حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تفكر في كتابة مذكراتها

معالي زايد: السينما حالياً «لعب عيال»

القاهرة: دار الإعلام العربية

الفنانة معالي زايد من الفنانات القليلات اللاتي لديهن تصالح مع النفس في حال عدم المشاركة في أعمال فنية، وساعدها على ذلك بعض الهوايات التي تمتلكها مثل الرسم والكتابة والزراعة. عبر السطور التالية، حدثتنا معالي عن حياتها الفنية والأخرى التي تعيشها في المزرعة الخاصة بها والتعامل مع المواشي والطيور والزرع، فإلى تفاصيل الحوار..

·         حدثينا في البداية عن ابتعادك عن الأعمال الفنية خلال الفترة الماضية.

الحقيقة لم أقصد الغياب عن العمل والبعد عنه، لكن الظروف هي التي تحدد ذلك، فقد عرض عليّ خلال الفترة الماضية ثلاثة أعمال تلفزيونية لكنها كانت دون المستوى، وأنا تعودت أن أقدم أعمالا وأدوارا أكون راضية عنها وأحقق فيها نجاحا وأصيب فيها هدفا بهذا النجاح.

أعمال الجاسوسية

·         ألم يؤثر عدم مشاركتك في أعمال فنية سلبياً في حالتك النفسية؟

إطلاقا، لأنني دائماً أكون مشغولة جداً بأشياء أخرى في الأوقات التي لا أعمل فيها، فعندي العديد من الهوايات منها الرسم والكتابة، والعمل في المزرعة الخاصة بي، فلا يوجد عندي وقت للاكتئاب أو أن أعيش حالة نفسية سيئة.

·         هل هناك شخصيات معينة تتمنين تقديمها؟

أنا أحب أعمال الجاسوسية إلى حد ما، والمهم أن تكون الشخصية التي أقدمها مختلفة وجديدة عليّ تماما، فكل ما قدمته في السينما أو التلفزيون كانت الشخصيات مختلفة عن بعضها البعض، وأرى أن الشخصية التي يمثلها الممثل لا بد أن تكون بعيدة عن شخصيته الحقيقية ولا تشبهه تماما حتى يصدقها الجمهور ويستطيع الممثل أن يؤديها باقتدار، وأنا متعتي في التمثيل في تقديم شخصية بعيدة عني.

·         هل كانت كل الشخصيات التي قدمتها بعيدة عن معالي زايد تماماً؟

كل الشخصيات التي قدمتها أحببتها كثيرا، ولا توجد شخصية منها تشبهني تماما، لكن كل شخصية كان فيها جزء مني وتلمس شيئا بداخلي، مثلاً شخصية فاطمة في «دموع في عيون وقحة» لمست فيّ الرومانسية، وفي «كتيبة الإعدام» شخصية «نعيمة» لمست فيّ حب الوطن والانتماء.

ليس بالضرورة أن أعود إلى الوراء

·     هناك العديد من الأعمال السينمائية القديمة تتم إعادتها في الدراما منذ فترة، ما رأيك في هذا، وهل هناك عمل معين من أعمالك تودين تقديمه من جديد؟

يتوقف ذلك على المعالجة التي يتم بها تناول العمل مرة أخرى، والمسلسل تكون فيه تفاصيل أكثر، وهل يستحق هذا العمل أن يقدم مرة أخرى أو لا؟، وأنا قدمت «الثلاثية» في التلفزيون بعد أن قدمت في السينما، وقدمت الشخصية في مرحلتين كانتا «بين القصرين» و«قصر الشوق»، في حين قدمتها في السينما ثلاث ممثلات في الأجزاء الثلاثة.

ومع ذلك هناك أعمال سينمائية لا أحبها في التلفزيون عندما تتم إعادتها مثل «رد قلبي»، فأنا أحب أن أشاهد الفيلم ولا أحب المسلسل، ففي النهاية يتوقف النجاح على التناول الدرامي، ولكن لا أحب أن أقدم أعمالا قديمة، لأن هناك أعمالاً كثيرة تقدم، وليس بالضرورة أن أعود إلى الوراء.

·         كيف ترين حال السينما حالياً، باعتبارك من الجيل الذي قدم أعمالاً متميزة؟

حال السينما السيئ ليس السبب فيه الممثلون كما نسمع كثيرا، لأنهم أداة توصيل للأفكار، والمشكلة موجودة في الأفكار التي لا يوجد منها على المستوى الجيد، لأن الكتاب الكبار والمخرجين هجروا السينما، والممثلون هم أدوات جيدة بدليل أنهم عنصر جذب للجمهور.

والسينما لا بد أن يصرف عليها جيداً إنتاجيا وفكريا لأنها تؤثر في سلوك الناس، والسينما حاليا لا تقدم شيئا، وهي مجرد «لعب عيال» بسبب فقر الأفكار، ولا يوجد فيها تقدم فني على الرغم من وجود الأموال، في الماضي كانت «الفلوس» أقل لكن كانت توجد أفكار جيدة.

مسرح لكل الناس

·         لماذا لا تفكرين في الإنتاج حاليا؟

أنا فعلا أنتجت فيلما مع المخرج رأفت الميهي وهو «السادة الرجال»، لكن الإنتاج حاليا صعب جداً، وأصبح مختلفا عن الماضي ويحتاج إلى «فلوس» كثيرة وتنتظرين بعد ذلك تسويق العمل، وأنا لا أحب ذلك.

·         وأين أنت من المسرح؟

أصبح سعر التذكرة مرتفعا في مسرح القطاع الخاص، كما أنه يقدم لجمهور معين، وأنا أريد أن أقدم مسرحا لكل الناس، وأيضاً لا توجد نصوص جيدة تقدم للجمهور دون أن يمل، وإذا توافرت هذه العناصر في عمل مسرحي فلن أتردد في المشاركة فيه؛ لأن المسرح يحقق مواجهة يومية بالجمهور ومتعة لأن الممثل يأخذ مكافأته يوميا من الجمهور.

·         هل تفكرين في كتابة مذكراتك، وما رأيك في تقديم أعمال عن حياة الفنان؟

الحقيقة كتابة المذكرات ليست شيئا سيئا إذا كان فيها شيء يتعلم منه الناس ويستفيدون من تجربة الحياة، وليس عندي مانع من ذلك، ولكن نشر المذكرات لمجرد التربح منها أنا لست معه، وهناك أعمال قدمت حياة الفنانين وأحببتها جدا، منها أم كلثوم وإسماعيل ياسين وأسمهان، لأن هناك أشياء لم أكن أعرفها عن الفنان، لكن عرفتها عن العمل الذي يقدم عنه، وضروري أن يقدم العمل الشخصية بكل سلبياتها وإيجابياتها، لأن الفنان ليس ملاكا لا يخطئ.

·         ماذا عن هوايتك في الرسم؟

الرسم هو مجال دراستي، فأنا خريجة تربية فنية ولم أدرس التمثيل، وقد استغللت الرسم في التمثيل حيث أرسم الشخصية قبل أن أقدمها، وأرسم كل مشهد قبل تنفيذه من خلال استخدام الألوان والملابس والجو النفسي للشخصية، وقد قررت في فترة لمدة سنة التفرغ للرسم فقط، ورسمت العديد من اللوحات التي قدمتها في معرض أُطلق عليه اسم «الوجه الآخر».

الوجه الآخر

·         ما حكاية معالي زايد مع المزرعة الخاصة بها، ووجودها الدائم بها بعيداً عن القاهرة؟

المزرعة هي كل حياتي، أقضي فيها معظم وقتي عندما لا يكون عندي تمثيل، وتكون أحلى الأوقات لديّ التي أكون فيها، وأعتبر نفسي أعمل فيها لأنها مزرعة منتجة وليست منتجعا للترفيه، وعلمتني كثيرا عن الزراعة والتعامل مع الحيوانات والطيور والزرع.

·         أليس صعباً على الفنان أن يترك النجومية والأضواء ويتجه إلى حياة الفلاحة والزراعة؟

طول عمري كنت أحلم بأن يكون عندي مكان مثل المزرعة أمتلكه، وبدأت تحقيق هذا الحلم في عام 1996 عندما اشتريتها قطعة أرض صحراء وبدأت أستصلح فيها وأزرعها وأنا ليس عندي خبرة عن الزراعة، وبدأت أتعلم وأعرف الكثير عنها، وعرفت أن الزرع والحيوان يشعران بصاحبهما، فهما مثل الطفل في التعامل معهما.

وأعتبر أن لي حكاية مع كل شجرة وشيء في المزرعة، والزراعة فن أيضاً «فن التعامل مع الزرع والزهرة»، كما أن تربية الحيوانات والطيور هواية أخرى، وأشعر بمتعة كبيرة جدا في هذا، ولا أخجل أبداً من العمل بنفسي في الأرض والتعامل مع المواشي والطيور.

وأنا أهرب من زحام القاهرة إلى المزرعة، فأصبحت لا أطيق العيش في القاهرة أكثر من 24 ساعة، حيث أشتري احتياجاتي، وأعود مرة أخرى للمزرعة.

·         كيف يكون يومك في المزرعة؟

أستيقظ مبكرا من السادسة صباحا لأبدأ يومي في مراعاة الحيوانات والزرع والطيور، وأنام في الحادية عشرة مساء.

·         كيف أثرت حياة المزرعة في معالي زايد؟

المزرعة علمتني أشياء كثيرة.. تعلمت النجارة والسباكة والحدادة، وعندي العدد الخاصة بها، حتى أستطيع أن أصلح أي تلف بسيط يحدث في المزرعة بنفسي.

·         في النهاية ماذا تعلمت من والدتك الراحلة الفنانة آمال زايد؟

التوكل على الله، وحب الناس، والصبر والتفاؤل، ودعواتها لي لا تزال بجواري حاليا في حياتي، ولن أنساها أبداً.

المصرية في

10/12/2010

 

وداعا ٢٠١٠

اهم ظواهر السينما المصرية هذا العام

ايريس نظمي

ونحن نودع عام ٠١٠٢ بأحداثه وأحزانه وافراحه.. وان كانت الأحداث المثيرة والأحزان قد فاقت كل أحداث السنوات الماضية.. فهل استطاعت السينما هذا العام ان تقدم هموم الناس وأحلامهم ومشاكلهم؟ لا اعتقد فالأحداث اكبر وأهم بكثير من أي فيلم!

قدمت السينما هذا العام ٩٢ فيلما مقابل ٩٣ في العام الماضي.. أي أن السينما في حالة هبوط مستمر فمن ينقذها؟ وهذا الهبوط يرجع لأسباب منها التكاليف الباهظة للأفلام.. والأجور الفلكية التي نسمعها للفنانين الكبار الذين يلهفون نصف ميزانية الفيلم.. ولم نر فيلما واحدا من الانتاج الضخم بعد أن انتشرت وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصالات.. وهو ما تفوقت فيه السينما الأمريكية التي تجذب إليها المشاهد اكثر من الفيلم المصري.. واتجاه النجوم الكبار للعمل في التليفزيون الأكثر مشاهدة.. وماڤيا سرقة الأفلام في عروضها الاولي وبيعها لمواقع الانترنت وعرضها في نفس الوقت أو بيعها في شرائط ڤيديو أو C.D للجمهور.. أيضا اقتصار التوزيع والعرض علي شركتين كبيرتين تمتلك دور العرض.. وتعرض فيها افلامها ولاتجد الافلام الاخري فرصة للعرض الجيد.

أضف إلي ذلك أن صناع السينما يتنافسون حول التوقيت المناسب لعرض أفلامهم وذلك في أيام الأجازات والأعياد.. لذلك لم نشاهد إلا الأفلام السيئة التي تعرض خارج هذه الدائرة والدليل علي ذلك موسم الصيف المضروب هذا العام..

الاتجاه إلي الأفلام التجارية

ويتجه المنتجون حاليا لإنتاج الأفلام التجارية لتعويض خسارتهم واعينهم علي شباك التذاكر، ولم يخرج من هذه الافلام سوي السينما ذات القيمة الفنية العالية.. التي لايقدم مخرجوها أية تنازلات.. وهي افلام لاتحقق إيرادات السينما التجارية.. ولايستمر عرضها اكثر من أسابيع قليلة لترفع من دار العرض لأنها لم تحقق »الهولد أوڤر«.

ونحمد الله اننا وجدنا فيلما مصريا جيدا هو فيلم »الشوق«، لعرضه في مهرجان القاهرة.. والذي فاز بالجائزة الذهبية.. فهذه هي مشكلة كل عام بالنسبة، لمهرجان القاهرة والاسكندرية.. ففي إحدي دورات مهرجان الاسكندرية لم نجد فيلما واحدا »عليه القيمة« ليعرض في المهرجان بالرغم من اننا الدولة المستضيفة وهذا ما يدعو البعض إلي الاتجاه لأفلام  الديچتيال غير المكلفة.. الجديدة.

الرقابة تفتح بابها للألفاظ والتلميحات البذيئة

الظاهرة الغريبة هذا العام أن معظم الأفلام لاتخلو من الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية.. التي فتحت لها الرقابة بابها علي مصراعيها منذ العام الماضي وظهر ذلك بوضوح في فيلم » احاسيس« لهاني جرجس فوزي الذي اعتمد علي الاثارة ثم تكرر ذلك هذا العام في فيلم »كلمني شكرا« نزل خالد يوسف بفيلمه إلي الإستغراق في الجنس.. لدرجة أن نري لأول مرة في الفيلم المصري ممارسة الجنس عن طريق الانترنيت وهو بطولة غادة عبدالرازق.. أيضا فيلم »سمير وشهير وبهير«.. وهذه بعض الأمثلة لهذه النوعية من الأفلام.

ظاهرة الوجوه الجديدة والبطولات الجماعية لتوفير اجور الفنانين النجوم.. لكي لايكلف الفيلم كثيرا فنري المخرج يفك النجم الواحد بستة أو سبعة من الوجوه الجديدة.. وهذه النوعية من الافلام لاتصنع نجما الا فيما ندر. والدليل علي ذلك »بالالوان الطبيعية« و»سمير وشهير وبهير«.

الكبار لايقدمون تنازلات

كبار المخرجين لايقدمون أية تنازلات لكي يقدموا فيلما تجاريا يحقق الارباح فلا يقدم المخرج الا ما يؤمن به وهذا ما حدث بالنسبة للمخرج »داود عبدالسيد« الذي عاد بعد سنوات ليقدم فيلم »رسائل البحر« الذي رشح للأوسكار كفيلم أجنبي.. فهو يقدم سينما غير عادية. فأي فيلم تشاهده قد تنساه بمجرد خروجك من صالة العرض.. أما »رسائل البحر« فهو يحتاج إلي التركيز والتأمل في رموز »داود عبدالسيد« من مشهد لآخر.. ونحن شعب يحب الحكايات!

ومثل هذه النوعية من الافلام هي الأفلام التي ترشح للمهرجانات العالمية وتغزو العالم، وهي تحتاج إلي ميزانية يخشي ان يقدمها المنتج.

أخبار النجوم المصرية في

30/12/2010

 

اعترافات صباح "٧"

زوجي خانني وهرب فاستنجدت بزوجي السابق

ايريس نظمي

وتستمر الرحلة.. رحلة صباح في الفن والحياة.. وبصراحة لم أر فنانة صريحة كصباح لدرجة أنها احياناً تسيء لنفسها بصراحتها هذه .. ففي رأيها ان الفنان ملك لجمهوره. وقد كتبت هذه المذكرات علي ثلاث مراحل.. فقد كتبت الجزء الأول في مصر حينما كانت تقيم في فندق شيراتون .. التقي بها كل يوم وأسجل حياتها منذ البداية.. أما المرحلة الثانية فكانت في لبنان حيث دعتني أنا والمصور الصديق فاروق ابراهيم في منزلها.. والتقيت بها حين كرمها المهرجان الإسكندرية وكانت متزوجة من الزوج السادس .. أما  المرحلة الاخيرة فكانت في دمشق حينما كرمها بدأت أفكر جدياً في تقديم مسرحية غنائية جيدة تنتزع من أذهان الناس ذكري مهرجان »تضلوا بخير« مع وديع الصافي..

وشجعني علي ذلك لقائي مع »وسيم طبارة« الذي اسمي نفسه بعد ذلك »بفادي لبنان« وهو مخرج ومؤلف وممثل.

التقت أحلامنا المشتركة ايضاً علي تقديم مسرحية جديدة يتولي هو تأليفها واخراجها.

وبعد انقضاء عشرين يوماً فقط من لقائنا الأول كنا قد اتفقنا علي الزواج.

وانتهي وسيم من كتابة نص مسرحية» ست الكل«.. وبدأنا نستعد لتنفيذها.. وكان هو مترددا بالنسبة لإخراج المشاهد الاستعراضية.. وفضل ان يستعين بشخص آخر يساعده في اخراجها.. لكن شجعته ودفعته لعمل كل شيء. وحققت المسرحية نجاحاً مدهشاً.. وأشاد النقاد كثيراً »بست الكل«.. وأغرانا هذا النجاح بتقديم مسرحية غنائية اخري اسمها »حلوة كتير« حققت نفس النجاح.. وقد ساهم هذا النجاح المشترك في تدعيم علاقتنا وحياتنا الزوجية.. ورغم ان وسيم له هوايات أخري بعيدة وغريبة عني مثل هواية »اللاسلكي«.. إلا انني وجدت نفسي معه علي خشبة المسرح.. انه شاب طموح يريد أن يفعل كل شيء في وقت واحد وهذا ماجعله مشتت الذهن .. فهو يؤلف ويخرج.. ويهوي اللاسلكي.. ويعمل بالتجارة..

وسافرنا إلي عمان لكي نقدم عروض  المسرحية هناك.. لكن في ذلك التوقيت بالذات بدأت معارك ومذابح لبنان.. سمعنا عن الرصاص الطائش الذي يحصد الناس في الشوارع دون تمييز.. وعن البيوت التي تنهار.. وعن الدماء والأشلاء.. وعندما عدت إلي بيروت لم أجد بيتي كما كان.. لقد أصابته نيران هذه الحرب المجنونة.. ولم أجد فساتيني ولابقية ممتلكاتي.. حرق منها ماحرق وسرق منها ما سرق.. مع أشباح الموت التي تملأ شوارع بيروت الجريحة انتشر النهب والسلب والسطو علي ممتلكات الاخرين.. تركوا فقط الاشياء المحروقة .. اما كل ما هو سليم فقد استولوا عليه. ومع البيت الذي احترق ذهبت صوري وذكرياتي وخاصة تلك الملابس التي كنت ارتديها في معظم أفلامي الناجحة.. كنت احتفظ بها كذكريات عزيزة غالية.. لكن كلها ذهبت مع نيران هذه الحرب المجنونة.. والغريب انني لم أبك  ولم اذرف دمعة واحدة أمام أطلال بيتي المحروق.. بل حمدت الله لأن أهلي واقاربي وأصدقائي مازالوا بخير.. ففي سبيل لبنان يهون كل شيء.. يذهب كل شيء ويبقي الأمان.. ولكن اين هو هذا الأمان الذي اصبح مألوفاً في شوارع بيروت المخيفة؟.

اكتشفت خيانته

وشاءت الظروف ان تصلني دعوة لإقامة بعض الحفلات الغنائية في كندا.. وسافر معي »وسيم«.. وانشغلت بالعمل.. لكن غريزة الانثي في داخلي شعرت بالخطر.. فقد ادركت ان وسيم علي علاقة بامرأة أخري.. وعندما فاتحته في الأمر تركني وعاد إلي عمان.. وشعرت بالوحدة القاتلة.. ولم استطع مواجهة المشاكل بمفردي.. فماذا افعل وسط المغتربين هنا ومعظمهم لهم اتجاهاتهم السياسية المختلفة.. والفنان في رأيي يجب ان يظل بعيداً عن الشبهات السياسية التي قد تؤثر علي فنه وحياته.. ولم يكن أمامي سوي حل واحد.. أن اتصل بزوجي السابق »جو حمود« الذي كان في لندن وقتها.. فهو دائماً الصديق المخلص.. الشهم.. وحين سمعت صوته وهو يحدثني من لندن بكيت بكاءاً مريراً وقلت له : »أنني أقيم هنا وحدي.. أشعر بوحدة شديدة.. انا في عرضك ياجو .. ابعت خدني لندن«.. وكان جو شهما كعادته.. فقد ساعدني علي السفر إلي لندن.. ولو كانت ظروف الحياة في لبنان طيبة لعدت اليها في الحال.. لكن كان صعباً العودة إليها في تلك الظروف الحرجة.

ومن لندن أرسلت إلي طبارة طالبة الطلاق.. فمن غير المعقول ان يترك الزوج زوجته بمفردها دون سابق إنذار في بلاد الغربة ويعود بدونها هكذا.

وعندما عدت إلي لبنان عاد وسيم طبارة طالباً العفو والصفح والغفران.. وقلت سأجرب الحياة مرة اخري .. فمن يدري قد يكون استفاد مما حدث.. وانشغلنا معا في مسرحية غنائية جديدة هي »شهر العسل« التي حققت نجاحاً مماثلاً للمسرحيتين الغنائيتين السابقتين »ست الكل« و»حلوة كتير« .. لكن هذه المسرحية الأخيرة »شهر العسل« تطلبت منا جهوداً مضاعفة.. لقد استغرقت فترة اعدادها أربعة شهور كاملة.. وظلت تعرض علي خشبة المسرح سبعة شهور.

وطلقته في »شهر العسل«

وفي الأسابيع الأخيرة من العرض تحركت غريزة الأنثي بداخلي مرة  اخري بمشاعر الخطر.. ويبدو ان وسيم قد عاد إلي عادته القديمة.. امرأة اخري ظهرت في حياته غير التي عرفتها وعرفته في كندا.

بدأ يغيب كثيراً عن البيت.. ولم يعد يسألني اذا كنت أريد شيئاً.. وحتي داخل المسرح بدأت أشعر بالغربة.. وربما كان سبب هذا انه يعرف أني مضطرة للارتباط بالعمل في المسرحية.. وكان لابد ان أتخذ موقفا حاسماً.. فالمسألة أصبحت مسألة كرامة .. واوقفت عرض المسرحية وطلبت الطلاق.. ولم تكن هناك مشكلة.. فقد كانت العصمة بيدي لذلك لم اتعذب هذه المرة كما تعذبت في حالات الطلاق السابقة.

لقد انعكست عليه تجربة الزواج بفوائد عديدة أهمها النجاح فأنا لا ألومه.. فقد كان من البداية زواجا خاطئاً.. فهو أصغر مني سناً.. وهو شاب يتفتح للحياة.. بينما انا وصلت إلي المرحلة التي أهفو فيها  الي الراحة والاستقرار.

وقررت ان تكون هذه التجربة خاتمة لكل تجاربي السابقة ومعظمها للأسف تجارب غير سعيدة لم يكتب لها النجاح الدائم.

ثم ان ابني وابنتي قد كبرا الآن والدكتور صباح إبني طبيب الأمراض النفسية في امريكا لايريدني ان اتزوج بعد ذلك وقد قال لي أكثر من مرة : »اذا اردت ان تتركي اعمالك كلها.. واذا فكرت في الاعتزال نهائياً.. فبيتي مفتوح لك.. وأموالي تحت تصرفك.. فانا اكسب كثيرا«.

وابني له الحق.. فيكفيني ماعشته من تجارب زوجية فاشلة وكم كنت أتمني ان اعيش إلي آخر لحظة مع زوج واحد احبه ويحبني.. ولكن ظروفي هي التي دفعتني للحياة مع اكثر من زوج.. احدهم كانت تصرفاته غير طبيعية اطلاقاً.. فإذا حدث وارتديت فستاناً لأظهر به في إحدي الحفلات الغنائية أفاجأ به يمزق الفستان.. ثم يحطم بعض الأشياء داخل المنزل اذا ما بقيت مصرة علي الذهاب الي الحفل بذلك الفستان..

وآخر يرفع المسدس في وجهي ويحاول ان يقتلني.. أو علي الأقل يهددني بالقتل اذا لم اطع أوامره.. لكن هذه التجارب الزوجية انتهت وانا لا أضمر لأحدهم شراً أو حقداً وكراهية .. لقد حدث ماحدث.. وليس هناك معني للندم.. فالحياة دروس وتجارب  وحتي النهاية يظل الإنسان يتعلم.. ويتعلم..

في باريس.. اطلقوا علي اسم »الملكة«

سعدت جداً عندما هبطت الطائرة في باريس.. وقال لي رجل الشرطة الفرنسي وهو يبتسم في وجهي.

- (حضرتك الفنانة صباح؟)

فقد سبق لي ان غنيت في باريس.. اما في لندن فقد سجلوا لي الحفل الغنائي الذي قدمته هناك.. ولا أنسي يوم ان غنيت في مسرح الباليه  بباريس الذي يتسع لنحو سبعة آلاف متفرج.. نسبة كبيرة منهم من ابناء المغرب العربي.. من تونس والجزائر والمغرب.. وكتبت عني الصحافة الفرنسية وأشادوا بالحفل وبي.. قالوا »أشيك فنانة«.. و»صوتها حلو..  ومحبوبة جدا.. بل انهم اطلقوا علي ايضا في باريس الملكة«.. وأسعد جدا حينما التقي بأحد المصريين في الخارج لدرجة اني اتعامل مع أحد البنوك في باريس دون البنوك الأخري لان به موظفا مصرياً اتعامل معه بسهولة.

ودعاني آلان ديلون علي العشاء

التقيت خلال هذه  الرحلات الفنية إلي الخارج بالممثل »آلان ديلون« والممثلة »وليفيا دي هافيلاند« .. وايضاً التقيت مع بطل الملاكمة »محمد علي كلاي«..

وكان لقائي مع »آلان ديلون« في لوس انجلوس.. فقد كان يقيم بالصدفة في نفس الفندق الذي اقمت فيه في »بيفرلي هيلز« . ويبدو أنه  يحب الشقراوات.. فأول ما أثار انتباهه شعري الأصفر اللون.

سألني.. من أي بلد أنت؟

قلت: انا لبنانية أعيش في مصر.. فمصر هي بلدي الثاني .. وعندما عرف أنني فنانة  وأنني قريبة عبدالله الشماس مدير شركة وارنر في لوس انجلوس.. أصر علي دعوتنا للعشاء..

اما »محمد علي كلاي« فقد عرفني علي الفور.. فقد سبق أن شاهدني في بيروت.. وانا اؤدي دور البطولة في مسرحية »ست الكل«.. واذكر انه قدم لي باقة ورد يومها..

وكلما سرت في الطريق او جلست في مكان في امريكا أو مدن أوروبا.. كانوا يسألوني: من أي بلد انت فأقول لهم انا لبنانية مصرية.

وعندما يعرفون أني قادمة من مصر -ايام السادات- يرحبون بي.. فهم يحملون له كل حب وتقدير لدرجة ان إحدي سائقات التاكسي في امريكا قالت لي:

- إنني أحب السادات.. انه رجل الساعة.

.. وبكيت حين غني وديع الصافي للبنان الجريح..

ذات ليلة فوجئت بابني الدكتور صباح يتصل بي من امريكا وهو يقول لي فرحاً.. لقد دهشت عندما رأيتك أمامي علي شاشة التليفزيون وانت تغنين .. كنت رائعة يا أمي«..

وبالطبع فهذا شيء يرضي أي فنان أن ينتشر فنه خارج حدود البلاد العربية ليصل  الي اوروبا وامريكا ايضاً..

وهذا بالضبط ماحدث في تلك الليلة التي قضيتها في باريس. وقد تمزق قلبي عندما سمعت الفنان وديع الصافي يغني للبنان الجريح في »بلدز لار« .. كان صوته مؤثراً عميقاً يهز الوجدان ويحرك الدموع..
وكانت من بين المستمعات الممثلة
»اوليفيا دي هافيلاند« ومعها »برنس« معروف لا اذكر  اسمه.. والمغني »ماريو« الذي اشترك في الغناء من قبل مع داليدا..

وطلبوا مني ان اغني في تلك الليلة.. وغنيت .. وبعد انتهائي من الغناء جاءت ومعها »البرنس« لتحيتي .. صافحني.. وقال البرنس: »الحقيقة أن صوتك من أحلي الأصوات التي سمعتها«.

لا أعرف إذا كانت هذه مجاملة منه أم انهما كانا يقولان هذه الكلمات الرقيقة وهما في حالة انعدام وزن بسبب الافراط في الشراب.

اما المطرب »ماريو« فقد اهداني اسطوانة وأعطاني عنوانه وقال لي أحب ان اقدم »دويتو« معك انت تغنين بالعربية.. وأنا اغني بالفرنسية

عدالة  السماء

أما أغرب لقاء فقد حدث في البرازيل عندما التقيت بقاتل أمي.. بأخي الهارب منذ سنوات بعيدة بعد ارتكاب جريمته الشنعاء عندما كان مراهقاً في السابعة عشرة من عمره.. اختفي من بيروت ولم يعد نراه بعد ذلك ابداً.. وها هو الآن امامي.. وجهه حزين.. عيناه زائغتان.. صامت في اغلب الاحيان كأنه يحمل كل هموم الدنيا وحده..

قال لي .. »لقد غضب الله علي.. نلت العقاب السماوي .. صحيح اني هربت من عدالة الأرض.. لكني لم أنجح في الهروب من عدالة السماء.. ان ضميري يؤنبني ويعذبني منذ ذلك الوقت.. اصبحت انسانا فاشلاً لدرجة ان المال يفر مني دون ان استفيد منه شيئاً.. لو امسكت الذهب بيدي فسيتحول الي تراب.. هذا يا اختي هو العقاب السماوي أن اعيش معذباً طول العمر.. لأني قتلت أمي«.

وسقطت دمعة من عيني.. لم تكن هذه الدمعة حزناً علي اخي وحده.. بل حزناً علي هذه  الحياة الغريبة التي تبدو أكثر غرابة من كل مانقدمه علي الشاشة.

والي اللقاء في العدد القادم إن شاء الله

أخبار النجوم المصرية في

30/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)