حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رصاصة طائشة للمخرج جورج هاشم..

حوارات عائلية وحب طائش على هامش الحرب الأهلية

طاهر علوان

تحضر الحرب الأهلية في لبنان مرة أخرى في فيلم جديد ، صراع الطوائف ومن هو القتيل ومن هو الضحية ولماذا ، أسئلة صارت الشغل الشاغل للأفلام اللبنانية هذا العام، إذ ان دخول السينما اللبنانية على الخط هو امتداد للجدل الطائفي المتواصل في لبنان وكيفية النظر إلى الواقع اللبناني ومن اية زاوية ، وعلى هذا كانت الأفلام اللبنانية الأخيرة حذرة في تحميل طرف ما مسؤولية الفظائع التي ارتكبت عشية الحرب الأهلية وفصولها المأساوية مع ان سوادها الأعظم انطلق من وجهات نظر تمثل الطائفة المسيحية الى حد ما وتكون هذه الطائفة هي الضحية كما هو الحال في فيلم رصاصة طائشة والفيلم الوثائقي ملاكي والى حد ما فيلم شتي يادني.

القصد من هذا المدخل هو ان الحرب اللبنانية اللبنانية وبصرف النظر عن وجهة النظر التي تم من خلالها فهمها وتحليلها فإنها كانت وما تزال وستستمر على ما يبدو موضوعاً أثير لدى السينمائيين اللبنانيين ينهلون منه، ذلك ان هذه الحرب حفرت عميقا في الوجدان والضمير والمجتمع اللبناني وحفرت جراحات غائرة ، فضلا عن ان ضحايا هذه الحرب مازالوا أحياء يرزقون ، وبالأخص عائلات المفقودين حيث تدور قصص عدد من الأفلام اللبنانية، ويبدو انها ستستمر الى اجل غير مسمى وهي تعزف على هذه الموضوع .

وعلى هذا وجدنا ان الخلفية الواقعية سواء للشخصيات او الزمان والمكان ستبقى كما هي : لبنان إبان تلك الحرب المشؤومة وسيتم تقديم الموضوعات من ذلك المنطلق.

وبمعنى آخر إننا صرنا أمام موضوع معلومة مداخله وأما مخرجاته ونتائجه فمتروكة لكل مخرج ولكل كاتب سيناريو ، من ناحية طريقة أو أسلوب المعالجة .

وقد أتيحت لهذا الفيلم الفرصة للعرض في أكثر من مهرجان عربي ودولي اذ عرض في بلجيكا في مهرجان نامور السينمائي في بلجيكا ولندن وروما  ثم سافر الى القاهرة وأخيرا حط به المقام في مهرجان دبي ليحصل على الجائزة الأولى في مسابقة المهر العربي .

وقبيل إعلان نتائج الفوز ، كان المخرج جورج هاشم قد ألقى محاضرة في أثناء انعقاد مهرجان دبي ، يفترض أنها ورشة عمل عن فيلمه هذا إلاّ انها لم تكن كذلك ، بل كانت حواراًً شاملاً أسهب فيه هاشم في الحديث عن فيلمه وشخصياته، وقناعتي الشخصية ان الفيلم  لا يحتمل ذلك الكم الكبير من التنظير وتفسير كثير من القضايا السياسية الفاعلة في الواقع اللبناني كما لا يحتمل أيضاً الكلام الكثير عن التمثيل والممثل وعلى اعتبار ان هذا هو الفيلم الروائي الطويل الأول الذي نشاهده للمخرج، فالأفضل ان ندع أحداث الفيلم تتحدث عن نفسها بعد ان عيينا في الحصول على صورة واحدة جيدة للفيلم، إذ لا موقع في شبكة الأنترنيت للفيلم ولا موقعاً ولا صحيفة واحدة نشرت صوراً جيدة للفيلم وتلك معضلة أخرى لبعض المخرجين السينمائيين العرب في إهمالهم التام إنشاء مواقع لهم او لأفلامهم الجديدة وتلك تقاليد عمل صارت راسخة في الوسط السينمائي المحترف، فما ان ينتهي العمل في الفيلم حتى يخصص له موقع على شبكة الأنترنيت .

مختصر الفكرة

يتحدث الفيلم عن جانب من حياة نهى (نادين لبكي ) وهي في طريقها للزواج من جان (الممثل نزيه يوسف)، فيما تحتفظ بعلاقة حب مع جوزيف مارون (الممثل رودريجو سليمان )، ومنذ البداية تشعر بلا جدوى تلك العلاقة السرية التي تمثلت في المشاهد الأولى في داخل الكنيسة واللقطة المكبرة للصليب للتأكيد على إننا في الجانب المسيحي من المجتمع اللبناني، بينما الفكرة واضحة من أسماء الشخصيات ، المهم ان نهى تشعر بلا جدوى زواجها فتترك المكان وما تلبث ان تعود لملاقاة عشيقها او حبيبها الذي يقلها بسيارته حيث يلتقيان بعيدا عن الأنظار في وسط احد الأحراش، وهناك تعلن رفضها له أيضاً او سأمها منه ولتشهد قيام إحدى المليشيات بقتل احد المخطوفين ثم اختطاف عشيقها نفسه أمام أنظارها وهي مختبئة بين الأحراش ولتكون هذه التحولات كافية لتمرد نهى وسأمها من الواقع المرير الذي تعيشه وتمردها تالياً على سطوة شقيقها (الممثل بديع أبو شقرا) الذي يتخذ موقفا متشددا منها ووسط حوار عائلي محتدم يكشف عن الاستقطاب الطائفي وفصول من صراعات الطوائف وقصص الخطف والانتهاكات، وتكون نهاية الحوار طرد نهى المتمردة من المنزل ، لتقودها قدماها الى الغابة نفسها التي اختطف فيها عشيقها وتتم هناك عملية تصفية المخطوفين، وبسبب قلق الأم (الممثلة هند طاهر) على نهى فإنها تخرج للبحث عنها في الليل وعندما تصل الى تلك الغابة تصيبها رصاصة طائشة تقتلها وينتهي الأمر بنهى إلى المصحة العقلية حيث تزورها شقيقتها التي أغلقت منزل الأسرة وهاجرت .

السرد الواقعي والمكان

قلت قبل قليل ان هذا فيلم بسيط في موضوعه وفي حبكته الواقعية وفي متطلباته الإنتاجية، فالتصوير تم مابين منزل هدى والكنيسة والغابة وبضعة أماكن أخرى حقيقية ، وخلال ذلك امتد الحوار اليومي مابين نهى وصديقتها وشقيقتها وأمها إلى ما لا يتعدى الحياة اليومية واحتفاء نهى بأناقتها وارتدائها فساتين احتفالية ، ولم يكن هنالك من تحول سوى تلك الثورة التي نشبت مابين نهى وشقيقها ، والحقيقة ان ذلك كان من أجمل المشاهد المصنوعة بعناية في هذا الفيلم ومن خلال العراك الشرس بين الشقيقين وعناد نهى ورفضها للشقيق ، وأما ماعدا ذلك فإن كل شيء كان ضمن المعتاد .ما يلفت النظر في السرد الواقعي هو استناده إلى شخصية نهى كشخصية محورية، ومنذ البداية تستطيع ان تشعر بسأمها وقرفها من واقعها ، ولكن ماذا تريد ؟ إنها ترفض واقع الصراع والإنتقام المضاد الذي تعيشه الناس من كل الطوائف كما ترفض ان تظهر بمظهر الضحية مع وجود تلميح للدور الفلسطيني في تلك الأزمة .

لكن في المقابل مثلا وإذا اقتربنا من شخصية نهى شاهدناها وهي تعود من موقفين قاسيين للغاية وقعاً أمام عينيها وهما قتل احد المخطوفين وخطف حبيبها ولكن الغريب جداً هو رد فعلها فقد عبرت عن لامبالاة عجيبة ، فلا خافت ولا رف لها جفن وعادت من الغابة وهي تمشي على مهل مرتدية فستانها وكعبها العالي وكأنها تتمشى على شاطئ البحر ، فلا مشاعر خوف من ظلمة المكان ووحشته والشارع المقفر ولا حزن ولا هلع مما شاهدته. ومن الملاحظات أيضاً طريقة مشي نهى فهي تبدو كما لو إن إعاقة ما لديها تظهر من خلال طريقة مشيها وخاصة من خلال اللقطات العامة .

مشكلة الموسيقى التصويرية

كانت وما تزال وستبقى الموسيقى التصويرية هي إحدى المشكلات الفنية في العديد من الأفلام العربية وهو ما أشرنا إليه في مرة سابقة ، وهذا الفيلم يقع في نفس المشكل ، إذ فهم من قام بوضع الموسيقى (نديم مشلاوي) إن من واجبه ان تكون موسيقاه مصاحبة لكل مشهد تقريبا بصرف النظر عن أهميتها وضرورتها  ثم زاد من حضور تلك الموسيقى أبان الصراع ما بين نهى وشقيقها، إذ جاء بموسيقى باكية وحزينة  لكي تكون مصاحبة للموضوع ...

والحقيقة إن الفيلم لم يكن في حاجة إلى كل ذلك بل في مثل هذه الحالات تتحول الموسيقى إلى عبء على الفيلم ولا يحتاج الفيلم منها إلا القليل ...وربما يكون الصمت بديلا موضوعياً، وأرى ان مشاهد بعينها كانت في حاجة إلى قرار جريء من المخرج إن يكتفي بالصمت ويزيل تلك الموسيقى التي لا معنى ولا دور لها في عدد من المشاهد.

المدى العراقية في

10/03/2011

 

فيلم جورنيكا والتوظيف الثر للوحة التشكيلية فـي السينما

نجاح الجبيلي


يصنف فيلم جورنيكا- 1950 للمخرج الفرنسي آلان رينيه (1922-...) وروبرت هسان ضمن أفلام الفن وهي الأفلام التي تستمد موضوعها من اللوحة الزيتية أو الرسم أو النحت. وسبق لألان رينيه أن صنع أفلاماً أخرى ضمن هذا الصنف عن "فان كوخ" و"غوغان" والنحت الأفريقي في بواكير صنعته السينمائية التي بدأها بصنع أفلام وثائقية قصيرة مثل "ليل وضباب" عن معسكرات الاعتقال النازية و "التماثيل تموت أيضاًعن تدمير الاستعمار الفرنسي للفن الأفريقي و فيلم "كل ذاكرة العالم" عن المكتبة الوطنية في باريس، قبل أن يتحول إلى الأفلام الروائية الطويلة مثل "هيروشيما حبيبتي" الذي كتبت السيناريو له الروائية الفرنسية "مارغريت ديراس" و فيلم "العام الأخير في مارينباد" الذي كتب السيناريو له الروائي آلان روب غرييه.

يعتمد فيلم "جورنيكا" على لوحة بيكاسو المعروفة التي رسمها في أعقاب قصف مدينة "جورنيكا" في إقليم الباسك بإسبانيا من قبل الطائرات النازية عام 1937 إضافة إلى لوحات ورسومات وخربشات جدارية ونحوت أخرى لبيكاسو وظفت بطريقة ما كي تخدم غرض رينيه في إدانة الحرب والفاشية والوقوف بصف الناس الأبرياء والمضطهدين.

يصنف الناقد السينمائي بول وارن أفلام الفن والمعالجة السينمائية للفنون التشكيلية إلى ثلاثة أنواع:
1.
توثيق مرحلة تاريخية بمساعدة التصوير الزيتي والرسم. ومثال ذلك فيلم "غويا" للوتشيانو إيمر لاذي يصف الحياة في القرن     الثامن عشر في إسبانيا كما ترد في لوحات غويا.

2. يقوم أصحاب هذا النوع من أفلام الفن في إطلاق العنان لنزعاتهم في الخلق فيشرحون العمل الفني إلى أجزاء صغيرة مع إعطاء اعتبار قليل لبنائه الخاص مثل فيلم "روبنز" لستروك هيزرت.

3. وفي هذا النوع تصل أفلام الفن إلى قمتها إذ لا ترتبط بخالقها بأي غرض خارجي سوى أن يبني من عناصر العمل الفني عالماً مستقلاً بذاته يصل تأثيره الفني إلى مستوى تأثير الأصل. وهذا النوع الأخير من الأفلام لا يستخدم اللغة السينمائية لنقل العمل التشكيلي من عالم الفنون الجميلة إلى عالم السينما ولكن من أجل تحويله إلى عمل مستقل بذاته على الشاشة يزعم لنفسه من جديد صفة الفن.

وضمن هذا الإطار لأفلام الفن الذي يحدده بول وارن يمكن أن نصنف فيلم "جورنيكا"، إذ أن رينيه جرّد لوحات بيكاسو من صفاتها الذاتية وفرض عليها أنساقاً من التعبير عن فكرة معينة هي إدانة الحرب وهي فكرة اللوحة الأصلية نفسها وكأن رينيه صنع بفيلمه هذا لوحة جورنيكا خاصة به.

  إن الأنواع التي استخدمها رينيه في الفيلم لكي يجسّد بها محنة جورنيكا هي الصور المرسومة بالزيت والرسومات بأنواعها والرسوم الحائطية والنحوت التي صنعها بيكاسو من عام 1906 إلى عام 1937 وهو العام الذي رسم فيه اللوحة حتى أنه استخدم في الفيلم صورتين شخصيتين له (بورتريت) تتعرضان لوابل من الرصاص وكأن بيكاسو هو أحد أبناء مدينة جورنيكا الذين قضوا في الحرب.

في استخدامه اللوحات التكعيبية التي هي مزيج من الرسم وقصاصات الصحف في الفيلم يقدم لنا رينيه مثالاً على التوظيف الثري لإمكانات الحركة السينمائية المتنوعة إذ استخدم فيها أنواعاً مختلفة منها المزج بين اللقطات وحركة الزوم الحادة للأمام أو للخلف أو الانتقال بالقطع من لقطة إلى أخرى أو حركة الكاميرا الرأسية من أعلى إلى أسفل أو بالعكس أو الحركة الجانبية. كما استخدم الانتقالات بين الرسومات الجدارية وصفحات الجرائد عن طريق تقنية القطع المتبادل كما أنه وظف بشكل تعبيري الحركة داخل اللقطات الخاصة بالرسوم الجدارية، إذ تظهر هذه الأخيرة كأرضية تظهر عليها بالتدريج صور بعض الشخصيات، وما أن يتم ظهورها حتى تخترقها طلقات الرصاص فتعود فتختفي من جديد تاركة وراءها آثار الطلقات على الجدران المرسومة وتتكرر هذه التقنية حسب اللوح الجداري وصور الأشخاص.

وثمة حركة داخل اللقطة تتمثل في حركة انقضاض حادة بعدسة الزوم في كل مرة على كلمة أو مجموعة مهمة من الكلمات في صفحات الجرائد مثل "النصر" و"الفاشية" و"جورنيكا" أو عنوان الصحف مثل "الحرية" وأحياناً تنعكس الحركة إلى تراجع حاد.

كذلك هناك حركة التناوب بين الضوء والظلام حين تستعرض الكاميرا أربع شخصيات تفصل بينها بقع ظلام وهذه لها قيمة تعبيرية، وهناك استعمال نبضات الظلام الكامل كوسيلة للانتقال من لقطة إلى أخرى وتبدأ هذه الحيلة الحركية حين يظهر المصباح الكهربائي في لوحة الجورنيكا والعلاقة واضحة بين النور والظلام، وهذا الجزء من اللوحة إذ يتكرر ظهوره في أماكن أخرى وهذه النبضات الإيقاعية المظلمة تعمل على مضاعفة الإحساس بالذعر كما أن هناك تكراراً على نفس اللوحة أكثر من مرة بإيقاع معين مما يدفعنا إلى الربط بين هذه النبضات المتتالية بسرعة للنور والظلام وما يحدث في الانفجارات المتتالية للغارات.

كذلك هناك تقنية المسح على هيئة انفجار إذ يبدأ بنقطة معينة تنفجر بشكل مفاجئ حتى تملأ الشاشة وتكمن قيمتها هنا في أنها تؤكد معنى الذعر المتولد.

أما في المشهد الأخير وهو منحوتة الرجل الذي يحمل حيواناً فإن الكاميرا تتحرك من أسفل إلى أعلى مستعرضة الرجل ثم حركة مكبرة على وجهه الذي يملأ الشاشة ويحمل معنى الأمل المنشود لهذا الرجل الصامد مع صوت ماريا كاساريسيس وهي تنشد لبول إيلوار:

تحت شجرةِ السنديانِ الميتةِ في جورنيكا

إلى خرائبِ جورنيكا

تحت سماءِ جورنيكا الصافية

رجع رجلٌ

يمسكُ حملاً يثغو

وحمامة ٌ في قلبه

لكلّ الرجالِ هو ينشدُ أغنية ً

أغنية ُ الثورة ِ الخالصة

شاكراً فضلَ الحب

رافضاً الظلم

يندفعُ نحلُ ألمه

نحو الأفق ِالمحطّم

نحلُ أغانيه

وضع أعشاشه في قلب الإنسانية

جورنيكا

البراءة سوف تهزم الدمار

جورنيكا

______

الاعتمادات
دراسات سينمائية – هاشم النحاس

موسوعة ويكيبيديا

* ورقة ألقيت في عرض نادي السينما في اتحاد أدباء البصرة لفيلم "جورنيكا" يوم السبت 19 شباط 2011

المدى العراقية في

10/03/2011

 

 

الشباب النهاردة عاوز يشوف إيه؟!

التنوع مطلوب وطبيعي.. الأعمال لن تكون كلها ثورية!

ياسمين كفافي 

لسنوات ظل الاتهام للشباب المصري انه "مكبر دماغه" يبحث عن التفاهة في كل شيء من البنطلون الواسع إلي الأغاني والكليبات العارية.. مرورا بالافلام التافهة.. وحتي الانترنت الملئ بالابحاية إلي أن انتفض الشباب ومعه الشعب ليقدما ملحمة سيذكرها التاريخ.. ملحمة اثبتت ان الشباب لم يشاهد هذه الاعمال إلا كنوع من المخدر وسرعان ما عالج المجتمع نفسه منها.

والسؤال الآن هو كيف سيعود الشباب إلي دور العرض وما الذي سيرضيه وهل سينتصر حزب "الهنص في الدنس" أم الافلام المحترمة التي لا تخلو من كوميديا.. ولكنها تظل اعمالا تخاطب العقل وليس "قلة العقل".

لنعرف أكثر كان لنا حوار مع أحد شيوخ النقاد الدكتور رفيق الصبان وبعض الفنانين الشبان الذين قد لا تعرفهم الآن لكن بموهبتهم سيكون لهم دور في المستقبل القريب.. كما سعدت بحوار قد انشره كاملا قريبا للمخرج المتميز محمد أمين صاحب "ليلة سقوط بغداد" ومشهد اللجان الشعبية الشهير والذي طالب بامتلاك مصر سلاح ردع لمثل هذه اللحظات الصعبة وحتي لا تكون مطمعا كما قدم "بنتين من مصر" والذي ادان فيه المجتمع واكد ان العنوسة أزمة سببها ما تمر به مصر من ظلام كل هؤلاء معنا لنجيب علي سؤال اجابته في عقلك عزيزي القارئ وهو: ما الذي تريد أن تراه علي الشاشة بعد الثورة؟!

عشنا كالنعام!

* الناقد رفيق الصبان: اكد ان الثورة احدثت انقلابا في كل المعايير والمفاهيم الفنية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.. الفن سيتأثر ولن يكون بعد 25 يناير مماثل لما كان قبله مثله مثل كل شيء في حياتنا تغير فبعدما تكشف لنا هذا الكم من الفساد والسرقات التي عشنا فيها ولا يمكننا تصديقها.. فعشنا كالنعامة رأسها مدفون في الرمال.. قبل 25 يناير كان المنتجون يتهمون الشباب أنهم وراء نجاح الافلام الهابطة وخسارة الافلام الهادفة بالابتعاد عنها إلا أن ميدان التحرير اكد انه مختلف فالشباب الذي كان يذهب لمشاهدة افلام تامر حسني استقبله بالضرب في التحرير. كما رفض عمرو دياب "الهضبة" عندما خرج من النفق الضيق بحثا عن الجيد فاعمال السينما والأغنية والتليفزيون ستختلف بالقطع.. صحيح انها لن تكون كلها ذات مضمون ثوري وإلا سنفقد التنوع وستصبح السينما كأنها سينما تسجيلية وهو ما اؤكد انه لن يحث ولكن الاختلاف سيكون بمستوي فني وثقافي مختلف في العمل الفني فلا مانع من تقديم أفلام كوميدية أو استعراضية.. ولكن مثل افلامنا القديمة في الستينيات كانت السينما المصرية شيء رائع فيها الفنان فؤاد المهندس والرائعة شادية واسماعيل ياسين مع فاتن حمامة والمخرجين العظام بركات وعز الدين ذو الفقار كان هناك حد أدني من احترام الجمهور والذي فقدناه مع الوقت الأعمال التي كانت تقدم وكأن الجمهور جاهل لا يفهم إلا غرائزه والنكات النابية رغم أن شباب التحرير اعطانا درس في عفة اللسان عندما لم يسب أحد. فشعر العالم أنه متخلف عن هذا الشباب الحضاري.
اشار رفيق الصبان أيضا إلي ان المخرج المرشح لهذه المرحلة بقوة هو يسري نصر الله.

وعن تقبل الشباب للفيديو كليب العاري الذي لا يزال يعرض يطالب رفيق القنوات الحكومية علي الاقل بمقاطعة هذه الأعمال ولكن القنوات الخاصة لا سلطة عليها سوي سلطة المشاهد الذي لن يعود للمخدر الذي أتي في صورة العرايا في الفيديو كليب.. أما المسرح فرغم قلة انتاجه إلا أنه لم يفسد مثل السينما وحل أزمته بسيط لأننا نملك تراث هائل من النصوص الجيدة سواء عالمية أو مصرية والحل في المديرين الجيدين الذين سياسهموا في عودة الجمهور للمسرح بأعمال قريبة لقلب المشاهد.. أعمال كوميدية بلا اسفاف كأعمال المهندس وريا وسكينة ويري الأمل في نجم مثل محمد صبحي الذي ظل رغم السنوات العجاف للفن محتفظا بمسرح بلا اسفاف.

ويتمني رفيق الصبان ان تثمر الثورة في مجال الانتاج التليفزيوني عن مسلسلات محترمة أفضل من مائة علي الاقل نوفر من الضرائب التي تهدر علي الأعمال وهو ما قد يتحقق في رمضان بعد القادم لأن ما تبقي علي رمضان لا يزيد علي خمسة أشهر.

نهاية مفتوحة

* أكد المخرج المتميز محمد أمين أن أعمال ما بعد الثورة تحتاج إلي نضج فني. وقوة اللحظة في يد القنوات الاخبارية التي ظهرت فيها اقوي لحظات الثورة.. ولأنها واقعية فهي أفضل من ألف فيلم تمثيلي ويري ان رغبة البعض في سلق فيلم عن الثورة سيجعل هناك العديد من الافلام الساذجة التي لن تليق بثورتنا وسيحتاج الأمر لبلورة حتي تخرج أعمال جيدة.. كما حدث مع نجيب محفوظ عندما توقف عن الكتابة بعد الثورة لمدة ثلاث سنوات ليري المجتمع ولكن سيكون من الصعب تقديم افلام ساذجة لشعب قام بمثل هذه الثورة وله شهداء فيها. فلا يجوز أن نعرض لهم في دور عرض بجوار ميدان التحرير افلاما تسرعوا في تصويرها.

القيمة في عالمنا الآن للعلماء أم الجهات السيادية والعوالم الذين يعملون لمصلحتهم فقط فلا مكان لهم.. في الماضي كانت العوالم تكسب.. اليوم سأجعل النهاية مفتوحة كحال المجتمع الآن يحتمل أي نهاية حسب الاتجاه الذي يسير فيه.

قيمة الحرية

* اراء الشباب جاءت مختلفة.. الممثلة الشابة آية سليمان والتي عانت من عقلية تجاهل النظام القديم للشباب.. عندما لم يدعو احد لحضور حفل مهرجان الاذاعة والتليفزيون الذي فازت فيه بجائزة افضل ممثلة.. تتمني ان تري افلاما تظهر المساوئ التي عانت منها البلد. ليعرفوا قيمة الحرية بعد التغيير. وتريِ أن ذوق الشباب لن يتغير بشكل حاد فسيستمر في مشاهدة الاغاني والفيديو كليب لأن الأمر شخصي لكل مشاهد فهناك المثقف صاحب المبادئ وهناك الانسان البسيط الذي قد يعتبر هذه الأعمال نوع من الترفيه عن النفس.

* عبدالرحمن ممدوح مدرب رياضي من المشاركين في الثورة يتمني أن يري عملا يعبر عن الشباب بافراحه وعمومه بعيدا عن الأعمال ذات الافكار القديمة التي ملها الناس. ويري أن السينما سوق سيدخل كل مشاهد ليري ما يحبه. وأكثر ما يعجبه أفلام أحمد حلمي لأنها كوميديا محترمة تلمس قضايا المجتمع ويتمني أن ينتظر صناع السينما فترة طويلة قبل تقديم عمل عن الثورة.. ويتمني أن يقدم عمرو عرفة وطارق العريان أعمالا جيدة في المرحلة القادمة.. واكد انه لن يقيم الفنان علي اساس مشاركته في الثورة أم لا؟!

* يمني علي خبيرة في الموارد البشرية تري أن رغبة اسعاد يونس في الغاء الرقابة سيكون كارثة في ظل وجود اشخاص لا يعجبهم أي شيء.. سيؤدي للاباحية. وتتمني رؤية فيلم له قضية مهمة دون كئابة مثل افلام أحمد عز لأنه نجم له جمهور كبير. وهي تتمني أن يتعلم صناع الأغاني من محمد منير الذي لطالما قدم أغاني بلا اباحية.

* نهي فريد معلمة ابتدائي تعشق الافلام الرومانسية وتتمني ألا تجد هجوماً من عشرات الافلام التي تتناول الثورة بسذاجة. كما حدث مع الاغاني فظهرت أغنية لحمادة هلال تقول شهداء يناير راحو في يناير فالعمل المفتعل يكون بلا طعم صحيح أن الشباب قام بالثورة إلا أنه لايزال يبحث في السينما عن فن جيد.. وليس تسجيل لواقع شاهدناه وعايشناه فهو ليس تاريخ مضي بل واقع..

* سامر حسن طالب جامعي قال: افتحوا ملفات الكبار.. الملفات التي وجدت في مباحث أمن الدولة وغيرها من الأماكن.. ستجدوا فيها قصص تصلح لعشرات الأفلام.. وصدقوني ستكون واقعية أكثر!

الجمهورية المصرية في

10/03/2011

 

الشاشة الصغيرة يقدمها : ضياء دندش

عزة القزاز.. عندها أمل: 

أعيدوا القنوات الإقليمية علي النايل سات.. ومؤهلون للبرامج الكبيرة

حصلنا علي دورات متقدمة بتكلفة عالية ولم يتم استثمارنا فأهدروا المال العام

تعيش المذيعة عزة القزاز بالقناة الثالثة حالة من التفاؤل والأمل في تغيير كتير من الأوضاع الإعلامية المعنية بعد 25 يناير.. ولديها وجهة نظر خاصة في العمل خلال الفترة القادمة.

تقول عزة إن كل العاملين في القناة الثالثة وبقية القنوات الاقليمية يراودهم الأمل والحنين للعودة مرة أخري للبث علي النايل سات ليراهم العالم فضائيا.. حيث كان يتم البث من قبل وتم إيقافه.. وطالبنا.. وصرخنا.. وبح صوتنا ولكن لم يهتم أحد.

·         سألتها وما السبب في توقف البث علي النايل سات؟

قالت عزة: المفروض ان القنوات الاقليمية تعبر عن المجتمع الذي تغطيه اعلاميا وتكشف مشاكله ومعاناته.. وبالفعل تم ذلك وبدأنا نكشف الفساد في كثير من المجالات خاصة الخدمية التي تهم المواطن وهذا لم يعجب النظام السابق لأن العالم الخارجي يشاهد السلبيات فتم رفع القنوات من علي النايل سات.

·         بصراحة.. هل لدينا مذيعون ومذيعات القنوات الاقليمية يمكنهم العمل في برامج كبيرة وضخمة الانتاج؟

أجابت بسرعة.. نعم.. طبعا.. فقد حصلنا علي دورات متقدمة جيدا وبتكلفة مرتفعة ولم يتم استثمارنا.. وهذا يعتبر إهدار مال عام.. وبعد ذلك تم تميشنا والاستعانة بمقدمي ومقدمات برامج من خارج اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهذا نوع آخر من اهدار المال العام.. والحقيقة لدينا كوادر متميزة ورائعة ولكنها تحتاج الفرصة في عمل كبير يظهر مواهبهم الإعلامية.

·         ما هي البرامج التي تقدمينها حاليا علي القناة الثالثة الإقليمية؟

قالت عزة: برنامجان الأول "ريحانة" يذاع 12 ظهر الخميس والثاني "شباب علي الهوا" ويذاع الجمعة 7 مساء والبرنامجان هواء.

الجمهورية المصرية في

10/03/2011

 

ليل ونهار

365 يوم!!

يقدمها : محمد صلاح الدين 

السينما حالها لا يسر عدوا ولا حبيبا.. مثلها مثل كل أنشطة المجتمع.. واقف حالها حتي اشعار اخر.. الطريف ان دور العرض فتحت أبوابها.. ولكن شبابيك التذاكر خاوية. لا تستقبل زبائن. مثلها مثل السياحة والتجارة والصناعة والزراعة.. الكل راكد وفي انتظار المسيح.. مهما جاء رئيس أو وزير.. فلا استقرار ولا أمان.. في لعبة المطالب التي لا تنتهي!!

وفيلم "365 يوم سعادة" لم يكن سعيدا بالمرة.. بل كان نحسا. حيث عرض عشية ثورة 25 يناير مع فيلم "ميكروفون". ورغم تفاوت المستوي الواضح بين الفيلمين.. حيث أن الأخير ينبئ بالانفجار المتوقع بسبب قهر حرية الشباب في التعبير عن أرائهم. ولو حتي بالغناء.. بينما الأول يعالج مشكلة الشباب المرفه من نوعية ولاد الباشاوات والبهوات اللي نهبوا البلد. وعلي رأي صلاح عبد الله في الفيلم "طبقة الفرافير. أو العيال التوتو بتوع بابي ومامي".. إلا أنه يضع يده ولو برفق وبشكل مسل علي انفصال هذه الطبقة عن عامة الشعب.. وأنها لا تتنازل عن بروجها العاجية وتلتحم بالفقراء. إلا إذا كان لديها مصلحة واضحة معهم!!

والفيلم يعد التجربة الأولي لمخرج الكليبات سعيد الماروق الذي حاول أن يقدم فيه صورة مبهجة وشيقة بخبرة الشوطات المجمعة التي يكثفها لمطرباته ومطربيه.. فقدم أحمد عز بصريا بشكل أفضل. متناسقا مع النص الذي بدا مصنوعا من أجل البطل الفرد.. وهو ما احترفه يوسف معاطي وحبس نفسه في هذه النوعية من الموضوعات. حتي ولو كانت مأخوذة عن الغير وليست من ابتكار قريحته.. ولكن تظل مشكلة النجم الأوحد والتي تذكرنا بالعهد البائد هي أزمة السينما المصرية الحقيقية وحتي قبيل الثورة.. واعتقد أن الوضع سيختلف طوعا وكرها.. خاصة عندما لا يجد هذا النجم الأجور المليونية ليأخذها.. فيضطر إلي قبول الأجور الأقل.. ومعها الشبان الأفضل!!

إن شخصية هادي بيه "أحمد عز" ليست جديدة علي اطلاقها في التناول. فهو مضرب عن الزواج بسبب تعدد علاقاته العاطفية النسائية مثل بطل السلم والثعبان ولكن بشكل كوميدي أكثر.. ومن تداعيات الموقف يجد نفسه أمام فتاة مريضة "دنيا سمير غانم" يحاول من خلالها ان يكسب السماء بعد طول ضلالة.. قد يكون أحبها بالفعل. أو وجدها مختلفة عما عرفه من بنات الأثرياء.. لنكتشف أن هذا الاختلاف جاء من فقرها المدقع. والذي في العادة لا يراه الأغنياء بوضوح في رحلة بحثهم عن اللذة.. بل وأنها كذبت عليه لأنها ليست مريضة ولا معرضة للموت. ليجد نفسه بعد أن تزوجها وعاش معها عاما من السعادة.. مخدوع ومضحوك عليه. فلأول مرة يذوق طعم أن يكون ضحية.. وهو الذي اعتاد بحكم فحش الملايين السهلة. أن يكون هو الجزار. والآخرين هم الضحايا.. حيث لم يجرب هؤلاء الظلم لأنهم صانعو المادة الخام له.. فكيف يكتوون بنارها؟

السينما إذن في أحلك أوقاتها تفتح جراحا وتكشف تقرحات وبعض الصديد..!

ووزراء الثقافة عندنا دائما مغيبين.. يعتقدون خطأ أن الثقافة تعني التعقيد وحده.. أو الفنون التشكيلية والمهرجانات وحدها.. بينما يغيب عن بال الجميع سلاح التوعية والتنوير الخطير الكامل في السينما.. ويغيب عنهم ازدياد الطلب عليها كمادة اساسية في الفضائيات.. ومع ذلك فهي دائما مكروهة.. ومنبوذة من كل وزراء الثقافة!!

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

10/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)