حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يعزو اصابته بالسرطان لنمط حياته الشاقة... وسجن ابنه ساهم بذلك

مايكل دوغلاس: الجمهور يحب الشخصيات الشريرة

هوليوود ـ من حسام عاصي

خلال حياته المهنية كممثل، كان مايكل دوغلاس يأسر الجمهور، ليس من خلال تجسيد شخصيات بطولية، ولكن عن طريق تمثيل شخصيات لا يمكن التعاطف معها، زارعا فيها سحرا وانسانية. ضمن هذه الادوار الآسرة: دور رجل الاعمال الذي يلتهم الشركات في 'وول ستريت'، الزوج الخائن في 'جاذبية مميتة'، رجل شرطة سكير في 'غريزة اساسية'، وموظف يتحرش جنسيا بالموظفات في 'كشف'.

التقيت مايكل دوغلاس للمرة الاولى في لوس انجليس اواخر ايار (مايو) الماضي. رغم انه لم يعد يتأجج بطاقة الشباب، فان النجم ذا الـ65 عاما لم يفقد سحره وجاذبيته الرجولية، على الرغم من الشعر الشائب والوجه المجعد، كان ما زال يبدو وسيما ومتألقا مثل اي نجم شاب.

للأسف، بعد شهرين من ذلك، تم تشخيص اصابته بسرطان الحلق، ومنذ ذلك الحين وهو يخضع للعلاج الكيميائي. اتضح ان دوغلاس كان يشتكي للأطباء من التهاب في الحلق، لكنهم فشلوا في كشف سبب هذا الانزعاج. اليوم، يبدو نحيفا وهشا، ودوائر سوداء تحيط بعينيه، بشعر رمادي مشعث وصوت اجش.

'العلاج الكيميائي يقوم بايذائي. من جهة فان الورم الخبيث يتقلص، ومن جهة اخرى فانه يسحب الطاقة منك،' يشرح دوغلاس.

مع ذلك، يشعر دوغلاس بالارتياح. في هذه الايام الصعبة، يستمد القوة من دعم عائلته له. وهو متأثر بالدعم الهائل الذي يحصل عليه من الجمهور. مع ذلك، فانه يفضل ان يترك وحده وان يقضي الوقت مستمعا الى الموسيقى يقرأ الكتب. 'اؤمن بالعزلة. يجب ان تقوم بشفاء نفسك. يجب ان ترتاح. ليس هناك الكثير الذي يمكنك ان تفعله،' يتابع قائلا.

هذا النوع من السرطان يتسبب به الكحول والتدخين، لكن في حالته، يعتقد دوغلاس ان ذلك عائد لنوع الحياة الشاقة التي يعيشها والقلق الذي تعرض له في السنة الماضية، خصوصا بعد حبس ابنه الاكبر (41 سنة) بتهمة بيع المخدرات.

'انا عموما شخص ايجابي واموري كانت حسنة لوقت طويل من الزمن. من حين لآخر، فان الزمن يرميك رمية ما ليختبرك. علينا ان نحتمل هذا. وسوف اكون شخصا اقوى وافضل من اجل ذلك'، يتابع قائلا.

الكشف عن اصابته بالسرطان ظهرت فيما هو يستعد لاطلاق فيلم اوليفر ستون 'وول ستريت: المال لا ينام ابدا'، الذي يجسد فيه دور غوردون غيكو، الذي يخرج من السجن، بعد ان قضى مدة حبسه بقضايا فساد، وغسيل اموال ونصب، مصمما على العودة الى اللعبة مجددا. غير انه هذه المرة هو شخص دخيل، ابنته منفصلة عنه (كاري موليغان)، ويكسب رزقه من القاء المحاضرات في الكليات التي تدرس ادارة الاعمال.

'التوقيت كان سيئا،' يقول دوغلاس ضاحكا. 'عندما اخذوا خزعة مني وعرفت كيف سيكون برنامجي، وهو 8 اسابيع من العلاج الاشعاعي المكثف، اضافة الى العلاج الكيميائي، انتبهت الى ان ذلك يتداخل مع افتتاح الفيلم. لذلك قررت ان اقوم بذلك وافصله عن دوري في الفيلم. لأنني لم ارد ان يظهر الامر كما لو كنت غارقا في العتمة عندما يظهر الفيلم'.

على الرغم من ظروفه الصحية الصعبة، فان دوغلاس لم يتوقف عن الترويج للفيلم، بما في ذلك السير على السجادة الحمراء في الافتتاح لأنه، كما يقول، 'انا فخور جدا بهذا الفيلم.'

بالتأكيد، فغيكو، مع قانونه 'الطمع شيء جيد' والسطور التي يتذكرها المشاهد مثل 'غداء للمخنثين' و'تريد صديقا، اشتر كلبا،' تحولت الى صور ايقونية. كما انها ضمنت لدوغلاس جائزة الاوسكار الوحيدة في التمثيل.

'استمتع بفرصة عودة انبعاث شخصية عنت الكثير للعديد من الناس لفترة طويلة من الزمن.. وهذا يجعلك تعلم ان الجمهور يحب الشخصيات الشريرة، خصوصا من كان لديه كل هذه المواهب.'

مع ذلك، فان دوغلاس فوجئ، بل صدم من الاهتمام الهائل والتأثير الذي احدثته هذه الشخصية على من يعملون في وول ستريت. 'ما زلت، حتى هذا اليوم، لا استطيع تجاوز عدد الذين الذين جاءوني قائلين 'انت من دفعت بي الى حيث انا وقد شاهدتك'، وهم ليسوا منزعجين من حالة الاسر هذه'، يقول متعجبا. 'كانت تلك طريقة لفهم هذا العالم وهؤلاء الاشخاص الذين همهم الوحيد ان يجنوا المال. انهم لا يهتمون كيف يقومون بذلك. لا شيء اخر في حياتهم له الاهمية ذاتها.'

في حين ان الفيلم الاصلي قام بكشف التجاوزات وطموحات مقاولي البورصات قبيل الهبوط الكبير للبورصات عام 2008. 'احسست ان هذا الفيلم حتى اكثر اثارة ووقتا لاستكشاف هذا العالم المالي، اكثر مما حصل معي في الفيلم الاول عن وول ستريت'، يتابع قوله.

مايكل دوغلاس هو ابن واحد من اشهر اساطير هوليوود، كيرك دوغلاس. علاقته مع ابيه كانت مضطربة، وكان قليلا ما يراه وهو في طور شبابه الاول. لكنهما تواصلا بعد ذلك، وبدأ بقضاء وقت معه خلال فترات التصوير، حيث حصل على فرصة التعلم عن التمثيل، والاخراج وانتاج الافلام من اساطير هوليوود.

'عندما كنت اذهب لرؤية والدي وكل اصدقائه، توني كيرتس، بيرت لانكستر، جانيت لي، كنت تستطيع ان تحس بحالة عدم الاستقرار والامان لدى الممثلين. يمكنك ان تراهم كاشخاص حقيقيين. كان لديه نجم جديد يستضيفه كل اسبوع، او مخرج بحيث انني تعلمت الكثير عن انتاج الافلام.' يقول دوغلاس.

في الواقع، فان دوغلاس تعلم الكثير عن صناعة الافلام بحيث فاز باوسكار عن انتاج 'الطيران فوق عش الوقواق،' الذي حصل ايضا على افضل 5 جوائز اوسكار. بعد ذلك قام بمتابعة هذا النجاح من خلال المشاركة في انتاج وكذلك بطولة 'متلازمة الصين' و'مغازلة الحجر'.

وجود هاتين القبعتين على رأسي خلال حياتي المهنية جعلني ارى كامل الفيلم اثناء صناعته،' يقول. 'ذلك يسمح لك كممثل، ان تسأل اسئلة للمخرج من دون ان تهينه. تلك كانت طريقتي في ان اكون مثل مسبار المعرفة لاعرف ان كانوا يفهمون حقيقة ما يقولونه ام لا.'

على الرغم من نجاحه فان دوغلاس يعتقد ان فيلم 'وول ستريت'، وفيلمه اللاحق 'جاذبية مميتة'، هما ما ثبتا وضعيته كممثل من الدرجة الاولى وسمحا له اخيرا بالخروج من ظل والده الشهير، الذي، ما زال، رغم انه في الـ 93 من العمر، له وجود رئيسي في حياة ابنه.

يعزو دوغلاس نجاحه في 'وول ستريت' الى اوليفر ستون، المعروف بدفعه ممثلي افلامه الى اقصى ما يمكنهم تقديمه.

'العمل معه ليس امرا بسيطا'، يقول دوغلاس ضاحكا. 'انه موهوب حقيقة، شخص معذب ويحب المواجهة. انه يتركك تعلم ما الذي ستفعله. هذا شخص اعطاني جائزة الاوسكار كممثل. ممثلون اخرون قدموا على ما اعتقد افضل ما لديهم مع اوليفر. تحس كما لو انه هو نفسه يريد ان يكون ممثلا، لكنه يحتفظ بمسافة بينه وبين ذلك.'

الشيخوخة تجعل الامور اكثر صعوبة بالنسبة لدوغلاس هذه الايام لايجاد ادوار بطولة مهمة يحب ان يجسدها. كما ان عائلته مع ابنين صغيرين تجبره اكثر على الانتقاء. خلال هذا الوقت، يتطلع لتمثيل شخصية عازف البيانو المتألق 'ليبرانس' في فيلم ستيفن سودربرغ القادم، الذي يبدأ تصويره في الربيع.

'خططي الحالية هي ان اقوم بقهر هذا السرطان. سيأخذ ذلك اربعة او خمسة اشهر'. ما زلنا نخطط لعمل 'ليبرانس'. لقد افتخرت دائما بكوني احاول وضع اكثر ما يمكنني في كل ما اقوم به. لقد عملت دائما بمشقة، ومثلت بمشقة وآمل ان اكمل ذلك.'

المصرية في

10/01/2011

 

المخرج أحمد عواض: لا أهتم بآراء النقاد

القاهرة - فايزة هنداوي 

بعد غياب أربع سنوات عن الساحة السينمائية، عاد المخرج أحمد عواض بفيلم {بون سواريه» الذي أثار جدلاً كبيراً قبل عرضه وبعده، حتى إن مؤلفه السيناريست محمود أبو زيد تبرأ منه.

عن هذا الجدل ورأيه في ما وُجّه الى الفيلم من انتقادات كان اللقاء التالي مع عواض.

لماذا قرّرت العودة إلى السينما بعد أربع سنوات من الغياب بفيلم كوميدي على رغم تصريحاتك السابقة بأنك لن تُخرج ثانيةً هذه النوعية من الأفلام؟

فعلاً كنت أتمنى ذلك، وحاولت تقديم فيلم مختلف بعنوان «الزهور الصفراء»، إلا أن جميع محاولاتي باءت بالفشل، فلم يكن أمامي سوى العودة إلى هذه الأفلام، ولكني اخترت أفضل المتاح، وهو سيناريو للكاتب الكبير محمود أبو زيد.

·         لكن أبو زيد تنصّل من الفيلم، مؤكداً أن سيناريو «بون سواريه» قُدّم بشكل سطحي لم يكن موافقاً عليه؟ 

لا تعليق.

·         عدم التعليق هنا يعني الموافقة؟ 

بل يعني الاندهاش، لأن أبو زيد تابع جميع مراحل تنفيذ «بون سواريه»، وكان موافقاً على كل التغييرات، وقد شاهد الفيلم بعد انتهائه برفقة ابنه كريم وأبدى رضاه عنه.

·         ألم تحصل خلافات بينكما حول تفاصيل الفيلم؟ 

كان ثمة خلاف واحد حول مشهد النهاية وقد اقتنع به ووافق عليه.

·         ما تعليقك على الهجوم الكبير الذي قوبل به الفيلم؟ 

الهجوم غير موضوعي والدليل أن جريدة يومية مصرية مهمة هاجمت الفيلم قبل عرضه معتمدة فحسب على «التريللر» أو الشريط الدعائي، ولم تنتظر حتى مشاهدته، ذلك لأن النقاد السينمائيين الحقيقيين أمثال كمال رمزي أو سمير فريد توقفوا عن النقد إلا نادراً، أما ما يُكتب راهناً فلا يتعدى الانطباعات الشخصية، لذلك أصبحتُ أهتم فحسب بآراء الجمهور الذي كان رد فعله إيجابياً جداً بدليل إيرادات الفيلم التي تصدّرت جميع الأفلام المعروضة.

·         لكن ألا ترى أن «التريللر» كان فجاً بشكل مستفز؟ 

لا أتفق مع هذا الرأي، فـ «التريللر» كان بسيطاً وليس مبتذلاً، إضافة إلى أنه وسيلة المنتج لترويج سلعته، أما أنا فمسؤول عن الفيلم فحسب.

·         ماذا عن مشاكل الفيلم مع الرقابة وحذف 16 مشهداً وأغنية؟ 

هذه الشائعات كافة مغرضة، وقد شاهد الدكتور سيد خطاب، رئيس جهاز الرقابة، «بون سواريه» ولم يحذف أي حرف منه، حتى أنه لم يضع عليه لافتة للكبار فقط.

·         لكن الفيلم تضمّن عدداً من الأغاني الهابطة مثل «قالوا البط يحب النط»؟ 

تُغنّى هذه الأغنية في كباريه درجة عاشرة، وهذه هي نوعية الأغاني التي تقدّم في مثل هذه الأماكن، فهل كان مطلوباً أن تُغنّى أغنية «الأطلال»؟

·         ارتدت مروى بدلات رقص وملابس مثيرة جداً، ما فتح الباب للانتقادات، ما ردّك؟

برأيي، جاءت ملابس مروى متّسقة مع الشخصية التي تؤديها، إذ تجسّد دور راقصة في كباريه ولا بد من أن ترتدي بدلة رقص.

·         لكن غادة عبد الرازق لم تقدّم شخصية راقصة في كباريه ومع ذلك كانت ملابسها مثيرة أيضاً؟ 

ما ارتدته غادة عبد الرازق يتفق مع شخصيتها في الفيلم، فهي نرجسية متطلّعة ولو كنا نقدم العري من أجل العري لكانت مي كساب هي الأخرى ارتدت ملابس مثيرة أيضاً، لكننا حرصنا أن ترتدي كل شخصية ما يناسبها لإبراز التناقض بين الشقيقات الثلاث.

·         قدّمت مع محمد السبكي فيلم «كلم ماما» منذ أربع سنوات والآن «بون سواريه»، فما الفرق بين التجربتين؟ 

لم أكن راضٍ عن «كلّم ماما»، بعكس «بون سواريه» لأن محمد السبكي أصبح أكثر خبرة، وقد ساعد كثيراً في تنفيذ العمل بالشكل الذي أريده ومن دون تدخل، إذ كنا نتناقش سوياً في أمور عدة لكن في النهاية كان يحترم رأيي كمخرج.

·         أشيع أنه أصرّ على فرض الفنانة نهلة زكي في أحد الأدوار لأنها زوجته، ما أغضب عبد الرازق؟ 

هذا الكلام عار تماماً عن الصحة، فمحمد السبكي لم يفرض نهلة، بل أنا اخترتها لأنها ملائمة تماماً لدورها في «بون سواريه» وقد أدته بشكل رائع، فهي ممثلة قبل زواجها من السبكي، وقد أدت سابقاً أدواراً عدة وأثبتت وجودها. أشير الى أن ريم البارودي كانت مرشّحة للدور إلا أن ظروفها الخاصة منعتها من أدائه. أما غادة عبد الرازق فلم يكن لها أي اعتراض لأنها فنانة ملتزمة جداً، وقد استمتعت بالعمل مع نهلة.

·     أنت أستاذ في المعهد العالي للسينما، ما يعني أنك قدوة للطلبة، فهل تضع تلك الاعتبارات في ذهنك وأنت تختار مشروعك السينمائي؟ 

على مستوى الحرفة لا جدل حول مهاراتي كمخرج بل حول المواضيع التي أقدّمها، والتي تحكمها معايير السوق وإن كنت أحاول دائماً أن أحقق التوازن. أعتقد أن المعادلة كانت جيدة في «بون سواريه».

·         كيف؟ 

حاولت تقديم فيلم تجاري مضحك ومسلٍّ وفي الوقت نفسه يحمل رسالة، وهي «الحلال والحرام» وفكرة «الثواب والعقاب» التي يطرحها دائماً أبو زيد في أفلامه، ولا أرى عيباً في تقديمها في قالب تجاري.

·         عملت مساعداً لمخرجين كبار أمثال خيري بشارة وعلي بدرخان، لماذا توقّف هؤلاء عن الإخراج برأيك؟ 

لأنهم مخرجون ذوو تاريخ كبير، ولا يمكنهم تقديم التنازلات.

·         هل يعني ذلك أنك وافقت على تقديم تنازلات في إخراج «بون سواريه»؟ 

لا أقصد هذا الفيلم بعينه، بل التنازلات عموماً أمام ظروف المجتمع الذي يمر بنكسة تشبه نكسة 1967 ولكن من دون أية بوادر للنصر، فنحن نعيش في ردة ثقافية، سياسية واجتماعية.

·         انتهى عام 2010، فكيف تقيِّمه سينمائياً؟ 

السينما جزء من المجتمع وهي أيضاً تمر بأزمة كبيرة وقد كان النتاج في الـ2010 هزيلاً وضعيفاً، في ما عدا أفلام قليلة مثل «رسائل البحر» و{678».

·         بما إن أصولك نوبية، ألا تفكّر في تقديم فيلم عن النوبة؟ 

ثمة مشروع ما زال في مرحلة الكتابة، وقد اتفقت مع المنتج شريف مندور على تنفيذه في النوبة بتكاليف قليلة.

الجريدة الكويتية في

10/01/2011

 

بون سواريه أعاد فتح الملف

المدرّس في السينما المصريّة... صورة مشوّهة

هند موسى 

مجدداً تعود شخصية المدرّس إلى صدارة الأفلام السينمائية، ومجدداً تُصوَّر بأسلوب سلبي، ذلك في فيلم «بون سواريه» الذي تجسّد فيه مي كساب شخصية مدرّسة بطريقة ساخرة بعيدة كلياً عن الواقع.

ما سرّ إصرار صناع الأفلام على تقديم شخصية المدرّس بهذا النمط على رغم وجود نماذج متميّزة على أرض الواقع؟ هل تغيرت صورته واقعياً ما انعكس على الدراما، أم أن تناوله بطريقة ساخرة يشكّل مادة خصبة للضحك والفكاهة تجذب الجمهور إلى شباك التذاكر؟

ما زالت الذاكرة تحتفظ بشخصية رمضان مبروك أبو العلمين حمودة التي قدّمها قبل سنوات محمد هنيدي في فيلم سينمائي يحمل العنوان نفسه، وقد دفعه النجاح الذي حققه إلى إعادة تقديم هذه الشخصية في مسلسل تلفزيوني بعد غياب طويل عن الشاشة الصغيرة.

على مدى تاريخ السينما في مصر، اتخذت شخصية المدرّس هذه الصورة الساخرة. فمن ينسى أستاذ حمام الذي قدّمه الراحل نجيب الريحاني في «غزل البنات»، عبد المنعم ابراهيم في «السفيرة عزيزة»، عبد الله فرغلي في «مدرسة المشاغبين»، فؤاد المهندس، عبد المنعم سعفان، أمين الهنيدي؟

طابع جاد وساخر

يرى د. رفيق الصبان أن طابع المدرّس الذي يجمع بين الجاد والهزلي، يشجّع المؤلفين على جمع هذه التناقضات في دور واحد لتقديم عمل فني قريب من الجمهور الذي يتعامل مع هذه الشخصية بكثرة في حياته.

يضيف الصبان أن هذا الأمر لا يعدّ إساءة إلى المدرّس بل محاولة فنية لإبراز مشاكله برؤية كوميدية.

بدوره، يوضح الناقد نادر عدلي أن المدرّس إحدى الشخصيات الثرية في المادة الدرامية، لكن يحاول الكتَّاب تجميدها في إطار الشخصية الهزلية التي تدعو إلى الضحك والفكاهة. يقول: «على رغم اندثار عهد المدرّس المتخلّف رث الثياب، إلا أن كتَّاب السيناريو يلجأون إلى تلك الصورة لأنها تجد صدى في نفوس الجماهير وتثير الضحك والفكاهة».

لا يرى نادر في النقد الكوميدي للمدرّس عيباً، لأن هذا النقد يطاول المجتمع والمدرّس إحدى الشخصيات المؤثرة فيه، «مع ذلك نحن اليوم بحاجة إلى تقدير دوره الاجتماعي وعدم الإساءة إليه»، على حدّ تعبيره.

حق الفن

في المقابل، يؤكد الناقد عصام زكريا أن من حق أي نوع من الفنون تناول الشخصيات الموجودة في الواقع كما هي، مع ضرورة الابتعاد عن المثالية في تجسيدها، مضيفاً أن الجمهور أصبح على درجة من الوعي تجعله يفرّق بين التمثيل والواقع.

يتمنى زكريا أن يكون المدرّس كما في «غزل البنات»، أي يهتم بعمله أياً كان مظهره، «على عكس المدرسين في هذه الأيام الذين يهتمون أولاً بوضعهم الاجتماعي مهملين دورهم العظيم في التعليم».

أما الناقدة خيرية البشلاوي فتلاحظ أن واقع المدرّس مليء بأحداث أكثر سوءاً مقارنة بما تناولته الدراما، «إلا أن بعض الأعمال تجاوز مرحلة السخرية إلى ما هو أبعد من ذلك لجذب الجمهور، وهذا ليس في صالح المدرّس والتاريخ الفني للنجوم الذين يقدمون تلك الشخصيات، لأن تناولها على هذا النحو يفقدها الاحترام، فيما على الدراما إظهار المشكلة ومحاولة معالجتها».

تضيف البشلاوي أن فيلم «بون سواريه»، صوّر شخصية المدرس باصطناع مبالغ فيه وزوّده بجمل بلاغية تردّد باستمرار، وهذا لا يتشابه مع ما يقوم به المدرّس في حياته». في رأيها أن «آخر الرجال المحترمين» لنور الشريف هو آخر الأفلام التي تناولت المدرّس بصورة إيجابية.

الاحترام واجب

يشير د. رؤوف توفيق إلى أن صناع الأفلام لا يتعمدون تقديم صورة مشوّهة عن المدرّس أو غيره من شخصيات اجتماعية، إنما يتوقف الأمر على موضوع كل فيلم ومواصفات الشخصية وطريقة تناولها، إلا أنه يحذّر من أي محاولة للنيل من كرامة المعلم وهيبته لأنها تعدّ جريمة في حق المجتمع وليس المعلم فحسب.

يضيف توفيق: «المعلم هو رمز العلم والحضارة واحترامه واجب على الجميع، ومن الضروري أن يرافق تقديم النماذج السلبية تقديم أخرى إيجابية أيضاً ليظل المعلم صاحب القدوة الحسنة في نفوس طلابه، وعلينا العودة إلى تراثنا الثقافي العظيم لندرك أهمية العلم والعلماء في حياة الأمم والشعوب».

الجريدة الكويتية في

10/01/2011

 

إطلالة أولى على سينما ‏2010

محمد بدر الدين 

يستحقّ العام السينمائي المصري 2010 أكثر من إطلالة لرصد ظواهره وتأمل مسار أفلامه وأفكار أهل السينما. في نظرة أولى، نلاحظ أننا أمام موسم تراجع كمّ الأفلام المعروضة مقارنة بالأعوام السابقة بحوالى 10 أفلام (عرض 29 فيلماً في 2010). أما الكيف، فمن الصعوبة الحصول على 10 أفلام متميزة، وفي تقديرنا أن أحسن خمسة أفلام في الـ 2010 هي:

1 - «رسائل البحر» (إخراج داود عبد السيد).

2 - «بنتين من مصر» (إخراج محمد أمين).

3 - «بصرة» (إخراج أحمد رشوان).

4 - «ولد وبنت» (إخراج كريم العدل).

5 - «عصافير النيل» (إخراج مجدي أحمد علي).

وقبل نهاية العام بقليل عُرض «678» (إخراج محمد دياب)، وهو يستحق أن يضاف إلى قائمة الأفلام الخمسة.

كذلك، نلاحظ أن المخرجين في نصف هذه الأفلام يقدمون فيلمهم الروائي الطويل الأول (رشوان، العدل، دياب)، ويحتلّ الصدارة فيلما داود عبد السيّد، أحد أقدر المخرجين المصريين منذ الثمانينيات لغاية اليوم، ومحمد أمين أقدر المخرجين المصريين في جيله الذي ظهر في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

كتب مخرجو هذه الأفلام القصة والسيناريو، باستثناء «ولد وبنت» (كتبته علا عز الدين)، أما «عصافير النيل» فاقتبسه مخرجه عن رواية للأديب إبراهيم أصلان تحمل العنوان نفسه، وهو أحد الأفلام النادرة التي استندت إلى الأدب، شاركه في ذلك «تلك الأيام» الذي اقتبسه أحمد فتحي غانم عن رواية للأديب فتحي غانم تحمل العنوان نفسه. لكن السيناريو في كليهما لم يأتِ على مستوى الرواية ما أثر سلباً، إلى جانب أسباب أخرى، على مستوى العملين الفني والدرامي.

يتقاسم أحسن إخراج وأحسن سيناريو عبد السيد في «رسائل البحر» ومحمد أمين في «بنتين من مصر».

تستند معظم هذه الأفلام في أداء الأدوار إلى وجوه شابة، بينها مواهب حقيقية ومتميزة، مثل:

- بسمة، آسر ياسين، سامية أسعد (رسائل البحر).

- زينة، صبا مبارك، أحمد وفيق (بنتين من مصر).

- مريم حسن، أحمد داود، آية حميدة، هاني عادل (ولد وبنت).

- باسم سمرة، يارا جبران، فاطمة عادل (بصرة).

- فتحي عبد الوهاب (عصافير النيل).

- حنان مطاوع، يسرا اللوزي (هليوبوليس).

-نيللي كريم، بشرى (678).

- شيري عادل، إيمي سمير غانم (بلبل حيران).

من بين المخضرمين والراسخين تميّز: محمود الجندي ودلال عبد العزيز في «عصافير النيل»، إنعام سالوسة في «عسل إسود»، لبلبة في «عائلة مكي»، سعيد صالح في مشهد لافت لا يُنسى في «زهايمر».

من الصحيح القول إن 2010 في السينما المصرية هو عام الجوائز، ومن بين أبرز الأفلام التي نالت جوائز: «حاوي» إخراج إبراهيم البطوط في مهرجان الدوحة، «ميكرفون» إخراج عبد الله السيد في مهرجان قرطاج وفي مسابقة السينما العربية في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، «الشوق» إخراج خالد الحجر حاز جائزة أحسن فيلم في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، ونالت بطلته سوسن بدر جائزة أحسن ممثلة، مناصفة، وقبل ختام العام نال بطلا «678» بشرى وماجد الكدواني جائزة أحسن تمثيل.

ذلك كله وغيره جميل، إلا أنه لا ينبغي أن يوقعنا في شرك الإحساس بأن السينما المصرية في أزهى حالة أو في وهم أنها تبلغ ذروة مرجوة أو تتربع على قمة مستعيدة مكانة سابقة أو محلقة في أفق جديد يليق بسينما هي فعلاً إحدى أعرق 10 سينمات في العالم. الحقيقة أن مشاكلها هائلة وأزماتها مستفحلة، وما هذه الجوائز إلا لأن أبناءها المخلصين والموهوبين يقتنصون كل فرصة ممكنة لتقديم أداء حقيقي وجاد، يكشف عن مواهب وإمكانات كامنة.

من هنا علينا أن ندرس كيفية وضع مشروع تنظيم سينمائي متكامل يمكّن السينما من الانطلاق إلى أفق حقيقي بلا أوهام.

الجريدة الكويتية في

10/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)