حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد عز: أتوقّع ازدهاراً في السينما والدراما

القاهرة - رولا عسران

بعد ما كانت الكوميديا تحتل مساحات صغيرة في أفلامه، قرّر الممثل أحمد عز الظهور بشكل جديد وكوميدي أمام جمهوره من خلال أحدث أفلامه «365 يوم سعادة»، إلا أن الأخير عانى مشاكل كثيرة منها الخلاف بين السيناريست يوسف معاطي وصاحب فكرة الفيلم المونتير ماجد مجدي، وعرضه الذي تزامن مع اندلاع ثورة 25 يناير التي تسببت في أيامها الأولى بإغلاق دور العرض.

يتحدّث عز في اللقاء التالي عن «365 يوم سعادة» ومشاريعه المقبلة ورأيه في الثورة.

·         تزامن عرض «365 يوم سعادة» مع بداية ثورة 25 يناير، ألم يضرّ ذلك بالفيلم برأيك؟

كان موعد عرض الفيلم محدداً قبل بدء الثورة، ولم يكن أحد يتوقع أن ثمة ثورة ستحدث بهذا الشكل، كذلك كان من الصعب تأجيل عرضه بعد دخوله ضمن خارطة الأفلام المقرّر عرضها في موسم إجازة نصف العام، ومع بدء الاحتجاجات في 25 يناير قررتُ وفريق عمل الفيلم إلغاء العرض الخاص الذي كان مقرراً له في 26 يناير تضامناً منا مع ما تشهده مصر من أحداث.

·         لماذا قررت الاتجاه الى الكوميديا في «365 يوم سعادة» بدلاً من الاستمرار في تقديم أفلام الإثارة، كما اعتاد عليك جمهورك؟

التغيير مطلوب من وقت الى آخر، كي لا يصاب الجمهور بالملل، على رغم أنني لم أكن يوماً بعيداً عن الكوميديا بل كنت أقدّمها من خلال أفلامي السابقة لكن بمساحات أقل وبالشكل الذي يخدم العمل، غير أن تقبّل الجمهور شجّعني على القيام ببطولة فيلم كوميدي رومنسي، وللكاتب يوسف معاطي فضل كبير في نجاح {365 يوم سعادة}، فهو مكتوب بشكل جيد جداً، وأعتبر نفسي محظوظاً لأنني أديت بطولته ولأن الجمهور عموماً يحتاج الى مشاهدة أفلام خفيفة بين الحين والآخر.

·         ألم تزعجك قلة إيرادات الفيلم؟

الحمد لله، نسبة متابعة الجمهور لـ{365 يوم سعادة» جيدة وردود الأفعال أيضاً جيدة، والإيرادات معقولة جداً إذا ما وضعنا في الاعتبار الظروف التي تمر بها مصر، وفي النهاية هذا كلّه لا يساوي المكاسب التي حُقّقت خلال هذه المدة الصغيرة، وهذا ما لا يختلف عليه أحد.

·         ما هي هذه المكاسب من وجهة نظرك؟

القضاء على الفساد الذي بدأ ولا يزال، التغيير الذي ستشهده مصر خلال الفترة المقبلة، النظر الى جيل الشباب نظرة مختلفة، فبعدما كان متهماً باللامبالاة وعدم الانتماء، عرف الجميع أنه يعي جيداً ما يحدث حوله، وأنه قادر على اتخاذ خطوات عملية لتحقيق ما يريد.

باختصار، أرى أن «25 يناير» إحدى أهم الثورات في تاريخ مصر الحديث.

·         لماذا إذاً اعتبرك الكثير من الشباب معارضاً لها، حتى وصل الأمر إلى انضمامك الى القائمة السوداء؟

كنت مع الثورة منذ البداية، لكن أسيء تفسير تصريحي الى أحد البرامج التلفزيونية حين قلت إن «الشباب في ميدان التحرير مغيّبون، ويجب على أجهزة الإعلام توفير شاشات عرض يشاهدون من خلالها التطورات وما يحدث حولهم أولاً بأول»، وقد جاءت مداخلتي التلفونية يوم 28 يناير في الوقت الذي كانت فيه خدمات التلفون المحمول والإنترنت معطّلة، وقد وضّحت موقفي هذا سابقاً، فكيف أكون معارضاً للثورة وراغباً في عودة المعتصمين الى منازلهم، وأنا أطالب بتوفير شاشات عرض لهم في الميدان؟

·         ما رأيك في القائمة السوداء التي تضم أسماء فنانين كثر؟

أرى أن على الجميع التسامح، فليس مقبولاً محاكمة شخص لمجرد أن التعبير خانه، أو أنه لم يعبّر بشكل جيد عن آرائه بسبب الضغوط التي كان يمر بها الجميع، ثم إن ثمة فنانين كثراً شاركوا في الدفاع عن الأماكن التي يسكنون فيها من خلال انضمامهم الى اللجان الشعبية التي تكوّنت لهذا الغرض. برأيي، لا يحق لأي شخص الحكم على فنان أو غيره لمجرد الاختلاف معه في الرأي.

·         تتعاون مع المخرج سعيد الماروق للمرة الأولى، ألم تخشَ من أخطاء العمل الأول؟

على رغم أن «365 يوم سعادة» أولى تجارب المخرج سعيد الماروق في السينما، إلا أنه متميز جداً، إذ تشعر وأنت تشاهد كليباته أنك أمام فيلم سينمائي قصير، وبالفعل قام بمجهود رائع لإخراج أفضل ما لدينا، وأتمنى أن تتكرر تجربة العمل معه ثانيةً.

·         ماذا عن تجربتك مع دنيا سمير غانم؟

دنيا ممثلة موهوبة جداً وقادرة على أداء أي شخصية بتلقائية شديدة، وهذا ما حدث في المشاهد التي جمعتنا معاً، إذ خرجت بسيطة وغير مفتعلة، وأعتقد أن دنيا ستحقق مزيداً من النجاح خلال الفترة المقبلة.

·         ما توقّعاتك للتغيرات التي ستحدث على الساحة الفنية في الفترة المقبلة؟

أتوقّع أن يحدث ازدهار في مجالي السينما والدراما، خصوصاً أن مساحة الحرية أصبحت أكبر، وبالتالي ستكون الأعمال المقبلة أكثر جرأة في مناقشة عيوب المجتمع والقضايا السياسية التي كان التطرق إليها ممنوعاً، أو كان يتم تناولها بشكل سطحي، ثم إن الثورة في حد ذاتها مادة ثرية جداً لأعمال فنية مقبلة عدة، لا سيّما أن الكثير من الأحداث التي مرت فيها مصر منذ 25 يناير موثّقة، ومن الممكن استغلالها سينمائياً أو تلفزيونياً.

·         هل لديك خطط للتواجد على شاشة رمضان المقبل من خلال مسلسل درامي؟

لا أفكر راهناً في الدراما التلفزيونية، بل في السينما، لكن هذا لا يمنع قبولي لعمل درامي في حال كان مكتوباً بشكل جيد، فما يهمني في المقام الأول هو مضمون العمل وكيفية كتابته، من ثم تأتي جهود فريق العمل لتنفيذ ما هو مكتوب على الورق بشكل مرئي.

الجريدة الكويتية في

14/03/2011

 

توتّر العلاقة بين الشعب والشرطة...

هل تساهم أفلام بعد الثورة في التخفيف منه؟

هند موسى 

كما في الواقع كذلك في السينما، التوتّر قائم على أشدّه بين الشعب وجهاز الشرطة وقد ساهمت «ثورة 25 يناير» وما نتج منها في إحداث أزمة ثقة بين الطرفين، فهل يمكن للسينما أن تغيّر هذه النظرة مستقبلاً، أي أن تفعّل التسامح الذي ينادي به البعض، أم ستتابع نقدها لهذا الجهاز، كما ظهر ذلك واضحاً في أفلام سابقة؟

ترى الناقدة ماجدة موريس أن السينما تستوحي من الحياة قضايا تتناولها في أفلامها وليس العكس، فأول ما يتعلّمه كاتب السيناريو هو أن يكتب عما يدور حوله وليس اختراع أحداث، وبما أن الشرطة كانت، على مدى عقدين من الزمن، ضد الشعب، لذا كان طبيعياً أن ترصد السينما هذه الصورة في فيلم «هي فوضى» ليوسف شاهين، الذي يتناول القهر والتعذيب اللذين يمارسهما هذا الجهاز ضد المواطنين، ومن قبله «البريء» لعاطف الطيّب الذي يصوّر تعامل شرطي الأمن المركزي مع المساجين السياسيين، و{الهروب» و{الإمبراطور» اللذان يصوّران تعذيب المعتقلين الجنائيين وإجبارهم على الاعتراف.

تضيف موريس: «على السينما تقديم صورة كاملة عن رجل الشرطة حتى لو كان متهماً، وألا تغفل في المقابل عن اللحظات الحرجة التي يمرّ بها، تماماً كما حدث في «ثورة 25 يناير»، من تلقّي أوامر بالانسحاب من الشوارع ورفض إطلاق الرصاص على الشعب، بالإضافة إلى قصة اللواء حمدي البطران الذي رفض فتح السجون... باختصار، على السينما تناول طبيعة العلاقة بين الشرطة والشعب، كما هي في الواقع».

تتوقع موريس، في المستقبل، مزيداً من الحرية في المعالجة والشفافية في العرض والدقة في التقديم، على غرار «هي فوضى» ليوسف شاهين الذي يعتبر أحد أكثر الأفلام صدقاً في رصد هذه العلاقة.

بدورها، ترى الناقدة ماجدة خير الله أن الواقع أسوأ بكثير مما يتم تناوله وعرضه على شاشات السينما، مشيرة إلى أن الحرية إحدى أهم نتائج الثورة، لذا تتوقّع المزيد منها في طريقة المعالجة وإلا فلماذا اندلعت الثورة؟

تدخّل ومنع

في المقابل، يشير الناقد عصام زكريا إلى «أن السينما لم تتناول هذه العلاقة بشكل واضح وحقيقي، في عهد ما قبل الثورة، بسبب الرقابة المفروضة عليها التي لم تكن تؤمن بحرية الفن، فكان وزير الداخلية يتدخّل لمنع عرض أي فيلم يتناول قضايا الفساد باستثناء قلة، ولو أعطيت السينما هذه الفرصة لكانت عالجت هذه القضايا بحرية وواقعية. عموماً، علينا أن نفتح صفحة جديدة ونعيد هيكلة المجتمع مجدداً».

لم يسهم تناول العلاقة بين جهاز الشرطة والشعب على شاشة السينما في زيادة توترها، في رأي الناقدة خيرية البشلاوي، لذا لا يجب أن نحمّل السينما نتائج لم تتسبب بحدوثها، مؤكدة أن التعامل على أرض الواقع هو الذي يحدد شكله في السينما، «وقد صوّرت المعالجة السينمائية أفراد الأمن بأنهم ليسوا فوق القانون ولا النقد، وبالتالي خفّت حدة هذه العلاقة لدى المواطن».

تضيف البشلاوي: «من الضروري إزالة الخوف إزاء رجل الأمن الذي لا غنى عن وجوده ودوره في تفعيل الأمن والاستقرار للشعب وتطبيق العدالة بمفهومها وسياساتها».

رقابة ضروريّة

يشير الناقد الفني نادر عدلي إلى أن فيلم «هي فوضى» ليوسف شاهين، الذي أساء إلى الشرطة وعلاقتها بالشعب إذ يتمحور حول تصارع السلطات (القضاء والسلطة)، الوحيد الذي سُمح بعرضه في مصر رغماً عن وزارة الداخلية، لأن شاهين لم يكن يتنازل عن حقه ويحارب بدأب وقوة لانتزاعه.

يضيف عدلي: «مع أنني أطالب بمزيد من الحرية، على غرار باقي الإعلاميين والفنانين والنقاد، إلا أنني أرى ضرورة وجود رقابة ولا أعترف بإلغائها الذي يطالب به البعض، ذلك أن درجة الوعي لدى بعض الفنانين غير كافية وقد يرتكب هؤلاء جرائم بحق المشاهد، ثم هذه الرقابة موجودة في دول كثيرة وعليها القيام بدور حقيقي والتعامل مع الفنان كمبدع وليس متهماً وتترك له فرصة الإبداع».

الجريدة الكويتية في

14/03/2011

 

كيف قدّمت السينما حكّام مصر؟

محمد بدر الدين 

كيف قدّمت السينما المصرية حكّام مصر في تاريخها الحديث والمعاصر، من أسرة محمد علي إلى نظام حسني مبارك؟ وهل كانت موضوعية أم تأثرت بالزمن الذي تنتج فيه هذه الأفلام؟ إلى أي مدى نجحت في التحايل على الرقابة والأجهزة عموماً؟

في «ألمظ وعبده الحاملي» الفيلم الغنائي الشهير في الستينيات الماضية، إخراج حلمي رفلة، رأينا معالجة درامية، غير موضوعية، في تقديم شخصية الخديوي إسماعيل (أداء الممثل القدير حسين رياض)، إذ تناول الفيلم الجانب الماجن لديه والحاكم المستبد الظالم المكروه من شعبه، اللاهي الذي يسعى إلى الاستحواذ على «ألمظ» (وردة الجزائرية) مطربة العصر الأهم، وإبعاد حبيبها عنها عبده الحامولي (عادل مأمون) مطرب العصر الأهم أيضاً.

الحق أن الخديوي إسماعيل هو، موضوعياً، أكثر من ربط مصر بالعصر، من بين حكام الأسرة العلوية، وأهمهم بعد المؤسسين الكبيرين لها (محمد علي وابنه إبراهيم)، وكان صاحب مشروع للنهضة. لا يتعارض هذا التقييم الإيجابي لإسماعيل، إجمالاً، مع نواقص وأخطاء شابت عهده.

خلال فترة ثورة يوليو (1952ـ 1970)، لم نرَ على الشاشة تجسيداً لشخصية الملك فؤاد أو الملك فاروق اللذين سبق حكمهما الثورة مباشرة، إنما كان موقف السينما عموماً إزاء مجمل حكّام الأسرة، من خلال الحوار ورؤية الفيلم، وذلك بطبيعة الحال أمر منطقي في أفلام قدمت خلال عصر الثورة، قامت في الأساس ضد استبداد الأسرة المالكة ومعها الاحتلال البريطاني، لكن الأمر اختلف بعد عصر الثورة عندما تولى الحكم أنور السادات ومن بعده حسني مبارك، إذ رأينا تجسيداً درامياً خصوصاً للملك فاروق في أفلام تقليدية من بينها: «إمرأة هزت عرش مصر» بطولة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي في دور فاروق، وثانيةً لم تكن السينما التجارية التقليدية موضوعية في التناول والمعالجة بل أدنى إلى السذاجة والسطحية.

وقد نشير إلى أن الدراما المعاصرة قدّمت في مسلسل «بوابة الحلواني» (تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إبراهيم الصحن) شخصية الخديوي إسماعيل بصورة رصينة متوازنة، أقرب إلى الواقع، بينما ذهب مسلسل «فاروق» (تأليف لميس جابر وإخراج حاتم علي) إلى النقيض بعيداً إذ بالغ في «تجميل» شخصية فاروق وعصره.

قدّمت السينما مراراً شخصية قائد ثورة يوليو جمال عبد الناصر، نحسب أن أقربها إلى الواقع كان في فيلم «ناصر 56» (تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج محمد فاضل)، الذي تمحور حول المئة يوم التي غيّرت تاريخ الوطن والأمة، بتأميم قناة السويس (1956)، وكيف كان البحث الجاد للتأميم بلوغاً إلى إعلان القرار الذي هزّ الدنيا والعدوان الثلاثي الذي واجهته مصر ببسالة على لسان قائدها: «سنحارب، لن نستسلم».

أفاد هذا التركيز أو التكثيف الفيلم، عكس «جمال عبد الناصر» للمخرج أنور القوادري الذي استعرض حياة الزعيم منذ النشأة إلى الرحيل بشكل مدرسي تقليدي يفتقد إلى بريق الإبداع أو حرارة التعبير.

بالطريقة نفسها التي تستعرض سيرة الحياة كاملة، قدّمت السينما «أيام السادات»، كتابة أحمد بهجت وإخراج محمد خان، بالاستناد إلى كتابي «البحث عن الذات» للسادات نفسه و{امرأة من مصر» لزوجته، لذلك جاء الفيلم أقرب إلى الدعاية المباشرة للحاكم وسنوات حكمه وما تخللها من انقلاب ( 1971) والذهاب إلى النقيض في السياسات منذ 1974، إلى كامب ديفيد (1978). إنه فيلم لتبرير كل شيء وللدعاية المحضة التي تفتقد إلى الصدق.

أما مبارك وحكمه، فمن المتوقع أن نرى أفلاماً عنه ربما في المستقبل القريب، بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت به، وقد ظهر مرة من الخلف في فيلم «جواز بقرار جمهوري» للمخرج خالد يوسف، ولم يكن هو المحور بقدر ما كان الفيلم كوميديا اجتماعية عن شكاوى فئات الشعب المختلفة التي تئن من الظلم الفادح، وهذا ما نراه في الواقع، بصورة أوسع، في التظاهرات الغاضبة التي انفجرت بعد «زلزال 25 يناير».

الجريدة الكويتية في

14/03/2011

 

 

أعظم قصص الحب في السينما ( 2 )

{الطاحونة الحمراء}.. حب من أول نظرة

فضل سالم 

قدمت السينما العالمية وعبر تاريخها الطويلة مئات الأفلام الرومانسية والعاطفية، وشاهد جمهورها العريض أجمل قصص الحب في أفلام لعب بطولتها نجوم عالميون حققوا شعبية كبيرة.

كثيرون يتساءلون ما هو أجمل فيلم قدم قصة حب على الشاشة العالمية عبر التاريخ، وكان الجواب من خبراء في السينما العالمية درسوا مئات الأفلام التي قدمت على مدى سنوات طويلة، وخرجوا بقائمة تضم قرابة خمسة وعشرين فيلما تعد الأفضل حسب آرائهم.

ونحاول هنا تسليط الضوء على بعض الأفلام التي تضمنتها القائمة.

في عام 1899 وصل الشاعر والكاتب الإنكليزي الشاب كريستيان «ايوان ماكريغور» إلى باريس مفتوناً بالحياة البوهيمية حيث الحرية المطلقة. استقر في حي مونمارتر الشهير الذي يغص بالبوهيميين وعالم الرذيلة والإجرام.

بالصدفة يلتقي مجموعة من الممثلين بقيادة شخص يدعى رودريك تولوز. كانوا منهمكين في كتابة مسرحية بعنوان «شيء مذهل» وعندما علموا بمواهبه الأدبية طلبوا منه أن يكتب فصل الختام لهذه المسرحية على أمل بيعها لحانة الطاحونة الحمراء ملتقى البوهيميين في العاصمة الفرنسية، وهي ناد ليلي يضج بالحياة الصاخبة حيث يوجد الغني والفقير. الأرستقراطي والمعدم في أجواء يختلط فيها الفن بالمخدرات والجنس والجريمة، ويستمتع الجميع بالسهر بفضل الكهرباء ذلك الاختراع الجديد الذي كان قد وصل للتو إلى بعض أرجاء المدينة.

يتمكن تولوز من إقناع المغنية الأولى في الحانة ساتان (نيكول كيدمان) بأن تستقبل كريستيان في غرفتها ليشرح لها فقرات المسرحية، من دون أن يعلم أن مالك الحانة هولدر زيلدر قد وعد الدوق الثري مونروث بأن تكون هذه المغنية له وليس لأي شخص آخر أملاً في الحصول منه على التمويل اللازم للطاحونة الحمراء.

حب من أول نظرة

توافق ساتان صاحبة الأجر الأعلى بين بقية الفنانات وأكثرهن جمالاً على استقبال كريستيان اعتقاداً منها أنه الدوق الثري الذي يرغب في استثمار أمواله في الحانة لكنها سرعان ما تكتشف أنه مجرد كاتب معدم ومع ذلك تقع في غرامه ويقع في غرامها منذ لقائهما الأول. وحين انكشف أمرهما للدوق سارع الاثنان للادعاء بأنهما يتدربان على أداء دوريهما في المسرحية.

هنا يشترك صاحب الحانة ومدير الفرقة المسرحية وغيرهما في تقديم حيلة للدوق الثري زعموا فيها أن المسرحية المرتقبة تحكي قصة مهراجا، شرير يحاول استمالة محظية هندية تكون على علاقة حب مع عازف سيتار وهي آلة موسيقية شرقية.

تنطلي الحيلة على الدوق فيوافق على مواصلة الاستعدادات لتقديم المسرحية لكنه يشترط أن تكون ساتان من نصيبه ولا يحق لأحد غيره أن يراها خارج المسرح.

حب.. غيرة وتهديد

مع التجهيزات والتعديلات التي أدخلت على مسرح الحانة صار في إمكان الحبيبين الالتقاء في أي وقت يريدان بحجة التدرب على المسرحية. لكن الغيرة بدأت تشتعل في قلب الدوق الثري فهدد صاحب الحانة بأنه سوف يتوقف عن تمويل المسرحية. فما كان من الأخير إلا أن نقل التهديد إلى المغنية المحظية.

ولامتصاص غضب الدوق أبلغه صاحب الحانة أن ساتان ستتناول العشاء معه في تلك الأمسية، لكن حدث أن سقطت مريضة أثناء البروفات في ذلك اليوم وعلمت من طبيبها بحضور صاحب الحانة فقط أنها مريضة جداً وأن السل قد وصل إلى مراحل متقدمة ولم يعد أمامها سوى فترة قصيرة للعيش.. وبالتالي تعذر عليها تناول العشاء مع الدوق الذي استشاط غضباً.

في اليوم التالي يكذب صاحب الحانة على الدوق فيقول له ان ساتان انخرطت في جلسة دينية مع أحد كبار الكهنة في المدينة وهذا هو السبب في عدم مجيئها الى العشاء.

في الوقت نفسه تحاول ساتان إقناع كريستيان بان العلاقة بينهما تهدد العرض المسرحي لكنه يرد بكتابة كلمات أغنية غرامية تعبر عن حبه لها ويضمنها بين فقرات المسرحية.

استعارة مجازية

في أحد الأيام وبينما كان الدوق يشاهد البروفات بين ساتان وكريستيان جاءته مغنية أخرى وقد اشتدت بها الغيرة من ساتان لتبلغه بأن المسرحية ليست سوى استعارة مجازية لحكايته مع ساتان. فالمهراجا الشرير يمثله. والعاشق عازف السيتار هو كريستيان بعينه.

جن جنون الدوق فطالب على الفور بتغيير الفصل الختامي للمسرحية. فبدلاً من أن ينتصر الحب بين المحظية الهندية وعازف السيتار كما كان مقرراً، أصر على أن تكون الهندية من نصيب المهراجا. فحاولت ساتان أن تشرح له أن المسألة في حاجة الى المناقشة حتى أنها عرضت عليه أن تقضي الليلة معه من أجل إقناعه بالإبقاء على المسرحية كما هي ومن دون أي تعديل.

سرير من جمر

في ذلك المساء وبينما كانت المغنية في مقصورة الدوق شاهدت الحبيب في الشارع المقابل يتقلب بين الأرصفة وكأنه على سرير من جمر فأدركت أنها لا تستطيع الاستمرار أكثر من ذلك. حاول الدوق السيطرة عليها بالقوة لكن أحد راقصي الفرقة أنقذها فاندفعت نحو كريستيان الذي اقترح عليها أن يهربا معاً.

في هذه الأثناء هدد الدوق صاحب الحانة بأنه سيدبر مقتل كريستيان إذا لم تعد ساتان إليه على الفور.

مرة أخرى نقل زيلدر تهديدات الدوق إلى ساتان التي اشتد عليها المرض فأبلغت كريستيان أن علاقتهما يجب أن تنتهي وأنها ستكون مع الدوق. لم تبلغه بتهديد الأخير بقتله لكنها كانت قلقة عليه ولا تريد أن يلحق به أي ضرر بسببها، كما أنها لم تبلغه بمرضها.

حاول كريستيان اللحاق بها لكنه منع من دخول حانة الطاحونة الحمراء فأصيب بالاكتئاب على الرغم من أن تولوز مدير الفرقة المسرحية ظل يصر على أن ساتان لا تزال تحبه.

دخول الحانة متخفيا

في ليلة افتتاح المسرحية يتمكن كريستيان من دخول الحانة متخفياً فيلتقي ساتان خلف الستار. يعرض عليها المال مقابل الحب، كما يفعل الدوق الثري، فتحذره بأن حياته في خطر إذا ما شاهده الدوق.

وبينما هما يتحدثان، ينفتح الستار فجأة فيجدان نفسيهما تحت الأضواء أمام الجمهور. هنا يتدخل صاحب الحانة زاعماً أن كريستيان الذي كان متخفياً هو عازف السيتار. فما كان من الأخير إلا أن سار بكل هدوء. ترك المسرح وتوجه نحو الحضور الذين أصيبوا بالذهول وخيم عليهم الصمت. هنا صرخ مدير الفرقة المسرحية تولوز ليتريك بأعلى صوته ان أعظم شيء يمكن أن تتعلمه في حياتك هو أن تُح.ب وتُحَب، وهي كلمات جعلت ساتان تشدو بأغنية الحب التي كتبها كريستيان خصيصاً لها وذلك لكي تؤكد له أنها تحبه وستظل تحبه مهما حدث. هنا عاد كريستيان إلى خشبة المسرح وانضم إلى ساتان في أداء تلك الأغنية.

محاولة قتل الحبيب

في هذه الأثناء يتدخل مرافقو الدوق الغاضب لمحاولة قتل كريستيان لكن مدير الفرقة وأعضاءها يفشلون المحاولة.. فيتقدم الدوق نفسه للاقتصاص من غريمه لكن صاحب الحانة يمنعه بالقوة فيغادر الدوق الحانة غاضباً. أما ساتان وكريستيان فيكملان الأغنية وكأن شيئاً لم يكن وسط تصفيق حاد من الحضور.

وبمجرد إغلاق الستارة تقع ساتان على خشبة المسرح مستسلمة لمصيرها مع المرض اللعين وسط ذهول الجميع.. فتؤكد لهم أنها تحب كريستيان وستظل تحبه حتى النهاية.. وبالفعل فقد جاءت النهاية بالفعل فماتت بمجرد الانتهاء من كلمتها.

وبعد عام على وفاة ساتان، أغلقت الطاحونة الحمراء أبوابها وكتب كريستيان قصة حبه لها بعنوان: حب إلى الأبد.

الطاحونة الحمراء

فيلم من إنتاج أميركي - بريطاني - أسترالي رشح لثماني جوائز أوسكار فاز باثنتين منها. كما رشح للفوز بست جوائز غولدن كلوب ففاز بثلاث.

وهو أول فيلم موسيقي يرشح للحصول على جائزة أفضل فيلم منذ 22 عاماً. وقد صور في استديوهات شركة فوكس بمدينة سدني الاسترالية. وكان عرضه الأول عام 2001.

القبس الكويتية في

13/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)