حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خالد الصاوي:

انتظرت الانفجار.. ولم أتوقع أن تكون ثورة الشباب المصري بهذه العظمة

بقلم : نسرين السعداوي

نجم متعدد المواهب له رؤية فنية خاصة به ولذا يفاجئنا من حين لآخر بأعمال فنية جريئة شكلا وموضوعا، تتميز أعماله الفنية بمضمونها الإنساني أو الهدف الاجتماعي أو البعد الإنساني ، نجوميته نتيجة تراكم عناء السنين ونضوجه فنيا وثقافيا وإنسانيا اخترق به وجدان الجماهير، فنان يتميز بالفن الجميل والصبر الطويل أول من نادي بالثورة من خلال أحدث أعماله الدرامية «أهل كايرو» ولذا سألناه:

·         هل كنت تتوقع هذا الانشطار والانجراف الشعبي في هذه الثورة؟

- نعم كنت أتوقع هذا الانفجار ولكن لم ولن أتوقع عظمة هذه الثورة وعظمة هذا الشعب وصموده هكذا، وسر عظمة هذه الثورة تكمن في حدوثها تحت ظل مناخ كله فساد في ظل عصر استبيحت فيه حقوق المواطنين بالكامل والتصرف فيه علانية بمنتهي البجاحة أرضا وإنتاجا وثروة وماء وهواء، وكم هذا القمع لدرجة أن أحد موظفي بعض الوزراء أعطي أحد المواطنين الذين يعانون كماً من الأزمات علبة كبريت وقال له «افعل ما تشاء ولو تريد حرق نفسك اتفضل» ياه كم كان هذا النظام إهداراً لحقوق الإنسان الشرعية والطبيعية وامتهانا لكرامة وحرية الإنسان من خلال قمعه بكل الوسائل غير المنطقية وتوزيع الوظائف بالواسطة والرشوة ودس الفن الهابط بكل أنواعه عن قصد وتعمد ليسود الفساد في النسيج الاجتماعي ويصير شيئا طبيعيا حياتيا وأنا تناولت ذلك بشكل غير مباشر من خلال مسلسل «أهل كايرو» وعظمة هذه الثورة أنها ايقظت الشباب الذي كان يتوهم به العالم سواء الشرقي أو الغربي، إنه استسلم للواقع المشين وانتهت صلاحيته ولكن بهذه الثورة التي صارت فيما بعد شعبية بكل المقاييس أعادت للمصري كرامته وبطولاته التي يتحدث عنها التاريخ أمام العالم اجمع الذين يحاولون الآن تحليل هذه الثورة ودراستها بدقة.

·         لكن مسلسل «أهل كايرو» كان به تناقض؟

- التناقض شيء طبيعي وبديهي موجود بكل ما يحيط بنا ولكن بدرجات مختلفة ومتفاوتة ونحن البشر الله خلقنا بهذه الصفات المتناقضة وأحيانا يكون التناقض ميزة ومهمة الفن ورسالته الأساسية إبراز هذا التناقض بشكل لائق لكي يكون مميزا وأي عمل فني يثير الجدل والإثارة هذا يعني أن له رد فعل إيجابيا عند كل المستويات والأعمار والأجناس وهذا يعني أنه مختلف الأذواق مما يؤكد نجاحه وهذا شيء اسعدني جدا جدا بالطبع.

·         ما الرسالة التي تريد توصيلها من هذا المسلسل؟

- الرسالة إنسانية وتريد التخلص من عبارة «نحن كده» فمثلا الذين يقدمون أعمالا فنية وإبراز القبح والعشوائيات والسلوكيات الشاذة بين المصريين والمبالغة في تقديم العنف والفظاظة دون وضع حلول إيجابية لهذه المشاكل هؤلاء هم أعداء مصر لأنهم بذلك يشهرون ويسيئون لسمعة مصر وكل العالم المتطور كأمريكا وألمانيا وباريس وغيرها، عندهم مناطق عشوائية رديئة وأيضا مشاكل اقتصادية، ولكن عند طرحها ومناقشتها فنيا يبرزون أسبابها الحقيقية وكيفية التخلص منها جذريا.

·         لكن لغة كلمات أغنية تتر المسلسل متداولة شعبيا؟

- الشاعر أيمن بهجت قمر يقصد ذلك حتي يستطيع توصيل الكلمات ببساطة ليفهمها رجل الشارع البسيط وأنا تركت هذه المهمة لأيمن لأنه يتمتع بموهبة لغة التداول الشعبية البسيطة بين شرائح المجتمع لأنه دائما يتعايش معهم وعندما سمعتها للمرة الأولي أصابني القلق لأن الكلمات تكشف بوضوح مباشر عورات المجتمع ولكن عندما سمعتها لأكثر من مرة اقتنعت تماما بها وتأكدت أنها تناسب هارمونية الدراما وفوجئت بعد انتهاء المسلسل بأن الأغنية تذاع كأغنية مستقلة بناء علي رغبة الجماهير من حين لآخر وإلي الآن بإذاعات الـ FM .

·         فلسفتك في اختيار اسم «أهل كايرو» بدلا من «أهل القاهرة» ؟

- نحن نريد من هذا الاسم السخرية من الظروف السيئة التي تتعرض لها القاهرة وفرضت نفسها عليها وحولتها من القاهرة إلي عربة كارو أي كايرو وهذا الاسم الذي اطلقه كاتب المسلسل «بلال فضل» بعد توضيح وجهة نظره في الاسم.

·         العمل الفني الذي صنع نجومية خالد الصاوي؟

- أعتقد أن مسلسل «أهل كايرو» هو نقطة التحول في حياتي الفنية بأهم مرحلة فنية مهمة في حياتي واستطاع أن يفجر كل أدواتي الفنية ويبرز نضوجي وخبرتي الفنية المتراكمة وامتزاج كل ذلك وانصهر بذكاء المخرج محمد علي بما يمتلكه من اساس فني مرهف وتميزه بالبعد عن النمطية والتقليدية وكل الأمور المألوفة ويمنح الممثل مساحة ليستطيع توظيف إمكانياته الفنية بشكل موضوعي بالإضافة إلي مهارته الفنية في كيفية توظيف الموهبة الفنية بشكل جذاب وشيق ورشيق.

·         حلمك الفني بعد الثورة؟

- أحلم بالمشاركة في أي عمل فني يتناول الثورة بكل ما فيها من مفردات ويطرحها بشكل موضوعي لائق يناسب عظمتها وحاليا أقوم بعمل مسلسل «خاتم سليمان» وهذا المسلسل يعتبر جديدا من نوعه شكلا وموضوعا ومضمونا ويناسب زمن ما بعد الثورة وتشاركني البطولة فيه رانيا فريد شوقي وإخراج أحمد عبدالحميد.

·         رؤيتك للجماهير بعد الثورة؟

- الكل هادئ الأعصاب ويعيش علي حلم جميل ورأيت الابتسامة عادت إلي وجه الجماهير المصرية التي أصبح لديها الآن وعي كامل وتدرك الردئ واستيقظت من غيبوبة الفساد ونهضت من مستنقع الانتهاك الإنساني الذي عاشته علي مدي ثلاثين عاما وضرورة تقديم فن يخاطب وجدان وعقل الجماهير وتسمو بهم إلي الفضيلة وتحث علي العمل والمثابرة والصمود والتحدي ومعرفة الأجيال الجديدة أنه لابد من بذل الجهد والعرق والدموع ثمنا للحصول علي المجد ولا يوجد بديل عن ذلك وكفانا أوهام الإعلانات التي توهم الشباب بالثراء الفاحش من السماء ما بين يوم وليلة فكانت هذه خطة هزلية كدعوة إلي الكسل والجمود العقلي والتواكل ولكن الحمد لله أثبت شباب مصر من خلال الثورة أنه مازال البطل كما يقول التاريخ واستطاع أن يواجه الرصاص والقنابل والرشاشات المسيلة للدموع بالإضافة إلي الغيوم والضباب والبروباجندا التي كانت تنشرها بعض وسائل الإعلام المصرية للأسف وجميع وسائل الإعلام الأخري كانت تنقل الأحداث بصدق وبمرآة شفافة والانتهازيين الذين صاروا كالحرباء تتلون حسب الظروف وتعلقوا في ذيل الثورة وهؤلاء كانوا هم المستفيدين من النظام ومؤيديه فجأة تحولوا إلي حكماء وعقلاء وكونوا بما يسمي «حكماء وعقلاء الثورة» هؤلاء أشد خطرا من القنابل.

·         لماذا رفضت منصب رئيس البيت الفني للمسرح؟

- أنا لا أحب المناصب إطلاقا ولذا لم استطع قبول أي منصب وليس لدي وقت فأنا أفضل تفجير طاقتي الفنية من خلال أعمالي الفنية وهذه رسالتي الأساسية التي وهبت نفسي لها بمحض إرادتي.

·         بالفعل أنت الذي ترشح المشاركين معك فنيا؟

- لم أرشح فنانا إلا إذا طلب مني المخرج ذلك ودائما يتم التشاور بيني وبين المخرج وهذا تبادل آراء وليس في هذا عيب أن نختار الفنان الذي يشاركنا العمل ونشعر معه بالراحة النفسية لأنها تعتبر عشرة فنية لابد وأن تتوافر فيها المودة والألفة والتفاهم لنستطيع التناغم والتناسق فنيا ويولد فن جميل به عبق الحب المتفاني.

·         كيفية معالجة السلبيات من وجهة نظر خالد الصاوي؟

- معالجة السلبيات لابد وأن تكون أولا من خلال وسائل الإعلام المختلفة سواء المقروءة أو المرئية أو المسموعة ، ثانيا يأتي دور الفن كرسالة سامية شديدة التأثير في المجتمع ودور الجمعيات المدنية والأهلية وتضافر كل ذلك معا بالتأكيد سوف يكون لديه تأثير قوي إيجابي علي الشعب وهذا التالوث هم صناع الحياة والمسئولون في أي موقع لن يستطيعوا فعل أي شيء بدون هؤلاء الأطراف الثلاثة الذين يجب أن يكون لديهم هدف واحد وكلمة موحدة ومطالب شرعية إيجابية.

جريدة القاهرة في

15/03/2011

 

 

ثورة يناير ترفض سينما الهلس والابتذال

بقلم :نسرين السعداوي  

< رفيق الصبان: الجمهور لن يقبل سينما الجسد

< يسرا: سينما القيمة الأدبية والإنسانية

< محمود ياسين: عودة البطولات الجماعية وتحطيم النجوم الأسطورية

< محمد العدل: السينما القادمة للوطن

< هشام سليم: تحويل السينما إلي منظومة شعرية

< خالد النبوي: السينما أيضا سياسة

< نيللي كريم: السينما القادمة للمبدعين فقط

< خالد الصاوي: سينما الإنسانية والرومانسية قادمة

< تامر عبدالمنعم: كفانا شرذمة سينمائية

< طارق الشناوي: لا لسينما المقاولات

< إيريس نظمي: سينما المستقبل ثورة للأفضل

< خالد الحجر: السينما جزء منا لن ينفصل عنا

< إسعاد يونس: سينما الوجوه الواعدة والمواهب الصاعدة

السينما لها أثر كبير في اقتصاديات البلاد مما جعل طبقة من المنتجين المتخصصين لمعرفة تقبل الأسواق وكيفية فتح أسواق جديدة والسينما لم تقتصر عند الترفيه فقط بل انتقلت علي مر السنين وتطورت إلي آفاق أخري استخدمت كأداة للإعلام والإعلان وأداة توجيه مباشر أو غير مباشر لما لها من تأثير لأنها الفن الوحيد الذي يحتضن باقي الفنون: كالتأليف، الديكور، التصوير، الموسيقي التصويرية، الغناء، التمثيل، الإخراج ولذا سميت بالفن السابع وكلما تناغمت هذه الفنون معا وانسجمت مع الأحداث الدرامية للفيلم كان لها تأثير السحر لدي الشعوب جميعها من مشرقها إلي مغربها ومنذ بدايتها كسينما مصرية سنة 1913 باسم الشركة المصرية التي ساهم فيها وقتذاك «بنك دي روما» في باكورة إنتاجها فيلم «شرف البدوي» الذي شارك فيه المخرج محمد كريم كممثل بأدوار ثانوية. دور العرض السينما في هذه الأيام تعاني عدم اقبال الجماهير علي السينما والكل يسأل بعد أحداث 25 يناير ما شكل لسينما في المرحلة القادمة؟ < في البداية يحدثنا الناقد: د. رفيق الصبان بقوله: الثورة خلقت لدينا تضامنا كنا نفتقده وأضاءت لنا زوايا مظلمة والفن يتأثر بذلك لأنه حساس والسينما سوف تتأثر بنسبة 100% لأنه يوجد تيار جديد يقوده شعور بالمسئولية تجاه الناس واتجاه السينمائيين سوف يختلف والجمهور لن يقبل الذي كان يتقبله قبل يوم 25 فكان الابتذال والتفاهه والسذاجة والسطحية التي كانت تخاطب الجسد فقط وجميع الأفلام في الآونة الأخيرة هكذا باستثناء فيلم (365 يوم سعادة) الذي فجر طاقة النجم أحمد عز الكوميدية بالإضافة إلي وسامته والسينما لم تنهض بين يوم وليلة ولكن علي استحياء وبنوع من التردد والسينما جزء من الحياة الواقعية التي سوف تعود رويدا رويدا ولكن سوف تكون أفلاما تحمل قيمة ولقد عبر المخرج عاطف الطيب بفيلميه «البرئ والهروب»، وله رؤية وكبرياء وكثيرا كان يلتزم الصمت عندما يتعرض للظلم. > تري النجمة يسرا: السينما القادمة بعيدة عن الرأسمالية لأن ثورة 25 يناير أهم وأول انجازاتها القضاء علي طبقة الرأسمالية وهذا في حد ذاته ميزة لأن المفروض أن الدولة تضع السينما ضمن أولوياتها لأنها مصدر مهم للاقتصاد القومي وبذلك سوف يكون الاتجاه إلي القيمة الأدبية والإنسانية في المقام الأول التي من أجلها قامت عليها صناعة السينما في كل العالم. > يقول الفنان إيمان البحر درويش: ثورة 25يناير اثبتت أن النجومية موقف ورأي ومبدأ ووجهة نظر لم تتغير وبعض الفنانين القلائل تصدوا لمبدئهم ولا يخشون من نجاحها أو فشلها دون تزييف أو مراوغة هؤلاء هم النجوم الحقيقيون والغالبية العظمي من الفنانين تواروا والتزاموا الصمت ومنهم من سافر خارج مصر والذين تفوهوا بألفاظ نابية خوفا علي مصالحهم الشخصية هؤلاء لا يصح أن يكونوا نجوم السينما المصرية والثورة خلعت أقنعة الخديعة وبانتهاء حكم الفرد الواحد سوف ينتهي أيضا فيلم النجم الواحد الذي كان يلتهم الميزانية ويقوم بكل الأدوار تحت مصطلح مستهلك وقتذاك «الجمهوري مما يذكرا» ولكن ده كان رزق الهبل علي المنتجين. > يواصل النجم محمود ياسين الحديث بقوله: القضاء علي اسطورة النجم الأوحد الذي توهم أنه فوق النقد وقد فرضت شركات الإنتاج علي السينما الكومبارس، أرباع وأنصاف المواهب ليصيروا نجوما بالباطل وكل ذلك أفسد المنظومة السينمائية شكلا وموضوعا وغيروا الشكل الطبيعي للنجومية وصارت مستهلكة لكن من قام بمشهد أو اثنين وتصدرت صورته غلاف بعض المجلات الفنية بمصاريف والمنافقين من حوله يطلقون عليه لقب لا يناسبه ويزرعون بداخله الآنا والنرجسية وكأنه الاله الأكبر لا قبل ولا بعد، هذه الاسطورة الوهمية أعتقد أنها سوف تتحطم في المرحلة القادمة وستعود البطولات الجماعية من كل الأعمار وكل فنان له ذوق خاص وجمهوره ونكهة فنية خاصة به متلاحمة معا لخلق سيمفونية فنية حضارية تناسب شعب مصر العريق الذي ثبت أنه علي مستوي الحدث. > يستطرد المنتج د. محمد العدل الحديث بقوله: السينما في المرحلة القادمة سيكون اتجاهها للوطن لأن ثورة 25 يناير اثبتت أن كل شيء زائل إلا الوطن الذي يحتضن كل أبنائه بجميع طوائفه وشرائحه وهذه أول ثورة تقوم علي الشعب فقط دون قائد والسينما سوف تكون هكذا فالنهوض بالسينما سوف يكون علي أيدي مجموعة كما كان في الماضي البعيد بل ربما تتفوق علي سينما الماضي لأن عصر النت والتكنولوجيا المفتوحة سيكون لها دور موضوعي لتطوير السينما كما كان لها دور موضوعي في إقامة هذه الثورة العظيمة. > يواصل الفنان هشام سليم الحديث بقوله: ستتحول السينما في المرحلة القادمة إلي منظومة شعر جميل تروي وتحكي الثورة بكل مفرداتها وتفاصيلها العظيمة كروح التمرد والبطولة الجماعية وقلب نظام الحكم دون شيء ساذج والدعوة إلي اتحاد المبدعين معا: «كالمخرج، المؤلف، المنتج» لخلق سينما جديدة تناسب روح عصر الثورة واستثمار عصر التكنولوجيا في تطوير السينما شكلا وموضوعا والجماهير متلهفة إلي سينما جديدة بعيدة عن النمطية التقليدية التي أصابتنا بالملل وسينما اليوم في طريقها للانقراض بل سوف تنتهي نهائيا من خلال نهضة سينمائية بها انتفاضة فنية بكل المقاييس. > تصف الناقدة فريدة الشوباشي: سينما الماضي بسينما الهلس وكانت سياسة الغرض منها تغييب العقل والوعي من خلال التركيز علي السلبيات كالأغنيات والمشاهد الساخنة التي كانت تدس في الأفلام دون مبرر والايحاءات الجنسية وسيرة العوالم والعلاقات الجنسية داخل غرف النوم وتجارة المخدرات والمطاردات الساذجة من خلال مصطلع وهمي يسمي سينما الأكشن وتهميش الرموز والكنوز الإنسانية عن قصد وتعمد لعدم وجود قدوة يستثير بها الشباب والآن وبعد الثورة الفرصة متاحة لعودة المخلصين لبلدهم وشعبهم وما أكثرهم ومصر ملهمة العالم العربي والسينما القادمة ستكون فاكهة متنوعة ثقافيا وإنسانيا وتاريخيا وعاطفيا وكوميديا وسيعود العمود الفقري للعمل وهو الكاتب الذي كان مهمشا في الفترة الماضية. يتمني الفنان خالد النبوي : أن تمثل سينما المستقبل تيارا ثقافيا كمرآة صادقة لشباب 25 يناير لمواجهة كشف الفساد المتفشي في المجتمع الذي كان له آثار سلبية علي صناعة السينما لأنها مرآة للواقع وتشهد السينما في المرحلة القادمة حركة تغيير علي جميع المستويات فكريا وموضوعيا وشكلا ومضمونا ومن المتوقع قلب الموازين السينمائية كما انقلب نظام الحكم في مصر والسينما في الأصل سياسة أيضا. > تري النجمة نيللي كريم: السينما في المرحلة القادمة سوف تكون للمبدعين والفرصة الآن متاحة لهم وجاءت لهم علي طبق من فضة وأعتقد أن تكاتف المبدعين «كالمؤلفين والمخرج» سوف يفجرون ما بداخلهم من طاقة فنية مكبوتة منذ زمن بسبب الاقتباس من السينما الأمريكية شكلا وفكرا وحان الوقت أن يكون لدينا سينما مصرية 100% خاصة بنا. > تشير الكاتبة فتحية العسال إلي: سينما المستقبل ستكون أكثر اشراقة وإنارة تطالب بالحرية والحوار والعدالة الاجتماعية ومعرفة الحقوق والواجبات من خلال كوكبة المخلصين للسينما المصرية والذين كانوا يصرخون ألما وينتزفون دما من أحوال السينما التي كانت تقدم الجهل والأمية تحت إطار السينما الواقعية ولكن الجمهور الآن هو الذي يرفض الابتذال وأصبح هو الحكم وتأشيرة نجاح هذا أو فشل ذاك ولن يستطيع أحد بعد الثورة أن يتلاعب بعواطفه أو تفكيره أو شهواته كما كان يحدث منذ أسابيع فقط. > يؤكد النجم خالد الصاوي علي: اختفاء سينما العشوائيات التي كانت تروج للفاحشة والعنف والدم والانتهاك والاغتصاب وجرح براءة النفس الإنسانية التي كانت تناسب الحكم القائم وقتذاك وسوف يستبدل بها سينما تعود بنا إلي عصر الإنسانية الحقيقية والرومانيسة والهدوء النفسي والحياة الناعمة التي خاصمناها في خضم دخان وغوغاء ورائحة الفساد والكريهة والفتن الطائفية التي كانت تفجرها بعض الأفلام العربية من خلال طرحها بجهل العقائد الدينية سواء أفلام تسيء إلي الرسول الكريم بشكل مسف وسيء وأيضا أفلام تسيء إلي المسيح والسيدة مريم العذراء وكم عشنا في افتراءات وفتاوي جاهلة عن قصد لكي يشغلونا عن قضايانا الحقيقية. > يواصل الفنان تامر عبدالمنعم الحديث بقوله: سبب انهيار سينما الماضي تشبث النجوم والنجمات بالكتابة خصيصا لهم علي حساب العمل وقيمته والمنتج كان متطوعاً لطلبات النجوم نظرا للعمل الفني الذي يحمل اسم هذا النجم أو النجمة الذي يأتي بالايرادات وبعد أن استهلكوا سينمائيا وطردتهم السينما من جنتها اتجهوا للدراما التليفزيونية التي أفسدوها هي الأخري وللأسف نحن في مصر هنا لا نعترف بفلسفة الاعتزال ولا نمنح الشباب فرصتهم وكان علي أثر ذلك انتشار الفساد والملل في جميع المجالات وليس في السينما فقط واتمني في هذه الفرصة التاريخية أن يعود روح الإبداع للكاتب الذي له رؤية وممنوع أن يتدخل الفنان في عمل المؤلف أو المخرج وكل فرد في موضعه الطبيعي وكفانا شرذمة. يقول الناقد الفني طارق الشناوي: اختفاء سينما المقاولات في الفترة القادمة نظرا لأن الإنتاج والعمل السينمائي سيقوم للشباب النقي المثالي الذي سوف يتعامل مع الفن بأسلوب حضاري، كما حدث في ثورة 25 يناير التي كانت بيضاء سلمية نقية حضارية ليس لها قائد وسينما المستقبل سيكون لها قاعدة جماهيرية عريقة دون محظورات أو فرض فن بعينه علي الجماهير كما كان يحدث في الماضي وهيمنة ثلاث شركات فقط علي الإنتاج السينمائي كانت كارثة سينمائية بكل المقاييس أدت إلي انهيارها ولكن اتمني أن يشعر كل مصري بالمسئولية والاتجاه إلي الهدوء وتضميد الجراح لنستطيع النهوض بجميع المستويات. تري الناقدة ايريس نظمي: السينما في المستقبل ستحمل ثورة ولكن من نوع خاص فكل عمل فني يتسم بالوعي والعمق والقيمة والموضوعية الفنية في حد ذاته يعتبر «ثورة» والإعلام له دور أساسي في المرحلة القادمة كما كان في الماضي يروج للفن الهابط كسياسة استراتيجية في الزمن الذي كان وجاء دوره للتكفير عن ذنوبه والتطهير من شوائبها وضرورة الموضوعية. يحلم المخرج خالد الحجر: بالسينما في المستقبل أن تكون جزاء منا لا تنفصل عن واقعنا وتحترم مشاعرنا وآدميتنا ولا تنتهك من إنسانيتنا وتسمو بنا إلي الخيال الراقي وفتح الحوار والمناقشة كجسر تواصل بين السينما والجمهور من خلال المواضيع التي تلمس بالفعل قضايا الشعب بكل طوائفه وكفانا سينما الفترة الماضية المملة الساذجة التافهة التي زادت حياتنا سخافة. تتحدث المنتجة إسعاد يونس عن: السينما القادمة ستكون من نصيب الوجوه الجديدة الواعدة الموهوبة بالفعل ولم تستطع إتاحة الفرصة الحقيقية لها في السينما سواء كانوا ممثلين، كتاب، مخرجين وهذا الاتجاه سوف يكون من قبل منتجي السينما في الفترة القادمة لتجديد دم السينما بما يتلائم مع عصر الثورة. يري الناقد رامي عبدالرازق: السينما في المرحلة القادمة ستكون بمثابة ناقوس إنذار لعدم إهدار الوقت وسيكون لها أثر إيجابي ولن تقدم إلا كل ما هو موضوعي من واقع الحياة والشعب تغير تماما ولن يقبل ما كان في الماضي لأنه تحرر من الخمول والبلادة التي كانت مسيطرة عليه وسبحان مغير الأحوال ما بين ثمانية عشر يوما «لا يغير الله قوما حتي يغيروا ما بأنفسهم». وثورة 25 يناير معجزة بكل المقاييس لأنها حدثت في مناخ كله فساد وظروف حياتية وتحديات صعبة للغاية والسينما بالطبع مرآة المجتمع ستتحول هي الأخري في المستقبل إلي معجزة ربما لا نتوقعها مهما تحدثنا عنها في خيالنا كما كنا لم نتخيل نتائج ثورة 25 يناير.

جريدة القاهرة في

15/03/2011

 

«ثورة التغيير» .. ومواگبة الفنون

بقلم : د.عمرو دوارة 

تفرض علينا روح ثورة الشعب التي قادها الشباب في 25 يناير التغيير والتحول والتقييم الصحيح.. التغيير بمعني ثورة كل منا علي ماقد يكون معوجا بداخله قبل أن يكون تغييرا شكليا بشعارات وهمية، والثورة علي الذات لابد وأن تنعكس نتائجها علي سلوك جديد يتفق وحجم هذه الثورة التي جاءت علي غير مثال لا في مصر ولا في عالمنا العربي ولا في تاريخ ثورات الشعوب في أي مكان علي وجه الأرض لم تحظ "ثورة الشباب" بمساندة وإجماع جميع فئات الشعب من فراغ، ولم تنطلق شرارة الثورة الأولي من مجرد حادثة فردية أو ظلم تعرضت له فئة أو طبقة من الطبقات، فقد كانت الثورة في حقيقتها بمثابة صرخة "أيوب" التي صرخها كل مواطن مصري بعدما فاض به الكيل، فتعالت الصرخات في آن واحد بعدما تساوي استقبال الموت مع حب الحياة، ألم يكن الواقع في حياتنا أقوي وأقسي من كل أشكال الدراما والميلودراما التي قدمت عبر التاريخ، ألم نشاهد خلال السنوات الأخيرة مجموعات من خيرة شبابنا ترمي بأنفسها في البحار والمحيطات لتحقيق حلم الهجرة غير الشرعية، وألم نشاهد من يتسابقون علي بيع الكلي وأجزاء من أجسادهم حتي يتسني لهم استكمال ضروريات الحياة، إذا فهي ثورة التراكمات الزمنية، والتصميم علي مواجهة جميع أشكال وصور الفساد، والإصرار علي محاسبة جميع المفسدين المتاجرين بأقوات وأراض وحقوق هذا الشعب. والحقيقة التي يجب تسجيلها في البداية أن عددا كبيرا من الأدباء والفنانين الشرفاء قد حاولوا قدر المستطاع - وبتوظيفهم لأقصي هامش حرية سمح به - التعبير عن هذا الواقع المتردي الأليم، ولكن يبقي السؤال المحوري مطروحا وهو: هل استطاع هؤلاء المبدعون القيام بالدور المنوط بهم فعلا ؟؟، وهل نجحوا في التعبير عن الواقع الفعلي بمآسيه الكثيرة الفاجعة ؟؟، والإجابة للأسف بالسلب حيث عجزت جميع الأشكال والقوالب الأدبية والفنية بجميع القنوات علي التعبير عن حجم وبشاعة هذه المأساة المعاصرة، ولكن ذلك لا يمنع بالطبع من رصد وتسجيل بعض المشاركات الإيجابية لعدد كبير من الفنانين الشرفاء الذين لم يحاولوا فقط القيام بتصوير بعض مظاهر المأساة بواقعية، بل وشاركوا أيضا في إثارة وعي الجماهير ومطالبتها بضرورة التخلي عن الخوف، وتحريضها علي اتخاذ الفعل الإيجابي والعمل علي التغيير. تواصل الأجيال الإبداعية هؤلاء الشباب الثوار الشرفاء الذين قاموا بالثورة هم أبناء "مصر" ولدوا بصورة طبيعية من رحمها، وبالتالي فهم ليسوا نبتا شيطانيا مقطوع الصلة عن الأجيال السابقة، بل علي العكس فقد نجحوا في تحقيق ثورتهم - بتلك الصورة المفاجأة التي أذهلت العالم - لأنهم استطاعوا اكتساب جميع خبرات الأجيال السابقة بوعي، مكنهم من تعظيم المزايا والابتعاد عن الكثير من الخطايا ولعل من أهمها الخوف والسلبية. وإذا كان لوسائل الاتصالات الحديثة دور مؤثر وحيوي في إنجاح الثورة، فيحسب لهذا الشباب نجاحه في توظيف تلك الأجهزة والوسائل في تبادل المعلومات والخبرات، وكذلك في التنظيم الرائع وتحديد الأهداف، وأيضا في تبادل الكثير من الأعمال الفنية الصادقة التي عبرت عنهم، لذلك لم يكن غريبا أن نجد هذا العدد الكبير من الشباب - وهو مستمر في اعتصامه لمدة 18 يوما بميدان التحرير - يحولون أمسياتهم الثورية إلي أمسيات ثقافية وفنية، يرددون فيها أغاني الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ويقدمون بعض اللوحات المسرحية الارتجالية أو عروضا للأراجوز المشهور بالطبع بصراحته ونقده اللاذع وسلاطة لسانه، وذلك بخلاف ندواتهم الأدبية وتقييمهم الموضوعي للفنانين والأدباء وقيامهم برصد وحصر أسماء الشرفاء من الفنانين الذين كانت أعمالهم بمثابة الوقود للثورة، وكذلك حصر أسماء هؤلاء المرتزقة الانتهازيين الذين اعتبروهم "كلابا للسلطة". وإذا كان لكل ثورة أن تبرز أدبائها وفنانيها، فقد برز خلال تلك الأيام العصيبة اسم الشاعر الشاب "هشام الكخ" وبعض رفاقه من الشعراء كلسان حال للثورة، وإن كان هذا لم يمنع الشباب أيضا من التواصل مع إبداعات كبار الشعراء كفاروق جويدة وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وأحمد فؤاد نجم سواء ببعض قصائدهم القديمة أو قصائدهم الجديدة التي نجحت في التعبير عن نبض ثورة الشباب. أعمال خالدة مهدت للثورة الملاحظة المهمة والجديرة بالتسجيل والاحترام هي أن هذه الثورة الشبابية إذا كانت قد أكدت بصورة مباشرة علي وعي وثقافة هذا الجيل من الشباب فإنها قد أكدت أيضا وبصورة غير مباشرة علي تلك المكانة المتفردة لبعض الأعمال الفنية القيمة التي ساهم بإبداعها نخبة من خيرة الأدباء والفنانين الذين أحبوا تراب هذا الوطن وعشقوه، فأخلصوا له ولم يتاجروا بموهبتهم فشاركوا بتقديم أعمال خالدة ظلت باقية في الوجدان برغم رحيلهم. وإذا كانت صور الزعيم الخالد/ جمال عبد الناصر قد ارتفعت عالية بالمظاهرات المليونية فإن كلمات/ بيرم التونسي وبديع خيري وفؤاد حداد وصلاح جاهين، والحان/ سيد درويش وكمال الطويل ومحمد الموجي وعمار الشريعي، أغاني/ أم كلثوم ونجاح سلام وعبد الحليم حافظ < علي سبيل المثال كانت حاضرة أيضا وبقوة، وبالتالي فقد أثبتت هذه الأعمال نجاحها في تحقيق التواصل مع الجيل الجديد بالرغم من مرور كل هذه السنوات علي إنتاجها، مما يثبت ويؤكد أن الفن الحقيقي يبقي أبد الدهر أما الفن الهابط فإنه يذهب هباء. لقد تجمع الشباب علي قلب واحد ورفضوا كل اشكال الفن الهابط، لم يعد هناك بينهم من يردد كلمات عمرو دياب وتامر حسني وأبو الليف، الذين افتقدوا شعبيتهم خلال هذه الأيام، وحتي الشباب "السيس الروش الطحن" عادوا إلي رشدهم وأصبحوا يرددون كلمات "محمد منير" إزاي" لأنها بصدقها كانت خير معبر عن قضيتهم. وبعد نجاح الثورة أخذ الجميع يرددون مع صوت الثورة "سلمي الصباحي" كلمات "محمد العدل": (الله حي وسع سكة الضي أهو جي ... والتحرير كان اسم ميدان أصبح للثوار عنوان). محاولات الانتهازيين لركوب الموجة لكنني ونحن في هذه اللحظات الحرجة مازلت أحذر من محاولات بعض الانتهازيين للالتفاف علي الثورة واقتسام المكاسب والغنائم أو الاستمرار في مناصبهم، وذلك سواء بركوب الموجة وإظهار التعاطف والتملق للشباب وثورتهم أو بتزييف الحقائق بإنكار علاقاتهم الوطيدة برموز الفساد، حقا لقد أصاب "نابليون بونابرت" حينما أوجز بخبراته قانون الثورات بقوله: (ان الثورة يمهد لها الفلاسفة والمثقفون، ويصنعها الطاهرون الأنقياء، ثم للأسف يقطف ثمارها غالبا الانتهازيون). ولكن التاريخ لا يكذب بل سجل وبكل دقة أسماء من مهدوا للثورة وأيضا أسماء من شاركوا فيها ومن قاموا بمساندتها، وأعتقد أن الشرف كل الشرف يبقي لهؤلاء المثقفين أعلام التنوير الذين مهدوا لها. ومما لاشك فيه أن سجل الأعمال الرفيعة الراقية يتضمن أعمالا لكثير من الأدباء والفنانين الذين واجهوا كثيرا من التحديات والصعوبات للاستمرار في تقديم ما يؤمنون به ويرضي ضمائرهم، وبالتالي فإن التاريخ لن يسقط من ذاكرته -علي سبيل المثال - تلك المقالات الجادة للكاتبة الرحلة/ "نعمات أحمد فؤاد، ولا تلك الصرخات الأدبية النزيهة لكل من الأستاذين/ فاروق جويدة، وسكينة فؤاد، فقد كان لكل منهم بشجاعته دور مؤثر في كشف الفساد ومحاربة الديكتاتورية والزيف، كذلك كانت لأفلام عبقري السينما/ يوسف شاهين وأفلام كل من عاطف الطيب وخالد يوسف - علي سبيل المثال أيضا - دورا مهما في تسجيل الكثير من مظاهر الفساد ورصد التجاوزات، وكذلك في كشف بعض الانتهاكات للحريات، وفي مجال المسرح مازالت الذاكرة تحتفظ أيضا بأعمال الرواد/ توفيق الحكيم، ألفريد فرج، نجيب سرور، سعد الدين وهبة، عبد الرحمن الشرقاوي، صلاح عبد الصبور، محفوظ عبد الرحمن، الذين طالبوا بحرية التعبير في أعمالهم، وتصدوا لقوي الديكتاتورية والقهر والطغيان، كما حرصوا علي كشف الكثير من مظاهر الفساد، وينطبق ذلك علي مجال الإخراج المسرحي أيضا، حيث تضم القائمة أسماء بعض المبدعين الذين حرصوا بدقة علي اختيار النصوص، وساهموا في الارتقاء بوعي الجماهير ومن بينهم علي سبيل المثال من جيل الرواد: حمدي غيث وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي وأحمد زكي وأحمد عبد الحليم، وبالطبع هناك الكثير من الأسماء الملتزمة بالأجيال التالية، كما أن هناك أيضا الكثير من المخرجين المنافقين المزايدين الذين خانوا ضمائرهم الفنية وأساءوا إلي الفن بتكثيف جميع جهودهم لتجميع الأموال وتحقيق الشهرة الزائفة فقط، وبالطبع لن يغفر لهم التاريخ ذلك، ويكفي أن مجرد الاسترجاع لبعض أسماء المسرحيات أو الأعمال الفنية التي شاركوا في تقديمها كفيل بكشفهم، وذلك بالطبع بخلاف ذلك الدور المهم المنوط بالحركة النقدية لتقييم كل مبدع ومساهماته الحقيقية. نظرة مستقبلية وما أحوجنا فعلا إلي ثورة حقيقية في منظومة الإدارة الثقافية والفنية في هذه اللحظات التاريخية العصيبة، ونحن نشارك في إعادة وجه "مصر" المشرق، وإذا كنت أتوجه بمطالبة جميع الزملاء النقاد بالمساهمة الفعالة في تأسيس حركة نقدية حقيقية تليق بمواكبة هذه الثورة الرائعة، فإنني أطالب أيضا كل فنان حقيقي أن يعيد حساباته الفنية مع نفسه قبل أن يحاسب من قبل الجميع، كما أحذر مجموعة الانتهازيين من محاولة الالتفاف علي مكاسب الثورة بالاستمرار في محاولات ركوب الموجة واستخدام أساليب النفاق والرياء للمسئولين الجدد. وأري أنه من غير المنطقي ولا المقبول أن يتم تغيير أو تبديل الوزير فقط وتبقي باقي رموز الفساد والشللية في أماكنها لقيادة حياتنا الفنية بنفس الأساليب الدنيئة، لتستمر في ممارسة كل مظاهر الفساد من رشوة ومحسوبية وتبادل للمصالح، إنني بالطبع لا أطالب بتغيير جميع القيادات الثقافية مرة واحدة فبالتأكيد من بينها عدد قليل من القيادات النزيهة التي نجحت في إثبات جدارتها بالمسئوليات التي كلفت بها، ولكن هناك أيضا كثير من المفسدين بعدد كبير من القطاعات والإدارات، وحسنا فعل الفنان القدير/ رياض الخولي حينما أقدم علي تقديم استقالته من رئاسة "البيت الفني للمسرح" حينما وجد مجموعة المديرين يتبادلون المصالح وفرص العمل ويحرمون منها كثير من الكفاءات الحقيقية. انني أعتقد أن شعار الثورة "تغيير النظام" يجب أن يتم بإعادة التقييم لجميع المسئولين عن أوجه وفعاليات حياتنا الثقافية والفنية، مع إتاحة الفرص لبعض القيادات الشابة التي أثبتت كفاءتها، وعلي سبيل المثال فإن "المجلس الأعلي للثقافة" بالرغم من تولي المثقف الحقيقي د.عماد أبو غازي لمنصب أمينه العام إلا أن المجلس يتطلب وفورا منحه المزيد من الميزانيات والصلاحيات حتي يتسني له القيام بدوره المنشود، كذلك يتطلب الأمر ضرورة إعادة التقييم لعدد كبير من أعضاء لجانه الذين انضموا إليها من خلال المحسوبية والنفاق وتبادل المصالح!!. وتتطلب ثورة التغيير أيضا ضرورة المراجعة الفورية والتقييم لجميع للأنشطة والفعاليات والمهرجانات، وضرورة إلغاء بعضها خاصة تلك المهرجانات سيئة السمعة، مع تقويم البعض الآخر وترشيد أوجه الصرف عليها، وتبقي النقطة الأخيرة والهامة وهي تحقيق شعار "لا مركزية الثقافة" والاهتمام بجماهير جميع الأقاليم وليس العاصمة وحدها وذلك بزيادة الدعم والإمكانيات المخصصة "للهيئة العامة لقصور الثقافة"، واقترح علي د.أحمد مجاهد استعادة اسمها الحقيقي: "الثقافة الجماهيرية"، فما أحوجنا فعلا ونحن ننطلق إلي الغد أن نتخذ من العلم والثقافة والفنون أسلحة للبناء.

جريدة القاهرة في

15/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)