حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مؤنس خمار:

الفيلم عن محمود درويش ممكن بعمل عربي جماعي

فاطمة عطفة

السينما الجزائرية أثبتت حضورها المتميز في أكثر من مهرجان عالمي، وأعمالها تعتمد على طرح موضوعات جادة وفنانين كبار من جميع الاختصاصات ومختلف الأعمار والمشارب الفكرية والثقافية. وفي أبو ظبي كان لنا لقاء مع المخرج الشاب مؤنس خمار، الذي شارك من قبل في مهرجان أبو ظبي السينمائي بفيلم قصير لا تتجاوز مدته سبع دقائق. ويمتاز مؤنس بإنجاز عمله الفني بلمسات جمالية وتقنية عالية وطريقة خاصة به من خلال جملة من المزايا التي يتسم بها إخراجه برؤية فنية وجمالية واضحة، كما يؤدي أبطاله أدوارهم بإحساس إنساني عميق ودلالات معبرة بالحركة أو اللمحة الخاطفة والإيماءة الدافئة وملامح الوجه المعبرة. وفيلمه الذي شاهدناه يتحدث عن فنان مقهور لم يستطع تحقيق أحلامه في الحياة فقرر أن يضع حدا لحياته بطريقة ما كي يستطيع أن يحقق هذه الأحلام، وهو طيف أو شبح وكأنه يوحي برمز ما فيقترب من حبيبته ويرقص على المسرح من دون أن يراه الجمهور. ولعل نشأته في بيت ثقافي معروف زاده سعة في الاطلاع وعمقا في النظر، إنه نجل الشاعر الجزائري الكبير بلقاسم خمار. ونبدأ معه من البداية ليحدثنا عن تجربته في هذا الفن الجميل:

- 'اسمي مؤنس خمار مخرج ومنتج من الجزائر، لدي شركة إنتاج أنشأتها منذ سبع سنوات باسم سفينة للإنتاج، أنا من الجيل الجديد في الجزائر، قمت بتقديم فيلم قصير كمخرج وأيضاً قمت بإنتاج أفلام قصيرة وطويلة منذ خمس سنوات'.

·         من الملاحظ في الساحة العربية أن الشباب يزداد اهتمامهم بالفنون، سواء السينما أو الدراما التلفزيونية أو الإعلام، ما الذي يدفع الشباب بهذه الفترة أن ينحوا هذا المنحى؟ هل هو الطموح أم حاجة المجتمع العربي للتعبير عن حياته وهمومه اليومية؟

- 'أكيد أن حاجة الإنسان العربي للتعبير عن نفسه هي أحد الأسباب، لكن بالنسبة لجيلنا فهو يختلف عن الجيل القديم، الفنون في ما مضى لم يكن لها وزن كبير في المجتمع العربي حتى إذا كانت مطلوبة، لكن نلاحظ الآن أن الصورة أصبحت ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لهذا الجيل، فهو قد تربى على الصورة والتلفاز والإنترنت والسينما. أكيد أصبح المواطن العربي في البلاد العربية بحاجة لوسائل تعبير عن الذات العربية، فقد كنا مستهلكين في ما مضى، أما الآن أصبحنا منتجين للأفلام، وهذا ليس بسبب حاجة الفنان للتعبير عن نفسه، بل هو ينطلق من حاجة لتحقيق الوجود العربي عن طريق الصورة'.

·         أنتم كشباب وفنانين يعملون في المجال السينمائي، ويعبرون عن أفكارهم وأحلامهم بلغة الصورة الدرامية وتأثيراتها العميقة، هل تعتبر أن ما أنجزتموه كان بحجم الطموح، وهو لمصلحة المجتمع العربي وتقدمه بصورة إيجابية، خاصة أن العالم ينظر إلينا على أننا مجتمع متخلف؟

- 'نحن في بداية الطريق، هذا صحيح، ومنذ سنوات ونحن نعمل حتى وصلنا لهذا المستوى وحققنا حضوراً في المهرجانات على صعيد الوطن العربي والعالم أيضاً، لكن أصبحت هناك حاجة ملحة تربط بيننا فأنا من الجزائر وأوجد الآن في الإمارات. نعم دولنا متباعدة ولكن لدينا نفس الهموم العربية. في الحقيقة إن العالم العربي والثقافة العربية خصوصاً في العشرين السنة الأخيرة أو أكثر كانت مستهدفة ومازالت عن طريق الإعلام ويجب أن نكون صريحين بذلك، هناك صورة نمطية يود الغرب أن يضع العالم العربي ضمنها ويشوهها مع الوقت، أكيد أننا كشباب عربي من خلال الصورة والسينما والفن نحن نساعد على كسر هذه الصورة. مثلاً العراق قبل الحرب، نذكر الحملة الإعلامية الشرسة على الشعب العراقي ككل وليس ضد النظام العراقي فقط، بل هي كانت تصور الإنسان العربي على أنه إنسان من الممكن أن تحتله وتهاجمه وهو لا يستحق أن يكون مسؤولاً عن إدارة أموره بنفسه وأن يتمتع بحريته، الفائدة التي تأتي من الأفلام التي نقوم بإنتاجها تصب في خانة مصلحة المجتمع العربي، حيث نعمل على إيصال صورة حقيقية عن عالمنا للمجتمع وللرأي العام الدولي الذي هو مغلوب على أمره، وأنا لا أتكلم عن الحكومات والدول بل عن الشعوب، ونحن نقول لهم من خلالها إن الوطن العربي والشعوب العربية هي شعوب إنسانية قبل كل شيء حافلة بثقافتها وبتوجهاتها، أريد القول إن الصورة الآن أصبحت ذات بعد إستراتيجي أي أنها أصبحت أبعد وأغنى وأكثر دلالة في التعبير عن الواقع الذي نعيشه. أنا كفنان في مسلسلاتي أكون بحاجة لإظهار إبداعي الفني والتعبيري، ولكني كعربي تكون حاجتي أن أتكلم عن وطني وشعبي وأقول رأيي بوضوح لكل الشعوب الأخرى وأن أطالب الآخرين بألا يروا جانبا واحدا من الصورة أو وجهة نظر واحدة ويصدقوها، بل يجب أن يشاهدوا جميع الصور التي نعرضها نحن والتي يعرضها الغير'.

·         حبذا لو تعطينا فكرة عن بداياتك وعن أعمالك الفنية بالتدريج؟ وكيف تتعامل مع كادر العمل كونك مخرجاً؟

- 'إن الفن يستهويني منذ صغري وليس فقط على صعيد السينما، بل الشعر والرسم، فبدأت في مجال الاتصالات وكنت أصور الدعايات، وبعد فترة العشرية السوداء في الجزائر بدأت انطلاقة التصوير من جديد، فبدأت بتصوير الأفلام وكونت نفسي وبعد أربع سنوات افتتحت شركة إنتاج وهي تعتبر أول شركة إنتاج في الجزائر قائمة من قبل الجيل الشاب. بالنسبة لدراستي كنت أدرس الترجمة، ولكن عندما بدأت بإنتاج الأفلام توقفت عن الدراسة وقمت بإنتاج فيلم طويل دولي مشترك في الجزائر، كان أول فيلم أجنبي يصور بعد ثلاثين عاما في الجزائر اسمه 'الخيانة'، ثم قمت بإنتاج شريطين سينمائيين طويلين، وهما إنتاج مشترك، وقمت أيضا بإنتاج وإخراج أشرطة سينمائية قصيرة كهاو. أنا أعمل منتجا محترفا منذ سبع سنوات، ولكنها أول تجربة لي في إخراج فيلم اسمه 'العابر الأخير' مبني على الطريقة الرمزية. باختصار قصة الفيلم تحكي عن فنان مغمور يقوم بالانتحار بطريقة شاعرية، لكي يستطيع تحقيق أحلامه كشبح لأنه لم يستطع تحقيقها كفنان، ويرى أنه يستطيع أن يقترب من المرأة التي يحبها بالخفاء ويرقص على المسرح من دون أن يراه الجمهور. هذا الفيلم كانت نسخة عمله في سوق الفيلم لمهرجان 'كان' وجاء تصنيفه بين الأفلام العشرة الأولى من بين 2500 فيلم قصير مشارك بالمهرجان. انتهيت منه منذ شهر وقد شاركت به في مهرجان أبو ظبي ويعتبر العرض الدولي السينمائي الأول'.

·         ما الذي تحمله في جعبتك من أعمال ومشاريع جديدة؟

- 'لدي فيلم طويل جديد أقوم بكتابة قصته سأقوم بتنفيذه بعد سنة ونصف السنة تقريبا، هناك أيضاً مشاريع عرضت علي كإنتاج مشترك، ولكني متردد لأنه لدي مشروع فيلم طويل أريد القيام بتنفيذه'.

·         كيف يتم تمويل شركتك، خاصة أن صناعة الأفلام تحتاج لمبالغ ضخمة؟

- 'شركتي صغيرة ونحن ننتج ونخرج الأفلام السينمائية الروائية، وهي ليست كالسينما التجارية فهي ليست بالصناعات الضخمة التي تحتاج لتسويق ضخم كما هو الحال في فيلم avatar. عندما يكون لدينا فيلم بحاجة لتمويل وبحكم خبرتي نكون فريقا كبيرا يعمل على المشروع، ونحن في الجزائر نحصل على التمويل من الدولة، بالتحديد من وزارة الثقافة. وهذا الدعم بدأ يمنح منذ خمس سنوات وهو شيء مهم. فيلمي القصير الذي قدمته حصلت على دعم له فميزانية الفيلم بلغت خمسين ألف أورو، هناك دعم أيضاً للأفلام الطويلة، ونحن وبحكم الموقع الجغرافي للجزائر نعمل بفضاء ثقافي وإستراتيجي مختلف عن المشرق العربي، فنحن لدينا مصادر تمويل في الجزائر، وكذلك لدينا مصادر تمويل في أوروبا خاص بالفضاء المتوسطي. ونحن نحصل على تمويل من الدولة ومن القطاع الخاص ومن الصناديق الموجودة في الاتحاد الأوروبي والتي لها اتفاقيات مع الجزائر بهذا الأساس. هناك كثيرون ممن يوجهون لنا هذا السؤال، وهو أنكم عندما تحصلون على تمويل أوروبي سيكون هناك توجيه لموضوع الفيلم وما إلى ذلك. حسب خبرتي، هذا التأثير ليس حقيقيا فهو يكون حقيقة عندما يكون التمويل كاملا. ولكن نحن في زمن عولمة، وحتى الأمريكي أو الفرنسي أو الإنكليزي عندما يقوم بتمويل فيلمه يعتمد على مصادر مختلفة من دول مختلفة، المهم أن تكون نسب التمويل عقلانية، فالجزائر مثلاً تقدم 30' و20' من أوروبا... في هذه الحالة لن يكون هناك تأثير وسيكون المخرج سيد فيلمه. كل المخرجين في العالم يعتمدون على التمويل المشترك لا توجد دولة تقوم به مئة بالمئة'.

·         نتيجة قربكم من أوروبا كدول مغربية نرى لديكم في مجال السينما مساحات من الحرية، كيف يكون تأثير هذا التقارب الجغرافي عليكم، أنتم الشباب، من الناحية الفنية ومن ناحية تقديم نص يتناسب مع البيئة العربية ويتناسب مع الحرية الأوروبية؟ كم أضاف هذا الجانب من تقدم نحو الأفضل على صعيد عملكم؟

- 'أنا كجزائري قريب جدا من ثقافتي، هذا الأثر هو أثر عالمي وليس فقط أوروبيا. هناك الآن ثقافة حديثة مشتركة بين جميع الدول، ونحن نتأثر بها. وبما أننا نتقن اللغة الفرنسية بحكم التاريخ، فهناك الكثير من الموارد الثقافية التي أتتنا من فرنسا، ولكنها ليست الثقافة الفرنسية وحدها بل هي ثقافة عالمية بلغة فرنسية. كذلك أرى أن الشخص في أبو ظبي متأثر بثقافة قادمة من أمريكا، ولكنه ليس متأثرا بالأمريكيين. أنا أظن أنه يجب أن نتابع ما يحدث في العالم من تطور، والتأثير من الممكن أن يحصل على مستوى الشكل، فمثلا: إن تكلمنا عن الوجود الجزائري الكبير في فرنسا، من الممكن أن يكون حدث تأثير فرنسي كبير لهم، ومن الممكن أن يكون لهم تأثيرهم في تلك البلاد. هناك أربعة ملايين جزائري يعيشون في فرنسا، ومن ضمنهم عدد كبير من الفنانين الذين يقومون الآن بتقديم أعمالهم الفنية هناك، وهم يحملون الثقافة الافريقية والعربية وقاموا بوضع بصمتهم على الثقافة الأوروبية. مثلاً، عندما نتحدث عن فنانين كالشاب خالد مغني الراي الجزائري وشاب مامي وغيره من الفنانين نجد أنهم هم الذين أثروا على الثقافة الأوروبية وليس العكس. أنا أظن أن هذا هو عصرنا، وحتى أمريكا تأثرت بأوروبا والعكس صحيح، وكل الغرب تأثر بأشياء أتت من عندنا نحن العرب عن طريق الجاليات العربية. التأثير المتبادل هو سر الحضارة وتاريخ الإنسان، أنا لا أعرف لماذا نحن في الألفين وعشرة نقوم بإغلاق الأبواب على التأثيرات التي تأتينا من الخارج، مع أن من سبقونا بقرون لم يغلقوا الأبواب، فعندما أتتهم ثقافة المشرق وأصول وفنون المائدة أتتهم من المشرق، مائدة قصور الأندلس. أنا أظن أن هذا تأثير إيجابي وأنا شخصياً أتكلم العربية وأتكلم الفرنسية، ولكن ليس لدي أي تأثير أو علاقة عاطفية مع الثقافة الفرنسية، ولكن الحداثة هي شيء عادي'.

·         علاقتك بالرواد من منتجين ومخرجين وفنانين، أنتم كشباب هل يوجد تواصل وعلاقات فيما بينكم وبينهم؟

- 'بحكم طبيعة عملي كمنتج لدي علاقات قوية مع الرواد العرب والأجانب، وطبعا في الفيلم الذي قدمته، جميع الممثلين محترفون ومن الجيل القديم، وقد اخترتهم لقيمتهم ولقدرتهم الفنية وهناك اتصالات بيننا. وعندما نقوم نحن الشباب بعمل فيلم، نأخذ رأيهم كالابن عندما يأخذ رأي والده بعمله، فأنا أشعر بالفخر عندما ينال عملي إعجابهم، وفي حال لم يعجبهم أتلقى منهم نصائح أبوية. أظن أن الاتصال هو أمر مهم بين الأجيال، فنحن نتحدث عن ثقافة واحدة وكل شخص يحتاج الآخر. الذين جاؤوا قبلنا كانوا روادا وسينمائيين ومسؤولين وسياسيين، أي دولة في العالم وأي ثقافة في العالم تحتاج للقوة الشابة الخاصة بها في جميع الميادين، وأيضا في الميدان الفني، ونحن نحتاج لهؤلاء الرواد، لوزنهم ولخبرتهم ونصائحهم'.

·         والدك شاعر معروف على امتداد الساحة العربية، حدثنا عن اهتماماتك الأخرى في الشعر والثقافة؟ وما هو تأثير الوالد عليك؟

- 'والدي هو محمد بلقاسم خمار كان له تأثير كبير وكذلك والدتي وهي جميلة خمار كاتبة وأديبة قصصية، وكان والدي رئيس اتحاد كتاب الجزائر وهو شاعر معروف وكذلك كانت لديه مجلة 'ألوان' في السبعينيات وهي معروفة، وكانت تقريباً أكثر مجلة جزائرية معروفة في العالم. عندما كنت صغيرا كنت أهوى الشعر وأكتبه وأكتب نصوصا فنية. والدي، نعم، ليس سينمائياً ولكن كل الفنون تلتقي، فنفس الحافز الذي يدفع لكتابة قصيدة يدفعك لتأليف الموسيقى أو انتاج فيلم، وهنا الإبداع. بالنسبة لي نحن نظلم الفن عندما نجزئه لاختصاصات، فقد تعرفت على كثير من الشعراء، أحدهم ليس متخصصاً بالشعر والآخر موسيقي.. فالفن ليس له اختصاص بل لديه تفضيلات، والدي أثر في جداً كفنان من خلال طريقة رؤيته للفن، طريقة عفوية من دون تكلف والطموح لإنتاج شيء ينال رضا الجمهور المتلقي'.

·         أنت اشتركت في مهرجان أبو ظبي للسينما، ما هي رؤيتك لذلك المهرجان؟ وما هو التطور والإيجابية التي يمكن أن تضيفها المهرجانات العربية بشكل عام ومستقبل السينما؟

- 'كانت تلك زيارتي الأولى للخليج العربي، وبصراحة تفاجأت جداً. المهرجان جميل وتنظيمه محكم وهو من أكبر المهرجانات العربية بالنسبة لنوعية الضيوف من المحترفين ومستوى الأفلام، مهرجان من دون عقدة وهذا أكثر ما يعجبني به. لقد حضرت عدة مهرجانات ومنها مهرجان كان. في مهرجان أبو ظبي كان اللقاء بين الضيوف النجوم كان يتم بشك عفوي وعلى أعلى مستوى، وحتى اللقاء بين الجمهور وبين السينمائيين لا توجد فيه عقدة، أظن أن هذه المهرجانات تنبئ بالخير. والمشكلة أنه في عدد من الدول العربية لم يدركوا بعد أن الثقافة ليست شيئا كماليا وليست للتسلية فهي أداة إستراتيجية لزيادة الوعي والتقدم والتغيير، فلو وصلت صورة العرب للرأي العام العالمي من خلال مهرجانات مثل هذه ومن خلال الأفلام واستحضار نجوم من هوليوود وغيرها كي يتعرفوا على ثقافتنا ويروا ما لدينا، لو أن هذا الشيء قد كان منذ ثلاثين عاما فأنا أؤكد لك أن العديد من الحروب والمؤامرات التي قامت ضد الوطن العربي ما كانت لتقوم، وإن قامت لواجهت صعوبات كبيرة. ولكننا يجب أن نعلم أن كل مؤامرة حيكت ضدنا، حيكت على أساس أن المواطن العربي هو إرهابي عنيف خطر. إن أفضل سلاح في الحرب هو الإعلام، وهو ما تقوم به أبو ظبي وما يوجد في الجزائر من دعم للسينما وللمهرجانات. ففي دول أمريكا وأوروبا يستثمرون الأموال في مجال الثقافة لأنها أكبر سلاح وأداة لفرض الذات، وهي أداة حماية في ما بعد. لهذا ما رأيته في أبو ظبي يسعدني وأتمنى أن يتطور أكثر وأن يصل لمستوى الدعم، فبدلاً من أن نقوم بعمل إنتاجات مشتركة مع دول أوروبا وغيرها، لماذا لا نقوم بإنتاجات مشتركة مع الدول العربية'.

·         بالنسبة للإعلام المرئي أو المكتوب، برأيك إعلامنا العربي بعد هذا التطور الذي حققه، هل يساهم في توضيح وإيصال صورتنا بشكل واضح للعالم؟ من وجهة نظرك كمخرج هل يجب أن يسعى إعلامنا لتقديم صورة ورؤية أوضح عن واقعنا أم أن ما يقدمه يكفي؟

- 'بالنسبة للإعلام لا يمكن أن يكون قد قدم كل ما لديه، فمثلاً الطبيب يعمل دائماً ويقدم ما لديه دوماً على استمرار توالي الأجيال، ما لقيناه في مهرجان أبوظبي ودبي من تغطية إعلامية لأعمالنا هو دعم كبير، الإعلام هو سلطة رابعة ولديه القوة والوزن والأدوات اللازمة لصناعة الخبر فيجب أن يقوم هذا الإعلام بدعم الشباب، سواء كانوا إماراتيين أو مغربيين... فهو يساعدهم في الوصول إلى شاطئ الأمان وإيصال أصواتهم وطلباتهم لجميع المسؤولين وكذلك إيصال أفكارهم الفنية إلى العالم، وأظن أنه بالنسبة للإعلام العربي يجب أن ينفتح بشكل أكبر على الدول العربية من خلال المراسلين والمكاتب لكي يكون المشهد الإعلامي منفتحا أكثر. بالنسبة لي كقارئ عربي أرى أن الخطاب الإعلامي على المستوى العربي لا ينقل بالضرورة صورة صحيحة للواقع العربي، حيث أن الوطن العربي متنوع وكل دولة عربية لديها إرثها الحضاري وثقافتها وهويتها المختلفة عن باقي الدول، إذاً الخطاب يجب أن يكون بنفس الحجم بدون تهميش أي دولة. عندما أكون في الإمارات في مهرجان أبو ظبي أو مهرجان دبي، وهي أكبر مهرجانات سينمائية في الوطن العربي، برأيي من المهم أن تقوم وسائل الإعلام في الدول العربية الأخرى بتغطية هذه المهرجانات لأنها مهرجانات عالمية وليست فقط إماراتية'.

·         في فضائياتنا العربية المختلفة وعلى انتشارها نجد أن المقدمات والمذيعات هن من مختلف الجنسيات العربية؟ عندما تشاهد أحد البرامج أو عندما تستمع للأخبار هل يكون تقييمك لمقدمة البرامج على أساس الجنسية أم على أساس الخبرة عند إلقاء النص وكيفية التقديم؟ وكيف تنظر لهؤلاء المقدمات المتميزات على الفضائيات العربية سواء كن من الجزائر أو تونس أو الإمارات؟

- 'أكيد عندما أشاهد القنوات الإخبارية العربية وأرى المقدمات العربيات اللواتي يتميزن بحضور جميل، هذا يعطي بالتأكيد صورة إيجابية، ويكون تقييمي لهن على أساس التقديم والموضوع المطروح والثقافة والشكل واللغة السليمة وطريقة الإلقاء، هذه الصورة إيجابية عن عالمنا العربي ويجب أن يكون لدينا عدد من هؤلاء الإعلاميات المتميزات، وهذه أول صورة إيجابية تصل للعالم. فمثلاً: في قناة الجزيرة نرى المقدمات يعطين صورة عن المجتمع العربي سواء كن محجبات أم لا. طبعاً أنا كجزائري لدي مراقبة وتفضيل أكثر للجزائريات، ولكن الأخريات متميزات أيضاً. أريد التوضيح، نحن لدينا في الجزائر تيار فرنكفوني ولكن أكبر يوميتين في الجزائر هما يوميتان معربتان تطرحان أكثر من مليون نسخة، وثالث يومية هي باللغة الفرنسية تطرح نحو أربعمائة ألف. فالقارئ في الجزائر يقرأ النسخة العربية بنسبة أكبر، لدينا الكثير من المقدمات في الجزائر لو أتيحت لهن الفرصة في الوسط الإعلامي فسيثبتن حضورهن، أظن أنه في الوطن العربي يجب أن يكون لدينا تركيز على هذا الشيء وأن يعملوا بالقوانين التي تتبع في العالم، أي بدون تحفظ، والتركيز على الصورة ثم الصورة'.

·         يقال إن هناك عملا دراميا عن حياة الشاعر الكبير محمود درويش، أنت كمخرج سينمائي وكنت متابعا لأعمال محمود درويش، بنظرك هل الوقت مناسب لإقامة هذا العمل؟ وهل سيكون هذا العمل، بغض النظر عن المخرج والممثل، متناسباً مع مكانة محمود درويش وقيمته الكبيرة؟

- 'أنا شخصياً لست على اطلاع على المشروع ولا أعرف من سيقوم بإخراجه، ولكن أظن أن محمود درويش عملاق في الشعر العربي وهو ملك للوطن العربي كله. من خلال إحساسي الشخصي مازال الوقت باكراً لإقامة هذا العمل، فقد غادرنا شاعرنا الكبير مؤخراً وهو مازال حاضراً في نفوسنا. إن كان هذا الفيلم يستغرق تحضيره سنوات وميزانيته كبيرة وسيكون على مستوى لائق بشاعرنا، هذا ممكن. ولكن إن كان سيقام بشكل سريع فسيكون فيه نوع من المخاطرة الفنية لأنها مسؤولية فنية كبيرة. أنا أوجه نداء أنه من الممكن أن يقام هذا المشروع على أساس فيلم طويل مكون من سلسلة من الأفلام القصيرة المحترفة، وأن يشترك فيها أربعة أو خمسة مخرجين عرب يقومون بأفلام قصيرة وكل فيلم يكون مشتقا من قصيدة من قصائد محمود درويش. أظن أن هذا النوع من المشاريع لا تكون فيه معالجة مباشرة لشخصية مثل محمود درويش لتعطيه وزنه وقيمته الحقيقية، حيث أنه من الممكن أن تتناول أعماله، ولكن أن تتناول شخصية تاريخية فهذه مسؤولية كبيرة، خصوصاً أنه يجب أن لا ننسى أنه إذا أقيم فيلم حول شخصية معينة فمن الصعب أن يقام فيلم آخر يطرح وجهة نظر مغايرة أو مصححة لوجهة النظر الأولى، فالذي يريد أن يقوم بهذا الفيلم يجب أن يأخذ الوقت الكافي لأنه مسؤولية كبيرة، فهو سيكون الفيلم الوحيد الذي سيعالج حياة الشاعر محمود درويش. أنا أقول هذا الكلام كمخرج حيث أنه لا يمكن أن يكون هناك فيلمان يدوران حول شخصية واحدة. مهما كان الأمر، فهذا المخرج يجب أن يعي وزن هذا العمل. لكن العمل الذي أقترحته سيكون أكثر وفاء وسيحقق مكانة محمود درويش، وهو فكرة جيدة لفيلم طويل مكون من سلسلة أفلام قصيرة يقوم عليه عدد من المخرجين العرب وبإنتاج محترم. سيكون فيلماً ناجحا وحتى لو قدمنا هذا الفيلم للعالم، سيكون هناك خمس نظرات إخراجية لإنجاز الفيلم وسيكون أكثر وفاء لفيلم يعالج حياة محمود درويش بطريقة تاريخية. والشخص الذي سيلعب دور محمود درويش يجب أن يكون مشابهاً له وأن يتقمص شخصيته، أي أن يقرأ ليس فقط السيناريو بل يدرس شخصية محمود درويش كي يستطيع القيام بها، فهذا العمل ضخم جداً ويجب أن يكون على مستوى ميزانية دولة. فعندما نحترم رموز ثقافتنا العربية فإن الغرب سيحترمنا. هذه هي الفكرة التي أتتني وأنا أتكلم معك، هي فكرة جيدة أن يكون هناك مشروع سينمائي فيلم طويل بتمويل عربي محترم يعمل بمعايير دولية ويكون من إخراج عدد من المخرجين العرب من مشرقه ومغربه، وبالتالي سيكون هذا أكثر وفاءً وتقديراً لشاعرنا لأنه لا يعالج شخصيته بطريقة مباشرة وسيقدم شعره للعالم بطريقة سينمائية'.

القدس العربي في

03/01/2011

 

كوابيس سينما الديجتال الجريمة والعقاب...

'الباب': مأساة طريد الجنة الذي أكل تفاحة آدم

كمال القاضي/ القاهرة ـ 'القدس العربي'  

شيء ما يتغير في صناعة السينما يقترب بها من حافة الهاوية، ربما الاستسهال الذي يراه البعض تغلباً على صعوبات الصناعة التقليدية ويعتبرون تقنيات التصوير بالكاميرا الديجتال فتحا عظيما، غير مدركين لخطورة الجرأة في تصنيف أنفسهم مخرجين ومصورين وكتابا من دون أن يكونوا مؤهلين لذلك تماما، إذ أن التجاسر على حمل الكاميرا لابد أن تسبقه خبرات ومشاهدات وثقافة عامة تجعل الراغب في صناعة فيلم أهلا للدور الذي يلعبه والمكانة التي يضع نفسه فيها، أما أن يقرر أي شخص تحويل مساره من عمله الأصلي الى التأليف والإخراج والتصوير فهذه بالطبع مغامرة غير محسوبة لا يتحمل عواقبها إلا الجمهور، حيث يواجه وحده مثل هذه الكوارث، 'الباب' عنوان واحد من الأفلام المصرية التي عرضت في مسابقة افلام الديجتال بمهرجان القاهرة بدورته الـ'34' الأخيرة وخرج من ماراثون الجوائز من دون شيء يذكر، وذلك لأن الفيلم لا يعدو كونه محاولة تجريبية للتدريب على التصوير والتمثيل والكتابة والتمسح في الإخراج، فالطبيب الذي تطوع بالقيام بكل المهام لتوفير الميزانية نجح في تقليص النفقات الى 500 جنيه فقط لا غير، لكنه فشل في صناعة فيلم وأعطى انطباعا خاطئا عن خصوصية سينما الديجتال من البداية للنهاية، فالفكرة التي جعلها محورا للأحداث ووضع لها مقدمة طويلة عريضة سبق تقديمها في عشرات الأفلام بشكل أعمق وأدق، فلسنا بحاجة ليذكرنا طبيب الجهاز الهضمي محمد عبدالحافظ بقضية الخروج من الجنة نتيجة الاستجابة لوساوس الشيطان، والتخلي عن الحذر في الانسياق للفضول، والرغبة في كشف المستور، والاطلاع على ما هو غيبي استنادا لخلفية ما جرى لآدم وحواء حين وسوس لهما الشيطان أن يأكلا التفاحة فأكلا فكان خروجهما من الجنة هو الجزاء، وألقي بهما في غياهب الدنيا ليواجها مصيرهما ويرث البشر مآساتهما إلى يوم يبعثون، هذه الحكاية محفوظة عن ظهر قلب وقد تم التنويع عليها مرارا وتكرارا وليست في حاجة لمزيد من الفلسفة، واقترانها بحياة شاب فاشل ومريض، يحمل في جنباته صفات العدوان يريد المخرج أن يحملنا قسرا على التعاطف معه من خلال العودة إلى القصة ذاتها وطرح سؤال أزلي قتل بحثا، هل الانسان بطبيعته عدواني مجبول على الخطيئة؟ - أم أنه رهين قدر كتب عليه سلفا؟ وبالطبع يقودنا السؤال إلى جدلية واسعة ننشغل بها طوال الوقت، في حين أن مارد بالفيلم لم يكن على نفس المستوى من الناحية الفنية، فقضية الباب المغلق المشغول بها البطل 'أشرف كمال' أو عمرو عبدالحافظ ليست هي القضية الكونية فلا الباب يصلح أن يكون رمزا للمجهول ولا أشرف هذا هو ما يمكن أن يمثل الإنسان في حيرته مع الطبيعة ونظرية الخلق التي كتبها العظيم نجيب محفوظ في روايته 'الشحاذ'، وجسد معاناة البطل 'عمر الحمزاوي' فيها الفنان القدير محمود مرسي، حيث المستويات النفسية والدرامية التي انتقلت من الرواية الى الفيلم جعلتنا نعيش حياة البطل البائسة ونشاركه مأساته ومحنته ونطرح معه ألف سؤال وسؤال حول الخلق وكينونته ومعناه والدروس المستفادة منه والهدف من حيرة الإنسان الضعيف الذي لا يملك من أمره شيئاً ولا يستطيع أن يغير من قدره ولا يزيحه قيد أنملة، حيث العقل عاجز عن الإحاطة بكل الحقائق والإنسان نفسه مسجون داخل محيط صغير من ذلك العالم الواسع الكبير ومستوحش بين أهله وناسه وعشيرته، ومن ثم فهو يشعر بأن الدنيا تضيق وتشدد خناقها عليه، ليس ثمة تماثل بين شخصية 'أشرف كمال' الفقيرة فنيا وإنسانيا وبين شخصية 'الشحاذ' 'حمزاوي' رغم تشابه الفكرة أو محاولة اقتباسها وإن اختلفت التفاصيل، فالمقارنة بينهما غير جائزة، ولكنه التداعي الفني يحتم علينا أن نذكر المؤلف بالأعمال الفنية الكبرى، لكي يرى الدنيا على حقيقتها ويعلم أن الخوض في القضايا الكونية مسألة ليست سهلة ولا يمكن إعمال الخواطر فيها واعتبارها فنا عميقا يؤرقه ويؤرقنا ويؤرق ابطال فيلمه ـ شقيقه وأصدقاءه ومن يراهم ممثلين واعدين، البطل الثاني 'حسام' ياسر أبو العلا أو غيره، أما 'الباب' فذلك الذي ينطبق عليه المثل 'الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح'.

هذا أفضل من أن يفتح فلا نرى شيئا ونكتشف ان الطبيب السيناريست والمصور والمخرج أخذنا معه طوال ساعة ونصف الساعة إلى سراب تلو السراب بعد أن مارس علينا كل ألوان التعذيب النفسي، متصورا أن ذلك نوع من الإثارة 'الساسبنس' وجراء رغبته هذه ظللنا نطالع مشاهد ومواقف مكررة لا تضيف جديدا ونفزع من هول الموسيقى الصاخبة الصادمة ونعيش مع البطل المصاب بالاكتئاب كوابيسه واكتئابه لحظة بلحظة، كأننا أسرى في قاعة العرض ساقنا قدرنا الى الفيلم لنكفر عن سيئات ربما ارتكبناها في أفلام أخرى، فبين عادات أشرف المتكررة وردود أفعال ابن عمه حسام وشيطانية صديقه وزميله في العمل تخلق المواقف وتتولد المآسي وتنجلي المصائب وتتبدى صور البؤس والفقر والحرمان ويعلو نشيج أشرف وبكاؤه كلما تذكر أمه الراحلة منذ طفولته وزوجة أبيه التي دأبت على تعذيبه في غيبة الأب الضعيف، كل هذه الصور تتداعى في ذهنه هو فقط، فلم نر منها نحن معشر المشاهدين شيئا ولو بطريق الصدفة أو التلميح كي نكون حاضرين بإحساسنا في المشهد وينتقل إلينا صدق الحدوتة والأداء التمثيلي، لكن أبدا لم يتحقق شيء من هذا، كل ما هنالك أن المطلوب منا هو معايشة الأحداث غيابيا الى أن نصل إلى ذروة التراجيديا قبيل النهاية بلحظات، حين يقرر المؤلف موت 'حسام'، البطل الثاني وابن عم البطل الأول مقتولا بيد 'أشرف' بعد أن فاجأه وهو يحاول فتح الباب الذي سبق أن حذره من الاقتراب منه فزاد من فضوله وتسبب في تنامي بذور الخوف والشك والهلع والإجرام بداخله فارتكب الجريمة الثانية بعد ان قام بسرقة الصيدلية التي كان يعمل بها وفر هاربا في المرة الأولى مخلفا وراءه العديد من الأسئلة المحيرة، فلماذا يصنع أشرف كمال كل هذه الأشياء؟ ولماذا أيضا جاء قدره على هذا النحو المأساوي الفاجع؟ الإجابة ينبئونا بها الراوي مع نزول التترات وهو يغلق الدائرة الجهنمية على نفسه، بأنه هو ذاته البطل الضحية، وأن السؤال الذي يحيره سيظل مطروحا طالما أن الكون يصر على إخفاء أسراره والقدر يمعن في التستر على الحقيقة ويستعذب لعبة الألغاز!

القدس العربي في

03/01/2011

 

'انتل' تصنع الحلم بامتياز لهوليوود

سان فرانسيسكو - من نويل راندويتش 

أكبر شركة مصنعة للمعالجات الالكترونية تعرض على منتجي الافلام تقنية الكترونية لافلام عالية الوضوح على شاشات الكمبيوتر.

تتضمن رقائق جديدة تروج لها شركة انتل باعتبارها أضخم قفزة لها على الاطلاق في قوة المعالجة حماية مدمجة للمحتوى ستمكن استوديوهات هوليوود من توزيع أفلام عالية الجودة عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصي بأمان أكبر.

وقال مولي ايدن نائب رئيس انتل والمدير العام لمجموعة الكمبيوتر الشخصي بالشركة إن وحدة التوزيع الرقمي لشركة تايم ورنر واستوديوهات أخرى تعتزم تقديم أفلام عالية الوضوح للمستهلكين الذين تستخدم حاسباتهم الآلية الرقائق الجديدة التي تحمل الاسم الكودي ساندي بريدج وذلك بالتزامن مع طرحها على أقراص دي.في.دي.

وقال في مقابلة "استطعنا تطوير حل شبكي سيسمح ببث المحتوى عالي القيمة إلى (أجهزة الكمبيوتر المزودة برقاقات ساندي بريدج) .. نبرم كل الصفقات اللازمة مع (الاستوديوهات وموزعي المحتوى) لجعله متاحا".

وتعد المعالجات التي شحنت في الآونة الأخيرة إلى المصنعين رهانا كبيرا في وقت تكابد فيه انتل ومقرها سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا اقتصادا أميركيا ضعيفا وطلبا استهلاكيا راكدا على أجهزة الكمبيوتر الشخصي.

وإلى جانب حماية الاستوديوهات من القرصنة تملك الرقائق التي ستعرضها انتل خلال معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس هذا الأسبوع قدرات محسنة لمعالجة الوسائط المتعددة.

وتدمج ساندي بريدج التي ستباع تحت العلامة التجارية "انتل كور" المعالجة المركزية بمعالجة الرسوميات في قطعة سيليكون واحدة للمرة الأولى مما سيجعلها أسرع وأعلى كفاءة في استهلاك الطاقة وعلى الأرجح أعلى ربحية.

وقال هانز موسمان المحلل لدى ريموند جيمس "هيكل التكلفة أفضل والرقاقة أصغر ... والأداء أفضل. ستكون مهمة جدا للشركة".

وقالت انتل التي تشغل معالجاتها 80 بالمئة من أجهزة الكمبيوتر الشخصي في العالم إن القدرات الرسومية لساندي بريدج تناسب من يزاولون ألعاب الكمبيوتر من حين لآخر.

وفي حين يرفض المنافسون ذلك قال ايدن إن ساندي بريدج ستجعل رقائق الرسوميات منخفضة المستوى والمركبة في كثير من أجهزة الكمبيوتر غير ضرورية وهو ما قد يخفض التكاليف على المصنعين.

وقال ايدن "منتجنا سيكون في أكثر من 500 طراز لأجهزة الكمبيوتر المحمول وسطح المكتب. سترون الكثير منها في مختلف الفئات من الأجهزة متعددة الاستخدامات إلى أجهزة الألعاب الكبيرة إلى أجهزة الكمبيوتر المحمول".

لكن مصمم رقائق الرسوميات شركة نفيديا كورب سارعت إلى الدفاع عن سوقها قائلة إن المستهلكين يريدون أداء رسوميا محسنا ويبدو أن بعض المصنعين يحتاطون في رهاناتهم بدلا من الاعتماد بالكامل على رقاقات ساندي بريدج.

وتقول نفيديا إن المصنعين اختاروا رقاقاتها لمئتي طراز كمبيوتر محمول جديد في 2011 مزودة أيضا بمعالج ساندي بريدج من انتل مقارنة مع حوالي 125 جهازا محمولا في 2010.

وتعرض أدفانسد مايكرو دفايسز (ايه.ام.دي) تشكيلة رقاقاتها الجديدة التي تدمج أيضا المعالجة المركزية مع الرسومية خلال معرض الالكترونيات الاستهلاكية. ومن غير الواضح كيف سيكون مستوى أدائها وأسعارها بالمقارنة مع ساندي بريدج.

وتبيع انتل رقاقتها كور آي3 المزودة بنواتين - أو محركين - إلى المصنعين بسعر 117 دولارا ورقاقتها من المستوى الفائق كور آي7 الرباعي النواة بسعر 1096 دولارا.

وفي ظل تأثر مبيعات الكمبيوتر المحمول في 2010 بضعف معنويات المستهلكين تراجعت حصة انتل من سوق أشباه الموصلات العالمية إلى 13.8 بالمئة من 14.2 بالمئة في 2009 بحسب شركة جارتنر لأبحاث السوق.

وقد تعاني مبيعات الكمبيوتر المحمول مجددا في 2011 مع قيام البعض بشراء جهاز آي.باد من شركة أبل أو أجهزة مماثلة يطلقها منافسون مثل هيوليت باكارد.

وفي حين مازالت انتل أضخم منتج للرقاقات في العالم وبفارق كبير عن أكبر منافسيها إلا أن الشركة متأخرة كثيرا في السوق سريعة النمو لأجهزة الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي التي يقول الخبراء إنها قد تصبح أداة الاتصال الرئيسية بشبكة الانترنت لكثير من الناس مما سيفضي في النهاية إلى تراجع الاعتماد على الكمبيوتر الشخصي.

وتهيمن رقاقات أتوم من انتل على أجهزة الكمبيوتر المحمول الصغيرة لكن مصنعي الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي يرفضونها بوجه عام مفضلين عليها رقاقات أعلى كفاءة في استهلاك الطاقة ترتكز على بنية معالجات ايه.آر.ام هولدنجز التي تنتجها شركات مثل كوالكوم ومارفل تكنولوجي جروب.

وتراهن انتل على أن رقائق أخرى جديدة تطرحها أوائل العام القادم ستساعدها على اقتناص حصة من سوق الأجهزة المحمولة.

ميدل إيست أنلاين في

03/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)