حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«بويتري».. سينما إنسانية ومشاعر ممزقة

بقلم: د.شريف حتاتة

"ميجا" امرأة تعيش في مدينة ريفية يقيم معها في شقتها الصغيرة شاب مراهق يدعي "ووك". انتقلت أمه بعد الطلاق إلي مدينة أكبر اسمها "بوسان". تركته لترعاه أمها "ميجا" المرأة ذات الست والستين سنة من العمر التي تزحف عليها الأعراض الأولي لمرض "الزهايمر" فتنسي أسماء الأشياء التي تحتاج إلي التعامل معها في حياتها. مع ذلك تقوم برعاية رجل مُسن أصيب بالشلل مقابل أجر تسد بها احتياجاتها، رجل ثري يملك صيدلية كبيرة تعمل فيها بناته، لكنه عاجز عن مغادرة المكان الذي يسكن فيه، فتذهب إليه لتُحممه وتُساعده في تغيير ملابسه وفي تناول طعامه وقضاء حاجته.

"ميجا" قضت حياتها مثل أغلب النساء في العناية بالآخرين، والآن بعد أن كبرت وأصبحت جدة تتحمل صلافة الرجل العجوز القبيح الذي ترعاه، مثلما تتحمل تصرفات حفيدها البليد والفظ الذي يقضي الساعات بعد عودته من المدرسة في متابعة ألعاب الكمبيوتر، أو في الحديث عن طريق المحمول مع أصدقائه، أو مصاحبتهم إلي صالات الألعاب الإلكترونية لكنه يغلق علي نفسه باب غرفته ولا يتحدث مع جدته، ولا يغسل الأوعية التي يأكل فيها، ولا يقوم بإزالة الأوساخ أو ترتيب الفوضي الذي يتركها وراءه.

دهشة الشعر

تائهة في الحياة، حزينة تتذكر "ميجا" أمها كانت تقول لها :ابتسمي لكي يقبل عليك الشبان." ترتدي أثواباً وقبعات رُسمت في قماشها زهور ألوانها زاهية، وتبحث عن وسيلة لتجميل حياتها، لتحقيق ذاتها. في أحد الأيام تصادف لافتة موضوعة علي أحد الجدران تُعلن عن جمعية يتم فيها تعليم الناس كتابة الشعر. تتذكر أن إحدي مدرساتها قالت لها إنها تحمل في أعماقها عرقاً شاعرياً فتنضم إلي الجمعية، وتحضر اجتماعات تعليم الشعر مع مجموعة من النساء والرجال. تتتبع المدرس وهو يقلب تفاحة بين يديه ويقول: "إنكم تصادفون هذه التفاحة في حياتكم لكن يجب أن تتأملوها من مختلف زواياها لتكتشفوا ما فيها من جمال. عندئذ ستصيبكم الدهشة. الشعر هو الاندهاش إزاء ما نراه في حياتنا، اندهاش يحرك مشاعرنا، ويدفعنا إلي التعبير عنها، عن صور في خيالنا".

في المفكرة التي تحملها تشرع في كتابة ملاحظاتها وتتساءل هل ستستطيع ان تكتب الشعر فعلاً، فكل محاولاتها تنتهي بالفشل، تُعاني إحساساً بالعجز لأسباب تظل خافية عليها. يبدو العالم من حولها خالياً من الجمال، ومن العواطف الإنسانية فالمحيطون بها لا يبالون بامرأة عجوز ووحيدة مثلها.

في أحد الأيام تسمع عن وقوع حادثة مفزعة في المدرسة التي يتردد عليها حفيدها. خمسة من الشباب قاموا باغتصاب زميلة لهم عدة مرات مما دفع الفتاة إلي الانتحار بإلقاء نفسها من علي كوبري إلي النهر. تحزن لمصير الفتاة، شقيقتها في المعاناة ورغم أنها لا تعرفها لكنها مثلها ضحية لغدر المجتمع، فتستبشع ما قام به هؤلاء الشبان دون أن تُدرك أن الجريمة التي وقعت ليست مفصولة عن جانب من حياتها. تمر الأيام ليتضح أن حفيدها التي تحملت أوزاره حفاظاً علي الأسرة، وحباً في الوريث التي وضعت فيه آمالها هو أحد الشبان المشاركين في اغتصاب الفتاة، ودفعها إلي الانتحار. يتصل بها أحد آبائهم مُوفداً من الآخرين خوفاً من أن تُخطئ التصرف فيكتشف أن أبناءهم هم الذين ارتكبوا الجريمة. يدعوها إلي حضور اجتماع سيناقشون فيه وسائل الحيلولة دون تسرب المعلومات عما جري إلي الصحافة، أو البوليس بعد أن اتفق أحدهم مع ناظر المدرسة علي الكتمان حفاظاً علي سمعتها.

شراء الصمت

في هذا الاجتماع الذي يعقد في مكتب أحدهم يدور النقاش وهم يحتسون البيرة ويتفقون علي جمع مبلغ من المال يشترون به صمت الأم التي فقدت ابنتها الوحيدة، فيطلبون من "ميجا" دفع نصيبها. تنصرف قبل أن يفضوا الاجتماع بحركة فيها إعراض عن اللامبالاة القاسية التي يظهرونها وتسير في الشارع لا تلوي علي شيء، ممزقة بين بشاعة ما يراد منها إخفاؤه وحرصها علي حماية حفيدها. تزور أم الفتاة المرأة السمراء الجميلة فتلتقي بها في الحقل الصغير الذي تملكه. تحضر القداس الذي أُقيم في الكنيسة بمناسبة وفاة الضحية، وتستولي خلسة علي صورة لها كانت علي رف في مدخل الكنيسة. تقصد معمل المدرسة الذي حدث فيه الاغتصاب. تفعل كل هذا مدفوعة برغبة غامضة في تتبع ما يتعلق بمصير الفتاة المسكينة. تضع الصورة علي مائدة الإفطار ليراها حفيدها فيلقي عليها نظرة عابرة وهو جالس يتناول طعامه ثم ينصرف دون أدني تعبير في الجمود البليد لوجهه. في اليوم التالي تتجه إلي الكوبري الذي قفزت من فوقه الفتاة وتتأمل مياه النهر من أعلي الحاجز. ينهمر عليها مطر غزير، يبلل ملابسها تماماً وفجأة كأنها حسمت أمرها تتجه إلي مسكن الرجل العجوز المشلول الذي ترعاه بعد أن انقطعت عن الذهاب إليه لأنه حاول ان يضاجعها. تصعد السلالم وتقتحم غرفته. تبحث في الأدراج عن أقراص الفياجرا التي يحتفظ بها. تناوله كوباً من الماء وقرصاً ليبتلعه، وأثناء قيامها بتحميمه تُساعده علي ممارسة الجنس معها في مشهد يجمع بين قُبح ما يحدث معها، والتعاطف مع الرجل الهرم المشلول الذي يريد أن يحيا لحظة من المتعة قبل أن يموت، ثم تستغل رغبة الرجل العجوز للتستر علي ما حدث لترغمه علي كتابة شيك بمبلغ المال الذي ستساهم به لشراء صمت أم الفتاة. تُسلم المبلغ لرجل الأعمال الذي كان يتصل بها ثم تتصل برجل من رجال البوليس تعرفت عليه في جلسات إلقاء الشعر فيحضر ويتسلم حفيدها. تترك قصيدة تُعبر فيها عن التصالح الذي وصلت إليه مع نفسها، عن التجربة الفاصلة التي مرت بها في حياتها يقرأها المدرس علي المشاركين في الجمعية وهي غائبة لأنها في هذا الوقت كانت قد استقلت أتوبيساً مرتدية أزهي ثيابها لتتوجه إلي الكوبري الذي انتحرت من أعلاه الفتاة. تقف عند الحاجز وتتأمل النهر المتدفق تحته وفي آخر مشهد نري صورة الفتاة وهي تبتسم لينتهي الفيلم بخاتمة مفتوحة لتفسيرات مختلفة وربما متضاربة.

مجتمع قاتل للمشاعر

مخرج هذا الفيلم وكاتب السيناريو من كوريا الجنوبية اسمه "لي شانج دونج". استند في هذا الفيلم إلي حدث وقع بالفعل في إحدي مُدن الريف. اختار أن يكون المشهد الأول فيه جثة فتاة طافحة علي المياه المتدفقة للنهر يسارع بانتزاعها منه شبان كانوا يتنزهون علي الشاطيء. غامر "لي تشانج دونج" في اختياره إخراج هذا الفيلم فهو ليس من النوع الذي يجذب لرؤيته عدداً كبيراً من رواد السينما. غامر في اختياره موضوعه، وفي الشخصية الرئيسية التي جعلها محور الفيلم، امرأة عجوز عمرها ستة وستون عاماً، في الأسلوب الهاديء الذي تعرض به لأدق المشاعر، للتمزق الذي استولي عليها إزاء ما قام به حفيد له مكانة خاصة في مشاعرها. تعرض في الفيلم لظاهرة خطيرة أصبحت شائعة علي نطاق العالم في كل قطر وفي كل مكان، ظاهرة إجرامية ضحاياها أساساً نساء في سن الشباب تترك علي حياتهن أثاراً لا تُمحي، وفي سياق الفيلم صور ما حدث لأعداد كبيرة من شباب هذا العصر في مجتمع ذكوري تربعت عليه فئة رجال الأعمال، مجتمع تكنولوجي ساد فيه البحث عن الماديات، وساد فيه الاستمتاع السريع، والعنف، والاغتصاب علي حساب القيم الإنسانية والحس الأخلاقي. هذا دون أن يلجأ إلي الخطب أو الوعظ، او الفرقعات المثيرة وإنما اعتماداً علي التفاصيل الصغيرة، علي ردود فعل الشخصيات في الفيلم، والتحليل الدقيق المرهف لذواتهم.

حصل هذا الفيلم علي جائزة السيناريو في مهرجان "كان" السينمائي الدولي 2010 - وعُرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الرابع والثلاثون خارج المسابقة الرسمية - لأن موهبة "لي شانج دونج" تبرز علي الأخص فيما يكتبه رغم قدراته الواضحة كمخرج، ففي هذا الفيلم اخترق وجدان المشاهد لكن ربما دون أن يصل إلي أعمق أعماقه، دون أن يحرك مشاعره بالقدر الذي حرك به عقله، ذلك أن الفيلم بإيقاعه الهاديء المتأمل كان تحليلياً أكثر منه مبنياً علي تحريك المشاعر. إنه إيقاع فرضه اختياره للشخصية الرئيسية، لجدة سنها ستة وستين عاماً، ولا بأس من ذلك فإننا في حاجة إلي سينما تُثير تفكيرنا، وتساؤلاتنا، وتُعطينا الفرصة لتأمل الحياة التي نعيشها في هذا العصر. فتُبعدنا أحياناً عن الانغماس في المشاعر الساخنة والصاخبة علي حساب الفكر. تجعل المشاهد يحافظ علي قدر من المسافة بينه وبين العمل الفني وهي مسافة مطلوبة لكي يعمل العقل.

انقلاب المعايير

قادنا المخرج بلمساته الحساسة إلي المشاركة في المأساة التي توالت فصولها في مسألة لصيقة بحياتنا، لكن نادراً ما يتناولها صناع الفن السينمائي. قادنا إلي التفكير في أسلوب حياتنا، في المقاييس التي تحكمها. إلي الإدراك بأن شخصية الإنسان تصنعها الأوضاع التي تُحيط به في المجتمع قبل أي شيء آخر، قبل الوراثة أو الاختيار الحر للشخص، بأن المال والماديات أصبحت تُشكل تصرفاتنا ومقايسنا في عالم انقلب فيه كل شيء إلي سلعة تباع وتشتري حتي ضمير الإنسان، حتي مشاعره ونظرته للصواب وللخطأ.

كان المراهق "ووك" وزملاؤه، كان رجال الأعمال آباء الشبان الأربعة، كان ناظر المدرسة ورجل البوليس الذي قبض علي الولد "ووك" في نهاية الفيلم، كانت أم الفتاة التي قبلت الصمت مقابل ترضية مالية، كان الرجل العجوز المشلول الذي استأجر جسد الجدة بماله مقابل لحظة حس عابرة، بل كانت حتي الجدة في النهاية ضحية للمال الذي سعت للحصول علي مبلغ منه لتُنقذ حفيدها المجرد من كل خلق أو حس.

اختار "لي تشانج دون" الممثلة القديرة والمخضرمة "يون جونج هي" لتقوم بدور الجدة "ميجا". جذبها من اعتكافها الطويل دام ستة عشر عاماً لتقوم بدور امرأة عجوز كجزء من المغامرة التي قرر أن يخوضها بإخراجه لهذا الفيلم متحدياً عالم سينمائي صار مبنياً علي نجوم صغار السن، صاحبات أجسام رشيقة، وملامح مرسومة خالية من التجاعيد ليقدم لنا نموذجاً من البشر تم ركنه علي رفوف النسيان، رغم أنهن بشر مازال لهن دور مهم في حياة كل من يتذكر طفولته، ويدرك أهمية الأثر الذي تُمارسه الجدة في وجودنا. اختار هذه الشخصية لأنه أراد أن ينبهنا إلي خطأ هذا النسيان، إلي خطأ التغاضي عن حكمة وإدراك الجدات ودورهن في مواصلة الحياة، في إضفاء مشاعر وتجارب يجب أن تظل جزءاً من بنيان نحن في حاجة إليه. لكن في النهاية كانت المغامرة التي خاضها ناجحة لأن "يون جونج هي" استطاعت أن تحمل هذا الفيلم من أول حتي آخر لحظة علي جسمها الضئيل وملامحها المعبرة، وتمكنت أثناء الساعتين والتسعة وثلاثين دقيقة أن تُجسد أدق الأحاسيس. نجحت أيضاً لأن المخرج وهو كاتب السيناريو أحاطها بنماذج من البشر مختلفة تماماً ساعدت علي المقارنة فجعلنا نري مميزاتها الإنسانية وقيمتها بوضوح كامرأة أعطت لأسرتها طوال حياتها ثم أقدمت علي فعل أقسي ما تستبشعه مع الرجل العجوز المشلول لإنقاذ حفيدها ولنواجه بمشهد ربما هو الفريد من نوعه في تاريخ السينما.

فيلم "بويتري" يحدثنا عن ضياع الشعر في حياتنا، عن ضياع الاندهاش والإحساس بجدة وجمال ما يمكن أن نراه أثناءها رغم كل القبح الذي يحاصرنا في سوق معولم يولد مختلف صور الاغتصاب علي حساب ما يعطي معني أعمق للحياة. فيلم حدثتنا الكاميرا فيه عن رؤية الطبيعة، رؤية المياه، والخضرة والأشجار، فقد التقط المصور مناظر لها تخطف الأنفاس أضافها إلي تتبعه الدقيق لملامح المرأة "ميجا" المعبرة عن الحيرة والتأمل والتساؤل، واليأس والحزن والاندهاش مما يحدث حولها.

جريدة القاهرة في

25/01/2011

 

عودة رغدة ومحمود ياسين وصفية العمري وعفاف شعيب لشاشة السينما

بقلم: مجدي الشحري 

 إذا نظرنا للأفلام السينمائية التي سيتم إنتاجها وعرضها علي شاشة السينما المصرية خلال 2011، نلاحظ أن هناك حالة من الترقب والقلق تسيطر علي القائمين علي صناعة السينما في مصر، وبسبب العواصف التي أثرت بشكل مباشر في صناعة السينما خلال  عام 2010.

 هذا بالإضافة إلي قصر مدة الموسم السينمائي الصيفي الذي يبدأ من أول يونيه حتي أول أغسطس مع حلول رمضان المبارك، وإن كانت المؤشرات الأولية تشير إلي اتجاه كبري شركات الإنتاج السينمائي للأفلام قليلة التكاليف بسبب مغالاة كبار النجوم التي تستنزف أجورهم 3/1 ميزانية أي  فيلم تقريبا، ومن أهم ظواهر الموسم السينمائي الصيفي هي عودة كبار نجوم السينما لشاشة السينما الفضية رغدة ومحمود ياسين وعفاف شعيب وصفية العمري بعد غياب طويل عن شاشة السينما المصرية لعدة سنوات طويلة، وخروج الزعيم عادل إمام ومحمد هنيدي من سباق الموسم الصيفي لأول مرة ونرصد من خلال هذا التقرير ملامح خريطة أقصر موسم سينمائي صيفي تشهده القاهرة منذ سنوات الذي لن يتجاوز ثمانية أسابيع تقريبا.

 أفلام تحت التشطيب

 ويتصدر أفلام الموسم الصيفي المنتظر فيلم «كف القمر» تأليف ناصر عبدالرحمن وإخراج خالد يوسف وبطولة غادة عبدالرازق وخالد صالح ووفاء عامر وجومانا مراد وحسن الرداد وصبري فواز وهيثم أحمد زكي ومازال المخرج خالد يوسف يستكمل المراحل النهائية للمونتاج ومكساج الصوت ويناقش الفيلم شخصية «قمر» التي يتوفي زوجها ويسافر ابناؤها للخارج فتسعي إلي جمع شملهم مرة أخري، ومن الجدير بالذكر أن فيلم «كف القمر» ثاني تعاون فني يجمع بين الفنان خالد صالح والسيناريست ناصر عبدالرحمن عقب فيلم «هي فوضي» للراحل يوسف شاهين.

 في حين يواصل المخرج سامح عبدالعزيز استكمال التصوير الخارجي ومراحل المونتاج لفيلمه الجديد «صرخة نملة» بطولة رانيا يوسف وعمر عبدالجليل وأحمد وفيق وحمدي أحمد ويوسف عيد ومحمد أبوالحسن وهشام المليجي ويعتبر الفيلم الجزء الثاني لفيلم «عايز حقي» الذي لعب بطولته هاني  رمزي منذ عدة سنوات، ويناقش فيلم «صرخة نملة» ماسأة فئة كبيرة من الشعب ويشار إليهم بالنملة رغم حصار الأزمات التي تلاحقهم من كل جانب، وذلك من خلال شخصية «وفاء» التي تلعب دورها رانيا يوسف ويضطر زوجها للسفر إلي العراق سعيا وراء الرزق وتأمين مستقبله ولكن تتصاعد الأحداث باختفاء الزوج وتعلم زوجته بخبر وفاته، وهنا تضطر الزوجة للعمل في ملهي ليلي ولكنها تتعرض لعدة مضايقات إلي أن تلتقي بزوجها بعد غيبه عشر سنوات وتتصاعد باقي أحداث الفيلم في قالب درامي شيق.

 بينما يسعي المخرج الشاب أحمد سمير فرج إلي استكمال مراحل المكساج والمونتاج للحاق بالموسم الصيفي الساخن بفيلمه الجديد «إذاعة حب» بطولة منة شلبي وشريف سلامة ويسرا اللوزي وإدوارد ومني هلا والفيلم يتعرض لمهنة الصحافة من خلال عمل صديقتين لكل منهما أسلوبها الخاص في الحياة، ولها طريقتها في التعامل مع زملائها.

 أفلام في مرحلة الإعداد

 ومن بين الأفلام التي يجري التحضير وعقد جلسات العمل لتصويرها بعد تعاقد الكيانات السينمائية الكبري وهما الشركة العربية والاخوة المتحدين علي عقود إنتاجهما منذ أيام قليلة بدآ تصوير فيلم «حفلة منتصف الليل» إخراج محمود كامل وبطولة عبير صبري ورانيا يوسف ورامي وحيد وحنان مطاوع والتونسية درة والمطرب إداورد ورصدت ميزانية لإنتاج الفيلم (15) مليون جنيه، في حين تعتبر من أبرز مفاجآت الموسم السينمائي عودة النجم «محمد سعد» بفيلمه الجديد «الحرامي والعبيط» تأليف وإخراج أحمد عبدالله وذلك بعد تأجيل مشروع فيلم «خماشر» بسبب عدم انتهاء المؤلف نادر صلاح الدين من استكمال سيناريو الفيلم.

 ومن ناحية أخري تعاقد الفنان أحمد عز مع الشركة العربية علي بطولة فيلمه الجديد «بالآلم» للمخرج وائل احسان للحاق بالموسم السينمائي في الصيف المقبل.

 ومن أهم ظواهر الموسم السينمائي الصيفي هي عودة كبار النجوم لشاشة السينما الفضية بعد غياب طويل، تعود الفنانة رغدة بفيلم «المركب» إخراج عثمان أبولبن وبطولة يسرا اللوزي وفرح يوسف وأحمد حاتم ورامز أمير ويذكر أن آخر فيلم قدمته رغدة للسينما كان «اختفاء جعفر المصري» عام 2002 للمخرج عادل الأعصر مع حسين فهمي، كما صور الفنان محمود ياسين فيلمه الجديد «جدو حبيبي» أمام لبلبة وأحمد حاتم، في حين يواصل المخرج محمد شوري استكمال تصوير المشاهد الخارجية لفيلمه «نزلة السمان» بطولة محمود الجندي وأمل رزق والفنانة الكبيرة عفاف شعيب التي تعود بعد غياب طويل عن شاشة السينما منذ اعتزالها الفن، ويشارك في الفيلم ميسرة وإيهاب فهمي وسليمان عيد والفيلم يناقش شخصية «ملبن» الفتاة البسيطة التي تسعي وراء الرزق في منطقة نزلة السمان وتتدهور ظروفها المعيشية مما يدفعها للعمل في ملهي ليلي ولكن صاحب الملهي يرغب في استقطابها للسياح العرب ولكنها ترفض بشدة.

أفلام في  العلب

 رغم كم الأفلام المرشحة للعرض خلال ماراثون الموسم السينمائي الصيفي، إلا أن هناك أفلاما جاهزة للعرض ولم تتح لها فرصة العرض السينمائي أو مازالت في المراحل النهائية لمونتاج ومكساج الصوت وطبع النسخ الاستاندر، ويأتي في مقدمة هذه الأفلام فيلم «المسافر» بطولة النجم عمر الشريف وسيرين عبدالنور وعمرو واكد وخالد أبوالنجا وبسمة والفيلم عرض مؤخرا في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي وافتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي في سبتمبر الماضي وينتظر عرضه جماهيريا.

 في حين ينتظر الفنان خالد أبوالنجا فرصة عرض أحدث أفلامه «ميكروفون» تأليف وإخراج أحمد عبدالله وبطولة منة شلبي ويسرا اللوزي وهاني عادل والفيلم نال جائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج السينمائي بتونس وجائزة مهرجان دبي السينمائي، وأخيرا جائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام العربية بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة.

 والفيلم يناقش قضية خالد الذي عاش طوال حياته مهاجرا في أمريكا ويقرر العودة إلي الإسكندرية ويقرر البحث عن حبيبته وإعادة علاقته بوالدته التي كانت متوترة لسنوات طويلة، وتتوالي الأحداث ويفاجأ بأنه جاء متأخرا فحبيبته أوشكت علي السفر ووالدته أغلقت الباب في وجهه مرة أخري والفيلم تم تصويره بكاميرا H.D ذات التقنية السينمائية العالية.

 ومن الظواهر الأخري اتجاه القائمين علي صناعة السينما إلي انتاج أفلام قليلة التكاليف بالاعتماد علي نجوم شباب خاصة أن عدداً لا بأس به حققت أفلامه إيرادات معقولة في العام الماضي، ويتصدر هذه الأفلام فيلم «بيبو وبشير» بطولة منة شلبي وآسر ياسين وعزت أبوعوف والفنانة القديرة صفية العمري التي تعود بعد طول غياب لبلاتوهات السينما المصرية، الفيلم أولي تجارب المخرجة مريم أبوعوف ابنة الفنان عزت أبوعوف والفيلم يناقش في إطار كوميدي قصة الشاب بشير الذي نصفه أفريقي ونصفه مصري من خلال علاقته بالفتاة «بيبو» التي  تلعب دورها منة شلبي وتحدث بينهما عدة مفارقات عديدة في قالب كوميدي شيق.

 ومن بين الأفلام التي أوشكت علي الانتهاء من عرضها فيلم «الهاربتان» تأليف وإخراج أحمد النحاس وبطولة سمير صبري ونجوي فؤاد ومحمد عبدالحافظ وراندا البحيري ونرمين ماهر والفيلم كان قد بدأ تصويره منذ عامين وتعطل أكثر من مرة لوجود مشاكل إنتاجية والفيلم أصبح الآن جاهزا للعرض ويدور حول فتاتين من الإسكندرية تهربان إلي القاهرة بحثا عن الشهرة والمال وتتوالي الأحداث بتورط إحدي الفتاتين في جريمة غامضة.

جريدة القاهرة في

25/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)