حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سينما ٢٠١٠ تصل إلى الأوسكار وسينما ٢٠١١ تبدأ مع «صاندانس»

بقلم   سمير فريد

أعلنت أمس الأول ترشيحات أوسكار ٢٠١١ لأحسن أفلام ٢٠١٠، وبذلك تصل سينما العام الماضى إلى الخلاصة بالنسبة للأفلام الناطقة بالإنجليزية فى أمريكا وأوروبا، ويوم الخميس الماضى بدأت الدورة الـ٢٧ لمهرجان صاندانس فى أمريكا، والذى تعلن جوائزه الأحد القادم، وأمس بدأت الدورة الـ٤٠ لمهرجان روتردام فى هولندا، وبذلك تبدأ سينما ٢٠١١.

يجمع بين صاندانس وروتردام أنهما أكبر مهرجانين للسينما المستقلة، وإن كان بعض نقاد أمريكا يرون أن صاندانس لم يعد للسينما المستقلة بمفهومها الصحيح كما كان دائماً ولكن المسافة بين المهرجانين الأمريكى والأوروبى كبيرة من حيث عدد أفلام العرض العالمى الأول، والتى تمثل أكثر من ٧٥ فى المائة من أفلام صاندانس بينما لا تتجاوز ٢٥ فى المائة من أفلام روتردام، ولذلك فالعديد من أفلام صاندانس يتم اختيارها للعرض فى مهرجانات العالم الكبرى الثلاثة «برلين وكان وفينسيا» خاصة فى مهرجان برلين لأنه ينعقد بعد عشرة أيام من ختام صاندانس.

فى الدورة الـ٢٧ للمهرجان الذى أسسه ويرأسه الممثل والمخرج الأمريكى العالمى روبرت ردفورد تم اختيار ٢٠٠ فيلم طويل وقصير للعرض داخل وخارج مسابقاته الأربع للأفلام الطويلة، منها ١٢٠ فيلماً طويلاً اختيرت من ٣٨١٢ فيلماً تقدمت للاشتراك و٨٠ فيلماً قصيراً. وفى المسابقات الأربع للأفلام الروائية والتسجيلية الأمريكية والدولية يتم عرض ٦٠ فيلماً، ١٦ روائياً طويلاً أمريكياً و١٦ تسجيلياً طويلاً أمريكياً و١٦ روئياً طويلاً فى المسابقة الدولية و١٢ تسجيلياً طويلاً فى المسابقة الدولية.

لا يوجد ولا فيلم عربى واحد فى «صاندانس» على الأقل بالنسبة للأفلام الطويلة داخل وخارج المسابقات، فلم أطلع على قائمة الأفلام القصيرة. ولكن هناك فيلم لمخرج جزائرى فى المسابقة الدولية للأفلام الروائية، وهو عمور هاكار بعنوان «أيام قليلة من الراحة»، وينسب الفيلم إلى الجزائر وفرنسا، ولكن الأرجح أن يكون إنتاجاً فرنسيا خالصاً، وخاصة أن موضوعه يدور حول مجموعة من الممثلين الإيرانيين الذين هربوا من إيران ويعيشون فى قرية فرنسية صغيرة وتشترك فى تمثيل الفيلم مارينا فلادى، وهى من كبار نجوم السينما الفرنسية.

وخارج المسابقة يعرض الفيلم البريطانى التسجيلى الطويل «الحياة فى يوم» إخراج كيفين ماكدونالد وإنتاج ريدلى سكوت، الذى صور فى عشرات من البلاد فى يوم واحد هو يوم ٢٤ يوليو عام ٢٠١٠، ومن بين البلاد مصر حيث قام بالتصوير المخرج المصرى أيمن الجازوى وكرسيتينا بوكيلينى، ويعرض الفيلم فى المهرجان غداً، ويبث على اليوتيوب.

المصري اليوم في

27/01/2011

 

لجنة الدعم ترفض كل السيناريوهات وفرنسا فى انتظار قرار متحف السينما

بقلم   سمير فريد

طوال ٦ سنوات من رئاستى لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، من ١٩٩٩ إلى ٢٠٠٥ كنت، ومعى كل أعضاء اللجنة، نسعى إلى تحقيق هدفين، الأول: أن تدعم وزارة الثقافة إنتاج مجموعة من السيناريوهات كل سنة بمبالغ نقدية معينة، كما تفعل أغلب الوزارات المعنية فى العالم، والثانى: أن تنشئ الوزارة متحفًا للسينما المصرية يتضمن نسخًا كاملة من كل الأفلام المصرية أو على الأقل مختارات من هذه الأفلام.

وقد تحقق الهدف الأول بنظام ما، كما تحقق الهدف الثانى باختيار قصر عمر طوسون فى شبرا لإقامة المتحف بالتعاون مع المركز القومى للسينما فى فرنسا، وإن لم يصدر حتى الآن قرار بإنشاء المتحف وتحديد تبعيته الإدارية وهيكله الإدارى وميزانيته، ولا يزال الجانب الفرنسى ينفق على الخبراء الفرنسيين ويتحمل تكاليف التقارير الفنية فى انتظار صدور ذلك القرار.

والنظام الذى تم إقراره وتنفيذه لدعم إنتاج الأفلام، نظام بيروقراطى معقد، ويتيح الفرصة للتلاعب، ولم تتم دراسة دقيقة لمختلف جوانب تطبيقه، فالأفضل والمتبع فى أغلب الدول أن يحصل السيناريو الفائز بالدعم على مبلغ محدد لا يسترد، يساعد فى توفير سيولة نقدية كافية للبدء فى الإنتاج، ببساطة ووضوح، فإن البيروقراطية المصرية وضعت نظامًا عجيبًا لا مثيل له فى كل الدنيا.

وقلنا، وقال صناع السينما المهم أن المبدأ تحقق، وأصبح هناك دعم لمشروعات متميزة، وفى الدورة الثانية للدعم قدمت لجنة القراءة مذكرة إلى وزير الثقافة الذى شكلها، تطلب فتح باب التقدم بالسيناريوهات إلى مسابقة الدعم مرة أخرى لأنها قرأت أكثر من ٧٠ سيناريو، ولم تجد من بينها ولا سيناريو واحدًا يستحق الدعم!!

وهذا القرار الذى انتهت إليه اللجنة يعنى أنها وضعت مقاييس معينة، ولم تجد ما يستحق، على ضوء هذه المقاييس، بينما الصحيح أن تختار الأفضل من بين ما تقدم. والحل ليس بإعادة فتح باب التقدم، وإنما بتشكيل لجنة أخرى، فليس من المنطقى عدم وجود سيناريو واحد يستحق الدعم من بين أكثر من ٧٠ سيناريو، وليس من المنطقى أن تستمر هذه اللجنة بعد فتح باب التقدم من جديد، فقرارها يعنى أنها فشلت، ولا يعنى فشل كل الذين تقدموا إلى المسابقة.

ثم لماذا اللجنة سرية، وكل لجان القراءة فى العالم علنية؟ أو ليس من حق المتقدم أن يعرف تشكيلها قبل أن يتقدم، حتى يصبح اشتراكه قبولاً مسبقًا منه بقراراتها؟!

المصري اليوم في

25/01/2011

 

.. ولكن كيف ساهمت هند صبرى فى دعم النظام الديكتاتورى فى تونس؟

بقلم   سمير فريد

فى نفس يوم الخميس الماضى، حيث كان موضوع «صوت وصورة» تحية إلى الممثلة التونسية هند صبرى لموقفها فى تأييد ثورة الشعب التونسى ضد نظام ديكتاتورية بن على فى تونس، التى توّجت بهروب الديكتاتور خارج البلاد، وإسقاط ذلك النظام، كتب الزميل محمد الباز، فى جريدة «الفجر» الأسبوعية، يتهم الفنانة بأن موقفها يضعها «بين الذين يسطون على الثورة ويصادرونها من أجل مصالحهم الخاصة»، وأنها «تقدم نفسها للنظام الجديد، أياً كان شكله، على أنها من أبناء تونس الأحرار الذين يعرفون ظلم وظلمات نظام بن على، رغم أنها لم تفعل شيئاً سوى الصمت».

وقال الباز: «طوال فترة إقامتها فى القاهرة، وانعتاقها من الحياة فى تونس، لم تكن هند صبرى تتحدث مطلقاً عما يدور فى بلادها، بل كان أداؤها المعلن فى صف نظام بن على الذى كرّمها مرتين، ومنحها وسام الجمهورية التونسية»، و«إن أبناء الجنوب الذين تنتمى لهم على الأقل بالميلاد، وهم الذين أشعلوا الثورة، كانوا يعيشون فى حالة من التجويع المتعمدة، ولم تفعل لهم (هند) شيئاً». ويثير مقال «الباز» القضية التى تثار دائماً عقب سقوط الأنظمة الديكتاتورية عن المثقفين الذين تعاونوا والذين رفضوا والذين صمتوا، ويساوى بين المتعاونين والصامتين، رغم أن الصمت ليس دائماً علامة الرضا،

 وإنما يكون ناتجاً عن الخوف من السلطة الباطشة، والخوف شعور إنسانى حقيقى، وليس من العدل المساواة بين المتعاون والصامت. ولست أدرى ما هو الأداء المعلن الذى قامت به هند صبرى فى صف نظام بن على، فهى لم تمثل فى فيلم دعاية سياسية لذلك النظام، وقبولها الوسام، مثل قبول محمود درويش مثلاً نفس الوسام، لا يعنى على الإطلاق تأييد القمع وقهر الحريات، وحساب كل إنسان على ما يقوم به فى إطار عمله، فالسياسى يحاسب على مواقفه السياسية،

 والكاتب على ما ينشره من كتابات، وهكذا. وغير صحيح أن هند صبرى أعتقت نفسها من الحياة فى تونس، فقد عملت دائماً - ولاتزال - فى الأفلام المصرية والأفلام التونسية، ولم تكن تستطيع أن تفعل شيئاً لأبناء الجنوب وتقاعست عن عمله، ويكفيها كممثلة دورها فى «عرايس الطين» إخراج نورى بوزيد عام ٢٠٠٢، حيث مثلت دور خادمة من الجنوب يستغلها تجار البشر فى العاصمة، وقد مثلت هذا الدور وهى نجمة فى مصر وتونس معاً.

ثم ما هى مصلحة هند صبرى الخاصة فى تأييد النظام الجديد، وبأى حق ينزع الكاتب عنها وطنيتها الصادقة فى تأييد ثورة الشعب الذى تنتمى إليه، ويجعلها من الذين يسعون للسطو على الثورة، وهى ليست زعيمة سياسية، أم كان عليها أن تصمت أيضاً بعد سقوط الديكتاتورية؟

المصري اليوم في

24/01/2011

 

لأول مرة فى العالم العربى: سينمائية وزيرة للثقافة فى تونس الجديدة

بقلم   سمير فريد

اشترك مئات من الفنانين فى ثورة الياسمين التى قام بها الشعب من أجل الحرية، وتوجت بهروب الديكتاتور، وكان من بين الفنانين عدد كبير من السينمائيين، ولذلك لم يكن غريباً أن تتولى وزارة الثقافة فى حكومة الوحدة الوطنية بعد سقوط الديكتاتورية السينمائية التونسية العالمية المعروفة مفيدة التلاتلى، وهى أول من يتولى هذا المنصب من صناع الأفلام فى كل العالم العربى، وفى كل تاريخه، سواء من الرجال أو النساء.

وهذه خطوة متقدمة بألف خطوة، فالسينمائى فى الدول المدنية الحديثة فى الغرب والشرق، ومنذ مائة عام ويزيد يعتبر من صناع الثقافة الوطنية، مثل الفلاسفة والشعراء والكتاب والموسيقيين والتشكيليين والمسرحيين، فلا تقل قامة شابلن مثلاً عن قامة أينشتين أو بيكاسو فى أوروبا وأمريكا، ولكن فى الدول العربية، بما فى ذلك مصر صاحبة التاريخ العريق فى السينما، لايزال ينظر إلى السينمائى باعتباره دون الأديب أو الفنان فى الفنون الأخرى على نحو متخلف وعقيم.

وها هى ثورة الياسمين لا تسقط فقط المقولة السائدة بأن الشارع العربى لا يحركه إلا أنصار الدولة الدينية، وإنما تضع السينمائى فى مكانه الصحيح بين صناع الثقافة الوطنية، وتضع السينمائية جنباً إلى جنب مع السينمائى، وتعزز من دورها الذى تعاظم فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين مع ثورة أفلام الديجيتال فى أغلب الدول العربية.

ولدت مفيدة التلاتلى فى تونس عام ١٩٤٧، وتخرجت فى معهد إيديل للسينما فى باريس عام ١٩٦٨، ولمدة تزيد على عشرين سنة قامت بمونتاج العديد من أهم الأفلام العربية فى تونس والجزائر والمغرب، مثل «عمر جتلاتو» إخراج مرزاق علواشى، و«نهدة» إخراج فاروق بلوفة، و«الهائمون» إخراج ناصر خمير، و«الحلفاويين» إخراج فريد بوغدير، و«باب السماء» إخراج فريدة بن اليزيد، و«رسائل من سجنان» إخراج عبداللطيف بن عمار، وكذلك «نشيد الحجارة» إخراج الفلسطينى ميشيل خليفى.

وفى عام ١٩٩٤ شهد برنامج «نصف شهر المخرجين» عرض أول أفلام التلاتلى كمخرجة، وهو «صمت القصور»، الذى كان أيضاً أول أفلام الممثلة هند صبرى، وحقق الفيلم نجاحاً عالمياً كبيراً، وفاز بأكثر من عشر جوائز فى أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا والعالم العربى. وقد كنت صاحب أول مقال ينشر فى العالم عن الفيلم فى اليوم التالى لعرضه الأول مباشرة فى جريدة «الشرق الأوسط» العربية التى تصدر فى لندن، وهو من المقالات التى أعتز بها كثيراً.. مبروك لتونس، ومبروك لكل العالم العربى، وكم من الروائح العطرة سوف تفوح من ثورة الياسمين.

المصري اليوم في

22/01/2011

 

رسالة مفتوحة إلى هند صبرى: «كل القوانين تحت حذاء الديكتاتور»

بقلم   سمير فريد

أرسلت وكالة الأنباء الألمانية يوم السبت ١٥ يناير، تقريراً عن ردود أفعال الفنانين التونسيين تجاه «ثورة الياسمين»، التى قام بها الشعب التونسى ضد الديكتاتورية، ومن أجل الحرية.. وجاء فى هذا التقرير عن هند صبرى ما يلى:

«كانت الممثلة التونسية هند صبرى الأسرع تعبيراً عن رأيها فى موقفها تجاه ما يجرى فى بلادها عبر رسالة بثتها على موقع «فيس بوك» يوم الجمعة، وقالت هند فى الرسالة، التى كتبتها بالعربية والفرنسية إنها تعرضت للترهيب من «الطرابلسية» عائلة زوجة الرئيس، حيث قام أحدهم بوضع اسمها على بيان لمطالبة «بن على» بترشيح نفسه لرئاسة خامسة، واتصل بها هاتفياً ليعلمها بأنه فعل ذلك.

وقالت هند صبرى: فى يوم من أغسطس ٢٠١٠ اتصل بى بالحسن الطرابلسى فى القاهرة قائلاً: «نحن نجمع قائمة بأسماء الفنانين لدعوة الرئيس لترشيح نفسه مجدداً، وأنا أعلمك لأنه لا يمكن وضع اسمك دون علمك».. وأضافت: إن الخوف انتابها، وإنها اتصلت به فى وقت لاحق قائلة «لا أريد أن يساء فهمى، لكن أود البقاء بعيداً عن ذلك، وأعتقد جازمة أن الفنان يجب أن يظل محايداً، فأنا لا أمارس السياسة»، فقطع حديثها وقال: «أولاً، فات الأوان وإلى جانب ذلك ماذا يعنى أن تبقى محايدة». وتابعت: «أشعر بخيبة أمل أننى كنت جبانة فلم أقل لا.. أنا ضد ولاية خامسة.. كفى.. وفى ذلك اليوم فقدت احترامى لنفسى باعتبارى امرأة قانون خانت الدستور»، انتهى مقتطف الوكالة الألمانية.

هند صبرى من الممثلات القليلات اللواتى يدعمن الموهبة بالثقافة، ومن النجوم الذين لم تحل «النجومية» بينهم وبين الحياة «العادية» فى المجتمع، بل هى نموذج للمرأة العربية الجديدة فى العقد الأول من القرن الميلادى الجديد. وقد أتمت دراستها للقانون وهى «نجمة»، وإن حال المتطرفون دون قيدها فى نقابة المحامين فى بلدها تونس لأنها «ممثلة»، ورسالتها يوم الجمعة الذى شهد انتصار «ثورة الياسمين»، وهروب الديكتاتور خارج البلاد- تعبر عن أصالتها وصدقها ووعيها بدورها كفنانة ومواطنة.

وفى هذه الرسالة المفتوحة إلى هند صبرى أقول لها إن ما حدث معك، حدث ويحدث مع الأغلبية من المثقفين فى كل النظم الديكتاتورية، حيث كل القوانين تحت حذاء الديكتاتور، ولكن قلة منهم من يشعرون بالذنب بعد سقوط الديكتاتورية، والأغلبية تكابر وتبرر، ويكفى قولك إنك فقدت احترامك لنفسك لأنك لم تعبرى عن رأيك الحقيقى.. لك الآن أن تستردى احترامك لنفسك مع استرداد الشعب التونسى حريته، واسترداد كل فرد فيه احترامه لنفسه، لقد أهدى مالرو روايته «الأمل» عن المقاومة ضد النازية «إلى الذين قاوموا، وإلى الذين أرادوا المقاومة وضعفوا».

المصري اليوم في

20/01/2011

 

شعب تونس الذى هتف شعراً وثورته التى تفوح برائحة الياسمين

بقلم   سمير فريد

زهرة الياسمين هى رمز شعب تونس التى تقدم لكل زائر فور أن يصل إليها، وتباع فى كل الشوارع فى كل وقت، ولذلك سميت ثورة تونس ضد ديكتاتورية بن على «ثورة الياسمين» لأنها ثورة شعبية بكل معنى الكلمة، لم ينظمها حزب، وإنما اشتركت فيها كل الأجيال وكل الاتجاهات السياسية، ولم ترفع شعارات أيديولوجية، وإنما هتفت بأبيات من قصائد مشهورة لشاعر تونس الأكبر الشابى، ولشعراء من مصر مثل شوقى والرافعى، تمجد الحرية، ودماء الثوار من أجل الحرية.

لم يجد الشاب التونسى محمد البوعزيزى وظيفة تتناسب مع دراسته الجامعية، فعمل بائعاً متجولاً للخضروات، وفى يوم ١٧ ديسمبر ٢٠١٠ طاردته الشرطة، وعندما احتج صفعته شرطية على وجهه، فأشعل النار فى جسده، وتوفى متأثراً بحروقه يوم ٤ يناير ٢٠١١، ولكن النار امتدت من جسده إلى كل تونس، وأشعلت ثورة من أعظم ثورات الشعوب من أجل الحرية توجت بهروب الديكتاتور خارج البلاد يوم ١٤ يناير.

مثل شخصيات تشيكوف وديستويفسكى التى تجعل الإنسان قدس الأقداس، لم يشعل البوعزيزى النار فى جسده لأنه لا يجد عملاً مناسباً، وإنما لأن الشرطية صفعته على وجهه، فلم يحتمل إهانة كرامته، ورد الشعب الصفعة، وأسقط النظام البوليسى كله، والذى جثم على تونس ما يقرب من ربع قرن من الزمان، وانتزع الشعب حريته بدماء عشرات الشهداء، وكان أولهم محمد البوعزيزى.

كانت مدينة تونس العاصمة مفتاح كل دول المغرب العربى بالنسبة لى، كما كانت العاصمة اللبنانية بيروت مفتاح كل دول المشرق العربى، ففى الفترة من ١٩٦٨ إلى ١٩٧٨ كنت أسافر إلى تونس مرة كل عامين لحضور مهرجان قرطاج، والذى أدين له بأغلب معرفتى بالأفلام العربية والأفريقية، وفيه عرفت العديد من أصدقاء العمر من العرب والأفارقة، وعندما منعت من السفر لأسباب سياسية، ولم أتمكن من حضور مهرجان قرطاج ١٩٨٠، كان منعى من قضايا دورة المهرجان ذلك العام.

وعدت لحضور دورات قرطاج كل عامين من ١٩٨٢ حتى ١٩٨٨، فى تلك الدورة لاحت بوادر النظام الجديد، ولم أحضر بعد ذلك سوى دورتين عامى ١٩٩٢ و١٩٩٦ ثم امتنعت حتى الآن، ففى ١٩٩٦ عدت إلى غرفتى فى الفندق ذات ليلة ووجدت كل الأشياء مبعثرة، وكل أوراقى وكتبى لا وجود لها، وكان معنى هذا أن من فتشوا الغرفة لا يريدون إخفاء فعلتهم، ويبعثون لى رسالة واضحة، فقلت لنفسى لقد وصلت الرسالة، ولم أعد إلى تونس مرة أخرى، الآن أتوق للذهاب إلى تونس الحرة التى اشتقت لها كثيراً ولو سيراً على الأقدام، وأتمنى أن أقرأ الفاتحة على قبر محمد البوعزيزى.

المصري اليوم في

19/01/2011

 

الحوار أفضل من المنع.. ولا أحد يستطيع منع أى عمل فنى اليوم

بقلم   سمير فريد

قام محمد حفنى محمد، أمين عام الشكاوى والمقترحات فى جمعية العدالة الاجتماعية، برفع دعوى قضائية يطالب فيها بمنع فيلم «٦٧٨»، إخراج محمد دياب، لأنه يسىء إلى مصر، ويحرض النساء على الاعتداء على الرجال الذين يتحرشون بهن.

اللجوء إلى القضاء لمنع فيلم عن طريق سحب ترخيص الرقابة بالعرض لم يعد يعنى منع مشاهدته فى ظل الثورة التكنولوجية، والأهم أن القضاء ليس ساحة مناقشة الأفلام، أو الأعمال الفنية والأدبية عمومًا، وإنما تكون المناقشة فى الصحافة والتليفزيون والراديو والندوات، والحوار دائمًا أفضل من المنع فى كل شىء وفى كل الأحوال.

لا أدرى متى يختفى من حياتنا تعبير «الإساءة إلى مصر»، فمصر وطن، والإساءة إلى الوطن لا علاقة لها بالأعمال الفنية أو الأدبية لأن هذه الأعمال خيالية ولا علاقة لها بالواقع حتى لو كانت تنتمى إلى الواقعية فى الفن والأدب. والتحرش بالنساء أو الرجال موضوع فيلم «٦٧٨» يحدث كل يوم فى كل مكان فى العالم، ولا يعنى ذلك بالطبع أنه ليس أمرًا مرذولاً، والفيلم بالفعل يحرض النساء على الاعتداء على الرجال الذين يتحرشون بهن، ويتجاهل تحرش النساء بالرجال إلا فى لقطة عابرة، وهو حل فاشى بدائى يدعو للرثاء على تفكير صناعه، ويستوجب الحوار معهم حول هذا الحل، ولكن ليس المطالبة بمنع الفيلم.

فى هذا الفيلم العديد من المزايا الفنية التى أهلته للعرض فى مسابقة مهرجان دبى للأفلام العربية، وللفوز بجائزتى أحسن ممثلة (بشرى) وأحسن ممثل (ماجد الكدوانى). إنه يعلن مولد مخرج يمكن أن يساهم فى صنع مستقبل السينما المصرية، فهو يعرف ما هى لغة السينما، ولكنه لا يعرف بالقدر ذاته ما هى الدراما! وما يدعو للتفاؤل أكثر من الفيلم، تصريح المخرج بأن مشروعه كان فيلمًا قصيرًا، ولكن المنتجة الممثلة بشرى أقنعته بتحويله إلى فيلم طويل!.

لا يصدق دراميًا أن نشاهد مجموعة من الشخصيات فى القاهرة أو فى أى مكان محور حياتهم التحرش فى سيارات النقل العام أو الأماكن المزدحمة! ولكن الفيلم تعبير عن «حالة» الارتباط بين الهوس الجنسى والهوس الدينى عند الكثير من شباب اليوم فى مصر، والاضطراب الأخلاقى والحيرة الفكرية بسبب غموض نوايا الدعاة الجدد رواد إسلام الفضائيات التليفزيونية، وهل يستهدفون وجه الله أم أن لهم أهدافًا أخرى.

صحح لى أحد القراء ما جاء فى مقال الاثنين ١٠ يناير عن عرض «ميرال» فى مهرجان أبوظبى فقط، فقد عرض فى مهرجان قرطاج أيضًا، والشكر واجب للقارئ، وكذلك نشر التصحيح.

المصري اليوم في

18/01/2011

 

اليوم فى مكتبة الإسكندرية: اكتشاف أول فيلم تم تصويره فى مصر عام ١٨٩١

بقلم   سمير فريد

يبدأ اليوم فى مكتبة الإسكندرية احتفال البرامج السينمائية بمرور ١٢٠ عامًا على أول أفلام «كينتوجراف» العالم الأمريكى الأشهر توماس أوليك إديسون (١٨٤٧-١٩٧١)، الذى عرف باسم «كينتو سكوب إديسون»، وكان أول فيلم فى التاريخ، أو «اختراع الصور المتحركة» عام (١٨٩١).

وقد احتفل العالم بمئوية أول أفلام «سينما توجراف» الأخوين الفرنسيين لوميير عام (١٩٩٥)، واعتبارها مئوية السينما، ولكنها فى الحقيقة مئوية أول فيلم صُنع وعُرض بواسطة جهاز لوميير، بينما كان أول فيلم هو الفيلم الذى صُنع وعُرض بواسطة جهاز إديسون عام (١٨٩١).

والفرق بين الجهازين أن جهاز إديسون كان يعرض الأفلام لشخص واحد يراه بعين واحدة من خلال ثقب، بينما عرض جهاز الأخوين لوميير الأفلام عبر شاشة كبيرة على جمهور، ولكن هذا لا يغير من حقيقة أن إديسون هو مخترع أفلام الصور المتحركة، ويعرض احتفال مكتبة الإسكندرية لأول مرة فى مصر والعالم العربى ١٤٠ فيلمًا من أفلام إديسون تم إنتاجها فى الفترة من (١٨٩١) إلى (١٩١٨)، وأغلبها من الأفلام القصيرة، والقصيرة جدًا الصامتة، على مدى خمسة أيام من اليوم وحتى الخميس المقبل.

ولا يقتصر البرنامج الذى تبلغ مدة عرضه ١٥ ساعة على الأفلام، وإنما يتضمن أيضًا محاورات مع كبار الخبراء فى تاريخ السينما الصامتة، مثل شارلز موسير، أستاذ الأفلام والدراسات الأمريكية فى جامعة بييل وأكبر خبراء العالم فى أفلام إديسون، وبول إسرائيل، مدير ومحرر أوراق إديسون فى جامعة روتجرسى، وباتريك لونى، رئيس قسم السينما فى مكتبة الكونجرس الأمريكى.

وهذا البرنامج ثمرة جهود استمرت سنوات للبحث عن أفلام إديسون وجمع المتوفر منها، وترميمها ديجيتال، وهو من أربع أسطوانات رقمية من إنتاج كيو إنترناشيونال ومتحف الفن الحديث فى نيويورك ومكتبة الكونجرس الأمريكى صدرت لأول مرة عام (٢٠٠٥).

ويكشف البرنامج أن أول فيلم صُور فى مصر كان من أفلام إديسون عام (١٨٩١)، وعنوانه «فقير مصرى والقرد الراقص»، وليس «ميناء الإسكندرية» من أفلام لوميير عام ١٨٩٦، وكان الباحث المصرى مفيد فهيم قد أشار إلى أن إديسون سبق لوميير فى التصوير فى مصر، وذلك فى أبحاثه غير المنشورة التى سلمها لى منذ سنوات، ثم اختفى، ولعله يظهر اليوم فى العرض.

المصري اليوم في

16/01/2011

 

حرق الأوبرا كرمز للارتداد عن الحداثة حتى وصلنا إلى ما نحن فيه

بقلم   سمير فريد

شهدت قاعة المجلس الأعلى للثقافة يوم السبت الماضى العرض الأول للفيلم التسجيلى المصرى «حرق أوبرا القاهرة» (٤٠ دقيقة) إخراج كمال عبدالعزيز، وبعد العرض أقيمت ندوة عن الفيلم أدارها الدكتور عماد أبوغازى، أمين عام المجلس، الأستاذ الجامعى فى التاريخ، مع أستاذ آخر من جيله هو الدكتور محمد عفيفى، وكاتب هذه السطور.

هذا أول فيلم يخرجه مدير التصوير السينمائى المعروف، ويعبر عن اهتمامه القديم كأحد المثقفين القلائل الذين يبحثون عن وثائق تاريخ مصر الفوتوغرافية والسينمائية، ويحفظونها فى مجموعاتهم الخاصة. ففى إطار هذا البحث، عثر على وثيقة سينمائية لعاشق مصرى للأوبرا من أصل إيطالى صور حريق أوبرا القاهرة عام ١٩٧١ على شريط مقاس ٨ مللى، الذى كان يستخدمه هواة السينما حتى ذلك الحين، وقرر كمال عبدالعزيز إنتاج وإخراج فيلمه ليفتح من جديد عام ٢٠١١ بعد ٤٠ سنة تماماً ملف ذلك الحدث الكبير.

حقق الفنان الموهوب الحريق مع صالح عبدون، آخر مدير للأوبرا، وراقصة الباليه الرائدة ماجدة صالح، والمايسترو مؤلف الموسيقى مصطفى ناجى، وعدد من مغنى الأوبرا مثل رتيبة الحفنى وفيوليت مقار، ومع كبير النجارين وكبير عمال الإضاءة، وكل من استطاع الوصول إليهم من معاصرى الحدث، وقام بصياغة شهاداتهم مع الوثائق وأهمها فيلم الهواة النادر على نحو سينمائى جعل فيلمه من أهم الأفلام التسجيلية المصرية.

عنوان الفيلم ليس «حريق أوبرا القاهرة»، وإنما «حرق أوبرا القاهرة»، وبهذا العنوان يلخص كمال عبدالعزيز النتيجة التى توصل إليها بحثه، وهى أن الأوبرا حرقت بفعل فاعل، أو بعبارة أخرى سرقت وحرقت، وكان هذا ما تردد وقت الحريق الذى عاصرته وشاهدته بعينى فى يوم لا ينسى، ولكن القضية فى النهاية حفظت ضد مجهول.

والقضية ليست فى وجود لصوص يسرقون ويحرقون، وإنما أن تصل جرأتهم إلى درجة القيام بهذه الجريمة، بسبب شعورهم بغياب القانون الذى يمثل عصب الدولة المدنية المصرية الحديثة التى أسسها محمد على مطلع القرن التاسع عشر الميلادى. لقد أقيمت مطافئ القاهرة المركزية بجوار الأوبرا عن عمد لإنقاذها من أى حريق، ولكن فيلم الهواة - الوثيقة يوضح أن الخراطيم كانت ممزقة، والمياه لم تكن كافية، وهذا يعبر عن مدى رخاوة الدولة فى ظل غياب القانون، الذى لا يعنى عدم وجود قوانين، وإنما عدم المساواة بين جميع المواطنين عند تطبيقها.

كان إنشاء الأوبرا عام ١٨٩٦ رمزاً لوصول الدولة الحديثة إلى ذروتها الأولى فى عهد الخديو إسماعيل، وكان حرقها عام ١٩٧١ رمزاً لحلقة جديدة من حلقات الارتداد عن الحداثة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه.

المصري اليوم في

15/01/2011

 

أهم أفلام العالم ٢٠١٠ حسب جوائز المهرجانات الكبرى الثلاثة

بقلم   سمير فريد

تمنح لجان التحكيم الدولية فى المسابقات الثلاث لأكبر مهرجانات السينما الدولية فى العالم (برلين فى فبراير وكان فى مايو وفينسيا فى سبتمبر)، ٢٢ جائزة، وقد فاز بها ٢٠ فيلماً، وهى:

برلين:

- الفيلم التركى «عسل» إخراج سميح كابلا نوجلو (الدب الذهبى). - الفيلم الرومانى «إذا أردت أن أصفر، سوف أصفر» إخراج فلورين سيربان (جائزة لجنة التحكيم الخاصة). - الفيلم الفرنسى«الكاتب الشبح» إخراج رومان بولانسكى (أحسن إخراج). - الفيلم الصينى «انفصال، اتصال» إخراج وانج كيوان آن (أحسن سيناريو). - الفيلم اليابانى «النطفة» إخراج كوجى واكاما تسو (أحسن ممثلة شينوبو تيراجيما). - الفيلم الروسى «كيف أمضيت هذا الصيف؟» إخراج ألكسى بوبو جريبسكى (أحسن إسهام فنى لمدير التصوير بافل كوستوماروف وأحسن ممثلة لكل من جريجورى ودبرباجين وسيرجابو سكيبالس).

كان:

- الفيلم البريطانى التايلاندى «العم بونمى» إخراج أ.ت. وايرا ستاكول (السعفة الذهبية). - الفيلم الفرنسى «عن الآلهة والبشر» إخراج زافير بينوا (الجائزة الكبرى).

- الفيلم الفرنسى «جوله» إخراج ماتيو أولريك (أحسن إخراج). - الفيلم الكورى الجنوبى «شعر» إخراج لى شانج دونج (أحسن سيناريو). - الفيلم الفرنسى «نسخة معتمدة» إخراج عباس كياروستامى (أحسن ممثلة جولييت بينوش). - الفيلم الألمانى «بياتينول» إخراج أليخاندرو جونزاليس إيناريتو (أحسن ممثل خافيير بارديم). - الفيلم الإيطالى «حياتنا» إخراج دانييلى لوكيتى (أحسن ممثل إليو جيرمانو). - الفيلم الفرنسى التشادى «رجل يصرخ» إخراج محمد صالح هارون (جائزة لجنة التحكيم).

فينسيا:

- الفيلم الأمريكى «فى مكان ما» إخراج صوفيا كوبولا (الأسد الذهبى). - الفيلم البولندى «قتل ضرورى» إخراج ييرجى سكوليموفسكى (جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أحسن ممثل فينسنت جالو). - الفيلم الإسبانى «السيرك الأخير» إخراج ألكس دى لا أجليسيا (أحسن إخراج وأحسن سيناريو). - الفيلم اليونانى «أتيندبرج» إخراج أثينا راشيل تسانجارى (أحسن ممثلة أريان لابين). - الفيلم الروسى «أرواح صامتة» إخراج ألكس فيدور شينكو (أحسن تصوير ميخائيل كريشمان). - الفيلم الأمريكى «البجعة السوداء» إخراج دارين أرنوفسكى (أحسن وجه جديد ميلا كيونيز).

المصري اليوم في

11/01/2011

 

مهرجانات ٢٠١٠ الكبرى: السينما الآسيوية تنافس الأوروبية بقوة.. والأمريكية تتراجع

بقلم   سمير فريد

من واقع مشاهدة الأفلام، التى عرضت فى المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة للسينما فى العالم (برلين وكان وفينسيا) عام ٢٠١٠، وبغض النظر عن الجوائز، وعن الإيرادات، تبدو السينما الآسيوية وقد أصبحت تنافس السينما الأوروبية بقوة على الصعيد الفنى، بينما تتراجع السينما الأمريكية بوضوح، وفيما يلى أهم الأفلام الآسيوية من وجهة نظر الكاتب:

الصين:

- «امرأة وبندقية» و«دكان النودلز» إخراج زانج ييمو (برلين).

- «انفصال واتصال» إخراج وانج كيوان آن (برلين).

- «أحزان شونجكو ينج» إخراج زيا شواى (كان).

- «الخندق» إخراج وانج بينج (فينسيا).

تركيا:

- «عسل» إخراج سمير كابلانوجلو (برلين).

اليابان:

- «النطفة» إخراج كوجى واكاما تسو (برلين).

تايلاند:

- «العم بونمى» إخراج أبيشا تبونج وايرا ستاكول (كان).

كوريا الجنوبية:

- «شعر» إخراج لى شانج دونج (كان).

ومن اللافت عدم بروز أو فوز أى فيلم أمريكى فى مهرجان برلين ومهرجان كان، بينما فازت السينما الأمريكية فى مهرجان فينسيا فقط.

ويمكن اعتبار الفيلم الفرنسى «رجل يصرخ» إخراج التشادى محمد صالح هارون، الذى صور فى تشاد عن تشاد، أهم فيلم من أفريقيا السوداء عام ٢٠١٠، وقد عرض فى مسابقة مهرجان كان، والفيلم الشيلى «بعد الموت» إخراج بابلو لارين الذى عرض فى مسابقة فينسيا أهم أفلام أمريكا اللاتينية.

وبالنسبة للسينما العربية لم يعرض أى فيلم عربى روائى طويل فى أى من المهرجانات الثلاثة، وعرضت فى كان نسخة جديدة مرممة من الفيلم المصرى القصير «الفلاح الفصيح» إخراج شادى عبدالسلام (١٩٣٠ - ١٩٨٦) ومن إنتاج عام ١٩٧٠، وعرض فى فينسيا فى مسابقة «آفاق» فليمان تسجيليان طويلان، وهما المصرى «ظلال» إخراج ماريان خورى ومصطفى الحسناوى، واللبنانى «شيوعيون كنا» إخراج ماهر أبوسمرا، وكان أهم فيلم عالمى عن العرب الأمريكى «ميرال» إخراج جوليان شنابل الذى يناصر الشعب الفلسطينى فى صراعه ضد الاحتلال الإسرائيلى، وعرض فى مسابقة مهرجان فينسيا، ولم يعرض سوى فى مهرجان أبوظبى من مهرجانات العالم العربى المتعددة.

المصري اليوم في

10/01/2011

 

«الكاتب الشبح» أحد أحسن أفلام ٢٠١٠ ينير دور العرض فى مصر

بقلم   سمير فريد

تشهد دور العرض فى مصر الآن عرض الفيلم الفرنسى «الكاتب الشبح» إخراج رومان بولانسكى، والذى كان عرضه العالمى الأول فى مهرجان برلين العام الماضى، حيث فاز بجائزة أحسن إخراج، وكان جديراً بالفوز بالدب الذهبى (راجع «المصرى اليوم» عدد ١٦ فبراير ٢٠١٠ على موقع الجريدة الإلكترونى).

لست على قناعة بفكرة اختيار أحسن عشرة أفلام كل سنة، أو أحسن مائة لأن تحديد رقم مسبق أمر غير علمى، وإنما أفضل اختيار أحسن الأفلام من دون تحديد رقم مسبق، وليكن عددها ما يكون، حسب وجهة نظر كل ناقد أو مؤرخ أو كل مجموعة من النقاد أو المؤرخين. ومن واقع مشاهداتى للأفلام فى المهرجانات الدولية الكبرى الثلاثة للسينما فى العالم عام ٢٠١٠، وهى برلين وكان وفينسيا. وبغض النظر عن الجوائز، أرى من أحسن الأفلام الأوروبية التى عرضت فى هذه المهرجانات هى التالية:

فرنسا

- الكاتب الشبح إخراج رومان بولانسكى «برلين».

- خارج القانون إخراج رشيد بوشارب «كان».

- عن الآلهة والبشر إخراج زافير بيفوا «كان».

- فينوس السودان، إخراج عبداللطيف قشيش «فينسيا».

بريطانيا:

- عام آخر، إخراج مايك لى «كان».

- طريق إيرلندا إخراج كين لوش «كان»

روسيا:

- كيف أنهيت هذا الصيف؟ إخراج إلكسى بوبو جريبسكى «برلين»

- أرواح صامتة إخراج الكسى فيدور شينكو «فينسيا».

ألمانيا

- بايتينول إخراج اليخاندرو جونزاليس إينارليتو «كان».

النمسا:

- اللص، إخراج بينجامين هيسنبرج «برلين».

رومانيا:

- إذا أردت أن أصغر، سوف أصفر، إخراج فلورين سيربان «برلين».

البرتغال:

- حالة أنجيلكا الغريبة، إخراج مانويل أى أولفيرا «كان».

سويسرا:

- فيلم الاشتراكية إخراج جان لوك جودار «كان».

بولندا:

- قتل ضرورى، إخراج ييرجى سكوليرفسكى «فينسيا».

الدنمرك:

- عائلة، إخراج بيرنيللى فيشر كريستنسين «برلين».

وبالطبع هناك أفلام أخرى لم تعرض فى أى من المهرجانات الثلاثة.

المصري اليوم في

09/01/2011

 

٢٠١٠: إنشاء متحف ومكتبة السينما وصدور موسوعة تاريخ السينما فى العالم

بقلم   سمير فريد

لاشك أن أهم أحداث العام الذى مضى على صعيد ثقافة السينما، وليس على صعيد إنتاج الأفلام، كان قرار وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى تخصيص قصر عمر طوسون فى حى شبرا بالقاهرة ليكون مقراً لمتحف ومكتبة السينما. وفى رأيى أن يسمى «متحف السينما المصرية» لأن المفهوم الحديث للمتاحف أصبح يشمل وجود مكتبة ومركز أبحاث ومركز ترميم، وليس فقط معرضاً دائماً لأعمال من الماضى، ومن الخطأ استخدام كلمة سينماتيك لأنها ببساطة كلمة فرنسية وليست عربية.

حقق فاروق حسنى بهذا القرار حلماً قديماً لكل صناع ونقاد السينما فى مصر والباحثين فى شؤونها فى مصر وكل العالم، وبدأ الخطوة الأولى فى محو عار حقيقى، وهو أن تكون السينما المصرية الوحيدة من بين كل السينمات الكبرى فى العالم التى لا يوجد لها متحف فى بلادها، ولا توجد لها مكتبة تجمع أفلامها ولا حتى شرائط فيديو أو أسطوانات رقمية.

والأصل أن تكون المكتبة من نسخ أصلية كاملة على شرائط السينما التى صورت بها.. وعدم وجود مكتبة للأفلام المصرية هو السبب الذى جعل هذه السينما الوحيدة من بين كل السينمات الكبرى فى العالم أيضاً التى صدر عنها أقل عدد من الأبحاث باللغات الأجنبية، أو بالأحرى بغير اللغة العربية، فضلاً عن ضعف الأبحاث باللغة العربية.

وأين يذهب الباحث فى السينما المصرية ليجد الأفلام والوثائق المتعلقة بها من صور وملصقات وكتالوجات وسيناريوهات ومقالات ودراسات حتى يستطيع القيام ببحثه.. وهل كان من الممكن أن يتم أى بحث عن الأدب المصرى لو لم تكن هناك دار الكتب؟!

إن لدىَّ عشرات الرسائل من عشرات الباحثين يسألون عن مدى توافر الأفلام والوثائق عن موضوعات شتى.. من باحثة إيطالية تريد وضع رسالة عن المخرجين الإيطاليين الذين عملوا فى مصر، إلى باحث سويدى يريد وضع رسالة عن روايات نجيب محفوظ فى السينما المصرية.. وبمنتهى الأسف لم أرد عليهم، لأننى أخجل من القول بأنه ليست لدينا مكتبة للأفلام المصرية.

ويعمل الآن الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس المركز القومى للسينما، بالتعاون مع المركز القومى فى باريس لتحويل متحف السينما المصرية فى قصر عمر طوسون إلى حقيقة، وهو ما يتطلب تضافر كل الجهود للتعاون معه فى ذلك.

وكان الحدث الثانى صدور موسوعة أُكسفورد عن تاريخ السينما فى العالم عن المركز القومى للترجمة، من ترجمة مجاهد عبدالمنعم مجاهد وأحمد يوسف، تحت إشراف هاشم النحاس وبعد مراجعته، وبفضل الدكتور جابر عصفور، مدير المركز.

المصري اليوم في

06/01/2011

 

سينما ٢٠١٠ فى مصر: عام السينما المستقلة و«هليوبوليس» أحسن فيلم

بقلم   سمير فريد

شهدت مصر عرض ٢٩ فيلماً مصرياً روائياً طويلاً جديداً عام ٢٠١٠، وهذا يعنى أن متوسط الإنتاج ظل كما كان فى العقد الماضى من ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٩، وهو ٣٣ فيلماً فى السنة، فليس كل ما ينتج كل سنة يعرض فى نفس السنة، وهو متوسط جيد فى ظل منافسة التليفزيون، والأزمات التى تمر بها الفضائيات العربية الكبرى، التى أصبحت من مصادر التمويل الرئيسية.

وهذا العدد من الأفلام يعنى أن السينما المصرية لاتزال فى صدارة السينما العربية، كما كان دائماً. ولاشك أن أهم ظواهر العام الماضى على مستوى السينما العربية وصول إنتاج المغرب من الأفلام الطويلة إلى ما يقرب من ٢٠ فيلماً، وهو ما يجعلها التالية مباشرة للسينما المصرية، وإن ظل عدد ما ينتج فى العالم العربى قليلاً بالنسبة لعدد السكان.

ومن بين الأفلام الـ٢٩ المصرية الجديدة التى عرضت فى مصر ٧، كانت الأفلام الطويلة الأولى لمخرجيها، وهى حسب تواريخ العرض «ولد وبنت» إخراج كريم العدل، و«هليوبوليس» إخراج أحمد عبدالله السيد، و«تلك الأيام» إخراج أحمد غانم، و«الكبار» إخراج محمد العدل (وهو غير المنتج الكبير محمد العدل)، و«سمير وشهير وبهير» إخراج معتز التونى، و«بصرة» إخراج أحمد رشوان، و«٦٧٨» إخراج محمد دياب، وأغلبها من الأفلام المتميزة، بل ومنها أحسن الأفلام الـ٢٩ فى تقديرى، وهو «هليوبوليس».

ويعتبر عام ٢٠١٠ عام السينما المستقلة فى مصر بامتياز، حيث بدأت حصاد ما زرع من ٢٠ سنة، من خلال «هليوبوليس»، ومن خلال تحقيق أهم أحداث العام السينمائية، وهى فوز «ميكروفون» الفيلم الثانى لمخرجه أحمد عبدالله السيد بالجائزة الذهبية فى مهرجان قرطاج بتونس، وكان أول فيلم مصرى يفوز بها طوال تاريخ المهرجان الأعرق فى العالم العربى، والذى يزيد على ٤٠ سنة، وفوز «حاوى» الفيلم الثالث لمخرجه إبراهيم البطوط بجائزة أحسن فيلم فى مهرجان الدوحة - ترايبكا، وكلا الفيلمين من المتوقع عرضهما فى العام الجديد.

وفى عام ٢٠١٠ فازت السينما المصرية أيضاً بالجائزة الذهبية فى مهرجان القاهرة عن فيلم «الشوق» إخراج خالد الحجر، وبجائزة أحسن ممثلة فى نفس المهرجان (سوسن بدر) عن دورها فى نفس الفيلم، وفاز آسر ياسين بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان قرطاج عن دوره فى «رسائل البحر» إخراج داوود عبدالسيد، وفى مهرجان دبى فاز «٦٧٨» بجائزة أحسن ممثلة (بشرى) وأحسن ممثل (ماجد الكدوانى) وفاز «ميكروفون» بجائزة أحسن مونتاج (هشام صقر)، وفى مهرجان أبوظبى فاز الفيلم التسجيلى الطويل «جلد حى» إخراج فوزى صالح بجائزة خاصة.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

05/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)