حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نجوم اجتمعوا على الكوميديا

«ريد».. رصـاص قاتـل من الضحك

زياد عبدالله

هناك شيئان يستدعيهما اجتماع عدد كبير من النجوم في الفيلم، إما التعامل معه بريبة على اعتباره قد يكون مقلباً سينمائياً تنجو منه أو لا تنجو، كون الأسماء ستكون لامعة، وفي الوقت نفسه قادرة أن تكون بمثابة مغناطيس يحول المشاهدين إلى حديد أو معدن منجذب إلى هذا الفيلم المغناطيسي بنجومه، ولتكون النتيجة لا شيء، فالنجوم اجتمعوا على لا شيء، وعلى فيلم لم يجذب غيرهم إليه إما لأسباب مالية أو غيرها من الحسابات غير الخاضعة لاعتبارات فنية، مع التغييب الدائم للحقيقة الصارخة لدرجة صم الآذان بأن النجومية ليست معادلاً للجودة أبداً.

لكن اكتشاف ذلك غالباً ما يأتي بعد المشاهدة، وإن القدرة البراقة التي تتحلى بها الآليات الإعلامية سرعان ما تمسح ذلك. الشيء الثاني يأتي من باب المتعة أو تمضية أوقات لطيفة ومسلية أثناء التصوير مثلما الحال مع أفلام كثيرة تشعر بأن الممثلين يستمتعون بها أكثر من المشاهدين، فيلم «أوشين» وصولاً إلى 13 منه، وسودربيرغ لا يترك ممثلاً يعتب عليه، براد بيت وجورج كلوني ومات ديموند وجوليا روبرتس والقائمة تطول، لنكون في النهاية أمام عملية السرقة الخارقة التي سينجزها الرفاق الظرفاء، سودربيرغ نفسه صاحب «ترافيك» يصنع أيضاً تلك الأفلام لتكون كما الكِرِيمة التي تتذوقها وتذوب في الفم ولا أثر يدل على طعمها بعد ذلك.

آلة ترفيهية

الجميع يفعل ذلك في هوليوود، ثمة آلة ترفيهية متوحشة بانتظار تلقّف كل شيء، وما يطفو على الشاشة الكبيرة بانتظاره أيضاً مسيرة طويلة من وسائط المشاهدة، هناك آلاف المحطات التلفزيونية التي تبث أفلاماً ليل نهار، هناك ما يجب عليه أن يكون متناسباً مع «فوشار» السينما، و«الفوشار» المنزلي أيضاً أو مائدة العشاء أيضاً، والوقت لا يرحم مثله مثل ساعات البث التي عليها أن تمتلئ وتحقق نسب مشاهدة تتناسب طردياً مع المتعة والترفيه.

الإمارات اليوم في

25/11/2010

 

المنتج برنار غيرنيه يرى أن دبي ستجني ثمار «المهمّة المـستحيلة».. ويؤكد:

فرنسا تسعى إلى شراكة سينمائية مع الإمارات

محمد عبدالمقصود - دبي 

اعتبر المنتج الفرنسي برنار غيرنيه المقيم في دبي، ويدير شركة إنتاج يمتلكها في مدينة دبي للاستوديوهات أن «السينما الأميركية تقطف ثمار ثراء مدينة دبي باعتبارها مدينة مثالية لقيام صناعة سينمائية متكاملة، تتضمن على مواقع تصوير على درجة خاصة من الأهمية»، مشيرا إلى «أسبقية فرنسية من ناحية الالتفات إلى دبي باعتبارها مثالية لتصوير الكثير من الأفلام». وقال غيرنيه لـ«الإمارات اليوم»، إن «الأميركيين لا يصنعون سينما خارج هوليوود، وعندما يذهبون بعيداً من أجل التصوير، فإنهم يذهبون بأدمغتهم وكوادرهم البشرية، وفنييهم ومعداتهم، من دون أن يستفيد من ذلك على مستوى تطوير صناعة السينما البلد المضيف». ولم ينفِ منتج الفيلم الإماراتي «الفيلسوف» الذي أخرجه عبدالله الكعبي ويعرض في «دبي السينمائي» الهالة الإعلامية الكبيرة التي تحيط بتصوير الأفلام الأميركية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بفيلم شهير وشعبي جداً هو «المهمة المستحيلة». واعتبر صاحب «تاكسي»، و«داني ذا لوج» و«العنصر الخامس» أن دبي «ستجني بكل تأكيد ثمار هذه الخطوة التي تمثل نموذجاً رائعاً في الترويج للإمارة، رغم أن الأمر قد لا يكون في مصلحة صناعة الأفلام الفرنسية التي كانت تتأهب لمشروعات تتخذ من دبي مقراً لها».

وكشف غيرنيه أنه يحظى بدعم مؤسسات رسمية فرنسية من أجل إقامة شراكة قوية في مجال صناعة الأفلام مع الإمارات، وأوضح «هناك رغبة فرنسية حقيقية في بناء مزيد من جسور التواصل الثقافي مع الإمارات عبر صناعة الفن السابع، على اساس أنها بوابة مثالية لبناء شراكة أوسع مع صناعة الأفلام العربية عموماً، لاسيما أن الإمارات باتت تحظى بالفعل بنصيب كبير من تصوير الأفلام العربية فيها منذ تأسيس مدينة دبي للاستوديوهات، والدعم الحكومي لتأسيس صناعة سينمائية قوية ممثلاً بتعدد المهرجانات السينمائية المختلفة، سواء كان دولياً مثل مهرجاني دبي وأبوظبي، أو إقليمياً مثل مهرجان الخليج، أو حتى محلياً كما هو الشأن في مسابقة أفلام من الإمارات».

وأبدى غيرنيه إعجابه بموهبة المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي صاحب فيلم «الفيلسوف»، قائلاً: «أعرف الكثير من المخرجين الشباب الإماراتيين، وتابعت عن قرب تجاربهم، لكن أزعم أن مقومات المخرج الناضج تكاد تكون مكتملة لدى الكعبي رغم حداثة تجربته، واستطاع فرض حضوره على فريق عمل الفيلم الذي تم تصويره في فرنسا بمشاركة 80 شخصاً بين ممثل وفني، وميزانية تعادل مليون درهم، وكانت النتيجة مبهرة، تتعدى مجرد كونه فيلماً قصيراً مدته 16 دقيقة إلى عمل مرشح لأن يؤسس مرحلة جديدة في نمط التعاطي مع الأفلام المشتركة».

وأثنى غيرنيه أيضاً على تجربة المخرج الإماراتي علي مصطفى في فيلم «دار الحي»، مؤكداً أن الأفلام التي تجمع سينمائيين من بلدان وثقافات عدة تجربة حضارية مهمة تستحق الدعم المعنوي والمادي، مضيفا أن «الإشكالية التي تواجه الأفكار الكبرى تبقى دائماً مادية، وهي إشكالية تعانيها مختلف البلدان التي مازال قطاع الصناعة السينمائية فيها في مرحلة التأسيس».

واعتبر غيرنيه أن «الفيلسوف» خطوة أولى في اتجاه الشراكة الإماراتية الفرنسية ستتبعها الكثير من الخطوات الأخرى. وقال: «بالنسبة الي فقد أنهيت التجهيز تماماً لفيلم رومانسي كوميدي طويل سيسند إخراجه أيضاً للكعبي، وسيضم نجوماً مهمين في مجال الدراما السينمائية من أميركا وفرنسا وايضاً الوطن العربي، ليس لمجرد ضمان جماهيريته، بل من أجل صناعة عمل ضخم جدير بأن يتوج فكرة تواصل الحضارات عبر لغة الفن السابع».

وساق غيرنيه مثالاً على الحرية الإبداعية التي تمتع بها الكعبي في إخراج «الفيلسوف»، وأشار «رغم إيماني بالأديب الأميركي تشارلي فيش مؤلف قصة (باجي) التي فضل الكعبي تغيير اسمها إلى (الفيلسوف)، إلا أنني لم أعارض إصراره على تقديم رؤية جديدة تضيف للقصة الأساسية، ورغم أنني طلبت من الكعبي عدم دخول مجال الكتابة والتركيز فقط على الإخراج الذي يتدرب عليه في شركته السينمائية، إلا أنه أثبت أنه موهوب في السيناريو السينمائي أيضاً، وهو أمر في الحقيقة يزيد تميزه مخرجاً». وعن جوائز مسابقة «المهر الإماراتي» أوضح غيرنيه أنها تكلل جهود مسيرة سبع سنوات من التزام المهرجان بالعمل على دفع المواهب الشابة من المواطنين، معتقداً أنه في العقد المقبل ستصبح السينما الإماراتية مزدهرة عالمياً لأنها بدأت بالفعل في المنافسة، خصوصاً في مجال الأفلام القصيرة.

لقاء باريسي

رغم أن برنار غيرنيه مقيم في الإمارات لإدارة شركة الإنتاج الخاصة به في مدينة دبي للاستوديوهات، إلا أن لقاءه الأول بالمخرج الإماراتي عبدالله الكعبي كان في العاصمة الفرنسية باريس، وهو اللقاء الذي وصفه بالقدري، مضيفاً «لم أكن وحيداً في اعجابي بالكعبي، الكثير من السينمائيين الفرنسيين يعرفون عبر متابعتهم لأخبار (دبي السينمائي) أن الحركة في هذه الصناعة مازالت في مهدها بالإمارات، ووجود مواهب اختارت الجامعات الفرنسية والاحتكاك بالأسماء الفرنسية المرموقة في هذا المجال كان أمراً مثيراً لجدل الكثيرين».

وأضاف «تواصل الكعبي معي بشكل خاص، وجمعتنا شراكة ستستمر في أعمال كثيرة أولها (الفيلسوف)، وتاليها وليس آخرها فيلم كوميدي ذو مسحة رومانسية بمواصفات عالمية، وهو التواصل الذي آمل أن ينفتح على مخرجين إماراتيين كثيرين لبناء جسر ثقافي متين بين فرنسا والإمارات عبر لغة الفن السابع». ولفت غيرنيه إلى أنه لم يحقق نجاحاً مادياً في شركته الخاصة بقدر نجاحه في الوصول إلى المشاهد الإماراتي عبر «الفيلسوف» الذي يستضيفه «دبي السينمائي»، مضيفاً: «أعمال الإنتاج مازالت ضعيفة كماً، ومعظم ما أنشغل به الآن تصوير مشاهد محدودة لشركات الدعاية، لكن أتوقع أن يحدث (الفيلسوف) اختراقاً مهماً في هذا الصدد».

الإمارات اليوم في

25/11/2010

 

إسرائيل تمنع دخول تركي لصداقته بمؤلف فيلم وادي الذئاب على الفيسبوك  

اسطنبول ـ منعت سلطات مطار تل أبيب رجل أعمال تركيا من دخول إسرائيل بدعوى وجود صداقة تجمعه بـ"بهادر أوزدنار"، أحد كتاب سيناريو فيلم "وادي الذئاب فلسطين" عبر موقع "الفيس بوك".
وقال رجل الأعمال التركي "شاهين وهاب فرات" إنه أوضح لموظفي المطار الإسرائيلي عدم معرفته الشخصية بالمؤلف، فكان الرد "أنت صديق لصديقة رجل خطير ممنوع من دخول إسرائيل". بحسب صحيفة "ملييت" التركية.

من جانبه، سخر "بهادر أوزدنار"، من الموقف الإسرائيلي، وقال: "تخيلوا دولة تمنع دخول شخص إلى الأراضي التي احتلتها على الرغم من حصوله على فيزا لأنه يتابع على "الفيس بوك" كاتبا كان انتقد سياستها الدولية".

وفي الوقت نفسه، أعرب المؤلف عن دهشته من وصولهم إلى حد مراقبة أصدقائه على "الفيس بوك"، وقال: "مثل هذه التصرفات لا تليق إلا بالإسرائيليين".

وربط مؤلف "وادي الذئاب فلسطين" في بيان وزعه على وسائل الإعلام القرار بخوف إسرائيل من قيام رجل الأعمال التركي بتزويد القائمين على الفيلم ببعض المعلومات، قبل أن يعود ويقول: "إنه لا يحتاج لإرسال صديق إلى إسرائيل لمعرفة مجازرهم".

وأضاف: "يمكنني أن أعرف المعلومات من تقارير الأمم المتحدة، ومن قراءة ماذا فعلوا في 1948 من مجازر وجرائم إنسانية، وكيف سلبوا الفلسطينيين حريتهم، واغتصبوا أرضهم".

وأشار إلى أن إسرائيل تخشى من فيلم "وادي الذئاب فلسطين" رغم أن "الفيلم لم يعرض بعد، ولم ينته تصويره، وإنما عرض أحد مشاهده على الإنترنت فقط"، متسائلا: "كيف يمكن أن يجعل الخوف من هذا النظام فاشيا وعنصريا إلى هذا الحد؟".

ودعا المؤلف التركي إسرائيل إلى الخجل من أعمالها الإجرامية بدل معاداة شركة الفيلم الذي يصور الجرائم الإسرائيلية، مضيفا: "إذا كان هذا النظام الدموي يخاف من فيلم، فالرد عليه يكون بالاستمرار في إنتاج الأعمال التي تقول الحقيقة".

يُذكر أن فيلم "وادي الذئاب فلسطين" سيُعرض في صالات السينما في تركيا ابتداء من 28 يناير/كانون الثاني 2011، ويصور الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما يسلط الضوء على حادثة سفن الحرية.

الفيلم بطولة: نجاتي شاشماز المعروف بـ"عالمدار"، وجوركان أويجون المعروف بـ"مماتي"، وكنعان جوبان المعروف بـ"عبد الحي"، ونور إيسان التي تجسد دور "بيسان" أخت "سمر" في مسلسل "العشق الممنوع".

"وادي الذئاب فلسطين" إنتاج شركة "الفيلم Pana Film"، أما الإخراج فهو لزبير شاشماز، فيما يتولى كتابة السيناريو راجي شاشماز، وبهادر أوزدنار، وجونيت إيسان.

القدس العربي في

25/11/2010

 

ثقافات / سينما

زهايمر يتفوق علي بلبل حيران... والسينما الأجنبية تنافس

أحمد عدلي من القاهرة:  

تصدر فيلم زهايمر للفنان الكبير عادل إمام شباك الإيرادات حتى الآن حيث تجاوزت إيرادات الفيلم 10 مليون جنيه فيما حل فيلم بلبل حيران للفنان احمد حلمي في المركز الثاني، فيما بدأت دور العرض في استقبال أفلام أجنبية تنافس علي شباك الإيرادات.

حصد فيلم زهايمر المركز الأول في سباق أفلام موسم عيد الأضحى حيث حقق الفيلم إيرادات تجاوزت 10 مليون خلال أسبوعين عرض تقريبا، زهايمر بطولة عادل إمام، فتحي عبد الوهاب، أحمد رزق، نيللي كريم، رانيا يوسف ومن تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة.

حل الفنان الكوميدي أحمد حلمي في المركز الثاني بفيلمه بلبل حيران بإيرادات تجاوزت حاجز 9 مليون جنيه مع الأخذ في الاعتبار أن الفيلم عرض متأخرا مقارنة بفيلم زهايمر الذي عرض قبل بداية الموسم بـ 4 أيام.

بلبل حيران بطولة أحمد حلمي، زينة، شيري عادل ومن تأليف خالد دياب وإخراج خالد مرعي وإنتاج أحمد حلمي في أولى تجاربه الإنتاجية.

وجاء فيلم ابن القنصل في المركز الثالث بإيرادات اقتربت من 8 مليون جنيه مع الأخذ في الاعتبار أن الفيلم بدأ عرضه مبكرا أيضا قبل بداية الموسم بيومين مما ساهم في تحقيق إيرادات أعلي بخلاف أنه لم يتم تداوله علي مواقع الانترنت علي العكس من فيلمي زهايمر وبلبل حيران اللذان تم تصويرهم من دور العرض ورفعهم علي مواقع تحميل الأفلام علي الانترنت.

لم يتمكن محمد رجب من خلال فيلمه محترم إلا ربع الذي حل في المركز الرابع سوي أن يحقق أكثر من 5 مليون ونصف علي الرغم من أن الفيلم بدأ عرضه في نفس توقيت عرض فيلم زهايمر أي مبكرا بـ4 أيام عن موعد بداية موسم عيد الأضحى.

الغريب أن فيلم بصرة الذي حصل علي العديد من الجوائز في المهرجانات التي شارك فيها تم طرحه للعرض التجاري في عدد محدود من دور العرض بينما لم يشعر به الجمهور بسب ضعف دعاياه وتم رفعه سريعا بعد نحو أسبوع من طرحه.

إلي ذلك تمكنت الأفلام الأجنبية التي تم طرحها مؤخرا في مصر من اجتذاب جمهور السينما لها لا سيما بعد ان شهد الأسبوع الحالي طرح فيلمي هاري بوتر ومقدسات الموت و فيلم قطار لا يمكن إيقافه وهما الفيلمين اللذان حظيا باهتمام نقدي وإعلامي منذ طرحهم في مصر بعد نجاحهما في الخارج وإقبال الجمهور المصري على متابعتهم بدور العرض.

إيلاف في

25/11/2010

 

«زهايمر».. الإنسان عندما يحيا ميتاً

كتب مها متبولى 

«زهايمر».. فيلم له ثقل فني، ظهر من خلال تجربة إنسانية فريدة، لم يتطرق لها أحد في السينما المصرية، فلأول مرة علي شاشة السينما يتم تجسيد شخصية رجل مصاب بالزهايمر، إلا أن السيناريو لم يقدم لنا ذلك بصورة مباشرة، وإنما قدم هذا المرض من خلال بانوراما اجتماعية، ترصد أهم التغيرات النفسية والاقتصادية التي طرأت علي منظومة القيم والمبادئ في عصرنا الحالي، لنفاجأ بأن هناك فجوة كبيرة، تتسع بين البشر، وبخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية داخل الأسرة الواحدة. الفيلم بانوراما لضياع قيم المجتمع

الأب يقع ضحية لأولاده الذين يتحايلون عليه، ويدبرون له مكيدة من أجل إقناعه بأنه مريض بداء النسيان، بهدف تجريده من أمواله، لكنهم لا يدركون أنهم يجردونه من كل شيء بدءًا من ذكرياته حتي أفكاره وانطباعاته، وقناعاته الشخصية، ويطرح الفيلم فكرته الأساسية وهي الصراع بين الحق والباطل، والحقيقة والوهم والخير المتمثل في الأب والشر المسيطر علي أولاده، وتتصاعد حدة الصراع مع اكتشافه لخيوط الخدعة التي نصبت بإحكام لتطوقه فيتقافز داخلنا سؤال غاية في الأسي والألم: من الذي أصيب بالزهايمر؟ الأب الذي يحافظ علي مبادئه؟ أم الأولاد الذين نسوا والدهم، وقرروا أن يقدموه قربانًا علي مذبح الطمع والأنانية؟

السيناريست نادر صلاح الدين نجح في سبك الحوار والمشاهد السينمائية بحرفية عالية، لأنه أجاد تضفير التراجيديا بالكوميديا ومزجها دون أن يُحدث خللاً في البنية المنطقية للفيلم والتسلسل الطبيعي للمشاهد، فجاءت تلقائية وإن كانت مغلفة بمظاهر مأساوية، لأنه لا يمكن لأحد أن يتحمل تجربة موته وتصفيته، بينما هو مازال علي قيد الحياة، ولولا مهارة المخرج عمرو عرفة في الخروج من المشاهد المأساوية بلمحة كوميدية خفيفة، والاعتماد علي قدرات عادل إمام الفنية كممثل، لما اكتسب الفيلم هذه المصداقية، لأنك كمشاهد تقع تحت تأثير هذا النجم الذي ينجح في كسب التعاطف الجماهيري معه منذ الوهلة الأولي، ليقدم دورًا سيحسب له في رصيد السينما المصرية.

شخصية البطل

يعتمد بناء فيلم «الزهايمر» بشكل أساسي علي شخصية البطل وعلاقته بالشخصيات الأخري، إذ يظل المركز الذي تشد إليه خيوط السيناريو وتنتهي إليه الأحداث إن لم تكن تبدأ به.

نجح عادل إمام في رسم ملامح الشخصية سواء من ناحية الشكل الخارجي أو من خلال استيعاب الأبعاد النفسية لمرض الزهايمر، فتشعر طوال الوقت بمدي التوتر النفسي الذي يعانيه من جراء فشله في الإحاطة بما يدور حوله، كما أن نظراته الحائرة في المكان وتجاه الأشياء والصور المعلقة علي الجدران تنقل للمشاهد مدي الحيرة والقلق اللذين يشعر بهما، فهو ينظر إلي صورة زوجته مرارًا كأنه يطلب منها أن تساعده، فهو في حاجة إلي من يخلص له، ويسارع لفك محبس المياه ليغسل وجهه عسي أن تنفك عقدته.

< رغم تقديم عادل إمام لنموذج البطل الضعيف فإنه لم يفقد الأمل في إرادته، حتي لو كان مستهدفًا من أقرب الناس إليه، فهو صامد رغم ضياع الذاكرة، ويؤدي ذلك بتمكن واقتدار، وينتقل بتعبيراته من النقيض إلي النقيض.. من الحزن إلي الرضا ومن الضيق إلي الفرح ومن الابتسام إلي الغضب، ويتم ذلك بسهولة وانسيابية ومرونة تحسب له، لأنه وصل بأدائه التمثيلي في الفيلم إلي قمة النضج الفني لدرجة تلمح معها ظلال نجيب الريحاني في بعض المشاهد، فتمتزج دموع المأساة بطعم السخرية الكوميدية.

< وتتصاعد حدة المأساة في المشهد الذي يكتشف فيه أن صديقه «عمر» - الذي يجسد دوره سعيد صالح - مريض أيضًا بالزهايمر، وهو من لجأ إليه طالبًا مساعدته فيضحك من كل قلبه.. إلا أنها ضحكة تنتهي بالدموع، عندما يسير عادل إمام خارج المستشفي، ويترك صديق عمره يسير بمحاذاته في الداخل، ولكن بعد أن يفصل بينهما حاجز المرض، الذي يصدم البطل عندما يعرف أن «الزهايمر» وحش لا يتردد لحظة في افتراس صاحبه حتي يقضي عليه، فالفيلم يتابع رحلة عادل إمام النفسية في البحث عن وجوده لحظة.. بلحظة.

< أما عن الحوار الذي دار بين عادل إمام وصديقه سعيد صالح، عندما حاول كل منهما أن يتمسك بالبقية الباقية له من الذكريات، فكان كلام سعيد صالح عن غدر أولاده به ينعكس علي وجه عادل إمام، ليجد نفسه محاصرا بالهموم، فهو يلمس بنفسه ضياع صديقه أمام عينيه، وفي نفس الوقت يشعر بأن ذلك هو المصير الذي يمكن أن ينتهي إليه.

سعيد صالح أدي المشهد باقتدار، لأنه يتخبط خارج الزمن، فلا يعرف إذا ما كانت العزلة التي يعيش فيها ناتجة عن حظر التجول، أم أنه قد ألقي به في المستشفي مثلما تلقي النفايات الحية؟ وركز عادل إمام علي تقديم المشهد بكل ما أوتي من خبرة وأداء تمثيلي ليصنع لنا علامة بارزة في ذاكرة السينما المصرية، إذ يلتقط ذروة الانفعال الإنساني بلا صخب أو ضجيج، وإنما بحضور وجداني كبير.

< ويبدع عادل إمام في مشهد لجوء البطل إلي الله وهو يدعوه أن يكشف عنه الضر، ففي هذا المشهد يواجه عادل إمام الكاميرا بمفرده ليجسد حجم الكارثة التي حلت به، ولا يقل مشهد مواجهته للمرض عن هذه المشاهد أيضا، حيث يتلقي في حديثه معها صدمات نفسية متتابعة، كأنه يتعرض لجلسات كهربائية، إن صناعة المشهد السينمائي في الفيلم اعتمدت بشكل أساسي علي السيناريو الجيد والقدرة التمثيلية للنجوم ومهارة المخرج في بلورة الأفكار وترجمتها في صورة بصرية مشوقة وجاذبة وصافية.

الموسيقي التصويرية

قدم الموسيقار عمر خيرت نموذجا رائعا للموسيقي التصويرية التي نجحت في ترجمة الأحداث إلي سيمفونية مرهفة الإحساس والمشاعر، فهو يتابع مواقف الشخصيات في توترها وانفعالاتها، ويعبر عن سعادتها أو حزنها، لدرجة أن الموسيقي شكلت جزءًا أساسيا من نسيج العمل الفني، فهي دائمًا تتقدم إلي ذروة الأحداث، بل أحيانا تكون مؤشرًا إلي توقع الحدث نفسه، فهي تمهد لمفاجأة أو تكشف لغزا، ويعتمد عمر خيرت علي الانفعالات النفسية لشخصية البطل بمهارة وتمكن ليقدم لنا فيضا من إبداعاته الفنية.

الإخراج السينمائي

نجح عادل إمام في تجسيد شخصيتين لا شخصية واحدة، الأولي شخصية الرجل المريض «بالزهايمر» والثانية شخصية الأب الممسك بخيوط اللعبة وتحريكها لتأديب أولاده، ما جعل الفيلم ينقسم تباعاً إلي جزءين مختلفين، إلا أن أجمل ما في العمل هو مهارة الكاتب وحرفية المونتاج في كسر التوقع الدائر في ذهن المشاهدين، وتحويل الانفعال الوجداني المتأثر بالدراما السوداء إلي ضحكات من القلب، وإن كان بعض المشاهد خضع للثبات النوعي، ولم تشهد حركة للممثلين أمام الكاميرا.

< لقد تخلي عمرو عرفة في «زهايمر» عن استغلال طاقة فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق التمثيلية وظهرت رانيا يوسف بشخصية باهتة لم تصل إلي حدود التألق والنضج اللذين ظهرت بهما في مسلسل «أهل كايرو».. والسبب هو تركيز المخرج علي الشكل الخارجي لهذه الشخصيات مستبعداً الأبعاد النفسية، وما بها من صراع، ولو تعرض لكشف التناقضات والاضطرابات الداخلية التي تمر بها كل شخصية، لأسهم ذلك كله في رصيد العمل وجودته حتي شخصية الممرضة لم تنل الاهتمام الكافي ولم تقدمها نيللي كريم بتفاعل إنساني حميم، بل بدت ترسم علي وجهها انطباعاً واحداً يكاد لا يتغير، إلا في المشهد الذي تعترف فيه بتفاصيل الخديعة التي دبرها أولاده له. يحسب لعمرو عرفة لو لم يكن مخرجًا متمكناً من أدواته لما استطاع أن يسيطر علي كثافة هذه الأحداث المتلاطمة أحياناً والمتضاربة والمتناقضة في أحيان أخري، فهو حفر لها خطين متوازيين من التراجيديا والكوميديا.

أما مدير التصوير محسن أحمد فقد أهمل إضاءة الوجوه في الفيلم فبدت قاتمة لدرجة أنك تجد صعوبة في التعرف علي الانفعالات الخاصة بها، كما لم يكن للإضاءة دور في الخلفية المكانية.. بما يعني أنها لعبت دوراً سلبياً ولم تخدم العمل كوحدة واحدة.

يقدم فيلم «زهايمر» تجربة إنسانية تعبر عن ضياع الإنسان وامتهان كرامته وهو حي، وأهم ما في الفيلم أنه يفجر العديد من الأوجاع الإنسانية التي ترتفع بفكرته فوق الافكار الاستهلاكية.

روز اليوسف اليومية في

25/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)