حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قالت إن كل دور يحمل قدرا من الجهد البدني أو النفسي

ميلا جوفوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: لا أمثل ما يكفي من أفلام درامية لكن هذا لا يهم كثيرا

هوليوود: محمد رُضا

إذا كان مهرجان «سندانس» بعيدا عليك، لأنه يقع في بعض جبال ولاية يوتا، وقاسيا، لأنه يقع في عز الشتاء، فإن الوصول إليه سيكون سهلا من العام المقبل وصاعدا.

رئيسه الممثل والمخرج الأميركي روبرت ردفورد قرر أن يفتح له فرعا في لندن، وتم تعيين التاريخ من الآن: من السادس والعشرين إلى التاسع والعشرين في دورته الأولى، على أن يمتد بعد ذلك لأسبوع كامل خلال السنوات القليلة اللاحقة.

سندانس لندن، يقول ردفورد: «لن يكون نسخة من سندانس الحالي» ويضيف: «هناك سينما مستقلة أوروبية تكفي لملء شاشات المهرجان طوال أيامه».

هذا صحيح. في كل مكان في العالم هناك سينمات مستقلة، بل في بعض الدول، مثل لبنان، كل السينما مستقلة، لأنه لا توجد إنتاجات غير مستقلة أو منتمية إلى شركات كبيرة. لكن هل نحن واثقون من أن المنتج والمخرج المستقل سيفضل عرض فيلمه في النسخة الأوروبية من المهرجان؟ أعتقد أن معظمهم سيرغب في شد رحاله إلى تلك المنطقة الثلجية، لأنه يتطلع إلى أن تلتقط شركات التوزيع في هوليوود فيلمه، ولأن النجاح بات يقاس في أميركا، وليس في خارجها. وهذا مثير للطرافة، لأن الكثير من الأفلام المنتجة في هوليوود (أي غير المستقلة) باتت ترى أن التوزيع العالمي هو مقياس النجاح بالنسبة إليها.

كان يمكن لميلا جوفوفيتش المولودة قبل 35 سنة في أوكرانيا من أب طبيب صربي وأم ممثلة روسية، أن تصبح عارضة أزياء، أو ممثلة، أو راقصة باليه أو مغنية ولاعبة أورغ ومؤلفة موسيقية. وهي مرت على «الكارات» كلها فأصبحت عارضة أزياء في سن مبكرة، ثم تعلمت رقص الباليه لبضع سنوات، ومثلت في الوقت ذاته ولعبت الموسيقى. من بين كل تلك الميادين وجدت نفسها في العمل السينمائي أكثر من أي شيء آخر.

على الشاشة من عام 1988، وعلى قمة نجاحاتها من عام 1997 عندما مثلت «العنصر الخامس» أمام بروس ويليس. لكن حياتها، بصرف النظر عن الاختيارات، لم تكن سهلة. لقد هربت العائلة من الشرق الأوروبي وهي لا تزال صغيرة. حطت العائلة في لندن، حيث دخلت ميلا المدرسة. ثم انتقل الجميع إلى لوس أنجليس. لا الأب اشتغل طبيبا ولا الأم مثلت، بل كلاهما عمل في منزل المخرج المعروف برايان دي بالما كخادمين في الوقت الذي كانت فيه ميلا تواصل دراساتها وتبحث عن مستقبلها الفني.

حاليا هي متزوجة من المخرج بول و. أندرسن ولديهما طفلة وفيلم مشترك، فهو مخرج الفيلم الذي يتم تصويره من بطولتها بعنوان «الفرسان الثلاثة» لجانب أورلاندو بلوم وكريستوف وولتز.

·         ولدت في أوكرانيا. ماذا يعني ذلك بالنسبة إليك اليوم؟

- يعني تماما البديهي: ولدت في أوكرانيا وبقيت فيها حتى سنوات مبكرة في نشأتي، ثم انتقلت وأمي للعيش في الغرب. عندي ثقافتان، واحدة روسية والأخرى أوروبية وأميركية مثل الكثير من المهاجرين (تشير بأصبعها إلى الكاتب)، وفي اعتقادي أن ذلك من حسن الحظ، لأن المهاجر الذي يمتلك ثقافتين كبيرتين يستطيع الاستناد إليهما من دون أن يضحي بواحدة.

·         والدتك كانت ممثلة. هل وجهتك صوب التمثيل؟ وما الدور الذي لعبته في حياتك؟

- نعم كانت ممثلة، لكنها لم تختر طريقي في التمثيل. ما حدث هو أنني كنت أعلم ما هو التمثيل منذ أن كنت صغيرة. أعرف ما يعنيه وكيف أنه فن يقوم به الممثل أو الممثلة، ثم بعد ذلك يعود لعالمه وشخصيته الحقيقية. كنت أعرف ذلك، لكني لم أكن أعرف إذا ما كنت أود أن أصبح ممثلة، ووالدتي لم تحاول التأثير علي سلبا أو إيجابا في هذا الشأن، إلى درجة أنني حين أصبحت عارضة أزياء صغيرة، وبدأت بعض العروض السينمائية تصلني، لم أكن أعرف إذا ما كنت أريد أن أختار التمثيل أو أبقى في عرض الأزياء، ولا أعتقد أن والدتي كانت تعلم أيضا.

·         في أي مرحلة كونت اهتمامك بالموسيقى إذن؟

- كل شيء بدأ باكرا عندي. العمل تحت الأضواء حين كنت في الثانية عشرة. التمثيل في الثالثة عشرة. الموسيقى في الخامسة عشرة. الموسيقى مهمة جدا عندي وقد بلورتها منذ سنوات شبابي. الغناء أكثر صدقا بالنسبة لي لأن التمثيل هو السطو على شخصية أخرى ليست لي، لكن العزف والغناء هو أنا. لا داعي لترك شخصيتي وتقمص أخرى. كوني ذكرت ذلك لا يعني أنني لا أقدر التمثيل. كل ما في الأمر أنه يتطلب جهدا كبيرا لإتقان أداء شخصية قد تكون على بعد كبير مني.

·         هل الشخصيات التي تمثلينها متساوية بشكل ما؟ ومن أي ناحية متساوية؟ طريقتك لتأديتها. التحضير لها. الجهد الذي تبذلينه فيها.

- أنا لست ممثلة ذات منهج كبعض كبار الممثلين الأميركيين. لقد شاهدت أفلام مارلون براندو وأفلاما لآل باتشينو وسواهما وأعرف ما هو الأسلوب المنهجي النيويوركي في العمل. أنا من الممثلين الذين يؤدون ما يوافقون على أدائه باندفاع تلقائي. لكن السؤال الذي تطرحه أكبر من أن أجيب عنه بكلمة واحدة، هل الشخصيات التي أمثلها هي متساوية أم لا؟ كل دور يحمل قدره من الجهد. بعضه جهد بدني، كما في أفلام الأكشن وبعضها جهد عاطفي.

·         ما الفيلم الذي وجدت فيه نفسك تبذلين فيه جهدا عاطفيا لدرجة أنه أثر عليك إلى حد كبير؟

- أعتقد آخر الأفلام التي تركت فيّ مثل هذا التأثير كان «جوان دارك» (1999).

·         شاهدت ذلك الفيلم. هل كانت دموعك فيه حقيقية؟

- نعم. كانت حقيقية. كما شرحت قبل قليل، لست من أتباع مدرسة «المنهج» (The Method) وإلا لمثلت البكاء (تضحك).

·         هذا الفيلم أخرجه الفرنسي لوك بيسون الذي أخرج «العنصر الخامس» أيضا من بطولتك. كيف تنظرين إلى إسهامه في تقدمك الفني؟

- بيسون مخرج رائع وأحترمه كثيرا. إنه يريد تحقيق الفيلم الكامل في كل مرة، وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا بعد أن يقتنع بأن الممثل متجاوب معه في هذه الرغبة. كنت ذكرت قبل قليل أن الجهد الذي نتحدث عنه ربما كان بدنيا وربما كان عاطفيا، وحين قلت بدنيا كان «العنصر الخامس» في البال، وكما لاحظت هما بالفعل لمخرج واحد. وما تعلمته منه يصعب شرحه. لقد ازدادت ثقتي بقدراتي نتيجة العمل معه.

·         يبدو لي أن الأفلام التي تمارسين فيها الجهد البدني هي الأكثر تعددا في السنوات الأخيرة. هل يعود ذلك إلى قوامك ورشاقتك؟

- لا بد أن ذلك حقيقي. لو كنت أقصر قامة أو بدينة بعض الشيء أو ربما ذات شخصية تبدو وديعة للمشاهدين لفزت بأفلام درامية وكوميدية.

·         هل تفتقدين مثل هذه الأدوار؟

- سأقول لك كيف أنظر إلى ما أقوم به: أرحب بما يصل إليّ من مشاريع بصرف النظر عن نوعياتها. نعم أعتقد أنني لا أمثل ما يكفي من أفلام درامية، لكن هذا لا يهم كثيرا. المهم أنني أنجح في ما أقوم به ولو كانت كل أدوار الأكشن التي تعرض علي.

·         البعض يعتبر ذلك تقييدا ويبحث عن الأفلام الدرامية، لأنه يراها أجدى.

- بالنسبة لي، كله مجد. المسألة هي الكيف. هناك ممثلات كثيرات لا يصلحن للأدوار التي أقوم بتمثيلها، وربما كن يرغبن لو أنهن يستطعن تمثيل أفلام أكشن ومغامرات.

·         ما رأيك إذن في أنجلينا جولي؟ هل تلعب الكثير من هذه الشخصيات؟

- أحب شخصية أنجلينا على الشاشة، وأعرف أنها تجيد الدراما وتجيد الأكشن معا. هذا ما أعتقد أنني أجيده أيضا، لكن الفارق هو أنها منحت فرصا أكثر مني لتأدية الدراما. لقد شاهدت لها مؤخرا «سولت» و«السائح» وشهقت إعجابا بها. ومن قبل شاهدتها في «تبديل»، وشهقت إعجابا بها أيضا. إنها ساحرة.

·         قمت بالجمع بين النوعين في فيلم «مليون دولار هوتيل» مباشرة بعد «جان دارك».

- لم يكن «مليون دولار هوتيل» فيلم أكشن.

·         لا لم يكن، لكنه حمل عنصر التشويق والغموض، وعلى نحو منفصل كان لديك شخصية تألفت عناصرها من مواقف درامية صعبة.

- يعود كل ذلك إلى المخرج (الألماني) فم فندرز. تعرف أنه من الأفلام الصغيرة التي بالكاد تعرض في أي مكان، وأنا سعيدة بأنك شاهدته. هو أحد أفضل الأفلام التي مثلتها فعلا. وأنا أحببت شخصيتي في هذا الفيلم. دور امرأة ذكية وواثقة من نفسها.

·         أعتقد أنك مشغولة بتصوير «الفرسان الثلاثة» حاليا وإذا ما كانت معلوماتي صحيحة، فإن لديك فيلما تاريخيا آخر عنوانه «ملكة الشتاء». هل تعتبرين الفيلمين بداية توجه صوب أفلام مقتبسة من أعمال أدبية كلاسيكية؟

- آمل ذلك. لكن تعبير عمل أدبي كلاسيكي ربما من حق «الفرسان الثلاثة» أكثر، لأنه من تلك الأعمال الفرنسية التي لا يؤثر فيها الزمن. ما يثير شهيتي لتمثيل هذا النوع من الأفلام هو الملابس التاريخية. أحبها جدا. فضفاضة ومختلفة، ولو كان هناك معرض أزياء لها لعدت إلى تلك المهنة من أجلها.

* الأفلام الأكثر نجاحا من تمثيلها:

1. The Fifth Element (1997) 2. Resident Evil: After life (2010) 3. Resident Evil: Apocalypse (2004) 4. Resident Evil: Extinction (2007) 5. Zoolander (2001) 

بين الأفلام

Battle: Los Angeles **

- إخراج: جوناثان لايبسمان - تمثيل: آرون إيكهارت، ميشيل رودريغيز، مايكل بينا

* الفيلم الذي سطا على اهتمام المشاهدين في كل مكان هذا الأسبوع، هو «معركة: لوس أنجليس». وحين القول «كل مكان»، فإن ذلك يتضمن مدنا عربية (دبي وأبوظبي والكويت) وأوروبية (لندن على الأقل) بجانب الولايات المتحدة، حيث سجل الفيلم أكثر من 35 مليون دولار.

هذا النجاح بمثابة لحن لبيتهوفن في أذني المخرج الجديد جوناثان لايبسمان، وهو في طريقه إلى البنك لإيداع أجره. تكلف مائة مليون دولار، على ذمة شركة «كولومبيا»، واستعاد نصفها حول العالم في أيامه الثلاثة الأولى، وإذا استمر منواله هذا من النجاح قبل أن يدمر غزاة الفضاء صالات السينما، فإنه سيحقق بسهولة نحو ضعف كلفته وزيادة.

«معركة: لوس أنجليس» هو مزيج من «ترانسفورمرز» لمايكل باي و«أرض المعركة الأرض» لروجر كريستيان و«حرب العالمين» لستيفن سبيلبرغ في حكاية لم تعد جديدة، لكنها دوما مشوقة. ربما لأننا نريد أن نعرف كيف سيتصدى أهل الأرض للخطر القادم، أو لأننا نريد أن نرى ما هو السلاح الذي سيستخدمه الغزاة القادمون من الفضاء البعيد لاحتلال الأرض (بعدما أخفق غزاة آخرون من الأربعينات وإلى اليوم في تحقيق هذه الغاية). أو ربما لأننا نريد أن نشاهد بطلا عليه القيمة؟

البطل هنا هو آرون إيكهارت الذي كان ينوي ترك السلاح والبحث عن عمل آخر، أو ربما كان ينوي ترك التمثيل والبحث عن عمل آخر. لكن بعد دقائق قليلة يكتشف أن أميركا بحاجة إليه. ربما العالم كله بحاجة إليه، ذلك لأن الغزاة الذين يمطرون الأرض بما يشبه النيازك ثم يتبلورون كوحوش ميكانيكية غير قابلة للترويض، حطوا في لوس أنجليس من دون اختيار مفهوم. كان يمكن مثلا أن يحطوا في منتصف أميركا أو في شرقها أو في الصين أو فوق جبال الألب أو حتى في إيران، لكن حينها من سيشاهد الفيلم؟ لكن لوس أنجليس مدينة كبيرة يعيش فيها وخارجها المباشر أكثر من عشرين مليون فرد، والضربات الجوية لا يمكن أن تخطئ، خصوصا إذا ما كان للفيلم بطل نص السيناريو أن لا يصاب بالضربة القاضية! هذا يفتح الباب أمام توقعات أخرى، هل يمكن أن يكون سبب اختيار لوس أنجليس هو أن أهل الفضاء شاهدوا أفلامها الأخيرة المثقلة بسوء التنفيذ وقرروا أن صانعيها لا يستحقون الحياة؟

هذا الفيلم، في الحقيقة، هو واحد من تلك الإنتاجات الرديئة التي كان يستحق الإبادة بسببها، خصوصا حينما يصرخ أحدهم في الفيلم لمن لم يعرف بعد من المشاهدين «هذه حرب إبادة سريعة». إذا ما كانت هناك أسباب فعلية وراء الهجوم على الأرض، غير تلك الواردة هنا، فإن الفيلم لم يجد في ميزانيته الكبيرة مساحة يعرب فيها عن ذلك الدافع. كذلك، فإن توظيف المؤثرات الخاصة على النحو المعروض يدفع المرء للاعتقاد أن المسألة كانت ستتطلب مائة مليون أخرى لضبط المؤثرات وجعلها أفضل وقعا وحسن تنفيذ، لكن الحقيقة هي أن فيلم «المقاطعة 9». ذلك الفيلم الذي أنجزه نيل بلومكامب قبل عامين (بثلاثين مليون دولار) أنجز المتوخى من وراء المؤثرات، وهو رفع شأن الحضور البشري وشخصياته وجعل المؤثرات مساعدا فاعلا لدعم الحكاية وطروحاتها. هنا يعمد المخرج لايبسمان إلى العكس تماما: البشر ليس لديهم ما يقدمونه والمؤثرات تطغى بوحشية على كل شيء. ولا شيء آخر.

على ذلك، فإن النجاح الكبير ليس آتيا من فراغ. وبصرف النظر عن الأسئلة السابقة حول الذي يتطلع إليه الجمهور في مثل هذه الحالة، فإن للفيلم طرحا يمثل بعدا مثيرا للانتباه ويعبر عنه السؤال التالي: هل نجاح هذا الفيلم (وأفلام شبيهة) يعود إلى الحاجة للبطل الذي يقدر «رفس المؤخرات»، كما التعبير الأميركي الشائع، في وقت لم ينجز فيه غزو الأميركيين للعراق وأفغانستان نجاحا بينا، ولا استقبله الأميركيون كبطولة في محلها. هذا محتمل، ومحتمل أيضا أن معظمنا يريد أن يرى البطل ينتصر ضربا ورفسا، حتى في الأفلام الرديئة. 

شباك التذاكر

خطاب في مكانه

* النجاح الذي حققه «خطاب الملك» أكبر من أن يهضم بكلمات محدودة. حاليا هو في المركز التاسع، لكن بعد أن أنجز 320 مليون دولار حول العالم بعدما تكلف 15 مليون دولار فقط. هذا ما دفع استوديوهات باينوودز البريطانية للإعلان عن منهج جديد: من الآن، سوف تنتج أفلاما بريطانية الهوية تخطف قلوبا وعقولا كما تخطف أموال المشاهدين حول العالم.

1 (-) Battle: Los Angeles: $36.202.418 ** 2 (1) Rango: $23.082.654 *** 3 (-) Red Riding Hood: $14.135.665 * 4 (2) The Adjustment Bureau: $11.459.175 *** 5 (-) Mars Needs Moms: $6.890.451 ** 6 (4) Hall Pass: $5.105.936 ** 7 (3) Beastly: $5.090.959 ** 8 (7) Just Go With it: $4.422.802 * 9 (8) The King›s Speech: $3.625.893 *** 10 (5) Gnomeo & Juliet: $3.546.585 ** المركز هذا الأسبوع ثم الأسبوع الماضي (بين هلالين) عنوان الفيلم وإيراد الأسبوع ثم عرض له. 

مهرجانات وجوائز

* لم يمر شهر واحد بعد على قيام الكابتن ريتشارد فيليبس بقيادة الهجوم على سفينة القراصنة الصوماليين، في محاولة لإنقاذ ثلاثة رهائن أميركيين، حتى كانت هوليوود قد باشرت تخييط حبكة سينمائية للاحتفاء بالموضوع. شركة «سوني بيكتشرز إنترتايمنت» وضعت مسودة عمل يتم حاليا كتابة السيناريو بناء عليها واتصلت بالممثل توم هانكس لكي يلعب شخصية الكابتن ذاته. هانكس لا يجد مانعا وسمح للاستوديو استخدام اسمه كمرشح للبطولة.

* فيلم أول لمخرجة تحولت من الكتابة إلى الإخراج بعد تجربة قصيرة، عنوانه «اختيار طبيعي» فاز بالجائزة الأولى بين الأفلام الروائية في مهرجان «ساوث، ساوث ويست» الذي يقام في مدينة أوستن. في الحقيقة هو ذاته مهرجان «أوستن»، كما كان اسمه سابقا. الفيلم هو كوميدي حول امرأة تكتشف أن زوجها لديه أولاد من سواها عن طريق التبرع للمختبرات وبنوك السوائل المنوية على نحو روتيني.

* ستقف الممثلة درو باريمور وراء الكاميرا من جديد لكي تحقق فيلما عاطفيا عنوانه «كيف تصبح عازبا؟» حول امرأة تبحث عن الحب بعدما بلغت الثامنة والثلاثين من العمر. هذا ثالث فيلم من إخراج الممثلة بعد «Whip It» و«Going The Distance».

الشرق الأوسط في

18/03/2011

 

 

90% من أصحاب المواقف والآراء تنكروا لكل ما أعلنوا عنه

قل: «حظر التحول».. ولا تقل: «حظر التجول»

القاهرة: طارق الشناوي  

عشنا في الأسابيع الماضية وسوف نعيش أسابيع وربما شهورا مقبلة داخل لعبة اسمها «التحولات».. الكل، أو على أقل تقدير 90 في المائة من أصحاب المواقف والآراء الموثقة والمعلنة، تنكروا لكل ما أعلنوه، وصارت لديهم آراء أخرى.. إنهم المتحولون من زمن «مبارك» إلى زمن ثورة «25 يناير».. الكل صار عليه الآن أن يبحث عن مخرج يقدم خلاله آراء أخرى غير تلك التي ملأ بها رؤوسنا في الماضي وربما على مدى 30 عاما.. من نافق يؤكد أنه لم يكن يسعى لكي يكسب ود السلطان؛ إنه فقط كان مضللا، ولهذا لم يقل سوى ما يعتقد أنه حقيقة فلم ينافق أحدا.. من كتب وكذب صار يبرر، مؤكدا أنه لم يقل شيئا إلا الحق ولا شيء غير الحق.. الصحافيون الكبار الذين كانوا يضعون صورة «سوزان مبارك» في صدارة الصفحات فوجئنا بهم وهم يفتحون النيران بضراوة على السيدة التي كانوا لا يجرؤون على أن يكتبوا اسمها إلا بعد أن يسبقوه بتعبير السيدة الفاضلة.. كانوا يعلمون أنها تملك العديد من خيوط صناعة القرار في مصر، ولهذا كان الوصول إلى رضاها أحد الأهداف الاستراتيجية لمن يريد الصعود في عهد «مبارك»..

الكل صار يجري بعيدا عن عائلة الرئيس وكأنه لم يكن بالنسبة لهم قدس الأقداس الذي لا يمس، وبدأنا نقرأ بعض التبريرات التي أراها جديرة بأن نضعها تحت باب نطلق عليه «طرائف حكايات الثورة».. من أكثر هذه الطرائف التي تثير الضحك ما قاله «أشرف زكي» نقيب الممثلين السابق وكان هو أكثر المؤيدين لنظام «مبارك» بل كان هو زعيم المؤيدين منافسا في هذا المجال «عادل إمام»، حيث استغل موقعه كنقيب للممثلين وكان هو المدبر الرئيسي للمظاهرة التي شارك فيها عدد كبير من النجوم وخرجت من ميدان «مصطفى محمود» حيث رأينا عددا منهم وهم يرفعون شعارات تحمل اسم «مبارك» مثل غادة عبد الرازق، روجينا، مها أحمد، أحمد بدير، زينة، سماح أنور.. وغيرهم.. «أشرف» قال مؤخرا إنه لم يذهب إلى ميدان مصطفى محمود لتأييد «مبارك» ولكن من أجل أن تتوقف الشتائم التي تنال من «حسني مبارك» باعتباره رئيسا ورمزا لمصر، وعندما سألوه عن صورة «مبارك» التي كان يحملها في يده بكل فخر وإعزاز أجابهم: «لقد هددني عدد من البلطجية وأجبروني على رفعها ولم أكن أستطيع أن أقول لهم لا».. وكأنه يتبرأ في لحظة واحدة من كل تاريخه الذي كان فيه يدعو لمبارك، بل إن الدولة عندما دعمت «أشرف زكي» ومنحته العديد من المناصب كانت تنتظر منه هذا الولاء المطلق! أما أكثر العائلات التي انقلبت على «حسني مبارك» فإنها عائلة عماد أديب وشقيقه عمرو وزوجة شقيقه لميس الحديدي.. كان للثلاثة أدوار معروفة في حياة حسني مبارك تحمل كل أفكار النظام.. منها مثلا نظرية الخروج الآمن التي أعلنها عماد أديب قبل نحو ثلاثة أعوام، وكان المقصود بهذا النداء الخروج الآمن لحسني مبارك والدخول الأكثر أمنا لابنه جمال لكي يصبح رئيسا للجمهورية ووالده على قيد الحياة، لأن الكل كان يعرف أن حسني مبارك لو غاب عن المشهد فلا يمكن أن يأتي ابنه جمال وأن الطريقة الوحيدة لفرض جمال رئيسا هي في تحقيق ذلك ووالده لا يزال ممسكا بالسلطة في يده، ولهذا كان ينبغي أن يتم ترديد نظرية الخروج الآمن للرئيس، ولكن من الواضح أن دعوة عماد لم يحدث عليها نوع من الإجماع داخل دائرة الرئاسة، وهكذا، على الرغم من أن الفكرة خرجت من بيت الرئيس وبموافقة كل الأطراف، فإن البعض بعد ذلك لم يرتح إليها، أو إن توقيت إعلانها لم يكن ملائما. ورغم ذلك، فإنه بعد تنحي حسني مبارك كان عماد حريصا على أن يقدم قراءة أخرى لتلك المقولة، وهي أنه كان يعني بها فقط رحيل حسني مبارك عن الحكم وليس التمهيد لجمال رئيسا خلفا لوالده على الرغم من عشرات التسجيلات التي كان يعدد فيها عماد مآثر جمال وضرورة أن يخلف والده على اعتبار أن هذا هو الطريق الوحيد لمصر إذا أرادت أن تحيا حياة مدنية بعد مبارك.. كان عماد أيضا هو صاحب حديث الساعات الست عام 2005 الذي حمل اسم «كلمتي للتاريخ». وليس سرا أن أقول إن الدولة كانت تنتظر الكثير من خلال هذا الحديث الذي تم تسجيله قبل أن يستعد حسني مبارك لولايته الخامسة لمصر. واختار مبارك عماد أديب طمعا في تحقيق نجاح جماهيري، إلا أن النتاج النهائي لهذا الحوار جاء مخيبا للآمال، ولهذا لم يذع سوى مرة واحدة على الرغم من تعدد المناسبات الوطنية التي كانت تستحق أن يجد البرنامج له مساحة على الخريطة فيها.. كانت لميس الحديدي هي المسؤولة الإعلامية عن حملة حسني مبارك في ولايته الخامسة، كما أن تسجيلات عمرو أديب في برنامجه «القاهرة اليوم» لا تحمل إلا الدعاية لمبارك وابنه جمال رئيسا من بعده.. كبار الكتاب، خاصة في الصحف القومية تحولوا جميعا إلى مجموعة من الناصحين.. الكل أكد أنه كثيرا ما شجب وتحدى وواجه الفساد، ولكن زبانية النظام كانوا دائما ما ينقلون الصورة الوردية للرئيس، وأنه لم يتوقف عن توجيه النقد للرئيس وعهده. ولكن «تقول لمين؟».. فساد النظام كان يسيطر على كل شيء، وأن هذا الإعلامي الذي كان يدافع عن الرئيس، أصبح في يوم وليلة هو المهاجم الأول لعهده وفساده الذي كان يزكم الأنوف.. الكل كان يعرف أن عددا من البرامج في القطاع الخاص الفضائي كان الغرض من إنتاجها هو التمهيد لتوريث جمال الحكم مثل برنامج «واحد من الناس»، وأن خطة البرنامج تبدأ بأن يهاجم في الجزء الأول الحكومة التي تذل أعناق المواطنين، ولا بأس من أن يهاجم رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، ثم تأتى المنطقة المحورية في البرنامج وهى استضافة فنان وسؤاله عن رأيه في جمال مبارك رئيسا، وهل هذا يعد توريثا، وتأتي الإجابة بأن هذا ليس توريثا وأن جمال مواطن مصري من حقه أن يتمتع بكل حقوقه الدستورية مثل أي مواطن.. من التحولات أيضا، ما رأيناه مع الماكيير محمد عشوب الذي كان يؤازر حسني مبارك وكان مبارك يستعين به في مكياج وجهه قبل التسجيلات التلفزيونية؛ بل إنه هو الذي أوحى للكاتب يوسف معاطي بكتابة سيناريو فيلم «طباخ الرئيس» والذي يقدم علاقة بين الرئيس وأحد أفراد الشعب، واستبدلوا «الطباخ» بـ«الماكيير».. فوجئت به ينقلب عليه ويعلن تبرأه منه وندمه على السنين التي قضاها في تجميل وجه الرئيس.. وحكى عشوب كيف أن الرئيس كان يتبسط معه إلى درجة أنه يقول إنه عندما تحتاج الدولة إلى أموال عاجلة كان يلجأ إلى الملك عبد الله الذي كان يرسل من حسابه الخاص الأموال المطلوبة، ولكنه كان يخشى أن يطلب ذلك من معمر القذافى لأنه من الممكن أن يفضح هذا الموقف عالميا!! النجوم الذين التقوا مع مبارك قبل بضعة أشهر في اللقاء الذي ضم عددا من الفنانين من مختلف الأجيال.. هؤلاء الفنانون بعد انتهاء اللقاء كانوا حريصين على أن يصدروا للجمهور معلومة أن الرئيس لا يزال بصحة جيدة ويمسك البلد بقوة.. هؤلاء الفنانون انقلبوا على مبارك وصاروا ينعتوه بـ«الطاغية» بعد أن كان قبلها بأسابيع فقط هو الرئيس المحبوب. الغضب توجه مباشرة إلى مبارك والعائلة، وكلما اقتربوا من مبارك أكثر، كان إحساسهم بضرورة الهجوم عليه أكثر!! عادل إمام يطلب من الناس أن يحاسبوه على أفلامه، رغم أنه صاحب المقولة الشهيرة: لولا الرئيس مبارك، ما كان من الممكن أن ترى هذه الأفلام النور. وروى أكثر من واقعة متعلقة بأفلام مثل «بخيت وعديلة» الجزء الثاني واسمه «الجردل والكنكة»، مؤكدا أن الدولة اعترضت على الفيلم وأن الذي دافع عن حقه في التعبير هو مبارك.. كذلك فيلمه «السفارة في العمارة» الذي اعترضت عليه الرقابة كما ذكر عادل إمام أكثر من مرة، بينما الذي دافع عن الفيلم هو حسني مبارك، وهو الذي أمر بتنفيذه ولولاه ما كان من الممكن أن يرى الفيلم النور.. إن أفلام عادل التي كانت تواجه الظلم وتتصدى للإرهاب والتطرف الديني لم تكن سوى أفلام للتنفيس عن الجمهور، والدولة ممثلة في مبارك كانت حريصة على تقديمها، ولا أتصور عادل سوى أنه يسعى لإرضاء السلطة السياسية بهذه الأفلام المصنوعة طبقا لأوامر السلطة السياسية.. ورغم ذلك، فإنه عادل كان أحد أعلى الأصوات التي أعلنت تحولها المفاجئ بعد أن أيقن بانتهاء عصر مبارك والتطلع إلى زمن آخر بعد نجاح الثورة، ولهذا حرص على المسارعة بنفاقها لعل وعسى؟! كانت الإذاعة المصرية قبل نحو أكثر من عشرين عاما تقدم برنامجا إذاعيا للراحل علي عيسى عنوانه: «قل ولا تقل»، الغرض منه إصلاح عدد من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية.. ولأننا صرنا نستخدم كثيرا تعبير «حظر التجول» الذي بدأ ترديده مباشرة بعد ثورة 25 يناير، فأنا أرى أنه لا خطورة من «التجول» لو قارناه «بالتحول» الذي بات هو الشائع في الحياة السياسية في مصر.. ولهذا هو الأجدر بإصدار قانون سريع يقضي «بحظر التحول»!!

الشرق الأوسط في

18/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)