حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رؤية خاصة

الكاتب .. الشبح

بقلم : رفيق الصبان

ماذا يحدث في مصر؟! فيلم يفوز بست جوائز من الاتحاد الأوروبي علي رأسها جائزة أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو.. كما ينال جائزة الإخراج في مهرجان برلين، ويكسب تحية شاملة من جميع نقاد العالم الذين شاهدوه.

فيلم يحمل توقيع واحد من أشهر وأكبر المخرجين المعاصرين.. الذي يثير كل فيلم يخرجه عاصفة من التصفيق وردود الأفعال المختلفة.

(الكاتب.. الشبح) الفيلم الإنجليزي الكبير الذي أخرجه البولندي المهاجر (رومان بولانسكي) والذي يعرض لدينا أمام صالات فارغة.. لدرجة إلغاء الكثير من حفلاته لعدم وجود زبائن (!!) وطوابير طويلة في »المول« نفسه الذي يعرض الفيلم تقف أمام شباك تذاكر فيلم آخر.. تبدو تفاهته من عنوانه الرخيص، ومن شارته المبتذلة.. ومن عقم المواهب التي اشتركت فيه..!!

أمر غريب يثير الدهشة والتأمل قدر ما يثير الحزن والغضب.. فيلم »رومان بولانسكي« هو بدون شك واحد من أهم الأفلام الأوروبية ذات الطابع السياسي الشديد المعاصرة.. يقدمه المخرج الكبير بأسلوب بوليسي شيق اشتهر به في جميع أفلامه السابقة أنه يجمع بين الفكر السياسي الناقد والصريح، وبين التسلية والتشويق التي تتمتع بها أعظم الأفلام البوليسية في هذا النص.. كل ذلك بأسلوب سينمائي فريد من نوعه.. يعيد لنا هذا المخرج الكبير إلي دائرة الضوء.. ويثبت فيه أنه لازال شديد التمكن من فنه بارع القدرة في إمساك أنفاس المتفرج منذ اللحظة الأولي، وحتي ظهور كلمة النهاية.

(الكاتب.. الشبح) هو الكاتب الذي تختاره شخصية سياسية أو فنية شهيرة ومثيرة للنقاش.. كما يشرف علي كتابة (المذكرات) التي تعدها للنشر أن يقوم بتنقيحها و(توضيبها) ومراجعة أخطاءها.. وإضافة (النشوق) الأدبي اللازم لها كي تظهر بأجمل وأعظم حلة.. وبالطبع تحت إشراف صاحبها الذي قد يكون قد كتبها كيفما اتفق.. ثم عهد بها إلي هذا (الكاتب الشبح) كي يعيد خلقها من جديد بطريقة أدبية جذابة دون أن يذكر اسمه في هذا المجال.. ومن هنا أطلق عليه لقب (الكاتب.. الشبح).

الفيلم يبدأ.. وقبل هبوط التترات (التي لن تظهر إلا في نهاية الفيلم وبطريقة مدهشة ومبتكرة) بمشهد عبّارة بحرية.. تنقل المسافرين والسيارات.

السيارات كلها.. تهبط من مقرها.. إلا سيارة واحدة تبدو دون صاحب.. وقد اختفي سائقها.. وسرعان.. ما نري جثة مرمية علي الشاطئ.. تكتشف الشرطة والتحقيقات أنها تعود لكاتب شبح كان مقرراً أن يقوم بمراجعة وتنقيح مذكرات رئيس وزراء سابق اضطر إلي ترك منصبه بعد فضيحة سياسية اتهمته بعمليات تعذيب غير مشروعة علي مجموعة من (الإرهابيين) دون اللجوء إلي الشرعية.. أو إلي إذن خاص من حكومته.

هذا الرجل أشاع ردة فعل شديدة القسوة في بلده (بريطانيا) واتهم تهماً كثيرة.. وطالب الرأي العام العالمي بمحاكمته أمام محكمة العدل الدولية نتيجة جرائمه.. مما اضطره للاستقالة.. ولكن هذا لم يوقف الهجوم الصارخ عليه.. لذلك آثر أن ينشر (مذكراته) لكي يوضح موقفه للرأي العام الإنجليزي والعالمي.

لكن موت (كاتبه الشبح).. يدفع شركة النشر إلي إيقاف المشروع.. لولا أن أحد الكتَّاب الماهرين.. يعرض نفسه لإتمام العمل.. مؤكداً أنه قادر حقاً علي أن يعطي هذه المذكرات (قالباً إنسانياً) وأن يخلق لها (قلباً) يخفق مما سيسبب رواجها وبيعها.

وبالفعل توافق دار النشر علي طلبه، ويذهب في رحلة إلي استكلندا.. حيث يقيم رئيس الوزراء المعزول.. لكي يجري الحديث معه والاتفاق علي ما ينشر وما لا ينشر في هذه المذكرات التي ينتظرها الرأي العام بفارغ الصبر.

ومن هذه النقطة.. يبدأ (بولانسكي) بنسيج خيوطه المتشابكة والشديدة الاتقان.. من خلال سيناريو يقطع الأنفاس، ومن خلال مشاهد (رئيسية) تتوالي مشهداً بعد الآخر، ومن خلال شخصيات تظهر في المتن أحياناً وعلي الهامش أحياناً أخري رسمت بعناية شديدة.. وبدقة رسام ماهر.. إلي جانب حوار دسم.. مليء بالمعاني والرموز والألغاز.

يخشي المتفرج أن تفوته منه جملة واحدة.. ومن خلال رسم للأجواء لا يقدر عليها إلا مخرج متمكن متمرس قدر بولانسكي.

وأخيراً من خلال أداء مبهر للممثلين.. سواء الأبطال منهم، أو الشخصيات التي لا تظهر أحياناً إلا في مشهد واحد.. فهكذا الرجل الذي قتل ابنه في حرب العراق والذي لا يكف عن المناداة بمحاكمة المجرم الذي أودي بالبلاد وشبابها إلي التهلكة.

أو هذا العجوز الذي شاهد الجثة علي الشاطئ.. وأدلي بشهادة تختلف تماماً عن الشهادة الرسمية المعلقة، والذي يعلق علي الأحداث بجملة واحدة مثيرة: ما الذي جعل هذا الرجل يتحالف مع المأفون الأمريكي (ويقصد به الرئيس الأمريكي طبعاً).

وأخيراً الصورة المدهشة المرسومة لسكرتيرة رئيس الوزراء السابق.. ثم زوجته (روث) التي ستلعب دور (القلب الذي يخفق) في أحداث الفيلم كلها حتي اتيان المفاجأة الأخيرة التي تحبس الأنفاس.

قدرة المخرج.. لم تأت فقط في رسم الشخصيات، ولا من خلق الأجواء، ولكن من استغلال شريط الصوت والإضاءة وحركات الكاميرا، وتوزيع الكادرات، وكأننا أمام سلسلة من التابلوهات الزيتية.. التي لا يشبع المرء من النظر إليها (خاصة في مشاهد البحر والمطر والمطاردة في الغابة) أو في مشاهد حفلة التدشين الأخيرة.. التي أبرز فيها بولانسكي عضلاته السينمائية كلها.. من خلال إيقاع.. يشبه اللهاث.. ومن خلال كاميرا لا تتوقف، ومن خلال جزيئات صغيرة.. عرف كيفما يلفت النظر إليها.. لقطات مكبرة مليئة بالمعاني.. تحمل أكثر من تشويق.. وأكثر من إثارة.

وأخيراً.. هذا الرسم البارع لشخصية (الكاتب الشبح) وتطورها.. منذ البدايات الأولي.. وحتي الوصول إلي الحقيقة المبهرة العمياء.. والثمن الباهظ الذي يدفعه كي يخرج من ظلمات جهله إلي نور الحقائق..  إيوان ماكجريور.. لعب الدور باتقان وفهم وسلاسة تثير العجب.. أما بروس بروسنان الذي تعودنا أن نراه في دور (جيمس بوند) فهو يعود إلينا في دور رئيس الوزراء السابق.. ويثبت لنا.. أنه تحت إدارة مخرج هو بولانسكي.. لم يعد نجم مغامرات دولي.. قدر ما هو ممثل قادر علي تجسيد الشخصيات المعقدة.. وأن يتحكم في عواطفه بسلاسة نادرة جديرة بكبار الممثلين حقاً.

ولا يمكننا أن ننسي الممثلة التي قامت بدور (الزوجة) أو جميع الشخصيات الأخري التي تظهر وتختفي.. ولكنها تترك في القلب أثراً كطعنة الخنجر.

(الكاتب الشبح) فيلم كبير.. بل كبير جداً.. إنه حدث سينمائي رفيع.. بكل ما تحويه الكلمة من معني.. فهو فيلم يمسك بالسياسة.. وبالحس البوليسي وبالأثر الجمالي.. وبالقدرة علي تجسيد الواقع.. ويدفعك إلي النظر حولك وإلي مستقبلك وإلي ما تعيشه وما يمكن أن يصيبك.

وقد لا يلجأ إلي أنصاف الكلام.. إنه يقول ما يريد أن يقول بعنف وصوت عال.. ويضرب في الصميم ويتحدث عن الحب والسياسة والشرف والأمانة.. وخيانة الوطن في سبيل المصلحة.. ودور المخابرات في حياتنا العامة والخاصة، وتضاؤل دور الإنسان.. وعملقة دور السلطة.

إنه فيلم عن عصرنا.. من مخرج من عصرنا.. لأزمة من أكبر وأهم أزمات عصرنا.. ومع ذلك.. فالقاهرة استقبلت هذا الحدث السينمائي الفريد.. بمقاعد فارغة.

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2011

 

بحب السينما

دموع عادل إمام

بقلم : آيريس نظمي 

عرفت عادل إمام فناناً عبقرياً منذ بدايته وحتي الآن.. وعرفت عادل إمام السياسي البارع من خلال اعماله الفنية.. وانضمامه لجماعة محاربة الفتنة الطائفية وعدم قبول الآخر.

ان عادل ليس متلهفاً للظهور علي شاشة التليفزيون  ككثير من الفنانين إلا حين يناقش مشكلة وطنية..
يتميز بالجرأة والصراحة والكشف عن المستور.. ولايقول إلا الحقيقة بكل شجاعة
.

لكني لم اكن أعرف عادل إمام الإنسان الذي يحس بآلام الناس وأوجاعهم.. ويشاركهم الكوارث.

رأيته من خلال التليفزيون ليلة عيد الميلاد وهو يصافح »البابا« ويقدم له العزاء.. وبالرغم من وجود رجال الحكومة والشخصيات العامة.. فقد وقف عادل إمام امام البابا بضع دقائق.. ولم يستطع أن يمنع دموعه التي اغرقت وجهه.. يحاول ان يمنعها ولايستطيع.

عزيزي عادل

انها حقاً دموع حقيقية.. وليست تمثيلية في مشهد.. سينمائي.. واعتقد انني لم اشاهدها في أي دور سينمائي لانها جاءت من قلبك الموجع علي هؤلاء الأبرياء الذين لاذنب لهم في أبشع حادث في كنيسة القديسين بالاسكندرية.

هؤلاء الذين فقدوا ارواحهم يوم فرحتهم بعيد الميلاد بصورة لم نرها من قبل حيث تحول معظمهم الي أشلاء.. وشاركت فيه أهالي المنكوبين والثكالي.. كما شاركهم ابناء شعب مصر الذين احسست بانهم يتحدون في الشدة.. ولم يميز فيه من مسيحي ومسلم.. وقد احس بالكارثة كل مواطن ولم »يعيد« المسيحيون ككل عام.. بعد ان صارت القلوب حزينة أكبر من أي حدث مضي.

عزيزي عادل إمام

رأيت دموعك التي بللت وجهك الأليف.. يا من أضحكتنا سنين طويلة ايها »الزعيم« كما اطلق عليك الشعب.

لقد تنبأت ياعادل بكل ماسيحدث منذ فيلم »الإرهابي« فكنت أول من تجرأ وقدم فيلما عن الإرهاب وما سيجني من ورائه.. وعرضت نفسك للخطر والاغتيال..

كما تنبأت بما يحدث الآن من خلال فيلم »طيور الظلام« الذي قدمته منذ ٥١ عاماً.. هل كنت تري بحسك المرهف ماسيحدث الآن؟ اعتقد ذلك.

وهل ننسي »الارهاب والكباب« الذي عالجت فيه التشدد بالنسبة للشيخ الذي لايؤدي عمله.. وهو مشغول طوال الوقت بالصلاة دون ان يحل مشاكل الناس الغلابة من المواطنين.. وهو من عينة »فوت علينا بكرة ياسيد« وهل ننسي فيلمك الجميل الجريء »حسن ومرقص« بالاشتراك مع  عمر الشريف.. وقدمت المأساة باسلوب كوميدي لقد تنبأت ياعادل بكل الكوارث التي تحدث الآن. وعرفت من خلالك ان الفن يلعب دورا  أكبر من السياسة.

> > >

وبهذه المناسبة لاننسي دور الإعلام والتليفزيون والبرامج التليفزيونية التي قدمها كبار المذيعين والمذيعات في الكاتدرائية.. كانت لمسة جميلة من وزير الإعلام وبالطبع ولأول مرة نري قبول الآخر.. واستضاف البرنامج الكثير من الكتاب والمثقفين.. فقد سمعنا لأول مرة مانريد ان نقوله.. خاصة الذي جاء علي لسان الدكتور مصطفي الفقي الذي قدم خطة تصلح لشكل جديد لقبول الآخر.. ومنها بناء الكنائس.. وقد اعجبتني المذيعة مني الشاذلي التي كانت رقيقة في مشاعرها عاقلة في توجيه اسئلتها..

- لم يعجبني ابداً عمرو الليثي في برنامجه »واحد من الناس« الذي استضاف فيه الفنان هاني رمزي ولا تبدو عليه ملامح الحزن والأسي.. ولكن غلبت عليه روح السخرية حين سأل »هاني«.. وانتم بقي ايه مشاكلكم«.

الا تعرف ياعمرو مشاكل الاقباط..؟ لقد خصصت أحد الكتاب في جريدتك لكتابة مقالات تسيء إلي الوحدة الوطنية.. اخبار غير صحيحة.. وقد قلت هذا الكلام لوالدك ومرة اخري لوالدتك.

- اعجبتني المذيعة الجميلة دينا عبدالرحمن التي احسست بمشاعرها الطيبة.. وكانت صادقة في كل ما قالته.. والتي بكت فعلا بجد حزناً علي الارواح والحادث البشع.

- اعجبني ايضاً ضياء رشوان الخبير بشئون الجماعات الإسلامية حين قال »مش كل حاجة إسرائيل والموساد«.

- اعجبني أيضاً معتز الدمرداش هذا المذيع المهذب في حواره مع مفيد فوزي.. والذي قال مرة لأحد المشايخ لماذا تهدمون المنازل التي يصلي فيها المسيحيون.. أهي بيوت للدعارة؟.

- تأثرت كثيراً بوجود علاء مبارك والسيدة الفاضلة زوجته التي ذهبت معه إلي الكاتدرائية لاداء العزاء وتشارك المسيحيين احزانهم.. وذلك بالرغم من الكارثة التي حلت بها حين فقدت ابنها الحبيب.

> > >

بصراحة يا عادل يا من عاصرتك منذ البداية.. وذلك حين قدمت لي صورة خطيبتك الجميلة هالة.. التي اعتقد انه بجانب موهبتك الفذة فقد كانت من ورائك في كل اعمالك. واعتقد ايضاً انه كان لها اثر كبير في اظهار مواهب اولادك وتشجيعهم.. رامي المخرج الذي ولد كبيراً ومحمد الذي عرف منذ أول فيلم مثله في »عمارة يعقوبيان« في دور الانضمام إلي الجماعات المحظورة وتأثيرهم عليه.

عزيزي عادل إمام

مازال عندك الكثير من العطاء الذي تفرض وجوده علي كل المشاهدين. ان بعض الفنانين الكبار الذين عاصروك منذ البداية.. اصبحوا الآن يؤدون الأدوار الثانية.. وضيف الشرف.. لكنك مازلت تقدم لنا مالا نفصح عنه أيها الزعيم.. فأنت تشارك الناس في كل مآسيها.. وآخره هذا المشهد الطبيعي الذي لم تقدمه في السينما.. وكان اقوي تأثيراً من كل المشاهد.

شكراً عادل إمام لمشاعرك الطيبة.. فقد اكتشفت اليوم بجانب فنك وعبقريتك انك الانسان الجميل فعلا..

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2011

 

سينمائيات

الامريكي

مصطفي درويش 

هذا فيلم من بين الأفلام العشرة التي فضلتها علي الكثير مما شاهدته خلال السنة التي ودعناها قبل قليل وكان من المفروض ان يكون مذكوراً في مقال الخميس السابق، ولكنه لأمر ما، سقط سهوا.

وهو ليس كغيره من الأفلام الامريكية التي اعتدناها، علي مرّ عشرات السنين.

انه مختلف عنها تماما

أقرب في روعة أسلوبه إلي السينما الأوروبية الخالصة

يذكرنا بموضوعه، فضلا عن اسلوبه، بسينما المخرج الفرنسي »جان بيير ميلقيل« وبخاصة رائعته »الساموراي« التي ادي الدور الرئيسي فيها »الآن ديلون« النجم الفرنسي، ذائع الصيت.

ولا غرابة في ان يكون »الامريكي« ذا طابع أوروبي.

فباستثناء »جورج كلوني« النجم الأمريكي الشهير ، فلاش آخر في الفيلم ينتهي إلي أمريكا،ومصنع اعلامها في هوليوود.

فالمكان الذي تقع فيه او حوله معظمها لأحداث مدينة إيطالية صغيرة، تحيط بها جنات تجري من تحتها نهيرات، متعة للناظرين.

وبطلة الفيلم »فيولانني بلاشين« والتي تلعب  دور بائعة هوي، وفي معظم اللقطات لانراها إلا عارية كالحوريات في اساطير الاولين، هي الاخري إيطالية، ورائعة الجمال مثلها في ذلك مثل المكان الذي وقع عليه الاختيار وقسيس المدينة، ويلعب دوره »باولو بوناشيللي« هو الآخر إيطالي.

وكذلك الحال بالنسبة لأغلب أصحاب الادوار الثانوية.

هذا عن المكان وأصحاب الأدوار في الفيلم اما مخرجه «انطون كوربين«، فهولندي، ليس في رصيده من الاعمال السينمائية سوي فيلم واحد روائي طويل، »كونترول«، وفيما عدا ذلك أخرج فيديو كليبات موسيقية.

والرواية الأدبية التي استوحي منها أحداث فيلمه مؤلفها »مارتين بوث«، وهوبدوره انجليزي، وليس امريكا.

وبطل روايته انجليزي اسمه »كلارك« ولكن المخرج جعله امريكياً، واطلق عليه اسم »جاك«.

ويؤدي دوره في الفيلم »جورج كلوني«.

فالاحداث به تبدأ، وبه تنتهي. فحتي قبل ظهور العناوين نراه في كوخ منعزل تحاصره الثلوج بالسويد، وخده ملصقاً به خد فتاة عارية »انجريد«.

وأول مايلاحظ علي هذا المشهد السابق علي العناوين، والجد قصير انها فرحة ترغي، في حين انه صامت، وليس عارياً.

وما ان ينتهي المشهد، حتي نراها خارج الكوخ، يسرعان الخطو علي أرض مغطاة بالجليد.

وبعد ملاحظة ذكية ابدتها انجريد تفسيراً لاثر قدمين علي الجليد، سرعان ما نسمع صوت طلقة رصاص، يعقبها محاولة »جاك« الاختباء وراء شجرة حماية لهما هو و»انجريد«.

ويتبادل مع القناص الطلقات وينتهي الامر بمقتل القناص، وانجريد في دهشة مما تسمع، وتري ثم تستجدب لطلب جاك إليها بالذهاب إلي الكوخ، لإبلاغ جهات الأمن هاتفيا غير انها ما ان تعطيه ظهرها، حتي يطلق رصاصة علي مؤخرة، رأسها، فيريديها قتيلة، ثم تنتهي العناوين، لنري »جاك« في إيطاليا، مستقبلا عربة، في طريقة إلي مكان متفق عليه، حيث يلتقي بشخص غامض، رتب له الاختباء في مدينة صغيرة بربوع إيطاليا.

وبدءاً من ذلك اللقاء نعرف هوية »جاك«، علي وجه اليقين.

نعرف انه امريكي، قاتل محترف باجر، ولامر ما مطلوبا قتله، من قبل اشخاص، لانعرف، ولن نعرف من أمرهم شيئاً.

وطوال إقامته في المدينة الصغيرة لن نراه إلا مختبئاً، مخفياً يعمل لحساب بضع جرائد ومجلات.

ومن خلال تصاعد الاحداث، نعرف انه يجيد تركيب الغداءات، وما شابهها من الآلات علي نحو يتيح للقاتل ان يصيب هدفه من مسافات بعيدة، وباجهزة كاتمة للصوت.

ولن احكي المهمة التي كلف بها، ولاكيف قام بها علي احسن وجه، ولاكيف التقي ببائعة هوي حسناء فوقع في غرامها، ووقعت هي الاخري في غرامه، مخالفاً لذلك ماتستوجبه الحياة القائمة علي احتراف القتل من الايكون فيها، مكان للحب، نقطة الضعف الرئيسية في الإنسان، وبخاصة اذا كان قاتلاً اجيراً.

لن احكي شيئاً من هذا ، فذلك شيء يطول، مكتفياً بان اقول بان نهاية الامريكي، وان كانت متوقعة فعلاً ومنطقياً، إلا انه كان مشوقاً، زاخراً بالابتكار، تحفة من بين الأفلام التي رأيتها خلال السنة الماضية.

ومن حسن حظي انني رأيته علي شاشة صغيرة،  مسجلاً علي اسطوانة مدمجة، وليس في دور السينما، مشوها، محذوفا منه اكثر من مشهد بواسطة مقص رقابة، تعمل جاهدة علي حمايتنا من أنفسنا!!

moustafa@sarwat.de

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)