حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينماالكولومبية:

الحب والموت والشعور بالذنب.. مع المخرج الكولومبي نيكولاس بوينافنتورا

القسم الأول: السينما

لطفية الدليمي

لأنني مولعة حد الافتتان بالسينما والحكايات السحرية  كان لقائي بالكاتب  الكولومبي  نيكولاس بوينا فنتورا فيدال  وهو مخرج وراوي حكايات  ممتع  وامتد الحوار بيننا الى قضايا متعددة و  توغلنا فيه نحو عمق الفكر الاسطوري  لشعبينا  وتناولنا البنى السحرية للثقافات  البدائية  والحكايات الشفاهية  التي  يتعالى عليها كثير من المثقفين ،

التقينا  في  جزيرة  (غراند كاناريا) احدى جزر الكناري الاسبانية   صيف 2004 عندما دعيت  لحضور ندوة الرواية  على هامش مهرجان مسرح  القارات الثلاث في قرية (اغويماس) الساحرة ، وتحدثنا بالانكليزية التي يجيدها نيكولاس الى حد ما - عن بلدينا والتماثلات المدهشة بين اوضاعنا الانسانية والسياسية. وأخبرني ان حكاياته الشفاهية التي يرويها على مسارح العالم مسجلة لدى اليونسكو وهو ينحدر من عائلة حكائين ورواة  ورث عنهم موهبة  سرد الحكايات على المسرح مثل جده وأبيه   وهو فن يحبه الكولومبيون كما انه سجل حكاياته على الفديو  ويتداولها الناس  على الاقراص المدمجة  .

يميز الكولومبيون  نوعاً  من السحر والغياب المفاجىء على الضد  من  شعوبنا  التي –     تحب ان  تكون مرئية وحاضرة  او مسموعة بنبراتها العالية ، الكولومبيون يظهرون ويختفون كومض البرق  مثل السحرة  - يظهر نيكولاس مع صديقته الفاتنة  (بيلار) ذات الاصول الهندية الحمراء   كصورة متوضعة خارج الكادر ، تفيض ملامح بيلار  الخلاسية بضوء غامض ثم تختفي   فلا نعود نراها الا  وهي تحمل معدات التصوير مع نيكولاس صباح اليوم التالي  او نراهما يصوران طفلا او يوثقان مشهدا من مشاهد المهرجان  _ نيكولاس  صانع ماهر لاكثر من عشرين فلما وثائقيا في كولومبيا وفرنسا..

يخبرني نيكولاس بشيء من الزهو انه مطلع على الموروث الرافديني  من اساطير وقصائد ومولع بشكل خاص  باعادة قراءة واستنطاق قصيدة الخلق البابلية  ونحن نحتسي القهوة مع بيلار في كافيه (اورورا) امام كاتدرائية سان سيباستيان ، حواراته مع الحاضرين تتواصل عن قضايا الرواية وادب اميركا اللاتينية والديكتاتوريات والغزو  والحكايات والمسرح  ولابد من ان يتوقف  في كل حوار  لدى (ماركيز) الذي فتن به نيكولاس منذ صباه المبكر ،  يقول كطفل  يتذكر مذاق قطعة حلوى :  احب ملحمة كلكامش وقد تأثرت بها  واعدت قراءتها ، انها نبع من  الفن والفكر  وفلسفة الوجود كما احببت الف ليلة وليلة واستفدت منها.

قال لي : اتعلمين- ان سفر التكوين نقل فكرة التسمية من قصيدة الخلق البابلية ..؟ الالهة البابلية  سبقت في تسميةالاشياء  لتمنحها الوجود ، لاشيء يوجد قبل ان يسمى ، الفكر الرافديني منح الاسماء للاشياء فانوجدت  فقلده سفر التكوين ..

 أقول له : ان ليس هناك ثقافة صافية في تاريخ البشرية  فالثقافات تنهل من بعضها على مر العصور ومثالنا الثقافة الاسبانية التي تأثرت بالثقافة العربية واليهودية والمسيحية على حد سواء  والثقافة العربية التي تاثرت بالسومرية والاغريقية  والهندية والفارسية كما اثرت هي بدورها في تلك الثقافات ..الثقافة اللتي لاتلقح  تتكلس وتموت ..

لي  : ان فن كل عصر يلخص رؤيتنا للعالم  ، ولانفسنا واجسادنا  واحلامنا ..

تحدثنا  عن السينما  العربية والكولومبية  وخصائص الثقافتين وتشابههما في بعض المفاصل الاساسية ، قال هل انت كولومبي ام  رجل كوني ؟؟

انا انسان من هذا العصر احمل مؤثرات لاتينية وبدائية واسطورية من ثقافات متعددة  وهذا ما جعلني كولومبيا .. هجرت كولومبيا منذ سنوات واعيش واعمل في فرنسا ، عجزت عن انتاج افلامي وتمويلها في كولومبيا  ، فغادرت مدينة  (كالي) اكبر مدينة بعد (بوغوتا) وانا في الثامنة والعشرين  ، ينتمي والداي  لليسار الكولومبي وكانا يملكان فرقة مسرحية من اهم الفرق في كالي مدينة المسرح ومهرجان السينما   ،تعلمت  بشكل شخصي  خارج المدارس  ، لم اكن اتحمل النظام المدرسي الجامد اعتمدت على نفسي وامتلكت كاميرا 16 ملم في سن السادسة عشرة وبدأت اصنع افلامي واختلق الحكايات واكتب القصص..

-بم تحب ان توصف : هل انت مخرج ام كاتب ام راوي حكايات على المسرح ؟؟

- لااعتبر نفسي رجلا ذا مهنة محددة ، لست مجرد سينمائي او قاص او روائي او حكاء ، انا رجل يمتلك مشروعا وتقلقه الافكار ويستيقظ منتصف الليل  مرعوبا ويتساءل عن  كيفية ابلاغ  افكاره  للآخرين  ولاتهمه الوسيلة فقد تكون حكاية تروى او قصة مكتوبة او فلما  ..

ما الفكرة التي تهيمن على مجمل اعمالك  ؟؟

تشغلني في افلامي وحكاياتي مسألة الموت التي لايعتد بها في بلادي – فكما تعلمين في  كولومبيا حرب عصابات ومافيات مخدرات  وديكتاتورية ، والموتى يتكاثرون  حولنا بطريقة لاتصدق ، وعندما نجلس        الى مائدة الطعام   ونحن محاطون بصور الموتى  لايعنينا الامر  ، وكأنهم  ينتمون للاخرين  ولاصلة لهم بنا ، في كولومبيا لانكترث للموت الى الحد الذي اصبح معه الموت جزءاً مكملا لوجودنا الحي ,عندما يقول لك احدهم   : لقد قتل جارك  قبل قليل  ،ستقول بلامبالاة  : لعله فعل مايستحق القتل !! عندنا لامبالاة كاملة بالموت ، شعب جعلته كثرة الموت  ميت القلب ..

ابتسمت بمرارة :  نحن يانيكولاس بتنا نشبهكم حتى اننا نتعايش مع الموتى كل آونة  وربما اكثر منكم..

يقول نيكولاس : لقد مسختنا الحروب والديكتاتوريات..

-   هل تناولت موضوعة الموت في اعمالك ؟؟

كتبت قصة عن موضوعة الموت التي حيرت (كلكامش)وحولتها الى سيناريو الفلم الطويل الذي انجزته في 1997  عنوان الفلم غريب وطويل لكننا اختصرناه الى كلمتين (الرهن والموت) وحصل الفلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي سنة 1999والجائزة البرونزية عن التمثيل ..

- كيف عالجت  مسألة الموت في فلمك ؟؟

- قد لاتعلمين انني نشأت في بلد  يشعر بالذنب تجاه نفسه ، ويعالج الفلم فكرة الاحساس بالذنب الذي يسيطر على جميع الكولومبيين ..  كنت متأثرا الى حد ما بماركيز  ومسرحية (انتيغونا) وملحمة كلكامش  ويجري الحديث في الفلم بشكل سرد  خرافة او اسطورة  ،بنيت القصة  على قول من  جدتي التي كانت تردد امامنا (ان الموتى يعودون لكي يستعيدوا خطواتهم من عالمنا) وهي فكرة مروعة ان يعود الموتى لاسترجاع الخطى   ويبدأ الفلم من مشهد احتضار التركي الذي كان يملك مكتبا للرهون  يرهن لديه الناس اشياءهم وياخذون القروض ، ونفهم ان الرجل مات مسموما  من قبل مجهول فيفرح الناس الذين رهنوا لديه كل شيء : كاهن القرية رهن   صورة العذراء وطيلسانه وانجيله ، الشرطي رهن مسدسه وبندقيته بعض الناس رهنوا مذكراتهم الخاصة   والنساء مجوهراتهن  والرجال بيوتهم واملاكهم  والكل يحاول استرجاع  مارهنه لدى الميت ، ويشرعون باختلاق شبح التركي في مخيلاتهم ليبدأ بمطاردتهم أينما ذهبوا ويبدأ الصراع بينهم وبين شبح الميت الذي يلاحقهم ويتعاظم احساسهم بالذنب إزاء تفريطهم بقيمهم  التي رهنوها لدى هذا الميت  , وقد عملنا على هذا الفلم طوال ثماني سنوات منذ كتابة السيناريو حتى التنفيذ بسبب  عدم حصولنا على التمويل  وشاركني فيه المخرج  المعروف( مانويل خوسيه الباريث)..

- بم تتميز السينما الكولومبية ؟؟

تتميز بغيابها  وبحثها عن هوية  ، فعدد الافلام المنتج سنويا يتراوح بين صفر وستة افلام ، وفلمي كان الفلم الوحيد الذي انتج سنة 1997 جمهورنا مأخوذ بالسينما الامريكية وافلام هوليوود تغزو الشاشات اللاتينية  مع وجود صناعة سينما متقدمة في البرازيل والمكسيك وكوبا والارجنتين  ، اما في البلدان اللاتينية الاخرى  فان صناعة السينما مترددة وهزيلة ..

 - من هم ابرز المخرجين في كولومبيا ؟؟

- لدينا خمسة مخرجين كبار وذوي شهرة عالمية ، اولهم (سيرجيو كابريرا)مخرج الفلم الشهير( استراتيجية القوقعة) وهو فيلم رائع حاز على جوائز واعجاب النقاد في العالم .. والمخرج الثاني هو (خايمي اوسوريو)  مخرج فلم (بائعة الورود) او (ماريا الممتلئة نعمة)  وفلم (لامستقبل)   والثالث هو المخرج  (ليثاندرو  دوكيه) مخرج الفلم الشهير (بيسا يوسا) او كما تنطق بالانكليزية (visa u.s.a)  فيزا لامريكا  ولدينا مخرجة رائعة  إلا ان افلامها لم تعرض خارج كولومبيا هي  (لارا مارسيانا رياسكوس) مخرجة الفيلم  البديع (نظرة مريم) وهناك عدد كبير من المخرجين يعملون خارج كولومبيا وانا واحد منهم ياتون بالافكار والسيناريوهات من كولومبيا ويحصلون على التمويل والتقنية من الخارج  فانا على سبيل المثال حصلت  على تمويل أفلامي من  جهات فرنسية واعمل في فرنسا منذ سنوات ..

ما هي مرتكزاتك الفكرية والفنية في أعمالك ؟؟

- لقد نشأت في وسط يساري يبشر بمقولة ان (بوسع الفن تغيير الحياة )  وقد تكون  هذه  فكرة خيالية  ، غير ان ما بوسعنا عمله  في العمل الفني والإبداع عموما هو تغيير طريقة الناس في النظر إلى الأشياء وفهمها ، الفن لدي وسيلة لتطوير الفكر واللغة  ، وأسلوب يتيح لنا فهم ماندعوه بالواقع وتساعدنا على تقريب الواقع  وقد ترك والدي الكاتب المسرحي والمخرج وراوي الحكايات اثرا كبيرا في حياتي ومنه تعلمت كل معارفي  وكان يقدم الأعمال الجادة المميزة واتهمته السلطة بانه يقدم مسرحا (شيوعيا) وطورد وسجن وعوقب على أفكاره ومنعت مسرحياته وكان هذا درسا لي وما أعمالي الفنية الا استكمال لحواري مع والدي الذي توفي سنة 2003 غير ان حواري معه لم يتوقف وهو ميراثي الحقيقي ووثيقة وجودي وما أنجزته من أفلام وأعمال وكتب لم يرق بعد الى امتلاك البعد  الفكري الذي كان يميز أعمال والدي الذي كان على معرفة عميقة بالتاريخ و الفلسفة وتعلمت منه شيئا أساسياً : ان يعرف كل انسان موقعه وكيف  ينظر للأمور وعلى المبدع ان يمتلك موقفا من الأحداث والتصدي للأفكار التي تهين الانسان وتكبل الحرية ..

(القسم الثاني عن نيكولاس مبتكر الحكايات  وراويها )

المدى العراقية في

02/12/2010

 

استعدادات واسعة لانطلاق فعاليات مهرجان الجوار السينمائي الدولي في بغداد

بغداد/ أفراح شوقي 

تنطلق في الرابع من شهر كانون الأول الحالي فعاليات مهرجان الجوار السينمائي الدولي الأول الذي تقيمه دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية ومنظمة سينمائيون بلا حدود .. ويمثل هذا المهرجان انعطافة جديدة في مسيرة السينما العراقية الجديدة بمشاركة أفلام روائية متعددة لدول الجوار العراقي التي استجابت ثلاث دول منها حتى الان للمشاركة فيه هي إيران وتركيا وسوريا إضافة للبلد المضيف العراق والذي يقدم افلاما تعرض للمرة الاولى في هذا المهرجان بضمنها أفلام من اقليم كردستان وجميعها حازت على مراكز وجوائز متقدمة في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية.

د. شفيق المهدي رئيس المهرجان ومدير عام دائرة السينما والمسرح قال: المهرجان ينتظره الكثير حيث من المؤمل ان يسهم في الحراك السينمائي المطلوب لاعادة الحياة للسينما العراقية ودوران عجلتها باعتبارها رسالة ابداعية تهدف الى اشاعة افلام الحب والتسامح والجمال، كما يعد المهرجان من المهرجانات السينمائية التي سيكون لها مستقبل زاهر في المنطقة ، ومساهمة في مد الجسور للتعاون والتعايش السلمي ،وزيادة التعارف الثقافي وألإجتماعي بين العراق وجيرانه،لما للصورة من إمكانيات تعبيرية بصرية جمالية مؤثرة ، ولما للمواضيع السينمائية من رؤى فكرية ، ورؤى إنسانية ، تجسد الواقع الحياتي للناس بصدق ،وتجسد معتقداتهم ، وموروثهم ، وحضارتهم. وأضاف: و لكون الصورة السينمائية أضحت من مواثيق الحوار ، ومن مواثيق التخاطب ألإنساني الفعال ، وخصوصا لدول الجوار ،لما للعلاقات ألإنسانية بين دول الجوار من أهمية إستثنائية مؤثرة في العلاقات ألإقتصادية والسياسية،  كما ان المهرجان يمنح جوائز قيمة للأفلام الفائزة بترشيح من لجنة التحكيم التي يرأسها الناقد السينمائي مهدي عباس.

قاسم محمد سلمان مدير السينما في دائرة السينما والمسرح أوضح أن أهداف المهرجان تتلخص في أنه حراك سينمائي إحترافي حر ، يسعى لتمتين الروابط السينمائية و الفنية بين سينمائيي دول الجوار العراقي والعالم ولايهدف المهرجان إلى الربح التجاري ، ويسعى إلى الترويج الفيلمي بين دول الجوارالعراقي ، و لاسيما دول العالم ، من خلال وسيلة الفيلم وسوق الفيلم . وخدماته مجانية غير ربحية ، لتفعيل الحراك السينمائي الهادف فنيا وجماليا  .ويعنى المهرجان بالفيلم الطويل بجنسيه (الروائي، التحريك) و بمختلف أنواعه، والذي يهتم بالبيئة و يهتم بألإنسان وقضايا ألإنسان بشكل عام . وتطوير وترسيخ الثقافة السينمائية في جمهورية العراق ، ومنح الفرص المالية والمعنوية  للمبدعين السينمائيين ، ومنهم  السينمائيون العراقيون ، وألإحتفاء بالأعمال ألإبداعية المتميزة على مستوى العراق والجوار العراقي.

واضاف انه تم تشكيل عدة لجان كان في مقدمتها لجنة اختيار الافلام ضمت نخبة من  السينمائيين العراقيين:وهم د.عمار العرادي ومدير التصوير شكيب رشيد وقاسم محمد سلمان مدير السينما  ، ومهمتها إستعراض ألأفلام المقدمة للمهرجان ، لإختيار وترشيح  ألأفلام التي ستدخل في المسابقة.  اما لجنة التحكيم فستضم عدداً من المتخصصين بالشأن السينمائي والثقافي من العراقيين أو من دول الجوار العراقي أو من بلدان العالم ، وتتألف من ستة أشخاص مهمتهم  تحديد ألأفلام الفائزة بالجوائز الثلاث الرسمية.

المدى العراقية في

02/12/2010

 

بعد فيلمها "شكولاته" تعود دينيس إلى السينمـا

ترجمة : ابتسام عبد الله

تعود المخرجة الفرنسية كلير دينيس إلى السينما عبر فيلمها الجديد،"مادة بيضاء"، بطولة إيزابيللا هيوبرت، الذي بدأ عرضه قبل أيام. وتقوم هيوبرت في الفيلم بدور امرأة فرنسية تمتلك مزرعة في بلد أفريقي، لم يحدد اسمه، وتحاول بشراسة الاحتفاظ بملكيتها في خلال انفجار امني.

وتظهر هيوبرت في المشهد الأول، وهي تنحدر بواسطة دراجة هوائية، على طريق قذرة مما أعاد إلى الذاكرة المشهد الأول لمخرجها المفضل ديفيدلين في فيلمه،"لورنس العرب"، عندما قدم الممثل بيتر اوتوول على دراجة هوائية، في مشهد مماثل. ولكن الأفلام الحميمة غدت مرحلة منقرضة في السينما الآن، كما انقضت مرحلة الاستعمار الأوروبي في العالم، تلك التي قدم لين أفلاماً عنها، كما في "لورنس" و " "ممر إلى الهند". وفيلم دينيس،"ماده بيضاء"، تعود إلى حقبة ما بعد الاستعمار، مستخدمة أسلوباً شفافاً، بل شاعرياً، متجنبة الأحكام الصادرة عن البيض او السود، حول الشخصيات التي تقدمها او المجتمع الذي تعيش فيه وما فيه من أعراق مختلفة.

إن فيلم "مادة بيضاء"، يحلل حياة أناس عاديين يواجهون ظروفاً غير اعتيادية وقاسية، فهو يفتح برؤى كابوسية، لجنود يشعلون النيران لفحص جثة، يتبعه مشهد هيوبرت هاربة حافية القدمين تريد النجاة بروحها. إن الغرب الإفريقي،"المحرر مركز الـ" مادة بيضاء"، وهو مكان لجيوش المخدرات.

وتقول هيوبرت، أن قصة الفيلم أشبه بمسرحية لشكسبير، حيث تمتزج العبودية والحرب والسياسة ومع ذلك، فهي شفافة جداً، بحيث لا يمكن تحديدها بقصة نفسية أم سياسية. لقد كتبتها كلير دينيس بشكل جيد.

والمخرجة دينيس، فرنسية، ابنة دبلوماسي، أمضت طفولتها، بحكم عمل والدها، في المستعمرات الفرنسية وهي التي أصبحت اليوم تعرف بـ:جيبوتي، بوركينا فاسو والكاميرون، وحيث صورت مشاهد الفيلم. وقد عرفت دينيس، بفيلمها الشهير،"شكولاته" عام 1988،وببراعتها في خلق المشاهد الطبيعية، وامتزاج الذكريات مع الرغبة، وكان ذلك الفيلم بطولة جوني ديب وجولييت بينوشي.

وقد عملت دينيس مساعدة مخرج لكوستاغافراس، فيم فيندرز وجيم يارموش، قبل ان تقدم فيلم "شكولاته"،وتقول أنها فكّرت في فيلمها الأخير، عندما اقترحت عليها هيوبرت تقديم رواية دوريس ليسينغ،"العشب يغني" للسينما. والكاتبة ليسينغ – فازت بالنوبل عام 2007 – أمضت شبابها في مستعمرة روديسيا (غدت بعد الاستقلال زيمبابوي). ولكنها رفضت الفكرة، كما قررت عدم تقديم فيلم مشابه لـ"خارج أفريقيا"، حيث أجواء البيض البراقة وأناس سود بلا أسماء. وتقول هيوبرت،"مع رفضها، فإنها أظهرت صورة لدوريس ليسينغ في احد مشاهد الفيلم للايحاء بتواجد روحها فيه.

وقد وافقت المخرجة في النهاية على اختيار قصة معاصرة، كتبت له السيناريو مع روائية، فرنسية سينغالية وهي ماري ندياي، لها معرفة بالشؤون الإفريقية إبان الاستعمار الفرنسي. وكانت ندياي قد فازت عام 2009 بالجائزة الأدبية الأولى في بلادها، عن روايتها،"ثلاث نساء قويات"، التي تتناول رحلة محامية شابة من باريس إلى داكار من اجل زيارة والدها هناك. وعند وصول المحامية، تشتعل الحرب الأهلية، وتحاول بشراسة انقاذ مزرعة البن التي تعود إليها والتي تديرها مع زوجها السابق (يقوم بالدور كريستوفر لامبرت).

وفيلم،"مادة بيضاء"، يتطرق إلى الأحلام والآمال التي انتعشت مع الانتفاضات التي اندلعت في أفريقيا خلال الستينيات من القرن الماضي، عن الغنى والمساواة، لكنها لم تُثمر حتى اليوم في أرجاء عدة من القارة.

إن عنوان الفيلم،"مادة بيضاء"، جاء من تسمية الأفارقة للبيض بهذه العبارة. وينتهي الفيلم بالقول ان هناك رقة في الأحاسيس عند السود أو البيض، وكذلك يوجد العنف بينهما. وتقول هيوبرت ان أفلام عدة قدمت هذه الصلة بين الطرفين، ولكن الشخصيات كانت إما "مع" أو "ضد". أما المخرجة كلير دينيس فتقول،"حاولت تقديم تلك العلاقة بين الطرفين بشكل واقعي، ودون الإحساس بالذنب".

عن/ لوس انجلز تايمز

 

وقت للحب و وقت للموت (1958)

عادل العامل

أخرج هذا الفيلم، الذي تبلغ مدة عرضه 133 دقيقة، المخرج الأميركي دوعلاس سيرك، و مثّل فيه جون غافين Gavin، ليسيلوت بَلفر، جوك اهوني، و دون ديفور.

ويحكي الفيلم قصة حب مقدَّرة من الحرب العالمية الثانية، مرئيةً من الجانب الألماني للحرب، كما رَشَحت من خلال عاديّات هوليوود أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. و يستند الفيلم إلى الرواية التي كتبها أريك ماريا ريمارك، مؤلف رواية ( كل شيء هادىء على الجبهة الغربيةالكلاسيكية المضادة للحرب، و كانت عن الحرب العالمية الأولى، و الذي يتألق في ظهوره في الفيلم كمعلم مدرسة كبير السن.

ويقوم جون غافين في الفيلم بدور أرنست غرَيبر، و هو جندي نازي شاب في إجازة في الوطن في ذروة الحرب العالمية الثانية. و بينما هو يقضي إجازته، يقع في حب أليزابث كروز ( التي تقوم بدورها ليلو بَلفر ) و يتزوجها.

ومع تساقط القنابل في كل مكان حول الشابين، يتخذان مسكناً لهما مع امرأة عجوز عطوف. و بعدها تصبح أليزابث حاملاً. لكن قبل أن يُدرك أرنست واقع أن يكون أباً، يُعاد إلى جبهة الحرب ليشارك هناك في القتال الضاري على الجبهة الروسية.

المدى العراقية في

02/12/2010

 

ماتت محجبة ومعها أسرار حرب الأيام الستة

برلنتي عبدالحميد.. نجمة إغراء ساقها القدر إلى عش الرجل الأول مكرر في مصر

القاهرة - دار الإعلام العربية 

رحلت في صمت برلنتي عبدالحميد أرملة أشهر رجالات مصر في الخمسينات والستينات، مع أنها كانت تجلس على مائدة الصديقين اللذين قادا مصر إلى هزيمة يونيه/حزيران 1967 وحديث الناس حسدا لزواجها من المشير عبدالحكيم عامر أو لوما للرجل الأول مكرر الذي ربط حياته بنجمة إغراء.

شيع جثمان برلنتي الأربعاء 1-12-2010 ويقام عزاءها يوم السبت القادم بمشاركة قيادات سياسة وعسكرية وعدد كبير من الفنانين حسبما قال نجلها الوحيد د. عمرو عبدالحكيم عامر نجل المشير الراحل الذي قاد الجيش المصري في حرب يونيه/حزيران وكان نائبا أعلى للقائد الأعلى للقوات المسلحة ووصف في حقبتي الخمسينيات والستينيات بأنه الرجل الأول مكرر إلى جانب جمال عبدالناصر.

ارتدت الحجاب في آواخر حياتها

برلنتي عبدالحميد التي اعتبرها كثيرون من رموز الإغراء في السينما المصرية قد اعتزلت الحياة الاجتماعية في السنوات الأخيرة، وارتدت الحجاب.

اسمها الحقيقي "نفيسة"، ولدت في25 أبريل 1935 في محافظة بني سويف (120 كيلو مترا جنوب القاهرة)، وحصلت على دبلوم في فن التطريز، ومن ثم تقدمت للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية قسم النقد باعتبارها تمتلك ملكة الكتابة التي ظهرت فيما بعد في كتابات عديدة أبرزها "المشير وأنا"، إلا أن الفنان الراحل زكي طليمات أقنعها بالالتحاق بقسم التمثيل، وهو ما حدث بالفعل لتصبح بعدها واحدة من أبرز نجمات الإغراء في منتصف القرن الماضي.

وابتعدت برلنتي عن التمثيل إثر زواجها من المشير عبدالحكيم عامر في بداية الستينيات، وأنجبت منه ابنها الوحيد عمرو الذي يعمل طبيب تحاليل.. وكانت قد استعرضت أسرار زواجها منه في كتاب "المشير وأنا" الذي صدر عام 1993م، وفي العام 2002م أصدرت كتاباً آخر بعنوان "الطريق إلى قدري.. إلى عامر"، وصفته حينها بأنه أفضل توثيقاً من كتابها الأول.

إقامة جبرية

كانت الفنانة الراحلة قد أدلت للصحافي فراج إسماعيل بأحاديث نشرها قبل عدة سنوات في مجلة "المجلة" التي كانت تصدر في لندن، وموقع "العربية.نت" جاء فيها أنها توصلت إلى دليل مادي قوي على قيام أجهزة عبدالناصر بقتل زوجها المشير عامر بالسم للتخلص من الحقائق التي بحوزته بشأن أسرار حرب الأيام الستة، مؤكدة أن الطبيب الذي حقق في الوفاة التي تم توصيفها انتحارا، أكد لها أنه مات مسموما وتحقق من ذلك بأدلة مادية لا يمكن دحضها.

كما كشفت - خلال الحديث السابق - أنها تعرضت شخصيا، للاعتقال والإقامة الجبرية لفترة طويلة، وحرمت من رضيعها الذي أنجبته من المشير، ولم تكن تجد ثمن الطعام، وأن جسدها تعرض للتفتيش من سيدات كان يتم إدخالهن معها في "الحمام" إمعانا في إذلالها.. مؤكدة أنها كانت تعرف الكثير من أسرار حرب يونيو 1967م، وأنها قامت بتوثيق أسرار الهزيمة في كتابها "الطريق إلى قدري.. إلى عامر" معتمدة على وثائق مهمة للغاية احتاجت إلى 700 صفحة، واستغرق مجهودا هائلا.. مؤكدة أن أحدا لم يستطع أن يكذب جملة واحدة من الكتاب بسبب ما فيه من معلومات موثقة للغاية.

وختمت الفنانة الراحلة تصريحاتها السابقة مؤكدة أن زوجها عبدالحكيم عامر أخبرها قبل رحيله بمخاوفه من أن تقوم أجهزة عبدالناصر بقتله للتخلص منه بسبب ما في حوزته من أسرار.

العربية نت في

02/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)