حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

داود عبد السيد: السينما التسجيلية الأقدر علي توثيق الثورة

كتب غادة طلعت

أكد المخرج داود عبدالسيد أنه لا يحبذ ظهور مجموعة من الأفلام التي تتناول ثورة 25 يناير كنوع من توثيق الثورة أو حتي دعمها قائلاً: إنه يعتبر هذه النوعية من الأفلام تندرج تحت مسمي «السينما الدعائية» وهذا سوف يحول السينما في المرحلة القادمة إلي سينما تشبه أفلام ثورة يوليو وأغلبها كانت أفلاما دعائية عن الأسلحة الفاسدة وتناول أشياء بشعة ومفتعلة وقال أن أفضل شكل لتوثيق ثورة 25 يناير لابد أن يكون من خلال السينما التسجيلية وليس الروائية المباشرة لأن هذه الأفلام أغلبها سيكون سيئًا لأنها مباشرة ومفتعلة لأن البعض سوف يستغل الأحداث الماضية بشكل غير ملائم وسنجد من يصور قصة حب بين شاب وفتاة في ميدان التحرير. وأوضح المخرج داود عبدالسيد إنه سوف يعكف علي استكمال مشروع فيلم سينمائي كان قد بدأه منذ فترة وكان ينوي تصويره عقب انتهاء انتخابات مجلس الشعب. وبالرغم من أن الثورة قامت مؤخرًا إلا أن الفيلم كان يتناول أحداثًا عما يدور في الوقت الحالي.

وعن شكل السينما في المرحلة المقبلة قال عبدالسيد: ما حدث في مصر زلزال كبير وتورط فيه ملايين من المصريين الذين لم يكن لديهم أي اهتمام بالشأن العام من قبل ولكنهم حاليًا أصبحوا صناعًا للثورة فلابد من صناعة سينما مختلفة تلائم أفكار الناس وتطلعاتهم بمعني الرقابة التي تتعامل مع السينما المصرية لم تعد تناسب السينما القادمة لأنها رقابة متخلفة جدًا فلابد أن تحدث طفرة في جهاز الرقابة كما أن التغيير لن يطال صناع السينما من مخرجين ومؤلفين فقط ولكن في الأساس لابد أن يتطور المنتج ويغير تفكيره لأنه كان يري من قبل أن الموضوعات الجادة ليس لها جمهور في مصر. لذلك السينما في مصر ينبغي أن تكون أكثر جرأة مقارنة بالفترة الماضية ولابد أن تختفي الأفلام التي تنتمي لنوعية «بون سواريه» علي سبيل المثال ولابد أن تكون سينما واعية وحقيقية

روز اليوسف اليومية في

23/02/2011

 

«بيرليسك».. رحلة صعود علي أجنحة الموسيقي

كتب محمود عبد الشكور 

بين كل فترة وأخري، تحاول السينما الأمريكية أن تذكرنا بأن أفلام الكوميديا الموسيقية مازالت حية، ومازالت قادرة علي إثارة اعجابنا بل وانبهارنا، كما تحاول أن تذكرنا أن الأمريكيين هم سادة هذا النوع بلا منازع، مع عظيم الاحترام والتقدير لكل التجارب الأخري. منذ سنوات أدهشتنا روعة فيلم «ماميا» من بطولة ميريل ستريب وبيرس بروسنان وأذهلتنا موسيقي واستعراضات فيلم «شيكاغو» من بطولة «رينيه زيللويجر» وكاترين زيتاجونز» والآن لدينا عمل متميز آخر هو فيلم «burlesque» الذي عرض في الصالات المصرية بنفس الاسم «بيرليسك» بعد أن حار الموزعون ربما في ترجمة هذا المصطلح، ليس لدينا في «بيرليسك» عبقرية رجل مثل «بوب فوس» الذي جعل هذه الأفلام تقتحم عوالم جديدة سواء في طريقة السرد السينمائي، أو في نوعية الموضوعات التي تضع الإنسان في مواجهة القهر (كباريه) أو في مواجهة نفسه، وفي مواجهة الموت ( كل هذا الجاز) بالإضافة إلي الجرأة المدهشة في تصميم الرقصات والاستعراضات، ولكن «بيرليسك» فيه حدوتة متماسكة بسيطة، وفيه مواهب عظيمة في الرقص والغناء والموسيقي، وفيه القدرة علي الإبهار باللون والضوء الحركة، ومن هذه الزاوية نحن أمام عمل شديد التميز، ولولا بعض المط والتطويل لارتفع ميزان التقدير إلي درجات أكبر بكثير مما رأينا.

التعريف البسيط للكوميديا الموسيقية هو العمل الذي يتضمن حدوتة بسيطة تستهدف الترفيه ويتناول الحياة اليومية، وقد برعت مسارح برودواي في تقديم هذه الأعمال التي تجمع بين الرقص والغناء والألعاب أيضاً، والتي سرعان ما نقلتها هوليوود إلي الشاشة الكبيرة، أما مصطلح بيرليسك فيطلق علي المسرحية التي تتكون من اسكتشات درامية منوعة وأغان تنتقد الأشكال المسرحية الأخري، ولكن فيلمنا لا يتحدث عن «بيرليسك» المصطلح، وإنما عن اسم ملهي ليلي في هوليوود يحمل اسم «بيرليسك»، وتقدم فيه ما يشبه النمر الغنائية والاستعراضية علي طريقة الملاهي في الأفلام الغنائية المصرية في الأربعينيات والخمسينيات،

«بيرليسك» إذن هو الكباريه الذي يعتمد علي تراث مشاهير المغنيات الأمريكيات بعد تحويلها إلي استعراضات ساحرة، ولكن فتاة قادمة من ولاية «آيوا» كانت تعمل في مقهي متواضع، ستغير من «البروجرام» بجرأتها وموهبتها وبحبها للحياة وللرقص وللغناء، بل إنها ستنقذ المكان من البيع والهدم، وستُعيد الحياة إلي صاحبة المكان المغنية التي تجاوزت سن الشباب.

هذا هو إطار الحكاية كلها التي تبدو مألوفة تمامًا: صعود شابة من القاع إلي قمة النجاح في عالم الاستعراض، والدفاع عن الفن والبهجة والترفيه في مقابل البحث اللاهث عن المادة والربح، بل إن بعض العلاقات داخل المكان مثل الغيرة بين راقصات الفرقة، ومثل علاقة رجل أعمال ثري بالراقصات، وحتي شخصية الرجل الشاذ داخل هذه الأماكن، كلها عناصر تجدها في أعمال موسيقية أمريكية سابقة، بل قد تجد معادلاً لها في أعمال مصرية تنتمي لعصر الأبيض والأسود. التميز في «بيرليسك» ليس في الحدوتة، ولكنه في مهارة التفاصيل، وفي براعة رسم أهم شخصيتين فيه، وفي الحوار الذكي، وبالطبع في الاستعراضات والأغاني وتوظيفها الجيد، لدينا شخصيتان هما محور الحكاية كلها: «تيس» (المغنية والممثلة الرائعة شير) صاحبة كباريه «بيرليسك» التي تبدو مزيجًا بين الأم والفنانة وسيدة الأعمال أنها تعامل الجميع بحزم ولكن بحب كما في موقفها من راقصة حملت من صديقها، قوية صارمة تمامًا في مواجهة شريكها الحالي وزوجها السابق «فينسنت» لبيع الكباريه لرجل أعمال هو «ماركوس»، ولكنها ضعيفة وهي تشكو لصديقها ومعاونها الشاذ «شون» (ستانلي توجي)، أما الشخصية الثانية فهي «آلي» (الرائعة كريستينا أجويرا) الريفية التي تركت عملها في المقهي المتواضع الذي تعمل به، وجاءت إلي لوس أنجلوس بحثًا عن فرصة عمل، تبدو «آلي» كما لو كانت النسخة الجديدة الشابة من «تيس» إنها فتاة شديدة الحيوية والذكاء، لديها إرادة وطموح وموهبة، ولديها حب للفن ولأمها الروحية «تيس» ولديها صراع تحاول أن تحسمه: هل ترتبط برجل المال «ماركوس» الذي يريد شراء الملهي وهدمه لبناء ناطحة سحاب؟ أم تتزوج من «البارمان» الشاب «چاك» الذي يبادلها الإعجاب ولكنه مرتبط بخطيبة ذهبت إلي نيويورك في عرض مسرحي لعدة شهور؟!

تسير الخطوط في عدة اتجاهات: «تيس» التي لا تستريح إلي «آلي» في البداية ثم تمنحها الفرصة لكي تكون نجمة استعراضية تغني بصوتها بعد أن كانت مجرد نادلة في المكان، و«آلي» التي تذهب للإقامة مع «چاك» لتتحول صداقتهما إلي حب تدفعه للإفراج عن موهبته كموسيقي يكتب ألحانًا ولا يظهر لأحد، و«تيس» التي تعتمد طوال الوقت علي صديقها ومساعديها «شون» الذي كان يحبها قديمًا، ثم علاقة «آلي» مع «ماركوس» الذي يحاول شراء «آلي» مع الملهي، ولكنها تنجح في الاستفادة من هذه العلاقة بشكل غير مباشر للحفاظ علي «بيرليسك» لتربح الحب والفن والنجاح معًا.

في كل اتجاه من هذه الاتجاهات، يتم انتهاز الفرصة لتقديم الاستعراضات والأغاني، تقديم «آلي» لموهبتها له استعراض، تقديم «تيس» للملهي له استعراض، شعور «تيس» بمأزق بيع الملهي وضعفها الشديد له أغنية بديعة بعنوان «كلمتي الأخيرة».

علاقة الحب وترجمتها إلي مشاعر صريحة بين «آلي» و«جاك» لها أيضا أغنية بديعة بعنوان «الحب الحلو» والأغاني والاستعراضات لا تقدم بطريقة واحدة، مرة تقدم كاملة متصلة، ومرات يتم مزجها مع مشاهد درامية كما في الاستعراض الأول في الفيلم، يفترض أن النادلة الفقيرة تغني داخل المقهي المغلق، ولكن الأغنية يتم دمجها مع استعراض للراقصات في ملهي «بيرليسك» ومع مشاهد لم تقع بعد «فلاش فوروارد» للفتاة وهي تحجز تذكرة للذهاب إلي لوس انجلوس ثم تسير في الشوارع، وبالطبع كانت الفرصة مهيأة بشكل دائم لرؤية الاستعراضات لأن محور الأحداث ملهي ليلي، بل إنه موضوع الصراع بين رجل الأعمال وصاحبة المكانة.

لم يخرج «بيرليسك» إلي ما هو أبعد من عالم الترفيه والبهجة الذي يقدمه، هناك الخط المعتاد في رسم ملامح صعود فتاة تقدم حلمها الأمريكي الخاص بها، ولكن هناك تعميقا جيدا جدا لعلاقتها مع المغنية صاحبة الملهي، وفي أحد أكثر مشاهد الفيلم عذوبة تقوم تيشي بوضع الماكياج لـ «آلي» التي فقدت أمها في سن السابعة، هناك أيضا سخرية لاذعة من رجال الأعمال الذين اصطنعوا ما اطلقوا عليه حقوق الهواء حيث يدفعون لصاحب منزل الملايين حتي لا يبني دورا إضافيا يمكن أن يحجب عليهم المنظر الرائع لمدينة «لوس انجلوس» ورغم هذه السخرية إلا أن الفيلم ينتهي أيضا بطريقة أمريكية تماما: رجل أعمال آخر ينقذ الملهي من البيع لمصلحته الخاصة، الفتاة الريفية تنقذ عملها ومنحها معا، وتحصل فوق البيعة علي حبيبها جاك الذي يضع قدمه أيضا علي طريق التأليف والتلحين الموسيقي بعد أن عمل طويلا كبار مان، ولا ننسي أن الحوار الذكي أحد عناصر قوي الفيلم الواضحة.

كان السيناريو متماسكا وجيدا ومتدفقا بصفة عامة لولا بعض المط والتطويل سواء في علاقة «جاك» مع «آلي»، أو في علاقة «ماركوس» مع «آلي»

الحقيقة أن علاقة «ماركوس» وآلي لم يتم بناؤها بشكل متدرج من البداية حتي النهاية، كما أن دخول خطيبة «جاك» وعودتها لتضبطه مع «آلي» أثقل الفيلم بلا أي داع، لو تم ضبط هذين الخطين بصورة أفضل لكان الفيلم أكثر تماسكاً واتقاناً، ومع ذلك فإن لدينا متعة كبري بمشاهدة مباراة بين نجمتين رائعتين: «شير» التي تجمع بين موهبتي الغناء والتمثيل، و«كريستينا أجويرا» وهي مغنية عظيمة وراقصة موهوبة وممثلة مجتهدة، صعوبة دور «شير» أن عيونها تعكس أمومة واضحة في حين تعبر نبرات صوتها وتعبيرات وجهها عن الجدية، هي شخصية مندهشة تماماً من الداخل ولكنها تتصنع القوة لكي تدير المكان، بداخلها أم حقيقية وفنانة لم تقدم كل ما عندها، دور شديد الصعوبة والثراء وأداته المغنية والممثلة العظيمة باقتدار، ربما يجب أيضاً الإشادة بدور «ستانلي توجي» الذي لعب بحضور فائق وبخفة ظل دور شون المساعد والصديق.

يلعب المونتاج دوراً محورياً في هذه الأفلام، وقد أشرت سابقاً إلي دوره في دمج الاستعراضات في الدراما، وأشير هنا إلي دوره في إبراز إيقاع كل استعراض وطابعه الخاص بالاشتراك مع الإضاءة وتصميم الرقصات، نحن لا نفقد الاحساس ابداً بأن الرقص يتم علي مسرح أحد الملاهي، ولا نفقد الاحساس أبداً بأن الرقصة مصورة بطريقة سينمائية تتعدد فيها زاويا الرؤية، وإن كنت لاحظت تأثرات واضحة بأفلام سابقة مثل استخدام الكراسي، وحتي هذا الاستخدام لم يكن في روعة ما شهدناه في شيكاغو أو كباريه عندما يسأل «جاك» صديقته «آليس»: لماذا تركت في «آيوا».. تقول له: لقد نظرت حولي هناك فلم أجد شخصاً يمكن أن أجسده، لعلها تقصد أنه وبخفة يجب ألا تكون بدون طموح، وألا تتوقف أبداً عن الصعود، وياله من «مورال» جدير حقاً بفيلم أمريكي يستهدف الترفيه!

روز اليوسف اليومية في

23/02/2011

 

ثقافات / سينما

بن خليفة: "الأمير عبد القادر الجزائري" سيتربع على عرش العالمية

كامل الشيرازي من الجزائر:  

يرشح الفنان الجزائري "عبد الباسط بن خليفة" العمل السينمائي الضخم "الأمير عبد القادر الجزائري" الذي يُرتقب الشروع في إنجازه قريبا، للتربع على عرش السينما العالمية بإخراج جزائري وحضور عربي دون الحاجة إلى استقدام نجوم هولييود.

وفي مقابلة خاصة بـ"إيلاف"، يؤكد بن خليفة الذي خاض في دروب المسرح والسينما والدراما الإذاعية والتليفزيونية، على أنّ فيلم الأمير لا يخص الجزائر لوحدها، طالما أنّ هذه الشخصية الفريدة تعتبرا إرثا عربيا وكونيا جامعا، ويقدّر بن خليفة (45 عاما) قابلية الدراما العربية على اكتساح العالم إذا ما توافرت لها الامكانات المطلوبة.

• الجماهير تريد التعرف إلى هذا النجم الذي اقتحم الشاشات العربية بقوة خلال السنوات الأخيرة؟

- بكل تواضع، تجربتي في المشرق العربي بدأت سنة 2003، من خلال مشاركتي في العمل التاريخي الجزائري السوري المشترك "عذراء الجبل" للكاتب "عز الدين ميهوبي" والمخرج "سامي الجنادي"، حيث تشرفت بالعمل جنبا إلى جنب مع نخبة من النجوم على غرار باسم ياخور، نجوى علوان، سامر المصري، محمد عجايمي وعبد النور شلوش.

وسمح لي ذلك العمل ببروزي أكثر في المشرق العربي، إذ اكتشفني عديد المنتجين والمخرجين، ما مهّد لاشتراكي العام 2006 في عمل ضخم أذيع على تليفزيون أبو ظبي، وهو مسلسل "دعاة على أبواب جهنم" مع فطاحل الفن العربي كسلوم حداد، عابد فهد، زهير نوباني، أحمد ماهر.

وعملت أيضا في الأردن مع الفنان عدنان العواملة والمركز العربي للفنون السمعية البصرية، وشاركت كذلك في المسلسل السوري الجزائري المشترك "عندما تتمرد الأخلاق"، وكضيف شرف في مسلسل "رياح الخماسين" لهشام شربتجي، وانتهى بي المطاف إلى العمل مستشارا فنيا مع المخرج السوري "نجدت أنزور" في مسلسل "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي.  

• ماذا عن مسيرتكم في الجزائر وعملكم في المسرح والإذاعة والتليفزيون والسينما؟

- أحب الإشارة إلى أنّه على الصعيد المحلي، انطلقت في الميدان الفني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وسني لم يكن يتجاوز 20 عاما، حيث اشتغلت على خشبة المسرح تحت توجيهات الراحل الكبير "مصطفى كاتب" عميد المسرح الجزائري الذي درست على يديه أسرار وتقنيات التمثيل، وأسندت لي أدوار في مسرحيات كثيرة أبرزها "أهل الكهف" التي اقتبسها د/مخلوف بوكروح عن نص محمود ذياب، إضافة إلى مسرحية "الملك هو الملك" للراحل السوري الشهير "سعد الله ونوس"، فضلا عن "الحوّات والقصر" للفقيد "الطاهر وطار".

وعملت أيضا في المسرح الإذاعي من خلال عشرات التمثيليات التي كانت تقدّم دوريا، بعدها اتجهت سنة 1989 إلى الدراما التليفزيونية، إذ شاركت في فيلم "العقدة" لمخرجه عبد الغني مهداوي". 

كما أمتلك رصيدا هائلا من الأعمال التي تتوزع على مسلسلات وأفلام، حيث أديت دور البطولة في "شوارع الجزائر" لأمين قيس (2001)، وهو فيلم من نوع الأكشن يعد تجربة أولى من نوعه في الجزائر.      

• كيف تقيمون راهن الدراما العربية، وهل تشاطرون الرأي القائل بانحدارها؟

- الدراما العربية بخير رغم كل ما قيل عنها، بيد أني أتحفظ بشأن التقليد الجديد القائم على تكثيف النتاجات الدرامية في شهر رمضان دون غيره، فالفعل الدرامي بشكل عام لا ينبغي أن يكون مقصورا على رمضان فحسب، بل خاضعا لحركة دائمة وهو أمر متوفر في المشرق.

الأكيد، أنّ الأعمال الدرامية العربية تستطيع اكتساح العالم تماما مثل السينما العربية، ويمكنها أن تفعل أكثر مما فعلته وتفعله الدراما التركية والفينزويلية، لكن الفارق برأيي في الإمكانات والبنى التحتية، فتركيا تستوعب لوحدها أزيد من عشرين فضائية، بعدما عانت من قبل، بل إنها لم تكن تنتج إلاّ القليل قبل خمسة عشر سنة.

بالنسبة للجزائر، لا تزال تعاني منظومتها الدرامية من ركود وذلك ليس راجع للمال، أين يتمتع البلد بوفرة مالية، إنما المشكل في التسيير، ويتأرجح تحت وطأة القطاع العام، في وقت بات مطلوبا فتح المجال أمام تأسيس وكالات سمعية بصرية خاصة وتحفيز المبدعين على العمل، لأنّ الأخير ينتج المنافسة وهو ما ينعكس إيجابا على نوعية الأعمال.

وهناك ثمة مشكلة، فالأعمال الدرامية الجزائرية لا تسوّق، وما زاد الطينة بلة افتقاد الجزائر إلى سوق واستراتيجية تسويق، كما يجب الاعتراف بأنّ نوعية الأعمال الجزائرية الحالية ليست في القمة، بسبب الافتقار إلى تعددية جمالية، وغياب المناخ الملائم لظهور هذا التنوٌع المأمول.

• أثير الكثير من الكلام منذ سنوات عن إنجاز عمل سينمائي ضخم يتناول سيرة "الأمير عبد القادر" هذه الشخصية التاريخية والثورية والفكرية الجزائرية، برأيكم كيف سيرتسم هذا الفيلم التاريخي الملحمي مع إعراب عدة دول عن نيتها الإسهام في تمويله بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمغرب وسوريا إضافة إلى الجزائر؟

- أوقن أنّ فيلم "الأمير عبد القادر" حال تجسيده سيتربع على عرش العالمية، فهو عمل يكتسي صبغة عالمية ويحوز كل مقومات النجاح، لأنّه لا يعني الجزائر فقط بل يخص العرب والإنسانية قاطبة، وأنا ضد دعوات البعض للاستعانة بخدمات ممثلين غربيين ونجم من هولييود لتقمص شخصية الأمير، لا سيما وأنّ الجزائر لها من الكفاءات، وأستدل هنا برائعة "معركة الجزائر" للإيطالي "جوليو بونتيكورفو" التي صنعتها وجوه جزائرية تفننت في نقل صورة ناصعة عن أحد أهم منعطفات تاريخ الجزائر الحديث.
وأتصور أنّه بدل البحث عن مُخرج عالمي للأمير، لدى الجزائر مخرج فذ في شخص ابنها "رشيد بوشارب" الذي فرض نفسه على الساحة السينمائية الدولية، وأبان عن حرفيته في أعمال عديدة وآخرها "الخارجون عن القانون".    

• ماذا عن جديدكم، وهل من مشاريع تطمحون لتجسيدها في قادم السنوات؟

- أنجزت عملين جديدين في الأشهر الأخيرة، مسلسل "الحسن والحسين" للمنتج الكويتي "محمد العنيزي" والمخرج عبد الباري أبو الخير، رفقة فتحي العزاوي وكوكبة من الممثلين التوانسة والأردنيين وغيرهم، حيث أديت شخصية "الحكيم بن جبلة" وهو من الخوارج، ولم يبث العمل إلى حد الآن لاتسامه بطرح سني.

كما شاركت في مسلسل اجتماعي أردني "الحبيب الأولي" للكاتب وائل نجم والمخرج سائد هواري، وهي أول تجربة لي باللهجتين الأردنية واللبنانية، لكوني أديت شخصية مركّبة تتمثل في رئيس عصابة، وعملي كله تمّ بالنمسا، إلى جانب فرح بسيسو ونضال نجم، كندة علوش وغيرهم، وسيبث العمل بحر هذه السنة.  

بالنسبة إلى المشاريع، أنا من الممثلين الذين يفضلون الخوض بعد دراسة الأعمال وتنفيذها، وأنا مولع بإنجاز المزيد من الشذرات التي تزيد من رصيدي الفني أن تتوصل الجزائر إلى مواكبة مستوى الأعمال المنجزة في المشرق العربي، وحلمي الذهاب يوما إلى هولييود.

إيلاف في

23/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)