حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج عمرو سلامة يكتب عن فيلمه "لا مؤاخذة" الذى رفضته الرقابة لأسباب دينية

عمرو سلامة

أتمنى أن أحتفظ بهذه المقالة لقرائتها في المستقبل، لأنظر وقتها كيف كان حالنا في الماضي و أحمد الله على حاضر مازال مسقبلا، حينما يصبح لدينا كلنا عقول متفتحة و ثقة فيعقول الآخرين، و أتهكم من الماضي الذي مازال حاضر حينما يظن  البعض أنهم أهلا لرفض أو قمع، أو أنهم قوامون على باقي البشر ليقررون ما هم مستعدين لسماعة و ما الذي يجب أن يمنع للوصول لعقولهم.

كفنان متفائل أو ساذج كما يصفني البعض، قررت كتابة فيلم سينمائي ساخر كوميدي صادم ليناقش قضية التمييز الصامت - كما أسميها - بين المسلمين و المسيحيين في مجتمعنا العزيز، لأحاول فيها أن أبدأ بحل المشكلة، ليس بتقديم حلول، بل للكشف عنها و عن الواقع الذي نحياه، لظنا مني أن أول خطوات حل أي مشكلة هو الإعتراف بها و إقتناعي أن لن تحل مشكلة أبدا إن ظن أصحابها أنها ليست موجودة.

وكتبت فيلما طويلا إستغرقت في كتابته حوالي العام، من التفكير و التحضير و الكتابة الفعلية و إعادة الكتابة.

لأكتب فيلما يظن معظم من قرأوه أنه من أفضل ما كتبت الحمد لله.

وعندما كانوا يتساءلون، هل ستوافق الرقابة على فيلما كهذا، كنت أقول لهم أنني متأكد أنهم إن أكملوه سيفهمون مغزاه حتى لو كان مستتر بعض الشيء و أنهم سيعتبروه من أول خطوات الحل و قد يدفع الناس للتكلم و سيساعدون على بدء المواجهة الحميدة بين أصحاب الديانتين عندما يعلمون كيف يفكر كل منهم في الآخر.

وكان أصدقائى يظنون أن تفاءلي و عشمي في الرقابة مبالغ فيه، و خصوصا أن كاتب الفيلم مسلم وليس مسيحي.

ولكن من أكثر ما حمسني لكتابة هذا الفيلم كوني مسلما، لأنني إن دافعت عن حقوق المسيحيين  سيكون لي مصداقية أكثر، و لن يتهم أي من المسلمين الفيلم بالتحيز للمسيحيين.

وخوفا مني شخصيا على جرح مشاعر المسيحيين عرضت على الكثير من أصدقائى المسيحيين قرائة الفيلم، و كلهم بلا إستثناء عندما قرأوه حيوني، وشكروني، و قالولي "إحنا خايفين عليك من المسلمين المتشددين" و عندما جعلت أصدقائي الملتزمين نسبيا يقرأون الفيلم كلهم قالولي "المسيحيين موافقين على الكلام ده؟" فقلت لنفسي الحمد لله كل واحد حاسس إن الفيلم في صفه، لإنه في الحقيقة في صف الحق.

وقصة الفيلم ببساطة عن طفل مسيحي من الطبقة العليا، يحيى حياة مرفهة و يذهب لمدرسة أجنبية، وعندما توفى والده إضطر لدخول مدرسة حكومية أفقر من مدرسته الأولى، ويقوم الأطفال بالتهكم عليه والسخرية منه في أول أيامه بسبب أنه من طبقة أخرى، لبسه مختلف وطريقة كلامه مختلفة وحتى ساندوتشاته مختلفة أيضا، وعندما تأتي حصة الدين يقرأ الأستاذ كل الأسامي و لا يلحظ أن البطل مسيحي بسبب إسمه المشابه لأسامي المسلمين فيقول ببساطة "الحمد لله كلنا مسلمين" فيخاف البطل أن يفصح عن كونه مسيحيا و يتظاهر بأنه مسلم طوال السنة، و يبالغ في تدينه خوفا من كشف أمره.

وتكتمل الأحداث في شكل كوميدي ساخر، مما يجعل البطل يكتشف العالم الآخر ويعلم ما يقوله المسلمين في الأحاديث الجانبية عن المسيحيين، وخصوصا أنهم أطفال بلا تربية أو تعليم على مستوى جيد، وعلى الصعيد الآخر في حياته العادية نرى الكلام المستتر من المسيحيين المتشددين.

وتكتمل الأحداث إلى أن ينتهي الفيلم بشكل يثبت أن التمييز الصامت، السلبي، والمستتر قد يكون أعنف و أخطر من الإضطهاد والعنف في بعض الأحيان، وأن الحل في المساواة العمياء عن أي دين والحب بدون إثبات تطابق العبادات، بدون شعارات أو كلام قديم مبتذل.

و عندما قدمت الفيلم رفض رفضا قاطعا، وعندما ذهبت لأناقشهم فيه، وجلست مع الرقباء لعدة ساعات، عشت أسوأ ساعات حياتي بلا منافسة، وأكتشفت الهوة العميقة بيني وبين توقعاتي، ظنا منهم "لمراعاة مشاعر المسيحيين" و"للحفاظ على سمعة مصر"، و"مش كل ما يحصل في الحقيقة يحصل على الشاشة"، و"مصر عمر ما حصل فيها تمييز لا سلبي ولا إيجابي ولا حتى جوا النفوس"، و"طول عمر المسلم والمسيحي عايشين إيد واحدة"، وأخيرا "إحنا يا إبني لو وافقنا على فيلمك نقفل الرقابة أحسن و نشوفلنا كلنا شغلانات ثانية".

طبعا من وجهة نظرهم التي يجب أن أحترمها هم يدافعون عن الوطن، و بنفس الأسباب رفض الفيلم من لجنة التظلمات المحترمة و المبجلة غصب عني.

وطبعا من وجهة نظري المتطرفة يمكن.. الرومانسية جايز.. الحالمة مش هنقول لأ.. أنا لا أتفق مع آرائهم لواحد من الألف.

أولا المسيحيين يوميا بيسمعوا كل الكلام اللي بيتقال في الفيلم ده، و فيلمي لا يختلق أي منهم، وعندما قرأ أصدقائي المسيحيين الفيلم كانوا يضيفون كلاما لم أكن أظن أنهم يعلموه وكلام يسمعونه لم أسمعه أنا نفسي.

سمعة مصر هتلاقوها على لسان كل أجنبي زارها، على كل موقع عالمي بيحذر السياح من التحرش والتطرف والسرقة والرشاوي اللي هتطلب منه في كل خطوة، سمعة مصر في جرايد المعارضة والتوك شو، سمعة مصر للأسف من عمايلها على كل لسان، سمعة مصر مش هتتحسن إلا لما نناقش مشاكلها ونحلها، أمريكا معظم أفلامها إنتقاد لأوضاعها، مش خايفين على سمعتهم، بالعكس ده بيظهرهم قدام العالم إنه شعب بيعالج أخطائه وبيجلد نفسه على الجرايم اللي بيرتكبها.

أما عن الشعارات بتاعت المحبة فكلها إتفقست بعد الحادث الأخير، وشوفنا على الفيس بوك بس البلاعة اللي إنفجرت من أفكار متطرفة ظهرت، من أول المسلمين اللي محرمين أي نوع من أنواع التعاطف من المسلمين للمسيحيين ورموزهم وإحتفالاتهم، لمسيحيين إن كان عليهم يطردوا المسلمين من البلد لإنها بلدهم.

لما عملنا فيديو بيحث الناس على الإحتفال مع المسيحيين إخواتنا وشركاتنا في الوطن وإرجاع الشعارات القديمة مثل "الدين لله و الوطن للجميع" و "إرفاع الهلال مع الصليب" لقينا ناس كثير سابت الموضوع و ركزوا مع حرمانية إشراك الهلال مع الصليب والإحتفال مع المسيحيين، كأن ده وقته، و كأن صرخة البنت "أبويا مات" في الفيديو الشهير لم تجعل إهتمامهم ينصب على إظهار التعاطف والتراحم والإيمان بفكرة أن من مات مصري شريك في هذه البلد بغض النظر عن دينه.

طبعا العقلاء كانوا بيقولوا كلام عقلاني متحضر بيأكد على التسامح والحب، من الطرفين، بس ظهر على النقيض مقدار الكبت والتعصب اللي تحت الرماد عشان ماحدش سايبه يبان و يتعالج، ما هو طول ما حاصل صمت يستحيل العلاج، ينفع تروح عند دكتور يقولك عندك إيه ماتردش عليه خوفا على سمعتك عشان مايتقلش عليك عيان؟

وأنا مش مع إن حد يتقطع عيشة، بس فعلا أنا ضد الرقابة فكرة ومضمونا، أنا فنان ورقيب على ما بقدمه بناء على أفكاري وإيماناتي، و المتفرج رقيب على اللي بيسمح لنفسه إنه يتفرج عليه، وخصوصا إنه لو عايز يشوف كهول يمارسون الفحشاء مع الحيوانات الضالة هيدخل على النت ويلاقي فيديوهات للصبح، الرقابة أصبحت فكرة غير منطقية في هذا العصر، وإن كانت تدل فتدل فقط على حجر وسيطرة غير واقعية على عقول الناس.

وإن كان الناس سيقبلون على الجنس إن قدم لهم، فعالجوا مشكلة الكبت الجنسي والمشاكل الإقتصادية المسببة لعدم الزواج، إن كانوا سيثورون لو تكلمنا عن الطائفية، فعالجوا أسبابها وإمحوا الغضب المكبوت وعلموا الناس صح يعني إيه دين وسماحة، وإن كان الشعب سينزعج من فكرة وجود العنف يبقى يرفض الفيلم ومايروحوش.

وأعتقد إن رفض الفيلم ما منعش الحادث المأساوي المكئب اللي حصل، مامنعش التطرف يبان بعديه، ما منعش إننا كلنا خفنا من فتنة كان ممكن تحصل، ما منعش أحداث جانبية أسوأ من قبل.

ولسه متفائل إني هعمل الفيلم في يوم من الأيام، لسه ماعرفش إزاي أو إمتى، بس يومها هكتب قبله إنه رفض من مصر أيام ما كان فيها عقول الناس ملفوف حوليها سور، لأني هعمله في يوم هيتهد فيه الأسوار… والأصنام.

الدستور المصرية في

10/01/2011

 

«لعبة عادلة» يثير الجدل: الرقيب يؤكد عدم حصوله على تصريح بالعرض.. والشركة الموزعة تتساءل: على أى أساس إذن قررنا عرضه؟

محسن حسنى 

على الرغم من تحديد يوم الأربعاء المقبل موعداً نهائياً لعرض الفيلم الأمريكى «لعبة عادلة» فى مصر عرضا عاما للجمهور إلا أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لم يصدر حتى الآن تصريحاً بعرضه!. وعلمت «المصرى اليوم» أن ٣ رقباء شاهدوا الفيلم ووافقوا على عرضه، وسيشاهده الدكتور سيد خطاب، رئيس الرقابة، اليوم الاثنين الساعة ٦ مساءً لإصدار قراره النهائى.

وقال الدكتور سيد خطاب رئيس الرقابة: وصلتنا نسخة الفيلم منذ حوالى أسبوع، لا أكثر، ولا يزال قيد المشاهدة، وسوف نصدر خلال يومين تقريره الرقابى.

أضاف: نعرف أن الفيلم تشارك به ممثلة إسرائيلية هى ليزار شارهى، وهذه مشكلة من الناحية الثقافية لكنها ليست مشكلة قانونية تهدد بوقف عرض الفيلم، موضحا: قرار عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلى هو قرار قومى كل مصر تجمع عليه سواء أفراد أو مؤسسات، ولهذا سوف أبحث القرار النهائى بإمكانية عرض هذا الفيلم مع عدة جهات أخرى منها اتحاد النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما ونقابتا السينمائيين والممثلين وسأجتمع بالمسؤولين عن تلك الجهات لبحث هذا الأمر ومعرفة مدى إمكانية عرض فيلم غير إسرائيلى تشارك به ممثلة إسرائيلية. وقال خطاب: وجود ممثلة إسرائيلية فى «لعبة عادلة» قد يعوق عرضه فى مصر عرضاً عاماً للجمهور، ولست مسؤولا عن تحديد موعد عرضه بين الشركة التى توزعه وأصحاب دور العرض.

اللافت للنظر أن شيرين زند مديرة الدعاية والإعلان بالشركة التى توزع الفيلم داخل مصر أكدت لـ«المصرى اليوم» أن الفيلم تم عرضه على الرقابة يوم الثلاثاء الماضى، وبناء عليه حددت الشركة مع أصحاب دور العرض فى مصر موعد عرض الفيلم، كما حددت يوم الثلاثاء المقبل لعمل عرض خاص للصحفيين والنقاد.

وتعليقا على الموضوع أكد المنتج والموزع محمد حسن رمزى أن أنطوان زند موزع الفيلم حدد موعد عرضه قبل تصريح الرقابه لثقته أن الرقابة فى ٢٠١١ لن تمنع فيلماً، وخاصة أن «لعبة عادلة» فيلم كبير. وأضاف: طبقا لعرف السوق فإن الموزعين غالبا يحددون مواعيد وأماكن عرض أفلامهم قبل تصريح الرقابة ولكن إذا عطلت الرقابة العرض تحدث مشكلة، موضحا: حدث هذا معى قبل عرض «نمس بوند» حين حددت عرضه يوم الأربعاء لكن تصريح الرقابة لم يصدر إلا ليلة الخميس وهذا جعلنى أعرضه يوم الجمعة وتحملت بسبب هذا خسارة إيراد يوم كامل لا تقل عن ٣٠٠ ألف جنيه. أكد رمزى أن الرقابة استنفدت أغراضها لأنها منذ أيام عبدالناصر كانت موجودة لأسباب سياسية لها علاقة بأمريكا وإسرائيل أما الآن فينبغى إلغاؤها.

«لعبة عادلة» بطولة شون بن وناعومى واتس ويشارك فيه من مصر خالد النبوى، ويتناول بحث زيف أسباب الحرب الأمريكية على العراق وهو مقتبس من مذكرات الجاسوسة الأمريكية السابقة فاليرى بلايم بعنوان «لعبةعادلة: حياتى كجاسوسة وخيانة البيت الأبيض لى»، وشارك الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» خلال دورته الأخيرة كما عرض بعدة مهرجانات. الجدير بالذكر أن «لعبة عادلة» سبق أن أثار أزمة كبيرة حين عرض فى «كان» خلال مايو الماضى حين اتهم خالد النبوى بالتطبيع بسبب مشاركته فى فيلم به ممثلة إسرائيلية، لكن خالد دافع وقتها بأن الفيلم يتضمن عشرات الممثلين وأن شون بن بطل معروف بمواقفه المعادية للصهيونية.

المصري اليوم في

10/01/2011

 

عمرو واكد يطالب الحكومة بتسهيلات ائتمانية لتطوير صناعة السينما

محمد طه 

طالب عمرو واكد الحكومة بدعم السينما من خلال تشجيع البنوك على منح تسهيلات ائتمانية للمشاريع السينمائية مثل ما يحدث فى دول أوروبا وأمريكا، حتى يتم النهوض بالصناعة، وقال فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: وجود صناع جدد يمنع تحكم أشخاص بأعينهم فى الصناعة، فالسينما المصرية لا تقل عن السينما الأوروبية، لكنها تحتاج إلى الدعم والعمل على تطوير المؤلف لأن المعاناة الحقيقية فى مصر تتجسد فى السيناريوهات، والخلل الحقيقى الذى يكمن فى هذا الموضوع هو المرحلة ما بين الفكرة والكتابة وكيفية تناولها وعرضها وسردها وكتابة شخصياتها. وأوضح واكد أن الكارثة الكبرى التى تعانى منها الصناعة فى مصر هى بيع نيجاتيف الفيلم أثناء التصوير حتى يحصل المنتج على أى مبالغ مادية ليستكمل التصوير أحيانا، ولو تم دعم السينما من خلال قانون يجعل البنوك المصرية تقدم تسهيلات ائتمانية للمشاريع السينمائية، فسوف نحل أزمة بيع النيجاتيف ونخلق صناعا جددا.

 وصرح واكد بأن المخرج والسيناريست أحمد ماهر اقترب من الانتهاء من كتابة سيناريو فيلم «بأى أرض تموت» الذى يلعب واكد بطولته، لكن لم يتم ترشيح باقى أبطال العمل، وقال: الفيلم إنتاج إيطالى فرنسى مصرى مشترك، ويتناول حكاية مصرى هاجر إلى إيطاليا منذ ٢٠ عاما، وهو فيلم ملحمى وتجارى فى الوقت نفسه، ويتم تصوير معظم الأحداث فى إيطاليا التى تتحمل تكلفة الطبع والتحميض، كما يضم ممثلين من مصر وإيطاليا وفرنسا.

 ويعقد واكد جلسات عمل مع المخرج خيرى بشارة لوضع الشكل المبدئى للفيلم الذى يكتبه بشارة، ولم يتم الاستقرار على اسمه حتى الآن، ومن المفترض أن يتم تصويره فى الصيف المقبل، ويتناول مدينة القاهرة كملتقى للعديد من الثقافات الأخرى مثل الأوروبية والأمريكية والآسيوية والأفريقية، واندماج المصريين معها والتعامل مع جنسيات أخرى دون قلق أو خوف.

عمرو يقرأ عددا من السيناريوهات الدرامية لاختيار أحدها لرمضان المقبل، وأوضح أنه لم يستقر حتى الآن على سيناريو معين.

المصري اليوم في

10/01/2011

 

توقعات بسيطرة هوليوود على الدورة ٦٤ لـ«كان» بعد اختيار «دى نيرو» رئيسًا للجنة التحكيم

ريهام جودة     

لم يكن اختيار إدارة مهرجان «كان» السينمائى الدولى الممثل الأمريكى «روبرت دى نيرو» لرئاسة لجنة تحكيم الدورة المقبلة قرارًا غريبًا فى الأوساط السينمائية، لما عرف عنه من خبرة طويلة كممثل ومخرج ومنتج، إلى جانب تمويله لمهرجان «تريبيكا» السينمائى الدولى فى الولايات المتحدة الذى يخصص عائداته لصالح ضحايا هجمات الحادى عشر من سبتمبر، وبذلك يكون «دى نيرو» - ٦٧ عامًا - ثانى ممثل أمريكى يرأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية فى «كان» خلال ثلاثة أعوام، حيث رأس «شون بن» اللجنة عام ٢٠٠٨، كما يعد من الممثلين الأمريكيين القلائل فى ترأسهم لها، حيث غلب المخرجون على اختيار إدارة «كان» لرؤساء اللجان، فكان منهم «فرانسيس فورد كوبولا» و«مارتن سكورسيزى» و«كوينتين تارانتينو»، باستثناءات قليلة للممثلين، ومنهم «كيرك دوجلاس» و«كلينت إيستوود».

من المقرر أن يرأس «دى نيرو» اللجنة المكونة من ٩ أعضاء فى الدورة الرابعة والستين للمهرجان، التى تنطلق فى الفترة من ١١ وحتى ٢٢ مارس المقبل.

وذكرت إدارة مهرجان «كان»، فى بيان رسمى صادر عنها، أن دعوة «روبرت دى نيرو» لرئاسة لجنة تحكيم المهرجان هى للرغبة فى الإشادة بالشريك المؤسس لمهرجان «تريبيكا» السينمائى الذى يحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لتأسيسه فى مدينة نيويورك، والذى أفرز تعاونًا مع مهرجان «الدوحة السينمائى» فى قطر، ليحمل اسم مهرجان «الدوحة تريبيكا السينمائى الدولى».

ويتوقع محللون أن يجتذب «دى نيرو» برئاسته للجنة تحكيم المسابقة الدولية فى «كان» عددًا من نجوم هوليوود ومشاركات الأفلام الأمريكية بشكل كبير وموسع عما كانت عليه الدورة الماضية التى شهدت حضورًا أقل من المعتاد بالنسبة لأعمال هوليوود ونجومها فى «كان»، كما ذهبت الجوائز خارج هوليوود، فعلى سبيل المثال حصل فيلم «العم بونمى» وهو إنتاج تايلاندى بريطانى فرنسى ألمانى إسبانى على «السعفة الذهبية»، فى حين حصلت الممثلة الفرنسية «جولييت بينوش» وزميلها الإسبانى «خافيير بارديم» على جائزتى التمثيل عن فيلمى «نسخة معتمدة» و«بيوتيفول».

ووصف «دى نيرو» اختياره بأنه «فرصة نادرة»، مشيرًا إلى أنها ليست بالمهمة السهلة، سواء بالنسبة له أو لأعضاء اللجنة الذين سيعملون تحت رئاسته لاختيار الأفلام الفائزة فى تلك الدورة، وقال: كونى شريكًا مؤسسًا لمهرجان «تريبيكا» السينمائى ومهرجان «الدوحة تريبيكا السينمائى» يعنى تقديرى للجنة التحكيم التى تخدم وتقوم بدور مهم فى اختيار الأفلام الجيدة التى ستعرض فى جميع أنحاء العالم، خاصة أن هذا النوع من المهرجانات يساعد على تواصل مجتمع السينما الدولى وخلق تأثير ثقافى دائم.

ويعد «دى نيرو» - ذو الأصول الإيطالية - واحدًا من أبرز الممثلين فى تاريخ السينما، وقد لفت إليه الانتباه منذ أول أفلامه «٣ غرف فى مانهاتن»، لكنه قدم موهبته الحقيقية من خلال فيلم بMean Streets» وتوالت أعماله الناجحة فيما بعد، ومنها «الأب الروحى» و«كازينو» و«الثور الهائج» و«صائد الغزلان» و«سائق التاكسى»، وإلى جانب الأدوار التراجيدية قدم الأعمال الكوميدية مثل سلسلة «قابل الوالدين»، التى يعرض أحدث أجزائها «صغار عائلة فوكرز» حاليًا فى الولايات المتحدة ومصر وعدد من دول العالم، وإلى جانب موهبته التمثيلية أخرج فيلمين هما «A Bronx Taleا عام ١٩٩٣ و«The Good Shepherdا ٢٠٠٦.

المصري اليوم في

10/01/2011

 

ثقافات / سينما

عودة الى كلاسيك السينما (5): سارق الدراجة

حميد مشهداني من برشلونة:  

هذه المرة، اكتب عن أكثر الأعمال السينمائية الايطالية شهرة على مستوى العالم، ”سارق الدراجة” 1948 لرائد “الواقعية الجدبدة” -فيتوريو دي سيكا- يقال احيانا انه من أفكار بسيطة بنيت معظم الافلام العظيمة، وهذا واحدا يمثل الفكرة بكل أبعادها، مدينة “روما" التي دمرتها الحرب كانت تستيقظ من كابوسها الذي استمر سنوات عديدة، اذا حسبنا سنوات الفاشية ما قبل الحرب وأثنائها، مدينة جائعة، مزدحمة بجيش من العاطلين عن العمل، واللصوص، والمحتالين، وكلهم بطرق مختلفة، من الشريفة الى الانانية يجهدون في البحث عن لقمة العيش اليومي، فتختلط الادوار، وتظهر التناقضات الاخلاقية كما في كل حالات الحروب، وبعدها.

بطلنا في هذا الفيلم، هو عامل عاطل، يحصل، بشق الانفس، على وظيفة بسيطة في ضواحي “روما” ولكن بشرط ان يملك دراجة هوائية والتي في الواقع كان يملكها، ولكنها كانت مرهونة في واحد من دكاكين “الرهن” التي انتشرت انذاك بسبب جوع سابق، ولكي يسترد دراجته يضطر ان يرهن “شراشف” عرسه، هذه هنا الفكرة البسيطة، الوظيفة المتواضعة و واسطة النقل الرخيصة “دراجة هوائية” الفيلم، قصة محزنة، فيها من الانفعال الدرامي، والشعري ما يثير في المشاهد نوعا من الاحباط المر، امام بوئس هذا الرجل أقتصاديا، بجانب سوء الحظ، فبعد فرح الفوز بالوظيفة، وفي أول يوم مباشرته، احدهم يسرق الدراجة، وهذه كانت وسيلة العيش الوحيدة لهذا الرجل المسكين، السيء الطالع، وذي النيات الحسنة لتبدأ “أوديسيا” البحث عنها في الاسواق، والاحياء الشعبية، ومنها تلك التي ما يسمى بالعالم السفلي .

يضعنا “فيتوريو دي سيكا” المخرج أمام وضع “ما بعد الحرب” المؤلم اجتماعيا، في سفر احباطي، ونرى اللص هنا وهناك مطاردا من قبل هذا العامل بمساعدة طفله الصغير “أنزو ستايولا” الذي يؤدي دورا في منتهى الانفعال وهو الذي لم يقف أمام كاميرة سينما قبل هذا .في هذا السفر المتعب يصور “دي سيكا” تناقض أخلاقي لمجتمع متعب، حيث في مكان يتمتع بتضامن ساكني الحي، وفي أحياء أخرى يستقبل بالشتم، وهنا يقوم مصور الفيلم “كارلو مونتوري” بأداء رائع، فجانب تصويره المنظر العام لمجتمع مهووس في البحث عن موقعه في هذه المرحلة الصعبة، كانت كاميرته تعكس في الكثير من اللقطات حميمية هذا الرجل مع ابنه الطفل بنظرات، ولمسات سريعة، فالممثل غير المحترف “لامبيرتو ماجوراني” بشكله النحيف، وطيبة تعابير وجهه يؤدي بجدارة فائقة دورا صعبا فيما يخص هذا الانطباع، الملئ بالحب لابنه. ففي داخله تتصارع القيم بين العدل وعدمه، بين المسؤلية والشعور بالذنب، ليعكس ألم طبقة مسحوقة تبحث سبل العيش بنزاهة، وكرامة رغم شروط الفقر.

 تصوير مدهش، قطعة خام من الاسود والابيض، يلتقط بذكاء كل لحظات البوئس والفقر المدفع الذي عم إيطاليا في تلك السنوات العجاف. بين الفاشية والحرب، ”فيتوريو” مع صديق عمره كاتب السيناريو “سيساري زاباتيني” قاما بصنع فيلم عظيم من لاشئ تقريبا، لا ديكورات خاصة، ولا ابهة في التشكيل العام له، فمعظم التصوير كان خارجيا، في شوارع “روما” بسكانها البسطاء يتسكعون احيائها المدمرة في بحث دائم عن فرصة عمل، أو لقمة عيش.

بعد الحرب في مدينة مستنزفة و نفوس مضطربة، و مجتمع يحاول لملة اطرافه المتناثرة بين الخير والشر، السؤ و الواجب، بين الاحتيال واحترام الذات يتركنا المخرج في سفر مرير، خاليا من الخيال السينمائي الذي اعتدنا عليه، وهذا ما كان يثير المخرج و الممثل العظيم “أورسون ويلز” الذي يعتقد بضرورة الخيال في العمل السينمائي، وهو كان من أكثر صناع السينما أحتراما “للواقعية الحديثة” الايطالية التي وضع حجر اساسها “روبيرتو روسيليني” حتى لتكاد ان تصير افلاما وثائقية، وهنا اتذكر زيارة هذا لبغداد قبل وفاته بسنة، بصراحة لا أتذكر المناسبة ولكنه القى محاضرة رائعة في “قاعة الشعب” في باب المعظم .

من هذه الفكرة البسيطة صنع فيلما رائعا، وعرض في العديد من دور سينما بغدادية ثانوية لينتهي في تليفزيون بغداد الذي عرضه مرات عديدة، ملايين من المشاهدين، وأنا احدهم كنا نبحث، بمعاناة عن تلك الدراجة المسروقة، و كلما كنا نقترب من لحظة العثور عليها تختنق الانفاس، ومرة أخرى نشعر بالاحباط المر، ونرافق العامل الفقير في العديد من أحياء “روما” وسكانها من أغنياء و فقراء، وتناقض أخلاق هؤلاء بين الطيبة والاحتيال، وحتى النفاق بكل رداءته، بعد سنوات حرب قاسية، ومجتمع يحاول النهوض ونفض غبار الشر الذي سكن أطرافه الاساسية بواقعية مريرة، ولكنها لا تخلو من الفكاهة والمرح، و كل هذا هذا يحدث في اسفل طبقاته المتدينة، وغير المتدينة والذي لايترك اللجوء الى المشعوذين والمنجمين، والنصابين باحثا عن مستقبل أفضل، فهؤلاء نموا و أزدهروا كما العشب الردئ في حديقة جميلة، صيادي الفرص على حساب الفقراء، كما يحدث في كل المجتمعات التي تعاني فقدان الامل، بعد حروب وانتكاسات مؤلمة، وهذا يحدث الآن في العراق .

سرقة الدراجة تتحول الى قضية مصير عائلة، لانها واسطة العمل المشروطة، فقدانها يعني ضياع الوظيفة البائسة. وبعد الفشل في العديد من محاولات العثور عليها و استرجاعها يبدأ هذا الرجل الطيب في التفكير جديا في سرقة دراجة، وتنتهي روحه بالتسمم بالشر ليقوم بهذا العمل المشين ولكن الحظ لم يساعده، فيطارد ويقبض عليه من قبل نفس الرعاع الذين عنفوه سابقا حينما عثر على لص دراجته، ولم يساعدوه في “العدالة” تلك المرة، و يتعرض للاهانة والضرب أمام أبنه، وهنا قمة المأساوية في الفيلم في نهايته، والمخرج اصاب بذكاء في نهاية كهذه، و كأنه اراد القول ان المجتمعات كانت و ستكون الى الابد هكذا.

الواقعية الجديدة في السينما الايطالية التي بدأها “روبيرتو روسيليني” في شريطه الرائع “روما مدينة مفتوحة” 1945 أشتهرت عالميا بعد عرض سارق الدراجة، وبعد اعمال مخرجين مهمين مثل “فيسكونتي “ و“انتونيوني” وآخرين، كي تنتشر في كل أوروبا خصوصا في فرنسا و اسبانيا. 

لابد من التذكير بدور النقابات العمالية الايطالية في الاصلاح اللاحق الذي حدث بعد سنوات الحرب، ونمو هذه النقابات التي مثلت طبقة عاملة كانت تنمو ببطء، والتي استطاعت بجهد كبير الحصول على العديد من الامتيازات التي كانت محرومة منها، لينشأ حزب شيوعي إيطالي صار فيما بعد من أكبر الاحزاب الشيوعية في أوربا الغربية، الذي فاز بكل الانتخابات الديمقراطية، ولكنه لم يفز بالسلطة ابدا بسبب “العصا” الاميركية التي كانت تضعها المخابرات في عجلة التطور الديمقراطي في ايطاليا، فالتحالف بين الادارة الاميركية، والديمقراطية المسيحية بجانب “لمسات” المافيا أحبطت هذا الحلم لعقود .

في تلك الفترة تسمم المجتمع الايطالي ب”فايروس” معاداة الشيوعية بتأثير العديد من العناصر، أهمها التدخل الاميركي، المباشر وغير المباشر، المهمة كانت منع وصول اي حكومة شيوعية منتخبة ديموقراطيا مهما كلف الثمن، ونجحت في هذا رغم فوز الحزب باغلبية ساحقة في كل الانتخابات، ونتائج هذا “الفايروس” نراه الان في وصول السيد “بيرليسكوني” سدة الحكم لأكثر من دورتين انتخابية وهذا يجعل من ايطاليا وناخبيها في موضع هزلي ومضحك، أمام ديموقراطيات اوروبا، فالسم يأتي من بعيد، وهذه أيطاليا الان يحكمها رجل شبه مشعوذ، ومليونير، وبهلوان في نفس الوقت .

انا أزور ايطاليا كل عام تقريبا، ومنذ سنوات، وحين أسال أحدهم سر فوز “بيرليسكوني” يقسم أنه لم ينتخبه، واحدا أعترف بصراحة انه ينتخبه، وهذا كان سائق تاكسي، قال لي بصراحة انه من منتخبيه، وقبل ان أساله، لماذا؟ واصل الحديث قائلا لانه “مليونير” وليس بحاجة الى سرقة المال العام، وهذه كانت إجابة فيها نوع من المعقولية لولا تورطه في العديد من الفضائح الجنسية، والمالية، قضايا الفساد والرشوة التي لم ينتهي منها بعد،

أخيرا أعود الى الفيلم لأقول، انه يعتبر من جواهر السينما العالمية، وصار أشارة للعديد من صناع السينما في كل أنحاء العالم، وحصد العديد من الجوائز، منها الأوسكار.

إيلاف في

10/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)