حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

خواطر ناقد

البحث عن الترمومتر

بقلم : طارق الشناوي

هل من الممكن أن يتحول صانع العمل الفني إلي »ترمومتر« للحكم علي النقاد من خلال المؤشر الزئبقي الذي يتحرك وفقا لدرجة حرارة الكتابة. من أشاد بعمله الفني يصبح هو الناقد بحق وحقيقي ومن تضاءلت درجة حرارة تأييده لهذا العمل يخرجه من زمرة النقاد.. مع الأسف كثير من نجومنا ومخرجينا وكتابنا لايعترفون بالنقد إلا إذا صب لصالحهم ولايعتبرون الموضوعية موضوعية إلا فقط عندما تشيد بهم وبإنجازهم في هذه الحالة تستمع إلي الكثير من عبارات الإشادة بهذا الناقد الموضوعي الذي لايقول إلا الحق ولا شيء غير الحق ولايخشي في قول الحق لومة لائم!!

ولكن إذا رأي الناقد بعض عيوب في العمل الفني وأشار إليها ولو مجرد إشارة عابرة في هذه الحالة تتبخر عنه تماما صفة الموضوعية وعليه أن يعرف أن هناك عين حمراء ترفض الاقتراب ولا أقول انتقاد العمل الفني!!

عندما انتقد بعض الزملاء مؤخرا فيلم »المسافر« الذي أنتجته وزارة الثقافة ورصدت من أجله ٠٢ مليون جنيه ولعب بطولته »عمر الشريف« كان رد »أحمد ماهر« مخرج وكاتب الفيلم أن هؤلاء هم نقاد الأفلام التجارية يريدون فيلما علي مقاسهم وذوقهم وكأنه يعتبر  مقاسه هو النموذج الذي ينبغي أن يحتذي وذوقه الفني فقط هو الفيصل في التقييم برغم أنه يدرك أن أكبر مأزق يواجه الفيلم منذ أكثر من عام علي إنتاجه هو أن الدولة تخشي عرضه لأن كل التوقعات تشير إلي أنه من الصعب أن يحقق أي تماس جماهيري ،عموما كان »ماهر« في كل الأحوال أكثر ترفقا فلم يعتبر الكلمات السلبية عن فيلمه »شتيمة« كما يصفها مثلا »عادل امام« في كل حواراته التليفزيونية والصحفية، لن تجد لدي »عادل« تعريف آخر لأي نقد سلبي يوجه له أو لأفلامه سوي فلان شتمني وفلان قبل أن يشرب قهوة الصباح يشتمني علي الريق.. رغم أن الشتيمة لو صحت فإن مكانها هو المحاكم، والحقيقة ليس »عادل« فقط هو الوحيد الذي يعتبر أي نقد سلبي يوجه لفيلمه بمثابة شتيمة.. القسط الوافر من النجوم لديهم نفس الرأي.. وننتقل إلي كلمة كثيرا ما يرددها الفنانون في أحاديثهم وهي الموضوعية ولو تأملنا كلمة موضوعية التي تحمل العديد من الظلال الحميدة ستكتشف أنه لايوجد في حقيقة الأمر موضوعية بالمعني المباشر للكلمة لأن أي عمل فني يخضع في تلقيه إلي قدر من الذاتية.. القواعد الفنية الأكاديمية ليست مثل المعادلات الكيمائية تستطيع أن تحيلها لمقاييس صارمة وكأنها معادلات رياضية ،ليس دور الناقد أن يتحول إلي طبيب تحاليل يقيم النسب الإبداعية بمقدار تفاعلها كما أن الإبداع يخرج بدون أن يحدد علي وجه الدقة المعايير، فإن الناقد مهما تحلي بالعلم فإنه يري العمل الفني بقناعاته هو وأفكاره الخاصة والفيصل في هذه الحالة ألا تتدخل علاقة الناقد الشخصية بصانع العمل الفني في التقييم هذه هي الموضوعية كما أفهمها.. بعض الفنانين يدخلون في المعادلة علاقتهم بالناقد أو الصحفي ولهذا قد تزداد جسور المحبة بين الفنان والنقاد ببعض المكالمات التليفونية في محاولة للاستقطاب لايطلب الفنان مباشرة من الناقد أن يشيد صراحة بعمله الفني القادم ولكن الحديث يتناول كل شيء وينتظر بعد ذلك أن يرددها له الناقد فإذا لم يفعلها أول مرة ينتظر الثانية فإذا لم يقدم له الثانية يصبح علي الفور من ألد أعدائه!!

هل الفنان ينسي أن هذا الناقد مثلا سبق وأن أشاد به في أعمال فنية أخري؟ أغلب نجومنا تعودوا علي مجاملات الصحافة والنقد ولهذا يسقط غالبا من ذاكرتهم كل المقالات الايجابية يعتبرونها مسألة مفروغا منها فهذا حقه ولايبقي فقط في ذاكرته إلا كل ما هو سلبي، بعضهم قد يتذكر إلا أن مصالحه تجعله يحرص علي ادعاء النسيان لأن لديه هدف آخر هو التأكيد علي أنه لم يحظ ولا مرة بأي كلمة إيجابية من هذا الناقد وذلك لاقناع الجمهور حتي من لديه اعتراض علي أغلب أعماله بأن الأمر ليس متعلقا بعمل فني سييء قدمه ولكن بتلك النظارة السوداء التي يرتديها دائما هذا الناقد؟!

الحياة الصحفية والنقدية بالطبع ليست سوية تماما وبها الكثير من العيوب والثقوب التي ربما ينفذ منها بعض النجوم وأصحاب شركات الانتاج ليحيلوا هزائمهم إلي انتصارات وإخفاقاتهم إلي نجاحات ،أنا أعرف بعض الزملاء من النقاد لديهم قاعدة يطبقونها دائما وهي إذا قدم فنان كبير مخرج أو ممثل عمل فني لايليق به فإنهم يتجنبون الكتابة عنه سلبا أو إيجابا ويعتبرون أنهم في هذه الحالة لايخونوا قلمهم لأنهم لم يذكروا شيئا عكس قناعتهم إلا أنهم يتجاهلون واجبهم الأول تجاه القاريء الذي عليه أن يقرأ رأيهم في العمل الفني سواء كان هذا الرأي يغضب أو يسعد هذا الفنان أم لا.. ورغم بعض مثالب الحياة الصحفية فإنه ليس معني ذلك أن يتحمل النقاد كل هذا العنف في الرأي من صناع الأعمال الفنية.. أتذكر أن أحد المخرجين خرج فيلمه من أحد المهرجانات بلا جوائز وعلم أن اثنين فقط من أعضاء لجنة التحكيم البالغ عددهم سبعة أيدوا فيلمه فقال معقبا وهو يطيل النظر في الترمومتر الزئبقي :اثنان فقط من أعضاء لجنة التحكيم لهم علاقة بالسينما والباقي مجرد بائعي كفتة ضلوا طريقهم إلي السينما، وهكذا إذا أيدت فيلم هذا المخرج أو تلك النجمة صرت ناقدا وسينمائيا بحق وحقيقي إذا كان لك رأي آخر عليك أن تتحمل النتائج ويا ويلك ويا سواد ليلك يابتاع الكفتة؟!

أخبار النجوم المصرية في

02/12/2010

 

ايام زمان

النجوم نواب للفن في عالم السياسة

بقلم : موفق بيومي 

مثل الدم الذي يجري في العروق متخللا الچينات وملتحماً بالاعضاء فكذلك هي مع سائر صنوف البشر تشاركهم نسمة الهواء وتقاسمهم رغيف الخبز وتصل إلي عبر شاشات التليفزيون والسينما... إنها السياسة.

انطلق منذ أيام قلائل مارثون انتخابات مجلس الشعب واذا كانت موالد المشايخ واحتفالات الأولياء هي الساحة التي ينطلق منها النجوم ويولد في رحابها المبدعون فان موالد السياسة وحلبات الانتخابات تطول بيدها وتلامس المجتمع - في الحياة الحزبية والسياسة المصرية الحديثة منذ فجر ميلادها وحتي اليوم وهانحن  نتخير يوما من أيام زمان التحمت فيه السياسة مع الفن معززة لدوره ومعلية من شأنه لننقل لكم ذكر ما جري وتفاصيل ما كان من مشاركة الفنانين في الحياة.. عفواً بل في السياسة!

العمل النقابي

قبل أكثر من نصف قرن كامل تم تنظيم المؤتمر العام للاتحاد القومي - الاتحاد الاشتراكي ثم ما تلاه من مسميات اخري فيما بعد ! - وقد أصدر المشرف العام علي المؤتمر وهو عضو مجلس قيادة الثورة والوزير كمال الدين حسين قرارا بتعيين ٨٤ من أهل الفن كأعضاء بالمؤتمر في بادرة تكريم طيبة اعربت عن تقدير الدولة للفن وأهله واعترافا بدورهم في الحياة الاجتماعية والسياسية.

كان الموسيقار محمد عبدالوهاب في طليعة من وقع عليهم الاختيار استنادا إلي دورة الفني الرائد باعتبار أنه وقت اختياره كان قد قارب إكمال نصف قرن من العمل الفني وفضلا عن ذلك فقد سبق له شغل منصب نقيب الموسيقيين لمدة عامين وقد كان  العمل النقابي والعام هو الذي عزز اختيار اسماء لامعة اخري مثل احمد علام الذي كان نقيبا للممثلين لسنوات طويلة ونائبه - في النقابة!  زكي طليمات وصلاح ابوسيف عضو مجلس ادارة النقابة والذي سبق له الفوز بجائزة الدولة عام ٩٥٩١ وكذلك المخرج حسن حلمي الذي كان نقيبا للسينمائيين وقت اختياره في عضوية المؤتمر ومحمد الغزاوي سكرتير النقابة.

أما من الاعضاء فنطالع أسماء كمال يس وأنور اسماعيل وصلاح منصور وزكي إبراهيم ونعيم مصطفي وعلي كامل وزكريا سليمان وجمال الدين محمود.

من النقابات الاخري كانت لدينا اسماء عبدالحميد عبدالرحمن ضابط الجيش السابق ونقيب الموسيقيين وقتها ومعه من نفس النقابة عبدالعظيم عبدالحق ومحمد فهمي وعلي إسماعيل وحافظ سلامة ومحمد حجاج وكمال هلال وحنفي شافعي وفرج عبدالرازق وسليمان فتح الله وأحمد الحفناوي وسيد عوض وكمال الطويل ومحمود الحفني ومحمود الشريف ورياض السنباطي.

نشطاء.. ونساء !

بعيداعن المشاركين في العمل النقابي بشكل ملحوظ لم يهمل الاختيار عناصر اخري اثبتت كفاءتها وظهر تواجدها في مواطن عديدة بعيدا عن تخصصهم الفني ومن هؤلاء يوسف وهبي صاحب الشعبية الكاسحة العريضة واعظم من أدار المسارح في مصر وحسين رياض الذي أشتهر بسعيه الدائم نحو اقرار السلام والعدل في كل مكان لدرجة اشتهاره بلقب »حلال المشاكل« اينما تواجد وبديع خيري صاحب المواقف الوطنية الشهيرة منذ بدايات القرن وأحمد بدرخان ابن الثقافة الأوروبية ورائد من تلقي علوم الاخراج بالخارج والذي كان يشغل وقتها منصب مدير ادارة السينما بمؤسسة الدعم ومحمد كريم أول مخرج مصري وأول الداعين إلي انشاء نقابة السينمائيين وعميد معهد السينما حينذاك ومعه حسن رمزي رئيس غرفة السينما والضابط السابق عزالدين ذو الفقار والحائز علي جائزة الدولة وقتها اكثر من مرة ومحسن سرحان أول فتي شاشة أول عرفته السينما المصرية والذي كان في الاصل عضوا منتخبا في لجنة شبرا للاتحاد القومي وتختتم أسماء الرجال المعينين بمطرب الثورة وابنها وعاشقها واعظم من عبر  عنها - من وجهة نظره وفي حدود قناعاته - الراحل العظيم عبدالحليم حافظ الذي كان اسمه في حد ذاته اكبر مبرر لاختياره في هذا المؤتمر شديد الاهمية.

لم يكن دور وأهمية المرأة بخافيين عن نظر أصحاب حق اختيار الاعضاء المعينين ومن هنا نجد ستة اسماء نسائية لامعة تصدرتهم بطبيعة الحال كوكب الشرق السيدة أم كلثوم التي كانت قادرة علي تحريك الشارع والرأي العام أفضل من اي سياسي محترف بالاضافة إلي توليها منصب نقيبة الموسيقيين قبل ذلك أكثر من عشر سنوات وكان معها في نفس القائمة أمينة رزق باعتبارها اشهر وأقدر ممثلة مسرحية في ذلك الوقت وكذلك السيدة فاتن حمامة كوكب السينما الاول بلا جدال وقتها أو نزاع، كذلك كان من حسن الحظ اختيار السيدة زوزو نبيل صاحبة أشهر وأجمل صوت وأكثرها تعبيرا في الاذاعة المصرية علي مدار تاريخها من وجهة نظري - والتي كانت أول ممثلة تتولي منصب مديرة المسرح الشعبي ونهضت به نهضة رائدة وخدمت من خلاله خدمات جليلة لفكر وروح الثورة.

ومن الموسقيات ضمت القائمة الرائدة الجليلة سمحة الخولي ومعها أشهر اهل السياسة من أهل الفن السيدة والفنانة الجليلة فايدة كامل، إبنة واحد من اهم العائلات الموسيقية في مصر وصاحبة واحد من أقوي الاصوات النسائية - ومن شابهت اختها فما ظلمت! والتي اكملت مشوارها النيابي والسياسي لسنوات طويلة تلت ذلك وظلت خلالها نائبه لحي الخليفة ومن بعد هذه السنوات ظلت أما لهذا الحي الشعبي العريق.. وكل انتخابات ومصر بخير.

أخبار النجوم المصرية في

02/12/2010

 

دراما مرئية

تليفزيون الحارة والقرية .. إعلام محلي وحصري

بقلم : د. حسن عطية 

من المتعارف عليه أن الحاجة أم الابتكار، والحاجة هي إدراك الانسان أنه في احتياج لما ينقصه، بالمقارنة بما يحصل عليه الآخر، لهذا يعمل علي الحصول عليه، أو ابتكار ما يماثله، أو يقلده بخامات مختلفة، حتي لايشعر بحرمانه من أي شيء يمتلكه الآخر، فيضفي علي ما يحصل عليه صفات ما يحلم به، مثلما كان أولاد »مرزوق« العتقي أو الإسكافي في الصورة الغنائية الاذاعية زمان  للشاعر »عبدالفتاح مصطفي« واخراج »محمد محمود شعبان«، يغنون له حالمين بأقصي ما يتمنونه، بديلا عن الفول الذي يأكلونه يوميا: »حتة جبنة قديمة، تبقي الأكلة عظيمة«، و»حبة فول حراتي، تبقي الأكلة ذواتي«!!

وإذا كانت الحارة الشعبية مكتفية زمان بذاتها، ومغلقة علي نفسها أبوابها، وتخشي علي أولادها وبناتها من الخروج منها نحو أحياء المدينة الراقية، التي تغتال بكارتهم، مثلما الحال مع »حميدة« في رواية »نجيب محفوظ« (زقاق المدق) التي انتهكت روحها وجسدها حينما خرجت في منتصف أربعينيات القرن الماضي من حارتها الفقيرة بإغراء  القواد  »فرج«، خرجت لمصيرها المحتوم في شوارع وسط البلد وأضوائها المبهرة، ومثلما فقد العامل »حسن« قوته حينما عبر أوائل الخمسينيات كوبري »أبوالعلا« هابطا في فيلم »صلاح أبوسيف« (الأسطي حسن) من حي بولاق الشعبي الشهم رغم فقره إلي حي الزمالك آكل الأجساد والأرواح رغم ثرائه، وهو ذات الحي الذي حذر الشاعر »أحمد فؤاد نجم« من التوجه إليه أوائل السبعينيات، فالحي »مسالك مسالك«، والمتوجه إليه حتما »هالك«.

غير أن الزمن تغير، وأصبحنا اليوم قرية عالمية مفتوحة الجدران، وقد تحطمت الفواصل بين الحارة والشارع، وانهارت الحدود بين القرية والمدينة، فاختفت لافتة البقال خلف لافتة السوبر ماركت أو الميني ماركت، وصارت الملابس التي تباع في المناطق الشعبية تماثل في تصميمها الملابس الراقية، وان صنعت بأقمشة رخيصة، وارتدت فتيات الحارة فساتين وبلوزات النجمات العارية، ولكن علي (بادي كارينا) ضيق أو (بنطلون) شرعي، فبدا الأمر ممسوخا، غير أنه غير مستهجن، مادام يلبي للجميع احتياجاته وأحلامه.

تليفزيون الكابل

ومن بين هذه الاحتياجات كان الإبهار المتدفق من قنوات التليفزيون الفضائية عامة، وقنواتها المشفرة خاصة، والتي غزت حياتنا منذ منتصف السبعينيات القرن الماضي، والتي لم يكن يملك قيمة تركيب الأطباق اللاقطة وشراء الريسفير والاشتراك في القنوات المشفرة غير أثرياء الشارع والمدينة، بينما سكان الحارة والقرية الفقراء لايملكون الاف الجنيهات التي كانت تحتاجها هذه الأجهزة والاشتراكات وقتها، لهذا ابتكر الفقراء فكرة شراء جهاز واحد واشتراك واحد وتوزيع بثه بأسلاك عادية علي  هؤلاء الفقراء المتطلعين لحقهم في رؤية العالم خارج قنواتهم الأرضية والمحلية، وذلك علي غرار فكرة الدوائر المغلقة، التي عرفتها أوربا قبيل انتشار الفضائيات باسم (تليفزيون الكابل)، حيث ترسل لمشتركيها عبر الكابلات وباستخدام إشارات تردد الراديو الموجه لأجهزة التليفزيون في المنازل المواد التي يبحثون عنها كالبرامج السياسية والدينية الخاصة أو الأفلام الجنسية.

بينما الحال في حارتنا وقرانا صار مختلفا، نعرفه جميعا، ونراه يوميا في كل مكان، وأثارته الأسبوع الماضي الاعلامية المعروفة »مني الشاذلي« في برنامجها (العاشرة مساء)، بلقاء مع »البراء أشرف« مخرج الفيلم التسجيلي (تليفزيون الحارة) والذي أنتجه وعرضه برنامج (تحت المجهر) بقناة الجزيرة الاسبوع  السابق، وقدم فيه نماذج لثلاثة ابتكارات في سمنود والمحلة الكبري والفيوم، تجاوز فيها أمر البث من مجرد دش مركزي بالحارة أو القرية، يوزع مواد القنوات المشفرة،  إلي التحول تدريجيا لكي يصبح قناة محلية خاصة، تتوجه موادها لجمهورها الذي يتلقي بثها عبر سلك لايكلف الأسرة أكثر من خمس عشرة جنيها شهريا، وتنوعت هذه المواد بين الأفلام المقرصنة من علي النت وعرضها دون مقص الرقيب، وبرامج الدعاية المصورة لأصحاب المحلات بالحي أو القرية، والتي لايتكلف انتاجها وبثها غير بضعة مئات قليلة من الجنيهات، فضلا عن برامج الأفراح والمناسبات الدينية المقامة بالحي والقرية، فصارت بذلك قناة خاصة شديدة المحلية، تلبي احتياج الفقراء في رؤية أنفسهم علي الشاشة، وتتبع أحوال منطقتهم، ومشاهدة أحدث ما يشاهده أبناء المدن من أغاني وأفلام عربية وأجنبية.

بجنيهات قليلة

لقد صنع أبناء الحارة والقرية إعلامهم الخاص، الذي يلبي احتياجاتهم المحلية جدا، ويقدم لكل منطقة ما تريده، وليس ما يبث بصورة عامة في القنوات الأرضية، التي تميل فيها قنوات الأولي والثانية والثالثة لموضوعات وهموم العاصمة، بينما عجزت القنوات الإقليمية عن تلبية الاحتياجات المحلية لقري ونجوع الأقاليم التي تبث إليها، ومالت بدورها لهموم المدن، كما صارت اهتمامات القنوات الفضائية أكثر عمومية، حيث أن نظرها  صارمتوجه لملايين المشاهدين، الذين يأتي إليهم الاعلان، ليضخ الملايين من الدولارات بخزائن هذه القنوات، بينما قنوات الحارة أو القرية،. والتي يصل عدد مشتركيها لأكثر من عشرين ألف مشترك، أي أنها تغطي ما يقرب من مائة ألف شخص، بمعدل خمسة أشخاص في كل أسرة، فهي تقدم إعلاما محليا وحصريا بجنيهات قليلة.

صحيح أن النماذج الثلاثة التي قدمها الفيلم أو البرنامج التسجيلي، أكدت ابتعادها عن الموضوعات السياسية والدينية، وأدركنا نحن من الفيلم أن الأجهزة المحلية والأمنية تسمح لها بالاستمرار، فيما عدا جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية الساعي خلفها للملكية الفكرية، فأن هذا التفاهم بين هذه القنوات والأجهزة قد يكون في صالح المجتمع، لتلبية احتياجات قطاعات كبيرة من فقراء الوطن في تلقي ما يتلقاه أثريائه، فأن هذا التفاهم قد يصل إلي حد التواطؤ الذي يسمح ببث برامج مدمرة لعقل المجتمع، والتعليق علي أحداث مقلقة للوطن، وبث الفتاوي المغرضة، واستغلال هذا البث لخلق خلايا تأخذ الناس بعيدا عن أرض الواقع، أو تكون بديلا عن القنوات المتطرفة التي جمد بثها، وكل شيء وارد مادام (التفاهم) المعلن، أو (التواطؤ) المضمر قائم، ويسهل البث بعيدا عن أعين المجتمع الحريص علي استقراره.

يبدأ الفيلم أو البرنامج التسجيلي بشوارع مدينة سمنود والمحلة الكبري وأغنية مطرب الأفراح والتوك توك »محمود الحسيني« يتردد صدي ما يقوله في خلفية للصورة، تركيزا علي كلمات الشيطان في الأغنية للانسان الشعبي الطيب: »في الأول جرجرتك، من خيبتك خدرتك«، وذلك في تمهيد غير مباشر لموضوع الفيلم المتتبع لظاهرة الإعلام المحلي الخاص جدا، والذي قد »يجرجر« مشاهديه لهوة الشيطان، والمنتهي بأحد صناع هذا الاعلام، ابن سمنود »وائل أبوطالب« وهو يلعب الكرة مع فتيان قريته، وأغنية أحمد عدوية القديمة الشهيرة في الخلفية تقول كلماتها »يا أهل الله ياللي فوق، ما تطولوا علي اللي تحت«، في إشارة واضحة من صناع العمل غير المدينين لأصحاب ابتكارات هذه القنوات الشعبية، بضرورة أن يهتم بهم سادة المجتمع، وهو اهتمام يتطلب سياسة إعلامية وثقافية، تبتعد عن الاجراءات الأمنية، وتبحث عن سبل تحقيق التواصل بين قطاعات المجتمع المختلفة، وتلبية احتياجات البسطاء، حتي لايلجأون لوسائط بديلة، يكمن تدمير المجتمع في جوفها.

أخبار النجوم المصرية في

02/12/2010

 

رؤية خاصة

زهايمر ...

بقلم : رفيق الصبان 

المدهش حقا في مسيرة عادل إمام.. هو قدرته العجيبة علي تنويع أدواره.. ومحاولته الدائمة للهروب من النمطية التي يمكن أن تقتل أي ممثل موهوب.. مهما كانت طاقته.

عادل إمام.. خلال مسيرته الطويلة في السينما.. قدم لنا وجوها متعددة ومختلفة لشخصيات كثيرة. فهو تارة مسئول كبير وأخري لص محترف.. مرة سجين ومرة محام ومرة ارهابي.. ومرارا كثيرة.. شخص من العامة يعيش مأساة كل يوم، ويحلم ويتألم ويصرخ ويضحك.. أو يداعب أو يسخر.. أو يتخذ طابعا جديا صارما أو أسلوبا »فودفيلسيا« مباشرا.. انه كل الممثلين في واحد.. وكل الشخصيات.. تمر من خلال بوتقته الساحرة وأسلوبه المميز.

ولعل هذه الميزة الكبيرة هي التي جعلته يستمر بطلا مطلقا للكوميديا السينمائية المصرية طوال هذه الاعوام دون أي منافس حقيقي.. فكل النجوم الضاحكة.. تصعد وتشتهر.. ثم تدور في فلكه وسرعان ما تختفي.. ويبقي ضوء عادل إمام كضوء نجمة القطب ثابت.. قوي.. لا يتغير.

في زهايمر فيلمه الاخير الذي كتبه له نادر صلاح الدين واخرجه عمرو عرفة يبدو هو العمود الفقري الاساسي للفيلم كله.. انه يبدو كشهاب مضيء يصعب علينا أن نري نورا غيره.. انه يستأثر بقلوبنا ونفوسنا.. منذ لحظة ظهوره الأولي.. وحتي مشهد النهاية الرائع.. انه يثبت انه كالخمر المقنعة يزيدها الزي سحرا وثمالة وتأثيرا.

انه في الجزء الاول من الفيلم.. وهو الجزء الاساسي والاشد قوة والاكثر دلالة.. ينهض من فراشه.. ليفاجأ بأن كل شيء قد تغير في حياته.. وانه محاط بأناس لا يعرفهم »ممرضة وخادمة وطاهي وبستاني« والكل يؤكد له.. انه قد فقد ذاكرته وانه اصيب بمرض الزهايمر.. علينا أن نراقب في المشاهد المتتالية.. التي يقدمها عادل إمام.. قدرته الفذة علي التعبير وعلي الانطلاق من احساس إلي آخر.. من بديهية الي أخري.. من منطق اعتاده الي منطق لا يريد الاعتراف به. في كل واحد من هذه المشاهد المتصاعدة.. يقدم عادل إمام تعبيرا جديدا.. تعكسه نظرات عينيه ملامح وجهه، حركاته الصغيرة، وثقته.. وطريقة سيره.. درس مدهش في الاداء التمثيلي النابع من القلب، والذي يدل علي حرفية متمكنة وعلي فهم عميق لأصول اللعبة التمثيلية كلها.

خلال نصف ساعة أو أكثر.. نعيش من خلال رجل الاعمال »محمود« هذا الرعب الطاغي من انه قد فقد كل صلاته بماضيه.. وأصبح يواجه »ماضيا« لا يعرف عنه شيئا ويسير مغمض العين نحو مستقبل مجهول لم يعد يدرك ابعاده.

سيناريو متقن.. اداء شديد الجودة، حوار يدخل في صميم الاشياء، وديكور يتناسب مع هذا الجو النفسي المغلق.

الامور كلها.. تنطلق من الشخصية الرئيسية »محمود«.. ونري الدنيا من خلالها والاشياء من خلال زجاجها المعتم.. وينجح الفيلم في أن يجعلنا نعيش بين الوهم والحقيقة بين التصديق والتكذيب، بين الرضا بأمر لا يقبله العقل ووضع يجبرنا المنطق المعكوس علي قبوله. »محمود« يعيش في سجن مغلق.. يعجز عن الخروج منه.. حراسة شديدة تحيط به وتفشل كل محاولاته.. للوثوب وراء القضبان.. وعندما ينجح مرة واحدة في ذلك.. يقوم بزيارة صديق قديم له في دار  للعجزة.. صديق اصابه هو أيضا مرض الزهايمر.

وهنا يقدم الفيلم مشهدا انسانيا لا حد لجماله بين »الإمام« و»سعيد صالح« يتباري فيه الفارسان الكبيران.. في تقديم مشهد تمثيلي قد يمكن اعتباره نموذجيا في دنيا الأفلام الكوميدية ذات الطابع الانساني.. والذي اجمع جميع نقاد مصر علي انه واحد من أعظم المشاهد التمثيلية التي قدمها هذان الكبيران في مسيرتهما الفنية.

ويتوقف الفيلم فجأة عندما يكتشف »محمود« اللعبة القذرة التي رتبها أولاده للحجر عليه والاستئثار بثروته الكبيرة.. وان كان  هؤلاء الذين احاطوا به هم مجرد ممثلين يؤدون أدوارا كتبت لهم.. كما يتوصل الاولاد الي حكم قضائي بالحجر علي والدهم بتهمة »الخرف« وعدم القدرة علي تيسير الاعمال والامور.

ويبدأ الفيلم مسيرة أخري.. من خلال وجهة نظر أخري.. كنا حتي هذه اللحظة نعيش مع الاب وحيرته وذهوله.. وثورته.. ثم رضاه أحيانا بالامر الواقع.. تساؤلاته.. وبحثه عن الخيط المضيء ضمن هذا الظلام كله.. ولكن الفيلم ينحرف مرة واحدة.. ليأخذنا هذه المرة الي جانب الاولاد.. وكأننا أمام فيلم جديد تماما.. نراه من وجهة نظرهم هم.. والذين عليهم أن يتحملوا ما يفعله بهم هذا الاب الذي اتهموه ظلما بالاصابة بالزهايمر.

ولكنه في الحقيقة.. »كما نعرف نحن المتفرجين« يدبر لهم ثأرا قويا يعوض به لنفسه ما لحقه من ذل واهانة وعقوق لا يحتمل.

وهنا اختلف الاسلوب.. واختلف نوع التعاطي الفني واختلف الاداء.. ومن أعماق المأساة الانسانية التي تمس أوتار القلوب.. انقلبنا الي عالم الفودفيل والفارس المألوف في السينما المصرية.. منذ الثلاثينيات.. المقالب.. والافيهات والصفعات والمشاهد اللامنطقية »كمشهد استحمام الاولاد.. أو مشهد مباراة الملاكمة.. أو مشهد »غرق المركب بالبحر« وبالطبع تحولت زاوية الرؤيا.. فلم تعد مركزه علي »محمود« الذي أصبحنا نعرف الآن.. موقفه وهدفه وطريقة الثأر التي يلجأ اليها.. لتلقين أولاده درسا لا ينسي.

بل علي هؤلاء الاولاد.. ويلعب أدوارهم أحمد رزق وفتحي عبدالوهاب الي جانب الرائعة رانيا يوسف التي بدت هنا ممثلة أخري غير التي اكتشفناها عبر التليفزيون في أدوار لا تنسي.. والتي ذكرتنا بطريقة ادائها المصطنعة.. بممثلات الاربعينيات اللائي اعتدن ان يلعبنا دور »المرأة الشريرة«.

اما فتحي عبدالوهاب فبدا لي وكأنه نسي انه فتحي عبدالوهاب.. وقرر ان يكون ممثلا مبتدئا يخطو خطواته الاولي.. أمام العملاق »عادل إمام« اداء يدعو للرثاء والتعجب في آن واحد.

وحده.. عادل إمام رغم ان هذا الجزء من الفيلم لا يخصه شخصيا كممثل.. استطاع بمهارة أن يضع بصمته.. خصوصا في مشاهده الرائعة مع حفيدته الصغيرة.. حيث بدا لها لأول مرة وجها مشعا مليئا بالحنان الابوي.. والدفء الانساني الذي ينطلق من كل قسمات وجهه وحركته المعبرة المثيرة، ولعل هذا ما دفع عمرو عرفة.. الي تقديم مشهد النهاية الذي ركز فيه علي عادل إمام وحفيدته يركضان في حقل مليء بالخضرة.. تنيره شمس ساطعة.. وتبدو السماء فيه زرقاء.. تحمل كل معاني الامل والحياة.

زهايمر.. يستمد قوته كلها من وجود عادل إمام.. ومن ادائه.. ومن ظله الكبير المتراصي علي كل شيء.. انه يقدم لنا في هذا الفيلم تنويعه متناسبة.. من الاداء الانساني والتراجيدي والفارس الضاحك.. وفي كل واحد من هذا المجال يفوز بالسبق ويجعلنا نسير معه حتي النهاية.. حتي لو خالفنا منطقنا.. في الجزء الثاني من الفيلم.. تساءلنا.. لماذا يفعل عادل إمام ذلك.. وهل عجز حقا.. وهو الذي لا يخفي عليه شيئا.. من رؤية الخلل الدرامي في الجزء الاخير من فيلمه.. ام انه اراد أن يقول لنا بشكل غير مباشر.ان الامور عندما تنطلق من زاويته.. فهي في المنطق الصحيح.. وعندما تنطلق من زاوية غيره.. فهي في المنطق المغلوط«.

ان عادل إمام لم يعد في حاجة الي اثبات موهبة تمثيلية عبقرية تحدت الزمن.. السينمائي المعتاد وأن يضعها موضع المقارنة مع سواها.

اننا بحاجة الي عادل إمام.. في فيلم سينمائي انساني.. يدخل الي شغاف القلب كما فعل في الجزء الأول من »زهايمر« وان يؤكد حقيقة كلنا نعرفها جيدا وهو انه المقابل الحقيقي في مصر.. لكبار رجال الكوميديا في العالم.. وأنه لا يبذر موهبته العملاقة.. في العودة إلي »فارسات« الاربعينيات.. حتي لو كان غيره هو الذي يقوم بها وليبقي شامخا.. وحيدا علي عرشه.. تاركا غيره يتقاتل علي الفتات.. وليكتفي بأن يلقي علي جمهوره.. هذه النظرة.. التي ألقاها بعد خروجه من المصحة وزيارته لصديق عمره المريض.. هذه النظرة التي لا يملك اطلاقها أحد سواه والتي تجعله حقا.. بعيدا عن اية مقارنة.. أو أي تنافس.

أخبار النجوم المصرية في

02/12/2010

 

سينمائيات

بلير والاميرة والارهاب

مصطفي درويش 

كان في عزمي ونيتي ان اشتري سيرة رئيس وزراء المملكة المتحدة الاسبق »توني بلير«، تلك السيرة الذاتية التي نشرها قبل بضعة أسابيع، في مجلد ضخم من ٨١٧ صفحة، تحت عنوان »توني بلير.. رحلة« غير انه لم تمر سوي بضعة أيام علي ذلك النشر، الا وكان الابن الوحيد للشقيقة الوحيدة، يكلمني هاتفيا من جنوب غرب انجلترا، حيث كان يقضي اياما في ربوع الريف الانجليزي المشحون بعطر التاريخ، كي يزف إلي بشري شرائه نسخة هدية من تلك السيرة الذاتية، فضلا عن نسخة أخري من كتاب عن سيرة رئيس وزراء آخر، الا وهو »ونستون تشرشل«، وتحديدا ما كان منها متصلا بالسنوات الاخيرة من حياته (٥٤/٠٦٩١).

بعد ذلك، وتحديدا يوم الثالث عشر من شهر نوفمبر، سافرت إلي المانيا، حيث يقيم ابن الشقيقة، وحيث كان الكتابان في انتظاري، ومعهما فيلم شيلي، مسجلا علي اسطوانة مدمجة »توني مانيرو« لصاحبه المخرج »بابلو لارايين« وفيه يعرض لمحنة شيلي تحت حكم الطغمة العسكرية بقيادة بينوشيه« التي انقلبت علي الديموقراطية، قبل حوالي أربعين عاما.

يعرض لها من خلال موضوع واسلوب فيهما من الابتكار الشيء الكثير وطبعا بدأت رحلتي مع الافلام والكتب بسيرة بلير الذاتية لسببين اولهما انه بوصفه رئيس وزراء لعب دورا مهما في تشكيل عالمنا المعاصر، قد كان له بعض التأثير علي حياتي خلال السنوات الأخيرة منها.

وثانيهما كثرة ما كتب عن رحلته أما مدحا، أو قدحا.

يلاحظ ان أكثر القدح كان بقلم كتاب ينتسبون إلي بلاد معادية للديموقراطية).

وعلي كل، فأول ما لاحظته علي رحلة »بلير«، انه، وعلي غير المعتاد في كتب السير الذاتية، لم يعرض لمسيرة حياته  في كتابها تاريخيا، أي بدءا من المهن وحتي الانتهاء من كتابة الفصل الاخير من السيرة.

بل كان عرضه لها، بدءا من يوم انتصار حزب العمال، تحت رئاسته، في الانتخابات العامة التي جرت، قبل ثلاثة عشر عاما.

ذلك الانتصار الذي بفضله تأهل لتولي رئاسة وزارة المملكة المتحدة، بدءا من يوم الثاني من مايو لسنة ٧٩٩١، واستمراره رئيسا، لمدة طالت إلي عشر سنوات.

ومن سيرته هذه، وهي سيرة مليئة باحداث جسام، لم اقرأ اثناء الايام التي قضيتها في المانيا، سوي المقدمة وثلاثة فصول متفرقة، احدها أول فصول السيرة »توقعات هائلة«.

ومنه انتقلت إلي الفصل الخامس »الاميرة ديانا«.

فالفصل الثاني عشر »١١/٩ جنبا إلي جنب«.

ولن اقف عند الفصل الاول، مكتفيا بالفصلين الخاصين بفاجعتي مصرع الاميرة، والعدوان الغادر علي أمريكا يوم الحادي عشر من سبتمبر، قبل تسع سنوات.

في عرضه لهاتين الفاجعتين، لم يخف »بلير« اعجابه الشديد بالاميرة ديانا، علي نحو جنح به، فيما بعد مصرعها، إلي اضفاء لقب أميرة الشعب عليها، في أول خطاب عام، موجها منه إلي الامة عن مصرعها القاه في كنيسة، بقرية صغيرة، تابعة لمركز ديرهام كما لم يخف تضامنه مع الشعب الامريكي في مواجهة خطر الارهاب، اثر خروجه من كنيسة سان توماس، بالشارع الخامس - نيويورك مفسرا تضامنه هذا، بتضامن امريكا مع الشعب البريطاني اثناء معركة بريطانيا (١٤/٢٤٩١).

مستخلصا من ذلك ان نضال الشعبين البريطاني والامريكي واحد، علي مرّ التاريخ، ومما لاحظته من قراءة الفصلين المتصلين بالفاجعتين.

اولا ان ثمة تشابها بين ما جاء في فصل الاميرة ديانا، وما جاء في فيلم »الملكة« لصاحبه المخرج ستيفن فريرس فباستثناء تفاصيل قليلة لم يرد لها ذكر في الفيلم، بحكم اختلاف طبيعة العمل السينمائي عن العمل الادبي، باستثناء ذلك، يكاد الا يختلف سيناريو الفيلم، عما جاء في ذلك الفصل من الكتاب، والسؤال ايهما تأثر بالآخر صاحب الفيلم ام صاحب الكتاب أم ان كليهما اثر في الآخر، بشكل أو بآخر؟

ثانيا ان ثمة اختلافا شديدا بين عرض فيلم »الشبح« (كاتب الظل) لصاحبه المخرج »رومان بولانسكي«، لسيرة »بلير«، تلميحا، لاتصريحا وبين عرض بلير« لها.

وهو اختلاف، ان دل علي شيء فانما يدل علي ان لد الخصومة قد دفع كاتب سيناريو الفيلم »روبرت هاريس« إلي تصديق ما اعتاده من توهم في حق »بلير«، ففي بداية رئاسته كان مستشارا صحفيا له وذلك قبل ان يتحول الي خصم لدود له، لايحمل له من علاقته السابقة به سوي اسوأ الذكريات!

moustafa@sarwat.de

أخبار النجوم المصرية في

02/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)