حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حتى لا يصبح الاتهام بالتطبيع طلقات «فشنك»

الرقابة المصرية توافق على عرض «لعبة عادلة» رغم الاعتراضات

القاهرة: طارق الشناوي

بعد تردد استمر نحو أسبوع وافقت الرقابة المصرية على عرض الفيلم العالمي «لعبة عادلة».. كان اتحاد النقابات الفنية المصرية وغرفة صناعة السينما قد أصدرا قرارين أرسلاهما إلى مدير الرقابة على المصنفات الفنية المصرية سيد خطاب، يطالبان فيهما بعدم عرض الفيلم، حيث تشارك في دور صغير الممثلة الإسرائيلية ليزار شاهي. وفي هذا القرار الذي كان له مذاق الإنذار، أكدا أن عرض الفيلم يعتبر اختراقا لقرار منع التطبيع الثقافي مع إسرائيل.. الغريب أن كلا من الغرفة واتحاد النقابات الفنية قد تراجعا عن هذا القرار بعد إعلان الرقابة الموافقة على عرض الفيلم، مما يؤكد على هشاشة أسباب المنع التي استندا إليها!! «لعبة عادلة» عرض في مهرجان «كان» الأخير، وأثناء مراسم الافتتاح على السجادة الحمراء في قصر المهرجان هناك، تناقلت الصحافة والمحطات الفضائية صور «خالد النبوي»، الذي شارك في الفيلم في دور ثانوي، حيث جمعته أكثر من لقطة مع الممثلة الإسرائيلية التي أدت دور شقيقته في الأحداث.. قال (خالد) أثناء التحقيق الودي الذي أجراه نقيب الممثلين أشرف زكي قبل ثلاثة أشهر إنه لم يكن يعرف أن الممثلة إسرائيلية، وأنه عندما يتعاقد على عمل فني لا يسأل عن جنسيات الممثلين بجواره، وانتهى التحقيق، وأغلقت نقابة الممثلين نهائيا هذا الملف.. ثم عرض الفيلم في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مهرجان أبوظبي وتجددت النيران والاتهام بالتطبيع مع إسرائيل، واعتبر أيضا اتحاد النقابات الفنية في مصر أن عرض الفيلم يستوجب قرارا بالشجب، وبالفعل أصدر الاتحاد قرارا يحذر فيه الفنانين المصريين من السفر إلى أبوظبي، وإلا اعتبروا أن هذا يعد تطبيعا، وبالتالي يتعرضون للشطب ويحرمون من ممارسة المهنة ولم يكن فقط سر غضب الاتحاد هو عرض هذا الفيلم، ولكن أيضا لأن المهرجان منح منتجة بريطانية تحمل جنسية أخرى إسرائيلية جائزة الجمهور عن فيلمها البريطاني «الغرب غربا»، وتم تحذير أي فنان مصري من السفر مجددا إلى أبوظبي في أي تظاهرة سينمائية يقيمها المهرجان!! الحقيقة أن سلاح التطبيع مع إسرائيل صار كثيرا ما يستخدم عشوائيا بلا منطق فني ولا سياسي.

ما هو التطبيع مع إسرائيل؟ هل عندما تدخل مثلا منتجة بريطانية إلى أراضي دولة الإمارات العربية.. هل يعد هذا تطبيعا؟ ثم عندما تحصل على جائزة وتعلن أن لديها جنسية أخرى إسرائيلية، هل يعد هذا تطبيعا؟ ما هي مسؤولية المهرجان - أي مهرجان - عن تصريحات ضيوفه؟ وهل المهرجانات المصرية تتأكد أن ضيوفها لا يحملون أي جوازات سفر أخرى قد تكون إسرائيلية؟ إن العبرة هي أن المهرجان وجه الدعوة للفنان، بناء على جنسية أوروبية أو أميركية، وليست إسرائيلية.. ويبقى السؤال عن التطبيع مع إسرائيل.. صارت هذه الكلمة مطاطة وتحتاج إلى أن يجتمع اتحاد النقابات الفنية مرة أخرى بعد 30 عاما من صدور قرار منع التطبيع لوضع الأسس التي يتحدد على أساسها معنى التطبيع مع إسرائيل حتى لا يجد الفنان أنه معرض لهذا الاتهام مثلا عندما يغني الفنان العربي في حفل يقام بـ«رام الله» أو يشارك في تظاهرة ثقافية، هل يعد هذا تطبيعا مع إسرائيل؟ بعض الفنانين مثل «هند صبري» واجهت هذا الاتهام عندما شاركت قبل عام في إحدى هذه الفعاليات الثقافية.. المطرب مدحت صالح قبل بضع سنوات واجه اتهاما مماثلا كان يؤكد أنه قد ذهب للغناء في «رام الله» من أجل الفلسطينيين، وأنه لا يجوز أن يعزل الفلسطينيين مرتين من سلطات القمع الإسرائيلية ومن العرب، يكفيهم عزلا واحدا وعلى الرغم من ذلك، تم التحقيق معه وأعلنوا براءته، بعد أن أكد في نقابة الموسيقيين المصرية أنه لم يقصد بغنائه في رام الله التطبيع مع إسرائيل.. لقد صدر قرار ملزم من اتحاد النقابات الفنية برئاسة الكاتب الراحل سعد الدين وهبة يمنع التطبيع الثقافي مع إسرائيل قبل نحو 30 عاما، وذلك في أعقاب اتفاقية السلام التي عقدها الرئيس السادات مع إسرائيل، وشهد المعرض الدولي للكتاب في القاهرة أول ثورة غضب، عندما قرر السادات إقامة جناح إسرائيلي في المعرض، واندلعت مظاهرات وحرائق داخل المعرض، احتجاجا على الوجود الإسرائيلي، ولم تستطع إسرائيل بعدها أن تقيم معرضا آخر في مصر.. إلا أنها لم تتوقف أبدا عن محاولاتها اختراق الصف من أجل أن تنفذ أفلامها إلى المهرجانات السينمائية العربية، تحديدا «القاهرة»، على اعتبار أن بينها وبين مصر اتفاقية سلام، ومع تعاقب القيادات على مهرجان القاهرة ظل الرفض هو سيد الموقف، منذ الراحل كمال الملاخ، ثم سعد الدين وهبة، الذي اعتبرته إسرائيل عدوها اللدود، بعد ذلك جاء حسين فهمي وشريف الشوباشي، وأخيرا عزت أبو عوف، ولا يزال القرار هو المنع.. لقد حاولت إسرائيل عام 2007 أن تنفذ إلى مهرجان القاهرة ثم أبوظبي، وجاء الرفض قاطعا.. الفيلم الذي وجدت فيه إسرائيل أنه سلاحها للنفاذ إلى مهرجانات العالم العربي هو «زيارة الفرقة» الذي يقدم الشخصية العربية برؤية إيجابية، وعلى الرغم من ذلك فقد رفض المهرجانان (القاهرة وأبوظبي) في نفس التوقيت عرض الفيلم، لأن الموقف هو «لا لإسرائيل»!! إسرائيل تسعى لأن تجد فرصة لكي تنفذ إلينا ثقافيا عن طريق عرض الأفلام التي نرى فيها انحيازا للشخصية العربية، إلا أن المبدأ هو لا لأي فيلم يحمل الجنسية الإسرائيلية أو يتعاطف مع إسرائيل، وهكذا مثلا كان موقف المثقفين المصريين عندما اعترضوا على عرض فيلم فرنسي لمخرجة إسرائيلية في مهرجان «الصورة» في شهر أبريل (نيسان) 2010، الذي يقيمه المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، وعلى الرغم من أنه طبقا للقانون من حق السفارة أن تستضيف ما يراه من الفنانين والأفلام، وهو غير ملزم بتطبيق قرار اتحاد النقابات الفنية، الذي يرفض التطبيع، إلا أن الموقف الذي اتخذه الفنانون والمثقفون هو مقاطعة المهرجان، وهذا هو ما حدث، حيث تم إلغاء المسابقة الرسمية لمهرجان الصورة، الذي اضطر إلى ذلك بسبب انسحاب صناع الأفلام المصرية.. بل إن قصر السينما التابع لوزارة الثقافة المصرية أقام مهرجانا موازيا، شاركت فيه كل الأفلام التي انسحبت من مهرجان الصورة.. إنها بالتأكيد مواقف تؤكد إلى أي مدى هناك رفض لأي وجود إسرائيلي في المهرجانات العربية، إلا أن المطلوب الآن هو أن نحدد المواقف التي تعتبر تطبيعا مع إسرائيل والأخرى التي لا تحمل هذه الشبهة.. إن الاتهام الذي من الممكن أن يطال الجميع ينبغي أن نرصده ويتم تقنينه، لأن أغلب الفنانين معرضون لمواقف مماثلة، أتذكر أن عمرو واكد واجه أيضا نفس الاتهام، حيث إنه شارك قبل ثلاثة أعوام في بطولة فيلم أميركي «النهر»، ثم اكتشف عند عرض الفيلم أن من شاركه البطولة يحمل الجنسية الإسرائيلية وأثناء التحقيق معه في نقابة الممثلين، أكد أنه لم يكن يعرف أنه إسرائيلي وانتهي التحقيق ببراءة عمرو واكد!! الأمر يحتاج ليس فقط إلى رؤية محددة وثاقبة من اتحاد النقابات المصرية، ولكن أيضا إلى رؤية عربية من اتحاد الفنانين العرب من خلال جلسة موسعة تناقش خلالها ما هو التطبيع الثقافي مع إسرائيل؟ وهل مشاركة فنان عربي في فيلم عالمي مثل ، تعد تطبيعا، لأن فنانة إسرائيلية شاركت بالفيلم الذي كان يدين أميركا في غزوها للعراق، مشيرا إلى أنها لم تمتلك الدليل الذي يؤكد أن العراق لديه أسلحة دمار شامل.. الفيلم أميركي الجنسية، لأنه من إنتاج شركة سينمائية أميركية وأغلب عناصره الفنية أيضا أميركية، وشاركت في إنتاجه إحدى شركات الإنتاج في أبوظبي.

هل ارتكب الممثل المصري خالد النبوي خطأ عندما شارك في الفيلم؟ وإذا تصورنا أنه اعتذر بعد أن علم بأن فنانة إسرائيلية سوف تشترك في الفيلم، أليس من المحتمل أن يسند دوره إلى ممثل إسرائيلي؟! ينبغي لنا أن نحدد على وجه الدقة ما هو الذي يعد تطبيعا ثقافيا؟ ويجب أن يلتزم كل فنان عربي بتلك القواعد، وما هو الذي لا يندرج تحت هذا المسمى؟ وإلا وجدنا أنفسنا نمسك بهذا السلاح جزافا ونرمي طلقاته في وجه من يختلف معنا، الكل معرض إلى أن يطوله هذا الاتهام وتطارده تلك اللعنة، ونحن نقول له «امسك مطبع»!!

الشرق الأوسط في

21/01/2011

 

لمن القمة في ملعب الإخراج والمخرجين؟

الفانتازيات الكرتونية لم تعد حكرا على «ديزني».. وجمهورها من الصغار

محمد رُضا 

* أول لقطة ذات مرة، قبل نحو أربعين سنة، اكتشفت إعلامية أميركية أن النادل الذي أحضر لها ما طلبته في أحد المقاهي عضو في جمعية مراسلي هوليوود الأجانب. منذ ذلك الحين رددت وردد معها آخرون أن أعضاء هذه الجمعية إنما لديهم أعمال لا علاقة لها بالسينما وثقافتها، وذلك للنيل من الجمعية بأسرها. ربما اضطرت الظروف أحد الأعضاء في ذلك الحين للبحث عن عمل آخر، وربما تضطر الظروف بعضنا، نحن الأعضاء، للبحث عن معين آخر. الحاجة ليست عيبا. كيف تلبيها؟ هي التي قد تكون، والعمل في مقهى ليس عيبا. ها هو الممثل المعروف براد بيت اضطر ليرتدي زي دجاجة وعلى وجهه قناع بمنقار حين عمل مروجا لمحل بيع ساندويتشات دجاج. ما القضية؟

لكن إلى اليوم، وكلما اقترب موعد جوائز الـ«غولدن غلوب»، ردد الإعلام في هوليوود الحكاية ذاتها، وردد أيضا ما يفيد أننا مجموعة من مرتزقة الكتابة، وأننا لا نعدو سوى بضعة صحافيين لا قيمة لرأيهم. الحقيقة أن عددا كبيرا من الصحافيين المحليين، وبعضهم يمثل كبريات وسائل الإعلام، لا يعاملون المعاملة المميزة التي تعامل بها شركات هوليوود أعضاء هذه الجمعية، وهذا ما يثير حنقهم. آخر إشاعة أننا نقبل الرشاوى، والدليل أنه تم تسفيرنا إلى لاس فيغاس للقاء الفنانة شير. هذا مضحك، لأنه تم تسفير الكثير من الصحافيين غير الأعضاء إلى تلك المناسبة أيضا ولم يقل أحد شيئا عنهم... قلنا إنها الغيرة.

* إذا ما نظر المرء إلى ساحة النجاحات التجارية حول العالم، سيجد أن أنجح عشرة أفلام في العام الذي انتهى قبل أسابيع قليلة تتألف من أربعة أفلام أنيميشن هي «توي ستوري 3» (المركز الأول بإيراد بلغ بليونا و63 مليون دولار)، «شرك للأبد» (المركز الثالث: 937 مليون دولار)، «يا لخستي» (المركز الثامن: 542 مليون دولار) و«كيف تدرب تنينك؟» (المركز التاسع: 495 مليون دولار).

مجموعها بضعة بلايين من الدولارات دفعها الجمهور العريض حول العالم لحضور فانتازيات كارتونية كانت ذات يوم حكرا على «ديزني» وجمهورها من الصغار، والآن أصبحت تجذب الكبار قبل سواهم. مبدئيا، مخرج كل واحد من هذه الأفلام كان سببا أساسيا في نجاحها، لكن على عكس مخرجي الأفلام الحية (أي تلك التي يقوم بتمثيلها أناس حقيقيون) لن ينجز أي منهم الشهرة التي يتوخاها. لي أنكريتش، الذي نفذ فيلم «توي ستوري 3» بمهارة تقنية فذة استحق عليها الـ«غولدن غلوب» قبل أيام، وقد يخرج بـ«أوسكار» أفضل فيلم أنيميشن في الشهر المقبل، سيبقى اسما غير معروف إلا ضمن محيطه المباشر، كذلك الحال مع المخرجين الثلاثة الآخرين، وهم على توالي ذكر أفلامهم، مايك ميتشل، بيير كوفين ودين دبوا.

هذا مختلف عن مخرجي الأفلام الحية حتى وإن كان جمهور اليوم ليس مؤسسا على حضور الأفلام تبعا لأسماء مخرجيها إلا بمقدار محدد بأهم وأكبر الأسماء وحدها. هذا على عكس الستينات والسبعينات، حين كان الكثير من الإعلاميين والسينمائيين والجمهور يعرف من هو المقصود، حين يتم ذكر اسم أنطونيوني أو فيلليني أو برغمن أو تاركوفسكي أو هيتشكوك أو آرثر بن وسواهم.

والمسألة بالنسبة لهوليوود بها منذ عقدين أو ثلاثة: فقط المخرجون الذين يحققون أفلاما تنجز نجاحا قاطبا على نحو متوال، يمكن بناء جمهور من مشتري التذاكر بناء على تلك الأسماء. بكلمات أخرى، الفارق بين جيمس كاميرون ومايكل مان، أو ستيفن سبيلبرغ وجو جونسون هو أن كاميرون وسبيلبرغ أنجزا أفلاما ناجحة على نحو متلاحق، أما مان وجونسون فنجاحاتهما كانت متباعدة وما إن يتذكر البعض منا اسم الواحد منهما حتى ينساه بحلول الفيلم الآخر.

الأعوام القليلة الماضية، والعام الماضي على نحو خاص، من هذه الزاوية، كانت سنوات سجالات صعبة. هوليوود الحذرة أكثر وأكثر، الجمهور المتقلص تبعا لارتفاع سعر التذكرة وأسباب المعيشة دوما، كما ارتفاع تكلفة صنع الفيلم الواحد، مهما كان بسيطا، كلها تجعل الاعتماد على المخرج المناسب للفيلم المناسب أمرا بالغ الأهمية من دون أن يعني ذلك تقديرا خاصا لمهنته أو إبداعه.

إذا ما قسمنا المخرجين العاملين اليوم، ولو بنجاح متفاوت، إلى شلل ومجموعات، وجدنا أن معظمهم سريعا ما سيتبع خانات خاصة تجمع أعدادا منهم من غير تجانس أو أسلوب مشابه. كلينت إيستوود الكلاسيكي حتى آخر قطرة في أفلامه، هو هناك مع تيم بيرتون الغريب في كل أطواره. وديفيد فينشر الباحث في الفرد وتاريخه جنبا إلى جنب كريستوفر نولان مخرج المغامرات الفانتازية من طراز «باتمان» و«بداية». ولا حتى مخرجو الأفلام المسلسلة متساوون، نولان، وقد ذكرناه مثلا أسهل عليه إيجاد سلسلة جديدة ومكلفة يقوم بتحقيقها من لويس ليتريير، الذي أنجز الجزء الثاني من «الضخم» (ذلك الذي قام إدوارد نورتون ببطولته). في خضم ذلك، هناك مجموعات أخرى، بعضها احتل مكانة عالية ولا يزال ناجحا، وبعضها الآخر احتل مكانة عالية، لكنه - بحسبان الصناعة والتجارة - آل إلى الفشل. ثم ماذا عن المخرجات الإناث؟ أين هو مركز المخرجات اللواتي حققن أعمالا لافتة في العامين الأخيرين؟ هل هم متساوون والفرص الرجالية؟

التالي، إذن، حصيلة البحث حول مصائر بعض المخرجين العاملين حاليا في هوليوود. التجمعات المختلفة التي ينتمون إليها من دون تخطيط أو تدبير.

> مخرجو المسلسلات السينمائية الأعلى نجاحا يأتي كريستوفر نولان في المقدمة هنا. إنه المخرج الذي أحيا سلسلة «باتمان» من جديد، وعلى نحو بالغ النجاح بعدما كانت الفصول الذي أنجزت في التسعينات قضت عليه أو كادت. نولان استغل مركزه التجاري الجيد ليحقق أعمالا لم يكن يستطيع تحقيقها لولا ذلك النجاح. بالتحديد فيلمه للعام الماضي «بداية» (أو «استهلال») الذي جلب من السوق العالمية 824 مليون دولار.

غور فربينسكي مخرج آخر أنجز نجاحات كبيرة عبر سلسلة واحدة هي سلسلة «قراصنة الكاريبي»، إذ حقق منها ثلاثة (الرابع من تحقيق روب مارشال، المعروف بأعمال تنحو للفن الاستعراضي من قبل آخرها «تسعة»).

فربينسكي يشترك مع المخرج سام رايمي في غموض المستقبل، فسام أيضا هو مخرج مسلسل سينمائي ناجح، هو «سبايدر مان»، ومثله تمت تنحيته عن الجزء الرابع. كلاهما عليه أن يجهد في سبيل البقاء على السدة، بصرف النظر عن اسميهما المعروفين.

إلى هؤلاء الثلاثة، هناك جون فاريو، الذي انضم منذ عامين إلى هذه المجموعة لأنه أنجز الجزءين الأول والثاني من «آيرون مان»، كذلك غويلرمو دل تورو، صاحب «هل بوي» في جزءيه وبانتظار معرفة من الذي سيلي الأول في الجزء الثالث من «آيرون مان» بعدما تردد أنه سوف لن يخرجه.

> مخرجون على قمم فنية هذه المجموعة اعتادت على حسن استقبال أفلامها عاما بعد عام. لا تحقق النجاحات التجارية الكبيرة التي ينجزها آخرون كثيرون، لكن هوليوود ما زالت تؤمن بهم وتعاملهم على أساس أنهم قمم فنية.

كلينت إيستوود المخرج الذي لا يتوقف عن العمل، على الرغم من أنه تجاوز الثمانين من العمر. فيلمه الأخير «من الآن» لم ينجز النجاح الكبير الذي تمناه البعض له، لكن إيستوود من المخرجين الذين يفضلون القيمة على الرواج، وهذا، لجانب أنه لا يتطلب ميزانيات تقصم الظهر، يعتبر من حسناته ويقرب هوليوود إليه.

في المجموعة نفسها، نجد مارتن سكورسيزي، المخرج الأكثر تمتعا بالجوائز وشهادات التقدير في السنوات الثلاثين الأخيرة. أفلامه تزداد جودة مع الزمن وهو لجانب إيستوود، الأكثر نشاطا بين مخرجي السبعينات، خصوصا حين مقارنته بفرانسيس فورد كوبولا وبرايان دي بالما من بين آخرين.

تيم بيرتون، مخرج آخر يستحق القائمة. أميركي عرف بأفلامه الغرائبية، مثل «الكابوس قبل الكريسماس» و«سيزر هاندز» و«سويني تود». آخر أفلامه للآن، «أليس في أرض العجائب» هو الثاني في مرتبة أعلى إيرادات العام الماضي، إذ حقق عالميا بليونا و24 مليون دولار.

أيضا في القائمة كل من كونتن تارانتينو، ستيفن سودربيرغ.

> وجوائز الجمهور تذهب إلى....

في صناعة مبنية على النجاح الجماهيري، فإن البقاء على السدة أمر يحدث مرة واحدة وإن فعل فإلى الأبد. ها هي أسماء خمسة ليس بالإمكان زحزحتهم حتى ولو سقط الفيلم المقبل لهم، وهو أمر ليس محتملا.

جيمس كاميرون: مخرج «أفاتار» و«تايتانيك» وكلاهما، كما هو نفسه، غني عن التعريف.

ستيفن سبيلبرغ: ليس لديه فيلم كل عام، لكن كل فيلم يقدمه يتحول إلى حدث.

جورج لوكاس: هذا المخرج تخصص في سلسلة واحدة بالطبع هي سلسلة «ستار وورز»، يعيد ويكرر نفسه بلا توقف ويقبل الجمهور على أفلامه بلا توقف أيضا.

ريدلي سكوت: إنه في الحقيقة مخرج حائر بين عدة قوائم، هو هنا لنجاحات سابقة، وربما لاحقة لأنه سيعود إلى واحد من أكثر أفلامه نجاحا، وهو فيلمه الخيالي العلمي، الذي كان بداية لسلسلة رائجة، وهو Alien. 

العالم يشاهد

Green Hornet «خلية الدبور»

إخراج: ميشيل غوندري

تمثيل: سث روغن، جاي تشاو، كاميرون داياز أكشن هزلي الولايات المتحدة – 2011

* بعد عشر دقائق من بدايته تدرك أن ما سبق لم يكن مهما. يعاودك الإدراك بعد نصف الساعة ثم بعد ساعة وحتى نهاية الفيلم. «خلية الدبور» فيلم رديء الصنعة، هزيل الكتابة حول ابن ناشر راحل يحب المغامرة ويقرر محاربة الجريمة، ما يضعه في مواجهة أحد أكبر المجرمين (كريستوف وولتز). ليست هناك من مشاهد جيدة، بل مستوى هزيل واحد تزينه أداءات لا قيمة لها. غريب أمر كاميرون داياز، هل هي بحاجة إلى العمل لدرجة القبول بدور سكرتيرة، وماذا عن كريستوف وولتز، بعد أوسكاره عن دوره المهم في فيلم «كونتن تارانتينو»، لماذا هو هنا؟

العروض: تجارية عامة، وفي العواصم العربية بدءا من هذا الأسبوع.

Mi Vida Con Carlos «حياتي مع كارلوس»

إخراج: جرمان برغر هرتز ظهور: كارمن هرتز، ريكاردو برغر، جرمان برغر هرتز وثائقي تشيلي – ألمانيا - إسبانيا – 2011

* كارلوس المقصود، ليس الإرهابي الذي روع باريس في السبعينات والثمانينات، بل كارلوس برغر، السجين السياسي الذي اختفى ثم وجد مقتولا خلال حكم الديكتاتور أوغوستو بينوشت لتشيلي من عام 1973. مخرج الفيلم وأحد المجسدين لأدوارهم الحقيقية هو ابن السياسي الراحل، وهو يسجل هنا تاريخه العائلي وتاريخ المرحلة على نحو كاشف، وإن لم يكن بالغ الفاعلية أو التأثير.

العروض: مهرجان «بالم سبرينغز».

No Strings Attached «بلا روابط»

إخراج: إيفان رايتمن تمثيل: نتالي بورتمن، أشتون كوتشر، كاري إلويس كوميديا الولايات المتحدة – 2011

* المعالجة البلاستيكية المتوقعة ذاتها من أفلام المخرج رايتمن المماثلة سابقا، ومنها «صديقتي السابقة» و«يوم الأب» تظهر مجددا مع هذا الفيلم الذي يبحث في موضوع العلاقة بين رجل وامرأة حين يحاولان الانتقال بها من الصداقة القائمة على الحب، إلى الحب نفسه. معظم الوقت يمر وأشتون كوتشر يحاول أن يمسك بالشخصية التي يحاول تأديتها، بينما يجيء تمثيل بورتمن أكثر تماسكا. لكن الفيلم سيرضي الباحثين عن تلك الكوميديات العاطفية الخفيفة التي تمر عابرا وينساها المرء حال خروجه من الصالة.

عروض: عالمية 

شباك التذاكر في الولايات المتحدة

أسبوع حافل بوصول فيلم مأخوذ عن الروايات الشعبية إلى المركز الأول وتقدم عدد من الأفلام المرشحة لـ«الأوسكار» من مراكز متأخرة إلى أخرى أفضل.

المركز هذا الأسبوع، ثم الأسبوع الماضي (بين هلالين)، عنوان الفيلم، وإيراد الأسبوع، ثم عرض له.

1 (-) The Green Hornet: $34.012.456 «خلية الدبور»: أكشن فارغ من القيمة يعتلي السطح لهذا الأسبوع بسهولة.

2 (-) The Dilemma: $17.418.7644 «المأزق»: فينس فون وكيفن جيمس صديقان تفرقهما المرأة على الرغم من صداقتهما.

3 (1) True Grit: $11.200.237 «عزم حقيقي»: إعادة صنع لفيلم وسترن كلاسيكي مع جف بردجز ومات دايمون.

4 (8) The King›s Speech: $9.060.585 «خطاب الملك»: كولين فيرث ممتاز في دور يبدو أنه سيقوده إلى الـ«غولدن غلوب» و«الأوسكار».

5 (5) Black Swan: $8.125.308 «البجعة السوداء»: نتالي بورتمن ترقص في سبيل الفوز... و«الأوسكار» أيضا.

6 (2) Little Fockers: $13.781.250 «ليتل فوكرز»: كوميديا مع بن ستيلر وشركاه حول العائلة المتناقضة دوما.

7 (4) Tron Legacy: $5.674.004 «أرث ترون»: خيال علمي - مستقبلي مع جف بردجز (أيضا).

8 (9) Yogi Bear: $5.345.874 «الدب يوغي»: على الورق بدا هذا الأنيميشن فكرة جيدة. على الشاشة أمر آخر.

9 (7) The Fighter: $5.125.441 «المقاتل»: مارك وولبرغ يلاكم في سبيل الفوز ولو بـ«الأوسكار»، لكن كرستيان بايل يسرق الاهتمام.

10 (3) Season of the Witch: $3.949.926 «موسم السحرة»: نيكولاس كيج ينتقل من عصر إلى عصر والمغامرة واحدة. 

مهرجانات وجوائز

* برلين.. ألماني أكثر من اللازم؟

* الدورة المقبلة لمهرجان برلين السينمائي الدولي، ستحفل بعدد ملحوظ من الأفلام الألمانية، سواء تحدثت اللغة الألمانية أو سواها. الحال واضحة مثلا بالنسبة للفيلم الجديد للمخرج المجري بيلا تار «حصان تورينو» وفيلم الأرجنتيني رودريغو مورينو «عالم غامض» وفيلم «الجائزة» للصربية باولا ماركوفيتش، كما المخرج التركي سيفي تاومان الذي يقدم فيلمه الجديد «يأسنا الكبير».

هذا العام، يختلف أيضا بالنسبة لعدد الأفلام المشتركة في المسابقة، ففي حين بلغت 26 فيلما في العام الماضي، هي الآن 22 فيلما فقط، ولو أن هناك وعودا بمفاجآت كثيرة سيتم عرضها على الشاشة الرسمية. ما هو مؤكد أن المهرجان استعاد زمام المبادرة، بعد أن رفضت إيران السماح للمخرج جعفر بناهي للانضمام إلى لجنة تحكيم الدورة المقبلة من برلين، إذ قرر المهرجان عرضا واحدا من أهم أفلام بناهي وهو «ضربة ركن»، الذي يتحدث، كما حال بضعة أفلام سابقة له، عن القيود التي تواجهها المرأة الإيرانية في ذلك البلد.

* ملاحظات من «البافتا»

* الترشيحات التي أعلنت مؤخرا بخصوص جوائز البافتا، أو «الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون»، تنضح بعدة ملاحظات مثيرة للاهتمام. مثلا، أن فيلم «خطاب الملك» (ذاك الذي نال عنه الممثل كولين فيرث جائزة الـ«غولدن غلوب» قبل أيام)، نال أربعة عشر ترشيحا، أكثر بكثير مما يستحق، في رأي معظم النقاد. الفيلم التالي في عدد الترشيحات هو «البجعة السوداء»، الذي نال اثني عشر ترشيحا، ثم «استهلال» بتسعة ترشيحات ثم «127 ساعة» لداني بويل بثمانية، وثمانية أيضا لفيلم «عزم حقيقي» للأخوين كوون.

آخر مرة تم ترشيح فيلم لأربع عشرة جائزة كانت قبل ثلاث سنوات وصاحب الحظوة حينها كان الفيلم البريطاني (أيضا) «تكفير». أما كولين فيرث فقد نال «البافتا» كأفضل ممثل العام الماضي عن دوره في «رجل منفرد».

الشرق الأوسط في

21/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)