حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

طلعت زكريا:

لم أغير موقفي وأعترف بجميل مبارك عليَّ

القاهرة ـ من محمد عاطف

أكد الفنان طلعت زكريا ان موقفه لم يتغير لأن مبارك ساعده في محنة مرضه وأرسله في طائرة خاصة، وهذا يجعله يشعر بالجميل ناحيته، وهل من المفروض أن يقذفه بالحجارة لأنه تبنى نظاما فاسدا لا أستطيع ان افعل ذلك.

عن مهاجمته لشباب ميدان التحرير قال طلعت:

قلت ان الشباب هم أقاربي وأصدقائي والذين يدخلون أفلامي، وقلت خلال الثورة ان بعض الشباب الذي وجد في التحرير كان سيئ الطباع، وأنا ثابت على موقفي لأن الأرزاق بيد الله ولا يهمني موضوع وجود اسمي في القائمة السوداء، التي تضم عددا من الفنانين الذين ربطتهم علاقات ود مع النظام السابق.

عن حواره مع أحمد شوبير حول مبارك قال طلعت: تحدثت مع شوبير عن الجوانب الإنسانية في شخصية مبارك وهذا حقي، اما الجزء الخاص بحكم مبارك فعندي اعتراضات عليه منذ سنوات طويلة.

نفي طلعت زكريا وجود مشاكل في فيلمه الجديد 'الفيل في المنديل' وكل المشاهد الخارجية تم تصويرها قبل ثورة 25 يناير، ومازال هناك يوم واحد في التصوير نسعى الى اتمامه حتى يجهز الفيلم للعرض.

حول عدم تخوفه من فشل الفيلم لاعتراض الشباب على موقفه من الثورة: سوف نعرض الفيلم بالموسم الصيفي المقبل، وكما قلت هذا رزق من عند الله سبحانه وتعالى.

·         هل هناك اعتراضات رقابية حول أحداث الفيلم؟

* لا توجد اعتراضات رقابية، خاصة ان الفيلم يقدم صورة للبطولة من خلال شخصية سعيد الذي يسعى ليكون بطلا لتأثره بشخصيتي رأفت الهجان وجمعة الشوان، وينجح بالفعل في تحقيق رغبته ويكلف بمهمة خارج مصر وينجح فيها ويصبح بطلا وقدوة للشباب العربي، والرقابة تفهمت الموضوع وتمت الموافقة على السيناريو والرقابة تابعت التصوير.

·         هل مازلت تفكر في فيلم 'حارس الرئيس' الذي حصلت على موافقة سابقة عليه؟

* الموضوع طرف المنتج محمد ياسين الذي يدرس الموقف جيدا، وأرى ان العمل يصلح لأي وقت لأنه غير مأخوذ عن رئيس بعينه، بل انه يركز على من يحرسون أي رئيس بأي دولة.

القدس العربي في

16/03/2011

 

الفيلم المغربي 'أيام الوهم':

اساءة كبيرة إلى السينما المغربية

حسن بنشليخة  

أهلا وسهلا بكم في منتدى الرعب مع ممارسة الابتذال المتعمد، والوقاحة الزائدة بوصفات العنف الإباحية، ومنذ البداية يدرك المشاهد انه قادم على مشاهدة فيلم أجهض قبل ولادته، لأنه مبني على كمية من الأوساخ الطائشة المتطايرة على نحو رديء. انه الفيلم المغربي 'أيام الوهم' لمخرجه طلال السلهامي، وان كان يريد أن يغامر في عالم الرعب يشبه في كل مراحله منذ البداية حتى النهاية السلسلة الأمريكية المتلفزة 'المبتدئ' التي يديرها المليونير الأمريكي الشهير دونالد ترمب.

وبزخم ثقيل من الكدر والقليل من التفكير شاهدنا هذا 'الفيلم' الذي نعتبره نسخة مستنسخة للسلسلة المتلفزة التي تعتمد على التنافس للحصول على منصب، يضطر معها المتنافسون على صياغة الولاءات أو التناحر في ما بينهم للوصول إلى الهدف. الفارق الوحيد هو أن المتناحرين بينهم في سلسلة 'المبتدئ'، لكسب عطف دونالد ترمب وتشغيلهم، يقومون بذلك داخل ناطحات السحاب في مدينة نيويورك، ويحصل الفائز في الأخير على عمل قدره 250 ألف دولار سنويا، في إحدى شركات ترمب. أما أبطال المخرج طلال السلهامي الخمسة فيتناحرون بينهم في الصحراء المغربية لكسب منصب داخل شركة Matsuika (لا تحاولوا فهم هذا الاسم أو لغزه لأنه من باب الخيال الزائف). المهم أن Matsuika، شركة يابانية متعددة الجنسيات فتحت أبوابها في المغرب واستقدم الرئيس التنفيذي بها خمسة أفراد بخلفيات مختلفة وملامح متناقضة للتنافس على منصب داخلها. وخلال اجتماعه بهم، ينبه الرئيس التنفيذي الأشخاص الخمسة، تماما كما يصنع دونالد ترمب، الى أنهم مقبلون على مهمة غامضة في مكان سري، ومن استطاع أن يفك اللغز يحرز على الشغل مع الشركة.

تجفيف المال العام

تتناوب على كنز صندوق الدعم المغربي نفس الخلية من الذباب المتخصص في تجفيف المال العام. فمنتج فيلم 'أيام الوهم' ليس أكثر من نبيل عيوش، الذي يعتبره الكثيرون الطفل المدلل من طرف مدير المركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل، الذي أصبح يحظى بالدعم كلما قدم أي مشروع رغم خزي وسخافة وتفاهة أفلامه، على حساب المخرجين الأكفاء من أمثال محمد العسلي وياسمين قصارى ومحمد حسيني وإسماعيل فروخي واحمد المعنوني وآخرين. هذا مع العلم أن نبيل عيوش لا يحمل حتى شهادة البكلوريا ناهيك عن أي شهادة في الإخراج السينمائي. إن تشويه السينما المغربية عن طريق أفلامه الكرتونية القذرة التي لا تصلح إلا لتغليف المواد النتنة تكفي لتعليق الجرس لوضع حد لمصاصي مال الدعم العام من صندوق الضرائب. ففيلم 'أيام الوهم'، إذا اصطلحت عليه تسمية فيلم، نجمه الصحراء، وليس أي شخص آخر. هذا 'الفيلم' مثله مثل سلسلة ترمب المتلفزة لا يحتاج، على أي حال، إلى ممثلين ومع ذلك تقاضى 'الممثلون' في فيلم 'أيام الوهم' مبالغ مالية لا يعلمها إلا المانح والمتلقي، لكن الذي نعرفه هو انه كان هباء. الفاصل بين المنتوجين هو أن دونالد ترمب يدفع مصاريف منافسيه من جيبه، في الوقت الذي يتحمل المركز السينمائي المغربي عبء هؤلاء. فنبيل عيوش المعروف بأفلامه المسوخية الإباحية في شكلها، والفارغة في محتواها، والمريضة في لغتها، تريد أن تعلم أجيال اليوم الكلام الساقط وهز البطن وتحاول نشر العاميات التي تشل قوة التفكير وتقتل كل القيم في المجتمع. لكنه قرر هذه المرة توظيف أموال دافعي الضرائب في أفلام الرعب السخيفة التي لا صلة لها بالمجتمع المغربي، والأسوأ هو أن فيلم 'أيام الوهم' بضاعة من الخيال القذر المسروقة أعيد تصنيعها لبيعها على أساس أنها 'فريدة ومتميزة'.

اقتياد السينما المغربية إلى المسلخ

تبدأ قصة الفيلم بسفر لانهاية له تجاه الصحراء المغربية وتتعرض الحافلة التي تقل الخمسة أشخاص إلى حادث ويحاصر الجميع داخلها، حيث لا نوافذ للحافلة (احبسوا أنفاسكم ربما عثر المغرب على مخرج من صنف هيتشكوك). المصادفة الغريبة أن المتفرج يشاهد هذا الفيلم في قاعة بلا نوافذ كذلك! وبفضل جهد مشترك يتمكن الكل من إجلاء الحافلة ليتنبهوا الى أنهم في وسط الصحراء وبدون سائق، الذي يبدو انه اختفى (يا للعجب). بعدها يتساءل الكل إن كان الحادث أول حيلة صممت لاختبارهم جسديا (نتساءل معها كذلك لماذا تريد شركة يابانية امتحان هؤلاء جسديا وليس عقليا؟). ولم يبق أمام هؤلاء المتنافسين الخمسة إلا المشي في البرية ليهيموا على وجوههم ويختبروا أنفسهم وشجاعتهم على مواجهة مخاوفهم. وتبدأ قصتهم المروعة مع القتل والانتقام ومشاهد الدم والعنف يطلق معها المخرج العنان لسلوكه المريض ورغباته الملتهبة يبتلع معها لسانه. وتتكرر عشرات المشاهد، في حين لم يكن المشاهد قادرا على فهم أسباب بث عويل أو صراخ ملهوفين.

ما نشاهده بعد ذلك لا يتطلب أي مستوى معين من التفكير. ومن الأفضل للمشاهد أن ينساق مع هذه المتاهة التي تحصل في الصحراء ويتمنى أن تنتهي في اقرب وقت! واشعر بالذنب أن أوصي أي إنسان بدفع ثمن تذكرة لمشاهدة هذا الهراء. انه فيلم لن يقدم للمشاهد إلا حالات من الإحباط. فيلم مريض وسخيف وبوحشية دموية بلا هوادة، مؤلم وسادي، كالح ومحبط، متقزز وبشع يدفع المشاهد إلى حمل رأسه بين يديه خلال جزء كبير من الفيلم. وجاءت فخاخ المؤامرة للانتقام غبية وشنيعة بعنف مقترف. إنها ساعة وخمس وأربعون دقيقة من العبث والخبث الزائد أفضل عبء مشاهدة مسلسل مكسيكي ركيك على التلفزيون المغربي المدبلج بالعامية المغربية على تبديد وقتي مع هذه النفايات النتنة. فالممثلون الخمسة بدون استثناء كريهو الفم ومعتوهو الشخصية ولا يسجلون أدوارهم إلا بالكاد ويحاولون قدر المستطاع أن يظهروا على أنهم حقيقيون، كما هو المتوقع، لكنهم يتحولون إلى خشونة ثقيلة. هؤلاء الخمسة لا يصلحون للعب دور الرعب الذي يريد المخرج منه أن يكون عموده الفقري. وينتهي الفيلم بطريقة مثيرة للسخرية يتساءل معها المشاهد إن كان مجرد خليط من بقايا قطع الفاكهة الفاسدة وضعها المخرج في طاحونة وصنع منها عصيرا تفوح رائحته الكريهة وتتسبب للمشاهد في المرارة من كثرة أذاها.

هكذا تهدر أموال دافعي الضرائب بدون مسؤولية لاقتياد السينما المغربية إلى 'المسلخ'، ومع ذلك يفتخر بعض المسؤولين عن القطاع السينمائي المغربي بعدد الأفلام الهابطة التي ينجزها المغرب سنويا، وبذلك يكون تفوق حتى عن السينما الايطالية. من استرعى الذئب ظلم، وإلا كيف يعقل لإنسان أن يمول ويفتخر بأفلام تتسم بالضعف والإفلاس، أخرجها نفس المخرجين المهوسين، الذين يتناوبون على المال العام، ولا يميزون بين الرداءة والابتذال مثل فيلم (الخطاف) و(كازانيغرا) و(حجاب الحب) و(لحظة ظلام) و(ملائكة الشيطان) و(المنسيون) و(ماروك) و(كل ما تريده لولا) و(براق) و(قنديشة)، وأخيرا فيلم (اكس شمكار) الذي بمجرد استحضار اسمه أكاد أن يغمى علي. الظاهر أن الكثير ممن يسمون أنفسهم مخرجين مغاربة ومعهم بعض الصحافيين الذين يتاجرون بأقلامهم كما تتاجر العاهرات بأجسادهن، يهللون لكل من يمنحهم نصيبهم من الصيد ولا يهمهم إن كان أمسكته الحبال أو أسقطته النبال.

نحن لا نستغرب من هذا الوضع فهو نابع من ترديات نفسية تتحكم فيها عقلية رجعية تحاول الانفراد بالساحة السينمائية المغربية، ليخلو لها الجو لتمرير ما تريد. هذه العقلية حصيلة ايديولوجية حاقدة بجرح غائر ومغازلة للكبرياء وفرض وجهة النظر الواحدة، حتى وصل الأمر للتصادم وتبادل التهم. انه انحطاط القيم الأخلاقية، المهم عند أصحاب النظرة الواحدة هو خلق الفرص لبعض 'البلطجية' لتحرص على ما استرعى إليها من نوع الصفقة التي ترفعها وتقربها من المختلسين. وهذه العقلية لا تتطلب الكثير من الخداع والمكر بقدر ما تقوم على مهارة مبدأ 'انهب واركض'. إنها عقلية بفروع في شجرة حنظل واحدة تقوم على الزحف المالي والإداري على حساب ثقافة السينما الراقية والفنون الهادفة.

*ناقد ومخرج سينمائي مغربي

القدس العربي في

16/03/2011

 

«المقاتل».. العائلة تهزم الفشل بالضربة القاضية

كتب محمود عبد الشكور 

كاد الفيلم الأمريكي «The fighter» أو «المقاتل» الذي نافس علي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم لهذا العام، أن يكون عملاً تقليديًا يشبه الكثير من أفلام صعود الرياضيين (خصوصًا نجوم الملاكمة إلي منصة التتويج بلقب عالمي)، لولا أنه أضاف إلي الصورة لمسات أعمق للعلاقات الإنسانية، كل أيقونات أفلام الملاكمة الأمريكية موجودة في المقاتل مثل الهزيمة ثم الانتصار بقوة الإرادة، ومثل وجود مدرب وحبيبة للبطل يساهمان في نجاحه، ولكن يضاف إليها في الفيلم دور خاص لفكرة العائلة التي تدفع ابنها للأمام فتصعد معه وقد كانت العائلة دومًا من الأفكار المحورية في هوليوود وأفلامها وهكذا سيفوز بطلنا ولكن بقبضة عائلته الكبيرة (والده ووالدته وشقيقه المدرب وشقيقاته الخمس)..

أو عائلته الأصغر (وهي حبيبته التي تبحث مثله عن النجاح والصعود).. المقاتل إذن ليس مجرد فيلم جديد عن قصة حقيقية لبطل صعد إلي منصة التتويج، ولكنه مزيج بين كل أيقونات هذه القصص، مضافًا إليها تدعيم القيم الأمريكية كالعائلة والحلم الدائم بالصعود من أسفل إلي أعلي، وأتصور أن نجاح الفيلم وحصوله علي هذا الترشيح لأوسكار أفضل فيلم، بالإضافة إلي ترشيحات في فروع أخري، لا يرجع فقط إلي مستواه الفني، ولكن لأنه يتفاعل طوال الوقت مع القيم الهوليوودية والأمريكية عمومًا.

«المقاتل» الذي أخرجه «دافيد راسيل» هو أيضًا من الأفلام التي تستوحي قصصًا حقيقية، فالحكاية بطلها الملاكم الأيرلندي الأصل «ميكي وارد» الذي فاز ببطولة العالم في الملاكة لوزن خفيف المتوسط، ولكن السيناريو يفتش عن اللحظات الدرامية الهامة في حياته، وخصوصًا علاقته بثلاث شخصيات لعبت دورًا أساسيًا في تحقيق حلمه: الشخصية الأولي مدربه وشقيقه لأكبر «ديكي» (كريستيان بل الذي حصل عن دوره الجميل علي أوسكار مستحق لأفضل ممثل في دور مساعد)، وأمه «أليس» وهي أيضًا مديرة أعماله (ميليساليو التي حصلت عن دورها علي أوسكار لأفضل ممثلة في دور مساعد، وصديقته ثم زوجته «شارلين» (إيمي آدامز».

في كل مسار من هذه المسارات هناك شدّ وجذب، فالشقيق كان أصلا بطلا للملاكمة، ولكنه سقط في دائرة إدمان المخدر، والبطل «ميكي وارد» (مارك والبرج) حائر طوال الوقت بين اعترافه بفضل أخيه الذي علّمه ألف باء الملاكمة، وبين عدم قدرته علي الاعتماد علي شخص غائب عن الوعي طوال الوقت، أما الأم فهي سيدة قوية الشخصية للغاية، و«ميكي» لا يريد إغضابها، ولكنه لا يتقدم في حياته الرياضية بسبب سوء اختيار المباريات مما جعل منه مجرد أداة لكي تحصل العائلة علي المال، وتبقي «شارلين» التي كانت طالبة جامعية سرعان ما تركت دراستها لتعمل في حانة، هي لا تري وسيلة لكي يتقدم «ميكي» إلي الأمام إلا بأن يبتعد عن أسرته وخصوصًا شقيقه المدمن وأمه القوية، ويعاني «ميكي» بسبب ذلك من الصراع للاختيار بين عائلة سيكوِّنها مع «شارلين» وبين عائلة سيفقدها هي أسرته كبيرة العدد التي تعتمد عليه «ماديا»، ويكون حل كل هذه الصراعات في أن تتفق العائلة الكبيرة الحالية والعائلة الصغيرة المستقبلية لكي يحقق «ميكي» بطولة العالم في وزن خفيف المتوسط.

كما ترون، فإن مسار الصراع ليس فقط داخل حلبة الملاكمة، ولكنه بالأساس داخل العائلة، أما بناء السيناريو وإيقاعه فيمكن تقسيمه إلي ثلاثة أجزاء: في الجزء الأول نتعرف علي الشخصيات وخاصة «ميكي» و«ديكي» والأم في حين يبدو الأب ضعيف الشخصية تماما، وفي هذا الجزء ينظر «ميكي» إلي شقيقه باعتباره مثله الأعلي مع أنه حطام إنسان لدرجة أنهم يعدون عنه فيلمًا تسجيليا كبطل سابق تحول إلي مجرم وخارج علي القانون، وتظهر أيضا «شارليه» كفتاة جريئة وقوية الشخصية تعادل قوة الأم، وينتهي هذا الجزء بهزيمة «ميكي» الساحقة أمام ملاكم أثقل منه بتسعة كيلو جرامات بناء علي موافقة العائلة التي استفادت بالحصول علي أموال المشاركة في المباراة.

في الجزء الثاني تتطور العلاقة بين «شارلين» و«ميكي» إلي علاقة حب، وسرعان ما تلفت «شارلين» نظره إلي أنه لا يمكن أن يتقدم إلا بالانفصال عن عائلته، وتقاوم العائلة بدورها في هذا الاتجاه، ويحاول «ميكي» توفير المال حتي لا يغادر «ميكي» أسرته، وينتهي هذا الجزء بسجن «ديكي» و«ميكي» معًا بعد أن خالف الأول القانون، وبعد أن حاول الثاني الدفاع عنه أمام محاولات البوليس القبض عليه.

في الجزء الثالث يخرج «ديكي» وقد شفي من الأدمان بعد سجنه لمدة ثمانية أشهر، ويتحول الصراع إلي من سيدفع بالبطل إلي الأمام، مدربه الجديد ووكيل أعماله الجديد، أم أمه وشقيقة العائد، في هذا الجزء أفضل وأقوي مشاهد الفيلم لأنه يجمع ايقونات أفلام صعود الملاكمين «المباراة النهائية والمدرب والحبيبة»، مضافًا إليها فكرة العودة للعائلة «حيث الاعتماد من جديد علي الأم والشقيق والحبيبة معا، وإذا كان السيناريو في الجزءين من الأول والثاني يسير ببطء فإنه يصبح أكثر حيوية وقوة في الجزء الأخير، ربما كان يمكن اختزال وتكثيف بعض المشاهد في الجزءين الأول والثاني، ولكن يبدو أن الفيلم يتبع نفس استراتيجية الملاكم «ميكي وارد» الذي اشتهر بأنه يبدأ بطيئا ثم يسرع في ضرباته وحركته وصولاً إلي ضربة النهاية القاضية.

الحقيقة أن السيناريو متماسك والشخصيات رسمت بشكل جيد، ومقبول، «ميكي» مثلا يحب أسرته ويعشق أخاه، ولكنه أيضا يحب أن يكون مستقلاً، ويجب أن يختار بحرية خاصة أنه لا يتقدم إلي الإمام، والشقيق «ديكي» هو أكثر شخصيات الفيلم ثراء، إنه أيضًا يحب أخاه، ويحلم بأن يحقق للأسرة وللبلدة الصغيرة ما فشل هو في تحقيقه، ولكن «ديكي» عاجز عن ترك المخدرات حتي يجبره السجن علي ذلك، والفيلم يقدمه كشخصية متميزة في مجال الملاكمة رغم أن أهم انجازاته أنه هزم البطل الشهير «شوجر راي ليونارد» في مباراة لم يعرف فيها هل هزمه بسبب ضربة قاضية، أم أن «شوجر» هو الذي سقط لوحده، الأم أيضا هي مركز الثقل في العائلة، إنها تذكرنا بالأمهات في الأفلام الإيطالية في حين يبدو الزوج في الظل، وحريصًا تمامًا علي ألا يغضبها، أما «شارلين» فهي تريد أيضا أن تعوض فشلها الخاص الذي انتهي بها إلي إحدي الحانات لكي تكون زوجة بطل العالم في الملاكمة، ويقول الفيلم ببساطة إن الحلم بالصعود يحققه الفرد من خلال مساندة العائلة، فيصعد هو، ويصعد الجميع معه.

هناك مشاهد كثيرة جيدة قدمت علي مستوي الكتابة والأداء مثل بحث الأم عن ديكي الذي يهرب عندما تضبطه في منزل مشبوه مثل طفل صغير، وهناك مشهد عودة «ديكي» من السجن ليجد شقيقه يتدرب مع شخص آخر، ومشهد المواجهة بين «ديكي» و«شارلين» واتفاقهما في النهاية علي مساندته معًا، والمشهد الجيد جدًا الذي لعب فيه المونتاج دورًا أساسيا، حيث يتابع «ديكي» في السجن تنفيذ الخطة التي قدمها لشقيقه لمواجهة أحد منافسيه، المشهد يدور في أماكن ثلاثة: حلبة الملاكمة حيث المباراة، ومنزل الأم التي تتصل بابنها المسجون «ديكي»، والسجن نفسه حيث يتابع «ديكي» تفاصيل المباراة تليفونيا وسط ترقب المساجين، لقد نجح المخرج «دافيد راسيل» إلي حد كبير في تقديم المشاهد الحوارية المليئة بالتحولات والانفعالات «مثل مشهد لقاء ميكي مع ديكي في السجن» بنفس الدرجة التي أتقن فيها تنفيذ مشاهد مباريات الملاكمة التي طالما قدمتها الأفلام الأمريكية في صورة مدهشة، وإن كنت لاحظت أن صوت مؤثر الضربات لم يكن متزامنًا مع الحركة بطريقة ذكرتنا بأفلام الأكشن الهندية أو المصرية!

ولكن أهم ما نجح فيه المخرج برأيي هو إدارته لممثليه، لاشك أن المقدمة من نصيب «كريستيان بل» الممثل الفذ الذي قدم الشخصية في مراحل ثلاث: ملاكم سابق مدمن، وسجين يعاني من آلام الاقلاع عن المخدر، ومدرب محترف يقود شقيقه إلي منصة التتويج كبطل للعالم في الملاكمة، كل تفصيلات الشخصية قدمت ببراعة من المشية المترنحة إلي النظرات الغائمة التي سرعان ما تميل إلي الثبات بعد الشفاء، هناك ملامح طفولية واضحة في تصرفات «ديكي» سواء قبل أو بعد الشفاء، «ميليسا ليو» أيضا ممثلة راسخة أقنعتنا في مشاهد كمديرة أعمال قوية الشخصية، وحركت مشاعرنا كأم تحب أبناءها خصوصًا «ميكي» وهو يلاكم، و«ديكي» وهو يعاني من المخدرات، «مارك والبرج» كان مناسبًا أيضا لدوره، ولم يكن مطلوبًا منه سوي هذا الحضور الجسدي والأداء الحركي المقنع، مع بعض اللمسات الإنسانية في علاقته مع طفلة من زواج سابق، أو في حلمه بأن يكون مستقلا مع احتفاظه بحب أسرته أو في علاقته الجديدة مع امرأة أخري قوية الشخصية هي «شارلين» تكاد تكون أما جديدة تصعد به إلي القمة بالاضافة إلي أمه الأصلية!

روز اليوسف اليومية في

16/03/2011

 

موسم فتح الملفات: من قتل «السندريلا»؟

محمد عبد الرحمن 

لا شك فيّ أنّ «ثورة 25 يناير» ستعيد فتح ملفات عدة في القضاء المصري. وهنا، لا نتحدّث فقط عن ملفات الفساد المالي والسياسي، بل أيضاً عن القضايا الكبرى التي كان ضحاياها من الفنانين والإعلاميين... ولعلّ أبرزها قصة موت النجمة سعاد حسني في لندن عام 2001. عاد هذا الملف إلى الواجهة، وخصوصاً أن جميع المقرّبين من «السندريلا» أكدوا مراراً أن نفسيّتها وشخصيتها ومزاجها قبل موتها لم تكن تشي بأي ميول انتحارية، وأنّها قُتلت ولم تنتحر. وهو ما حاولت أسرتها، مع المحامي عاصم قنديل، تأكيده مراراً من خلال حثّ الجهات القضائية على إعادة فتح الملف وتشريح الجثة، لكن من دون جدوى.

أما اليوم، بعد سقوط نظام حسني مبارك، فقد أعلن بعض أفراد أسرة حسني أنّهم سيفتحون الملف من جديد من دون توجيه اتهام إلى أحد.

في هذا الإطار، استحضر بعض المراقبين اسم صفوت الشريف، ضابط الاستخبارات السابق في عهد جمال عبد الناصر والرجل القوي في نظام مبارك. وكان اسم الشريف قد ارتبط ـــــ ولو بالسر ـــــ بجهاز الاستخبارات قبل عام 1967. وهو الجهاز الذي تورط في استغلال الفنانات جنسياً لتحقيق أهداف استخبارية. لكن هذه المعطيات لم تتحوّل يوماً إلى أدلة قاطعة. لكن أصحاب هذه النظرية يؤكدون أنّ نية سعاد حسني كتابة مذكراتها وكشف علاقاتها بجهاز الاستخبارات في تلك الفترة كانا وراء قتلها في لندن.

لكن حتى الساعة، يبدو أن مهمة البحث عن حقيقة هذه الجريمة لن تكون سهلة، حتى بعد سقوط النظام السابق. والدليل أن ثلاثة من أبرز رجال هذا النظام لا يزالون خارج الملاحقة القضائية، وهم صفوت الشريف، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، ورئيس البرلمان فتحي سرور. كذلك فإن فتح ملف النجمة المصرية الراحلة يتطلب تعاوناً مع السلطات الإنكليزية التي لم تظهر أي رغبة في كشف غموض هذه القضية منذ وقوعها حتى الآن. وهو ما يتكرر في ملف غامض آخر: مصرع أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسكرتير الرئيس أنور السادات للمعلومات. ولا يزال مروان حتى الساعة متّهماً بأنه كان عميلاً مزودجاً للاستخبارات المصرية والإسرائيلية، علماً بأنه مات بالطريقة نفسها التي ماتت بها سعاد حسني، أي سقط من شرفة منزله في لندن. الأمر نفسه ينطبق على الصحافي المصري رضا هلال الذي اختفى من منزله قبل 8 سنوات ولم يُكشف مصيره حتى الآن، وإن كان شقيقه يتّهم جمال مبارك بالوقوف وراء إخفائه بسبب معارضته التوريث.

ذكرى ضحية الاستخبارات؟

رغم أن جريمة قتل الفنانة التونسية ذكرى كانت واضحة، فإن ذلك لم يمنع جمهورها من المطالبة بإعادة فتح ملف مصرعها، بعد ثماني سنوات على الجريمة المروعة. والمعروف أن زوج النجمة التونسية أيمن السويدي قتلها، ثم قتل مدير أعمالها وزوجته، قبل أن يقتل نفسه. وقد قيل وقتها إن الرجل عاد إلى منزله ثملاً ليرتكب جريمته، وفقاً لشهادة الخادمتَين اللتين كانتا في المنزل. لكن جمهور ذكرى يستند إلى شهادة طبيب السويدي الذي قال إن السويدي لا يستطيع تناول الكحول بسبب عدد من المشاكل الصحية. وهو الواقع الذي ينطلق منه جمهور المغنية الراحلة، مشيراً إلى إمكان تورّط جهاز استخباري عربي في هذه الجريمة.

الأخبار اللبنانية في

16/03/2011

 

 

تركيا على الشاشة الكبيرة

نديم جرجورة

يستحقّ النشاط السينمائي الذي تنظّمه «جمعية متروبوليس» في صالة سينما «أمبير صوفيل» في الأشرفية، قراءة نقدية تتجاوز الاحتفال باستعادات سينمائية كلاسيكية، أو ببرامج متفرّقة، شكلاً ومضموناً. ذلك أن الجمعية، التي شكّلت حيّزاً مستقلاًّ لسينما مغايرة للسائد التجاريّ، باتت اليوم محطّة ناشطة في مجال التواصل مع «تُحفٍ» سينمائية تساهم، بطريقة أو بأخرى، في تنمية الوعي الثقافي والمعرفة السينمائية للمهتمّين بالفن السابع، وفي مزيد من التواصل المعرفي بين هؤلاء المهتمّين والنتاجات المتنوّعة، المقبلة إلى بيروت من هنا وهناك.

النشاط الخاصّ بـ«جمعية متروبوليس» لم يعد محصوراً بعروض تجارية لأفلام منتمية إلى اختبارات ذاتية واستعادات مستلّة من التاريخين القديم والحديث للنتاج البصري الإبداعي، لأنه بات انعكاساً لاختبارات «حداثوية»، ولتجارب متفرّقة في الاشتغال الفني والجمالي والتقني لسينمائيين خرجوا من «النظام» الإنتاجي التقليدي الباهت وعليه، بهدف تحقيق إنجازات أكثر ذاتية وأوسع من أن تكون محصورة في أطر ضيّقة. والتظاهرة التي تُطلقها الجمعية مساء اليوم، بالتعاون مع «جمعية أزمير السينمائية» وبرعاية السفارة التركية في بيروت، دليلٌ على الانفتاح الثقافي اللامتناهي للجمعية، وعلى الرغبة في تفعيل العلاقة بين المهتمّين بالفن السابع والنتاجات السينمائية المختلفة.

بدءاً من مساء اليوم، ولغاية التاسع عشر من آذار الجاري، يُمكن للمهتمّين بالفن السابع مشاهدة سبعة أفلام تركية منتمية إلى الاختبار الحديث في المسار التاريخي لهذه السينما. سبعة أفلام استلّ مخرجوها مواضيعها من أعماق التجربة الذاتية والوقائع المعيشية والأسئلة الثقافية والفكرية للحياة والمجتمع والتفاصيل الإنسانية والأخلاقية، انطلاقاً من هاجس البحث في آلية الاشتغال السينمائي المتوغّل

في الانقلابات السياسية والاجتماعية، وفي الأسئلة الثقافية والحياتية والاقتصادية، التي بدّلت المسار التاريخي للمجتمع التركي، وجعلت الصورة إحدى أكثر أدوات التعبير قدرة على إعادة تشكيل الأسئلة، والسعي إلى معالجتها، أو إلى البحث عن أجوبة عنها، أو إلى التواصل معها على الأقلّ.

الثامنة مساء اليوم، تنطلق تظاهرة الأفلام التركية، بعرض أحد أجمل الأفلام التركية التي أُنجزت في الأعوام القليلة الفائتة: «عسل» لسميح كابلانوغلو (يُعاد عرضه السادسة مساء السبت المقبل). ذلك أن الأهمية الإبداعية الكامنة فيه متمثّلة بشفافيته البصرية، وبراعة التوغّل السينمائي في الذات البشرية الباحثة عن خلاصها في مواجهة خبث القدر. وإذا كان «عسل»، الفائز بجائزة «الدبّ الذهبي» من مهرجان برلين السينمائي في دورة العام الفائت، ثالث ثلاثية أرادها كابلانوغلو مداخلة سينمائية في شؤون الذات والروح والعلاقات العائلية والمأزقين الروحي والأخلاقي في مقابل الموت والعدم والبيئة الخاصّة والضيّقة، فإن مشاهدته بشكل مستقلّ عن سابقيه تتيح للمهتمّ فرصة التمتّع بمعنى الصورة السينمائية أولاً، وبقدرتها على ابتكار أشكال أخرى للحياة والموت ثانياً.

غير أن «عسل» لن يكون الفيلم الوحيد القادر على إثارة المتعة. فالبرنامج الموضوع للتظاهرة حافلٌ بعدد من الأفلام الجاذبة، لمتانتها البصرية، ولجمالياتها الدرامية والفكرية والثقافية والفنية، ولبراعة مخرجيها في جعل الصورة مدخلاً إلى متاهات الدنيا وأحوالها المعقّدة والتائهة وسط التحوّلات الكبيرة في المجتمع والسياسة والتفاصيل اليومية. بالإضافة إلى فيلمي نوري بيلجي سيلان «مسافة» (الثامنة مساء 17/ 3) و«ثلاثة قرود» (الثامنة مساء 18/ 3)، هناك «تقوى» (الثامنة مساء 16/ 3) لأوزير كيزيلتان و«الوردية الخطأ» لمحمود كوزكن (العاشرة مساء 16/ 3)، و«هدف حياتي» لمراد سيكر (العاشرة مساء 17/ 3)، و«آدم والشيطان» لبارس بيرحسن (العاشرة مساء 18/ 3). هذه أمثلة عن نتاج سينمائي تركي مثير لمتعة المُشاهدة والنقاش النقدي.

السفير اللبنانية في

16/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)