حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد

ياسمين عبد العزيز تقود مسيرة تحرير المرأة

بقلم : طارق الشناوي

هل يصبح ١١٠٢ هوعام تحرر المرأة سينمائيا.. لا أقول تتسيد بمفردها الشاشة بل فقط تتقاسم هي والنجوم الرجال الأفيش مثلما كان يحدث في الماضي وأعني بالماضي جيل النجمات »فاتن«، »هند«، »ماجدة«، »مريم«، »شادية«، »سعاد« وصولا إلي »نادية الجندي« و»نبيلة عبيد«.

في عام ٠١٠٢ شاهدنا »ياسمين عبد العزيز«  بطلة في فيلم »الثلاثة يشتغلونها«  لسعيد حامد وتحديدا في منتصف عام ولم يمض سوي أسبوعين إلا وكانت »زينة« و»صبا مبارك« بطلتين في »بنتين من مصر« لمحمد أمين وقبل أن ينتهي العام جاءت »غادة عبدالرازق« بطلة في »بون سواريه« لأحمد عواض ثم رأينا »غادة عادل« تشارك »مصطفي شعبان« بطولة وأفيش فيلم »الوتر« لمجدي الهواري.

يبدو وكأن هذه هي البدايات لإعلان ثورة التمرد التي نشاهد حاليا عددا من إرهاصاتها ويبدو أن السينما المصرية تبحث عن »سبارتاكوس« الذي قرر تحرير العبيد في روما القديمة أو إن شئت الدقة »سبارتاكوسة«.. قاد هذه الثورة مطالبا بالمساواة ليصبح الجميع أسيادا. البداية دائما تنطلق كالشرارة من إنسان يتمتع بمواصفات الزعامة يصدقه الناس ويتحلقون حوله فيصبح قائدا وملهما لهم ويبدأون بعده الكفاح في طريق الحرية والمساواة!!

السينما المصرية تعامل النجوم السوبر باعتبارهم أسيادا لا أحد يرد لهم كلمة وعلي النجمات اللاتي ليس لهن شباك تذاكر أن يتقهقرن للصفوف الخلفية في انتظار موافقة النجوم علي ترشيحهن للأدوار التالية في الأهمية الدرامية وأيضا في المساحة الزمنية!!

النجمات في السينما دائما هن الطبق الفاتح للشهية الذي من الممكن أن نبدأ به الوليمة وقد ننحيه جانبا وتستغني عنه مكتفين بالطبق الرئيسي حتي أنهن أصبحن وكأنهن وردة في عروة جاكتة النجم تستطيع ألا تضع الوردة لكنك لا تستغني أبدا عن الجاكت!!

ارتضت النجمات بهذه المكانة التي انعكست أيضا بدورها علي التفاوت الرهيب في الاجور التي يحصل عليها نجوم الشباك مقارنة بالنجمات حيث لايتجاوز أجور النجمات عادة نسبة ٠١٪ مقارنة بالنجوم.. ورغم ذلك كانت هناك أكثر من محاولة لتحطيم هذا القيد وبين كل النجمات أري  أن أكثر من نجمة لها معارك مشرفة في الكفاح وخاضت أيضا أكثر من جولة سينمائية ناجحة هي بالتأكيد »ياسمين عبدالعزيز«  ولكنها ليست في الميدان وحدها.. يعرض قريبا مثلا لمني زكي فيلمها »أسوار القمر«  إخراج طارق العريان والتي تؤدي  فيه دور البطلة الكفيفة ومن المنتظر أن يعرض الشهر القادم فيلم »خالد يوسف« الجديد »كف القمر« الذي تشارك في بطولته »غادة عبدالرازق«و »وفاء عامر«.. ورغم ذلك فإن أقرب نجمة من وجهة نظري قادرة علي قيادة هذه الثورة النسائية هي »ياسمين عبدالعزيز«.

لم تكن »ياسمين« بفيلمي »الدادة دودي«  ٩٠٠٢ و»الثلاثة يشتغلونها«٠١٠٢ هي أول نجمة حاولت التمرد علي الوضع القائم بين نجمات هذا الجيل سبقتها »مني زكي«، »حنان ترك«، »هند صبري«، »مي عزالدين«، »غادة عادل«،  »زينة« وغيرهن وكل منهن لها أكثر من تجربة في البطولة إلا أن شروط نجاح الثورة لا تكفي فيها إشادة النقاد ولا جوائز المهرجانات الأهم أن يقول شباك التذاكر كلمته وبصوت عال واضح النبرات تسمع بين جنباته صهيل الملايين وهذا هوماحدث مع  »ياسمين« صار اسمها يشكل عامل جذب علي الافيش الذي يعني أنها النجمة التي جاء إليها الجمهور وعندما رأي اسمها علي أفيش الفيلم لم يضن عليها بثمن التذكرة!!

نعم تستطيع »ياسمين« بعد أن أصبحت نجمة لها رقم أن تضع عينها في عين »حلمي« و»السقا« و»كريم« و»سعد« و»هنيدي« رغم أنها لم تصل الي الارقام التي حققها هؤلاء إلا أنها علي الاقل لاتزال تشكل رقما لايستهان به في الساحة السينمائية بعد أن أصبحت فنانة لها مظلة جماهيرية من الممكن أن ينضوي تحت لواءها بعض النجوم الجدد!!

في أول فيلمين تؤدي فيهما دور البطولة عانت كثيرا حتي حصلت علي موافقة نجوم يشاركونها مثلا في »الدادة دودي«.و كان هناك أكثر من نجم من جيلها قد قرأ السيناريو ثم انسحب لأن مساحة الدور لم تتناسب معه وأخيرا استقر الدور للفنان »محمد شرف« وفي »الثلاثة يشتغلونها« شاركت عددا من الوجوه الجديدة بعد أن واجهت بهذا الرفض من النجوم الوحيد الذي وافق علي أن يجاملها بمشهد واحد كضيف شرف  هو »أحمد عز« وهونفس ماعانيته أيضا »غادة عادل« في فيلم »في شقة مصر الجديدة« رغم اسم المخرج »محمد خان« الذي من المفروض أنه يشكل عامل جذب للنجوم إلا أن »خان« فوجيء وقتها باعتذار كل من »أحمد عز« و»كريم عبدالعزيز«و»شريف منير« ولهذا استقر الرأي أخيرا علي »خالد أبوالنجا« لأن »خالد« ليس من بين نجوم الشباك الذين يتحملون بمفردهم مسئولية جذب الجمهور ولهذا وافق علي أن يشارك غادة  البطولة وهو ماتكرر أيضا بعد ذلك في فيلم »الوتر« الذي لعبت بطولته »غادة عادل« حتي استقر الأمر علي »مصطفي شعبان« بعد أكثرمن ثلاثة اعتذارات متتالية. أيضا »مني زكي« واجهت اعتذار أكثر من نجم شباك في فيلمها »أسوار القمر« كان آخرهم »شريف منير« حتي وافق »عمرو سعد« و»آسر ياسين«.. نعم قادت »ياسمين« ثورة النجمات علي الشاشة. إنها »سبارتاكوسة« محررة العبيد وتبعتها الآن أكثر من »سبارتاكوسة« أخري. وهكذا الايام دول بين النجوم والنجمات وعلينا أن ننتظر البيان الأول لتلك الثورة السينمائية النسائية في بدايات ١١٠٢!!

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2011

 

ايام زمان

كلب الست .. أخر شقاوة

بقلم : موفق بيومي 

لا تخلو حياة الفنانين من رصيد مواقف مفرطة في طرافتها تثير الضحك بنفس القدر الذي تثير به. في غير قليل من الأحيان.. الأسي والبكاء.. طرائف الفنانين مثل غيرهم - قد لا تقتصر أطرافها علي البشر بمفردهم بل تمتد أحيانا لتشمل الحيوانات وهو ما نشير إليه اليوم بسرعة من خلال إعادة تسليط الضوء علي قصة قديمة كانت وقت حدوثها شهيرة لاسباب متعددة كان منها ان بطلها هو. كلب الست!

علي الرغم من أن أحداث القصة التي نستعرضها تم نشرها في حينها بالصحف إلا أنها ظلت تحتل حيزاً محدودا من احترام القراء والجمهور وحتي هذا الحيز المحدود لم يضعه سوي تواجد اسم السيدة أم كلثوم ولكن الشهرة والصخب الحقيقيين صنعها تدخل وتداخل الشاعر اللاذع أحمد فؤاد نجم باقتحامه الجميل لمسرح الأحداث عندما كتب قصيدة خالدة عن الموضوع حفظها المثقفون في دقائق وظل رجل الشارع يرددها مصحوبة بما يليق بها من سخرية الشعب المصري اللاذعة الشهيرة وقد أسهم في تحويلها إلي »قصيدة رأي عام«.. توقيت كتابتها الذي جاء بعد نكسة يونيو ٧٦ عندما كانت كل جروح الوطن وجروحنا مفتوحة تنزف غضبا ودما.. ولهبا.

الزمالك النائية

قبل نحو ثلاثة أرباع القرن شيدت أم كلثوم ڤيلتها الشهيرة علي نيل الزمالك والتي لم تتحول بعد موتها إلي متحف مثلما يحدث مع الفنانين العظام في كل دول العالم بل »سخطتها« الاقدار إلي برج أسمنتي قبيح ليشهد - مع غيره من المباني - علي مذابح التراث المعماري والفني في مصر ومن الطريف ان اختيار موقع الڤيلا كان بسبب اطلاله علي المزارع الشاسعة المواجهة له علي الضفة الاخري للنيل وهي المزارع التي تحولت الان إلي عشوائيات حي امبابة المفزعة!.. موقع الڤيلا وطبيعة الحي وهدوء المكان وانعزاله الزائدين كان يستدعي أن يستعين البواب بكلب حراسة كان يصطحبه - بتعليمات من الست - في نزهات يومية حول الڤيلا ولسبب غير مفهوم! انتاب الكلب »حالة عصبية« آثرت علي »نفسيته الحساسة« مما جعله عدوانيا دائم الشجار مع غيره من الكلاب ثم تطور الشجار من الكلاب إلي البشر حيث هجم في أحد الأيام علي طالب بأحد المعاهد الفنية كان يسير بأحد الشوارع المجاورة للڤيلا وتم وقتها السيطرة علي الموضوع ووأد الشكوي ولم تكد أصداء هذه الهجمة تهدأ حتي قام الكلب في الشهر التالي بهجوم جديد وكان هذه المرة علي عسكري بوليس تم استرضاءه ولكن يبدو أن الكلب اعتاد هجماته الشرسة ضد البشر واعتبرها حقا له باعتباره »كلب الست« وهو ما دفعه بل واوقع الست معه في ورطة حقيقية بعد شهر واحد من الحادث الثاني وذلك عندما تورط ووقف بقطار صداماته في المحطة الثالثة مع »شعبان السواق«!

شقاوة كلاب

كان الاسطي شعبان سائقاً باحدي الشركات وقد ساقه سوء الحظ - مثل زميليه السابقين - إلي المرور امام ڤيلا الست في نفس اللحظة التي كان البواب يستعد فيها لاخراج الكلب من أجل اصطحابه في النزهة اليومية المعتادة ويبدو أن شيئاً ما في تكوين شعبان الغلبان لم يعجب الكلب فسارع بالهجوم عليه بلا تردد ولم يتركه سوي بعد ان تمكن من فخذه محدثا به اصابة واضحة جعلت الرجل يتلوي من الالم الذي نال منه إلي الدرجة التي منعته من قبول اعتذارات واسترضاءات البواب أولا ثم المشرفين علي ڤيلا الست وصمم الرجل علي تحرير محضر بنقطة شرطة الجزيرة ليثبت فيها الواقعة ومن المضحك والمؤسف معا ان الشرطي الموجود بالنقطة وقتها استكثر علي مثل هذا المواطن البسيط أن يتقدم بشكوي ضد كلب الست معتبرا أن الشكوي في مثل هذه الحالة تعتبر ضد أم كلثوم نفسها فحاول اقناعه بالتراجع وسحب الشكوي قائلا »يعني هاتعمل عقلك بعقل كلب وأي كلب كمان انت فاكرة كلب صايع؟. ده كلب الست ؟!

ثم أخذ يمدح الكلب ويتغزل في أوصافه وقد تناثرت شائعات في ذلك الحين عن تعرض المواطن المصاب إلي ضغوط وصلت إلي درجة الاهانة والتهديد ولكن من الواضح أنها مجرد أقاويل مرسلة لاخفاء المزيد من الاثارة علي القصة بدليل أن شعبان صمم علي موقفه وان شكواه أخذت مسارها الطبيعي متحوله إلي محضر تم تحويله إلي النيابة المختصة التي بحثت الموضوع وحققت فيه ومع جميع أطرافه قبل أن ترفعه إلي المحكمة وكان دفاع السيدة أم كلثوم منصبا علي ان رعاية الكلب والمسئولية عن تصرفاته ترجع إلي البواب الذي اعتبرته المحكمة مهملا في أداء عمله واكتفت  أن تصدر حكما بتغريمه عشرة جنيهات خاصة وأن ثومة صاحبة الكلب الاصلية كانت قد قدمت من خلال محاميها شهادة تفيد بتطعيم الكلب وبالتالي فإن »عضاته« لا تتسبب في اي امراض او أوبئة، وبالتالي فان ما قام به لايزيد عن كونه.. شقاوة كلاب!

الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي كان متخما مثل كل المصريين بمرارة النكسة  ولا يكف عن استرجاعها وتذوقها.. النكسة ومرارتها - مع كل نسمة هواء.. وجد في هذا الحادث »التراجيكوميدي« فرصة جديدة للتنفيس عن مشاعره المحبطة فكتب قصيدته الشهيرة واصفا فيها وحاكيا هجمات وملاحم الكلب المتكررة.. وهي قصيدة شغلت الناس من الاسكندرية حتي أسوان لبعض الوقت قبل ان ينساها وينسي مناسبتها - كما تعودنا - الجميع وكان مما جاء فيها.

»هيص يا كلب الست هيص

ليك مقامك في البوليس

بكرة تتألف وزارة

من الكلاب ويا خدوك رئيس«!

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2011

 

السائح ... رحلة مع الجمال والخطر

بقلم : د . وليد سيف 

تقلب السينما الامريكية في دفاترها باستمرار من اجل تقديم توليفات جديدة أو نجوم سوبر لم يلتقوا من قبل. وقد يكشف هذا اللقاء عن كيمياء من النوع النادر، وبداية لثنائي جديد يمتع الجماهير بمباراة تمثيلية من النوع الساخن.. وقد تدور عجلة النجاح باستمرار مع سلسلة من الافلام تجمع بين النجمين فتمتليء خزاين المنتجين بلا حسد.. في الغالب هذا هو منطق التفكير الذي من خلاله تم الجمع في فيلم »السائح« لأول مرة بين نجمة السينما الامريكية الراسخة الجميلة الشهيرة انجلينا جولي.. والنجم عبقري التمثيل جوني ديب الذي اصبح اليوم علي قمة قائمة النجوم السوبر في العالم.

في هذا النوع من الافلام انت علي موعد مع سيناريو يسعي إلي ارضاء طموح نجم ونجمة بشخصيات جذابة محفزة لقدرات الاثنين.. والا سوف تكون العواقب وخيمة، فصدمة الجمهور في نجمين في فيلم واحد اقسي من ان تحتمل، ومن باب الامان يأتي الاختيار لرواية سبق تقديمها قديما وهي بالتالي مضمونة النجاح، ولكن الغريب ان قصة فيلم (السائح) تنتمي الي نوع المغامرات البوليسية الخفيفة المرحة التي لا تتناسب كثيرا مع الافلام التي تجمع كبار النجوم.

وعلاوة علي هذا فعلي عكس افلام الحركة والاثارة الحديثة اليوم سوف تفاجأ من البداية بالايقاع القديم المتمهل وحركة الكاميرا الهادئة المتصلة والمتربطة من مشهد لمشهد بفعل المونتاج الكلاسيكي، وتتوالي الاحداث بالاسلوب التقليدي في السرد الذي يعتمد علي تسلسل الحكاية زمنيا بلا تداخل ولا تعقيد. فالجميلة الفاتنة جولي في دور اليس وورد تتابعها الكاميرا وتتملي برؤياها وهي تخطو بدلال عابرة الطريق نحو المقهي المطل علي الشارع لتجلس علي احد موائده وتخطف ابصار الجميع ومنهم رجال الشرطة الذين يراقبونها عبر اكثر من وسيلة.. امرأة خطيرة بالفعل ويزيد من شعورك بخطورتها اداء جولي الهاديء الواثق ونظراتها المقتصدة واحساسها البالغ بالثقة.

هارب من الضرائب

وسرعان ما ندخل في قلب الاحداث باستلامها رسالة من رجل خطير ايضا هو الكسندر بيرس الذي تتعقبه أجهزة شرطة محلية ودولة إلي جانب عصابة رهيبة، يتزعمها رجل اعمال يزعم انه روسي حقق ثروته من تجارة محرمة وتعرض لخيانة من بيرس.. ولكن هناك طرفا آخر هو شبيه بيرس السائح مدرس الرياضيات توبيلو الذي سوف تقحمه إليس في الحكاية بعد قبلة ساخنة من شرفة جناحها بالفندق الفاخر.. يرصدها المراقبون ليصبح هذا الرجل الهاديء البسيط مطاردا من الجميع باعتباره بيرس المجرم الهارب بالملايين التي سرقها فضلا عن الضرائب التي لم يسددها.

وفي نفس اللحظة التي يتوهم فيها هذا المسكين ان القدر عوضه عن حبه السابق بامرأة باهرة الجمال ويمني نفسه بليال من الف ليلة مع هذه الفاتنة، الا ان حدود السعادة تتوقف عند مجرد قبلة ليبدأ في مواجهة سلسلة من المطاردات والتهديدات والتحقيقات ، يعاني خلالها من اجل اثبات انه ليس بيرس، وعلي الرغم من هذه المخاطر سوف يزداد تمسكه  بهذه المرأة الجميلة الغامضة.. بل انه سوف يتمكن من انقاذها من براثن العصابة بعد ان واجهت التهديد بتشويه جمالها، وبعد ان بدأت السكين تتحرك عند وجهها الجميل ونحن نكاد ندعو بقطع اليد الملعونة التي سوف تحرمنا من هذا الجمال الذي صنعته يد الخالق لتعجز كل كمبيوترات العالم واطباء تجميله في ان تضيف إليه المزيد او تصنع له مثيلا.

مفاجأة النهاية

وسوف يتمكن توبييللو من ان يفتح خزانة اموال بيرس التي لا يعرف رقمها السري سوي المجرم الهارب فقط.. ليكشف لنا عن مفاجأة مذهلة جديدة تفرض علينا ان نعيد النظر في كل ما ورد إلينا من معلومات خاطئة، فهل هذا الرجل هو توبيللو او بيرس، أيا كان فانه النجم جوني ديب في الحالتين، سوف نراه في نهاية الفيلم يستكمل قبلته او مهمته الشاقة المحببة مع البطلة جولي كنهاية متوقعة لاي فيلم مغامرات.

يحفل السيناريو بالفعل بمفاجآت مثيرة، ويتميز باتقان عناصره البصرية والصوتية بما فيها موسيقاه المميزة باسلوبية لحنية قادرة علي التعبير عن اجواء الفيلم المتنوعة بين البوليسية والكوميدية والعاطفية بنفس المقدرة، الا ان هذا لا يغير من حقيقة اعتماده علي لغز محدود الذكاء من الغاز الدرجة الثانية. فهو قائم  علي فكرة بسيطة وضعيفة المنطق، ومن أجل تمريرها يلجأ السيناريو الي تفاصيل كثيرة لاضفاء مصداقية عليها.. ولكن تظل الخطة التي يحيكها المجرم المختفي ضعيفة جدا وتعتمد علي عناصر الصدفة التي يصعب تحققها جدا ، فتعرف البطلة علي رجل يشبه بيرس في الطول والشكل بين ركاب قطار باكمله لا يفضي بالضرورة للوصول إلي الشخص المطلوب كما اراد البطل.. كما تعتمد خطة بيرس ايضا علي خداع رجال البوليس من معرفة فحوي الرسالة المضللة التي بعثها لاليس عن طريق قراءة رماد ورقتها الممزقة المحترقة.. وهي مسألة غير مؤكدة وتخضع لاحتمالات كثيرة.

متعة ثلاثية

ولكن لا شك ان هناك ايضا عوامل كثيرة لتحقيق المتعة في هذا الفيلم منها هذه الاجواء الجميلة الساحرة التي تقع فيها الاحداث في المدينة العائمة الرائعة فينيسيا..

وحيث  تدور المعارك والمطاردات علي مبانيها وفي اجنحة فنادقها الفاخرة وعلي لانشات ويخوت تعبر مياهها وتتجول في شوارعها.. وبأسلوبية سينمائية تعيدك الي زمن الرومانسيات السبعينية. وكان المشاهد نفسه هو السائح في هذا الفيلم يستمتع بمدينة جميلة عبر لقطات تم تصويرها بمزاح عال.. وبمونتاج متمهل يعتمد علي تشبع اللقطة وترك مساحة مناسبة للعين والعقل لا ستيعابها بهدوء.. وحيث الاعتماد علي المعالجة المتدفقة الاحداث والتفاصيل الثرية في تحقيق الايقاع.. فجولي تجيب علي الاسئلة بشبح ابتسامة او شروع في نظرة معبرة لا تكتمل ابدا.. انها التجسيد الحقيقي لغموض الشخصية كعميلة سرية بطبيعتها، وحرصها علي اخفاء مشاعرها الحقيقية ودوافعها.. كانت موقعة التمثيل في رأيي ليست في صالح جوني ديب وان كان اجتهد كثيرا في الحفاظ علي سرية الشخصية.. ولكنها موقعة قد تكرر في اعمال اخري ولا احد يضمن لجوليا ان يحالفها النصر كثيرا علي هذا الممثل العبقري.

وفي النهاية اوكد لك عزيزي القاريء انك مدعو هذه الايام الي رحلة عبر الشاشة الي فينيسيا مع نجمين فوق العادة.. سوف تستمتع كثيرا اذا كان هذا يكفيك..

اما اذا كنت من جمهور افلام المغامرات الذين ينشدون مغامرة بها قدر اكبر من الاثارة والابهار وبالطبع والايقاع السينمائي الحديث. فلا تضيع وقتك مع هذا الفيلم واتركه لامثالنا من جمهور الافلام القديمة والمغامرات البسيطة المفهومة البعيدة عن اي تعقيدات في الحبكة او اي خطط مركبة فكرياً او تكنولوجيا او خدع مبهرة بصريا.

أخبار النجوم المصرية في

13/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)