حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الشريط الأبيض» و«الزنزانة 211» و«السارق» أفلام في «مهرجان السينما الأوروبية» في بيروت

صناعــة الوحــش

نديم جرجورة

العنف سمة أساسية في ثلاثة أفلام مُشاركة في الدورة السابعة عشرة لـ«مهرجان السينما الأوروبية»، المنطلقة مساء اليوم في صالتي سينما «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية)، بعرض الفيلم البلجيكي «لوفت» لإيريك فان لووي. العنف الداخلي لا يختلف أبداً عن العنف الخارجي. إنهما مترابطان بقوّة. منسجمان معاً في رسم الصورة الراهنة للواقع الإنساني الفردي، تماماً كالصورة الدائمة المعروفة عن العنف في ذات المرء ومحيطه، في الأزمنة كلّها والأمكنة كلّها أيضاً. ليست الأفلام الثلاثة تلك تحليلاً نفسياً أو اجتماعياً أو فكرياً أو علمياً. فعلى الرغم من إمكانية استشفاف هذا التحليل ورموز عدّة منه ومفردات شتّى له في السياقات الدرامية المختلفة، إلاّ أن النسق السينمائي المعتمَد فيها حافظ على مسافة ما منه، لتمتين الحكاية السينمائية واشتغالاتها الفنية والدرامية والجمالية. ولعلّ أحد هذه الأفلام الثلاثة يبقى الأقرب إلى تحليل كهذا، لأنه غاص في الجذور الأصلية للنشأة الفاشية المتزمّتة، ورسم ملامح التربة الحاضنة للبذور الديكتاتورية في أوروبا مطلع القرن العشرين، أي عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى وتتماتها السياسية والفكرية والثقافية والأمنية والاقتصادية، المتمثّلة، في جانب منها، بولادة أحزاب فاشية قادت القارة القديمة إلى حرب عالمية ثانية.

جذور الفاشية

الفيلم المُشار إليه هو «الشريط الأبيض» للنمساوي ميكاييل هانيكي، الفائز بـ«السعفة الذهبية» لمهرجان «كان» في العام الفائت (السابعة والنصف مساء الأحد في 28 ـ 11 في الصالة الأولى، والعاشرة ليل الجمعة في 3 ـ 12 في الصالة الثانية). بالأبيض والأسود، إمعاناً في الغوص السينمائي داخل النفس البشرية المنقسمة، هنا، بين حدّين متناقضين أو متكاملين، قدّم هانيكي مرافعة بصرية جميلة عن المسار الذي اتّخذته التربية الصارمة، المرتكزة على أسس دينية بروتستانتية قاسية، باتجاه التأسيس لأجيال معقودة على الكبت والانكسار الداخلي والخيبة المبكرة والألم الروحي والإحباط النفسي. وهذا يعني أن تمرّداً عنفياً قابلٌ للانتشار داخل الذات الفردية نفسها، كما في البيئة الاجتماعية والمحيط الإنساني الأوسع. بالأبيض والأسود، بدا «الشريط الأبيض» انعكاساً لبشاعة النفس البشرية في ممارسة سطوتها القاتلة على فتيان وفتيات في بدايات الوعي الطفولي الأول. وهي بشاعة منعقدة على نظام تربوي صارم إلى أبعد الحدود، هو حصيلة توارث موغل في قدمه، ومستمرّ في تنشئة أجيال ذاهبة إلى التحرّر من آثار هذه التربية بالانقلاب العنفي عليها. ومع أن الفيلم البديع لهانيكي هذا لم يؤشّر صراحة إلى ما بعد الخاتمة، إلاّ أنه أوحى مراراً إليها، من خلال تفاصيل الحياة اليومية في تلك القرية النائية، عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى. وهذا بفضل عائلة بروتستانتية استخدم رجلها الأول القواعد كلّها التي تربّى عليها، دينياً واجتماعياً وحياتياً، لتنشئة أولاده في مناخ عابق بالقسوة وإلغاء المشاعر والتحكّم بالانفعالات. وفي الوقت نفسه، هناك سلسلة من الجرائم الغريبة التي وقعت في القرية نفسها، والتي شكّلت بداية تعرية هذا المجتمع الضيّق. والمجتمع الضيّق نموذجٌ واضحٌ للبيئة الأكبر، التي جهد ميكاييل هانيكي في جعلها الخلفية الأساسية لفيلم مشغول بحرفية سينمائي قادر على تعرية الفرد والبيئة معاً، مرتكزاً، كبعض أفلامه السابقة، على المعطيات العلمية للتحليل النفسي، محوّلاً إياها إلى معطيات سينمائية بحتة.

هذا العنف كلّه منقولٌ إلى الشاشة الكبيرة أيضاً في «الزنزانة 211» للإسباني دانيال مونزو (العاشرة والنصف ليل الأحد في 28 ـ 11 في الصالة الأولى، والخامسة والنصف بعد ظهر الأربعاء في 1 ـ 12 في الصالة الثانية) و«السارق» للألماني بنجامن هايزنبيرغ (الثامنة مساء الأربعاء في 1 ـ 12 في الصالة الأولى، والخامسة والنصف بعد ظهر السبت في 4 ـ 12 في الصالة الثانية). لكن مظاهر العنف وقراءته والاشتغال السينمائي عليه فيهما مختلفةٌ إلى حدّ كبير عن الأسلوب المعتمد في «الشريط الأبيض»، أو عن معالمه في الفيلم الأخير لهانيكي. فالعنف المبطّن في «الشريط الأبيض» منسحبٌ، بدرجات مختلفة، على «السارق» مثلاً، في حين أن «الزنزانة 211» وازن بين وجهي العنف، الداخلي والخارجي معاً. ومع أن «السارق» مارس عنفاً خارجياً ما، أثناء سرقته سلسلة مصارف متفرّقة، إلاّ أن العنف الداخلي أقوى وأقسى وأجمل فنياً ودرامياً، خصوصاً أن هايزنبيرغ لم يولي الأسباب الأولى للجريمة أية أهمية، ولم يشأ التلهّي بجذور السارق وأصوله وبيئته الاجتماعية والمسار الذي أفضى به إلى السجن. إنه، أي الفيلم، نقيض «الشريط الأبيض» في هذا الأمر: ميكاييل هانيكي مشغولٌ بفهم ما قبل العنف، وبنجامن هايزنبيرغ مهمومٌ بمرافقة الشخصية الرئيسة في مسارها الحياتي الراهن. والراهن حاضرٌ هو أيضاً في «الزنزانة 211»: دانيال مونزو متعامل سينمائي مع واقع إنساني مزر يعانيه سجناء وفدوا السجن لارتكابهم جرائم مختلفة. مونزو، بابتعاده عن ماضي هؤلاء، اقترب إلى هايزنبيرغ على مستوى الاهتمام الأول بالراهن: راهن هؤلاء المجرمين. والأهمّ: التعاطي معهم كبشر، على الرغم من بشاعة ما اقترفته أياديهم. أي إن مونزو وهايزنبيرغ غير عابئين بمعرفة أسباب الجريمة، وغير مهتمّين بإدانة المجرمين. المسألة ببساطة كامنةٌ في أن المخرِجَين تابعا يوميات هؤلاء الناس القابعين في مآزقهم الخاصّة، وقدّما حكاياتهم بلغة سينمائية وفّرت متعاً بصرية عدّة، على الرغم من الكمّ الهائل من العنف الإنساني اللذين رسماه في فيلميهما.

ولادة الوحش

لوهلة أولى، يُمكن القول إن «زنزانة» دانيال مونزو شبيهة بتلك التي غاص فيها الفرنسي جاك أوديار في «نبي» (الجائزة الكبرى للجنة التحكيم الخاصّة بمهرجان «كان» 2009). فالمناخ الدرامي العام واحد: سِيَر سجناء داخل عالمهم المبني على العنف، دفاعاً عن وجود، أو حماية لمصالح. لكن، هناك ما هو مختلف. فالفيلم الإسباني مهمومٌ بإدانة النظام البوليسي المعمول به في السجون، وبنقده الواضح الأساليب المستخدمة في التعاطي مع السجناء. في حين أن الفيلم الفرنسي رافق ولادة الوحش داخل ذات الفرد، من خلال مراقبة الانقلابات التي عاشها في السجن. «ولادة الوحش» سمة ثانية مشتركة بين الفيلمين أيضاً: في «نبي»، مورست ولادة الوحش على سجين فقير من أصول عربية، أُدخل السجن لارتكابه جريمة سرقة عادية. وفي «زنزانة 211»، عرف التحرّي القادم حديثاً للاشتغال في إدارة السجن تلك الولادة بصدفة خطرة، بدت كأن القدر أرادها لعنة عليه في لحظة تخلّ. النبي الفرنسي بات وحشاً جرّاء الجنون العاصف داخل أروقة السجن. والتحرّي الإسباني بات وحشاً لأنه اكتشف، داخل السجن، وحشية النظام الأمني الذي عمل لحسابه. الصراعات القائمة بين العصابات داخل السجن الفرنسي أفضت بالسجين الشاب إلى مصيره المحتوم. الفساد والعنف والإدارة غير الإنسانية للسجن الإسباني أدّت بالتحرّي الشاب إلى وحش مليء بالغضب والحقد والرغبة في الانتقام.

بعيداً عن المقارنة النقدية بين الفيلمين (لن يُعرض «نبي» أوديار في دورة هذا العام من المهرجان الأوروبي)، يُمكن القول إن «زنزانة 211» متين الصنعة السينمائية بشكل واضح. بدءاً من الكتابة، وانتهاء بالأداء الرفيع المستوى للممثلين الرئيسيين. الحبكة معقودة على قصّة بسيطة، تطوّرت سريعاً باتجاه الإدانة والبحث في الشؤون الحياتية للأفراد السجناء. أراد التحرّي الشاب جولة في السجن قبل يوم واحد فقط على بداية عمله. الهدف: الاطّلاع على مجريات الأمور. أثناء الجولة التفقدية، وبسبب بداية شغب ما، أصيب التحرّي بحجر ساقط عليه من عل، ما جعل زميلاه يضعانه في زنزانة 211 الفارغة للتو (إثر انتحار نزيلها، بعد أن فَقَد الأمل بتلقّي العلاج جرّاء تعرّضه لصداع أليم، نتج من إصابته بمرض سرطاني لم تكترث إدارة السجن بتقديم العلاج اللازم له). لكن السجناء المتمرّدين وصلوا إلى تلك الزنزانة، ما جعل التحرّي يتحوّل سريعاً إلى سجين مثلهم، تجنّباً للاعتقال والتعذيب والمقايضة. لحظة واحدة فقط، قلبت حياته رأساً على عقب. بات مقرّباً من زعيم المتمرّدين. دافع عنهم. وعندما ازداد الوضع سوءاً (يُفضّل عدم ذكر تفاصيل أساسية في الفيلم)، بات التحرّي وحشاً كاسراً وعنيفاً وشرساً في دفاعه عن حقوق إنسانية للسجناء. لا يغيب الشقّ السياسي عن الفيلم: داخل السجن، هناك أربعة معتقلين نُقلوا إليه عشية بدء التمرّد، منتمون إلى حركة «باسك» الانفصالية. هنا أيضاً، استغلّ دانيال مونزو هذا الصراع المزمن في بلده، لإدانة التواطؤ السياسي والديبلوماسية الفارغة على حساب السجناء.

تنفيس الغضب

اختلف «السارق» تماماً. النفحة الكوميدية الساخرة حاضرة في أكثر من مشهد. حاضرة، أولاً، في المفارقة الجميلة: عدّاء شاب خرج للتو من السجن، لكنه حافظ على رياضة الركض يومياً. إنه، في الوقت نفسه، سارق مصارف ناجح. لا يريد شيئاً سوى سرقة أموال المصارف تلك. لا يصرفها. يجمعها من دون سبب. إنه العنف الداخلي. هناك شيء ما يعتمل في ذاته. غضب دفين. أو ارتباك. الركض مسعى إلى التنفيس عن الاحتقان الداخلي. السرقة تعويضٌ عن رغبات مكبوتة. قصّة حبه مصطدمة بواقع انحداره اليومي البطيء نحو الخاتمة. هناك لحظات عدّة جعلته ينتقل من عنف داخلي قاس إلى عنف خارجي لا يقلّ قسوة. القتل أو محاولة القتل. القتل فعل عنفي ناتجٌ من قوّة الضغط المُمارَس عليه. إنه، كمحاولة القتل أيضاً، بداية انحراف مساره الذاتي. بداية نهايته. جمالية الفيلم متنوّعة: بالإضافة إلى متانة السيناريو في رسم المعالم الإنسانية والاجتماعية كلّها بلغة متماسكة في سردها الحكاية وتصويرها الحالات، هناك ابتعادٌ عن الإدانة، واقترابٌ من السارق ككائن إنساني «يروي» حكايته بلغة الصمت والانفعال غالباً. بلغة السينما أساساً.

هذه أمثلة قليلة للغاية تعكس شيئاً متواضعاً من المناخ العام لـ«مهرجان السينما الأوروبية السابع عشر». البرنامج واعدٌ. هناك أفلام عرفت نجاحاً نقدياً وأصداء إيجابية رائعة، إثر عرضها في مهرجانات مرموقة («كان» و«البندقية» مثلاً). أو عند إطلاق العروض التجارية لها. منها (هذه عينة لا تلغي أفلاماً أخرى قد تكون مهمّة هي أيضاً، لكن شحّ المعلومات عنها يدفع إلى عدم التعليق عليها): «رجال وآلهة» للفرنسي كزافييه بوفوا (الثامنة مساء الجمعة 3 ـ 12 في الصالة الأولى). «روت آيريش» للإنكليزي كن لوتش (الثامنة مساء السبت في 27 ـ 11 في الصالة الأولى، والعاشرة والنصف ليل الخميس في 2 ـ 12 في الصالة الثانية). «لا نوسترا فيتا» للإيطالي دانيال لوتشيتي (العاشرة والنصف ليل الاثنين 29 ـ 11 في الصالة الثانية، والثامنة مساء السبت في 4 ـ 12 في الصالة الأولى). «بوتيش» للفرنسي فرنسوا أوزون (الثامنة مساء الجمعة 26 ـ 11 في الصالة الأولى، والخامسة والنصف بعد ظهر الاثنين في 29 ـ 11 في الصالة الثانية). هناك أيضاً الفيلم الأخير للفرنسي الراحل آلان كورنو «جريمة حبّ» (العاشرة والنصف ليل السبت 27 ـ 11 في الصالة الأولى، والخامسة والنصف بعد ظهر الأربعاء في 1 ـ 12 في الصالة الأولى أيضاً). أفلام وعناوين جمّة، واحتفال بأفلام طالبية لبنانية وورش عمل خاصّة بالسيناريو: نشاطات متفرّقة في دورة شاركت «جمعية متروبوليس» في تنظيمها للمرّة الأولى في التاريخ العريق لهذا المهرجان السينمائي المختلف.  

كلاكيت

على هذه الأرض

نديم جرجورة

على هذه الأرض، لا شيء يستحقّ الحياة. فالأفق ضيق حدّ الاختناق. والريح منكسرة على حافة الهاوية، أو فيها. والحبّ ممنوع إذا طلع من القلب وجال على الحواس كلّها كي يرسم دربه إلى الفرح. والفرح ممنوع أيضاً. إنه توأم الحبّ ونقيضه في آن واحد. توأم الحكاية المبتورة عند انفصال مفروض عليك، أو موت يأخذ صديقاً أو أكثر منك في غفلة عين. على هذه الأرض، لا شيء يستحقّ الحياة. لكن الموت لا يأتيك، لا طوعاً ولا احتيالاً ولا مباشرةً. يراك من بعيد تسقط سريعاً في جحيم الدنيا، فيسخر من وهنك منقلباً على صدره من شدّة الابتهاج بخرابك. وهو لا يأتيك. لا يريد راحة لك أو شفاء من أمراض الجسد والروح. يحيطك من كل حدب وصوب. ينهش منك أجزاء قليلة في كل مرّة: تارة بانفصال الحبيبة وابتعادها إلى أقصى الغياب عنك، وإن رأتك أو جلست إليك لحظة واحدة على الأقلّ. وتارة أخرى بموت صديق أو أكثر. لكنه لا يأتيك.

ما أجمل الموت المقبل إلى المرء سريعاً. التعذيب قدرٌ تريده الآلهة عقاباً لك لأنك ارتضيت حبّاً يزيل عنك بعض ألم ممزوج بخيبة العيش في الهاوية. والحبّ ملاذٌ ظننتَ أنه قادر على حماية هشاشتك من قسوة الدمار الذي يُحاصر راهنك من الجهات كلّها. وتنسى أنك مقيم في قرن فارغ من صدق وشفافية ومتعة واحدة على الأقلّ. لكنك تعاند. تتمسّك بحبّ غير مقبول، ينساب من بين يديك ومسام قلبك مخلّفاً فيك أقسى أنواع الجراح. والجراح لا تندمل. فالموت يخطف صديقاً أو أكثر في أسبوعين اثنين، تتويجاً لعام لا ينقضي، لشغفه في منحك مزيداً من ضربات لا تلين ولا تهدأ. والرفاق من حولك ساخرون هم أيضاً، لأنهم لا يريدونك على صورة مخالفة لواقع يعتقدون أنه الأسلم. الرفاق من حولك متألمون هم أيضاً، ولآلامهم ألف حكاية وحكاية. لكن الوجع ضاربٌ في الموقع النازل فيه. والموت، إذ يأخذ منك صديقاً أو أكثر في أسبوعين اثنين، يُصبح الهدف الذي كلما سعيت إليه ابتعد عنك واثقاً من نفسه. والموت، إذ يأخذ منك صديقاً أو أكثر في أسبوعين اثنين، ينظر إليك بعينين واسعتين وفم مفتوح على الدم والشقاء وابتسامة ملعونة، قائلاً لك أسمى آيات الهزء منك لضعفك في الخلاص الفردي من حصار الذلّ والتوهان.

على هذه الأرض، لا شيء يستحقّ الحياة. لا أول الحبّ ولا آخر الذكريات. لا منافي الخيبة ولا أوطان التيجان المعلّقة على العفن. فالحبّ، بأوله أو من دونه، مرفوضٌ. والذكريات مكتوبة على شاهد قبر لا يفتح بابه إلاّ لصديق أو أكثر. والمنافي سحيقة. والأوطان مسيّجة بالخراب. والمكان ليس لك. والمدينة مُغلقِةٌ أبوابها أمامك.

على هذه الأرض، لا شيء يستحقّ الحياة. والموت ساخرٌ منك أبداً. فأين المفرّ؟ وكيف الخلاص؟

السفير اللبنانية في

25/11/2010

 

سراب «القراصنة» مرّ من هنا

الرياض ــ بدر الإبراهيم 

تقرير «الحياة» حرّك رغبات الجمهور وأحلامه المؤجلة: صالة سينمائية في «مجمع العثيم»؟ عجباً! إنها حقّاً لثورة في البلد الذي يحظر دور العرض، وتمتلئ بيوته بالمحطات والأفلام...

مفاجأة عيد الأضحى للسعوديين: افتتاح سينما «خماسية الأبعاد» تعرض أفلام الأكشن في «مجمع العثيم» في الدمام، شرق المملكة. صحيفة «الحياة» (19 ت2/ نوفمبر 2010) نشرت تقريراً عن السينما يتضمن تصريحاً للمشرف على قاعاتها، يتحدث فيه عن التجهيزات لانطلاق العروض، وسعر التذكرة، وما إلى ذلك من تفاصيل. والتقرير يشير إلى إقبال واسع على السينما الجديدة التي ستقدم خياراً محلياً لمرتادي السينما، ممن يقطعون جسر الملك فهد لمشاهدة فيلم سينمائي في البحرين.

انتشر الخبر بسرعة. وهذه المرة جاء مدعوماً بتقرير في صحيفة معروفة، ويتضمّن تصريحاً رسمياً للمشرف على قاعات السينما. كل ذلك لم يترك مجالاً للشك، أو لتساؤلات من نوع: كيف حدث ذلك الآن ومن دون مقدمات؟ ولماذا العثيم تحديداً دون سواه، وهو المعروف بكونه محافظاً ويرفض أن يبيع الدخان في أسواقه ومجمّعاته في المملكة؟ وكيف فعلها العثيم ولم يفعلها الوليد مثلاً في مجمّعه؟

الأسئلة السابقة لم تكن واردة، ولم يطرحها إلا قلّة، وعلى استحياء، أمام التأكيد الرسمي في الصحيفة. وقد ذُكِر وجود «رقابة» على ما يُعرض. وأيضاً فيلما الأكشن المعروضان مذكوران بالاسم: «قراصنة» (Pirates) و«البيت المسكون» (Haunted House). وعند البحث، يتضح أن الأول فيلم يعود إلى عام 1986 والثاني فيلم «دي في دي» أنتج في عام 2004. كل هذا كان يعني أن ما يحدث «واقعي»، وممكن جداً بالنسبة إلى بدايات قاعات للسينما في السعودية. فيلمان قديمان، وقاعتا عرض فقط. لا بأس. بداية يجب تشجيعها. المهم أن العجلة بدأت بالدوران، وأن ما يحدث يُبَشّر ببداية حراك سينمائي في السعودية أخيراً. اجتذب الخبر محبّي الفن السابع، وهم كثر في المملكة ـــــ محرومون ومقموعون ـــــ كذلك أعلن استنفار المحافظين الذين يعدّونه من أعمال الشيطان. وبات النقاش مفتوحاً في منتديات الإنترنت في الخطوة وأبعادها بين مؤيّد متحمّس ومعارض خائف.

ليطمئن المحافظون، الوضع تحت السيطرة... لكن إلى متى؟

لكنّ الأكثر حماسة والفضوليين الأول الذين زاروا المجمع، كانوا أول المصدومين: تلك السينما هي من بنات الخيال. مجرّد سراب في الصحراء. الموجود هو قاعة صغيرة تضمّ 12 مقعداً تعرض أفلام أطفال ثلاثية الأبعاد، لا تتجاوز مدتها 12 دقيقة. الباقي إذاً كان من نسج الخيال. الجمهور الذي أخذ يتوافد على المجمع ويسأل، كانت الخيبة نصيبه الوحيد. كذلك زارت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المجمع للاطلاع على «السينما». وهو الأمر الذي استدعى توجيه خطاب من إدارة المجمع إلى صحيفة «الحياة» (بتاريخ 22/11/2010) تنفي فيه وجود صالة سينما في المجمع. الصحيفة نشرت رسالة التصويب التي تحمل ختم إدارة المجمع، وأشارت إلى أنها تحتفظ بتسجيل صوتي لأحد مسؤولي المجمع تحدث فيه عن «عروض سينمائية». لكن الأهم أن ما حدث أعاد المتحمّسين إلى أحلامهم المؤجّلة ـــــ بمعزل عن «كذبة العيد» ومن يتحمّل مسؤوليتها ـــــ حسناً، والآن: متى يصبح عندنا صالات سينما في السعوديّة؟ كان يكفي أن تنتشر الشائعة، كي يستفيق الجمهور المتعطش إلى السينما في البلد الوحيد الذي يحظر دور العرض وتمتلئ البيوت فيه بقنوات الأفلام الفضائية (ومعظمها برأسمال سعودي)، فيما تغصّ الأسواق بالأقراص المدمجة الأصلية والمقرصنة. شائعةٌ اختلطت بأمنية راودت شريحة كبيرة من السعوديين بوضع نهاية لهذا التناقض المغلّف بالتخلف والكذب على الذات، والذي يباركه من «حرّاس الفضيلة».

أما المحافظون، فانزاح عنهم «كابوس» مرعب، بعد أن تأكدوا من أن الوضع ما زال تحت السيطرة، مستبشرين بالوضع الحالي وما تحمله رياح الأيام المقبلة في هذا البلد من أمور قد تخدم بقاء نهجهم واستمراريته. هذه الحادثة قد تلهم مخرجاً سعودياً، فيصوّر فيلماً بعنوان «شائعة سينما»، ليُعرض بالطبع... خارج السعودية.

الأخبار اللبنانية في

25/11/2010

 

هي واحدة: أول بطولة مطلقة لمحمد رمضان

القاهرة – من محمد الحمامصي 

الفنان المصري الشاب مع فيلم كوميدي خفيف يجسد فيه شخصية صعيدي ويغني فيه اغنية واحدة فقط.

يلعب الفنان الشاب محمد رمضان دور البطولة المطلقة لأول مرة من خلال فيلمه الجديد "هي واحدة" الذي بدأ أخيرا تصويره، وهو من تأليف عبد الواحد العشري وإخراج إسماعيل فاروق ويشاركه البطولة راندا البحيري وإيناس النجار وميار الغيطي ونيرمين ماهر وعبد الله شرف وسامي مغاوري.

الفيلم من نوعية اللايت كوميدي، ويجسد فيه رمضان شخصية شاب صعيدي يدعى "فالح" يحب فتاة لكنها ترفضه قائلة إن فتى أحلامها لابد أن يكون من سكان مصر المحروسة "القاهرة"، فيقرر النزوح من الصعيد للقاهرة بعد تخرجه في كلية الحقوق بجامعة أسيوط، ليعمل حارسا في أحد الفنادق، وفي أول يوم عمل يتورط في جريمة قتل.

رمضان نفى خوفه من البطولة المطلقة التي يلعبها لأول مرة، وقال إنه لا يهاب ذلك "لدي إصرار على النجاح وتحقيق طموحاتي الفنية، بعد أن عانيت الأمرين في التعامل مع المخرجين في بداياتي، كانوا يستخفون بموهبتي وإمكانياتي، وعندما عملت سواء مع الفنان سعيد صالح في مسرحية قاعدين ليه أو فيلم احكي يا شهرزاد تعاقدت على سبعة أفلام دفعة واحدة، منها هذا الفيلم وفيلم الشوق الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته التي تبدأ خلال أيام".

وقال "لن أغني سوى أغنية واحدة هي 'دوس.. دوس' من ألحان إسلام صبري وكلمات ولاء عزمي، والأغنية الأخرى الخاصة بالفيلم يغنيها المطرب مدحت صالح".

وأكد رمضان أن اختياره لفيلم الشوق جاء من المخرج خالد الحجر وقال "أجسد فيه شخصية سالم الشاب الوصولي، الذي يحاول الارتقاء من الطبقة الدنيا إلى الطبقة الثرية، ويشكل ذلك دافعا له، ليتفوق في كلية الهندسة ويتخرج بتفوق، فيسخط على أهله، ويستعر منهم ويبيع حبه من بنت منطقته وتجسدها كوكي أخت روبي، لأنه يشعر أنها لن تفيده ويخوض علاقة مع بنت رئيس الجامعة على أمل أن يلتحق بعمل أو يكون من خلالها دكتور في الجامعة".

ويشارك رمضان أيضا في فيلم "الخروج من القاهرة" مع كوكي وسناء موزيان وسوسن بدر وعايدة عبد العزيز، ويدور حول الشاب طارق خريج كلية الحقوق، له فلسفة غريبة في الحياة، ينظر من مسكنه بحي دار السلام الشعبي على أبراج حي المعادي الثري، ويتساءل "الناس اللي ساكنه في المعادي أحسن مني في ايه"، ويحلم بالسفر إلى الخارج بحثا الثراء.

وحول تفضيل فيلم "الخروج من القاهرة" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي بدلا من القاهرة، قال "هناك جائزة يمنحها مهرجان دبي تسمى جائزة الدعم الفني وقد شاهدت إدارة مهرجان دبي جزءا كبيرا من الفيلم وبعدها قررت منحه تلك الجائزة، ونتيجة ذلك أصبح الفيلم جزءا من مهرجان دبي، ولكن بعد ذلك حدث أن طلبت إدارة مهرجان القاهرة الفيلم من المنتج شريف مندور ولكن كان الأوان قد فات.

وكشف رمضان أنه يدخل الفترة القادمة أيضا فيلما جديدا بعنوان "ستر وغطا" وهو أيضا من إنتاج شركة أفلام مصر العالمية، ويشاركه البطولة باسم السمرة وعمرو واكد وهم من وقعا بالفعل حتى الآن.

ميدل إيست أنلاين في

25/11/2010

 

«انفلونزا» يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي قصير في مهرجان الأردن السينمائي

عمان - الدستور  

فاز فيلم "انفلونزا" بجائزة أفضل فيلم عربي قصير في مهرجان الأردن السادس للأفلام القصيرة ، الفيلم من إخراج رياض مقدسي ، وإنتاج سوري قطري مشترك ، وقد تفوق على 20 فيلماً قصيراً تم اختيارها من بين 500 فيلماً تقدم إلى هذه المسابقة.

وكان فيلم "أنفلونزا" قد استهل عروضه العالمية في مهرجان دمشق السينمائي الأخير في سبتمبر 2010 ، وحظي بمتابعة واهتمام من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء ، ثم ترشح لدخول المسابقة الرسمية لمهرجان الأردن للأفلام القصيرة الذي يمنح جائزتين رئيسيتين: أفضل فيلم عربي قصير ، وأفضل فيلم عالمي قصير. وقد علق مخرج الفيلم رياض مقدسي بالقول: "أنا سعيد لاختيار فيلم أنفلونزا كأفضل فيلم عربي قصير ، إنها لحظة خاصة ومميزة بالنسبة لنا جميعاً أن يمنح فيلمنا السوري القطري المشترك هذه الجائزة المرموقة ، بعد أن خاض منافسة قوية على المستوى الإقليمي".

ويعتبر مهرجان الأردن للأفلام القصيرة حدثاً سينمائياً فنياً يهدف إلى منح صانعي الأفلام المستقلين في الأردن والعالم العربي فرصة لعرض أفلامهم ، والبقاء على تواصل مع آخر المستجدات في عالم صناعة الأفلام في العالم.

ينتمي فيلم "أنفلونزا" إلى نوع الكوميديا السوداء ، ويحكي في ثلاثين دقيقة قصة ناس يتوقون للإصابة بفيروس غريب في طريق بحثهم عن السعادة المطلقة ، وهو من بطولة نخبة من ألمع نجوم الدراما السورية مثل: خالد تاجا ، وأندريه سكاف ، ورنا شميس.

ومع الاهتمام الذي توليه دولة قطر في مجال تطوير صناعة الأفلام ، يعتبر فوز فيلم "أنفلونزا" تعزيزاً وتأكيداً لهذا الالتزام في دعم وتشجيع الإنتاجات السينمائية المحلية ، حيث تم إنتاج فيلم "أنفلونزا" من قبل شركة أدابيسك ، وهي شركة متخصصة في الإعلان ووسائل التواصل السمعي البصري في دولة قطر.

وفي معرض تعليقه على فوز "أنفلونزا" بجائزة أفضل فيلم ، قال لؤي درويش المدير العام لشركة "أدابيسك": "نحن في أدابيسك نؤمن بقوة الفيلم السينمائي كوسيلة تواصل ذات تأثير كبير ، إن فوز فيلمنا اليوم يدعونا للمضي قدماً في مشاريع أخرى للمستقبل ، ويؤكد صوابية خياراتنا في التوسع في هذا المجال الفني الرحب ، ونحن نشعر ببالغ السعادة إذ نرى باكورة أفلامنا "أنفلونزا" يحقق هذا الإنجاز الهام على الصعيد الإقليمي".

يدار مهرجان الأردن للأفلام القصيرة من قبل تعاونية عمان لصانعي الأفلام ، وهي جمعية سينمائية مقرها عمان بالأردن ، تقوم بنشاطات وعروض سينمائية على مدار السنة في مختلف المناطق في الأردن ، بالتعاون والتنسيق مع المهرجانات الدولية الأخرى ، حيث سيتم عرض "أنفلونزا" في هذه الأماكن ، ومن بين المؤسسات الثقافية التي يتعاون معها مهرجان الأردن للأفلام القصيرة: مؤسسة شومان ، ومهرجان كليرمون فيران السينمائي ، والمركز الثقافي الفرنسي ، والوكالة الإسبانية للتعاون الثقافي ، والصندوق العربي للثقافة والفنون.

كما قال رياض مقدسي مخرج العمل: "بعد مشاركتنا في مهرجان دمشق السينمائي ومهرجان الأردن للأفلام القصيرة ، تم اختيار فيلم أنفلونزا لسوق الأفلام في مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع ، الذي ستجري فعالياته بين 12 19و ديسمبر ـ كانون الثاني القادم ، مما سيتيح المجال لتوزيعه تجارياً على نطاق أوسع".

وأضاف: "عندما قررنا أن نعمل على فيلم "أنفلونزا" كنا نبحث عن قصة ذات أبعاد محلية أو مرتكزة على التراث الغني الذي تحفل به منطقتنا العربية ، وأنا مقتنع تماماً بأن شرقنا العربي يمتلك كل الأدوات الحضارية والفنية والتكنولوجية لصناعة أفلام تحكي القصص التي نحب أن نرويها للآخرين ، وهنا في قطر على وجه الخصوص ، نحن أكثر قدرة على إنتاج أفلام بسوية فنية عالية ، وشركة أدابيسك التي أنتجت أنفلونزا ، سوف تستمر في إنتاج الأعمال السينمائية المتميزة ، على أمل أن تصل هذه الأعمال إلى شريحة أكبر من المشاهدين".

الدستور الأردنية في

25/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)