حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مدرسة فنية اسمها الموجة الفرنسية الجديدة

رمضان سليم

في مرحلة معينة من المراحل التاريخية، ظهرت العديد من الموجات السينمائية، وقد أسماها بعض النقاد مدارس سينمائية أو مدارس جمالية وأحيانا نظريات كبرى أو صغرى، بل ربما رأى نقاد آخرون بأنها اتجاهات جمالية فنية تختلف كثيرا عن التطور التقني الذي سيطر على تطور السينما منذ ولادتها.

إذا رجعنا الى البدايات الأولى للسينما الصامتة، سوف نجد مدرسة كبيرة مثل التعبيرية الألمانية، وهي اختيار فكري له أسسه الفكرية والفلسفية، بل إن التعبيرية اتجاه عام يمس الأدب والثقافة وله ملامحه الفلسفية المتعارضة مع اتجاهات مغايرة فى الفلسفة.

هناك أيضا الشعرية الفرنسية والتي ولدت مع السينما الناطقة في فرنسا، كما أن هناك اتجاهات أخرى لها علاقة بالسينما التسجيلية، ولعل السينما الأمريكية قد شكلت قالبا له أشكال مختلفة، وأسهمت في تشكيل اتجاهات متباينة، حتى لو لم يصنفها أهل النقد ضمن مدرسة معيّنة دون غيرها، هناك أيضا بالإضافة الى المدرسة الأمريكية، المدرسة الروسية والتي وضعت الأساس الفكري لمفهوم المونتاج وأشكاله وتنويعاته وكذلك مفاهيم أخرى مثل الكاميرا العين وغير ذلك من التصورات التي استمدت نقاط انطلاقها من غريفت الامريكي وايزنشتاين الروسي وابيل غانس الفرنسي وغيرهم كثر ...

إلا أن مفهوم المدرسة أو الموجة قد تحقق فعليا بعد الحرب العالمية الثانية ولاسيما مع الواقعية الجديدة في ايطاليا، بداية من عام 1944، ثم الموجة الجديدة في فرنسا بداية من عام 1998 والسينما الحرة في بريطانيا وكذلك السينما الجديدة في البرازيل، وبعض التنويعات الأخرى والتي ظهرت في أوروبا الشرقية وبلاد اسكندنافيا وسينمات معاصرة في أمريكا والمكسيك والدنمارك وغيرها.

في هذه العقود الأخيرة، ومع ما يعرف باختفاء الاتجاهات الفكرية السياسية أو غياب الايدولوجيا، تبدو الساحة السينمائية وكأنها خالية من المدارس السينمائية، وبالتالي فقد فتحت الأبواب أمام التطورات التقنية بشكل أوسع، وهذه التطورات تشمل تطور الآلة وتطور أساليب السرد والمعالجات الدرامية، رغم أن الظواهر الفكرية تتحرك باستمرار بشكل فرديّ بحيث لا نستطيع أن نطلق عليها اسم مدرسة أو اتجاه، وبالتالي فكأن هذه المصطلحات قد صارت جزءا من تاريخ السينما، مثلما نجد أن المذاهب الأدبية هي جزء من تاريخ الأدب والفن.

لعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن أهم مدرستين في السينما قد شملهما الاتساع وجودة التنظير والتصنيف هما: أولا مدرسة الواقعية الجديدة في ايطاليا، ويلي ذلك الموجة الجديدة في فرنسا.

هذا الكتاب الصادر عن سلسلة الفن السابع السورية، يدور حول الموجة الجديدة الفرنسية، وهو كتاب مترجم عن الفرنسية صدر بنفس السنوات لمؤلفه ميشيل ماري. أما المترجم فهو زياد خاشوق والذي سبق له أن ترجم بعض الكتب من نفس السلسلة.

ظهر من البداية وبوضوح أن الكتاب يتضمن جوانب تعريفية بهذه المدرسة مع تحليل بعض الظواهر المرتبطة بها ولاسيما المقدمات التي أدت الى بروز هذه المدرسة وتناول أهم الأفلام التي أكدت على اختياراتها وكذلك التطرق الى أهم الأسماء التي شاركت في التأسيس لهذا الاتجاه من بداياته الأولى عام 1959 والى عام 1969 تقريبا.

أي أن هذه الموجة قد استمرت لعقد من السنوات وأنتجت ما يزيد عن مائة فيلم، يمكن أن يقال عنها إنها قد استوفت بشكل أو بآخر شروط هذه الاتجاه المعروف الى الآن باسم الموجة الفرنسية الجديدة.

بالطبع ليس هذا الكتاب الأول، فقذ ذكر المؤلف بأن هناك كتبا أخرى فرنسية تناولت هذه الموجة، وهي كثيرة مازالت تصدر الى الآن، ذلك أن السينما الفرنسية، وخصوصا في سنوات ضعفها لا تجد أمامها إلا الموجة الجديدة مجالا للبحث والدراسة، لأنها عن طريق هذه المدرسة اشتهرت السينما الفرنسية في الخارج.

وفي كتب التنظير النقدي السينمائي العامي. والأهم من ذلك الأثر الذي تركته هذه المدرسة على مختلف الأجيال داخل فرنسا وخارجها.

بعد المقدمة يتكون الكتاب من عدة فصول، وهي فصول تراتبية متدرجة، من البدايات الأولى الى تسمية المصطلح وإنتاج الأفلام وحضور السمات الخاصة لهذه المدرسة ثم تنوعها الى حين اختفائها بالتدريج.

يقول المؤلف بأن تحرّر السينما من دائرة التجارة وارتباطها بوزارة الثقافة كان من أهم البواعث التي أثّرت في مجريات الموجة الجديدة، ولكن ذلك مجرد شكل خارجي، لا ينفر أبدا أن محاولة الثورة على القديم هو الباعث الرئيسي لهذا الاتجاه الجديد.

يضع المؤلف نقاطا واضحة لكي يستوفي المعايير الخاصة بأي موجة أو مدرسة سينمائية، ومن أهم هذه المعايير والتي تنطبق على أيّ مذهب:

كيان نقدي وبرنامج جمالي وبيان يصرح بذلك ومجموعة أعمال فعلية ووسيلة نشر مختصة وإستراتيجية للترويج وزعيم لهذه الحركة ومنظر لها وأيضا وجود من ينافسها أو يعترض عليها بشكل منظم.

يردّ مؤلف الكتاب على كل ذلك بتسمية واضحة لبرنامج هذه المدرسة ويختصرها في الآتي:
- من تحصيل الحاصل قولنا إن جميع هذه المعايير كافة أي يندر وجوده عمليا. أما إذا اجتمعت فإن ذلك دليل على مثانة وتماسك المدرسة المعنية ومن وجهة النظر هذه ننوي البرهان على أن الموجة الجديدة هي إحدى المدارس الأكثر رسوخا والأكثر تماسكا في تاريخ السينما".

إن البدايات الأولى لهذه المدرسة جاءت مع عدد من العوامل ومنها مقال الكسندرا ستروك "الكاميرا القلم" وإنشاء "نادي الفيلم الملعون" تم تنظيرات اندريه بازان في سنوات مثالية "1948 – 1949 – 1950".

أما المجلة المعبّرة عن الاتجاه فقد كانت "دفاتر السينما" العدد الأول 1951. ثم جاء بيان فرانسو تروفو "اتجاه ما في السينما الفرنسية" عام 1954، وبلا شك فإن تأثيرات السينما الأمريكية واضحة في هذه المدرسة ولاسيما أفلام المخرج هيتشكوك يقول الكتاب بأن الأفلام الفرنسية كانت ناجحة تجاريا قبل ظهور الموجة الفرنسية.

ولكن رغم ذلك فإن هناك احتجاج من بعض المخرجين الشباب على ما يعرف بالتراث الراقي "الأفلام المقتبسة عن الأدب بصفة خاصة". ولعل النقطة الأهم هي الدعوة الواضحة نحو وجود المخرج المؤلف الذي يكتب السيناريو يتولى بنفسه العمل في الفيلم اعتمادا على فكرة أن الكاميرا هي القلم، ولهذا السبب تولى النقاد أنفسهم الدخول في مجال الإخراج، ومن هؤلاء كلود شابرول وترفو وغودار وايريك رومير وجاك روزييه وجان روش وغيرهم.

ومن الأفكار الشيقة التي يطرحها مؤلف الكتاب وجود مجموعة معارضة لهذه المدرسة تتزعمها مجلة "بوزتيف" الفرنسية، وظهور عشرات الكتب التي تقف ضد هذه الموجة، وبل إن الكتب المضادة مازالت تصدر الى الآن.

جاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان "شعار صحفي وجيل جديد". أما الفصل الثاني فقد جاء عنوانه" مفهوم نقدي". وفي الفصل الثالث دراسة حول طريقة الإنتاج والتوزيع. ويتطرق الفصل الرابع الى الممارسة التقنية وفق نظريتها الجمالية. الفصل الخامس جاء بعنوان "موضوعات وأجساد جديدة"، والفصل السادس تطرق الى تأثيرات الموجة الجديدة ومدى تأثرها الخارجى.

وكما يقول المترجم فإنه يضيف فصلا يحتوي على عرض وتلخيص لأهمّ الأفلام التي اشتهرت بأنها معبّرة عن الموجة الجديدة ومن ذلك: فيلم "الرمق الأخير" – إنتاج عام 1960 لمخرجه جان لوك غودار وفيلم "400 ضربة" لفرنسوا تروفو إنتاج 1960 وفيلم" مصعد الى المقصلة" لمخرجه لويس مال إنتاج 1958 وفيلم "وخلق الله المرآة" لمخرجه روجيه فاديم إنتاج عام 1956 وفيلم" أبناء العم" لمخرجه كلود شابرول إنتاج 1959 وفيلم" سيرج الجميل" لمخرجه كلود شابرون إنتاج عام 1959 وفيلم "وداعا يافيللين" لمخرجه جاك روزييه إنتاج عام 1960.وفيلم "كيلو من 5 الى 7" لمخرجته انيس فاردا إنتاج 1962 وفيلم" انا أسود" لمخرجه جون روش إنتاج 1958 وفيلم"المرأة التي تجمع" لمخرجه ايريك رومير إنتاج 1967 وفيلم "فهرنهايت 451" لمخرجه فرنسوا تروفو وفيلم" بيرو المجنون" لمخرجه جان لوك غودار إنتاج عام 1965.

في الفصل الرابع، وهو من أفضل فصول الكتاب يختصر الكاتب جماليات الموجة الجديدة في عدد من العناصر وهي أن يكون المخرج هو كاتب السيناريو وأن يتجه الفيلم نحو الارتجال في الحوار والتمثيل واختيار المقاطع والمشاهد. كما يفضل أن يكون الديكور طبيعيا، بعيدا عن استوديو وأن يقل عدد الفريق بقدر الإمكان، وأن يكون الصوت قد تم تسجيله مباشرة، مع عدم استخدام إضاءة صناعية من العيار الكبير.

كما أن الممثلين يتم اختيارهم من غير المحترفين، ومن جانب آخر تسير أفلام الموجة الجديدة نحو إلغاء القيود الفاصلة بين سينما الاحتراف وسينما الهواة والابتعاد عن النموذج التجاري وربما أيضا الربط بين الخيال والتوثيق، ولقد نجح الكتاب في معالجة كل نقطة على حدة، حيث أن هذه التنظيرات ليس لها فعالية على أرض الواقع، لأن الأفلام جاءت بعكس ذلك جزئيا على الأقل وليس كليا.

هناك جوانب لم يحاول الكتاب إثارتها ومن ذلك تأثر الموجة الجديدة البالغ بالواقعية الايطالية الجديدة، رغم أن الإشارة الى ذلك قد تمت، ولكن فضل الكاتب أن يدعم تيار الموجة الجديدة باعتباره تيارا مستقلا أسسه عدد من النقاد الفرنسيين بطريقة بعيدا عن التأثر الواضح، وهذا ما يقال أيضا عن تأثير السينما الأمريكية، حيث تعدّى التأثير مجرد التطرق الى بعض أفلام هيتشكوك، لأن الواقعية الأمريكية كانت أكثر فعالية، وهو أمر حاولت التنظيرات السينمائية الفرنسية الابتعاد عنه.

أما موضوعات الموجة الجديدة فهي نقطة ضعف هذه المدرسة، ولاسيما أن الموضوع ظل في الظل أمام الاهتمام بالشكل الفني، مع عدم الاكتراث بالجمهور بعكس الأفلام الأمريكية أو أفلام الواقعية الايطالية.

إنه ولاشك كتاب جيّد، وهو من أفضل الكتب العربية المترجمة بحثا في الموجة الجديدة الفرنسية، كما أنه كتب بلغة واضحة المعاني، لا تشعر أنها مترجمة عدا استخدام بعض الكلمات العربية غير المعبرة، مثل القول بالسيروي، نسبة الى السيرة، وفي جميع الأحوال يبقى هذا الإصدار من أفضل كتب الفن السابع الاخيرة.

العرب أنلاين في

23/12/2010

 

روتردام السينمائي يطالب بالإفراج عن مُخرجين إيرانيين

روتردام – عدنان حسين أحمد

أصدر القائمون على مهرجان روتردام السينمائي الدولي إحتجاجًا ضد القرار الفظيع المتمثل بإدانة المُخرجَين الإيرانيين جعفر بناهي ومحمد رسولوف وسجنهما لمدة ست سنوات.

وقد أُستقبل هذا القرار الجائر من قبل السينمائيين والمثقفين في هولندا وبقية البلدان الأوروربية بقلق شديد. كما تضمنت عبارات الرسالة الإحتجاجية حنقًا ملحوظًا على قمع الحريات الخاصة والعامة في إيران. يرتبط كِلا المخرجَين المعروفَين بأنشطة وفعاليات مهرجان روتردام السينمائي الدولي على مدى سنوات طوالا، إذ شاركا في الدورات السابقة بوصفهما مخرجَين لامعين، ومُنتجَين دؤوبين، إضافة الى مشاركاتهما الجدية في لجان التحكيم المعروفة.

تضمن قرار الحكم سيء الصيت بسجن كلا من بناهي ورسولوف لمدة ست سنوات بتهمة القيام بدعاية مُضادة للجمهورية الإسلامية في المهرجانات التي كانا يشتركان بها في الخارج، كما مُنِعا من صناعة الأفلام وكتابة السيناريوهات السينمائية أو الحديث الى وسائل الإعلام المعروفة لمدة عشرين عاما.

من جهته دعا مهرجان روتردام السينمائي السلطات الإيرانية المختصة الى إعادة النظر في هذا القرار المُجحف بحق السينما الإيرانية الجادة التي تعوِّل على الجوانب الفنية والفكرية والثقافية، كما تنتصر لإنسانية الإنسان حيثما يكون. وأكثر من ذلك فقد طالب المعنيون في المهرجان بضرورة إستئناف هذا القرار المتخلف، وإخلاء سبيل المُدانَين، وإلغاء قرار منعهما من العمل في حقل الإخراج السينمائي.

يرى عشاق السينما في كل مكان من العالم بأن هذه الإدانة غير منطقية وغير مقبولة على الإطلاق، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتعرض مُخرجَين مثل بناهي ورسولوف الى هذا القمع السافر في رابعة النهار. وفي خاتمة المطاف تمنى المحتجون في مهرجان روتردام السينمائي الدولي بأن تلقى هذه الصرخة الاحتجاجية صدى كبيرًا في مختلف أنحاء، كما حثّوا عشاق السينما ومحبّيها أن يدينوا بقوة هذا القرار المشين الذي لا يتماشى مع روح العصر.

جدير ذكره أن بناهي من مواليد ميانا عام 1960. درس الإخراج السينمائي في كلية السينما والتلفزيون في طهران. عمل مساعد مخرج مع عباس كيارستمي في فيلم "خلال أشجار الزيتون". ينتمي بناهي الى تيار "الموجة الايرانية الجديدة". أخرج منذ عام 1988 وحتى عام 2006 عشرة أفلام وهي "الرؤوس الجريحة، كيش، الصديق، الاختبار الأخير، البالون الأبيض، أردكول، المرآة، الدائرة، الذهب القرمزي وتسلل".

كما نال عددًا من الجوائز العالمية المهمة من بينها جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا عام 2000، وجائزة النقاد من مهرجان "كان" السينمائي الدولي عام 2003، وجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2006. أما محمد رسولوف فهو من مواليد شيراز عام 1973. درس علم الاجتماع في جامعة شيراز.

كما درس المونتاج السينمائي في المعهد العالي للتربية في طهران. أنجز حتى الآن ثلاثة أفلام روائية وهي "الشفق" 2002، "الجزيرة الحديدية" 2005 و "المروج البيضاء" 2009.

العرب أنلاين في

23/12/2010

 

تألق "ميكرفون" و"الخارجون عن القانون" في مهرجان الفيلم العربي بوهران

وهران- صابر بليدي

بعد ثلاثة عشر شهر من القطيعة، والتلاسن المتبادل الذي وصل حد النيل من رموز وتاريخ الجزائر، يعود التواجد المصري من جديد إلى بلد المليون ونصف المليون شهيد، من خلال مبادرة إدارة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي يعرض ضمن أجندته السينمائية فيلمين مصريين، وبحضور الناقدة صفاء الليثي المشاركة في ندوة النقد السينمائي، وكذا الناقد السينمائي أحمد فايق والإعلامي مصطفى الكيلاني، في انتظار وصول خالد أبو النجا بطل فيلم "ميكرفون" المتواجد حاليا في دبي.

خطوة جريئة قام بها المهرجان لاستضافته الوفد المصري، وبالرغم من الهجوم اللاذع الذي قوبل به المهرجان، إلا أن دعوته للمصريين واصراره على تواجد السينما المصرية، أجاب بطريقته الخاصة على مهرجان القاهرة الذي أقصى السينما الجزائرية من فعالياته.

وأكدت مصادر إعلامية مصرية لـ " العرب "، أن بطل فيلم "ميكرفون" النجم المصري خالد أبو النجا، سيحضر خلال الأيام الأخيرة للمهرجان، وأنه وافق على الحضور بمجرد أن أرسلت إليه الدعوة من أجل إطفاء فتيل الأزمة، وأنه ضبط أجندته للعودة مباشرة من دبي إلى وهران.

وكانت روح عملاق الشاشة الفضية الراحل العربي زكال، قد خيمت منذ الخميس الماضي، على سماء الأحياء العتيقة بمدينة وهران، معانقة ضيوفها العرب والجزائريين، الذين حجوا إليها ليستمتعوا بجمالها الخلاب ويرتشفوا من أفلامها التي ستبث الروح من جديد في قاعة السعادة والمغرب ومتحف السينما لوهران. وهو موعد جديد يضربه المهرجان في دورته الرابعة على أمل أن يعيد الحياة الفنية من جديد لهذه المدينة العريقة التي كانت ولا تزال مزارا ثقافيا وابداعيا بلا منازع.

المهرجان في دورته الرابعة أبى إلا أن يكرم فقيد الفن الجزائري العربي زكال، الذي رحل الى دار الخلود في سبتمبر/ أيلول الماضي، بتسليم كريمته الجائزة، كما كرم المهرجان سيدة الشاشة الخليجية الفنانة الكويتية القديرة حياة الفهد التي اعتذرت عن الحضور لارتباطات عائلية..الحاضرة الغائبة رحبت بضيوف الباهية في مكالمة هاتفية مطولة أبلغتهم فيها اعتذارها عن عدم حضورها، متمنية كل التوفيق والنجاح للمهرجان، كما عبرت الفهد عن حبها وإعجابها بالجزائريين وبالسينما الجزائرية، ووعدت بحضورها في الدورات المقبلة.

عرس " سيد الهواري " لم يخلف الوعد في تكريم "لا لا عيني" الممثلة القديرة شافية بودراع التي وقف لها الجميع وهم يصفقون بحرارة تكريما لها ولمشوارها الفني الحافل بالنجاحات في المسرح والسينما والتلفزيون، شافية بودراع وهي تتسلم جائزتها شكرت المخرج الجزائري المغترب رشيد بوشارب الذي شاركها في فيلمه الأخير "الخارجون عن القانون" المرشح للأوسكار قائلة "الجزائريون ينادونني بأم الجزائر وبوشارب جعلني أم الانسانية"، كما تمنت " لا لا عيني " أن تقف مجددا على الخشبة لتجسيد شخصية برناردا ألبا التي تحلم في أدائها.

وقال محافظ المهرجان مصطفى عريف: "إن هدف كل مهرجان هو جمع أحسن ما أنتج في ميدانه خلال العالم بأسره، ولكن دوره يتمثل أيضا في إعطاء النظرة الملائمة في هذا الميدان والسماح للجمهور والمهنيين والتتمبعين باستخراج الاتجاهات، أو على الأقل بمعرفة فحوى الانتاج، وهو الاهتمام الأول الذي دفع بلجنة التنظيم إلى إعداد برنامج هذه الطبعة الرابعة".

وشهد حفل الافتتاح أيضا عرض الفيلم المثير للجدل"الخارجون عن القانون" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، الذي يحظى بالمزيد من التألق نظير النجاح الذي يقابله في كل محفل يعرض فيه، كما دخلت المنافسة ثلاثة أفلام جزائرية أخرى، في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للمنافسة على جائزة الأهقار الذهبي لأحسن فيلم، وهي: "الساحة" لدحمان أوزيد، "النخيل الجريح" للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار وهو انتاج تونسي جزائري مشترك، و"طاكسيفون" لمحمد سوداني، إضافة إلى فيلم "ثوب الشمس" للمخرج الاماراتي سيد سلمان محمد سالم، "شتي يا ديني" للمخرج اللبناني بهيج حجيج، و"ابن بابل" للمخرج محمد الدراجي و"كارانتينا" لعدي رشيد عثمان من العراق، "ميكروفون" للمخرج المصري أحمد عبد الله و"مرة أخرى" لجود سعيد و"حراس الصمت لسمير ذكرى من سوريا، "منسيو التاريخ" للمخرج المغربي منسيو التاريخ، "نهاية ديسمبر للمخرج التونسي معز كمون و"عقارب الساعة" للمخرج القطري خليفة المريخي.

ودخل المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة 21 فيلما سيتنافسون على جائزة الأهقار الذهبي لأحسن فيلم وهي: "المجهولة" لفجر يعقوب من سوريا، "القفص" حسين الرفاعي "كناري" لمحمد الرشيد من البحرين، "المشاركة" لصالح غودر من ليبيا، "سولو" لعلي الجباري و"سبيل" لخالد المحمود من الامارات العربية المتحدة، "أحمر باهت" لمحمد حماد من مصر، "الحاج" لأمين شيهوب "الغسيل الوسخ" لمالك عمارة من تونس، "سلدا" لرين رزوق "المطحنة" لرامي كديح من لبنان، "المسافر الأخير" لمؤنس خمار و"خويا" ليانيس قوسيم و"قراقوز" لعبد النور زحزاح من الجزائر، "مشي السرطانات" لحفيظ عبدو لحيان و"الروح المفقودة" لجيهان البحار من المغرب، "الدرس الأول" لعرين عمري من فلسطين، "يوم مر ويوم أمر" لأمجد الراشد من الأردن، "الاسكافي" لعهد كامل و"عايش" عبد الله العياف من المملكة العربية السعودية و"المناز" لعبد الله البطاشي من سلطنة عمان.

ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة الروائي الجزائري رشيد بوجدرة، إلى جانب الممثلة السورية سوزان نجم الدين، والناقد السينمائي المغربي أحمد بوغابة، المخرج الاماراتي عبد الله حسن أحمد، والموسيقار التونسي ربيع الزموري ورئيسة مهرجان بيروت السينمائي كوليت نوفل، فيما يرأس المخرج التونسي ابراهيم لطيف لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة بعضوية مدير التصوير الجزائري علال يحياوي والممثلة السورية ديمة قندلفت والمنتج الموريطاني سالم دندو والمخرج المغربي محمد نظيف.

وينظم المهرجان عدة ندوات فكرية حول "سبل النهوض بالنقد السينمائي العربي" يتدخل فيها نخبة من النقاد العرب في جلستين ويتطرق هذا اللقاء إلى عدد من النقاط التي لها صلة بالواقع النقدي السينمائي في البلدان العربية، وخاصة منها الرهانات المختلفة التي تشهدها هذه الممارسة وسبل تطويرها ضمن التحولات الإعلامية ووسائط النشر الجديدة "المدونات الخاصة والمواقع الإليكترونية"، وعلاقة النقد السينمائي العربي بالمتلقي ، وصوت الناقد وحريته وعلاقته بالإنتاج السينمائي العربي.

وينشّط الندوة كلّ من علي العقباني من سوريا، صفاء الليثي من مصر، خليل الدامون من المغرب، محرز القروي من تونس، سليم رمضان من ليبيا، إضافة إلى ندوة فكرية حول موضوع: "الموسيقى في السينما العربية " ويتدخل فيها نخبة من مؤلفي الموسيقى العرب ، في جلستين ويتطرق هذا اللقاء إلى عدد من النقاط التي لها صلة بأهمية الإبداع الموسيقي في الفيلم السينمائي، ومكانة المؤلف الموسيقي في المشهد السينمائي العربي وعلاقته بالمخرج المؤلف. كما ستكون الندوة فرصة لتقديم التجارب إبداعية الشخصية حسب كل متدخل، وينشّط هذه الندوة كلّ من صافي بوتلة وعبد القادر بن دعماش من الجزائر، ورضوان نصري من سوريا، وربيع الزموري من تونس.

العرب أنلاين في

23/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)