، أنا عايزة أعيش حياتي··· وهي لا تدرك أنّ أهم معنى لحياتها هو أنْ تكون بكل بساطة متصالحة مع نفسها، مع أنوثتها·· ثم مع الآخرين·

عيد الأم رائع، وله نكهة عرفان بالجميل، ومحطة وفاء نأمل أنْ تُتوّج دائماً بعيد الأبوين معاً،· وأنْ تكون هناك أشرطة ترصد قيمتهما معاً حتى نتعلّم كيف نُحبّهما معاً بدل أنْ نتجاهلهما معاً، أو أحدهما·  

غراند سينما تُقدِّم أول عرضين خاصّين في صالاتها بـ <مول صيدا> للنُقّاد والناشطين السينمائيين

النسر الذهبي أعاده قائد روماني وعبد إنكليزي عام 140 ميلادية

محمد حجازي

أُمّهات المريخ تعلّمن أصول رعاية أطفالهن من والدة ميلو الأرضية·· شريطان جميلان وضخمان تستقبلهما البرمجة هذا الأسبوع وكلاهما له وقع طيب في نفوسنا سواء المادة الحربية الكافية والقاسية في الاول او تلك التي تحمل رسالة امومة في الثاني، في وقت لبّى فيه النُقّاد يوم امس الاول السبت دعوة سلسلة صالات غراند سينما لحضور عرض خاص لفيلمين في <مول صيدا> أي في الصالات الخمس التي استُحدِثت هناك مؤخراً هما: (Source Code) لـ دانكان جونز (جاك غيللينهال وميشيل موناغان) و(The Lincolin Lawyer) لـ براد فورمان (مع ماثيو ماكونوغي، وماريزا توماي)، ثم كانت دعوة الى الغداء· The Eagle

تعود أحداث هذا الفيلم الى العام 140 ميلادية، في رصد لوقائع حصلت في تلك الحقبة من التاريخ بين الرومان والانكليز، خصوصاً ما حلّ بفرقة رومانية كبيرة تعدادها 5 آلاف جندي أُبيدت بالكامل على يد إحدى القبائل الانكليزية، وكانت هناك أقاويل بأنّ قائدها هرب وكان جباناً فسقطت بكاملها في قبضة القبيلة المتوحشة·

هنا يظهر البطل الشاب ماركوس آكيلا (شانينغ تاتوم) ابن القائد المُدان، فيطلب تعيينه في الثكنة المتقدّمة والاقرب الى المنطقة التي تغص بالاعداء من الانكليز، وبرزت موهبته عندما أمر فور وصوله بتدعيم الحصن من الخارج والداخل ووضع كمائن في المكان، ولم ينم ليلتها بل شعر بأن الهدوء السائد ليس طبيعياً ما دفعه الى استنفار جنوده وإيقاظهم من نومهم والبقاء على أسلحتهم وفيما بدأ البعض يقولون كلاماً من نوع: يعتقد نفسه بطلاً، او، ماذا يريد منّا هذا المُدّعي، إذا بهجوم خاطف ومُباغِت يُفاجئ الجميع، لكن ولأن السكر مستنفر قُتِل الكثير من المهاجمين، وكانت الخسائر الرومانية قليلة جداً·

وفي موقع آخر حوصرت فرقة دورية رومانية وهدد القبليون الانكليز بقتل افرادها، وحين ذبحوا واحداً، خرج ماركوس مع خمسين، مقاتلاً واقتحم المجموعة القبلية وحمى الجنود، وخرج بمعظمهم احياء بعدما اذهل الانكليز، وقد اعتبر في الحالتين قوياً وقادراً وشجاعاً·

وإذ يصاب في إحدى المعارك فإنه لا يعود قادراً على المناورة بسبب رجله المصابة لذا يُنقل الى منطقة بعيدة عن الجبهة حيث يكون في عهدة العم آكيلا (دونالد ساذرلاند) ولأنه لا يحب الراحة المصطنعة هذه يُقرّر بعد صدور قرار بتقاعده المشرّف من الجيش كبطل، بمبادرة البحث عن النسر الذهبي شعار الرومان المُقدّس الذي ضاع مع الفرقة التي كان يقودها والده، فيعتبر ان إعادته الى روما ستكون صوناً لكرامة والده، وإثبات ان العائلة تحب روما·

ويصادف ان ماركوس أنقذ عبداً انكليزياً ثم دفعه الى ساحة القتال كي يقضي عليه مصارع عملاق، لكن العبد واسمه آسكا (جايمي بيل) لا يُقاتل فينتصر له ماركوس ويجعل المشاهدين يقومون بإشارة واحدة تقول بـ <لا تقتله> وأنقذه فعلاً، ويدعو هذا الشاب كي يرافقه في رحلته الى منطقة القبائل الانكليزية لاستعادة النسر الذهبي·

وينطلقان في ظروف بالغة الصعوبة في الثلوج، والجبال والمسافات البعيدة لكنهما يقعان في قبضة القبيلة نفسها التي صفّت الفرقة الرومانية، ويرى ماركوس شعار النسر وسط مجموعة احتفالية حول النار وإذ يقدمه آسكا بأنّه عبده الروماني لإنقاذه فقط، فيُقرِّر فوراً الهروب مع النسر، ولم يكن يدرك ان رجال القبيلة سيلاحظانهما ركضاً ويدركونهما، وتكون معارك حامية ووحشية بينهم، حيث يظهر بعض رجال الفرقة التي أُبيدت ممن هربوا من التصفية وعاشوا في الغابات بعيداً عن الناس، فينتصر فيها ماركوس مع رجال والده ويحمي النسر ويُعيده معه ويذهب مع آسكا الى روما ويُقدّمانه الى المرجعية العليا هناك·

إخراج جميل ومؤثر لـ كيفن ماكدونالد استناداً الى سيناريو لـ جيريمي بروك عن كتاب (The Eagle Of The Ninth لـ روزماري ساتكليف·

Mars Needs Moms يُقدَّم الشريط بمناسبة عيد الأم وفيه رسالة مباشرة وواضحة الى الصغار، كي يحترموا امهاتهم لأنهن يردن مصلحتهن، من ديزني التي دأبت على مثل هذه الأجواء في تعاطيها مع الصغار·

نحن مع ميلو (سيث غرني) وحيد ذويه امه (جوان كوزاك) ووالده (توم ايفيريت سكوت)، وبحكم عمل الوالد فإن ميلو يمضي معظم الوقت مع والدته التي تحاول ضبطه ومنعه من الخطأ، فتُكثر من الملاحظات، ما يجعله يتأفّف الى حد قوله لها: وهل كان ضرورياً ان تكون لي أم وأب؟! الأمر الذي تسبب لها بجرح عميق، فخرجت من باب غرفته مكسورة الخاطر·

بعد قليل انتقل الى غرفتها للاعتذار منها، وهو لا يدري ان العجوز المريخية كي (اليزابيت هارنوا) تطل من كوكبها وتبحث عن وسيلة لجلب ام صالحة وماهرة الى المريخ كي تُعلِّم نساءه كيفية رعاية الاطفال الجدد هناك، ويتم اختبار والدة مليو وتهبط مركبة فضائية في حديقة المنزل ويدخل عنصران ويأخذانها بعد تخديرها الى مركبتهم ويصل ميلو في لحظة اقلاع المكوك عندها يعلق قميصه في احدى قوائمها وتسحبه معها الى الفضاء الخارجي، وبالتالي يكون في الرحلة نفسها مع والدته·

يهبطان على سطح المريخ ويكون لها استقبال حافل لأن النساء سيتعلمن منها كيفية رعاية الاطفال وهم كثيرات جداً، ويُصدرن أصواتاً عالية جداً ولا تعرف أبدا ماذا عليها أن يفعلن لإسكاتهن·

يتعرّف ميلو هناك الى مواطن من كوكب الارض (غريبيل - دان فوغلر) يعيش مع هذا الشعب، ويقوم بمساعدته على منع إيذاء أمه والعودة بها الى المنزل دونما أذيّة ما يجعل الصورة بالغة الحساسية والحذر فالعجوز كي تراقب كل شيء وتريد معرفة كل ما يحصل والإشراف عليه·

وتواكب مئات الأمهات المنتظرات اللواتي يتعلّمن بسرعة كيف يُنظّفن اولادهن الذين يكسو اجسادهم الشعر الكثيف·

يسعى ميلو وغريبيل لأخذ الام وإرجاعها الى المركبة الفضائية والطيران مجدداً الى الارض· ويحصل موقف يعبّر عن التضحية التي تقدّمها الام لإبنها عندما يكاد يختنق بعدما انكسر قناعه الزجاجي الذي يتنفّس من خلاله الاوكسيجين واذا بوالدته تخلع قناعها وتضعه على وجهه كي يتنفس ثم تكاد تختنق هي مكانه لولا تزويدها بواحد مماثل أمّنه غريبيل·

وبعد إحضار الام والصعود الى السفينة الفضائية تتم العودة الى الارض وقد أخذ ميلو درساً عميق الأثر في التربية لن يدعه يفعل ما فعله قبل هذه الأجازة·

أخرج الفيلم سيمون وايلز الذي كتبه مع ويندي وايلز عن كتاب لـ بيركلاي براتيد، مع مؤثرات خاصة ومشهدية قاد اختصاصييها: مايكل لانتياري وكيفن بايلي·  

نقد

مايكل دوغلاس في Solitary Man مميّز ومؤثّر

صورته في الحياة هي ما جسّده على الشاشة···

محمد حجازي

Solitary Man يُقدِّم النجم مايكل دوغلاس في شخصية قوية تليق بطاقته التمثيلية، ويبدو أنّ إسناد دور المهووس بالجنس إليه لم يكن اعتباطياً أبداً فالمعروف أنّه سبق وعولج من تداعيات رغباته الجنسية الجامحة التي وصلت به حدوداً لم تعد في فترات مختلفة مقبولة إطلاقاً إلى أنْ تزوّج من كاترين زيتا جونز وأنجب منها وتوقف عن انفلاته وانصرف إلى زوجته، إلى أنْ أعلن عن مباشرته علاجاً من سرطان الحنجرة وقد كان شجاعاً حين لم ينكسر أمام المرض وواجهه واستطاع أطباؤه مؤخراً الإعلان عن شفائه التام.

إذاً الشريط الذي صُوِّر أواخر 2009 وعُرِضَ عام 2010 تشاهده بيروت حالياً، لكنه يُقدِّم نموذجاً رجّالياً من نوع <جهلة الستين> حين يضعف الرجل أمام إغواء أي أنثى، خصوصاً الصغيرات منهن، ومن هذا المنطلق نجده بكل بساطة خاضعاً لمنطق القدرة على العيش في مناخ من المتعة المتاحة·

إنّه بكل بساطة وحيد تماماً·

زوجته نانسي (سوزان ساراندون) تركته وذهبت، وابنته المتزوجة سوزان (جينا فيشر) لم تعره اهتماماً بعدما بات مزعجاً لزوجها وابنها وبيتها، لذا طلبت منه عدم الاقتراب من بيتها، وعندما كان يلتقي امرأة جوردان (ماري لويز باركر) أعطته مجالاً رحباً كي يذهب مع ابنتها أليسون (ايموجين بوتس) إلى الجامعة كي يوصلها ويدعم وجودها كونه أيام عزّه قدّم مكتبة كاملة للجامعة من حسابه الخاص، وبالتالي فإنّ له تقديراً خاصاً هناك، وفجأة يجد نفسه في مواجهة سحر ابنة صديقته، ولا يمانع في التواصل معها جنسياً، لكنها كانت أقوى منه وأذكى، بأن عادت إلى المنزل وأبلغت والدتها أمامه بأنه راودها عن نفسها، فطرداه، وفيما عاد يحاول من جديد الاقتراب منها طلبت من والد ابنتها ردعه، فإذا به يرسل من يضربه ويرميه في الشارع مع تهديد بأن هذا الدرس ستكون له تداعيات أخرى في حال أصرّ على إزعاج الفتاة، ونقله صديقه جيمي (داني دي فيتو) إلى المستشفى للمعالجة، وهنا استأنفت ابنته وزوجته التي هجرها زيارته·

وكان صديقه استقبله في منزله بعدما طُرِدَ من الشقة التي قطنها لأنّه لم يدفع بدل الإيجار، وفعل فعلاً سيئاً مع شاب دانيال (جيسي آيزنبرغ) عرّفه على صديقته الجامعية وهي شابة صغيرة، فسارع بن إلى إغوائها وطلبها كي يكون معاً، فشتمته وأبلغت صديقها بما حصل واعتبرا أنّه كان مخموراً وطويا الموضوع، فيما التقى بصديقة ابنته ودعاها إلى فراشه أيضاً ولبت·

إنّه مفسدة متنقلة لا يردعها أحد·· ودوغلاس هنا سيد اللعبة، لأنّه مؤثر في أدائه ربما لأنّه يُقدّم دوراً يشبه أحاسيسه مئة في المئة، في إخراج مشترك لـ برايان كوبلمان وديفيد ليفيان، عن نص للأول·

اللواء اللبنانية في

21/03/2011

 

«١٢ لبنانى غاضب» و«دموع غزة» و«البرتقالة الآلية» تخطف الأضواء

رامى عبدالرازق 

يبلغ مهرجان سالونيك للفيلم التسجيلى من العمر ثلاث عشرة دورة فقط، ومع ذلك استطاع أن يصنع من نفسه قبلة مهمة فى عالم مهرجانات الفيلم التسجيلى، خاصة مع اهتمامه الواضح بوجود برامج تعكس الهموم البشرية لإنسان القرن الواحد والعشرين وهو الشعار الذى يضعه المهرجان على مطبوعاته (صور من القرن الـ٢١) وسواء كانت تلك الهموم سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وإلى جانب البعد الدولى هناك ذلك البعد المحلى المتمثل فى عروض بانوراما الفيلم التسجيلى اليونانى التى تعتبر أشبه بمهرجان محلى قائم بذاته داخل فعاليات المهرجان الدولى وتسمح بالاضطلاع دوليا من قبل صناع الأفلام والنقاد والصحفيين القادمين من كل العالم على أحدث إنتاجات واتجاهات السينما التسجيلية اليونانية.

ورغم كون المهرجان الذى انتهت فعالياته أمس الأول لا يعرض سوى الأفلام التسجيلية إلا أن هناك إقبال جماهيرياً كبيراً على حضور العروض حيث سعر التذكرة ٤ يورو للعرض الواحد وهى نصف سعر تذكرة السينما العادية فى اليونان ولكنه يظل سعراً مرتفعاً بالنسبة لكونها أفلام غير جماهيرية بالمفهوم التقليدى.

عرض المهرجان هذا العام ٢٢٠ فيلماً تسجيلياً طويلاً ومتوسطاً وقصيراً، أغلبها تترواح بين الثلاثين والثمانين دقيقة ورغم ذلك فأغلبها ينتمى لجيل الديجيتال سواء على مستوى تقنيات التصوير والمؤثرات أو على مستوى تكنيك السرد الذى يعتمد على الأسلوب الحر فى حركة الكاميرا ومتابعة الشخصيات والأحداث المصورة دون التقيد بعناصر التكوين وثبات حجم الكادر أو التشكيلات الجمالية المنمقة، وصولا حتى إلى نظام العرض الذى يعتمد على أسطوانات الـ«دى فى دى».

انقسمت برامج المهرجان هذا العام إلى تسعة برامج منها برنامج عن أفلام حقوق الإنسان ونظرة على سينما العالم وبرنامج خاص بعنوان «من أنا» يعرض أفلاماً عن ذوى الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى تكريم خاص لعبقرى السينما الروسية الأوكرانى سيرجى لوينتزا حيث قام المهرجان بعرض مجموعة من أهم أفلامه وتنظيم درس للسينما وهو أحد أهم المخرجين التسجيليين ما بعد الحداثيين وقد أصدر المهرجان عنه كتابا باللغتين اليونانية والإنجليزية،

 كما أصدر المهرجان ثلاثة كتالوجات منفصلة الأول عن بانورما الفيلم اليونانى والثانى عن برنامج من أنا والثالث عن بقية برامج المهرجان ويضم كل منها تغطية معلوماتية كاملة عن كل الأفلام إلى جانب إصدار دليل تسويقى ضخم يحتوى على معلومات عن أكثر من خمسمائة فيلم تسجيلى ضمن فعاليات سوق الفيلم أو «الأجورا» كما يطلق عليها. كان من أكثر البرامج اللافتة للنظر هذا العام برنامج «نظرة على سينما الشرق الأوسط» الذى اشتركت فيه سبعة أفلام منها فيلمان من إسرائيل أحدهماً عصفورى الكناريا الجميل للمخرج روى شير وهو الفيلم الذى عرض فى حفل الافتتاح ويحكى قصة المطربة اليونانية يهودية الأصل روزا اشكينازى وهو من أفلام الدعاية الياهو/ إسرائيلية استغل فيه المخرج الأصول اليهودية لتلك المطربة وحياتها فى مدينة سالونيك من أجل صناعة فيلم يخدم فكرة الهيمنة اليهودية على ثقافة العالم وفنونه.

 والفيلم الآخر هو «يافا».. البرتقالة الألية لإيليا سيفان وهو فيلم شديد التميز يحكى عن قصة برتقال يافا الشهير وكيف تحول إلى رمز للصراع العربى الإسرائيلى منذ ما قبل نكبة ٤٨ ويضم الكثير من اللقطات الأرشيفية المهمة لفلسطين ما قبل النكبة ويقوم بتحليل الخطاب الاستعمارى الدعائى الذى استخدمته المنظمات الصهيونية والدول الغربية لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين،

أما الفيلم اللبنانى «١٢ لبنانى غاضب» للمخرجة زينة دكاش فقد حصل على العديد من ردود الفعل الإيجابية لدى الجمهور وهو فيلم إنسانى مصور بالكامل داخل سجن الرومية ويدور حول مشروع تأهيل المساجين باستخدام الدراما من خلال محاولة المخرجة تقديم عرض مسرحى باستخدام المساجين مستوحى من فيلم «١٢ رجل غاضب» لسيدنى لوميت، إلى جانب ذلك عرض الفيلم النرويجى الشهير «دموع غزة» للمخرجة فيبيك لوكبرج عن مأساة أطفال غزة بعد الحرب الأخيرة وقد شهد العرض إقبالاً كبيراً وتجاوباً انفعالياً من قبل جمهور الحاضرين الذى حاول بعضهم أثناء المناقشة مع المخرجة التلميح بخبث إلى غياب الحديث عن حركة حماس فى الفيلم وقد ردت المخرجة بعنف على سؤال بهذا المعنى من أحد الحاضرين قائلة إنه فيلم عن ضحايا الحرب فى غزة وليس عن حماس، كذلك عُرض الفيلم الإنجليزى شارع أبوجميل وهو فيلم مريب عن إعادة حفرالأنفاق ما بين مصر وغزة بعد الحرب، وقد صور بالكامل داخل أحد الأنفاق التى يعاد حفرها بداية من شارع أبوجميل بغزة وحتى سيناء، وكأنه لولا الأنفاق ما قصفت إسرائيل غزة!.

 وتبق الإشارة إلى وجود العديد من الأفلام فى برامج أخرى من المهرجان التى تهتم بالشأن العربى والإسلامى مثل أفلام «عشر سنوات فى إفغانستان» . وتمثل تلك الأفلام الصورة التى تنعكس لدى الغرب عن القضايا العربية والإسلامية خاصة السياسى منها والتى تحتكرها قضايا العراق وفلسطين وإفغانستان ولكننا نتصور أن الثورات العربية المندلعة منذ بداية العام الحالى سوف تجد طريقها عبر الأفلام لبرامج المهرجان فى دوراته القادمة.

المصري اليوم في

21/03/2011

 

 

المصرية في

21/03/2011

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)