حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فردوس عبد الحميد:

عشت القهر في حياتي وفني!

القاهرة – مصطفى ياسين

«بنت بلد»... في ملامحها إحساس وشجن خفي وحزن تراه من النظرة الأولى، هي خلطة إنسانية من الالتزام والاحترام والعناد. تتعامل مع حياتها بصداقة ومع أحزانها بفهم ومع مشاعرها بحبّ. عدوّها الخوف وصديقتها المحبة وحبيبها الفن. إنها فردوس عبد الحميد محمود، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الكونسرفتوار (تخصص أصوات)، والمولودة في الإسكندرية في 25 فبراير.

أخبرينا عن عائلتك.

أنا اسكندرانية أباً عن جد، والدي عبد الحميد محمود تاجر موبيليا ووالدتي تدعى فاطمة، ولدي شقيقتان: الكبرى ليلى، مهندسة ديكور والصغرى منى خريجة آداب قسم تاريخ وأنا الوسطى بينهما.

·         تشعرنا حماستك وانفعالك أمام الأحداث السياسية التي يمرّ بها المجتمع بأنك زعيمة

أفضّل أن أكون زعيمة في فني لأن الفن رسالة، ثم إنني أكره المراكز والأعمال الإدارية ولا أطيق الروتين.

·         هل فكرت في الانضمام إلى حزب سياسي معين؟

عُرض عليّ الانضمام إلى حزب معين والترشح لانتخابات مجلس الشعب فرفضت يقيناً مني بأن الفن وسيلتي الوحيدة لخدمة مجتمعي.

·         إذا افترضنا وصولك يوماً ما إلى السلطة، فما أول قرار تتخذينه؟ 

احترام النظام، لأن عدم وجوده في حياتنا كارثة، مع ضرورة احترام الوقت وقيمته.

·         كيف كانت شخصيتك وكيف تطوّرت؟

كنت طالبة عادية من دون تخطيط أو طموحات أو اهتمامات معينة، أي شخصية بلا ملامح، بعد التحاقي بالمعهد العالي للفنون المسرحية ظهرت شخصيتي الحقيقية التي بقيت غامضة في طفولتي ومراهقتي.

·         هل أنت من النوع الذي يسهل التفتيش في مشاعره وصور ذكرياته؟  

لا، أحتفظ بخصوصياتي ومشاعري في خزانة لها رقم سري لا يعرفه أحد سواي.

·         ما كان اسم الدلع وأنت طفلة؟  

«دوسة».

·         هل كنت سعيدة به؟  

أبداً لأني أعتز بفردوس اسمي الأصلي.

·         ألهذا السبب أصبحت شخصية جامدة؟ 

لست جامدة في المشاعر، لكني صلبة وقوية ولا أضعف إلا بصعوبة.

·         كيف كانت طفولتك مع شقيقتيك؟ 

تربينا على مجموعة من القيم والمثل العليا التي احترمناها منذ الصغر، وكان التعاون أبرز سمة في تعاملاتنا مع بعضنا البعض. لم نعرف الأنانية أو حب الذات وكنا نتسامر كل ليلة حول ما حدث لنا طوال اليوم.

·         كونك الوسطى، هل شعرت بفرق في تعامل أهلك معك؟ 

لا، لأن والديّ كانا يرفعان شعار الديمقراطية والمساواة.

·         أيهما كنت الأقرب إليه: والدك أم والدتك؟  

والدي، إذ كان يتمتع بعقلية منفتحة ومشاعر متحضرة.

·         ما المادة التي لم يكن بينك وبينها ودّ في المدرسة؟  

الحساب، ولغاية اليوم أكره لغة الأرقام و{خايبة» جداً في أي تعاقد مادي.

·         مَن هو صاحب القرارات في حياتك؟  

أنا عاطفية ولا أحسب بعقلي عكس ما يتصوّر الناس.

·         ماذا بقي من ذكرياتك في الإسكندرية؟

الإسكندرية مدينة مثل الحلم، تمنح المولود فيها الحرية وعشق الحياة بلا حدود، تعلمت منها السماح وطيبة القلب والتفاؤل والإصرار على التحدي.

·         ما أكثر نصيحة كنت تسمعينها في طفولتك؟ 

عدم الكذب لأن الصدق ينجّي مهما كانت عواقبه.

·         ما أسوأ عقاب تلقيته في طفولتك؟ 

عندما كان والدي يخاصمني أكثر من يوم.

·         هل تستفيدين من أخطائك؟  

ليس دائماً.

·         أخبرينا عن حياتك الزوجية

دام زواجي من زميلي الفنان نبيل الحلفاوي خمس سنوات ورزقت منه بابني خالد. عام 1984، تزوجت من المخرج محمد فاضل ولدي ابن إسمه أحمد.

·         بعد تجربة زواج فاشلة من فنان عدت وارتبطت بفنان آخر، ألم تخشي الفشل ثانيةً؟ 

كل زواج حالة خاصة. لا أؤمن بالقواعد التي قد يتعارف عليها البعض أو يختلف عليها ولا قاعدة تقول إن زواج فنانة من فنان ناجح أو فاشل، فالمشاعر الإنسانية لا تحكمها القواعد الثابتة.

·         ما أبرز صفات المخرج محمد فاضل؟

زوجي من برج السرطان، وأهم صفاته أنه كتوم جداً، منضبط تماماً، يمارس عمله بفن، وإذا أحب ذاب في حبه...

·         وصفاتك؟  

برجي الحوت، يتميز بأنه شديد العطاء والحنان والطيبة، لكن إذا شعر بالإهانة والظلم دمّر كل شيء حوله حتى نفسه وتحوّل إلى قنبلة موقوتة.

·         ما سبب فشل زواجك الأول؟

عدم التوفيق.

·         وهل اخترت فاضل أم هو الذي اختارك؟  

تسرّب كل منا إلى أعماق الآخر في اللحظة نفسها.

·         ما أهم سماتك في منزلك؟ 

التنظيم والإشراف على كل كبيرة وصغيرة. أتسوّق بنفسي ما أحتاج إليه من لحوم وخضار وفاكهة. أكره التكلّف لذا أعيش حياة مختلفة عن باقي الفنانين.

·         هل تهوين السهر؟ 

يبدأ نهاري مع غروب الشمس ويستمرّ حتى الرابعة صباحاً. الليل أكثر راحة بالنسبة إلي من ضوضاء النهار وضجيجه.اعتدت السهر في بيتي لأستمع إلى الموسيقى أو أشاهد فيلماً أو أقرأ كتاباً أو حتى لأختلي بنفسي.

·         إلى من تدينين بالفضل في حياتك؟

إلى والدي رحمه الله.

·         صرّحتِ يوماً أنك كأم لا تفضّلين أن يحيا ابنك في زمن القهر، فماذا كنت تقصدين؟ 

أردد هذه العبارة دائماً. أقصد بالقهر أن يُفرض على الشخص رأي أو قانون لا يقتنع به، وأن تُفرض عليه حياة بأكملها لا يرضى عنها.

·         هل عشت القهر؟  

نعم في حياتي الخاصة وفي فني.

·         هل نجحت في مقاومته؟  

بالتأكيد، لأن لديّ قناعة بأن أموت ولا أقهر.

·         ما الأسئلة التي تحيّرك؟ 

لماذا تغير الناس؟ أين الصداقة؟ لماذا صارت حياتنا سلسلة متصلة من المعاناة؟

·         هل تخافين الغد؟ 

أحرص على تفادي مفاجآته.

·         عنيدة؟  

جداً.

·         متى تزور الابتسامة وجهك؟

في بيتي وحين أكون السبب في إسعاد الغير.

·         ما حجم الحزن في حياتك؟ 

كبير. المشكلة أنني جادة سواء في فرحي أو حزني.

·         هل أنت محافظة؟ 

أنا مع التقاليد وأهوى الأمور الكلاسيكية التي لها تاريخ وتندرج ضمن ذكرياتي الجميلة.

·         هل ثمة أحلام مؤجلة لديك؟  

كثيرة جداً.

·         ألم يكن من بين أحلامك أن تكوني مطربة؟ 

أبداً.

·         ما الصوت الذي يطربك؟ 

الرائعة فيروز، خصوصاً ألبومها الأخير «إيه فيه أمل».

·         «تفتكري لسه فيه أمل»؟ 

أكيد وإلا نموت... يستحضرني عنوان أغنية محمد منير «لو بطلنا نحلم ... نموت».

·         هل تحتفظين في داخلك بشخصية طفلة؟  

طبعاً ولا أستطيع التخلص منها. أعتقد أنها ظاهرة طبيعية تؤمن توازناً مع النفس وتحمي الشخص من أن يتحوّل إلى وحش كاسر يخاصم البراءة.

·         ما هي هواياتك؟ 

القراءة والموسيقى والسفر.

·         اختاري عنواناً يعبّر عنك وعن تكوينك وأعماقك؟ 

البركان الهادئ.

على  هامش الحوار

• «أسوأ ميزة فيّ هي المواجهة وعدم إخفاء مشاعري الحقيقية تجاه الغير، وقد أكسبتني أناساً كثيرين وخسّرتني أناساً أكثر».

• «أكره العبارات التي تكرّس عدم الثقة بالآخرين مثل: اتق شر من أحسنت إليه»، في المقابل أحب قيم الخير والعدل والجمال وأبذل جهدي للحصول عليها» .

• «تعلمت من أمي الكبرياء وعزة النفس فقد كانت شخصية في منتهى الطيبة ولديها إحساس إنساني راق على رغم أنها نالت قدراً ضئيلاً من التعليم».

الجريدة الكويتية في

17/11/2010

 

365 يوم سعادة و فاصل ونواصل و أسوار القمر

أفلام عيد الأضحى... انسحابات بالجملة

فايزة هنداوي 

بلغ عدد الأفلام المُعلن عرضها في عيد الأضحى 11 فيلماً، لكن قبل بداية الموسم بساعات تأجّل معظمها وانحصر العرض بأربعة هي: «زهايمر» للنجم عادل إمام، «ابن القنصل» لأحمد السقا، «محترم إلا ربع» لمحمد رجب، و{بلبل حيران» لأحمد حلمي.

«كف القمر» للمخرج خالد يوسف أحد أوائل الأفلام التي سحبت من العرض في عيد الأضحى لعدم الانتهاء من تصويرها، وهو بطولة خالد صالح، وفاء عامر، جومانا مراد، حسن الرداد، حورية فرغلي، صبري فواز، سيناريو ناصر عبد الرحمن وحواره، وإنتاج شركة «مصر للسينما».

كذلك، قرّر النجم كريم عبد العزيز تأجيل «فاصل ونواصل» إلى ما بعد عيد الأضحى لعدم الانتهاء من المونتاج، كما يؤكد كاتب السيناريو أحمد فهمي. ويشارك في البطولة محمد لطفي ودينا فؤاد وأحمد راتب، والإخراج لأحمد نادر جلال.

يوضح فهمي أن فريق العمل اجتهد في اللحاق بهذا الموسم، لكن المونتاج حال دون ذلك. ويضيف أنه قرّر تأجيل الفيلم حرصاً منه على مستواه الفني وليس خوفاً من المنافسة مع الأفلام المعروضة، كما يدعي البعض.

إجازة نصف العام

تقرّر أيضاً خروج «بون سواريه» لغادة عبد الرازق (بمشاركة مروى ومي كساب) من سباق العرض في الأضحى، وهو أول بطولة سينمائية مطلقة لها، ومن إنتاج محمد السبكي الذي يؤكد أن التأجيل جاء في اللحظات الأخيرة لعدم الانتهاء من المونتاج، وأنه حدد الأسبوع الأخير من الشهر المقبل موعداً لبداية عرضه.

قرر السبكي أيضاً تأجيل «الفيل في المنديل» إلى موسم إجازة نصف العام، وهو بطولة طلعت زكريا وريم البارودي، وإخراج أحمد البدري.

ومن الأفلام التي كانت مرشحة للعرض في عيد الأضحى أيضاً «أسوار القمر» من بطولة منى زكي وعمرو سعد وآسر ياسين، وتأليف محمد حفظي وتامر حبيب وإخراج طارق العريان.

يوضح حفظي أن التصوير لم ينته بعد، لذا لم يتمكن الفيلم من اللحاق بموسم عيد الأضحى، لكن الفيلم مرشح للعرض في إجازة نصف العام. يُذكر أن «أسوار القمر» واجه أزمة إنتاجية أدت إلى توقفه مرات عدة.

على رغم أن «365 يوم حب» جاهز للعرض، إلا أنه تأجل بدوره إلى موسم إجازة نصف العام. يعزو بطل الفيلم أحمد عز ذلك إلى حرص المنتج على اختيار التوقيت الأفضل وليس إلى الهروب من المنافسة مع عادل إمام وحلمي والسقا، مشيراً إلى أنه لا يرى عيباً في الابتعاد عن زحمة أفلام عيد الأضحى.

منافسات

«المسافر» أحد الأفلام الجاهزة للعرض السينمائي منذ أكثر من عام، وخاض منافسات في أكثر من مهرجان دولي من دون أن يجد ترحيباً نقدياً، ما أدى إلى استبعاده موسماً بعد آخر، كما يؤكد المخرج محمد كامل القليوبي، علماً أنه من بطولة النجم العالمي عمر الشريف، وبمشاركة خالد النبوي، سيرين عبد النور، وشريف رمزي، ومن إنتاج وزارة الثقافة المصرية في أولى تجاربها في هذا المجال.

بدوره، تقرر تأجيل «الشوق» لروبي ومحمد رمضان لمشاركته في مسابقة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الرسمية بعد عيد الأضحى، وهو السبب نفسه لتأجيل عرض «ميكروفون» بطولة خالد أبو النجا، وتأليف أحمد عبد الله وإخراجه.

فيلم «E u c» للمخرج أكرم فريد تأجل أيضاً، لأنه لا يناسب جمهور العيد، بحسب فريد، إذ يحكي تجربة ثلاثة أصدقاء تضطرهم الظروف إلى إنشاء جامعة خاصة بعد فشلهم في الحصول على مجاميع مرتفعة في الثانوية العامة.

يلقي الفيلم الضوء على مشاكل التعليم في مصر، لا سيما المناهج التي تدرّس بشكل يجعل الطالب يركز على الحفظ لا الفهم، وهو بطولة لطفي لبيب وعمرو عابد وكريم قاسم، وتأليف عمر جمال وإنتاج شركة «نيوسينشري».

موازنة مرتفعة

يعزو المنتج والموزع محمد حسن رمزي تأجيل هذا الكمّ من الأفلام إلى أن تلك المعروضة اقترب إجمالي موازناتها من 50 مليون جنيه، لذلك من الصعب إدراج أفلام أخرى معها كي لا تتأثر الإيرادات سلباً على غرار ما حدث في المواسم السابقة.

أما الناقدة ماجدة موريس فترى أن المنتجين يهربون من هذا الموسم لقصر مدته الزمنية، ولأن «مهرجان القاهرة السينمائي» سيبدأ بعد أيام، ما قد يؤثر على إيرادات الأفلام.

الجريدة الكويتية في

17/11/2010

 

زهايمر... بداية جذابة واستطراد معاد

محمد بدر الدين 

يستند «زهايمر» إلى أسماء بارزة في السينما المصرية ليقدّم فيلماً معقولاً ليس بحجم تلك الأسماء! التي يكفي أن من بينها صلاح مرعي (الديكور)، محسن أحمد (التصوير)، عمر خيرت (الموسيقى).

شعر المخرج عمرو عرفة بحجم مرعي وعطائه وأدائه، فكتب له في مستهلّ الفيلم: إهداء إلى جهده الكبير الذي لن ينساه يوماً... حتى لو أصابه «زهايمر».

يبدأ الفيلم، الذي كتبه نادر صلاح الدين، بطريقة جذابة. نحن أمام محمود أو محمود بيه (عادل إمام) كما ينادونه، الذي يكتشف شيئاً فشيئاً وموقفاً فموقفاً أنه ينسى معظم الناس والأشياء والأسماء، هكذا يقنعه المحيطون به بأنه مني، قبل سنوات، بمرض الزهايمر فنسي بسببه الكثير، وإن ظل متذكراً بعض ما كان، خصوصاً الماضي البعيد.

نحن أمام حالة ومواقف وتداعيات وردود فعل، تُعالج للمرة الأولى في السينما المصرية، يؤديها عادل إمام بتفهم وتمكّن وإقناع ممتع. هذا هو القسم، أو الفصل، الأول من الفيلم، ولعله أقوى ما فيه.

يُستكمل الفيلم باكتشاف محمود أن المحيطين به مجرّد وجوه تمثل في مسرحية كبيرة، أو مؤامرة حقيقية، صنعها بدهاء نجلاه «سامح» (فتحي عبد الوهاب) و{كريم» (أحمد زاهر) وزوجة الأخير (رانيا يوسف).

لماذا؟ لأنهم رازحون تحت دين هائل وعليهم أن يسددوا قرضهم إلى أحد البنوك، ولم يجدوا أمامهم سوى إيهام والدهم بأنه مصاب بالزهايمر، فتقدموا بدعوى إلى المحكمة لإثبات ذلك والحصول على ثروته، بعدما سوّل لهم الشيطان أنه لا سبيل أمامهم سوى ذلك، وإلا ينتظرهم السجن والعار.

ما إن يكتشف الأب المؤامرة الخسيسة حتى يعطي الأشخاص الذين استخدمهم نجلاه ضعف المال الذي دفعاه لهم لقاء الكذب وأداء التمثيلية الرخيصة، وهم: الممرضة، الخادمة، البستاني، حتى ماسح الأحذية... هؤلاء أقنعوه بأنه مريض، حتى الطبيب المأجور أوهمه بأن تخفيف الدواء وعدم تناوله في مواعيده يؤدي إلى استفحال مرضه.

يشعر محمود بأن الممرضة (نيللي كريم) أفضل أو أنقى من البقية، لأن ندماً حقيقياً انتابها، فيأتمنها على خطته المضادة ويطلب منها أن تقودها بنفسها ويوهم الجميع بأنه مصاب بالزهايمر فعلاً وبشيء من العته. كذلك يسحب، في الوقت نفسه، ماله من المصرف ويوزّعه على جهات خيرية...

ليس هذا فحسب، بل يتوقع أن يأتي ولداه مع أسرتيهما للعيش معه، بهدف معرفة طريق المال المسحوب، فيصحّ توقعه، ويقلبون البيت رأساً على عقب من دون جدوى.

هنا يأتي القسم الأخير، لعله أكثر ما في الفيلم تقليدية، أو هو استطراد معاد مكرر، إذ يقرر الأب معاقبة الأبناء، يقول: «سأعيد تربيتهم»، فيجد المشاهد نفسه أمام أسخف المشاهد مع أن صناع الفيلم يفاخرون بها وأدرجوها في الدعاية، ولأنه يعاملهم كالأطفال، بحكم ذاكرته الضائعة، يطلب من الشابين دخول الحمام بحجة أنه سيحميهما ويحبسهما في المغطس.

بعد ذلك يطوّر الأب أساليب العقاب، أو ما يسميه إعادة التربية، بتدبير تمثيلية أخرى (يبدو أن كاتب الفيلم استمرأ التمثيليات من هذا النوع)، يقبض بمقتضاها على الولدين وزوجة أحدهما بتهمة ضبط كوكايين في حقائبهم، فيذوقون الأمرين بين التحقيقات والحبس مع مجرمين شرسين، إلى أن يتوبوا توبة نصوح. عندها يفاجئهم الأب بأنه سدد ديونهم ولم يعد يريد منهم شيئاً، اللهم إلا الطفلة ملك «لأقوم أنا بتربيتها... فأنتم لا تعرفون التربية». لا ندري كيف يجيد التربية، فيما لم يحسن تربية ولديه!

وحده المشهد الذي ظهر فيه سعيد صالح، رفيق درب عادل إمام منذ بداية المشوار الفني، الأكثر تأثيراً، وهو في الفيلم صديق محمود القديم أيضاً، فيزوره هذا الأخير في دار المسنين بعدما يهرب من حصار ولديه وخدامهم، ويجده هائماً مشتت العقل، مصاباً بـ{الزهايمر» فعلاً، لكنه لم ينسَ محمود صديق العمر والدرب والمشوار، ويرجوه أن يكرر الزيارة. خلال حديثهما يبول الرجل لاإرادياً، فتلمع الدموع واضحة في عيني محمود وفي عيون المشاهدين أمام هذا الموقف الحافل بالشجن والأسى، وإتقان إمام وصالح إلى حد الرهافة.

بالنسبة إلى بقية الممثلين الموهوبين، خصوصاً نيللي وعبد الوهاب ورزق ورانيا، فلم تمنحهم الأدوار الفرصة ليبرزوا مواهبهم وليضيفوا إلى مسيرتهم الفنية جديداً.

الجريدة الكويتية في

17/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)