حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«ميكروفون».. الموسيقى جملة مستقلة بين «الحكومة» و«التشدد الدينى»

كتب   رامى عبدالرازق

يتنافس ميكروفون ضمن أفلام المسابقة الدولية لواحد من أهم المهرجانات الأوروبية وهو مهرجان سالونيك الذى اختتمت فعالياته أمس الأول وبلغ الدورة الواحدة بعد الخمسين هذا العام.. وكان المهرجان قد عرض العام الماضى «فيلم هليوبوليس» للمخرج نفسه أحمد عبدالله فى مسابقته الرسمية خلال دورة اليوبيل الذهبى.

فى بداية الفيلم تقف سلمى/ يسرا اللوزى المخرجة المستقلة أمام كاميرا زميلها فى مشروع تصوير فرق الموسيقى «المستقلة» بالإسكندرية ليسألها: إيه الفرق بين الفيلم الروائى والفيلم التسجيلى؟

هذا السؤال هو مفتاح أساسى لقراءة «ميكروفون»، فهو فى التعريف التقليدى يصنف دكيودراما أى دراما روائية مطعمة بعناصر تسجيلية.. ولكن قوة التجربة تكمن فى قدرتها على إذابة الفرق بين الروائى والتسجيلى أو توليد المشاعر الدرامية من المادة التسجيلية سواء عبر إعادة إنتاج الحكايات المعروفة من قبل شخصيات الفيلم لمخرجه قبل التصوير أو إعادة حكيها أمام كاميرا الشخصيات التى يختفى خلفها المخرج أو أناه الآخر (سلمى ومجدى) فالجانب التسجيلى فى الفيلم يضطلع به كل ما يخص المادة المصورة عن فرق الإسكندرية الموسيقية التى تقدم موسيقى بديلة أو مستقلة وكلها مسميات تطلق على فرق مثل «مسار إجبارى» و«صوت ف الزحمة» أو فرق الهيب هوب المصرى، التى تحاول تقديم لون موسيقى مختلف عن السائد.. إنها الفرق التى يحاول الفيلم أن يعطيها «الميكروفون» ليسمع الجمهور صوتها. وهذا هو تحديدا أهم ما قدمه الفيلم عبر ساعتين من الحبكات الصغيرة والأغانى التى تعلق عليها أو تكمل حكيها.

نقطة الانطلاق تبدأ من شخصية خالد أبوالنجا المهندس العائد من أمريكا بعد سنوات، الذى يعمل مع مؤسسة جدران، وهى إحدى المؤسسات التى تهدف لتشجيع الفن فى الإسكندرية.. وهى مؤسسة واقعية يظهر أفرادها ومكتبها فى الفيلم بشكل حقيقى..فقط تندس وسطهم الشخصيات الدرامية مثل خالد وهانى عادل ليشكلا المحرك الدرامى للمادة التسجيلية.. هذه المادة يتم جمعها عبر كاميرا سلمى ومجدى فى شكل المشروع التسجيلى المستقل..وبالتالى نحن أمام فيلم داخل فيلم أو فيلم حقيقى يختبئ خلف فيلم يعيد إنتاج الواقع ليطرح وجهة نظر صانعيه فى اللحظة الراهنة اجتماعيا وسياسيا وإنسانيا. صحيح أن الفيلم يشتبك بشكل كبير مع فيلم المخرج التركى فاتح أكين «صوت اسطنبول»، الذى كان يحاول اكتشاف المدينة من خلال الموسيقى التى تفرزها لكن تجربة عبدالله هنا أكثر انفتاحا على استخدام التوجيه الدرامى للمادة التسجيلية! وهى تجربة خطيرة لأنها لا تعتمد على سرد تقليدى أو أشكال سابقة التجهيز ولكن جزءاً كبيراً منها يعتمد على الارتجال والعفوية، حيث يستخدم عبدالله الشخصيات الحقيقية فى تمثيل أدوارها الحقيقية ويكمل بالشخصيات الدرامية ما ينقص عن الواقع أو يعادله بالدراما.. فلدينا مثلا شخصية صالح رئيس المركز الوطنى بالإسكندرية الذى يدعى طوال الوقت أنه فنان ومع الفن والفنانين وحرية التعبير فى حين أنه يقوم بشكل ماكر جدا بعملية الخنق والتضييق على كل التجارب المختلفة أو الأصوات التى تغرد خارج القطيع - وليس السرب - ولدينا شخصيات العساكر والضباط الذين يقومون بالتضييق على أبطال الفيلم أو باستحضار حادثة شهيرة مثل مقتل خالد سعيد مثلا. ويبدو أحمد متأثرا بتجربة كريستوفر نولان «تذكار» فى مسألة الخطوط الزمنية التى تسير عكس بعضها وبشكل غير مرتب. خاصة فى الحبكة الخاصة بعلاقة خالد بمنة شلبى حبيبته التى عاد ليجدها تستعد للرحيل بعد أن فشلت فى الإجابة عن كل الأسئلة الاجتماعية والسياسية الوجودية التى تخص بقاءها فى مجتمع كمجتمعنا تضطر فيه لإغلاق باب سيارتها خوفا من أن يقتحمها أحدهم عليها!! ونجح عبدالله فى استخراج بطله الدرامى من داخل أغانى الفرق التى نسمعها عبر شريط الصوت فى علاقة جدلية رائعة، حيث كأن خالد شخصية مستوحاة من الأغانى وفى الوقت نفسه تقوم الأغانى بالتعليق على مشاعره وأفكاره. وقدمت شخصية خالد الكثير من الإشارات الكلامية والبصرية التى تدعم فكرة الميكروفون مثل لقطة سقوط سماعة الرأس عنه فى أول مرة يستمع فيها لإحدى الفرق وهى تغنى فى الشارع بشكل «غير قانونى» هنا نشعر أنه لم يعد فى حاجه لأن يسمع موسيقى قادمة من جهاز بل صار فى إمكانية أن يستمع إلى موسيقى حية شكلا وموضوعا.

أزمة الفيلم تكمن فى استغراقه داخل إحدى الحبكات الصغيرة مثل الحبكة الخاصة بالمحل الذى تستخدمه فتاة الجرافتى آية، والذى يعرض للبيع من قبل أهلها وتحاول مؤسسة جدران شراءه دون أن تدرى بأهميته الفنية (فى الماضى والحاضر) حيث تستغرق تلك الحبكة التى يتورط فيها والد خالد/محمود اللوزى -ذلك الموسيقى الصامت المعتزل- وقتا طويلا يثقل إيقاع الفيلم خاصة قرب النهاية.. والتى كان يجب التحضير لها بتسارع وصعود.. كذلك بدت الأزمة «العاطفية» بين سلمى ومجدى أثناء تصوير فيلمهما مبهمة وغير مفهومة.. وكأنها أزمة وجودية كلاسيكية ليس لها رأس أو أقدام، فقط ظل ثقيل بلا ملامح، يمكن أن تشرح لنا لماذا حدثت الجفوة بينهما!

ولكن أميز ما فى النهاية هو أنها استكملت الشكل الواقعى/ التسجيلى للتجربة.. حيث لم ينته الفيلم مثل أكلاشيهات الأفلام الموسيقية، التى يشتهر فيها الفنان ويقبل الجمهور على موسيقاه فى حفلة شعبية مهيبة! ولكن جاء عنصر إلغاء الحفل سواء من قبل المركز الوطنى (القومى) أو تدخل الشرطة بحجة إشغال الطريق أو العناصر المتزمتة بحجة قرب المسرح فى الشارع من مكان للصلاة ليحقق تحديدا فكرة أن الفيلم هو الميكروفون الحقيقى.. ليس فقط لتيار الموسيقى المستقلة ولكن لكل الأسئلة التى طرحت أو الأفكار التى تم التصريح بها.. ويكفى أن مشهد إيقاف الاستعداد للحفل حصر ـ تكوينيا ـ خالد والمجموعة بين بوكس الشرطة والمجموعة المتزمتة المعترضة على الحفل الموسيقى وهما قوسا الأزمة الاجتماعية والسياسية فى مصر (الحكومة والتيار الدينى المتزمت) بينما بدا اتجاه الجميع للبحر فى المشهد الأخير هو أفق الأمل الباقى فى حرية تحاول أن تكتسب ولو بالموسيقى والأغانى..حرية تؤكد عليها أغنية النهاية بكل دفئها وشجاعتها فى الإعلاء من الإرادة والاستهانة بكل ما يمكن أن يكبل الفرد أو يعوق استمتاعه بالحياة والآخرين.

ريفيو

سيناريو وإخراج: أحمد عبدالله

إنتاج: محمد حفظى - خالد أبوالنجا

تمثيل: خالد أبوالنجا – يسرا اللوزى – منة شلبى

مدة الفيلم: ١٢٠ ق

المصري اليوم في

14/12/2010

 

إيليا سليمان يشترك مع ٦ مخرجين فى فيلم «٧ أيام فى هافانا» 

اتفق سبعة من المخرجين العالميين على الاشتراك فى إخراج فيلم جديد يستعرض نظرة مستقبلية للعاصمة الكوبية هافانا ويحمل اسم «سبعة أيام فى هافانا».

الفيلم انتاج إسبانى - فرنسى مشترك، ومن المقرر بدء تصويره الشهر المقبل مع بدء العام الجديد بتكلفة قدرها ثلاثة ملايين يورو، على أن تستقبله دور العرض فى أكتوبر المقبل، وفقا لما أعلنه منتجو الفيلم.

يشارك فى إخراج الفيلم الفلسطينى إليا سليمان والبورتريكى «بينيسيو ديل تورو» والإسبانى «خوليو ميديم» والكوبى «خوان كارلوس تابيو» والأرجنتينيان «جاسبار نوى» و«بابلو ترابيرو» والفرنسى «لوران كانتيه»، ويسرد كل مخرج على حدة رؤيته للمجتمع الكوبى فى الوقت الحالى وفى المستقبل خلال أسبوع يخصص لكل مخرج منهما يوم واحد.

وأكد ممثلو الشركتين المنتجتين، «أفلام مورينا» الإسبانية، والفرنسية «فول هاوس» أن التغير الجذرى المتوقع حدوثه فى كوبا على جميع الأصعدة خلال الأعوام المقبلة كان الدافع الأكبر لتصوير هذا الفيلم.

يعد إيليا سليمان أحد أهم المخرجين العرب ونال شهرة واسعة بفيلمه «يد إلهية» (٢٠٠٢) الذى نال عنه العديد من الجوائز الدولية أهمها جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان «كان» السينمائى.

 بينما يعد فيلم «غرفة فى روما» (٢٠١٠) من أهم أعمال خوليو ميديم الذى أخرج وكتب وأنتج العديد من الأفلام حاز من خلالها على ٣٠ جائزة سينمائية فى مهرجانات مختلفة. وأخرج الكوبى «خوان كارلوس تابيو» ١٦ فيلما حاز من خلالها ٢٦ جائزة أهمها جائزة، الدب الفضى فى مهرجان برلين الدولى عن فيلمه «فراولة وشيكولاتة» (١٩٩٤).

 وأخرج «جاسبار نوى» ١١ فيلما فاز عنها بـ٨ جوائز، منها جائزة مهرجان كتالونيا الدولى عن فيلمه «داخل الفرغ» (٢٠٠٩). وأخرج وكتب وأنتج «بابلو ترابيرو» الكثير من الأفلام، حاز من خلالها على ٢٨ جائزة، أهمها جائزة مهرجان روتردام الدولى عن فيلمه «عالم الرافعات» (١٩٩٩).ويعد فيلم «سبعة أيام فى هافانا» هو التجربة الإخراجية الثانية للممثل «بينيسيو ديل تيرو»، الذى شارك فى العديد من الأفلام مثل «٢١ جرام» و«تشى» و«الطريد»، بعد فيلمه القصير «إذعان» ١٩٩٥.

المصري اليوم في

14/12/2010

 

"Black Swan" أفضل أفلام 2010 من وجهة نظر النقاد الأمريكيين

رامي المتولي ومحمود لطفي 

قررت جمعية نقاد السينما بلوس أنجلوس منح فيلم "The Social Network" جائزة أفضل فيلم لعام 2010، والفيلم تدور أحداثه  حول الظروف التى أحاطت بنشأة موقع "فيسبوك" من خلال تتبع مارك زاكيربيرج مؤسس الموقع الشهير منذ بداية تفكيرة فى تصميم الموقع مرورا بالصراعات القانونية التى نشأت بينه وبين آخرين على المكاسب المادية بعد نجاح الموقع، كما حاز مؤلف الفيلم آرون سوركين على جائزة أفضل سيناريو، وكذلك مخرج الفيلم ديفيد فينشير الذى حاز على جائزة أفضل مخرج مناصفة مع أوليفر إيسايز مخرج الفيلم الفرنسى – الألمانى "Carlos" والذى تدور احداثه حول السيرة الذاتية للإرهابى العالمى كارلوس والذى قام بالعديد من العمليات التخريبية على مستوى العالم أشهرها مسئوليته عن قتل ثلاثة أشخاص أثناء هجومه على مقر منظمة الأوبك فى فيينا عام 1975، كما حاز الممثل الأنجليزى كولين فارث على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم "The King's Speech"، حيث قام بدور ملك بريطانيا جورج السادس،  وفاز بحائز أفضل فيلم ناطق بلغة غير الأنجليزية "Carlos"، وأفضل فيلم رسوم متحركة حصل عليها "Toy Story 3"، ومن المقرر أن يتم تكريم الفائزين من خلال احتفال يقام فى الخامس عشر من يناير العام المقبل.  

وفى الوقت نفسه أعلنت رابطة Broadcast Film Critics للنقاد الأمريكيين عن قائمة مختلفة للأفلام والترشيحات الخاصة بجوائزها المعروفة باسم "Critic's Choice"  أو "اختيارات النقاد" لعام 2011، وقد تصدر ترشيحات الرابطة فيلم "Black Swan" باثني عشر ترشيح منهم ترشيح لجائزة أفضل فيلم وتغلب على فيلم "The Social Network" الذي توقع له الكثيرون بان يحصل على اغلب ترشيحات الرابطة لهذا العام لكنه انتهى بالحصول على المركز الرابع في القائمة برصيد 9 ترشيحات فقط بينما احتل فيلم "The King's Speech" وفيلم "True Grit" المركز الثاني لترشيحات النقاد وذلك باثني عشر ترشيح وتلاه فيلم "Inception" للنجم "ليوناردو ديكابريو" في المركز الثالث بعشر ترشيحات.

وتضمنت الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم 10 أعمال سينمائية منهم الخمسة أفلام السابقة بالإضافة إلى فيلم "127 Hours" للمخرج "داني بويل" وفيلم "The Fighter" وفيلم "The Town" الذي أخرجه وقام ببطولته "بن افليك" وفيلم الانيميشن "Toy Story 3" وأخيرا فيلم "Winter's Bone" للممثلة الشابة "جينيفر لورانس".

وتعتبر جوائز "اختيارات النقاد" من أكثر الجوائز السينمائية المتوقعة لترشيحات الأوسكار خلال الأعوام السابقة مما يجعلها محط أنظار واهتمام الكثير من المهتمين بالسينما الأمريكية والعالمية.

وعلى غير المتوقع لم يتم ترشيح النجم "مايكل دوجلاس" لجائزة أفضل ممثل واختارت الرابطة ستة ممثلين آخرين هم "جيف بريدجز" بفيلمه الأخير "True Grit" و"روبرت دوفال" عن دوره في "Get Low" و"جيسي ايزنبرج" بطل فيلم "The Social Network" و"كولين فيرث" عن فيلم "The King's Speech" و"جيمس فرانكو" بفيلمه الدرامي "127 Hours" والممثل "رايان جوسلينج" عن دوره في فيلم "Blue Valentine".

واستطاعت "ناتالي بورتمان" تصدر أسماء الممثلات المرشحات لجائزة أفضل ممثلة وذلك عن دورها في فيلم "Black Swan" بينما ضمت باقي الأسماء المرشحة للجائزة كل من النجمة "نيكول كيدمان" بفيلمها الأخير "Rabbit Hole" والممثلة "انيت بينينج" بطلة فيلم "The Kids Are All Right" والممثلة الشابة "جينيفر لورانس" عن دورها في فيلم "Winter's Bone" والممثلة "ميشيل ويليامز" بطلة فيلم "Blue Valentine" والممثلة السويدية "نومي ريباس" بطلة الفيلم السويدي "The Girl With The Dragon Tattoo".

أما عن المخرجين المرشحين لجائزة أفضل مخرج فقد تطابقت اختيارات النقاد لهم مع توقعات الكثيرين حيث ضمت أسمائهم كل من "كريستوفر نولان" مخرج فيلم "Inception" والمخرج "دارين ارونوفسكي" عن إخراجه لفيلم "Black Swan" والمخرج "داني بويل" بفيلمه "127 Hours" والأخوين "جويل كوين" و"ايثان كوين" عن إخراجهما لفيلم "True Grit" والمخرج "دافيد فينشر" مخرج فيلم "The Social Network" و"توم هوبر" مخرج فيلم "The King's Speech".

وسيتم الإعلان عن الفائزين خلال حفل "اختيارات النقاد" السادس عشر الذي سيقام في الرابع عشر من شهر يناير القادم.

الدستور المصرية في

14/12/2010

 

سينما الاتجاه المضاد: هوليوود تنتقد السياسة الأميركية!

بقلم: محــمود صلاح  

أفلام جديدة تتمرد على سيطرة رأس المال، وتأكد زيف الادعاءات الأميركية حول احتلال العراق.

يقف المرء حائرا أمام فيلم "لعبة عادلة" وغيره من تلك الافلام التى تنهج خطابا سياسيا مناهضا للادارة الاميركية، ويتســاءل بدهشة: ما الذي جد وجعل هوليوود تنتــج مثل تلك الافلام؟ وهل يكفى أن يكون الانتاج بمشاركةعربية ممثلا بشركة "اميج نيشن" أبو ظبي لنرى فيلما بذلك المستوى؟

ولكن اذا كان ذلك الفيلم قد تم انتاجه بمشاركة عربية, فما هو الحال مع فيلم "منطقة خضراء" للانجليزي بول غرينغراس, وفيلم "كيان الاكاذيب" لريدلي سكوت, وغيره من أفلام بدأت تظهر على الساحة بعد غزو العراق وتأكد زيف الادعاء الاميركي بوجود أسلحة دمار شامل بالعراق, وتبلور اتجاه يمكن أن نسميه بالسينما المضادة والمتمردة على سيطرة ونفوذ رأس المال.

بل إن بعضهم شن حربا بالفعل على سيطرة رأس المال وتحكمه فى صناعة السينما, وهو المخرج برايان دي بالما الذى أخرج فيلم "تنقيح" الذي يستند إلى قصة حقيقية عن مجموعة من الجنود الأمريكيين الذين اغتصبوا فتاة عراقية في الرابعة عشرة من عمرها وقتلوها هي وأفراد من أسرتها. وصدم الفيلم المشاهدين بسبب مناظره المروعة كما أثار حفيظة المعلقين المحافظين الأمريكيين.

لكن دي بالما صرح إنه مستاء لان الفيلم الدرامي الذي صور بأسلوب الفيلم الوثائقي خضع للرقابة. واشتق دي بالما اسم الفيلم من اعتقاده بأن التغطية الإخبارية للحرب ناقصة .وكانت الشركة الموزعة للفيلم أمرت بالتعتيم على وجوه القتلى العراقيين الذين يظهرون في مجموعة من الصور بنهاية الفيلم.

وقال دي بالما خلال مقابلة "إنه أمر مذهل. فيلم منقح تم تنقيحه. يا للمفارقة..كافحت بكل الطرق حتى أمنعهم من تنقيح هذه الصور ومع ذلك خسرت." وانتقد هوليوود لعدم استعدادها لتمويل مثل هذه الأفلام المستقلة وذكر أنه صدم لعدم قدرته على السيطرة على عملية تنقيح الفيلم.

وقال "لا أستطيع حتى أن أنشر الصور.. كل هذا كان مفاجئاً بالنسبة لي.. ما الذي يحدث هنا.. هذه صور حرب.. الناس تراها وتقول يا إلهي ينبغي ألا يحدث ذلك."

وفى فيلم "لعبة عادلة " يذهب "دوج ليمان " الى أبعد من مجرد ادانة الحرب الامريكية على العراق, بل يكشف حيل الادارة الامريكية وسياستها فى تكذيب وتزييف الحقائق, فعميلة الاستخبارات الامريكية "فاليرم بلاى" –"ناعومى واتس", التى تكلف بمهمة الكشف عن وجود أسلحة دمار شامل بالعراق قبل تعرضها للغزو, فتلجأ العميلة للاستعانة بزوجها "شون بين" السفير السابق بأفريقيا وتكلفه بالسفر لاحدى الدول الافريقية التى تنتوى العراق استيراد يورانيوم مخصب منها.

لكن سرعان ما يكتشف الزوج زيف الواقعة, فلا تجد الادارة الامريكية أمامها سوى تضليل الرأى العام وتزييف الحقائق وذلك بحيلة بالغة الدهاء منها وهي كشف سرية العميلة أمام الرأى العام واتهام زوجها بمعاداة الديمقراطية ومناهضة الحرب على الارهاب, فتحولت كل الانظار من غزو العراق الى تلك العميلة السرية هي وزوجها فى تناص يذكرنا بفيلم بارى ليفنستــون "واغ ذا دوغ " الذي افتتحــه بعبارة تهكمية "لماذا يهز الكلب ذيله؟ لأنه أذكى من الذيل, ولو هز الذيل الكلب، لكان أذكى من الكلب"، والمقصود بالكلب هنا الشعب الامريكي الذي انطلت عليه خدعة خوض أمريكا حربا لردع المتمردين في ألبانيا والحقيقة أن تلك الحرب كانت من تزييف الادارة الامريكية لتحويل الانظار وابعادها عن واقعة تحرش الرئيس باحدى موظفات البيت الابيض.

الشيء المثير للدهشة أكثر فى فيلم "ليمان" هو كشفه قيام الادارة الامريكية بتسليم قائمة بأسماء العلماء النووين العراقين للموساد ليقوم بتصفيتهم قبل أن يميطوا اللثام عن الادعاء والزيف الأميركي في جرأة تنــدر أن توجد فى هوليوود.

ثم يتضح فى النهاية المؤامرة التى مورست ضد فاليري من قبل الادارة الامريكية بقيامها بكشف هويتها السرية للتغطية على حرب العراق، في هجوم شديد من ليمان لسياسة أمريكا الميكيافيلية ,ولنكتشف في النهاية أنها لم تلعب بشكل عادل، بل اتبعت كل الاساليب المشروعة وغير المشروعة، ودخلت لعبـة بلا قواعد معروفة، هذا إن كان ثمة لعبــة.

ميدل إيست أنلاين في

14/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)