حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فوزي صالح:

الإنتاج الوثائقي في مصر خارج نطاق الخدمة

القاهرة - دار الإعلام العربية

»القسوة الناعمة«. هكذا وصف النقاد الفيلم الوثائقي »جلد حي« الحائز على جائزة مهرجان أبوظبي السينمائي.

فالفيلم الذي يرصد قضية شديدة الإنسانية وتتعلق بعمل الأطفال في المدابغ- نرى نعومة قسوته من خلال تردد الأطفال على المولد، وممارسة طقوسهم في اللهو واللعب رغم عملهم في مهنة تسلبهم طفولتهم وتمنحهم الموت البطيء®.»الحواس الخمس« التقى كاتب ومخرج الفيلم فوزي صالح ليروي لنا عن فيلمه من وجهتي نظر؛ إحداهما خاصة به والأخرى خاصة بالطفل وذلك عبر بناء دائري، مستخدما طريقة سرد حكاية تحويها حكايات أخرى®. تفاصيل أكثر يضمها الحوار التالي®. بداية®. لماذا كانت تجربة الإخراج الأولى تسجيلية؟ لأنني حتى هذه اللحظة لا أريد عمل أفلام تجارية، فقد عملت مساعد مخرج في الأفلام والمسلسلات، لكنني كنت غير راض عن عملي مساعدا لديه طموح عمل أفلام مختلفة.

المهمشون والفقراء

·         ما نوعية هذه الأفلام التي ترغب في تقديمها؟

أريد عمل أفلام لها طابع مختلف في طريقة الحكاية والسرد، وفي التقنية البصرية المستخدمة، وأيضا في نوعية الأبطال؛ لأن معظم أفلامي»بلا أبطال«، حيث اعتمادي الأول ينصب على المهمشين والبسطاء والفقراء، وهذا بكل تأكيد يتنافى مع الأفلام الأخرى التي تجعل البطل هو المنتصر دائما، فهل هناك منتجون يقبلون هذه النوعية من الأفلام!.

·         هذا يقودنا للحديث عن »جلد حي« وكيفية توصلك لهذه الفكرة؟

أثناء عملي مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي باحثا ومساعدا في فيلمه التسجيلي »الأيادي الصغيرة« الذي كان يتحدث عن عمالة الأطفال في مصر، اقترحت عليه التصوير مع أطفال العاملين بالمدابغ، حيث تربطني بهم صداقات وعلاقات طيبة، وبعد معاينة المكان قال لي هذا فيلمك أنت، لابد أن تقوم بعمل فيلم عن هؤلاء، ولكن شرحت له صعوبة توفير تمويل لإنتاج فيلم كهذا، غير أنه ساعدني في الحصول على تمويل من خلال اتصالات شخصية.

·         على الرغم من صعوبة إيجاد منتجين يقبلون هذه النوعية من الأفلام فإنك توصلت إلى محمود حميدة، كيف؟

حقا؛ وجدنا صعوبة بالغة في البحث عن منتج لمدة عام، وبعد ذلك عرضت الفيلم على »محمود حميدة« صاحب شركة البطريق للإنتاج الفني، وأبدى تحمسا شديدا للفيلم، وساعدنا في الحصول على التصاريح والإجراءات القانونية والتمويلات الخارجية.

·         حدثنا عن كواليس الإعداد للفيلم.

استغرق الإعداد للفيلم قرابة خمسة أشهر، وحددت حاجة الفيلم لثلاث شخصيات تعمل في المهن الرئيسية داخل المدابغ وهي: العربجي وعامل المدبغة وعامل أبراج تجفيف الغراء، ولكننا لم نوفق في الحصول على طفل يعمل في هذه الأبراج، ولذلك غيرنا وجهتنا ليحكي الفيلم حكاية شخصيتين رئيسيتين بدلا من ثلاث.

ومن خلال البحث والإعداد وجدنا مهنا هامشية داخل المدابغ، كمهنة إصلاح المعدات المستخدمة في عملية الدباغة، ومهن تلي عملية الدباغة كرش الجلود، واصطدمنا بموافقة الأطفال على التصوير ومعارضة الأهل والعكس، ما أدى إلى عرقلة مسيرة التصوير؛ لأن قانون الطفل المصري يحتم علينا موافقة ولي أمره على التصوير.

تساؤل

·         ما الخلاصة التي خرجت بها من فيلمك؟

قررت الاستغناء عن المقابلات الشخصية المباشرة المواجهة للكاميرا، حيث يجلس الطفل مثلا ويتحدث للكاميرا مستعيضا عن ذلك بمحاورة شخصيات الفيلم أثناء ممارستهم العمل.

·         اتهم البعض فيلمك بأنه »يقلب علينا المواجع«، وكان ردك أن هناك حكمة وراء ذلك!

أجاب ضاحكا، لازم أقلب المواجع؛ لأن هذا سيدفع المشاهد إلى التفكير، وبالتالي يدفعه إلى السؤال، والسؤال سيدفعه إلى الفعل، ومن الممكن للفعل أن يغير الواقع أو يهرب منه، فدوري كمخرج هو دفع المشاهد إلى ذلك.

·         ألم تتخوف من اتهامك بتشويه سمعة بلادك في الخارج؟

هناك ثقافات سائدة عند البعض بأن هناك بعض الأفلام التي تشوه سمعة المجتمع المصري، وبالتالي الحط من شأنهم، ولكن من خلال أفلامي أستطيع التغلب على هذه الأفكار، وأثبت أن هناك هدفا أسمى سأسعى إليه.

·         إلى أي حد تعتقد أنك أوصلت الفكرة للمشاهد بشكل واضح؟

أنا راضٍ عن الفيلم بنسبة 06%؛ لأنه لا يوجد عمل متكامل بنسبة 001%.

·         هل يقودك نجاح »جلد حي« إلى العمل في الأفلام الروائية؟

هذا تفكير خاطئ؛ لأن المخرج كالفنان التشكيلي الذي يعبر عن تفكير في موضوع ما بلوحة مرسومة بالألوان المائية على الورق أو بألوان الزيت على الخشب فدائما تختلف أدواته، فأنا هكذا لديّ بعض الوسائط ولابد من توظيفها جيدا حسب الإمكانات.

·         برأيك®. أيهما أكثر تطوراً الفيلم التسجيلي قديماً أم الآن؟

أعتقد أنه الآن أكثر تطورا، ولا أعلم السبب.

·         ومن هو جمهور الفيلم التسجيلي؟

كل الناس بمختلف الفئات والمستويات حتى لو كانوا قليلين، وهم جديرون بالاحترام ويجب علينا الوصول إليهم.

·         كيف؟

سأحاول من خلال أفلامي الوصول إلى الجمهور، ولكن هذا يتطلب وجود منتجين وموزعين يقبلون هذه النوعية من الأفلام، ومن خلالهم سنخلق سبلا للوصول إلى الجمهور.

لبنان أكثر تطورا

·         هذا يقودنا إلى الحديث عن المشاكل التي تواجه الأفلام التسجيلية في بلدك.

تواجه مصر العديد من المشاكل في هذا المجال، منها ما يتعلق بالإنتاج والتوزيع، بالإضافة إلى عدم تأهيل وإعداد مخرجين لأفلام تسجيلية بشكل جيد، فقد أصبحنا لا نرى أفلاما تسجيلية، وتفكيرنا في هذه الأفلام أصبح محدودا وضيقا، علاوة على عدم قدرتنا على مواكبة الأحداث العالمية، فأصبح الهدف من الإنتاج هو العرض على القنوات الفضائية فقط، والخلاصة أن النمط الإنتاجي للأفلام الوثائقية في مصر غير متاح.

·         وهل يختلف الوضع كثيرا عن الأفلام التسجيلية في الوطن العربي؟

الأفلام التسجيلية في الوطن العربي أكثر تطورا من مصر، خاصة لبنان وفلسطين، اللتين تتميزان بعوامل كثيرة منها مساحة الحرية المتاحة، ومساحة التجربة الفنية داخل الفيلم.

حصل فيلمك أخيرا على جائزة من مهرجان أبوظبي السينمائي، فماذا أضافت الجائزة لكم كصناع للفيلم؟

وجود فيلمي في مهرجان أبوظبي منحني ثقة كبيرة فيما أقدمه كمخرج مبتدئ، وأنا سعيد بمشاركة فيلمي في هذا المهرجان، فهي تجربة أتمنى تكرارها، وعلى جانب آخر حصل فيلمي على جائزة قدرها 52 ألف دولار، وسأستثمر هذه الجائزة في فيلمي القادم.

·         وما الأحداث التي سيتضمنها فيلمك المقبل؟

لديّ مشروع روائي طويل بعنوان »وردة سامة« تدور أحداثه في نفس المكان »مدابغ مجرى العيون« وانتهيت من كتابته، وفي هذا الفيلم أمزج بين الروائي والتسجيلي؛ لأنه يعتمد على لقطات تسجيلية، وبعد هذا الفيلم سأتجه إلى عمل أفلام تسجيلية أخرى، وذلك حسب الأدوات التي أمتلكها.

البيان الإماراتية في

25/11/2010

 

الحاسة السادسة

أحزان الدغيدي و آثار

بقلم :إبراهيم توتونجي  

شاهدت على »يوتيوب« مقاطع من برنامج تلفزيوني أجرى مناظرة بين مخرجة مصرية هي إيناس الدغيدي وممثلة هي آثار الحكيم. الكلام والردود المتبادلة، والتي لم تخل من اتهامات وتجريح شخصي، تمحورت حول مفهوم »الفن النظيف« الذي تمثله الحكيم، أي السينما التي تخلو من مشاهد الجنس وإيحاءاته، والذي تمتهنه الدغيدي في بعض أفلامها.

وبالطبع، لا يليق بفنانتين، من المفترض أنهما تركتا، كل على حدة، بصمات في تاريخ سينما مصر، أن يذهبا بالحوار إلى أسئلة عن »الكبت الجنسي« الذي تعاني منه الدغيدي بسبب عدم الزواج، على حد تعبير الحكيم، أو تاريخ آثار الصبية التي عملت نادلة في مقاهي الليل، كما سردت الدغيدي ثأراً لكرامتها.

من شاهد الحلقتين، أو تفقدهما على »يوتيوب« ضحك كثيراً إذ وجد فيهما متعة ووصلات من »الردح« تشبه ما يظهر في الأفلام، لكنه حقيقي وبين صانعي الأفلام نفسها. لكنني حزنت. ومرد حزني ليس باتجاه الدغيدي ولا آثار، وإنما الإعلامي، قائد الحوار، الذي ظن أنه لكي يصنع حلقة ناجحة من برنامجه، عليه أن يضع سيدتين في مواجهة »غرائزية« على العلن.

وكان من اللائق طرح الأسئلة بشكل موضوعي واحترافي، وبدل الشعارات التي ترفع دوماً حول أفلام الدغيدي، بوصفها هدامة للقيم، لماذا لا يتم النقاش معها في تقنيتها الاخراجية وأدواتها وما إن كان قد اعتراها وهن منذ »آسفة ارفض الطلاق« الى يومنا هذا. فمراقب مسيرتها قد يستغرب ان يكون مبدع أفلام »لحم رخيص« و»امرأة واحدة لا تكفي« هو نفسه من أخرج »مذكرات مراهقة« أو »الباحثات عن الحرية«.

هذا الفيلم تحديداً يحتوي على كادرات تصويرية، وأداء ممثل، وتقطيع مونتاج، ومظاهر أخرى في الفيلم تنم عن ضعف هائل في إمكانات المخرج وإدارته العملية السينمائية. لم أقرأ يوماً حواراً للدغيدي تطرق الى حرفيتها كمخرجة، وبوصفها احدى صانعات الأفلام القليلات في العالم العربي، بعيداً عن وصفها بالكافرة وناشرة الفاحشة.

في المقابل، تسأل الحكيم، التي نذكر لها أدواراً مؤثرة في دراما »الحب وأشياء أخرى« و»زيزينيا« وسينما »النمر والأنثى« و»بطل من ورق«، عن امكاناتها التمثيلية، مقارنة بمجايلاتها ليلى علوي والهام شاهين ورغدة وهالة صدقي.

»آثار آخرها تقعد على الكنبة وتربط شعرها بمنديل وتعيّط«، هذا هو التوصيف الذي أطلقته الدغيدي في تصنيفها للقدرة التمثيلية لدى آثار. هل هذا صحيح؟ لماذا لم ترد آثار على توصيف ينال من كيانها التمثيلي، بدل أن تنجر الى تقييم الحياة الشخصية للدغيدي: »هيّ شيخة ولا ممثلة؟«، تقول هذه الأخيرة.

مفاجأة هذه المناظرة، والتي تلقى رواجاً على »يوتيوب«، من الراغبين بالضحك والتسلية، لم تكن في المعلومات الواردة فيها، بل في المستوى الفكري الذي بينت عنه كل من الدغيدي والحكيم، وهو، برأيي، بدا متواضعاً للغاية وبعيداً عن الاحتراف، وهو يؤكد مرة جديدة أزمة المثقف والمبدع العربي، ان جازت لنا هذه التسميات.

البيان الإماراتية في

25/11/2010

 

 

أفلام كلفتها قليلة لكسر شوكة النجوم

القاهرة ـ دار الإعلام العربية 

بعيداً عن حسابات سوق السينما المعقدة وأجور النجوم وإيرادات شباك التذاكر الذي يخضع دائما لسطوة الكبار، اتجه صنَّاع السينما خلال الفترة الماضية إلى إنتاج أفلام ذات تكلفة بسيطة تعتمد في المقام الأول على الموضوع وليس نجوم العمل.

ورغم ما حملته التجربة من مخاطر كونها تعتمد على أبطال غير معروفين، فإن المفاجأة الأكبر هي حصد بعضها جوائز دولية وعربية في مهرجانات عالمية. وفى الوقت ذاته حققت إيرادات مقبولة في دور السينما عند عرضها، فهل آن الأوان لتعصف رياح التغيير بالسينما النمطية وترسم لها خريطة حقيقية تبعدها عن العلاج بالمسكنات الذي لم يسمن أو يغن من جوع طوال السنوات الماضية، وهل تستطيع تلك النوعية من الأفلام الصمود أمام شركات الإنتاج التي ما زالت تصر على إنتاج أفلام عالية التكاليف.وهل يُقبل الجمهور عليها ، أم يعتبرها من أفلام المقاولات التي غزت السينما في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؟®. تساؤلات طرحها »الحواس الخمس« على مختصين عبر السطور التالية®.

قبل أشهر بدأت أنظار منتجي السينما المصرية، تتوجه نحو الأفلام ذات التكلفة البسيطة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم »عائلة ميكي« ومن بعده فيلم »بهير وسمير وشهير«، الأمر الذي دفع الشركة المنتجة للعملين وهى شركة »نيو سنشري« إلى البدء في التحضير لتصوير عدد من هذه الأفلام خلال الفترة المقبلة، وكانت البداية بفيلم »678« الذي يتوقع مخرجه محمد دياب حصده جوائز عديدة في المهرجانات الدولية.

وفي حين بدأت الشركة المتحدة تصوير عدة أفلام من هذه النوعية على غرار »حكاية بنت« لكندة علوش، و»إذاعة حب« لمنة شلبي، واقتربت من الانتهاء من تصوير فيلم »رد فعل«، أكد الفنان خالد أبوالنجا صاحب فيلم »ميكروفون« الذي حصد الجائزة الذهبية ب»مهرجان قرطاج السينمائي« في دورته الأخيرة أن النجاح الذي حققه الفيلم، رغم تكلفته البسيطة، كان حافزا كبيرا له لإنتاج عشرات الأفلام من هذه النوعية خلال الفترة المقبلة.

عودة الاتزان

وتعليقا على التوجهات الجديدة لصناع السينما، رأى الناقد الفني طارق الشناوي أن اتجاه نجوم السينما إلى العمل في الدراما أدى إلى ارتفاع أجورهم بشكل مبالغ فيه؛ لذلك كان لا بد من إيجاد حل سريع لإعادة الاتزان لسوق السينما من خلال زيادة كم الإنتاج الخاص بالأفلام ذات التكلفة المنخفضة للخروج من هذا المأزق®.

لكن النجاح الذي تحصده تلك النوعية من الأفلام، والأرباح التي يجنيها المنتجون من ورائها، علاوة على فتح منابر جديدة لوجوه شابة لم تجد فرصتها حتى الآن رغم الموهبة التي يتمتعون بها، كلها أمور مازالت غير ملموسة بقوة نتيجة سيطرة الكبار على السوق.

ومع هذا، أشار الشناوي إلى أن الوقت لايزال مبكرا للحكم على التجربة، فقد تكون مكسباً للسينما وقد تكون غماً عليها إذا لم يتقبل الجمهور هذه النوعية من الأفلام، لكنه توقع في الوقت نفسه وجود مكاسب أهمها إفراز وجوه سينمائية وكتّاب سيناريست ومخرجين جدد لديهم القدرة على طرح أفكار جديدة بعيدا عن النمطية التي تميزت بها السينما على مدى سنوات سابقة، كانت معظم الأفلام المعروضة خلالها عبارة عن سلسلة من الأعمال المكررة والمتشابهة في المضمون والهدف.

سينما المقاولات

بينما يرى الناقد الفني رفيق الصبان أن هذه التجربة إذا لم تستثمر جيداً وبطريقة صحيحة فإنها ستعيدنا إلى سينما المقاولات التي كانت تعتمد على الأكشن والموضوعات الضعيفة والتي من الممكن أن تجعل الجمهور ينصرف عن دور السينما، وبالتالي تهديد صناعة السينما بالفشل.

لكن الصبان اعتبر أن تلك النوعية من الأفلام جاءت في وقتها الصحيح؛ لكسر شوكة النجوم والمخرجين والمصورين بعد أن غالوا في أجورهم بشكل مبالغ فيه، وعلى أثره تكبدت شركات الإنتاج خسائر فادحة.

واعتبر الناقد الفني أن أرباح تلك الأفلام مضمونة إلى حد كبير، كما حدث في فيلم » بهير وسمير وشهير« الذي حقق 5 ملايين جنيه أرباحاً ولا يزال في العديد من دور العرض حتى الآن، فضلا عن أن المغامرة من إنتاج هذه الأفلام تكاد تكون محسوبة؛ بعدما أصبحت الفضائيات وسيلة جيدة لتسويق تلك الأفلام، لدرجة أن بعض هذه الشركات قررت بيع الأفلام للفضائيات قبل عرضها سينمائياً.

السينما الأميركية

أما المخرج علي إدريس فيرى أن جميع المؤشرات تؤكد أن هذه النوعية من الأفلام قادرة على إعادة الاتزان إلى السينما التي اهتزت على مدار 01 سنوات بسبب المبالغة في تكلفة صناعة الفيلم بصفة عامة، لكن تجربة البعض الذين جازفوا بإنتاج هذه النوعية من الأفلام وحققت نجاحا كبيراً مثل »ميكروفون« .

و»الطريق الدائري« و»الشوق« و»بيبو وبشير« جعلت المنتجين يطمئنون إلى هذه النوعية من الأفلام، والدليل على ذلك حالة الثراء التي تعيشها السينما الأميركية بعد إنتاج عدد هائل من الأفلام منخفضة التكلفة، رغم نصوصها الهابطة والأداء المتواضع من جانب بعض الممثلين والقصص المبالغ فيها، وبالرغم من ذلك حققت مكاسب كبيرة مما جعل منتجي الدراما ينسحبون من الشاشة التلفزيونية لغزو السينما.

وقال إدريس إن نجاح التجربة في مصر مضمون، خاصة أن السينما المصرية تمتلك غزارة في المواهب؛ لذلك سيكون أكثر المستفيدين من هذه المرحلة الوجوه الشابة وكل طوائف صناع الفيلم .

المسار الصحيح

إلى هنا اعتبر المنتج محمد السبكي أن تلك الانتفاضة على السينما القديمة هي أول إيجابياتها نحو التقدم والوصول للعالمية، بعد أن اتجهت السينما في كل دول العالم إلى إنتاج أفلام لا تعتمد على تكلفة ضخمة ليس اليوم أو أمس لكن قبل 10 سنوات بعد أن شعرت الشركات بتراجع أرباحها ثم تحقيق خسائر.

لذلك كان البديل الوحيد للخروج من هذا المأزق إيجاد سينما من نوع آخر تسير في اتجاه مختلف لكن جميع خطواتها محسوبة بدقة متناهية حتى تحافظ على هيبتها ولا تعود إلى أفلام المقاولات التي عانت منها معظم دول العالم في فترة من الفترات، حيث كانت معظم التجارب فردية في البداية، وسرعان ما انتشرت وأصبحت تنفذ على الملأ، وتحصد جوائز من أكبر المهرجانات العالمية بعد أن وقفت تلك الأفلام في وضع منافسة شرسة مع أفلام تكلفت عشرات الملايين من الدولارات.

البيان الإماراتية في

25/11/2010

 

بعد إعراض باريس عن الاعترف بجرائمها

"حرب سينمائية ضروس" تندلع بين الجزائر وفرنسا

الجزائر - مسعود هدنة 

نكأ قانون "تمجيد الاستعمار في الجزائر والمغرب وتونس" الذي أقرّه البرلمان الفرنسي العام 2005 جروجاً لم تندمل، بسبب ما عانته شعوب المغرب العربي من جرائم وانتهاكات فظيعة إبان العهد الاستعماري.

وقد وجد السينمائيون أنفسهم ينخرطون في "حرب" كان السلاح فيها، الأفلام والأشرطة الوثائقية، وانضم المؤرخون إلى جوقة هذه "الحرب" بمؤلفات حديثة.

وكان فيلم "خارجون عن القانون" للجزائري رشيد بوشارب، الرصاصة التي أعلنت بداية "عهد الكراهية"، حيث يظهر الفيلم "عبر مقاطع بشعة"، التعذيب الذي مارسته فرنسا ضد الجزائريين، ولعب بوشارب على إبراز تاريخ فرنسا الاستعماري البشع الذي حاولت إخفاءه بقانون يمجّد استعمارها للجزائر ويتباهي بـ"منجزاتها" في مستعمرتها السابقة.

وقد أغاظ الفيلم الفرنسيين الرسميين، خاصة البرلمانيين من الأحزاب اليمينية، وانطلقت احتجاجات ومظاهرات في فرنسا عشية عرض الفيلم هناك، بل وهدد متطرفون بإحراق دور السينما التي تعرض الفيلم.

وقد حصد الفيلم جوائز في مهرجان "كان" في فرنسا نفسها، كما حصد جوائز وألقاباً عربية كثيرة، ووصفه نقاد سينمائيون عرب بـ"أضخم إنتاج سينمائي عربي في القرن الجديد".

وفيلم "أسد الجزائر" لأحمد راشدي، كان صفحة أخرى في السجال الدائر بين البلدين، إذ روى راشدي في فيلمه "مآثر" أحد مفجري الثورة ورقماً كبيراً فيها، وكيف اغتالته فرنسا، وهو فيلم ضخم وقفت خلفه وزارتا المجاهدين والثقافة الجزائريتين.

وفي الأفق، مشاريع أفلام ثورية كبيرة تنتظر الإذن من وزارة الثقافة، منها فيلم حول العقيد لطفي، أحد قادة الثورة التحريرية، كما انطلق تصوير فيلم "زبانة"، الذي يتناول قصة أول شهيد ينفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة، وهو أحمد زهانة، ويُشرّح الفيلم أساليب التعذيب المُمنهج الذي اعتمدته فرنسا بأوامر من رسميين فيها، يتقدمهم رئيس فرنسا الأسبق "فرانسوا ميتران".

وفي الوثائقيات، غاص الوثائقي الجزائري "حرب الجبناء" خلال 52 دقيقة، عبر قصة حقيقية لفتاة جزائرية كانت ضحية هذه الألغام، وعبر شهادات حية لضحايا آخرين، في الجرائم التي لا تزال فرنسا تقترفها ضد الجزائريين، من خلال الألغام التي تركتها، والتي ترفض أن تسلم خرائطها للسطات الجزائرية.

وسيترجم هذا العمل إلى الفرنسية، والإنجليزية والإسبانية، وقد استفاد هو الآخر من تمويل صندوق دعم الإنتاج الذي تشرف عليه وزارة الثقافة.

فرنسا تردّ

أما فرنسا، فقد ردت بفيلم "رموز وآلهة"، حاولت به تلطيخ صورة الجزائر من خلال رجوعها إلى حادثة مقتل رهبان دير "تيبحيرين" في مدينة المدية جنوب الجزائر في تسعينات القرن الماضي على أيدي الجماعات الإرهابية، وذهب المخرج إلى محاولة توريط الجيش الجزائري في العملية، وهي الرواية التي تصر عليها السلطات الرسمية في فرنسا.

كما عمدت فرنسا إلى "الاستعلاء" عن ذكر مصطلح "الثورة الجزائرية" في كل الأفلام التي تناولت فيها قضية استعمارها للجزائر، واكتفت بعبارة "حرب الجزائر"، وأظهرت ساستها الذين زاروا الجزائر قبل استقلالها على أنهم دعاة تنمية وأصحاب مشاريع اقتصادية وتنموية، في مقدمتهم رئيسها الأسبق "فرانسوا ميتران".

هذا الطرح الفرنسي، وقف في وجهه المؤرخ الفرنسي الجزائري المولد، بنجامين سطورا، حيث أصدر سطورا كتاب "فرانسوا ميتران وحرب الجزائر" قبل أسابيع، قال فيه إن ميتران كان من أكبر "عرابي" التعذيب في الجزائر، وأنه أصدر أحكاماً بإعدام 45 مجاهداً وأشرف على عملية إعدامهم.

سينمائيون ومؤرخون يتحدثون

وفي الموضوع، قال أحمد راشدي، مخرج فيلم "أسد الجبال" الذي يتناول سيرة الشهيد مصطفى بن بوالعيد، أحد كبار رجالات الثورة الجزائرية، أن السينما الجزائرية لم تصل بعد إلى مرحلة "التأثير في الرأي العام الفرنسي"، ويرجع راشدي الأسباب إلى "افتقار البلاد إمكانات سينمائية هائلة تمكنها من إثارة الرأي العام الفرنسي، وتشعره بما اقترفته فرنسا في الجزائر".

و"على استحياء" حيا المخرج الجزائري الأفلام الثورية الأخيرة، بما فيه فيلمه الجديد "أسد الجزائر"، لكنه استدرك قائلاً "منذ الاستقلال لم ننتج عشرة أفلام قوية قوة الثورة الجزائرية. حتى فيلم معركة الجزائر الذي ترك بصمته في الجزائريين، لم يكن في قامة الثورة وزخمها وعنفوانها".

وواصل راشدي، وهو يتحدث لـ"العربية.نت"، "لقد كان مؤتمر الصومام معجزة حقيقة، تخيلوا أن 300 شخصية وطنية بينهم عسكريون وسياسيون، يلتقون في منطقة محاصرة من المستدمر الفرنسي، ويتلاعبون بفرنسا ومخابراتها وعسكرها، ألا يحتاج هذا إلى عمل سينمائي جبار؟ هل تعلمون أن عدد الذين خططوا لتفجير الثورة كان مائة شخص فقط، ألا يحتاج هؤلاء إلى عمل سينمائي يخلد ما فعلوا؟"

غير أنه ومن جهة أخرى، خاطب فرنسا قائلاً "نحن سينمائيون وسندافع عن تاريخ بلادنا دون الخوض في السياسة، لسنا معنيين بالسياسة، نحن معنيون بذاكرة شعب وبآلامه التي قاساها يوما ما، ولا يجوز لنا أن ننساها".

راشدي كشف لـ"العربية.نت" أن مقربين من محيط الرئيس بوتفليقة بلّغوه أن الرئيس يُحضر تعليمة تحث المسؤولين في الدولة والوزارات على دعم الأفلام الثورية "خصوصا"، وتدعوهم إلى دعمها بالأموال التي يطلبها المخرجون دون "بُخل"، ويضيف أنه يعلق الكثير من الآمال على هذه التعليمة لإطلاق المزيد من الأعمال الثورية العملاقة، على حد تعبيره.

من جهته، قال البروفيسور محمد القورصو، أستاذ التاريخ في جامعة الجزائر، لـ"العربية.نت"، إن فرنسا أعلنت في 18 أكتوبر الماضي (أي قبل شهر فقط)، إنشاء "مؤسسة كتابة تاريخ حرب الجزائر ومعارك تونس والمغرب"، وهي مؤسسة، يقول محدثنا "ستعمل فرنسا من خلالها على تمجيد فعلها الاستعماري لكل من تونس والمغرب والجزائر على وجه الخصوص".

وعلّق قائلاً "إنشاء هذه المؤسسة يعتبر شأناً فرنسياً خالصاً"، ورفض الدخول في جدال وفي ردود أفعال مع فرنسا. "علينا أن لا نأبه لما تفعله فرنسا، نحن نغرق في رد الفعل. ما نريده هو أن نصبح الفاعلين والمؤثرين"، واسترسل "أنا أتوقع الكثير من فرنسا، وستكون ردود أفعالها قوية، خاصة بعد أن شعرت بضغوط من ناحيتنا في قضايا التاريخ والذاكرة".

ودعا القورصو السينمائيين الجزائريين إلى تكثيف الإنتاج لـ"محاصرة الإعراض الفرنسي عن الاعتراف بما اقترفته في الجزائر"، ودعا إلى "اقتحام التاريخ"، كما قال، من خلال الخوض في مسائل حساسة، ذكر منها "الاغتصاب أثناء الثورة التحريرية"، حيث قال "إن هذا الملف سيورط فرنسا أكثر، وسيكشف وجهاً آخر بشعاً من وجوهها البشعة الكثيرة".

العربية نت في

25/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)