حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

متابعات

سؤدد كعدان : للمخرج المستقل نصيب على الشاشة

حوار : مجاهد البوسيفي

فاز الفيلم الوثائقي "سقف دمشق وحكايات الجنة" بالجائزة الثانية للمهر الذهبي في مهرجان دبي السينمائي. والفيلم من إنتاج الجزيرة الوثائقية وإخراج سؤدد كعدان. وهو الفيلم الثاني للمخرجة من إنتاج الوثائقية. ويبدو أن هذا الفيلم يمثل حالة وجدانية خاصة بالمخرجة وجزءا من ذاكرتها الفردية في مكان مكتظ بالمعنى الجمعي. لذلك سكبت فيه من جمال روحها فاختلطت فيه أبعاد المكان الموضوعية (دمشق القديمة) مع نبض الذاكرة الفردية.. وفي هذا الحوار ستحاول سؤدد أن تضيء شيئا من اختياراتها الفنية في فيلمها..

*******

·         كيف جاءت فكرة الفيلم؟

كلما مررت تحت سقف مدحت باشا أذكر لأصدقائي حكاية والد جدي الحداد الذي رمم السقف. وعندما مررت منذ سنة في ذات المكان، اكتشفت أن السقف قد اختفى، و اختفت كذلك ممرات الإضاءة السحرية التي كانت ترافقه، و لم يبق سوى سقف جديد حديدي  بشع. شعرت عندها أنني فقدت حكاية ومكانا معاً. وشعرت أن الحكايات مرتبطة بالأمكنة، وأن الذاكرة الفردية والجمعية تتأثر باختفاء ملامح المدينة. و عندها قررت أن أجمع في هذا الفيلم، ما تبقى من حكايات وأساطير المدينة، داخل بيوتهم القديمة والعريقة، لعلني أحتفظ بها في فيلمي قبل أن تتلاشى.

·         إذا كانت هي حكاية واقعة ووجدان شخصي فما مبرر الفني و الموضوعي لاستخدامك الرسوم المتحركة في الفيلم؟

كنت أريد أن أسرد الفيلم ببنية تشابه بنية حكايات الأطفال الخيالية، والتي تكتسب معنى رمزيا ما إن تتحدث عن الحاضر. كنت أريد أن أمازح الفيلم بنوعه (وثائقي) لكي يتسلل إلى الدرامي ورسوم التحريك. أردت أن أمازح الشخصيات، و حتى ذاكرتي التي تحاول أن تبني حكايات تبدو في بعض الأحيان سريالية. والرسوم المتحركة كانت الخيار الأفضل. حاولت أن تكون حتى تقنية التحريك جديدة، بما يناسب الهدف الدرامي في الفيلم. فاللوحات مرسومة بالألوان المائية وقد رسمتها نادين كعدان، و من ثم محركة. أي أن معظم العمل كان يدوي، للمحافظة على طبيعة الألوان المائية الحالمة. و هي تعتمد على تقنية تحريك بطيئة لكي يشبه الفيلم كتاب الحكايات، و الأساطير التي يقرأها الأطفال. و فجأة تتحرك هذه الرسوم، لكي نشعر بعلاقتها مع الحاضر، و لكنها تتحرك كما لو أنها صفحة في كتاب، للتأكيد على أنها مجرد حكاية. هنالك حركة دائمة بين الجد و المزح، و بين الواقع و الخيال في الفيلم.

·         دائما في المستوى الفني والإخراجي لاحظنا أن الفيلم يكاد يخلو من أية مؤثرات صوتية عدا مؤثرات المكان...هل هو اختيار جمالي مقصود؟

هناك أسلوبان للتعامل مع المؤثرات الصوتية في الفيلم. عندما يكون المشهد وثائقيا يتم تضخيم بعض المؤثرات الصوتية الطبيعية و إضافتها لمنحها معنى درامي، وكأنها مفتاح العودة إلى الماضي : مثل خطوات الأقدام، صوت السلحفاة تأكل الخص، صوت درج خشبي يفتح، و أبواب قديمة توصد. أما عندما يكون المشهد عبارة عن رسوم متحركة، فقد اخترت ألا تكون هناك أية مؤثرات واقعية، بل أن ترافقها الموسيقى فقط. حتى يتحول إلى مشهد حالم على صعيد الصوت والصورة. حاولت مع المؤلف الموسيقي ناريك عباجيان، أن تكون الموسيقى بسيطة، طفولية، حالمة، و أن تعتمد على آلة واحدة فقط : البيانو، لكي تشبه علب الموسيقى ذات الزنبرك، التي يحب أن يفتحها الأطفال فقط في مشهد السمكة، تتدخل عدة آلات موسيقية، و تتحول الموسيقى إلى جاز، و تتحول إلى نوع من اللعب والفرح. فحكاية السمكة الطائرة، تكسر كل قوانين مشابهة الواقع.

·         أغلب الفيلم يدور حول ما يشبه الوقوف على الأطلال ... هل هو مرثية للماضي؟

بالنسبة إلي يتكلم الفيلم عن الحاضر، تماما بنفس المستوى كما يتكلم عن الماضي. والفيلم يحاول أن يكسر حالة النوستالجيا عبر الكوميديا، و المبالغات السريالية، و الرسوم المتحركة. صحيح أن الفيلم فيه عودة قوية و حالمة إلى الماضي، وإلى الإرث العريق لهذه البيوت، لكن المشهد التالي، يكسر فوراً هذه الحالة. مثل إعلان معظم الشخصيات بأن المدينة هي الجنة، و مركز الكون. إن مسحة الجنون في السرد تشكك إن كانت الحكاية قد حدثت فعلاً أم لا. وقد استطاع مدير التصوير كريم غريب أن ينقل هذا الشعور الغريب في الصورة. إذ أنها صورة فوتوغرافية جميلة، تجمد الشخصيات في حالة الحنين إلى الماضي، لتبدو عندها المفارقة الكوميدية مع الواقع.

الجزء الأخير الذي تتم فيه نقد عملية الترميم كان قصيرا جدا وسريعا مما أربك الإيقاع العام للفيلم ..
الجزء الأخير بدا سريعاً، لعدة أسباب: أولاً الشخصية ذاتها ديناميكية، وتقتحم المكان بجرأة، وتجوب المدينة مهرولة على الرغم من عمرها (85 سنة) و لأن الحكاية التي ترويها حاضرة وملحة، ويكاد السقف يقع على رأسه إن لم نساعده، بالإضافة إلى أنني أردت أن أخرج المتفرج من الحالة الحالمة للحظات، وأزجه في عالم الواقع الكوميدي، قبل أن أعود إلى حكايات أخرى. و إن بدا إيقاع الفيلم غريبا أحياناً، فذلك لأنني في الحقيقة  استمتع حتى ببمازحة بنية فيلمي و كسرها أحياناً.

·         ماذا تمثل لك جائزة المهر من مهرجان دبي؟

لمهرجان دبي مكانة خاصة عندي. إنه المكان الذي عرض فيه أول فيلم لي، وكنت جديدة على كل هذه الوجوه السينمائية من حولي. و لكن بما أن فريق المهرجان يعامل المخرجين الجدد بدفء وبحفاوة ، فإنك تشعر في النهاية أن المهرجان بيتك، وأنك جزء من عائلة سينمائية. يتميز هذا المهرجان عن غيره بأنه يحاول أن يبحث عن الأفلام الجديدة، والمخرجين الجدد ولا يكتفي بالأسماء المكرسة.  أما الجائزة فهي نوع من التشجيع بأن نستمر بخلق حكايات جديدة على الرغم من الظروف الصعبة. فليس من السهل أن تتجه نحو الوثائقي في الشرق الأوسط.

وفي النهاية يجب أن أشكر قناة الجزيرة الوثائقية التي أنتجت آخر فيلمين لي: البحث عن اللون الوردي، وسقف دمشق وحكايات الجنة... ولعل هذا يفند نسبيا من يقول إن المخرج المستقل ليس له مكان على شاشة التلفاز..؟؟؟

الجزيرة الوثائقية في

23/12/2010

 

متابعات

في السينما الفلسطينية الجديدة 1

بشار إبراهيم

لا يرتبط مصطلح «السينما الفلسطينية الجديدة»، بالبعد الزمني، فقط، كما يوحي اسمها، ولا بالتتابع أو التلاحق التاريخي بين نسقين إبداعيين، أو أكثر.. بل كذلك، وأولاً، بطبيعة الرؤية السينمائية التي تتناول القضية الفلسطينية، من خلالها، وطبيعة البناء البصري للصورة، وآليات السرد السينمائي، وتقنياته، التي تقدم الموضوعات عبرها.. كما تتعلَّق بطبيعة التغيير الحاصل في الشروط، وفي القوانين، التي باتت تحكم العمل السينمائي، من كتابة وإخراج، وآليات إنتاج، وطرق توزيع وعرض.. وهي شروط اختلفت، عموماً، عما كان سائداً، من قبل، في السينما الفلسطينية، خلال مرحلة الثورة الفلسطينية (السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين) أي تلك التي يُتفق على تسميتها بالسينما الفلسطينية القديمة، أو «سينما الثورة الفلسطينية»، كما سنسميها، من ناحيتنا..

فمن ناحية المموِّل (أي المُنتج السينمائي) يُلاحظ انطفاء، أو اختفاء، دور فصائل الثورة الفلسطينية المسلحة، والتنظيمات المعروفة في إطارها، والاتحادات والهيئات والنقابات، وتراجع دور منظمة التحرير الفلسطينية، وانحساره، في مجال الإنتاج السينمائي، ليتحوَّل الإنتاج إلى ما يمكن أن نسميه بالإنتاج السينمائي الخاص، المُعبَّر عنه من خلال وحدات إنتاجية خاصة، يملكها المخرجون الفلسطينيون ذاتهم، في أغلب الأحوال، أو يشاركون في ملكيتها، أو إدارتها.. ويقومون بالإنتاج السينمائي، بالتعاون مع جهات أخرى، ويحصلون على تمويل، من جهات مموِّلة، غالباً ما تكون أوروبية غربية، أو أمريكية شمالية.. وفق صيغ تعاقدية، مختلفة، منها المشاركة بالمال، أو أخذ دور الموزِّع، أو تولي مهام إدارة الإنتاج، وتوفير الخدمات الإنتاجية، أو ربما جميعها.

ومن ناحية المضامين، وطبيعة الموضوعات، فقد تراجعت سمات الثورية، والتحريضية المباشرة، والدعائية، والإعلانية.. وبرزت سمة التأمُّل، والتفكُّر، والنقد، والكشف عن جوانب متعددة ومختلفة من حال الفلسطيني، القاهرة، كإنسان يطمح إلى أخذ دوره التاريخي الحضاري، أو استعادة ذلك الدور الذي حاول العدو الصهيوني إطفاءه بإخراج الفلسطينيين من سجلات التاريخ.. كما برز، في هذا الإطار، اهتمام السينما بالحديث عن الفلسطيني، على مختلف تفاصيل حياته وشؤونه، سواء أكان ذاك الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال الصهيوني، أو لاجئاً في المنافي، وبلاد الشتات، أو في مخيمات اللجوء..

ومن الضروري التأكيد على أن سمة التأمُّل، هذه، حتى لو وصلت إلى درجات الشاعرية، في بعض الأحيان، فإنها لم تغفل عن مهمتها الأساس، في رصد وطء الاحتلال، وقسوته، وبشاعة ممارساته، ورفض حضوره أصلاً.. والتأكيد على ضرورة نيل الفلسطيني لأدنى حقوقه المشروعة، في العودة إلى دياره، وفي التخلُّص من الاحتلال.. وحقِّه في الشروع ببناء مجتمعه الفلسطيني المدني الحديث، وامتلاك حضوره، وهويته الثقافية الحضارية، اللائقة بشعب له من الوجود التاريخي والجغرافي والإرث الغني ما هو عصيُّ على النكران..

ومن أدنى سمات «السينما الفلسطينية الجديدة» أن غالبية المخرجين فيها هم، عموماً، من فلسطينيي الأراضي المحتلة، أي ممَّن ولدوا ودرسوا وعملوا، في فلسطين، سواء من الضفة الغربية وقطاع غزة، أو من وراء ما يسمى «الخط الأخضر»، أي فلسطين المحتلة عام 1948، ممن باتوا يعرفون بفلسطينيي 48، حيث استطاعوا متشبثين، بالبقاء على الأرض الفلسطينية، أن يشكِّلوا الجزء الهام من الشعب الفلسطيني، الباقي على أرضه، وفي وطنه. ويلاحظ أن غالبية مخرجي السينما الفلسطينية الجديدة كانوا ممن سافروا إلى أوروبا أو أمريكا، للدراسة أو للعمل، ومن ثم أتاحت لهم الفرص أن ينجزوا أفلامهم بإنتاجهم، أو استطاعوا توفير فرصة الحصول على تمويل لأفلامهم، سواء بالدعم المباشر، أو بالمشاركة..

لقد أرادت «السينما الفلسطينية الجديدة» أن تعيد للقضية الفلسطينية حضورها، وتجدِّد ألقها، في الوقت الذي كانت السينما الفلسطينية القديمة (أو ما نسميها «سينما الثورة الفلسطينية») تبدو وهي تمضي نحو الاختفاء والتلاشي، توافقاً مع تراجع دور منظمة التحرير الفلسطينية، بكافة مؤسساتها وفصائلها.. وبدت «السينما الفلسطينية الجديدة» وكأنها استعادة للدور الثقافي الإبداعي الفلسطيني، الذي بدا مُستنفَداً، على وقع الهزائم المتتالية، والانكسارات الكبيرة، فظهرت هذه السينما وكأنها تريد تقديم خطاب يناسب المرحلة المستجدَّة بقديمها، دون أن يُفلت ذلك الخطاب الخيوط الأساسية للموضوع من بين يديه، خاصة في الوقت الذي بدا أن الخطاب الثوري التحريضي للثورة، وللمنظمة، وكأنه قد استنفد أغراضه، وبدأ في لفظ أنفاسه!..

إن افتراض وجود «سينما فلسطينية جديدة» يعني بالتأكيد وجود «سينما فلسطينية قديمة».. وهو في البدء، وأولاً، يتجاوز حالة الجدل التي يخوض فيها بعض النقاد السينمائيين العرب، ممن يرون (أو يدَّعون، لا فرق)، أن لا وجود لسينما فلسطينية، أصلاً، وذلك انطلاقاً من أن السينما الفلسطينية القديمة، أي «سينما الثورة الفلسطينية»، في رأيهم، ليست سوى مجموعة أفلام أنتجتها فصائل الثورة ومنظماتها، والتنظيمات والاتحادات الفلسطينية.. وأن هذا الأسلوب من الإنتاج السينمائي لم يقم بوضع أسس وتقاليد صناعة، أو إنتاج سينمائي، ولم يُنجب سينمائيين حقيقيين.. فضلاً عن أن هذه الأفلام، بمجموعها (وفق ما يرون) إنما هي بمثابة بيانات بصرية، ودعايات وإعلانات مباشرة، مضمَّخة بالأيديولوجيا الخاصة التي تتبَّناها الجهة المنتجة.. وهي بالتالي لا ترقى إلى مستوى يُمكِّن من منحها أهلية الانتماء إلى فن السينما، والاعتراف بها، من ثم، كأفلام، أو كسينما فلسطينية!..

ويستكمل طراز هؤلاء النقاد السينمائيين (مع كامل الاحترام والتقدير لهم) موقفهم ضد مقولة وجود السينما الفلسطينية، فيرفضون اعتبارها سينما أصلاً، خاصَّة ما نسميه بالسينما الفلسطينية الجديدة، باعتبار أن غالبية أفلامها تُصوَّر بكاميرا الفيديو (بأنواعها) وتُنجز باستخدام تقنية الديجيتال والكومبيوتر وبرامج المونتاج الإلكتروني.. وحجَّة هؤلاء (النقاد السينمائيين) تتمثَّل في مقولة مفادها إن السينما هي فقط تلك التي تستخدم كاميرا قياس 16 مم، أو قياس 35 مم.. وأن بناءها الفني يقوم على اللقطة، لا على المشهد.. فاللقطة هي لبنة بناء السينما، والمشهد هو لبنة بناء التلفزيون.. وبهذا يصلون إلى موقف رفض وجود سينما فلسطينية، من حيث المبدأ.. ويعتبرون أن جلّ ما أُنجز سابقاً، وما يُنجز راهناً، إنْ هو إلا أفلام، أو ريبورتاجات (تقارير) تلفزيونية.. في أفضل الأحوال.. وعندما يتوفّر بين أيدي هؤلاء النقاد فيلم سينمائي (حقيقي)، أقصد فيلماً منجزاً بكاميرا سينمائية، وببنائية سينمائية، يرون أن وجود التمويل الأجنبي، يشوِّش هوية هذه السينما، بل ويبدِّدها.. فلا يبقى المنجز السينمائي في إطار هويته الفلسطينية، كما يرون، على الرغم من أن الأفلام الفلسطينية هذه، كافة، يتواجد فيها رأس مال فلسطيني ما، سواء عبر الوحدة الإنتاجية التي يمتلكها المخرج نفسه، غالباً، أو تلك التي يملكها أحد رجال الأعمال الفلسطينيين، من هواة السينما، أو المهتمين بإنتاجها وبصناعتها..

لن نخوض أبعد، هذه اللحظة، في هذا الجدل، ونعتقد أن ما يرونه، إنْ هو إلا موقف حَرْفي، لا يمكن أن يشكِّل أية إعاقة لمسيرة السينما الفلسطينية، التي تحفر دربها، وتحقّق حضورها بالكثير من الجهد والتعب.. بالإصرار والدأب.. ونعلن مباشرة (رغم كل ما قيل، وكل ما يمكن أن يقال) عن إيماننا بوجود سينما فلسطينية، استطاعت حتى الآن توليد الكثير من المبدعين السينمائيين، ممَّن يبنون تجارب سينمائية، راقية..

نقول هذا، مع تمييزنا، طبعاً، بين وجود سينما في بلد ما، ووجود صناعة سينما، في ذاك البلد. إذ أن وجود السينما، يعني من حيث المبدأ توفُّر منتوج إبداعي سينمائي، أي أفلام. بينما وجود صناعة سينمائية، فتعني وجود البنية التحتية للإنتاج السينمائي، وتواتره، من حيث هي صناعة ذات آليات وتقاليد، وتوفُّر ما يمكن أن يسمَّى بالمدن السينمائية، التي تتوفر فيها آلات التصوير والإضاءة، والصوت، وبناء الديكورات، ومعامل التحميض، والطبع، ووجود رؤوس أموال محلية منخرطة في العملية السينمائية، وتوفر سوق التوزيع، وشبكة دور العرض.. وتساهم في مجمل الدخل القومي.. وهو أمر غير موجود عربياً إلا في مصر.

هكذا يمكننا أن نميز بين وجود سينما، من جهة، ووجود صناعة سينمائية، من جهة أخرى. ويمكننا أن نأخذ مثال النموذج السينمائي السوري، إذ لا يستطيع أحد إنكار وجود سينما سورية، تماماً في الوقت ذاته الذي لا يستطيع أحد الإدعاء بوجود صناعة سينمائية، في سورية.. وعبر هذا الفهم يمكننا الحديث بشجاعة وبوضوح، لا لبس فيهما، عن وجود سينما فلسطينية.. لا عن وجود صناعة سينما فلسطينية..

الجزيرة الوثائقية في

23/12/2010

 

ثقافات / سينما

المغاربة يخطفون 5 جوائز

"النخيل الجريح" يتوّج بالأهقار الذهبي لمهرجان وهران

كامل الشيرازي

توّج الفيلم الجزائري التونسي المشترك "النخيل الجريح"، ليلة الخميس، بالجائزة الكبرى "الأهقار الذهبي" للمهرجان الدولي الرابع للفيلم العربي بوهران. كما شهدت المناسبة خطف 5 أعمال سينمائية مغاربية للجوائز، وسط حضور لافت للكوميديا الموسيقية الجزائرية "الساحة" التي نالت جائزتي أفضل تمثيل رجالي ونسائي لطاقمها الشاب.

بعد أسبوع كامل من التنافس، قررت لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام الطويلة، منح الفيلم الروائي الطويل "النخيل الجريح" لمخرجه التونسي المخضرم "عبد اللطيف بن عمار" الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم العربي.

ويستعرض الفيلم الجزائري التونسي (107 دقائق – إنتاج 2010)، جانبا من التاريخ المشترك بين البلدين، حيث يروي قصة فتاة تونسية تبحث عن تاريخ والدها الشهيد الذي سقط خلال حرب بنزرت عام 1961. وخلال عملية البحث الشاقة، تواجه تلك الفتاة عراقيل كثيرة بحكم تضارب بعض التفاصيل أمام بعض الكتابات ومحتوى الذاكرة الشعبية التي ظلت تختزن كمًّا مهمًّا من الحقائق، وفي أثناء رحلة بحثها تتعرف إلى شاب جزائري يهوى الموسيقى اختار الاستقرار في تونس أيام حرب الخليج سنة 1991.

وكانت الجوائز الأخرى لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، من نصيب "حسن بن جلون" من المغرب، الذي نال جائزة أفضل سيناريو عن فيلمه المميّز "المنسيون في التاريخ" الذي عالج إشكالية الهجرة غير الشرعية.

كما قررت لجنة التحكيم التي يرأسها الأديب الجزائري رشيد بوجدرة، منح جائزة أفضل ممثل وممثلة بشكل استثنائي إلى جميع ممثلي وراقصي الفيلم الجزائري "الساحة" لدحمان أوزيد، فيما نجح المخرج اللبناني "بهيج حجيج" في خطف جائزة أفضل إخراج عن فيلمه الرائع "شتي يا دني" الذي تطرق إلى جانب فجائعي في الحرب اللبنانية.

بدوره، ظفر المخرج العراقي "عدي رشيد" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه "كرنتينة"، في حين حُجبت تنويهات خاصة دأب المهرجان على منحها في دوراته الثلاث المنقضية. 

اما في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فقد مُنحت جائزة الأهقار الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير مناصفة بين فيلم "صابون نظيف" من تونس لمخرجه "ماليك عمارة" و"قراقوز" من الجزائر عبد النور زحزاح.

وآلت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى الفيلم السعودي "القندرجي" لـ"عهد كامل"، في حين أعلن السينمائي التونسي "إبراهيم الطيب" رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، عن منح ثلاث تنويهات خاصة لكل من "جيهان البحار" من المغرب عن فيلم "الروح المفقودة"، "السيدة المجهولة" لفجر يعقوب من سوريا، و"أمين شيبوب" من تونس عن فيلمه اللافت "هوس".

نحو طريق سينمائي جديد

قالت أسماء ليتيم الرئيسة الشرفية لمهرجان وهران، إنّ المهرجان يؤشر لطريق جديد نحو سينما مختلفة عربية قوية، في وقت أكّدت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي أنّ أفق مهرجان وهران مشرق وسيتم تطويره في الدورات المقبلة.

ولفتت الوزيرة إلى أنّ تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" التي ستنطلق في أبريل/نيسان القادم، ستسهم في دفع السينما المحلية والعربية عبر إنتاج أكثر من 25 فيلما روائيا ووثائقيا، مشددة على أن اهتمام عرّابي مهرجان وهران بتشجيع الانتاج السينمائي العربي المشترك، على نحو يحوّل المحفل إلى معقل حقيقي لصنّاع الفن السابع في العالم العربي.

قائمة المتوجين:

الأفلام الروائية القصيرة:

•جائزة لجنة التحكيم الخاصة: الفيلم السعودي "القندرجي" لـ"عهد كامل".

•جائزة الأهقار الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير (قيمتها 30 ألف دولار): مناصفة بين الفيلم التونسي "صابون نظيف" لمخرجه "ماليك عمارة" والفيلم الجزائري "قراقوز" لعبد النور زحزاح

تنويهات خاصة:

"الروح التائهة" لجيهان البحار من المغرب

"السيدة المجهولة" لفجر يعقوب من سوريا  

"هوس" لأمين شيبوب من تونس 

الأفلام الطويلة: 

•جائزة الأهقار الذهبي لأفضل فيلم طويل (قيمتها 50 ألف دولار): فيلم "النخيل الجريح" لمخرجه التونسي عبد اللطيف بن عمار  

•جائزة أفضل سيناريو: لحسن بن جلون من المغرب عن فيلمه "المنسيون في التاريخ"

•جائزة أفضل ممثل: مُنحت لممثلي وراقصي الفيلم الجزائري "الساحة" لدحمان أوزيد

•جائزة أفضل ممثلة: لممثلات فيلم "الساحة" لمخرجه الجزائري "دحمان أوزيد"

•جائزة أفضل إخراج: للمخرج اللبناني "بهيج حجيج" عن فيلمه "شتي يا دني"  

•جائزة لجنة التحكيم الخاصة: للمخرج العراقي "عدي رشيد" عن فيلمه "كرنتينة". 

إيلاف في

23/12/2010

 

جمهور الخليج محروم من عرض الأفلام المصرية في موعدها

موزعون مصريون: القرصنة والفضائيات سبب غياب الفيلم المصري عن دول الخليج!

القاهرة – سعيد خالد وريماء عبد الغفور

ترى ما الذي يمنع الفيلم المصري من الوصول لشاشات العرض الخليجية رغم انتظار عشاقه لأسابيع وأحياناً شهورا طويلة لمشاهدة نجومهم المفضلين بدءاً من الزعيم عادل إمام ومروراً بقائمة طويلة من نجوم ونجمات الشباك المصري وصولاً لحلمي ومكي فرسي الرهان في شباك التذاكر المصري خلال الفترة الاخيرة..

البعض يراها لغزاً محيراً فمع وجود العشق الخليجي للأفلام والنجوم المصريين كان من الطبيعي أن تذهب اليهم هذه الأفلام فور عرضها بالسينما المصرية أو تزامناً معها، لكن آخرين رأوا أن غياب الفيلم المصري عن السوق الخليجية له أسباب متعددة من بينها احتكار شركات توزيع معينة لسوق الفيلم المصري في الخليج وهيمنتها عليه وتعمدها تأخير عرضه حتى تفسح المجال أمام الفيلم الامريكي، ومع هؤلاء المحتكرون الكبار وزيادة ضباب القرصنة وحرق الفضائيات العربية لكثير من الأفلام الجديدة واجه الفيلم المصري صعوبات كبيرة في الوصول إلى الجمهور الخليجي.

« الراية » قامت بجولة مع عدد من الموزعين المصريين للوقوف على الاسباب الحقيقية لهذا التجاهل
من جانبه يرجع المنتج والموزع محمد حسن رمزي سبب تأخر عرض الأفلام المصرية بدور العرض الخليجية إلى احتكار السوق الخليجي لشركتين فقط وهما الشركة الكويتية الوطنية والموزع سليم راميا صاحب شركة "جلف" فيقومون بشراء أفلامنا قبل ان يتم عرضها بأسبوعين أو أكثر ويختارون مواعيد العرض التي تناسبهم، لكنهم للاسف يفضلون الفيلم الامريكي والهندي عن المصري الذي يأتي في ذيل القائمة.

وحول سبل توحيد مواعيد العرض قال "رمزى" أنه حاول أكثر من مرة التعاقد على التوزيع المباشر مع دور العرض بقطر وغيرها من الدول الخليجية لكنهم يرفضون الاقدام على هذه الخطوة خوفاً من ان يمنع عنهم "سليم راميا" الفيلم الامريكي صاحب الشعبية الجماهيرية الاولى لديهم، وطالب بضرورة وجود شركات توزيع أخرى والبعد عن الاحتكار حتى يتم تدارك هذه المشكلة.

وأضاف "رمزى" أن الجمهور الخليجي يفضل السينما المصرية بدليل أنه حينما يتم عرض الفيلم بدولة الكويت مثلا بنفس الوقت تنفذ التذاكر لمدة شهور ويتلهف الجمهور لحجز مشاهدته مؤكداً أن كل ما يتردد حول ضعف جودة الفيلم المصري "كلام فارغ "، معترفاً بوجود أفلام سيئة وضعيفة ولا تنجح في السوق الخليجية ولكن ليس هذا هو السبب وراء هذا التجاهل.

وأشار "رمزى" أن القنوات الفضائية وشراءها البث الحصري أيضاً سبب رئيسي في انهيار السوق الخليجي للاعمال المصرية ووصف ذلك "بالمهزلة" حينما تعرض روتانا سينما او art الفيلم بنفس التوقيت الذي تعرضه دور العرض الخليجية فمن أين ستأتي الايرادات لذلك يضطر الموزع إلى الغاء عرضه حتى لا يتعرض لخسائر كبيرة.

وأقرت المنتجة والموزعة إسعاد يونس أن الامر برمته في يد الموزع "سليم راميا" الذي يحتكر توزيع الأفلام المصرية في دول الخليج لانه من يختار تاريخ العرض، ونحن نتعامل معه منذ فترة وعقدنا معه نبرمه على أن يتم عرض الأفلام بالتزامن مع عرضها في مصر وان كان "سليم" لا يلتزم بذلك فلا يمكننا معاقبته لاننا نبيع له الفيلم ولا نأخذ نسبة من الايرادات اذا تم عرضه في أي وقت من العام.. ولذلك فنحن تحت رحمته.

وأشارت انه لا يمكننا السيطرة على السوق الخليجي لان الموزع الخارجي هو المتحكم ولا تستطيع أن تفرض شروطك عليه، ونبهت "يونس" على أهمية أن نضع في الاعتبار ان عدد السينمات قليل بهذه الدول وبالتالي لا تستوعب كما كبيرا من الأفلام، وبمقارنة عدد الأفلام الامريكية مع المصرية ستكون الغلبة لهوليوود طبعاً، مؤكدة أن القرصنة والفضائيات هي سبب فشل تواجد الأفلام المصرية بتلك الدول بعد أن تسببوا في تقلص ثمنه واباحته لكل الجمهور.

وأثنت "يونس" على الخطوة التي قامت بها العديد من شركات الانتاج في مصر بالاتحاد والشراكة مع الشركة الكويتية الوطنية لانتاج عدد من الأفلام لضمان التوزيع الجيد لها وعرضها بنفس التوقيت وتحقيق أعلى الايرادات مثلما حدث مع فيلم "زهايمر" للزعيم عادل إمام عندما عرض في أكثر من دولة بنفس التوقيت وحقق نجاحا غير عادي على كافة المستويات.

مؤكدة على أهمية تواجدنا بالسوق الخليجي حتى نستطيع أن نغطي تكلفة الفيلم وتستقيم المعادلة ولا تنهار السينما.

ويؤكد المنتج السينمائي عادل أديب ان 80% من دخل الفيلم المصري من المفترض أن يأتي من التوزيع الخارجى، ولكننا للاسف الشديد لانمتلك مناطق لتوزيع أفلامنا سوى في القليل من المناطق العربية.

وأضاف "أديب"إلى أسباب تراجع التواجد المصري بالسوق الخليجي اتجاه رجال الاعمال الخليجيين للمشاركة بانتاج أفلام سينمائية عالمية وتكون الاولوية لعرض هذه الاعمال في دور العرض الموجودة لديهم، مطالبا بضرورة تفعيل المشاركة الانتاجية مع المنتجين الخليجيين عن طريق اتحاد المنتجين العرب لرئيسه يوسف العميري حتى نفتح الابواب لأفلامنا للمنافسة أمام الأفلام الانجليزية في بلادنا العربية.

في الأسبوع القادم رد مدير شركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام.

الراية القطرية في

23/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)