حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

استوعبت درس الفتاة الرقيقة وتمردت عليها

بسمة: أدواري الجريئة موظفة درامياً

عرفها الجمهور في أدوار الفتاة الرقيقة، لكن بسمة استوعبت الدرس مبكرا وتمردت عليها، فلعبت دور فتاة ليل في فيلم «رسائل البحر»، ثم أدت في رمضان الماضي مباراة قوية أمام السوري جمال سليمان في مسلسل «قصة حب» بلا خوف أو ارتجال، لتكون أول فنانة تظهر على الشاشة مرتدية النقاب في جو يسوده التشدد الديني الذي يصل إلى حد التطرف، لكنها أدت دورها بحرفية شديدة، رغم الضجة التي أثيرت حول أصولها اليهودية.

الممثلة بسمة فتحت قلبها لـ »الحواس الخمس« وتحدثت عن أسرار وكواليس »قصة حب« وإصرارها على خوض تجربة الفتاة المنتقبة في ظل الاتجاهات الدينية السائدة، وحكاية عودتها مرة أخرى للأدوار الجريئة، فإلى نص الحوار.

في البداية سألناها عن سر تحمسها لأداء شخصية سيدة منتقبة في مسلسل »قصة حب«، فقالت: تعودت منذ دخولي الوسط الفني أن أكون أمينة في نقل السيناريو إلى الجمهور بلا تحريف، وأحترم شخصية المؤلف، وعندما عرض المنتج جمال العدل فكرة المسلسل عليّ في البداية تأكدت أنها قصة جديدة لم يتعرض لها صناع الدراما من قبل سوى في بعض المشاهد فقط، ولم يعتمدوا على شخصية الزوجة المنتقبة منذ بداية المسلسل لنهايته، لذلك شعرت أنني سأرتدي ثوباً جديداً لم أتعود عليه من قبل، ووجدت أنها فرصة كبيرة لإظهار حقيقة الفتيات المنتقبات اللاتي يستترن خلف النقاب ويحتفظن بالعديد من المشاكل.

·         لكن تقديمك دور أم لطالب في المرحلة الثانوية انعكس على أدائك. ألا ترين ذلك؟

أنا عمري 35 عاماً، ولو كنت تزوجت في سن 18 عاماً كما فعلت بعض صديقاتي كان من المتوقع أن يكون لديّ ابن في المرحلة الثانوية. وفوق كل هذا وذاك أنا لا أخشى مطلقاً من تجسيد شخصية الأم لأنها سنة الحياة، كما أن أدائي شخصية زوجة أو سيدة لن يضعني في هذا القالب؛ لأنني سوف أجسد بعد ذلك شخصية فتاة وعاشقة ومراهقة وطفلة لكون ملامحي تسمح بذلك.

·         ألم تتخوفي من الهجوم عليك من قبل بعض الجماعات المتشددة بعد أدائك دور المنتقبة؟

لم أتعرض لأي هجوم، لأنني تناولت تقديمي الشخصية بحرفية شديدة، فلم أحاول الإسقاط عليها، ولم أحاول التلاعب في النص المكتوب لإظهارها بشكل غير لائق بها، لأنني أحترم هذه الفئة. وأعترف بأنها ليست من الشخصيات البسيطة، لكنها شخصية صعبة بدرجة كبيرة، حاولت تجسيدها بنفس الشكل بعد دراسة مستفيضة استمرت شهرين.

مجتمع المنتقبات

·         وما مدى اقتناعك بهذا الدور في ظل تعارضه مع أدوارك الجريئة على الشاشة؟

نعم مقتنعة بالدور تماماً، وحتى إذا لم أكن مقتنعة به، فيكفي أنني قادرة على نقل أي دور للمشاهد بحرفية شديدة، سواء كنت منتقبة أو فتاة ليل، ورغم أنني أقدم الدور أول مرة، إلا أنني استطعت التعمق داخل الشخصية والإحساس بها، كما عرفت الكثير والكثير عن مجتمع المنتقبات، وتعلمت طريقة التعامل مع العالم المحيط بهن، وكيفية التعبير عن مشاعرهن في حالة الحب أو الكره أو الغضب.

·         هل توقعت أن يتقبلك الجمهور في هذا الدور بالرغم من تصنيفه لك كممثلة إغراء؟

هذا التصنيف فيه ظلم كبير لي، لأنه لا يجوز أن نطلق أحكاماً أخلاقية على أي فنان بسبب قيامه بدور جريء وموظف، لأن هناك خطا واضحا وصريحا وفاصلا بين الابتذال والرقي.

وطالما أن العمل الفني يقدم مشاهد في الحياة بشكل راق وينقلها بأسلوب يستدعي انتباه المشاهد، فلو قدمت دور فتاة قاتلة تمسك بسكين وتحاول قتل عشيقها فلن ينظر الجمهور إلى قميص النوم الذي ترتديه، لكنه سوف ينظر إلى عملية القتل ودافعها. لذلك عندما أديت دور المنتقبة لم يشغل بالي أنني أديت دور فتاة ليل في فيلم »رسائل البحر«.

·         وهل «رسائل البحر» هو الذي اعتمد عليه النقاد في تصنيفك ممثلة إغراء؟

لا. عندما قدمت فيلم »النعامة والطاووس« وناقشت خلاله إحدى المشاكل الاجتماعية التي تؤرق 90% من الأسر المصرية والعربية، قالوا إنني جريئة وأقدم أدواراً مبتذلة من أجل الوصول بسرعة الصاروخ. وفي »ليلة سقوط بغداد« كرروا نفس الكلام، بالرغم من أنني لا أحب التصنيف. وعندما قدمت »رسائل البحر« التصق بي التصنيف على أنني ممثلة إغراء؛ لذلك قررت خلع هذا الثوب للمشاركة في «قصة حب».

مشاهد جريئة

·         لكن وضع عبارة »للكبار فقط« على أفلامك يعطي انطباعا بجرأتها؟

هذه الجملة منتشرة في العالم ، وهي لا تنطبق على المشاهد الجنسية والجريئة فقط، لكنها تنطبق أيضاً على مشاهد العنف واللغة والفكر ودرجة الوعي، لذلك نختصرها عندنا في مصر في عبارة »للكبار فقط«، دون أن ننبه إلى نوع القضية التي يناقشها العمل الفني. لكنني أؤكد أن كل أفلامي تصلح لكي تشاهدها العائلة بأكملها، لكونها تحمل مضامين كثيرة.

·         وهل تشككين في كلام النقاد الذين يؤكدون أن «رسائل البحر» فيلم إباحي؟

لا أنكر أن الدور به جرأة كبيرة، لكنه ليس فيلما إباحياً، ولا يوجد به أي مشهد يخدش الحياء، وهذا يعتبر من السينما النظيفة التي يقدمها داود عبد السيد، عكس العديد من المخرجين الذين يتلاعبون بمشاعر الآخرين، كما أنه من أحد العوامل التي جعلتني أوافق على المشاركة في الفيلم.

·         إذن النقد لا يشغل بسمة؟.

كلام النقاد أعتبره مسلمات في بعض الأحيان، وحينما أجدهم يتجاوزون في النقد لا أنظر إليهم. والنقد بصفة عامة يضيف إليّ ولا يقلقني بقدر ما يفيدني. وأستطيع أن أقول إن الجمهور أصبح على وعي كامل، وإنه قادر على الحكم على الأعمال الفنية من ناحية جودتها والتمييز بين الفن الجيد والرديء.

·         عمرك الفني لم يتجاوز السنوات العشر. كيف تقيّمين هذه التجربة؟

أنا سعيدة لما وصلت إليه، وسعيدة أكثر بالنجوم الذين تعاملت معهم، سواء كانوا فنانين أو مخرجين، كذلك الأدوار التي جسدتها، حيث أرى في كل دور حالة إنسانية تختلف عن الأخرى.

خلافات رأي

·         وما تقييمك لتجربتك في فيلم »المسافر«؟

لا أخفي عليك كم السعادة التي انتابتني بعد عرض الفيلم في المسابقات الدولية، أو فرحتي الحقيقية حينما وقفت أمام الفنان الكبير عمر الشريف الذي لم أكن أحلم بالوقوف أمامه، وأتمنى من كل قلبي أن يتم عرض الفيلم قريباً.

·         وما سبب الخلافات التي اشتعلت بينك وبين عدد من الفنانات؟

هناك عدة خلافات بسيطة مع روبي وغادة عادل لا تزيد على كونها مجرد خلاف في الرأي؛ لأننا في النهاية زميلات في الوسط الفني سوف تجمعنا الأعمال الفنية إن آجلاً أم عاجلاً.

·         وما حقيقة تلك الخلافات؟

الخلاف الأول كان مع غادة عادل بسبب ترشيحها لدور في فيلم »زي النهارده« ولم يتم الوصول لاتفاق مع المنتج والمخرج حول أجرها، فتم إسناد الدور إليّ دون أن أعرف سبب رفض غادة للقيام بالدور، فاشتعلت الخلافات بيننا لهذا السبب.

أما خلافي مع روبي فكان سببه أنها كانت مرشحة لمسلسل »قصة حب«، ولم يحدث اتفاق معها لأسباب لا أعرفها أيضا، وأنا مؤمنة دائماً بمقولة إن الدور ينادي على صاحبه.

·         وهل الفن متهم بالتسبب في عدم ارتباطك حتى الآن؟

بالعكس الفن بريء من تأخير زواجي؛ لأنني لو كنت طبيبة أو مهندسة سوف يحدث ذلك. لكن في الحقيقة هناك عدة عوامل ساعدت على تأخير زواجي، منها إيجاد الشخص المناسب الذي أرسمه في خيالي، والذي يرضي طموحي، ويكون على نفس المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الذي أعيش فيه، ويتفهم طبيعة عملي.

·         وما حقيقة ارتباطك عاطفياً بآسر ياسين؟

هذه الشائعة أقرؤها في الصحف منذ عدة سنوات، وآسر شخصية مهذبة، لكنني لم أضعه في خيالي مرة واحدة زوجاً لي، إذ أعتبره أخاً وصديقاً وزميل عمل.

أصول يهودية

أنا لا أعرف سبباً لمهاجمتي بسبب أصولي اليهودية بهذه الطريقة، فعندما قرأت الخبر في جريدة الأهرام القاهرية بعد اتصال من المخرج يسري نصر الله شعرت بالاستفزاز؛ لأنني لا أخاف من كون أصول جدي يهودية، فهناك فرق كبير بين أصول جدي اليهودية كدين والصهيونية كاتجاه سياسي.

البيان الإماراتية في

17/11/2010

 

يقاوم آلامه بخفة دم أحفاده

المنتصر بالله مرِض ولم يرفع الراية البيضا 

مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح بدأ مشواره الفني، تفرد بأداء بالغ التميز، فقماشة الشخصيات التي جسدها عريضة للغاية، إلا أنه أصبح كوميدياناً من طراز فريد، قدم أكثر من 54 عملاً سينمائياً ومسرحياً وتلفزيونياً، منها «أبناء ولكن» «أيام المنيرة» «أنا وأنت وبابا في المشمش»، وشارك مسرحياً مع العمالقة فؤاد المهندس في «علشان خاطر عيونك»، وفريد شوقي في «شارع محمد علي»، وغيرهما من المسرحيات المؤثرة.

هذا هو الفنان المنتصر بالله رياض، الحاصل على بكالوريوس فنون مسرحية عام 1969، ثم ماجستير فنون مسرحية عام 1977، والذي تعرض قبل سنوات لأزمة صحية أبعدته عن الساحة، لكنه حارب المرض بابتسامته المعهودة، حتى عاد مع المخرج إبراهيم الشقنقيري في مسلسل »حكايات بناتي«، وشارك أيضا في ست كوم »راجل وست ستات«، ويحضر حاليا للعديد من الأعمال التي تعزز موهبته.

التقينا «المنتصر بالله» في حوار خاص يطوف فيه بتجربته الفنية والإنسانية، فإلى التفاصيل.

«جلطة في المخ نتج عنها الدخول في غيبوبة طويلة تركت أثراً على الجانب الأيسر». هذه حقيقة المرض الذي أصاب المنتصر بالله، وتلقى العلاج بسببه لفترات طويلة، وبعد الشفاء سافر مع الأسرة إلى مدينة بورسعيد للاستجمام هناك، ثم ذهب مع الأسرة للإسكندرية ليحصل على جائزة مهرجان الإسكندرية كأحسن ممثل دور ثان عن فيلم »الرصيف«... أحفادي سر شفائي... يرجع منتصر الفضل في كل ذلك لله أولاً، ثم أسرته التي وقفت بجانبه، ويقول: بناتي وزوجتي لم يتركاني لحظة واحدة، وأحفادي هم من ساعدوني على الحياة، لأن دمهم خفيف جداً، فحفيدتي »ملك« كنت أشعر بالرغبة في الحياة عندما أراها، أما »موكة« حفيدي فكان يقلد أدواري ويهمس في أذني قائلا: »جدو . مش انت صعيدي؟ أقول له: نعم. فيقول: فيه جلطة في المخ تيجي لواحد صعيدي؟!«. وهذه نكتة كنت ألقيها في إحدى المسرحيات، فأسرتي هي سر شفائي وسعادتي.

ذكريات الماضي

يرجع المنتصر بالله بذكرياته إلى الوراء ليحكي لنا أجمل لحظات حياته مع أبناء جيل الفن القديم، فيقول: علاقتي بهؤلاء العمالقة كانت جيدة، أولهم فؤاد المهندس، فهو أستاذي الذي أعتز به، وتعلمت منه الكثير، وعملنا سويا بمسرحيتي »النجمة الفاتنة، وعلشان خاطر عيونك«، وكانت تربطني به صداقه قوية، فهو أخ وصديق.

ويتذكر أحد المواقف الطريفة التي جمعته بالمهندس فيقول: أتذكر في أواخر أيامه في المستشفى أن الأطباء وضعوا له جهازا به بطارية على صدره لكي ينظم ضربات القلب، فكنت دائما أحب مداعبته معه، فقلت له: »ولو البطارية توقفت أنزل أزقك«، ويستطرد: من كثرة ضحك المهندس وهو مرهق طلب من زوجتي أن تخرجني من الغرفة.

قلب فريد شوقي

جمعت المنتصر بالله أيضا ذكريات بوحش الشاشة فريد شوقي، وعن ذلك يقول: كان صديقا ودودا لي، قلبه قلب طفل بريء، طيب لدرجة كبيرة جدا، لا يحمل بداخله أي كره أو حقد لأحد، بل كان عاشقا للضحك والتهريج.

ويواصل: عملت أيضاً مع أمين الهنيدي في »حقا إنها عائلة سعيدة جداً«، وعملت مع عبدالمنعم مدبولى وزبيدة ثروت وعمر الحريري وجميل راتب ودلال عبدالعزيز وحسن عابدين وليلى طاهر، كما ربطتني أيضاً علاقة جيدة بعمر الشريف من خلال فيلم »المواطن مصري«، وهو إنسان متواضع في حياته وفي عمله.

ولا ينسى المنتصر بالله عمله في فيلم »ضد الحكومة« مع الراحل أحمد زكي والمخرج عاطف الطيب؛ ويقول: قدمت شخصية مساعد محام في هذا العمل، وقد ارتبطت كثيرا بهذه الشخصية من منطلق عشقي لشخصية الانتهازي خفيف الظل، خاصة أن هذه الشخصية تكررت معى في أعمال كثيرة، من أشهرها »أرابيسك« وشخصية »غباشي النتن« في »شارع المواردي«، حيث صنعت لي هذه الشخصية شكلاً جديدا.

الماضي والحاضر

وبحكم خبرته الطويلة على الساحة الفنية، يتحدث منتصر عن حال الفن الآن مقارنة بحاله قديما فيقول: الدراما لن تكون مثلما كانت عليه قديماً، لأنها أصبحت مقصورة على بعض الفنانين، سواء أبطال العمل أو التابعين لهم، فالجهد أصبح قليلا، والأداء المميز أصبح لمجموعة معروفة من النجوم أمثال يحيى الفخراني ونور الشريف، وأيضاً كثرة الفضائيات ساعدت على تشتت المشاهدين، خصوصاً في رمضان الذي تعرض فيه أعمال كثيرة، وبالتالي لم يعد المشاهد قادرا على التمييز بين الجيد والرديء.

أما عن الكوميديا التي تقدم الآن، فيرى أن الكوميديا كثرت وتنوعت، منها كوميديا هادفة وصادقة أمثال ما يقدمه سمير غانم وعادل إمام، وأيضا هناك من يقدمون كوميديا جيدة مثل محمد هنيدي وأشرف عبدالباقي وأحمد حلمي، ويقول: أنا شخصياً معجب بحلمي وبأفلامه، فهو ممثل ممتاز، أيضاً يعجبني سامح حسين وأدواره في الدراما والسينما.

حال المسرح

وبملامح يكسوها الحزن، يذكر المنتصر بالله أن المسرح يعيش حالة حرجة جدا، بعد أن أصبح كل من هب ودب يعمل مسرحية، وتحديداً في القطاع الخاص، والأفظع من ذلك، كما يقول، أن القطاع العام فتح أبوابه لأنصاف المواهب، رغم وجود نجوم كبار على الساحة، لكنهم قلة ولا يستطيعون السيطرة على الموقف.

وفي هذا الصدد يحكي موقفا شهيرا حدث بينه وبين النجم محمود عبدالعزيز في إحدى المسرحيات، لافتا أنه يجسد المقارنة بين حال المسرح قديما وحاليا، ويقول: »سألني محمود: أنت ليك كام أخ؟ فقلت له: سبعة. فقال: أبوك كان شغلته الخلفة! فسألته: وإنت ليك كام أخ؟ فأجاب: سبعة. فقلت له: يعني شغلة أبوك هي نفس شغلانة أبويا«. فهذا الإفيه يضحك له الجمهور من قلبه، وليس إفيهات هذه الأيام التي تضحك على الجمهور.

ويستطرد المنتصر بالله قائلا: ابتعدت عن المسرح لأنه ابتعد عن المسرحيين، ولا أحد يعمل الآن من الممثلين الجيدين والمتميزين، فالعملية المسرحية أصبحت مادية تعتمد على المادة في المقام الأول، وليس على النص الجيد أو السيناريو الجاد، وهذا سبب بعدي عن السينما والمسرح، لكن لو عرض نص جيد فلن أتردد، لأنني عاشق للمسرح، مدللا على ذلك بموقف حصل أثناء مشاركته في مسرحية »شارع محمد علي«، حيث صدمته سيارة ذات يوم ونتج عن الحادث كسر أربعة ضلوع، لكنه صمم على العمل في المسرحية في نفس يوم الحادث، رغم الآلام التي كان يشعر بها.

المهرجانات الحقيقية

كانت أيام زمان، أيام شارع المواردي وزقاق المدق، ولا أنكر أن المهرجانات الجديدة تعطي فرصا للكثير، لكن كثرتها تجعل الفرص أقل.

ومع ذلك يقول إن أحد الأسباب التي أسعدته مؤخراً وأعادت له الثقة في نفسه هو تكريمه في الدورة الأخيرة لمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، حيث جعلته يشعر فعلاً بما قدمه في الفن وأنه لم يذهب هباء.

ويشير إلى أن هذا التكريم جعله يعود باشتياق مرة أخرى للعمل، حيث اشترك في مسلسل بعنوان »الصيف الماضي« بطولة رانيا فريد شوقي وأحمد عزمي ونهال عنبر وعايدة رياض، مجسدا فيه شخصية عضو في مجلس الشعب ورجل أعمال.

وعن أعماله القادمة يقول المنتصر بالله: حدث حوار تليفوني من الفنان محمد صبحي للعمل معه في مسلسل «عائلة ونيس» الذي يقدم منه جزءا آخر، ومنتظر الاتفاق على ذلك.

البيان الإماراتية في

17/11/2010

 

 

يعده إسماعيل فاروق لعرضه في إجازة منتصف العام

"هي واحدة" فيلم بوليسي بنكهة كوميدية

القاهرة – حسام عباس

ما بين مدينة أسيوط في صعيد مصر والبحر الأحمر وتحديداً في أحد فنادق العين السخنة ومحطة قطار الجيزة وأماكن أخرى، يعكف المخرج السينمائي إسماعيل فاروق على تصوير مشاهد الفيلم السينمائي الجديد بعنوان “هي واحدة” بطولة الفنان الشاب محمد رمضان في أول بطولة سينمائية مطلقة له بعد تألقه في فيلم “احكي يا شهر زاد” مع النجمة منى زكي، ويشاركه البطولة راندا البحيري وإيناس النجار ونيرمين ماهر وعبدالله مشرف وسامي مغاوري وأحمد التهامي وميار الغيطي.

الفيلم قصة أحمد جمال، سيناريو وحوار عبد الواحد العشري وتنتجه هند عبد الواحد العشري من خلال شركة الإنتاج الخاصة بها، وتصل ميزانية الفيلم إلى 4 ملايين جنيه، وتتراوح مدة تصويره ما بين 4و5 أسابيع، ويخطط المخرج إسماعيل فاروق للانتهاء من تجهيز الفيلم لعرضه في موسم إجازة منتصف العام الدراسي نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.

تدور الأحداث حول شخصية “فالح” الشاب الصعيدي الذي تخرج في كلية الحقوق ويحلم بالذهاب إلى القاهرة للعمل ويحقق طموحاته وبمساعدة أحد نواب البرلمان في مدينة أسيوط، يحصل على فرصة عمل في أحد فنادق العين السخنة في البحر الأحمر، ويعاني الكثير مع مدير الفندق ويتدرج في أعمال رديئة يرى أنها لا تليق به أو بأحلامه، حتى يتم تعيينه في وظيفة ضابط أمن بالفندق. وفي أول أيام عمله بهذه الوظيفة يكتشف جريمة قتل لإحدى نزيلات الفندق وتدعى “سماح”، وبالبحث والتحري عنها يكتشف أنه كان في الفندق 3 نزيلات كل منهن اسمها “سماح” ويتغير مجرى الأحداث للكشف عن سر القتيلة.

وتلعب الفنانة الشابة راندا البحيري في أول تجربة لها بعد الولادة، شخصية “سماح مرزوق” وهي ابنة رجل أعمال كبير وقد جاءت إلى الفندق لاستلام أوراق مهمة جداً خاصة بميراث والدها من محامٍ شهير جاء من الخارج ويقيم في الفندق.

أما الفنانة الشابة إيناس النجار فتلعب شخصية “سماح حسين” وهي مذيعة تلفزيونية جاءت إلى الفندق لإجراء لقاء مع شخصية شهيرة والفنانة نيرمين ماهر تلعب شخصية “سماح شريف” مطربة الفندق.

ميار الغيطي تقوم بدور صديقة “سماح مرزوق” التي تلعب دورها راندا البحيري وهي شخصية متحررة خفيفة الظل ومصدر الحيوية والكوميديا في الفيلم.

أما الفنان الرياضي أحمد التهامي فيلعب شخصية القاتل الأجير المطلوب منه تنفيذ جريمة القتل، بينما يؤدي عبدالله مشرف شخصية نائب في البرلمان المصري “مجلس الشعب” وله تاريخ في العمل السياسي على مدى 30 سنة، وكذلك يلعب سامي مغاوري شخصية مدير الفندق في العين السخنة، كما تظهر ريهام حجاج بشخصية المخرجة التلفزيونية التي جاءت مع “سماح حسين” أو إيناس النجار لإجراء اللقاء بالمسؤول المهم في الفندق الذي تمت فيه جريمة القتل.

وخلال أحداث الفيلم يغني الفنان محمد رمضان أغنية بعنوان “دوس” من كلمات ولاء عزمي وألحان إسلام صبري وتوزيع هاني كمال، كما يغني المطرب مدحت صالح أغنية الفيلم الرئيسية بعنوان “هي واحدة” تأليف هشام عبد الحليم وألحان سعيد فارس وتوزيع هاني كمال، ويقول السيناريست عبد الواحد العشري إن أحداث الفيلم تدور في قالب بوليسي تشويقي خفيف مع مواقف كوميدية في قالب مثير.

الخليج الإماراتية في

17/11/2010

 

ترك فراغاً في نوعية أدواره لم يملأه أحد

توفيق الدقن . . الشرير الظريف

القاهرة - “الخليج”:  

أطلق عليه الجمهور والنقاد  على حد سواء  شرير الشاشة الظريف، هو الفنان توفيق الدقن الذي لمع في أدوار الشر، والأدوار الكوميدية والجادة، على حد سواء، وكانت لديه قدرة فائقة على توظيف كل إمكاناته لخدمة الدور الذي يلعبه من خلال صوته، ملامح وجهه، نظرات عينيه، حركة جسمه أمام الكاميرا، إشاراته، كلها كانت تعكس ذوبانه في الدور ويصادف هذا الشهر ذكرى وفاته ال 22 .

هو صاحب أجمل الإفيهات في السينما المصرية، التي تعبر عن خفة الظل حتى في أدوار الشر ومنها: أحلى من الشرف مفيش، ألو يا أمم، يا آه يا آه، ألو يا همبكة، انتباه يا دانس، أستر ياللي بتستر . . صلاة النبي أحسن . . كله على ودنه، وغيرها من العلامات المسجلة التي يحفظها عشاق السينما في العالم العربي لذلك الشرير المتميز الذي عرف كيف يصل إلى قلوب الجماهير ويستحوذ على إعجابهم .

ولد توفيق أمين محمد الدقن، أو توفيق الدقن، في 3 مايو/أيار عام 1923 في قرية هورين بمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية . نشأ في أسرة متدينة تتألف من خمس بنات وأربعة أولاد، وكان والده يحبه بشدة بسبب وفاة ابنه الأكبر الذي ولد في العام ،1920 ولم يستخرج له والده شهادة ميلاد، بل عاش بشهادة ميلاد شقيقه، والتحق بكتاب القرية لحفظ القرآن وأطلق عليه الشيخ العجوز بسبب ملامح وجهه الكبيرة والتي لم تكن تتناسب مع طفولته، وترك القرية إلى غير رجعة بعد أن عين والده في نيابة السويس . وظل يتنقل مع والده من بلد إلى آخر، إلى أن استقر في مدينة المنيا، حيث تلقى تعليمه الابتدائي، وحصل على الشهادة الابتدائية عام ،1932 ثم شهادة الكفاءة بعد 4 سنوات، واتجه خلال سنوات دراسته إلى الرياضة، وكان ماهراً في كرة القدم ما رشحه ليكون رئيساً لفريقه وهو في العاشرة من عمره، كما تفوق في الملاكمة وحصل على بطولة المدارس الثانوية للملاكمة .

كانت نشأة توفيق الدقن صعبة جداً، ولم يمر بفترتي طفولة وشباب طبيعيتين، إذ وجد نفسه أخاً لتسعة أفراد، وابنا لأب عاجز عن الإنفاق، فقرر أن يجمع بين الذهاب إلى المدرسة صباحا، والعمل بعد الظهر، وفي الإجازات الرسمية لكي يساعد والده في إعالة أشقائه، فعمل في صيدلية ومعمل للألبان، وقبل أن يحصل على الشهادة الثانوية مات والده، وترك له مسؤولية إعالة هذه الأسرة الضخمة، وعين كاتباً في نيابة المنيا خلفاً لوالده، الذي كان يحلم بأن يصبح ابنه وكيلاً للنيابة .

لم يكن في تصور توفيق الدقن أن يصبح فناناً، لكن عام 1946 أقامت جمعية الشبان المسلمين بالمنيا حفلها السنوي، الذي يشترك فيه جميع الرياضيين، وهواة الموسيقا والفنون، وكان من الطبيعي أن يشترك في العرض الرياضي الذي أقيم ظهراً، وكان أحد نجومه البارزين .

وفي المساء ذهب لزيارة أحد أصدقائه قبل موعد الحفل الساهر بساعات، ففوجئ عند دخوله بالمخرج صليب يونان، المسؤول عن العرض المسرحي، يعرض عليه تمثيل دور صغير في مسرحية حب الأبرياء بدلاً من زميل أصيب فجأة بالحمى، رفض في البداية، لكن أمام إصرار المخرج، وعلمه بأن دور البطولة هو للممثلة روحية خالد وافق، خصوصاً أنه وجد تشجيعاً منها، وافق وحفظ الدور في أقل من ثلاث ساعات، وانتزع إعجاب الجميع بفضل روعة أدائه، كما شجعه الجمهور أكثر لأنه كان يتمتع بسمعة جيدة كرئيس لفريق كرة القدم بنادي جمعية الشبان المسلمين، وفي نهاية العرض نصحته الفنانة روحية خالد بأن يلتحق بمعهد التمثيل بالقاهرة لأنه يملك موهبة يمكن أن تجعله من كبار النجوم .

لم يكذب توفيق الدقن خبرا، فقد سعى إلى الانتقال بعائلته إلى القاهرة، وتم ذلك بالفعل، وفي عام ،1949 قرأ إعلاناً في الصحف يطلب شباباً للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، فتقدم ضمن 6 آلاف طالب للاختبارات، وتم قبوله ضمن ستة عشر منهم لإجادتهم فن التمثيل .

وهكذا بدأ توفيق الدقن يخطو أولى خطواته في القاهرة بعد أن ترك العمل في نيابة المنيا، وأصبح خلال دراسته بمعهد الفنون المسرحية كثير التردد على دور السينما والمسارح، وتبلورت عنده هواية الفن، واشترك قبل تخرجه ببضعة أشهر في تمثيل فيلم ظهور الإسلام، وبعد تخرجه عام 1951 عمل في فرقة المسرح الحديث التي كونها الفنان زكي طليمات لخريجي المعهد، لكنه تركها بعد عامين بسبب عدم إسناد أدوار ذات قيمة إليه .

وفي منتصف عام 1952 اشترك مع عدد من زملائه هم: سعد أردش، عبدالمنعم مدبولي، عبدالحفيظ التطاوي وزكريا سليمان في تكوين فرقة أطلق عليها فرقة المسرح الحر، قدمت عدداً من المسرحيات الناجحة، ومثل فيها توفيق الدقن دور البطولة، وأصبح ممثلاً ذا ثقل ووزن في أنحاء العالم العربي، ولمع اسمه أكثر وأكثر عندما اختاره المخرج الإذاعي يوسف الحطاب لتقديم دور سلطان في مسلسل سمارة، الذي كان بداية انطلاقته الحقيقية في تجسيد أدوار الشر، ثم انضم بعد ذلك إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية في الفترة من عام 1954 إلى ،1956 ثم تركها وانضم إلى فرقة المسرح القومي التي ظل يعمل فيها حتى أحيل إلى المعاش عام 1983 .

تزوج توفيق من السيدة نوال الرخاوي، والتي كانت ابنة عائلة معروفة، فذهب وطلب يدها من عائلتها، وكانت هي الزوجة الوحيدة في حياته والتي استمرت معه حتى وفاته، حيث أحبها حباً كبيراً .

ورغم أن معظم أدواره، وأبرزها، وأكثرها رسوخاً في أذهان الناس، من نوعية أدوار الشر، فإنه استطاع أن يلبسها ثوباً خاصاً جعل الناس تقبله فيها . . إذ جعل كل حواسه تعمل في اتجاه خدمة نوعية الأدوار التي يقدمها، وكان في حالة بحث دائم عن جملة أو إفيه أو إشارة تخدمه عندما يقف أمام الكاميرا، فأصبح صاحب أشهر إفيهات في تاريخ السينما المصرية في مساحة عريضة من الأداء المتنوع كانت له صولات وجولات، كان كحصان جامح لا أحد يستطيع أن يوقف اندفاعه .

كان أول شرير على الشاشة السينمائية يجعلك تضحك من القلب، وتغرق في الضحك من دون أن تجد مبرراً لهذه الضحكات، رغم أنه لم يكن ينوي عندما أصبح ممثلاً أن يحترف تقديم أدوار الشر، أو أن يصبح شرير الشاشة الظريف، كما كان يطلق عليه، وقد أتته أول فرصة سينمائية وهو طالب في معهد الفنون المسرحية عندما اختاره عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لتقديم شخصية أحد المسلمين الذين استشهدوا في سبيل الإسلام، وذلك في فيلم ظهور الإسلام عام 1951 .

وكان المخرجان يوسف شاهين وتوفيق صالح هما اللذان حددا اتجاهه وطريقه، وحولاه إلى أدوار الشرير الذي يرتكب الجرائم ويثير الشغب ويقف ضد القانون، وزعيم العصابة الذي لا تفوته صغيرة أو كبيرة، مع كل من حوله، فقد أسند إليه المخرج توفيق صالح دور شرير في فيلم درب المهابيل عام ،1955 ثم اختاره يوسف شاهين في دور مماثل في فيلم صراع في المينا عام ،1956 أي أن توفيق صالح قدمه في هذه الأدوار صدفة فالتقط يوسف شاهين الخيط، وهكذا وضع الفيلمان توفيق الدقن في إطار أدوار الشر، فقرر اختيار أسلوب خاص لتقديمها، وكان يرى أن الشرير لا بد أن يكون جميلاً وأنيقاً وظريفاً حتى يتمكن من إقناع الآخرين بنواياه السيئة من دون أن يشعروا بذلك، فاستعاض بخفة الظل عن الجمال والأناقة .

والغريب أنه على الرغم من التنافس الشديد في أدوار الشر فإن صداقة حميمة ربطت بين توفيق الدقن ومحمود المليجي وفريد شوقي، واستيفان روستي، وظلت هذه الصداقة تربط بينهم حتى رحلوا جميعاً، لدرجة أنه أثناء تصوير فيلم المخادعون عام 1973 كان المشهد يتطلب أن يضرب الفنان حسن حامد زميله توفيق الدقن، لكن الدقن اعترض بشدة وقال في استنكار وبطريقة أدائه المعروفة للجميع: فريد شوقي يضربني مافيش مانع، محمود المليجي زي بعضه، رشدي أباظة لا بأس به، ياما ضربوني وخصوصاً رشدي أباظة أبو إيد تقيله . . لكن حسن حامد صعب قوي .

وعلى الرغم من أن توفيق الدقن ترك أكبر رصيد من الأعمال متمثلة في 400 فيلم و150 مسرحية و300 تمثيلية إذاعية وما يقرب من خمسين مسلسلاً تلفزيونياً، وكان آخر أفلامه لعدم كفاية الأدلة مع نجلاء فتحي عام ،1987 فإنه لم يكن نجما للشباك، ولم يقدم البطولة المطلقة على مدى 36 عاماً هي عمر مشواره الفني، كان كل ما يهمه أن يكون الدور جيداً، وأن يحافظ على الحب بين الأصدقاء، لدرجة أنه حزن كثيراً على صديقه محمود المليجي، وكان في حالة تعب شديد عندما عاد إلى البيت بعد أن مشى في جنازته عام ،1983 ولما رأته والدته على هذه الحال نصحته بأن يأخذ إجازة للراحة يقضيها في الإسكندرية، وبالفعل ذهب وأمضى فيها عشرة أيام، وعندما عاد إلى القاهرة بدأ يعاني من مرض السكر والفشل الكلوي، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان يعمل ويرفض التوقف حتى للعلاج . وظل هكذا حتى أصابته غيبوبة، ونقل على أثرها إلى المستشفى، بقي فيها عشرة أيام، وبينما هو يرقد في المستشفى أوصى ابنه بأن يتم دفنه على الفور، ووضع زهرة حمراء على قبره، وأكد ضرورة أن يتوجه كل منهم إلى عمله بعد الانتهاء من مراسم الدفن، لأن الحياة لا تتوقف عند أي إنسان مهما كان قدره، وبعدها توفي في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام ،1988 بعد رحلة طويلة من الكفاح والفن، نال خلالها العديد من التكريمات، وربما أهمها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1965 من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وشهادة الجدارة في عيد الفن عام 1978 من الرئيس السادات .

غير أن أهم جائزة نالها في حياته وبعد رحيله، هي حب الجمهور، فيكفي أنه بعد رحيله منذ ما يقرب 22 عاماً عانت السينما المصرية  ولا تزال  من عدم وجود البديل الذي يصل إلى ربع قامته ونصف عبقرية توفيق الدقن . . وبغيابه ترك فراغاً على الساحة الفنية لم يستطع أحد غيره أن يملأه حتى الآن لأنه لا يشبه أحداً ومنفرد في موهبته وأدائه الصادق .

الخليج الإماراتية في

17/11/2010

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)