حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رئيس الرقابة على المصنفات الفنية :

سيد خطاب: آن الأوان لإلغاء الرقابة وتحويلها لمؤسسة تصنّف الأفلام عمريا وترعى حقوق الملكية الفكرية

كتب   محسن حسنى

أكد الدكتور سيد خطاب، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أنه آن الأوان لحل جهاز الرقابة على المصنفات وإلغائه تماماً، تلبية لطلبات معظم الفنانين المصريين، لأن حرية الإبداع تعد جزءا أصيلا من الحرية التى نادت بها ثورة ٢٥ يناير.

أضاف خطاب: قبل الثورة بأيام قليلة قمت بإعداد دراسة عن الرقابة فى مختلف دول العالم، واقترحت إنشاء مؤسسة فى مصر خلفا لجهاز الرقابة، الذى سيتم إلغاؤه- طبقا للدراسة- وليكن اسمها «مؤسسة المصنفات الفنية وحقوق الملكية الفكرية» وهى مؤسسة ستقوم بدورين، الأول نسميه «الرقابة البعدية» أى بعد طرح المصنف الفنى للجمهور، وهذا الدور عبارة عن تصنيف كل مصنف فنى تصنيفا عمريا فقط، فهناك فيلم نصنفه «عرضا عاما لكل الجمهور»، وهناك فيلم يكون تصنيفه «للكبار فقط»، وهناك عمل يشاهده من تجاوز عمره ١٨ عاما وهكذا، والدور الثانى لتلك المؤسسة يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية واستثمارها، بما يخدم المبدع والمجتمع، ويكفى هنا أن أقول إن دولة مثل الدنمارك حصّلت خلال عام واحد فقط حوالى ١.٥ مليار دولار إيرادات عن حقوق ملكيتهم الفكرية لأعمالهم بالخارج، وهذا سيشكل مصدراً مهماً للدخل القومى فى مصر إذا تمت إدارته بشكل جيد.

أكد خطاب أن المؤسسة التى يقترح إنشاءها يجب أن تكون كياناً حقوقياً مستقلاً عن وزارة الثقافة تماما، وأنها بهذا الشكل ستحرر الإبداع فى مصر بإلغائها الرقابة القبلية (أى رقابة العمل قبل طرحه للجمهور)، لأنها أمر غير حضارى ويزعج أى مبدع.

وقال خطاب: أقوم حاليا بدعوة عدد من الحقوقيين والقانونيين ومسؤولى المنظمات المعنية بالمصنفات الفنية كالنقابات الفنية الثلاث وغرفة صناعة السينما وجمعية منتجى الكاسيت وجمعية المؤلفين والملحنين- لعقد اجتماع مشترك من أجل صياغة قانون لإنشاء تلك المؤسسة وإلغاء القوانين القديمة التى كانت تنظم عمل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لأن حرية الإبداع يجب أن يكفلها القانون، وصياغة هذا القانون يجب أن تتم بمشاركة المبدعين أنفسهم.

أضاف: بمجرد أن تستقر أوضاع البلاد ويسمح لنا بالاجتماع، سنناقش تفاصيل عمل المؤسسة الجديدة، وضرورة أن تكون ذات كيان قانونى مستقل بعيد عن وزارة الثقافة، ثم سن القوانين التى تضمن لها ذلك، لعرضها على مجلس الشعب.

أكد «خطاب» عمله كرقيب خلال الفترة السابقة كان عبئا كبيرا حتى إنه كان يستحى ويشعر بالخزى أثناء وقوفه فى ميدان التحرير حين يسأله أحد الشباب: «لماذا لم تطلق حرية الإبداع الفنى؟» مشيرا إلى أن السبب كان قوانين مقيدة للحريات ومنظومة فاسدة تتدخل فى كل صغيرة وكبيرة.

وقال خطاب: مر على رئاستى لجهاز المصنفات الفنية حتى الآن حوالى عام، وخلاله سمحت بأعمال كثيرة تناقش التعذيب فى السجون وأقسام الشرطة مثل «تلك الأيام» و«المسطول والقنبلة»، لكن كنت أرفض الأعمال التى تتضمن احتكاكا دينيا وتحث على الفتن الطائفية، وفيما بعد ستكون الرقابة هى رقابة المبدع على ذاته، ومن يتضمن فيلمه أى مخالفة سيرفضه المجتمع وسيعاقبه القانون العادى بعيداً عن قوانين الرقابة، بينما ستكون مؤسسة الرقابة للتصنيف العمرى فقط.

وأشار خطاب إلى أن مؤسسة الرقابة ستتضمن لجنة لما يسمى «حق الأداء العلنى»، وسيتم تفعيلها بشكل يضمن لكل مبدع حقه، كما أن بعض وظائف جهاز الرقابة الحالى سيتم توزيعها على مؤسسات رقابية مختلفة تابعة للدولة، موضحا: «كان جهاز الرقابة- فيما مضى- لديه إدارة للتفتيش مهمتها مراقبة الملاهى الليلية والكازينوهات من أجل حماية الآداب، هذه الإدارة سيتم ضمها - كمقترح فى الدراسة- لشرطة الآداب، وهناك دور آخر كان جهاز الرقابة يمارسه وهو الضبطية للأفلام المقرصنة، وهذا الدور سيتم ضمه لشرطة مباحث المصنفات الفنية، وكل هذه الاقتراحات قيد الدراسة، وسنستقر على تفاصيلها النهائية حين نجتمع مع جميع المعنيين من فنانين ومسؤولين عن حرية الإبداع فى مصر».

المصري اليوم في

20/02/2011

 

4 أسباب وراء إلغاء مهرجان القاهرة لسينما الأطفال

كتب اسلام عبد الوهاب 

أكد الدكتور فوزي فهمي رئيس مهرجان القاهرة لسينما الاطفال أن إدارة المهرجان قررت تأجيل دورة هذا العام التي كان مقررًا لها أن تقام في الفترة من 3 إلي 10 مارس المقبل بسبب الأحداث التي مرت بها مصر، خاصة ان إدارة المهرجان ستحتاج إلي وقت كبير لمخاطبة لجان التحكيم والضيوف المشاركين.

وقال حامد حماد المتحدث الإعلامي باسم مهرجان الطفل أن هناك 4 أسباب رئيسية كانت وراء إلغاء الدورة هذا العام وأول هذه الأسباب هي أننا كنا بدأنا بالفعل مشاهدة الأعمال المقدمة والتي وصلت إلي 220 فيلما بين روائي وقصير ورسوم متحركة وبرامج ومسلسلات تليفزيونية إلا أن ما حدث أربك كل الحسابات وتوقفنا فترة أكبر مما هي متاحة وبالتالي لم يكن لدينان وقت لدعوة روساء لجان التحكيم والضيوف المشاركين.

السبب الثاني هو اعتذار الوفود عن الحضور بسبب التخوف مما يحدث في مصر وهو الأمر الذي وضعنا في مأزق بين اختيار أعمال أخري لأننا ملتزمون بإقامة الندوات الخاصة لهذه الأعمال وبالتالي كان صعباً مشاهدة أعمال جديدة ومخاطبة وفود أجنبية جديدة.

السبب الثالث كما اوضحه حامد هو أن الهدف الرئيسي للمهرجان وهو التواصل بين الأطفال المصريين واقرانهم في سائر بلاد العالم أصبح صعباً للغاية وأصبحت فكرة إقامة لجنة تحكيم من الأطفال تخاطب باقي أطفال العالم للحضور، وهو الأمر المتبع منذ عدة دورات.. أمراً شاقا في وقت قصير.

أما السبب الرابع والأخير.. وهو أهمهم وفي رأيي وهو صورة مصر في الخارج حيث يعتقد العديد من الغرب أن مصر الآن في حالة خراب وفوضي وبالتالي امتنعوا عن الحضور وحول فكرة التأهيل لبعض الوقت حيث يتم الانتهاء من التحضير أكد حامد أن هذا غير وارد لدخول فترة الدراسة.

وعن امكانية تأجيله إلي الموسم الصيفي قال هذا وارد وما زال محل دراسة إلا أنه ستواجهنا مشكلة التحضير لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وبالتالي لم يتم اتخاذ قرار حتي الآن.

روز اليوسف اليومية في

20/02/2011

 

«365 يوم سعادة».. كوميديا رومانسية من الطراز الأول

كتب محمود عبد الشكور 

كتبت أكثر من مرة عن نوعية شبه منقرضة من الأفلام المصرية هي الكوميديا الرومانسية التي كانت في زمن الأبيض والأسود إحدي مميزات تفوق هذه السينما ونجومها، ولكنها تراجعت تحت ضغط سينما الافيهات والشلاليت والاسكتشات و«الضرب علي القفا»، ثم عادت علي فترات متباعدة سواء في تجارب الثنائي «زينب عزيز» و«علي إدريس» القليلة، أو في أعمال تعثر عليها بالميكروسكوب مثل فيلم «تامر حبيب» الخفيف «حب البنات».

الآن، وبعد مشاهدتي لفيلم «365 يوم سعادة» الذي كتب فكرته «ماجد مجدي»، وكتب له السيناريو والحوار «يوسف معاطي»، واخرجه اللبناني «سعيد الماروق» في أولي تجاربه كمخرج للأفلام الطويلة، نستطيع أن نتحدث عن عمل نموذجي من الطراز الأول لمفهوم الكوميديا الرومانسية، إنه بلا جدال أحد أجمل وأظرف وامتع أفلام 2011 رغم وجود عدد قليل من الملاحظات، ولكنك في النهاية أمام صناع فيلم يعرفون بالضبط النوعية التي يقدمونها، لدينا أيضا اتقان احترافي في أهم عناصر الفيلم يجعلك تتساءل «إذا كنا قادرين علي تقديم كوميديا رومانسية نسجت احداثها بهذه الدرجة من التكامل والبراعة، فلماذا تترك الساحة لتجار الافيهات؟

من حيث التعريف، تتعامل الكوميديا الرومانسية مع خطين متضافرين ومتكاملين: خط كوميدي وخط رومانسي، وبالطبع تميزها النهاية السعيدة الحتمية، وقد كانت السينما المصرية تمزج الكوميديا الموسيقية في أحيان كثيرة بالأغنية «من نماذجها مثلا أفلام محمد فوزي الخفيفة مثل «فاطمة وماريكا وراشيل» و«الزوجة السابعة» و«بنات حواء»، ولكن فطين عبدالوهاب قدم منها نماذج مدهشة في تنوعها وفي نضجها، ولعل أحد انضج هذه الأعمال فيلم «الزوجة رقم 13» الذي اخترته تحديدا بسبب تكامل عناصره، وبسبب أنه يعتمد تقريبا علي نفس «التيمة» التي اشتغل عليها صناع فيلمنا المبهج والجميل، في الفيلمين لدينا «دون جوان» يتلاعب بالنساء مثل شهريار عصري، وفي الفيلمين يتم التلاعب بالدون جوان من خلال مؤامرة، وفي الفيلمين يتم ترويض الرجل بديلا عن ترويض المرأة، ويقبل الرجل الترويض في الفيلمين بأمر الحب، نحن - إذن نتحدث عن تشابه «التيمة» ليس أكثر، ولكن «365 يوم سعادة» - الذي يستخدم أيضا فكرة اللعب علي المتفرج وعلي بطله مثل «الزوجة رقم 13» -سيزيد من هامش اللعبة إلي حدودها القصوي، وسينسج خطا آخر يثري العمل هو زيادة الفارق الاقتصادي والاجتماعي بين الدون جوان وزوجته، ويتشابه الفيلمان كذلك في احكام البناء بدرجة لافتة وغير مألوفة في سيناريوهات الأفلام الكوميدية، مع الاشباع شبه الكامل لكلا الخطين المتضافرين: خط الرومانسية وخط الكوميديا، ومن أوجه التشابه التي تستحق التسجيل أيضا أبطال العملين ليسوا من الذين يتم تصنيفهم كنجوم للكوميديا، في «الزوجة رقم 13» لدينا البطلان «شادية» و«رشدي أباظة»، وفي «365 يوم سعادة» لدينا «أحمد عز» في دور مختلف جدا، والموهبة المتفوقة دوما «دنيا سمير غانم».

اعتمد «يوسف معاطي» في كتابة أحد أفضل سيناريوهاته وأكثرها تماسكا علي لعبة المفاجأة الدرامية، فتحول الفيلم إلي ما يقرب من صناديق المفاجآت المتتالية، تبدأ الأحداث ولدينا شاب ثري جدا يمتلك شركة عملاقة، «هادي عز الدين» (أحمد عز) هو التنويعة المودرن علي شخصية «رشدي أباظة» المزواج في فيلم الستينيات الشهير، نحن الآن في الألفية الثالثة، ولذلك فإن «هادي» لن يتزوج زواجا رسميا ولكنه، يرتبط بالزواج العرفي بأي جميلة يعجب بها، وعندما يحاول أن يبتعد عنها، ويمزق ورقتي الزواج العرفي، يدعي المرض، ويذهب مع زوجته العرفية إلي صديق طبيب المخ «شوقي» (شادي خلف) لكي يوهم الزوجة بأن حبيبها مصاب بمرض خطير في المخ مما يجعل أيامه في الحياة معدودة، ويكون ذلك مبرراً لكي يترك الزوجة بعد أن يهديها عقدا ثمنيا، وينطلق منها إلي مغامرة جديدة.. بعد قليل سيقع شهريار العرفي في شر أعماله، وسيتعرض لمؤامرة بعد وقوعه في حب فتاة جميلة هي «نسمة» (دنيا سمير غانم) سيصبح شهريار ألعوبة في نفس الفخ الذي نصبه للأخريات وهو الادعاء بأنه مصاب بمرض قاتل في المخ، وهكذا تنقلب اللعبة علي صاحبها.

قلت إن «يوسف معاطي» اعتمد علي لعبة المفاجآت في السيناريو البديع، يبدأ الفيلم بمشهد مهم قبل العناوين يلخص منهج «هادي عز الدين»، نراه في منزل امرأة، يمزق ورقتين ويلقيهما من الشرفة، يترك بجانبها علبة بها عقد ثمين، يغلق الباب وينزل من العمارة الفاخرة، يركب سيارته محلقا مع أغنية شهيرة لـ«دين مارتن» ستصاحبه مع كل المغامرات ثم يفتح الكاميرا علي مشهد للقاهرة المنيرة ليلا، لن تفهم هذا المشهد إلا بعد أن يكرره «هادي» حرفيا مع «نادين» (لاميتا فرنجية) المذيعة اللبنانية بعد أن يوهمها - بالاستعانة بصديقته - أنه في انتظار الموت، ولكن مشهد الايهام، وهذا إحدي نقاط ذكاء الفيلم يتم بمنتهي الجدية سواء بأداء «أحمد عز» أو «شادي خلف» أو بردود فعل وجه «لاميتا» أو حتي باستخدام موسيقي «عمرو إسماعيل» المؤثرة جدا، وفجأة يتم فتح العلبة الأولي لنكتشف أن بطله الدون جوان يلعب علي زوجته وعلي المتفرج أيضا.

ولكن مع ظهور «نسمة»، ومحاولة «هادي» الايقاع بها، ثم رفضها الصارم وتجاوبها المفاجئ، ومعرفة «هادي» أن فتاته مصابة في المخ بنفس المرض القاتل الذي كان يدعيه، هنا يتم قلب اللعبة حرفيا، وبنفس الجدية التي كشف فيها «شوقي»، لـ«نادين» أن زوجها مصاب بمرض خطير، سيؤكد لصديقه من خلال الاشعة أن حبيبته الجديدة «نسمة» مصابة فعلا وليس ادعاء بالمرض القاتل، وأن عليه أن يتزوج منها رسميا حتي يسعدها، وأن ينفذ كل مطالبها لتصبح أيامها سعيدة طوال العام الذي ستعيشه، هنا صندوق جديد للمفاجآت سرعان ما سيقودنا إلي صندوق جديد باكتشاف الأصل المتواضع لأسرة «نسمة» التي تعيش مع أسرتها في الوراق، التي يعمل والدها «متولي» (صلاح عبدالله) سائقا علي «تريللا»!.

لن تتوقف لعبة صناديق المفاجآت دون اهمال الخطين: الخط الرومانسي لشاب عرف الحب لأول مرة، ويريد اسعاد الفتاة التي احبها قبل أن تموت، والخط الكوميدي نتيجة أن الشاب مستعد في سبيل ذلك أن يتحمل حياة أهل عروسه العشوائية الذين سينتقلون لاحتلال قصره الفخم، كما أنه مستعد لكي تقدم فتاته بإحداث تغيرات في شركته التي لا يوجد بها سوي موظف رجل واحد هو «عبدالتواب» (لطفي لبيب)، احتفظ به «هادي» لأن الرجل صديق لوالده، أما كل العاملين فهن من الموظفات الفاتنات.

ولكن قبل أن نتوغل في تفاصيل حياة «نسمة» و«هادي» الزوجة يقرر «يوسف معاطي» أن يفتح صندوقا آخر للمفاجآت يجعل «هادي» وحده في دائرة اللعبة، ويخرج منها المتفرج الذي يعرف أن «نسمة» خدعت «هادي» بادعاء المرض بالتعاون مع «انتصار» زوجة «شوقي» الغيور، وسنعرف فيما بعد أن «شوقي» و«عبدالتواب» أيضا استكملا أدوارهما في المؤامراة لكي يعتزل «هادي» حياة اللهو، تقريبا لدينا تنوعية جديدة علي المؤامرة التي شربها «رشدي أباظة» ولكنها كانت مؤامرة نسائية فقط، المهم أنه بمعرفة الجمهور بما لا يعرفه البطل، فإن السيناريو انتقل من اللعب علي المتفرج والبطل، إلي اللعب والتلاعب بالبطل فقط.

ومثلما يكتشف «رشدي أباظة»، أبعاد حيلة الزوجة في التهديد بالانتحار من النافذة، فيعاقبها بشدة، ويتلاعب بها، فإن اكتشاف «هادي» للمؤامرة يجعله أيضا يتلاعب قليلا بزوجته ثم يغضب منها وصولا إلي النهاية السعيدة بعد الصلح، ربما كانت الملاحظة المهمة أن ثورة غضب «هادي» علي المؤامرة كانت أكثر مما تحتمله هذه النوعية من الأفلام، لا يجب نسيان أننا أمام فيلم خفيف وإلا خرج الفيلم عن مساره، ولكن الجرعات الكوميدية، والمشاهد الرومانسية والإنسانية الجميلة مثل طلب «نسمة» الطلاق من زوجها، نجح كل ذلك في توصيل الفيلم إلي بر السلامة والبهجة ليصبح لدينا فيلم ينتمي للكوميديا الرومانسية «زي الكتاب ما بيقول».

أتوقف طويلا أمام بناء السيناريوهات لأنها أساس كل شيء، لا أنكر أنني سعيد بشكل خاص بسيناريو «365 يوم سعادة» لأن «يوسف معاطي» - وهو موهوب بلا شك - أصبح أكثر نضجا في معالجاته، ومن الواضح أنه انتبه إلي ضبط أحد أوضح عيوبه وهو الاستطراد والاستغراق في المشهد الكوميدي علي حساب البناء العام للأحداث، صحيح أن هناك ظلالا لهذا الاستطراد كما في مشهد حوار «متولي» الطويل علي المقهي، أو في مشهد دخول «هادي» بالخطأ إلي شقة لرجل في غيبوبة أثناء زيارته لزوجته العرفية «نادين»، إلا أن خفة ظل المشهدين، وحوارهما الظريف، ثم يقظة المخرج «سعيد الماروق»، والمونتير «أحمد حافظ» نجحا في دمج المشهدين بسلاسة داخل البناء، الحقيقة أن «الماروق» في أول أفلامه يثبت لنا أنه مخرج فاهم لطبيعة الكوميديا الرومانسية، لقد نجح في ضبط ايقاع المشاهد الكوميدية، ونجح في ضبط أداء ممثليه فأضحكوا الجمهور جميعا لا فرق في ذلك بين كوميديان محترف مثل «صلاح عبدالله»، وممثل بعيد تماما عن هذه الأدوار مثل «شادي خلف»، كان هناك نجاح مدهش أيضا في تقديم لحظات رومانسية جميلة بين «نسمة» و«هادي»، صورة «وائل درويش» قدمت إلينا القاهرة كما لم نرها من قبل، ونجحت أيضا في ابراز التناقض بين عالم لامع معقول يعيش فيه «هادي»، (بدعم من ديكورات سامر الجمال وملابس مايا حداد)، وعالم تعيش بتواضع المستوي تعيش فيه «نسمة»، ورغم ذلك نستطيع القول إن عيون «الماروق» - الذي اشتهر بتقديم أغنيات الفيديو كليب - تجيد اختيار المكان، وتبحث عن الجمال حتي في الأماكن المتواضعة، ولعل ذلك كان مناسبا تماما لنوعية الفيلم.

يبقي أداء الممثلين: أحمد عز الذي اكتشفنا قدراته الكوميدية من قبل خاصة في فيلم «الرهينة»، مع «ساندار نشأت»، ولكنه هنا يقدم نفسه كممثل يستطيع تقديم المزيد من الأعمال الكوميدية بتنويعاته المختلفة، مع الاسف لم يستطع التحكم في صوته عندما يرتفع أثناء الانفعال، وربما كان من الأوفق أن يتم خفض نبرة هذا المشهد المزعج أثناء مواجهته للجميع بكشف المؤامرة.. دنيا سمير غانم «نسمة»، رقيقة مقنعة في كل الأدوار وفي كل الانفعالات، اقنعتنا كمدرسة اقرب إلي الطفلة وكانت ناضجة وكعاشقة تدافع عن حبها.. شادي خلف الموهوب في دور جديد يؤكد أنه من أفضل ممثلي الأدوار المساعدة الصاعدين، دوره في الفيلم يرشحه للمنافسة علي لقب أفضل ممثل في دور مساعد لعام 2011، مي كساب مجتهدة ولكنها مازالت في حاجة للتحكم في انفعالاتها، «صلاح عبدالله» كوميديان خطير ودوره مختلف وفريد وقدمه بلمسات خاصة ومختلفة.

فيلم «365 يوم سعادة» يعيد بقوة الكوميديا الرومانسية، ويثبت ما تكرره دائما النص هو أساس الكوميديا وليس «الشويتين بتوع الكوميديان».. أعظم كوميديان لا يستطيع أبدا أن يصنع فيلما جيدا بدون نص قوي، وبسبب النص الجيد والمخرج الفاهم والممثل الموهوب كنا نضحك بقوة علي افيهات «أحمد عز»، و«شادي خلف»، و«دنيا سمير غانم»، مثلما كنا نضحك زمان علي افيهات «رشدي أباظة» و«شادية»!

روز اليوسف اليومية في

20/02/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)