حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد حسن رمزي:

القرصنة تهدد مستقبل السينما وإيرادات أفلام العيد مخيبة للآمال

بقلم : دعاء حلمي

صناعة السينما في مصر تمر بأزمة حقيقية اصبحت واضحة المعالم بعد الضعف العام الذي ظهر بقوة سواء علي مستوي الايرادات او علي مستوي عدد الافلام التي تم انتاجها في عام 2010 بعد ظهور آثار الأزمة العالمية التي حدثت العام الماضي فعجلة الانتاج ترجع إلي الخلف والمواعيد المزعمة لعرض الافلام ترحل من موسم إلي آخر (خشية الخسارة) وانسحاب شركتي الانتاج الخليجية (روتانا وايه. ار. تي) من الساحة الانتاجية للافلام وقنواتهم تحتجب عن شراء افلام جديدة بحجة تراكم المديونيات بشكل يهدد بقائها والقرصنة تضرب كل من يجرؤ علي النزول إلي ساحة المعركة وهروب غالبية كتيبة الفن السابع إلي التليفزيون بما فيهم النجوم بالطبع كل هذا يتزامن مع تصريحات بعض صناع السينما الذين يؤكدون أن الأيام المقبلة شديدة السواد و الخريطة السينمائية اصبحت غير واضحة المعالم  كل تلك المؤشرات كانت كفيلة للوقوف لمراجعة الاوضاع الراهنة وقراءة ما ستؤول إليه صناعة من اقدم صناعات السينما في العالم فكان يجب أن يشاركنا تلك الوقفة إحدي ركائز تلك الصناعة بصفته منتجا وموزعا سينمائيا اثري الحركة السينمائية علي مدار 35 سنة وعضو مجلس ادارة غرفة صناعة السينما واحد المتهمين ايضا بأنه سبب من اسباب التراجع هو وشركاؤه من جهة والشركة العربية من جهة اخري بسبب اتهامهم باحتكار دور العرض واحتكار النجوم وزيادة سقف الاجورهم ولكل ذلك كان الحوار مع المنتج والموزع محمد حسن رمزي

خيبة أمل

·         في البداية ما تقييمك لبورصة الايرادات لهذا العام؟

- للاسف الايرادات بشكل عام جاءت مخيبة للامال فقد عولنا الخسارة في موسم الصيف الماضي إلي انعقاد مباريات كأس العالم وقصر المدة الزمنية للموسم بسبب شهر رمضان وهو ما جعلنا نؤجل افلامنا إلي موسم عيد الاضحي في محاولة لتجنب المخاطرة وراقبنا من بعيد مؤشر الايرادات في موسم عيد الفطر وفوجئنا بهذا الهبوط الحاد ولكننا ارجعناه كمنتجين وموزعين إلي ضعف مستوي الافلام ولكن جاءت الطامة الكبري والتي تنذر بخروج الكثيرين خارج خريطة الانتاج في موسم عيد الاضحي السابق فالايرادات في ايام العيد الثلاثة كانت جيدة ولكن بعد ذلك هبطت بشكل غير متوقع فشركتي تقوم بتوزيع فيلمي بلبل حيران وابن القنصل وشركة اسعاد يونس انتجت وتقوم بتوزيع زهايمر وبعد أن كنا نحقق 3 ملايين جنيه في اول ايام العرض اصبح مجموع الثلاثة افلام لايكمل المليون جنيه في اليوم وهو مؤشر بأن الهبوط سيستمر وبشكل قد لا يغطي تكلفة اي فيلم من الثلاثة .

·         وهل القرصنة سبب من اسباب هذا الهبوط في مؤشر الايرادات؟

- نعم هو احد الاسباب المباشرة ففيلم عادل امام كان علي الانترنت في نفس توقيت عرضه في السينما وكذلك باقي الافلام والموضوع اصبح في منتهي الخطورة ونحن نقف مكتوفي الايدي في ظل غياب القانون والوازع الديني والاخلاقي والاصعب من هذا أن هناك قنوات بدأت في الظهور وتعرض تلك النسخ المسروقة علي شاشاتها مثل قناة تبث في منطقة المحلة الكبري اسمها دريم علي اسم قناة دريم لاحمد بهجت وتعرض تلك الافلام المضروبة علي سبيل الدعاية للحج صاحب القناة ولا ادري كيف نتصدي لهم وهل الحل أن نتوقف جميعنا عن الانتاج حتي تتحرك الدولة .

كيانات ضخمة

·     ولكن القرصنة موجودة في كل دول العالم وعلي رأسها امريكا فالفيلم ينزل علي الانترنت في نفس توقيت عرضه - علي السينمات؟

- في امريكا الوضع مختلف من عدة جهات اولا لان هناك صناعة حقيقية لها كيان اقتصادي ضخم ومغامرات محسوبة ثانيا أن الجمهور هناك يقدر قيمة السينما كسينما ويقدس متابعتها بالاضافة إلي انهم متدينون تدين حقيقي وعندهم وعي أن هذه القرصنة ما هي الا سرقة اما نحن للاسف فلا نضع الاشياء في نصابها الحقيقي ولا نخاف الله في تصرفاتنا ونري أن هذه الافلام لا صاحب لها ولا أن مشاهدتها بتلك الصورة حرام شرعا ولا تقولي لي وما دخل هذا بذا او أن البعض قد يري أن السينما بحد ذاتها حرام فأقول لهم حتي وان كانت كما تدعون فهل سرقة الخمر مثلا حلال ولا يقام علي سارقها حد السرقة ام أن المباديء تتجزأ.

هروب خليجي

·         وهل تري أسبابا أخري لهذه الأزمة؟

- هناك اسباب كثيرة منها امتناع شركات الانتاج الخليجية عن المشاركة في الانتاج اما لانها بصدد تدشين صناعة افلام خليجية خاصة بهم او لأن منهم من يعانون ماديا من جراء الازمة العالمية بل ان مديونيتهم مجدولة علي دفعات والتي تصل إلي ملايين الجنيهات التي لم تسدد إلي الآن فكيف يمكن أن يدخل في انتاج اعمال جديدة، كما أن زيادة الإنتاج في العام الماضي إلي 60 فيلما كان ضربا من الغباء لأنها تمت دون دراسة لحجم استيعاب السوق فاصبح الجميع مدين للجميع وصحيح أن هناك قنوات فضائية مصرية دخلت في خريطة التسويق مثل قناة الحياة التي اشترت حق عرض بلبل حيران برقم كبير ولكنه في النهاية فيلم واحد فقط كما أن الفضائيات لا يمكن الاعتماد عليها لدعم صناعة بأكملها والمصيبة الاخري ارتفاع اسعار النجوم بشكل جنوني فكل واحد منهم عايز ملايين والنتيجة أن الفيلم لا يغطي تكلفته فكيف و النجم بمفرده يأخذ ربع الميزانية .

·         ولكنكم أنتم كمنتجين من أعطيتموهم تلك الملايين ولم تضعوا سقف للاجور حتي لا يحدث هذا التضخم ؟

- انا لا اعطي احداً ملايين ومن يأتي لي ليطلب تلك الاسعار ارفض تماما بدليل انني عندما ذهبت للاتفاق مع غادة عبد الرازق علي فيلم ( جرسونيرة ) الذي سأقوم بانتاجه كنت متخوفاً منها في البداية وقلت انها من المؤكد ستطلب مبلغاً كبيرا بعد مسلسل زهرة وازواجها الخمسة وبطولتها لفيلمين جديدين هما بون سواريه وكف القمر الا انني فوجئت بانها انسانة واعية وذكية ومدركة لازمة السينما وقالت لي انا لن آخذ منك سوي 400 الف جنيه وهو ذات الاجر الذي تقاضيته من محمد السبكي وكامل ابوعلي فهي عملة نادرة لانها تحب السينما بجد وليس ادعاء مثل بعض النجوم الذين يطلبون الملايين واذا رفضنا ذهبوا للتليفزيون او إلي منافسينا !! 

·         وهل تري أن للدولة دوراً في الحد من خطورة تلك الأزمة التي تحيط بصناعة السينما؟

- يجب أن تدعم الدولة السينما صحيح أن الرئيس اجتمع مشكورا بالفنانين ولكن الفنانين هم جزء من سبب المشكلة وكان يجب أن توجه لنا ايضا الدعوة كصناع للسينما لاننا علي وشك اعلان افلاسنا وانا افكر جديا بترك تلك الصناعة التي ورثتها عن ابي ولكن يجب من وقفة حتي تشعر بنا الدولة أما الحل من وجهة نظري فهو عودة الدولة مرة أخري للإنتاج ودعم صناعة السينما حتي يمكن عقد اتفاقيات مع الدول المختلفة لتوزيع أفلامنا سواء عربيا أو عالميا لأن هذه الاتفاقيات تعقدها دول وليس قطاع خاص وهذه امور اكبر من صلاحيات غرفة صناعة السينما التي تحاول قدر استطاعتها .

حسن نوايا

·     ولكن الغرفة لا تنظر الشكاوي المقدمة اليها لانها تراعي مصالح اعضائها في مجلس الادارة كما اتهمها عمرو عثمان صاحب شكوي اتهامكم انتم والشرعية العربية باحتكار دور العرض؟

- بالنسبة لعمرو عثمان فليس لدي مشكلة معه ولكن المشكلة مع وليد صبري الذي رفض اعطاءه اي افلام لان الاسلوب الذي اتبعه لم يكن صحيحاً فقد صعد الامر لجهاز حماية المنافسة واتصل بوسائل الاعلام مدعيا أن الغرفة لم تنظر إلي شكواه التي قدمها في شهر مايو والغرفة وقتها كانت في اجازة وكان غالبنا في مهرجان وظل يشتكي هنا وهناك فمثلا عندما كنا علي خلاف مع عادل اديب المخرج والمنتج وكنا رافضين نأخذ منه افلام لتعرض في دور العرض التي تتبعنا ولكن عندما جلسنا وتصالحنا بهدوء الموضوع مر بسلام ومع ذلك انا ابديت استعدادي لعرض فيلم الهاربتان في دور العرض التي يمتلكها عمرو عثمان كنوع من ابداء حسن النية .

اتهامات فضفاضة

·         وهل هذه البادرة مؤشر لانتهاء التهم الموجهة إلي جبهتي التوزيع للأفلام بالاحتكار؟

- انا مازلت إلي الآن لا اعرف معني تلك التهمة الفضفاضة التي يتهمونني بها ولا ادري ما المطلوب حتي لا اتهم بها فمثلا سينما جراند حياة التابعة لجودنيوز والتي تضم قاعة كبيرة 700 كرسي وقاعتيين صغيرين 80 كرسيا فكيف سيتم تقسيم افلام العيد مثلا والذي ضم ثلاثة افلام كبيرة فهل ارضي أن توضع افلامي في القاعات الصغيرة واضر بسمعتي كموزع له اسم كبير في المجال فكيف يقال إن اسعاد يونس اخذت القاعة الكبيرة وانا اخذت القاعات الصغيرة فهذا سيستم شغل ولا دخل لمن هم خارج المجال به .

سينما نظيفة

·     وكيف تري طبيعة الافلام التي ستقدم في الفترة القادمة وهل ستظل في اطار السينما النظيفة كما يطلقون عليها ام ستزيد جرأة المشاهد في محاولة لجذب الجمهور مرة اخري؟

- بالمناسبة انا اول من ادخلت هذا المصطلح إلي صناعة السينما عندما امتنعت عن توزيع الافلام التي تحتوي علي مشاهد جريئة تثير للغرائز وكان ذلك بعد أن رأيت رؤيا بانني اتخطف في النار وبالفعل رفضت أن انتج او اوزع اي افلام من هذه النوعية وبعدها مباشرة اكرمني الله بفيلم اسماعيلية رايح جاي وحقق ايرادات رهيبة وقتها احسست انها تجارة رابحة بالفعل ولكن مع الله و عاهدت نفسي أن استمر علي هذا المنوال إلي الآن وارجو أن استمر صحيح انه قد يكون البعض تبعني في هذا ولا ادري هل لقناعة حقيقية ام لمجرد التقليد ولكن انا اتحدث عن نفسي انني ضد اي مشاهد عارية تهدف إلي اثارة المتفرج اما اذا كانت بصورة محترمة ولها ضرورة درامية قصوي هنا يمكن اوافق بدليل انني ارفض توزيع افلام لاناس بعينهم مثل هاني جرجس فوزي وغيرة رغم صداقتنا ولكن اسلوبنا في تقديم السينما مختلف ولا ادري علي وجه التحديد إلي اين ستذهب السينما وهل ستسمر اصلا في هذه الاجواء ام لا وانا الآن بصدد أن ادخل مجال الانتاج التليفزيوني الذي ذهب إليه الجميع بعد فقدان الامل في انصلاح حال السينما .  

جريدة القاهرة في

14/12/2010

 

مهرجان أبو ظبي تجاهل بيان اتحاد النقابات الفنية عن التطبيع وحدد موعد دورته القادمة

بقلم : الأميرأباظة 

تجاهل مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي بيان الاتحاد العام للنقابات الفنية في مصر الذي يدعو إلي مقاطعته وعدم التعامل معه في دورته السابقة بسبب وجود مخرجة إسرائيلية ضمن فعاليات دورته السابقة مما دعا اتحاد النقابات إلي وصمه بالتطبيع مع إسرائيل ودعا جميع أعضاء النقابات الفنية في مصر إلي مقاطعته وهدد من يتعامل مع المهرجان بالشطب من عضوية النقابات.

 من ناحية أخري أعلن المهرجان عن موعد إقامة دورته المقبلة والتي ستعقد في الفترة الممتدة بين 13-22 أكتوبر 2011 وبهذه المناسبة عادت إدارة المهرجان بالزمن إلي الوراء لتلقي نظرة علي دورة هذا العام والتي أقيمت في أكتوبر الماضي (14 - 23) وقدمت عشرة أيام من السينما الاستثنائية، حيث عرضت مختارات مميزة من 170 فيلماً بالإضافة إلي برنامج متنوع وغني بالفعاليات المختلفة. تابع مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام أكثر من 30000 مشاهد توزعوا علي فندق قصر الإمارات ومسرح أبوظبي وهما من المعالم الأكثر شهرة في مدينة أبوظبي. كما شهدت الدورة الرابعة للمهرجان زيادة بنسبة 31 % في مبيعات التذاكر، ما يجعل المهرجان واحداً من أكثر الفعاليات المرتقبة في الإمارات.

حماسة كبيرة

تنوعت الفعاليات والأحداث وتفاعل الجمهور المحلي والعربي بحماسة كبيرة مع عروض المهرجان، وورشات العمل، واللقاءات الحوارية مع المشاهير، والمناسبات الخاصة. حيث عقد أكثر من 100 حوار أعقب العروض ما أتاح للجمهور الفرصة للتعرف عن قرب بصناع السينما العالميين ومحاورتهم، في حين ناقشت ورشات العمل بعمق موضوعات مثل صناعة الأفلام وآليات الدراما. وخصصت برامج عن التجريب في السينما العربية والبيئة.

وقد استضاف المهرجان نجوماً عالميين وعرب مثل أدريان برودي، أوما ثورمان، بسام كوسا، جوليان مور، خالد أبو النجا، كلايف أوين، لبلبة، يحيي الفخراني، يسرا. الذين شاركوا في لقاءات حوارية مع الجمهور ناقشوا عبرها أعمالهم ورؤاهم. ومن الضيوف البارزين الذين مثلوا مجموعة واسعة من البلدان ومجالات مختلفة من صناعة السينما حضر إلي المهرجان آسر ياسين، ألكسي فيدرتشينكو، أوزوالد بواتينغ ، أوم بوري، إيليا سليمان، باتريسيو غوزمان، بسمة، جوليا قصار، جيرار ديبارديو، جوليان شنابل، جوناثان ريس مايرز، جورج سلويزر، داوود عبد السيد، دوغ ليمان، د.ا. بينبيكير، دينيس تانوفيتش، رولا جبريل، سلاف فواخرجي، شيرين نشاط، طارق بن عمار، عباس كياروستامي، عرفان خان، فريدا بينتو، فوزي بن سعيدي، كارمن لبس، كيم لونغينوتو، لورا بواترا، محمد ملص، محمود حميدة، نوري بوزيد، وانغ بينغ، ياسمين المصري، يونس مغري. وشملت قائمة الضيوف أيضاً أكثر من 370 مختصاً في الحقل السينمائي وأكثر من 570 صحفياً من بينهم 140 وصلوا من مختلف البلدان العربية والأجنبية.

محطة رئيسية

"كان مرضياً للغاية أن نكون شهوداً علي اللقاء الذي تحقق بين المشاهدين والضيوف العالميين في مهرجان أبوظبي السينمائي بوصفه واحداً من المحطات الرئيسية لاكتشاف روائع الأفلام حول العالم. في دورة هذا العام من المهرجان لمسنا حماسة واضحة للمشاركة الفعالة - سواء من خلال الحوارات المطولة والحافلة لأسئلة الجمهور وأجوبة صناع السينما بعد العرض أو في الملتقيات والحوارات التي دارت حول مختبر سند ومشاريعه، والذي كان بمثابة الحصاد المقبل للسينما العربية" يقول بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي : "لقد كان عاماً رائعاً بالنسبة للمهرجان، تمكن عبره طاقم المبرمجين المجتهد من استقطاب مجموعة منتقاة من الأفلام التي كنا فخورين بعرضها تحت مظلة الاسم الجديد للمهرجان وهويته. هذا عدا عن تطوير مهامنا من خلال سند الصندوق الخاص بدعم السينمائيين العرب، والذي شكل تطوراً آخر لمهرجان أبوظبي السينمائي لمسناه من خلال المشاريع التي قدمت والجودة التي تحلت بها، مع التأكيد علي أن هناك الكثير مما نتطلع إلي تحقيقه في العام المقبل".

 أفلام مختارة

وقدمت الدورة الرابعة من المهرجان مجموعة مختارة من 70 فيلماً طويلاً و100فيلم قصير من 43 بلداً، نصفها جاءت من الشرق الأوسط و33 فيلماً منها كانت لمخرجات نساء، كما حصلت خمسة أفلام منها في مرحلة الإنتاج النهائي علي منحة سند صندوق مهرجان أبوظبي السينمائي لدعم السينمائيين العرب. وقد احتفل المهرجان بتقديم 33 عرضاً عالمياً أول، و26 عرضاً دولياً أول، و43 فيلماً يعرض للمرة الأولي في الشرق الأوسط و47 عرضاً خليجياً أول.

تلقي المهرجان هذا العام أكثر من 2000 مشاركة بزيادة 100% عن المشاركات في عام 2009 حيث قدم صناع السينما من 103 دولة أعمالهم التي كان من بينها أكثر من 600 فيلم من الشرق الأوسط بما يتضمن 70 فيلماً من الإمارات العربية المتحدة.

سند صندوق المهرجان لدعم الأفلام من العالم العربي في مرحلتي التطوير والانتاج النهائي، أعلن عن المجموعة الأولي من مستحقي المنح في الفترة التي سبقت المهرجان. وقد اختير 27 مشروع فيلم طويل من بين 150 فيلماً قدّمت من 12 دولة عربية. ومنح ما مجموعه 500.000 دولار لـ 17 مشروعاً في مرحلة التطوير و10 مشروعات في مرحلة الإنتاج النهائي.

مشروع متكامل

وفي هذا السياق يقول عيسي سيف المزروعي مدير مشروع المهرجان: "نرحب بهذه البيانات المشجعة وبالاستجابة الإيجابية التي لمسناها من ضيوفنا والتي تعكس حراكاً ثقافياً علي نطاق واسع تشهده منطقتنا. كما نرحب بها باعتبارها مؤشراً علي أن مجموعة المبادرات الشاملة التي قدمها مهرجان أبوظبي السينمائي لمنح صناعة الفيلم والسينما المزيد من التقدير والدعم في أبوظبي وما حولها قد بدأت تؤتي ثمارها، خاصة مع دمج مسابقة الإمارات مع برامج المهرجان وإطلاق سند". هذا واعتبر المزروعي الجهود المبذولة في مهرجان أبوظبي السينمائي "متناغمة ومتكاملة مع مبادرات محلية أخري في شتي المجالات الفنية، مثلما هو الحال مع فعاليات أخري مثل فن أبوظبي، مهرجان أبوظبي، أبوظبي للموسيقي الكلاسيكية، ووماد أبوظبي، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جنباً إلي جنب مع الصروح الثقافية في جزيرة السعديات، حيث يقام متحف جوجنهايم أبوظبي ومتحف اللوفر أبوظبي ومتحف زايد الوطني الذي سيفتتح في 2014 والتي تشكل جزءاً من البنية الثقافية المتطورة لإمارة أبوظبي".

جريدة القاهرة في

14/12/2010

 

عطاء النقاش.. فنان سينمائي لم يعد يعرفه أحد!

بقلم : فكري النقاش 

في أواخر الخمسينات وبالتحديد سنة 1958 ظهر مقال في مجلة الآداب البيروتية بعنوان «السينما المصرية من درب المهابيل إلي باب الحديد» وكان الكاتب شابا لم يبلغ عمره ستة عشر عامًا بعد واسمه عطاء النقاش، وأهمية هذا المقال تكمن في مضمونه الفني حيث كان أول مقال يتحدث عن فن السينما كفن له جمالياته الفنية الخاصة به وله تكنيك مختلف عن بقية الفنون الأخري، وربما كان هذا المقال هو أول مقال في اللغة العربية يتحدث عن تقنيات خاصة بفن السينما، وفي العام التالي حصل عطاء النقاش علي شهادة الثانوية العامة حيث كان قد بدأ تعليمه في مدرسة منية سمنود بالدقهلية ثم في مدرسة محمد فريد الإعدادية في شبرا بعد انتقال الأسرة إلي القاهرة ثم في مدرسة أبي الهول الإعدادية فالمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة والتحق بقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة. ولكن الأسرة فوجئت بعطاء يلتحق أيضًا بمعهد مجهول الهوية أيامها هو معهد السينما، وعم قلق عميق أفراد الأسرة خوفًا من تلك المغامرة غير المضمونة العواقب، فكيف لهذا الشاب المراهق الذي لم يبلغ السابعة عشرة أن يترك كلية الآداب المضمونة المستقبل ليلتحق بمعهد لا يعرف أحد عنه شيئًا، وبذلت محاولات كثيرة لإثنائه عن هذا الاختيار المدهش ولكنه صمم ووعد الأسرة بأنه لن يترك كلية الآداب وسوف يواصل الدراسة في الجهتين الكلية والمعهد معا وأصر علي هذا الموقف وبقيت عقبة أمامه هي أن يدفع مصاريف المعهد الذي جاء ترتيبه الأول علي جميع المتقدمين في امتحان القدرات، وكان مبلغ هذه المصاريف هو خمسة عشر جنيهًا وهو مبلغ باهظ أيامها، ولكن أحد أصدقاء عطاء النقاش وهو المخرج الكبير توفيق صالح تطوع بدفع هذه المصاريف فقد كان لعطاء نشاط كبير في الوسط السينمائي أيامها وكان واحدًا من أبرز أعضاء ندوة الفيلم المختار التي كانت تقدم عروضها في حدائق قصر عابدين وكان يشرف علي نشاطها أحمد الحضري والراحل فريد المزاوي فتعرف فيها عطاء علي معظم العاملين في الحقل السينمائي أيامها ومن بينهم توفيق صالح الذي كان أيضًا عضوًا مهمًا في ندوة نجيب محفوظ قبل أن يلغيها الأمن وكان عطاء يحضر هذه الندوة، وقد تطوع توفيق صالح لهذا العمل لإيمانه بموهبة عطاء ومستقبله التي كانت قد بدأت تتفتح في ندوات الفيلم المختار وفي ظهوره الدائم في استديوهات السينما. وفي طفولتنا كان عطاء كثيرًا ما يراهنني علي أن آتي له باسم أي فيلم في دور العرض لم يشاهده وكان يحكي لي قصة أي فيلم أختاره.

ومضت الأيام ونجح عطاء في كلية الآداب وفي معهد السينما أيضًا وكان ترتيبه الأول علي الدفعة الأولي من طلبة المعهد، ومن حسن الطالع أن معظم أساتذة المعهد كانوا يعرفون عطاء معرفة جيدة من خلال نشاطاته في التجمعات السينمائية الفنية وفي المؤسسات التي أنشأتها الوزارة أيامها لدعم صناعة وفن السينما، وقد حصل عطاء بتفوقه علي منحة تفوق مقدارها اثني عشر جنيهًا كل شهر إلي جانب الإعفاء من مصاريف الدراسة.

نبوغ مبكر

ومن حسن طالعه أيضًا أن الراحل الكبير محمد كريم وكان يتولي عمادة المعهد كان هذا الرجل الكبير يري في عطاء موهبة تستحق الرعاية فكان يترك له حرية وضع جداول الامتحانات بما يتلائم ولا يتعارض مع مواعيد امتحاناته في كلية الآداب، وكان عطاء أثناء الدراسة يعمل مساعدًا للإخراج مع أساتذته وخاصة مع أستاذه المقرب الراحل حلمي حليم الذي كان عطاء صديقًا له ومقربًا منه حتي كانت السنة الثالثة من الدراسة ونجح عطاء في امتحان التيرم الأول لكلية الآداب، ولكن الأستاذ محمد كريم استقال من عمادة المعهد آنذاك لخلافات إدارية وحل محله الأستاذ جمال مدكور فلم يقبل من عطاء إلا التفرغ إما للمعهد أو الكلية فاختار عطاء المعهد بعد معركة مع إدارة المعهد لم تنته لصالحه وتخرج عطاء في المعهد سنة 1963 وكان ترتيبه الأول علي المعهد كالمعتاد وعين  معيدًا فيه وبدا أنه موهبة سوف تتفجر عن نبوغ كبير في مجاله حتي أن الراحل الكبير صلاح جاهين قال عن عطاء «إن هذا الفتي هو مستقبل السينما في مصر»، وفي سنة 1964 قررت الوزارة إعطائه منحة لمدة عام واحد قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية فسافر هو والمخرج الكبير الراحل أشرف فهمي في نفس اليوم وعلي نفس الطائرة.

ليلة السفر

وقد كانت فرحة أسرتنا بهذا الشاب عظيمة فسهرنا ليلة السفر جميعًا حتي الصباح وكان معنا ليلتها الأستاذ المخرج الراحل حلمي حليم ومهندس الديكور اللامع الأستاذ صلاح مرعي الذي كان صديقًا مقربًا من عطاء، وفي الصباح الباكر من يوم الخميس 6 أغسطس سنة 1964 كنا جميعًا نقف في شرفة مطار القاهرة لنودع عطاء المسافر لطلب العلم وكانت تملؤنا جميعًا فرحة غامرة وأحلام عظيمة عن مستقبل هذا الابن النابغ خاصة وقد كنا أسرة فقيرة لا تملك شيئًا يحقق طموحاتها إلا التعليم والعمل الجاد، وقد كانت هذه آخر مرة رأيت فيها عطاء عندما التقت أعيننا وأنا أقف في شرفة المطار أنظر إليه وهو يتعثر علي سلالم المطار المؤدية إلي سيارة الأتوبيس التي ستقله إلي الطائرة المسافرة إلي أمريكا وكانت عيناه كما أذكر مليئة بالخوف والارتباك.

وسافر عطاء علي أمل أن يعود بعد سنة هي مدة المنحة، ومن الولايات المتحدة كانت تصلني خطاباته مليئة بالشكوي من تضييع الوقت وأنهم يعيدون عليه ما ظل يدرسه في المعهد لمدة أربع سنوات وربما ما هو أقل منه قيمة، وكان يزامله في هذه الدورة سبعون طالبًا من عدة بلاد يابنيون ولاتينيون وأمريكيون وأفريقيون، وفي نهاية العام عقد لهم امتحان لاختيار أصلحهم لمواصلة الدراسة في فن السينما بالجامعات الأمريكية فكان هو الأول من بين خمسة أفراد من هذه المجموعة والحق بكلية السينما بجامعة كاليفورنيا بشرط أن تقوم الحكومة المصرية بدفع نفقاته في الدراسة والمعيشة في السنتين اللتين سوف تستغرقهما الدراسة ووافقت الحكومة المصرية وحولت المنحة إلي بعثة نظرًا لارتفاع تقديراته الدراسية وأرسلت له مصاريف السنة الأولي واجتازها بنجاح.

بيروقراطية الإدارة

ولكن جاءت السنة الثانية ولأسباب بيروقراطية محضة تأخرت مصاريف الدراسة عن عطاء فكانت سنة قاسية وشاقة حتي أوقفت الجامعة دراسته وطرد من مسكنه ولولا أن إحدي زميلاته الأمريكيات تولت تسديد ديونه، وبقيت مشكلة الدراسة بالجامعة حتي تمكنا هنا في مصر من تذليل العقبات التي حالت دون إرسال نفقات السنة الثانية من البعثة، وحصل عطاء علي شهادة «الماستر أوف آرت» التي تزيد درجتها علي الماجستير هذه الشهادة التي أهلته للتدريس بجامعة كاليفورنيا في كلية السينما واستمرت هذه الفترة لمدة سنتين أرسل خلالها عطاء لعمل فيلم تسجيلي عن الفنون الشعبية في أمريكا اللاتينية وكانت تكلفة هذا الفيلم مائة ألف دولار وعرض الفيلم بأمريكا وكانت مدة عرضه ساعتين، واستمر يعمل أستاذًا بالجامعة حتي عرض عليه في أواخر الستينات ثلاثة عروض للعمل أولها هو أن يقوم بإنشاء كلية للسينما في إحدي الولايات وإدارتها وثانيهما هو أن يعمل كسيناريست في شركة كلومبيا للإنتاج السينمائي والثالث هو أن يعمل في قسم السينما في شركة (ibm) لإنتاج أجهزة الكمبيوتر، حيث كان الكمبيوتر أيامها شيئًا مبهمًا ومعقدًا لمعظم الناس ولكنه قبل هذا العرض لأنه كان يقوم بإنتاج وتطوير برامج الكمبيوتر المستخدمة في السينما اليوم كما كان يقوم بإخراج الأفلام التي تشرح عمل الأجهزة التي تنتجها الشركة وشارك في تطوير هذه الأجهزة التي تنتجها الشركة وتطوير إسهامها في توليف الأفلام وظل يعمل في هذه الشركة حتي أصبح رئيسًا لقسم السينما في هذه الشركة وظل يعمل بهذه الشركة لمدة تزيد علي ربع قرن ثم استقال وأنشأ شركة صغيرة للدعاية والإعلان وحقق منها مكاسب مكنته من التقاعد قبل وفاته بثلاث سنوات.

كآبة النكسة

لماذا لم  يعد عطاء النقاش إلي مصر خلال هذه الفترة الطويلة والوقائع تقول إنه بعد سفره بسنتين تزوج بالفتاة الأمريكية التي قدمت له العون في أزمة تأخر إدارة البعثات في إرسال نفقات الدراسة والمعيشة وأنه أنجب منها ابنه الأول إيهاب، وكانت النكسة قد حطت بكآبتها علي البلاد والعباد وتعقدت الظروف بشكل عميق وكان عليه أن يختار بين أن يترك زوجة وطفلاً بلا مورد مادي حقيقي في مصر حتي تستقر أموره المادية وبالطبع كانت زوجته ستفضل ساعتها أن تعود إلي بلادها وسوف تصبح عودتها ساعتئذ أمرًا غاية في الصعوبة بعد ذلك، والأمر الثاني الذي منعه من العودة إلي مصر هو عمله بشركة تجري تجارب شديدة الأهمية بالنسبة لفن السينما ومعني عودته أن تتوقف مشاركته في هذه التجارب وهو الأمر الذي كان يتمني ألا يتخلي عنه والأمر الآخر الذي تسبب في توقف مشروع عودته هو تردي الحال الاجتماعية والاقتصادية في مصر بينما هو قد حقق وضعًا اجتماعيًا عاليًا في المجتمع الأمريكي، المهم في ذلك كله هو أنه لم يتمكن من العودة حتي جاءت سنة 1974 وجرت مراسلات بينه وبين أبينا تتضمن مشروعًا لترتيب عودته وبدأ أبي رحمه الله في البحث عن سكن  لعطاء ولكن أبي توفي فجأة والغريب أن وفاة أبي كانت بنفس الطريقة التي توفي بها عطاء وهي أزمة قلبية مفاجئة المهم أن مشروع عودة عطاء توقف حتي سنة 1979 حين قرر هو أن يصفي ما يملكه في الولايات المتحدة وأن يعود إلي مصر هو وزوجته وأبناؤه الثلاثة والذين كانوا يتلقون العلم في أرقي المدارس الأمريكية وحين أرسل لي بكشف حسابته بعد أن يبيع ما يملكه «منزل وسيارة وبعض الاستثمارات القليلة» كانت النتيجة أمامي محزنة فقد كان المبلغ الذي سوف يتبقي له ليعود إلي مصر ويشتري لنفسه ولأسرته سكنًا ملائمًا له وينفق علي هذه الأسرة وعلي تعليم الأولاد حتي يرتب أموره في المعهد وفي حقل السينما كان هذا المبلغ لا يكاد يكفي شيئًا، وكانت مخاطرة  كبيرة أن أنصحه بالعودة في مثل تلك الأوضاع، وأشار هو علي أن أسأل صديقه الذي كان وكيلاً لوزارة الخارجية المصرية حينذاك وهو الأستاذ السفير حمدي الطويل وأن أعرض عليه خطابه وأحواله المادية وأعرف رأيه وقد فعلت وقال لي الأستاذ حمدي الطويل أرسل إلي عطاء علي لساني أن الأوضاع في مصر قد اختلفت تمامًا وأن مستوي المعيشة في مصر قد أصبح أغلي منه في الولايات المتحدة خاصة بعد تحول الاقتصاد إلي الانفتاح، وتلاشت الآمال في عودة عطاء ولكن أولاده قد تلقوا تعليمًا علي أرقي مستوي ربما في العالم كله، فالثلاثة الكبار منهم قد تخرجوا في أرقي معهد أمريكي للتكنولوجيا وأكبرهم إيهاب يعمل الآن مهندسًا مشرفًا علي محطة الأقمار الصناعية لشركة فوكس والثاني طارق يعمل أستاذًا للبيولوجي في جامعة بنسلفانيا والصغري ياسمين تعمل أيضًا أستاذة للبيولوجيا في جامعة ماساشوستس والابنة الصغري له ليلي مازالت في الثالثة عشرة، فهل كان من المنطقي أن يضحي أب بمثل هذا المستقبل لأبنائه ليعود إلي مصر ليلاقي مستقبلاً غير مضمون له ولأولاده أظن أن الإجابة المنطقية هي لا. كانت هذه هي حكاية هذا الرجل الذي خرج من مصر إلي أكبر بلاد العالم تقدمًا ليدرس ويعود إليها ليقدم ما تعلمه متوقعًا أن توفر له بلاده نوعًا من الحياة الكريمة ولكن الظروف جميعها قد خذلته وخذلتنا.

إخراج الحرافيش

ولابد هنا أن أذكر أن المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين قد زاره ذات مرة في ثمانينات القرن العشرين وعرض عليه أن يعود ليخرج فيلمًا عن رواية «الحرافيش» علي أن يقوم يوسف شاهين بإنتاج الفيلم وبالفعل بدأ عطاء النقاش في كتابة السيناريو لهذه الرواية ولكن نظرًا لطول أحداث الرواية ولبطء الاتصال بين يوسف شاهين وعطاء فقد تراجع يوسف شاهين عن إنتاج هذا العمل وقسمت الرواية إلي عدة أفلام أخرجها مخرجون آخرون.

ومن الأشياء التي يجب أن تسجل للراحل عطاء النقاش هو أنه أول من قدم نقدًا سينمائيا علميًا مدروسًا وليس قائمًا علي الانطباعات وعلي نقد الحدوتة السينمائية أو تحليلها وفقط وكان أول مقال له في هذا الاتجاه قد نشر كما أسلفنا في مجلة الآداب البيروتية، ولقد ظل بعد ذلك يكتب شهرية سينمائية في مجلة الكاتب التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة المصرية في الستينات واستمر في هذا العمل لمدة تزيد علي عام كما أنه نشر في هذه المجلة نفسها دراسة ربما كانت الأولي والوحيدة عن المخرج السويدي العالمي «إنجمار برجمان» وهي دراسة تفصيلية مغنية لأفلام «برجمان» شملت كل أفلام هذا المخرج حتي منتصف السبعينات وقد نشرت هذه الدراسة علي حلقتين في مجلة الكاتب المشار إليها، وله أيضًا دراسة أخري عن مخرج من أهم مخرجي السينما الأمريكية وهو «ستانلي كوبريك» شملت تحليلاً وشرحًا وافيًا لمعظم أفلام هذا المخرج الكبير. وسوف نقوم إن شاء الله بإصدار هذه الدراسات في كتاب في القريب العاجل.

دلالة عميقة

وربما كان من المهم هنا الإشارة إلي واقعة عميقة الدلالة حدثت في أوائل سنة 1968 عندما كان الراحل الكبير أحمد بهاء الدين يرأس تحرير مجلة «المصور» وكان يكتب مقالاً أسبوعيًا في افتتاحية المجلة يستغرق الصفحتين الأوليين في المجلة وبعد حدوث النكسة بشهور قلائل نشر الأستاذ بهاء في نفس مكان مقاله الأسبوعي مقالاً لعطاء النقاش يتناول فيه بالتحليل بعض أهم أفلام السينما الإسرائيلية وقدم الأستاذ بهاء لهذا المقال بما يعني أنه نظرًا لأهمية المقال فإنه يتخلي عن مكانه لينشر هذا المقال المهم، وهذه سابقة تشير إلي أهمية هذا المقال الذي كان أول إشارة إلي وجود سينما إسرائيلية يجب أن يتعرف عليها العرب كجزء من معرفتهم بعدوهم.

قيمة رمزية

وأخيرًا فإن كان لعطاء النقاش قيمة ما فإنها قيمة رمزية للمواهب المصرية التي تنبغ في بلاد غير بلادها وتمنعها الظروف العامة أو الشخصية والتي تشتبك معها كثيرًا فإن هذه الظروف المعقدة تحول بين هذه المواهب وبين تقديم جهدها لخدمة بلادها، ولكننا لابد أن نعرف أن أعذارًا قوية لهذه المواهب المختطفة والمقتلعة من جذورها قد حالت بينها وبين دورها المنشود. وقد كان عطاء الذي ولد في 1/9/1942، ومات وهو في قمة نشاطه وتمام صحته حيث فاجئته أزمة قلبية وهو يلعب التنس يوم 1/12/2010، كمثال لهذه المواهب التي اجتهدت في عملها وحياتها كلها حتي النفس الأخير.

إنني أكتب هذا لأذكر الذين مازالوا أحياء من أساتذة عطاء ومن زملائه بقدر الآمال والطموحات التي كانوا ينتظرون أن يحققها عطاء النقاش، وإنني لأشعر بالأسي لأن بلادنا قد خسرت مواهبه اللامعة وقد كانت في حاجة إليها في الظروف التي تمر بها، ولكنني أيضًا أتذكر هنا دماء العلماء العرب من النوابغ التي أريقت في حوادث غامضة في شتي بقاع الأرض وأحيانًا علي أرض بلادهم، كما أتذكر هنا أيضًا شهادة شهود العيان الذين رأوا، أن أول ما فعلته القوات الأمريكية عند دخولها إلي مدينة الموصل بالعراق إبان الغزو الأمريكي أن هذه القوات كان أول ما فعلته أن توجهت إلي جامعة الموصل وكان أول ما هدمته من هذه الجامعة هو المباني التي تشغلها معامل الجامعة، فليس غريبًا بعد هذا أن تسير حياة عطاء وأمثاله من الموهوبين من أبنائنا في هذه الطرق الغامضة والملتوية وأن تفقد بلادنا كل يوم واحدًا من أمثاله إما قهرًا أو حزنًا أو غيلة.

جريدة القاهرة في

14/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)