حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان

بيروت تستضيفها بسبعة أفلام نالت أرفع الجوائز

السينما التركية الحديثة: وطن بديل؟!

هوفيك حبشيان 

يبدأ الثلثاء المقبل في صالة "متروبوليس" اسبوع مخصص للسينما التركية الجديدة. سبعة أفلام (35 ملم، مع ترجمة الى الانكليزية) مقترحة على الجمهور اللبناني على مدار خمسة أيام. الافتتاح (الساعة 20:00) مع "عسل" لسميح كابلانوغلو الفائز بـ"الدب الذهبي" في الدورة ما قبل الأخيرة من مهرجان برلين. ستكون هناك محطة مع فيلمين للموهبة الأوضح في السينما التركية الحديثة: نوري بيلجي جيلان. "ثلاثة قرود" و"أوزاك" سيعرّفانه الى السينيفيليين المحليين. أما بقية البرنامج فتتضمن افلاماً لأوجير كيجيلتان ("تاكيا"، الحائز 16 جائزة عالمية) ومراد شكر الذي يعرض له "هدف حياتي" وآخرين. يمكن الاستعلام على موقع السينما المنظمة للحدث:

www.metropoliscinema.net. هذه مناسبة مهمة للتعرف الى بعض الاتجاهات الجديدة في سينما لها حاضر لافت، على رغم ضيق الحريات في بلد المنشأ، ولها اطلالات متكررة في المهرجانات الدولية، غير انها مقلة وغير منتشرة تجارياً.     

"عسل" (2010) يختتم به المخرج التركي سميح كابلانوغلو ثلاثية اطلق عليها تسمية "ثلاثية يوسف"، مؤلفة من "بيض" و"حليب" و"عسل". انه تمجيد للسينما التأملية التي رفعتها الى المراتب العالية أسماء كبيرة مثل عباس كيارستمي وأندره تاركوفسكي.

ترافق الشريط ثلاث شخصيات: أب وأم وولدهما. يعمل الأب في استخراج العسل من عمق الغابات. ذات يوم يخبره ابنه يوسف البالغ السادسة من العمر، الذي يرافق والده الى تلك الأمكنة، بأنه حلم، لكن والده يمنعه، لسبب ما، من رواية هذا الحلم بصوت عال. ثمة علاقة قوية تربط الواحد بالآخر، والمُشاهد لا يعرف ما هو الحلم لأن يوسف يرويه لوالده همساً. في غضون ذلك، يهجر النحل المنطقة، وهذا ما يضع مصير العائلة في الخطر، وتأخذ الحوادث في التطور حين يواجه يوسف صعوبة في النطق ليتحول ذلك تدريجياً الى صمت، ولا أحد يستطيع شيئاً حياله. وفي حين يتسلق الوالد الغابات الجبلية، تحاول الأم تحفيز ابنها على الكلام. وتزداد أزمة العائلة حين يطول غياب الأب، لكن يوسف مقتنع بأنه سيعود، لذا يذهب للبحث عنه في جبال الاناضول الشاهقة.

يصنع كابلانوغلو، البالغ من العمر 48 عاماً، اسماً جديراً بالثقة منذ بضعة أعوام داخل الحصن المنيع للمهرجانات الدولية. انطلق بدايةً من مهرجان القارات الثلاث (نانت، فرنسا)، في تشرين الثاني من عام 2005. لم يكن يتكلم آنذاك لغة أخرى غير التركية، ما كان يعوق التواصل معه. شاب اربعيني خجول قليل الكلام، مثل أفلامه. في ذلك المهرجان حيث جاء ومعه "سقوط الملاك"، فاز بـ"المنطاد الذهبي"، الجائزة الكبرى في المهرجان. مذذاك يشقّ طريقه رويداً رويداً، بعيداً من الأنظار وبأقل قدر من الاستعراضية، صانعاً ما يعتقد انه شاطر في صناعته. "بيض" و"حليب" عُرضا في كلٍّ من كانّ والبندقية. في الأول خارج التشكيلة الرسمية، اما في الثاني فكان داخل المسابقة.

يأتي كابلانوغلو من خلفية سينمائية تتيح له التعامل مع مفردات الابداع برقي معيّن. الزمن هو من الأشياء التي يقيم لها وزناً. التأطير لديه سينمائي على رغم انه تأهل في كواليس التلفزيون. لكن سرعان ما تخلص من كل التأثيرات السيئة التي للشاشة الصغيرة عموماً على السينما. بالتأكيد، نستطيع ادراج الفيلم في اطار المسار الذي تمشي فيه السينما التركية المعاصرة، والتي يصعب عليها ان تجد تقليعة واستمرارية وحضناً نهائياً. اياً يكن، هذا الفيلم انتصار لمفهوم تأملي للسينما أو تكريس آخر لفن سابع فيه انتعاش وحيوية، وكان قد لوحظ جزء من هذا الانتعاش في مهرجانات دولية، على رغم ان اثنين حتى الآن يجسدان هذه السينما أفضل تجسيد خارج تركيا، فاتح أكين ونوري بيلغي جيلان.

لا يحتاج كابلانوغلو الى الكثير من الموارد السينمائية ليؤكد انه من طينة السينمائيين الذين يؤمنون بأن عامل الزمن هو ما يجعل السينما على هذا القدر من الخلق. هذا الحس في تحريك الكاميرا ببطء وتغيير وجهة النظر، يبلورهما الفيلم منذ مشهد الافتتاح. الطبيعة تلقي بظلالها على الفيلم، وهي التي تمنح النصّ جوانب روحانية ينحاز اليها المخرج من دون شك. الطبيعة هي ملهمة السينمائي الذي يعطي صورة الأب وطريقة تعامله مع ابنه، المكانة الابرز في الشريط. لا يخلو الفيلم من تيمات أخرى متداخلة ومتقاطعة، يخاطب بعضها البعض الآخر، في مقدمها الحلم والدين، اللذان يحظيان لدى المخرج بعناية خاصة، لأنهما يجعلان الطفل يحلّق بجناحيه بعد أن يحظى ببركة الأب.

جيلان و"القرود الثلاثة"

أصاب المبرمجون قلب الهدف عبر اختيار احدث أفلام نوري بيلجي جيلان، "القرود الثلاثة". انها السينما التركية التي على الاتراك أن يرفعوا رأسهم بها، بعيداً مما يحاك في التلفزيون من اعمال هابطة تنقل واقع المجتمع التركي المترجح بين الحداثة والتقليد. تهذبت موهبة بيلجي ونضج عقله السينمائي. فيلماً بعد فيلم، وهو ليس الاّ ابناً للمهرجانات التي قدمته الى الجمهور، وفي مقدمها مهرجان كانّ، اذا بدأت قصتهما معاً، ذات أيار من عام 1995، وكان ذلك لمناسبة عرض فيلمه الاوّل "كوكون". أما رؤيته الاخراجية التي تستلهم من أزمات الفرد، ففيها من الحديّة والصرامة ما يضعه في مرتبة كبار السينمائيين. انجازات جيلان في مجالات الصوت والصورة والتعبير البصري تستغني عن الكلمة المفبركة والحوارات والثرثرة لمصلحة شريط صوتي رفيع المستوى "مكفّى وموفّى".

"ثلاثة قرود"، الحائز جائزة الاخراج في كانّ عام 2008، لفّ العالم من ذلك الحين، وهو عن عائلة تركية تسعى في أن تبقى موحّدة، رافضة ان تقر بأن ما تعيشه أكاذيب وأوهام. من الصعب تلخيص دراما إنسانية عميقة وسوداوية الى هذا الحدّ، وخصوصاً أن الفيلم تجربة تعاش ولا تحكى، وهي تُنقل من خلال انفعالات الشخصيات الاربع، سلوكها، نظراتها، وأيضاً من خلال ما يقترحه الشريط الصوتي من مؤثرات طبيعية، كصوت تساقط المطر والرعد والسماء الممتلئة غضباً، وهذا كله يلتقطه جيلان بقدرة فائقة على جعل محنة الشخصية محنتنا ودمعتها دمعتنا وكبريائها كبرياءنا. ناهيك بالغنائية التي تستحوذ على معظم العمل. أسئلة وجودية كبيرة يعج بها هذا الشريط الذي يحتفي بالطبيعة والعناصر التي يتألف منها الكون. اسئلة معظمها يأتي نتيجة تراكمات وعدم قدرة الحياة اليومية على الاتيان بأجوبة مقنعة وصريحة.

منذ زمن ليس بقريب، تقتحم سينما جيلان خصوصيات قومه، مصوِّبةً الاهتمام على التفاصيل الموحية التي يرسم من خلالها لوحة قاتمة عن أحوال المجتمع التركي المعاصر. شأنه شأن شخصياته التي تجد في الهرب متعة واستغاثة، ينتمي جيلان الى الجيل الذي يحلم بالسينما وطناً بديلاً. وعليه، نراه يبني مساراً سينمائياً يخيّم عليه شبح السينما العالمية من أقصاه الى أقصاه. ما يصوّره جيلان في "ثلاثة قرود"، هو لحظات وجدانية ضخمة، من تلك التي نرى الضعيف يتنامى فيه شعور القوّة، والقوي يصير فجأةً في رتبة من يستغله عاطفياً ومادياً وسياسياً. بالنسبة الى جيلان، أن يفهم الآخرين يعني أن يفهم ذاته ويتحكم بخياراته. لا يوجد في السينما التركية الحديثة على حدّ علمنا، ما هو أبلغ تعبيراً عن حال الفرد الغارق في محن التسلط والابتزاز ممّا رأيناه في مشهد ختام هذا الفيلم. 

إستعادة

استعادة لوكينو فيسكونتي تغوص في عالم بلا يقين

البندقية وفجرها كما لو كانت ستموت غداً

تستمر التحية الموجهة الى السينمائي الايطالي الكبير لوكينو فيسكونتي (1906 ــ 1976) في "متروبوليس" مع العرض المنتظر هذا المساء الساعة 20:00 لإحدى القمم الفيسكونتية: "موت في البندقية" (1971)، أفلمة بديعة لرواية توماس مان صارت في وقت قياسي احدى كلاسيكيات السينما ويمكن ترتيبها بلا تردد في لائحة أهم عشرة أفلام في تاريخ هذا الفنّ.  

كل محاولة للكتابة عن هذا الفيلم ببضعة سطور تبدو امتحاناً عبثياً، نظراً الى ثرائه الفكري والفني والسياسي. تجري الحوادث في السنوات القليلة (1911) التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الاولى. مرحلة تمثل ذروة الاطمئنان الأوروبي. ذروة الرفاهية المعروفة باسم "الحقبة الجميلة". المكان هو شاطئ الليدو في البندقية. هنا البورجوازية تتلهى بما يبقى لها من وقت قبل الغوص في هموم الحرب. موسيقيّ باسم اشنباخ (درك بوغارد) يصل الى الجزيرة الايطالية، فيجذبه صبي بولوني يدعى تادزيو يتحول هاجساً بالنسبة اليه، باعتباره يجسد قمة الكمال الذي يسعى اليه في فنه.

هذا فيلم آخر "خان" فيه فيسكونتي الأصل الادبي الذي نقله الى الشاشة. أولاً استبدل شخصية الكاتب بموسيقيّ؛ ثانياً استعان بمخيلته الخصبة للاتيان بتفاصيل جديدة؛ وثالثاً لجأ الى فصول من رواية أخرى لتوماس مان ليستعرض السجال الخلقي بين اشنباخ وصديقة ألفرد. الأديب في الرواية كان يشبه خالقه كثيراً: غارق في همّ وجودي، شأنه شأن توماس مان الذي أمسكت السوداوية بضلوع عمله مذ قرأ شوبنهاور وأعجب به. أما فيسكونتي فجعل الأديب موسيقياً ليجعل بطله المضاد "أناه الأخرى"، عاثراً في تلك التنويعة على مناسبة لإدراج نوتات "السمفونية الخامسة" لغوستاف مالر (وهو الفنان الذي استوحى منه مان لرسم بعض ملامح شخصية الأديب في روايته)، التي لا تزال تلتصق بالفيلم التصاقاً عضوياً، كلازمة لا يتحرر منها المشاهد لوقت طويل، واستعمالها على هذا النحو الهوسي يرفع العمل الى مصاف التحف الفنية.

ثم يأتي موضوع الوباء الذي يهزّ الفيلم برمته. فالكوليرا تنتشر في الفيلاّ التي يسكن فيها الموسيقيّ، على رغم ان السلطات تسعى الى اخفاء هذه الواقعة. أشنباخ حائر في أمره: يريد انذار عائلة تادزيو من الخطر الذي يحدق بها ولا يستطيع. يحلم بمقاربة الفتى على الشاطئ لكنه لا يتجرأ على ذلك. ثم فجأةً، تدق الساعة، ساعة الوداع!

اشنباخ يرى تادزيو ويتيه. ما يمثله بالنسبة اليه هذا الوجه، يفوق التفسير. يصبح عبداً لهذا "الوهم الحقيقي" ويخرج على طوره فيطارده في أحياء البندقية. يسعى فيسكونتي الى تصوير هذا الانحطاط الذي يصيب الشخصية بروعة خالدة، جرياً على عادته. يزيد الفيلم غرابةً، استخدامه المفاجئ للزوم، كما لو كان يريدنا أن نتماهى مع اتجاه نظر اشنباخ من الداخل. يلتقط فيسكونتي البندقية وفجرها، كما لو كانت ستموت غداً. هذا ما يجعل الفيلم يغرق في "ميلونكولويا" مؤسلبة نرحل على متنها الى اقاصي عالم يعبق برائحة القرن التاسع عشر، بأجوائه وروعته وايمانه بسلطة الجمال. هذا كله يلتقطه فيسكونتي بحنان، من ايمانه بأن ما سيأتي بعد ذلك العصر، وهمٌ بوهم، وقبحٌ بقبح.

هذا الحزن المتأتي من شعور أشنباخ بنقصان أو بخطيئة، يشيع في أرجاء الفيلم، فيصعب انتشاله منه. وما روعة المَشاهد وجماليتها المتقنة الا تعويض للكبت الذي يصيب كلاًّ من الفيلم وبطله المتعب. لكنه تعويض ينطوي على شعور بالذنب، لأن الاقدام على تأمل الغروب لا يمكن ان يكون منزّهاً: انه فعل غياب عن الحياة وفعل نسيان للنضال، لأن الوجود هو القضية الاولى، وأكثر القضايا قسوة وايلاماً.  

الديكور الطبيعي الخلاّب للبندقية يتيح لفيسكونتي انجاز فيلم تأملي، ويجعله أكثر قرباً الى هواجسه وتأملاته البروستية (نسبة الى مارسيل بروست) في ما يخص التعامل مع الزمن. اذا سلّمنا بمنطق الحوار الذي ينشأ بين أفلام المعلم، فنجد ان عنصر الزمن يضيق على أحلام الشخصيات. في "الفهد" (عُرض الاسبوع الماضي في افتتاح هذه التظاهرة)، فإن الزمن الجديد يرمي الأمير فابريتسيو "خارج الزمن". هنا، المدة الزمنية التي تبقى أمام اشنباخ قبل الموت، لا تسمح له بأن يقترب من أصل الرغبة (الخلق) المشخص في الفتى تادزيو، ملاك الموت. أمام جمال الفتى الساحر يعيد الموسيقي نظرياته في الخلق. هذا سيجعله نقاشاً (نراه بالفلاشباك) يحدث بينه وبين صديقه ألفرد: كيف يولد الجمال؟ ومن المسؤول عن خلقه؟ هل يقع الفنان في الوهم عندها يعتقد أن عبقريته هي التي تفسح المجال أمام الجمال في البروز (تعريف الفنّ). وطبعاً، فيسكونتي، الاستيتيكي البارع، مخترع الأشكال، شاعر الشرط الانساني، يجد نفسه عالقاً في هذا الخطاب على شكل تساؤلات. ولا يقين عنده أبداً... سوى علامات استفهام حول سرّ الوجود. ككل إنتاج فني يتخذ موقفاً من الموت المحتم 

قضية

تهمة معاداة السامية لا تزال تطارد غودار

ما أجمل صمتك أيها المعلّم!

قد يضحك المرء في عبّه عندما يُتهم المصمم البريطاني جون غاليانو بمعاداة للسامية، ولا نكترث لمصير خمسيني متهور غير مسؤول عن كلامه يحيي هتلر في مقهى باريسي، لكن ان تطارد التهمة عينها جان لوك غودار، مع كل طلوع ضوء، وبعد كل كلمة يتفوه بها، ففي المسألة مبالغة وحماقة لا يريد التراجع عنهما آلان فلايشر الذي أثار مسألة معاداة غودار المزعومة للسامية قبل بضعة أشهر. لكن يبدو ان التأثير الذي كان يتوقعه فلايشر من "الفضيحة" لم يرضه تماماً، لذا يعود اليوم مع كتاب جديد، "جواب الأخرس الى المتكلم"، يعيد فيه تحريك القضية وكأن العالم في حاجة الى استغلال سياسي جديد لقضية اللاسامية.

يتهم فلايشر مخرج "بيارو المجنون" انطلاقاً من جملة قالها له، خارج اطار التسجيل، خلال تصوير فيلمه عنه عام 2006، مفادها ان "اليهود رموا أنفسهم قصداً في المحارق، كي تولد من تضحيتهم هذه، دولة اسرائيل". مذذاك يحمل فلايشر تلك الجملة ويجول بها محوّلاً المسألة، كما يؤكد الكتاب، هوساً مرضياً! وتصل الوقاحة بفلايشر الى وضع غودار في الصف نفسه مع ديودونيه، الفكاهي المستفزّ المقرّب من جان ماري لوبن، والمشكك في المحارق النازية، الذي لا يتوانى عن اللحاق بفريق أحمدي نجاد لبعض الدعاية. لا ينتبه فلايشر الى ان ثمة فرقاً شاسعاً بين العداء البدائي لكل ما هو يهودي وإلقاء نظرة انقلابية بعض الشيء على حدث تاريخي من وجهة نظر واحد من أهم مفكّكي الصور ومنظّريها في القرن الماضي.

غودار معادٍ للسامية واليهود؟ من يستطيع اثبات تلك التهمة عليه، والرجل سيد التناقضات والكلام الغامض والبين بين؟ أما المتهم المنعزل في سويسرا، الذي اطلق على نفسه مرة، "يهودي السينما"، فخارج عن السمع. أمام هذه القافلة التي تمر، يفضل التجاهل والصمت. فما أجمل صمتك أيها المعلّم!  

(hauvick.habechian@annahar.com.lb) 

فرنر هيرتزوغ

... قريباً

في أواخر الشهر الحالي، تنظَّم اسبوعاً تحية الى المخرج الالماني فرنر هيرتزوغ بعرض مجموعة من اعماله. العاصمة اللبنانية ستعيد اكتشاف مخرج "فيتسكارالدو" و"اغويريه، غضب الله"، الذي قدّم أول فيلم له بالأبعاد الثلاثة في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين: "كهف أحلامنا المنسية". نحن على موعد مع مؤلف استثنائي تعبر عمله روح المغامرة والاكتشاف والعظمة والجنون، تلك التي دفعته الى جعل سفينة تتسلق الجبال.

النهار اللبنانية في

10/03/2011

 

الأفلام السورية في مهرجان دوكس بوكس

ناصر ونوس 

في الفترة الواقعة ما بين الثالث والعاشر من شهر آذار/ مارس الحالي عقدت الدورة الرابعة من "أيام سينما الواقع- دوكس بوكس"، في العاصمة السورية دمشق. وهي التظاهرة السينمائية التي تنظمها شركة "برو أكشن فيلم" بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما ورعاية ودعم عدد من الشركات والمؤسسات الإعلامية والتجارية والثقافية. وهذا العام امتدت عروض المهرجان لتشمل كلاً من محافظات حمص وحلب وطرطوس. وإن اقتصرت العروض على ثلاثة أيام في هذه المدن. ومن بين فعاليات المهرجان كانت هناك مسابقة بعنوان "أصوات من سورية"، وتضمنت ستة أفلام. وهو ما سنتوقف عنده في هذه العجالة.

أول أفلام هذه المسابقة كان "سقف دمشق وحكايات من الجنة"، وهو فيلم، واحد وليس فيلمان كما قد يتبادر لذهن القارئ للوهلة الأولى، من إخراج سؤدد كعدان وإنتاج قناة الجزيرة الوثائقية. والذي سبق ونال الجائزة الثانية للفيلم التسجيلي العربي في مهرجان دبي السينمائي 2010. والفيلم تدوين سينمائي لذاكرة المخرجة عن عائلتها وبيت أهلها والحي التي ولدت وترعرعت وعاشت فيه، وهو أحد الأحياء الدمشقية القديمة. عن الحكايات الخرافية التي كانت تدور بين جدرانه وزواياه وجنباته. تدوين سينمائي لهذه الحكايات قبل أن يطويها النسيان وتغيب عن ذاكرة من عاشوها وتوارثوها. وهو في الوقت نفسه إضاءة لقضية مصيرية بالنسبة لسكان هذه الأحياء. إنه فيلم مشغول بحب كبير للمكان ولسكانه وبخشية على هذه البيئة المهددة بالزوال أو الانقراض. كما أنه مبني بحرفية عالية بحيث لا يترك  أمام المشاهد مجالاً للملل أو الشرود إزاء قصص وحكايات قد لا تهمه كثيراً أو قليلاً.

الفيلم الثاني بعنوان "الشعراني" إخراج وتصوير حازم حموي. وهو عن فنان الخط العربي منير الشعراني. يتناول الفيلم سيرة هذا الفنان المبدع الذي عاش في الظل لعقود طويلة لأسباب خارجة عن إرادته. يظهر الفيلم جوانب من طفولة الفنان، والفجيعة الكبرى التي أصابته في تلك المرحلة والمتمثلة بوفاة والديه إثر حادث سير أليم تعرضت له الأسرة عام ثلاثة وسبعين من القرن الماضي. ومن ثم مغادرة الفنان بلده سورية عام تسعة وسبعين متوجهاً إلى بيروت، وعمله هناك في مجال الإعلان والخط وتصميم أغلفة الكتب. وهنا نكتشف للمرة الأولى أن ذلك الفنان الذي كان يصمم الأغلفة الجميلة والمميزة لتلك الكتب اللبنانية في الثمانينات ويوقع باسم "عماد حليم"، لم يكن سوى منير الشعراني الذي اضطرته الظروف السياسية للتوقيع بذلك الاسم المستعار. كما يبرز الفيلم تنقل الشعراني بين المنافي بحثاً عن ملاذ آمن وعمل يضمن له العيش الكريم. لقد أظهر الفيلم الفنان منير الشعراني الذي يصنع من الخط العربي لوحات أخاذة، الفنان الذي يبحث عن أشكال جديدة للخط العربي والمطور والمبتكر للكثير منها. الفنان الذي يحول الأقوال المأثورة للحلاج وابن عربي والنفري وغيرهم إلى لوحات بالغة الثراء والجمال. لكن ما يؤخذ على فيلم "الشعراني" هو بنيته الفنية. فالمشاهد للفيلم يشعر وكأنه إزاء فيلمين منفصلين، فيلم عن حياة المواطن السوري منير الشعراني، وفيلم آخر عن الفنان المبدع منير الشعراني. فيلمان منفصلان عن بعضهما بفاصل مونتاجي. ينتهي الأول ليبدأ الثاني. فقد خصص المخرج "الفيلم الأول" للحديث عن إبداع الفنان، بينما خصص "الفيلم الثاني" للحديث عن سيرة المواطن. بينما كان  يفترض به أن يجد حلاً أسلوبياً يمزج "الفيلمين" مع بعضهما بعضاً. لكن ذلك لم يقلل من أهمية الفيلم بوصفه إضاءة على فنان مبدع عاش معظم حياته في الظل والمنافي.

ومن الفن الجميل إلى المرض الخبيث. وذلك في فيلم "صفقة مع السرطان"، والسرطان هنا حاضر بمعنييه الحقيقي والمجازي. فهذا الفيلم الذي أخرجه أديب الصفدي يتحدث عن الأسير السوري في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيطان الولي؛ المواطن الجولاني الذي كوّن خلية سرية مع عدد من أصدقائه لمقاومة "سرطان" الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل. فاعتقلته قوات الاحتلال وزجت به في سجونها وحكمت عليه بالسجن لمدة سبعة وعشرين عاماً وهو مازال في التاسعة عشرة من عمره. لكن سيطان الولي أفرج عنه بسبب إصابته بمرض السرطان بعد أن قضى ثلاثة وعشرين عاماً من محكوميته. إن ما يؤرق سيطان الولي، ويحز في نفسه، كما يعبر، أن الإفراج عنه تم نتيجة لإصابته بالمرض وليس بموجب صفقة تبادل أسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي. كان يتمنى لو كان هناك من يدافع عنه ويطالب به ويتفاوض بشأنه لإعادته إلى أحضان الوطن. لكن مثل هذا لم يحدث. وبالتالي يعتبر هذا الفيلم بمثابة صرخة للمطالبة بهؤلاء الأسرى من رفاق سيطان.

لكن ما يمكن أن يؤخذ على فيلم "صفقة مع السرطان" أنه غرق في فلسفة تجربة الاعتقال والأسر على حساب كشف أساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون والأسرى في سجون الاحتلال. كما أننا سمعنا عبارات في الفيلم أتت على ألسنة ذوي سيطان من قبيل "إن الجولان لا يستحق هذه الأعوام التي قضاها سيطان في السجن"، وهذا ينبغي أن لا يقال، مقارنة بآلاف الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الجولان ومحاولة استعادته من العدو الغاصب. لكن الفيلم يبيّن في نهاية الأمر أن سرطان الاحتلال لم يستطع إيقاف عجلة حياة الأسير سيطان الولي الذي عاد لممارسة حياته اليومية في البيت بين عائلته، والمجتمع بين أصدقائه وجيرانه، والحقل بين أشجار التفاح.

"في انتظار أبو زيد" فيلم من إخراج محمد علي أتاسي عن المفكر الإسلامي المتنور نصر حامد أبو زيد الذي عرفت قضيته في منتصف تسعينات القرن الماضي بقضية أبو زيد. ومن يتذكر تلك الفترة يعرف كيف بدأت المشكلة عندما رفضت إدارة جامعة القاهرة ترقية الدكتور نصر حامد أبو زيد، وكان السبب غير المعلن هو أن بعضاً من إدارة الجامعة، وعلى رأسهم الدكتور عبد الصبور شاهين، كانوا قد تعرضوا لانتقادات أبو زيد لقيامهم بتقديم التغطية الدينية والشرعية لشركات توظيف الأموال التي نهبت أموال الشعب المصري. والقضية انتهت بإصدار حكم بتطليق أبو زيد من زوجته وإهدار دمه بوصفه حسب زعمهم "مرتداً" وهو من هذه التهمة براء. لينتهي الأمر بأبو زيد مهاجراً في هولندا، مدرساً في إحدى جامعاتها. يتوقف الفيلم الذي صوره المخرج على مدى ست سنوات عند أهم المحطات في مسيرة أبو زيد. ويكشف جوانب من فكره الإسلامي المتنور والثري. وهنا تكمن أهميته. أما فنياً فقد شاب الفيلم بعض الأخطاء في المونتاج تمثلت بظهور لقطات قافزة، وفي التصوير تمثلت بعدد من اللقطات المأخوذة من زوايا لم تكن هي الزوايا المناسبة، وهي أخطاء كان يمكن تلافيها بقليل من العناية.

من بين الأفلام السورية كان هناك فيلم قصير مدته سبع دقائق بعنوان "مدينة الفراغ" أول فيلم وثائقي لعلي الشيخ خضر. في هذا الفيلم تظهر اللغة السينمائية جلية واضحة حيث لا يلجأ المخرج إلى أي من تقنيات صناعة السينما سوى الكاميرا. ليس هناك استخدام للتعليق ولا للمقابلات. وإنما فقط كاميرا تصور هذا الفراغ  الذي يلف المدينة وقت الظهيرة. يصورها مدينة مهجورة ومقفرة ومتصحرة وخالية من الحياة، ولا شيء فيها سوى الفراغ.

كما كان هناك فيلم بعنوان "راقصون وجدران" صنعه إياس المقداد عن تجربة عاشها مع عدد من الراقصين العرب والأوروبيين، ويظهر كيف تحول الخدمة الإلزامية للشاب السوري دون تحقيق طموحاته في متابعة التعليم وتلمس المستقبل.

الجزيرة الوثائقية في

10/03/2011

 

في انتظار أبو زيد ، ضمن مسابقة أصوات من سورية

دمشق: لمى طيارة  

ضمن فعاليات ايام سينما الواقع Dox Box في دورته الرابعة المقامة في العاصمة السورية دمشق ، وضمن مسابقة اصوات من سورية ،يشارك الفيلم السوري اللبناني في انتظار أبو زيد للمخرج السوري محمد علي اتاسي، وهو فيلمه الثاني بعد فيلمه الوثائقي "أبن العم" الذي اخرجه عام 2001.وقد سبق للفيلم ان شارك في مهرجان غيس دي بيوريغارد في مهرجان فيد مارسيليا- فرنسا2010 ، وفي مهرجان أيام بيروت السينمائية – لبنان 2010 ، ومهرجان شيلفيلد دوك فيست- بريطايا 2010 ، وحصل على جائزة المكتبات العامه في مهرجان فيد مارسيليا – فرنسا 2010

في انتظار ابو زيد ، فيلم  مقدم بطريقة  " البورتريه" تدور احداثه حول الكاتب والأكاديمي المصري نصر حامد أبو زيد ، الذي سبق وان أثار جدلا كبيرا بشأن كتاباته في الفكر الإسلامي والديني ومعارضته سلطة النص المطلقة مما أدى إلى تكفيره وصدور حكم ضده من محكمة الأحوال الشخصية بتطليق زوجته منه، الامر الذي دفعه الى الرحيل مع زوجته ابتهال يونس، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة الى هولندا ، حيث عمل استاذا للدراسات الاسلامية في جامعة لايدن.

تأتي اهمية هذا الفيلم ليس فقط لانه يقدم ويضيء جوانب من شخصية مفكر عاش مرحلة صراع وتشكليك ديني وتكفير ، وانما ايضا بسبب الظروف الانية التي تعيشها المنطقة العربية والتي يعتبر الفيلم شاهدا على عنفها .

يعكس الفيلم وعبر 82 دقيقة(مدة الفيلم) ، صورة انسانية غاية في الشفافية والصدق  لهذا الانسان المفكر، عبر علاقته بزوجته واحد تلامذته محمد حاكم ، و من خلال لقاءاته بجمهوره المباشر( المحاضرات) وغير المباشر     ( اللقاءات المتلفزة) التي اوضحت بشكل كبير ما كان يتبناه ويؤمن به  ويدافع عنه هذا المفكر   ، ويعتبر الفيلم بشكل او بآخر محفزاً لإحياء صورة أبو زيد في ذاكرة المشاهدين اللذين سبق وان سمعوا عنه أو قابلوه  ، كالجمهور السوري من الشباب الذي كان له فرصة لقائه ،او لغيرهم ممن لم يقابلوه او يسمعوا عنه ، حيث أحدث الفيلم دفعة قوية لإعادة البحث والقراءة عنه.
امتدت سنوات تصوير هذا الفيلم، لتشمل السنوات الستة الاخيرة من حياة الكاتب والمفكر نصر حامد أبو زيد، الذي وافته المنية عن عمر يناهز (67)عاما ، في مستشفى بمدينة 6 أكتوبر غربي القاهرة بعد صراع مع مرض غامض أفقده الذاكرة في أيامه الأخيرة .

وحين سئل محمد على اتاسي مخرج الفيلم ، عن سبب اختياره لشخصية نصر حامد ابو زيد وسبب معالجتها بهذا الشكل ؟

اجاب ،عندما تعرفت على الاستاذ نصر ابوزيد ، كنت ابحث عن الاب الروحي ، ولأن  أبو زيد كان يتيما ، ولم ينجب اولادا ، فقد كانت علاقته بطلابه استثنائية ، كانت خارج اطار علاقة الاستاذ بالطالب ، فهو صاحب  شخصية مميزة ، كان يُشعر الطلاب جميعا انه والدهم الروحي .أيضا في ذلك الوقت،  لم يكن لأبو زيد اي ظهور إعلامي  على شاشات التلفزون على اعتبار انه شيطان، و كنت اعتقد انني سأصنع وثيقة فريدة عن حياته وفكره ، لكنه في وقت لاحق بدأ يدعى لعدة محطات تلفزونية وبدأ يكرم كمفكر كما  شاهدتم في الفيلم.  عندما انتهيت من مونتاج الفيلم قبل موته ، ذهبت اليه  واردت ان أحصل  منه على الضوء الاخضر لعرض هذا (ا البورترية) الخاص بحياته ، لانني لولا هذه الموافقة لم أكن  لاجرؤ على عرضه ،اما بالنسبة لفكرة الفيلم فهي لم تكن واضحة بالنسبة لي ،  بداية  كنت اصور المحاضرات التي كان يلقيها من وقت لاخر ، اعتقادا مني انها لن تظهر على شاشات التلفزيون على اعتبار الاشكالية التي كانت لديه.

أما عن سبب اختياره لجوانب من حياة نصر أبو زيد دون غيرها  فأجاب قائلا:

قمت بتصوير ما يزيد عن 75 ساعة خام عن أبوزيد  ، واقتطعت منها (82) دقيقة زمن البورترية او الفيلم الذي شاهدتموه ، وهذا الزمن ما هو الا وجهة نظري انا ، محمد على الاتاسي بأبو زيد ، اي ان المخرج تدخل في حياة هذا الشخص .

محمد الاتاسي المجاز في الهندسة المدنية والذي يعمل  كصحفي منذ 2000 ، لم يجد حرجا حين اخبرنا انه ليس مخرجا مؤكدا الى انه ليس بالضرورة ان يكون الانسان مخرجا ليخرج فيلم  ، او حتى شاعرا ليكتب الشعر ، ملمحا الى انه أثناء انجازه  للفيلم كان يختبىء وراء صدق وشفافية شخصية  محمد حاكم ، التلميذ الوفي لنصر حامد ابو زيد ، وأحد أهم قيادات الحركة الطلابية في مصر في الثمانينات ، الذي توفي بالسرطان عام 2007 وهو في ريعان الشباب ،وان موته  كان حافزا آخر له لإكمال الفيلم والعودة لنصر حامد أبو زيد ، بعد ان كان قد اختلف معه في الرؤيه وهو ما اظهره الفيلم في المشاهد الاخيره منه.

في الحقيقة ما ان انتهى الفيلم الا وانتابنا كمشاهدين ، شعور حزن لاننا فقدنا هذا الرجل ، المفكر والدمث ،  قبل ان يرى ويسمع ويثلج قلبه بأخبار الثورة التي قادها شباب ميدان التحرير، بل إننا كنا نشعر بين لحظة واخرى أثناء عرض الفيلم ، انه كان معهم .

ربما كانت روحه وروح الكثيرين من امثاله، حافزا لجيل كامل من الشباب العربي .  

نصر حامد ابو زيد في سطور :

ولد في قرية قحافة القريبة من مدينة طنطا بمحافظة الغربية في العاشر من يوليو/ تموز 1943، وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960.

والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرج من قسم اللغة العربية عام 1972، ونال من كلية الآداب نفسها درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 1979 ثم عمل أستاذا زائرا بجامعة أوساكا باليابان بين عامي 1985 و1989، وعمل أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن في هولندا منذ عام 1995
من أشهر  كتبه "الاتجاه العقلي في التفسير.. دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة"، و"دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي" وهما رسالتاه للماجستير والدكتوراه. وله أيضا "مفهوم النص.. دراسة في علوم القرآن" و"الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية "و "دوائر الخوف.. قراءة في خطاب المرأة" و"التفكير في زمن التكفير" " و"نقد الخطاب الديني"  الذي كان سببا هاما في الهجوم الذي تعرض له وذلك من خلال تحليله للخطاب الديني في مستوياته واتجاهاته المختلفة ،اليميني واليساري ، السلفي والتجديدي ، المعتدل والمتطرف .

الجزيرة الوثائقية في

10/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)