حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سمية الخشاب: لست من هواة المشاكل

القاهرة - رولا عسران

غابت الفنانة سمية الخشاب عن الشاشة أخيراً لكنها لم تغب عن بلاتوهات تصوير المسلسلات، فقد انهمكت في الأشهر الماضية بتصوير مسلسل «سوق البشر» إلا أنها ما لبثت أن توقّفت لانشغالها بالتجهيز لمسلسل «كيد النسا»، بالإضافة إلى مشاركتها في لجان تحكيم في مهرجانات دولية، وتحضير ألبوم خليجي جديد وأغنية سينغل مصرية.

عن جديدها وعلاقتها بفيفي عبده والصلح بينها وبين المخرج اللبناني يحيى سعادة كانت الدردشة التالية معها.

·         لماذا توقّف مسلسل «سوق البشر»؟

لأسباب لها علاقة بعدم الانتهاء من كتابته، لذا فضّلنا الرجوع إلى مسلسل «كيد النسا» الذي وقّعت عقداً للمشاركة فيه منذ أكثر من عام قبل التجهيز لـ{سوق البشر»، ومن المقرر أن تشاركني البطولة الفنانة فيفي عبده.

·         لماذا فيفي عبده تحديداً؟

شاركنا معاً في بطولة مسلسل «الحقيقة والسراب» قبل سنوات، وبعد النجاح الذي حقّقه اتفقنا على التعاون مجدداً في أي عمل سينمائي أو تلفزيوني، وعندما عرضت عليَّ فكرة «كيد النسا» وجدنا أن فيفي عبده هي الأنسب لدور «ضرّتي».

·         أخبرينا عن فكرة المسلسل.

تدور الأحداث حول امرأتين متزوّجتين من رجل واحد تحاول كل واحدة منهما أن تزعج الأخرى بتصرّفاتها للاستفراد بقلب الزوج.

·         ألا تتشابه أحداثه مع مسلسل «الحاج متولي» الذي سبق وشاركت في بطولته؟

أبداً، في «كيد النسا» تدور الأحداث حول مغامرات الضرائر في الأساس، بمعنى أن الرجل ليس هو محور الأحداث، بالإضافة إلى أن «تيمة» الرجل المتزوج من امرأتين ليست جديدة، فقد سبق أن قدمت في السينما وفي الدراما التلفزيونية مراراً، لكن الأهم في الأمر هو كيفية معالجة الموضوع بطريقة جديدة.

·         يتردّد أن ثمة خلافات بينك وبين فيفي عبده حول دور كل منكما في المسلسل، ما صحة ذلك؟

لم ينتهِ أحمد أبو زيد من الكتابة حتى هذه اللحظة لتظهر الخلافات، ثم فيفي عبده صديقة ولا خلاف بيننا، بل على العكس كل واحدة منا تهتم بظهور الأخرى في أحسن صورة، ولا أعرف مصدر الأخبار المغلوطة هذه.

·         يرى البعض أن اتجاهك إلى التلفزيون تعويضٌ عن غيابك السينمائي، ما تعليقك؟

في الحقيقة، أرغب هذه الفترة في أن أقدّم للمشاهد أعمالاً يتابعها في المنزل فلا يضطر إلى أن يقصد السينما ليراني، بالإضافة إلى أن شاشة التلفزيون تشعرني بالسعادة لأنها تولّد نوعاً من الحميمية بين الفنان والجمهور.

·         ما حقيقة خلافك مع صابرين حول مسلسل «شفيقة ومتولي»؟

لا خلاف بيننا، وكل ما حدث أن المخرج حسني صالح رشّحني لدور البطولة فوافقت من حيث المبدأ، لكننا لم نتحدث عن خطوط العمل الرئيسة لغاية اليوم، ولو اتفقنا عليها سأجسّد شخصية شفيقة لأني أحبها مع أنها ليست سهلة، يكفي أن الفنانة الكبيرة سعاد حسني قدّمتها ما يعني أنه يصعب على أي ممثلة تجسيد الدور من بعدها.

·         يتردّد أن تسوية ما حصلت بينك وبين المخرج يحيى سعادة، ما صحة ذلك؟

لست من هواة المشاكل لذا وافقت على تسوية الخلاف بيننا بشكل ودّي ورسمي في نقابة الموسيقيين، لكن لو وصل الأمر إلى حدّ التجاوز فلن أسكت عن حقي.

·         تحضّرين ألبوماً خليجياً كاملاً وأغنية سينغل مصرية، لماذا هذا التفاوت بين الألبوم والأغنية؟

أعشق الأغنية والموسيقى الخليجيتين، لذا قررت أن أستمتع بهما من خلال ألبوم كامل تعاونت فيه مع مجموعة من شعراء الخليج والملحّنين من بينهم: محمود الحسيني، الكويتي حمد خضر، ومدحت خليل...

في المقابل، حضّرت أغنية سينغل مصرية لأنني لا أضمن توزيع الألبوم في مصر، فقراصنة الإنترنت ومواقع تحميل الأغاني جعلت المكسب في سوق الكاسيت صعباً، لذا فضلت تقديم ألبوم خليجي وأغنية سينغل باللهجة المصرية إلى حين حلّ أزمة سوق الكاسيت.

·         كيف تقيّمين مشاركتك في لجنة تحكيم «مهرجان سلا» في المغرب؟

أنا سعيدة بالتجربة، فأهل المغرب يهتمون بالسينما وبقضايا المرأة وهذا أمر جيد يستحقون عليه التحية.

هل سنراك في عمل سينمائي جديد مع المخرج خالد يوسف أم أن العلاقات بينكما انقطعت بعد انفصالك عن المنتج كامل أبو علي؟

بالعكس، ثمة مشروع سينمائي سيجمعني بخالد يوسف، وبعد أن ينتهي من التحضير لفيلمه الجديد سنبدأ التصوير.

الجريدةالكويتية في

28/10/2010

 

مهرجانات السينما العربية.. أعراس بلا عرسان

فننا السابع ضاع في زحمة مهرجاناتنا السينمائية

حذام خريّف 

خلال فترة الستينات من القرن الماضي، كانت الأمة العربية، من محيطها إلى خليجها، تشهد إشعاعات كثيرة، على مختلف الأصعدة، إقليميا ودوليا ووطنيا؛ وقد أثّرت هذه الحركية تأثيرا بالغا على الثقافة والفنون وتمخضت عنها موجات ثقافية جديدة، منها إطلاق المهرجانات السينمائية.

في تلك الفترة أعلنت تونس عن مبادرة وغامرت بأن أطلقت أول مهرجان سينمائي عربي، وهو أيام قرطاج السينمائية "1966"، وبعد ذلك كان لابد لعاصمة الفن العربي وهوليوود الشرق أن تطلق مهرجانها السينمائي، فبعثت سنة 1976 مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يعتبر واحدا من بين أهم أحد عشر مهرجانا على مستوى العالم؛ وبعدها ظهرت تجارب أخرى في مصر وسوريا والمغرب والجزائر.

وبقي الحال على ما هو عليه سنوات طويلة إلى أن هبّت رياح التغيير؛ فتغيّرت المعطيات وتبدّلت الأهداف، وغابت الأفكار الرائدة وسط معركة حامية الوطيس بين عدّة مهرجانات عربية تقام كلّها في نفس الفترة من السنة.. مهرجانات جديدة شابة و"غنية" دخلت الساحة وهي عازمة على انتزاع مكانة مرموقة ومميزة على خارطة المهرجانات السينمائية العربية والعالمية؛ ومهرجانات "عميدة" كانت في ما مضى سيدة الساحة، لا منافس لها لذلك لم تكن نقاط ضعفها واضحة ولم تظهر عليها آثار السنين إلا بعد أن تخلّت عن هويّتها وأصبحت متصابية، تُلاحق المهرجانات الشابة ولكن بخطى "الشيوخ"..

في كل عام ينطلق موسم هذه الأعراس السينمائية العربية، بمهرجان أبوظبي السينمائي الذي افتتح في14 أكتوبر- تشرين الأول؛ لتمرّ بعد ذلك قافلة "الكرنفالات" السينمائية العربية من الخليج إلى المغرب العربي لتحطّ الرحال في تونس، وتحتفل بالعيد الثالث والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، وفي أثناء ذلك افتتح في قطر مهرجان تريبيكا الدولي، وتلوح في أفق بلاد الشام بوادر انطلاق الدورة 18 لمهرجان دمشق السينمائي"7 نوفمبر/ تشرين الثاني"، وبعد ذلك لا بدّ أن يتمّ الوصال مع مهد السينما العربية من خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لترجع القافلة بعد ذلك إلى المغرب العربي، عبر بوابة مهرجان مرّاكش الدولي "4 من ديسمبر/كانون الأول"، ومسك الختام سيكون إماراتيا أيضا مع مهرجان دبي السينمائي الدولي دبي "12 ديسمبر/كانون الأول".

والمتابع لهذا العدد من المهرجانات لا يسعه إلاّ أن يشيد بهذا الاهتمام الكبير بالفن السابع في الوطن العربي؛ ولكن نظرة متفحّصة عن قرب لهذا الواقع تكشف "صراعا" خفيّا بين مقاولي هذه المهرجانات الذين حوّلوا هذه المناسبات الثقافية الفنية إلى "صراع ضرائر".

لا خلاف بشأن أهمية هذه المهرجانات ولا جدال في نجاحها، وأهميّتها كمنابر سينمائية فتحت آفاقا واسعة أمام الفيلم العربي، وشجّعت الابداعات الشابة على الخلق والابداع؛ وهي بكلّ تأكيد تساهم في دفع حركة التنمية الثقافية والاقتصادية والسياحية لبلادها..

ومما لا شكّ فيه أن المهرجانات السينمائية العربية الجديدة والقديمة تعتبر ملجأ السينما الجادة التي لم تجد لها مكانا وسط موجة الأفلام التجارية وهي تتيح لعشّاق الفن السابع مشاهدة أفلام قد تصعب مشاهدتها خارج أيام المهرجانات لأنها خارج اهتمام المنتجين.

ولكن، ما جدوى هذه المهرجانات إذا لم تساعد على فتح آفاق التواصل بين الجمهور العربي والسينما العربية؟ فبخلاف السينما المصرية لا نجد ولو فيلما مغاربيا أو سوريا أو لبنانيا أو إماراتيا واحدا في أي من قاعات السينما في البلدان العربية ثم بقية بلدان العالم وفي الفضائيات التي قد تكسر أحيانا الروتين لتعرض فيلم "الحدود" السوري وبعض أفلام فيروز. فمن الغريب أن تسعى السينما العربية إلى اكتساح الأسواق العالمية، والسوق العربية لا تزال شبه مغلقة أمام الأفلام العربية "غير المصرية".

أما المفارقة الأكبر، فهي أن هذه المهرجانات تأتي في أشدّ الأوقات حرجا في تاريخ الأمة العربية، سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفنيا؛ وكأننا بالسينمائيين العرب يعيشون خارج هذا الزمن؛ ففي الوقت الذي تجوب فيه الأفلام الأمريكية الصنع، و"الصهيونية" التمويل، المهرجانات العالمية، وأيضا العربية، وتفوز بأهم جوائزها، لا يزال الفيلم العربي يجترّ نفس "الثيمات"، المرأة والحب والكبت الجنسي والعاطفي عند الشباب العربي..

لا ننكر أن طرح مثل هذه القضايا يدخل في صلب المهمة السينمائية؛ ولكن حين تصبح المهرجانات العربية قبلة لأشهر نجوم السينما العالمية ومحلّ اهتمام وسائل الإعلام، فإنها ستكون خير سلاح للردّ على المغالطات التي يحملها العالم الغربي عن الوطن العربي..

ومع ذلك يبقى أمرا جميلا أن تنعم البلاد العربية بمثل هذه المهرجانات ذائعة الصيت، ولكن الأجمل من تعدّدها وشهرتها أن نجعل منها قوّة تقف في وجه الإهانات الغربية المتعمّدة للعرب والمسلمين؛ وأن تكون مصدحا يرفع عاليا أنين ضحايا الحرب الأمريكية الظالمة على العراق، وصوتا لمحاربة الإسرائيليين والآلة الصهيونية الغاشمة التي لا يمكن مهما قاطعنا المهرجانات التي يشاركون فيها والمناسبات التي يتواجدون فيها أن نغيّب حضورهم لأنهم بكلّ بساطة موجودون بل ومتغلغلون فيها بكلّ الطرق والصور والتمويلات.

فنحن دائما نتّهم المهرجانات الغربية بأنها عنصرية وظالمة للفيلم العربي، ولكنه أمر طبيعي "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص"، ونحن يبدو أننا استمرأنا انتظار الغير ليكشف عن مآسينا ورحّبنا بالغريب ليأتي ويبدع باسمنا بل ويفوز في مهرجاناتنا بأعمال تتحدّث عن عراقنا المكلوم وأرضنا المحتلة وسوداننا المأزوم..

ولا نعرف موطن العلة في ألا تكون هذه المهرجانات العربية "العالمية" صوت الأمة للعالم قبل أن تكون مناسبة للمحاباة و"برستيجا" اجتماعيا فنيّا تنكبّ إدارته على توفير كلّ سبل الراحة والرفاهية لأصحاب السعادة من الفنانين والضيوف.

المخرج الأمريكي مايكل مور حوّل حفل الأوسكار دورة 2007، والحرب الأمريكية في أوجها إلى محاكمة للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ردّا على جرائمه في العراق؛ وجورج كلوني، اليوم، يتنقّل من هذا المهرجان إلى ذاك مروّجا للقضية السودانية وأزمة دارفور، بالطبع وفق منظوره هو، أما انجيلينا جولي فزارت العراق وتحدّثت عن أفغانستان وباكستان؛ وإسرائيل تسوّق لنفسها في المهرجانات السينمائية العربية وتتفاخر بأرضنا وتاريخنا في أعمال من إنتاجها، بينما أصوات فنّانينا صامتة، ومهرجاناتنا منقسمة قابلة للتفتيت أيضا، وهي في ذلك ليست أفضل حالا من سياستنا، بل هي تعكس الوجه الآخر لعجزنا وعطالتنا وضحك العالم علينا.

العرب أنلاين في

28/10/2010

 

معهد ومهرجان «ساندانس» لمنح فرص للمخرجين الجدد

روبرت ريدفورد: مكان للشبان يعملون فيه محاطين بمحترفين  

أثناء زيارته الأخيرة «كان»، للمشاركة في «ميبكوم» للترويج لمحطّته التلفزيونية «ساندانس»، التقت المجلة الأسبوعية الفرنسية «إكسبرس» (20 تشرين الأول 2010) الممثل والمخرج والمنتج الأميركي روبرت ريدفورد، المُدافع الأول عن السينما المستقلّة. ففي ثلاثين عاماً، أنشأ «معهد ساندانس» و«مهرجان ساندانس» والمحطّة التلفزيونية هذه، بهدف «منح فرص للمخرجين الجدد للتعبير عن أنفسهم بحرية، بسردهم قصصاً».

التزام

بعد هذا التقديم، سألته ساندرا بينيديتّي: «لماذا التزام كهذا؟». قال ريدفورد: «لأن هذا ما ينقص الأفلام غالباً: قصص حقيقية عن أميركا. إنه أيضاً السبب الذي جعلني منتجاً، ثم مخرجاً. أردتُ سرد قصص عن بلدي، وإظهار وجهه الحقيقي». لكن، كما يُقال، فإن كل شيء ينطلق من الطفولة: «هل حبّ القصص هذا وتعلّقك بحرية التعبير نابعان منها؟». أجاب ريدفورد: «هناك أمران. كنتُ كسولاً في صغري. كنتُ جيداً في الرياضة، لكني كنت أضجر في الصف. اعتدتُ الرسم في زاويتي. كشفتني، ذات يوم، المدرِّسة، وعرضت رسوماتي أمام الصف كلّه لإذلالي. لكن زملائي طرحوا الأسئلة عليّ، فأخبرتهم القصص التي ترويها الرسومات هذه. في ما بعد، سُمح لي أن أعرض رسوماتي مرّة في كل أسبوع، وأن أشرحها وأعلّق عليها. ربما لو أن هذه المرأة لم تُشجّعني في النهاية، لو أنها لم تمنحني حرية التعبير هذه، لما كنتُ أصبحتُ على ما أنا عليه الآن».

أما الأمر الثاني فمختلفٌ: «بما أني كنتُ أمارس الرياضة كثيراً، فقد قيل لي إن المسألة كلّها لا تتعلّق بالربح والخسارة، لأن الأساس كامنٌ في الطريقة المعتمَدَة في اللعب، بأن أكون مستقيماً، وأن أحترم قواعد اللعبة... إلخ. أدركتُ سريعاً أن هذا خطأ. في الولايات المتحدّة، الانتصار/ الربح مهم جداً أكثر من أي شيء آخر، أياً كانت الطرق المعتمَدة لبلوغه. عندما أصبحتُ مراهقاً، بات قول الحقيقة بخصوص هذه المسألة يُلحّ عليّ. لهذا السبب أيضاً، انطلقت في الإنتاج والإخراج، وبدأت أدعم الأفلام المستقلّة، التي تتمحور غالباً حول الواقع، أكثر مما تفعله الإنتاجات الضخمة. أيضاً في طفولتي بدأت الاهتمام بالبيئة». كيف هذا؟ استعاد ريدفورد فصولاً من طفولته ومراهقته بالقول إنه كبر في لوس أنجلوس، تلك المدينة المختَلقَة والغريبة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية: «فجأة، حصل تدفقٌ للمال، وجاء المتعهّدون، وبدأ تشييد الأبنية والأوتوسترادات. كل شيء أُتلف، من دون التوقّف عند التلوّث. هذا جعلني مجنوناً. أحببتُ الطبيعة دائماً، المساحات الواسعة. وأمام عينيّ، لم يكن هناك إلاّ الباطون. غادرتُ هناك، لأني لم أعد أحتمل مشاهدة ما دمّره السطو. سافرتُ إلى أوروبا لدراسة الفنون الجميلة. في فرنسا، حصل معي انفصالٌ. كنتُ في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمري. لم أكن متأكّداً جداً من رغبتي في أن أكون رسّاماً. كنتُ أبحث عن أمر آخر. التقيتُ طلاباً فتحوا عينيّ على بلدي. في فرنسا، فهمتُ حقيقة الولايات المتحدّة وما هي عليه. تعلّمت التطلّع إلى المخفيّ في الأشياء، أو تحتها. بعد أن تعرّضت للتشذيب، عدتُ إلى نيويورك. وبالصدفة، أصبحتُ ممثلاً».

مستقلّ

إذاً، بحسب ما كتبته الصحافية الفرنسية بينيديتّي، فإن روبرت ريدفــورد الممثل، قرّر ذات يوم أن يكون مستقلاًّ، وأن يصنع أفلاماً تروق له: «هل ساعدتك شهرتك على تحقيق هذا؟». أجاب: «في البداية، ليس كثيراً. مدراء الاستديوهات قالوا لي: «تُنجز «باتش كاسيدي والطفل» و«غاتسبي الرائع»، فنسمح لك بأن تفعل ما تريد، لكن بميزانية لا تتعدّى مليوني دولار أميركي». ألحّ عليّ يومها فيلم حول هذه الحاجة الأساسية إلى الربح التي تميّز الولايات المتحدّة، والتي وسمتني عندما كنتُ صبياً صغيراً. كان «الانحدار السريع» (1969) لمايكل ريتشي. شركة «باراماونت»، التي كان يُفترض بها المشاركة في التمويل، تخلّت عنّي. كان صعباً للغاية إنجاز هذا المشروع، لكنّنا حقّقناه بمليون ونصف مليون دولار أميركي». حدث هذا في نهاية الستينيات، و«كنتَ قد اشتريتَ أراضي في يوتاوا». قال ريدفورد: «نعم. أُغرمتُ بهذه المساحات الشاسعة، حيث الأكواخ فقط. عندما أدركتُ أنه لحماية هذا الموقع عليّ أن أكون مالكه، اشتريتُ هكتارات أخرى. بهذه الطريقة وُلد «ساندانس»، وأسّستُ «معهد إدارة الموارد» بهدف حماية البيئة. في تلك الفترة نفسها أيضاً، أنشأتُ «معهد ساندانس». في الثمانينيات، لم يكن هناك بناء للسينمائيين الشباب، وعرض فيلم مستقلّ أمرٌ صعبٌ للغاية. أنا من دفع التكاليف. رغبتُ في منح مكان للفنانين الشباب يستطيعون العمل فيه وهم محاطون بمهنيين محترفين».

حميمية

ثم تأسّس مهرجان ساندانس، الذي كان «حميمياً جداً» في البداية: «كنا حفنة من الأشخاص. المكان بعيدٌ، والوصول إليه صعب، والوقت برد وشتاء. لكنّي أحببتُ فكرة أن يمشي المشتركون فيه على الثلج، وأن يصلوا «مبرَّدين» إلى الصالات. أردتُه أن يكون مهرجاناً خاصّاً ومميّزاً، بكل معاني الكلمة». لكن، ألا يُزعج ريدفورد أن يُصبح المهرجان آلة ضخمة: «في الواقع، يقلقني هذا كثيراً. أتساءل عمّا إذا بدأنا نفقد هويتنا. أحياناً، أقول لنفسي إنه علينا أن نبدأ كل شيء مجدّداً، في مكان آخر. أمرٌ مضحك أن يحمل النجاح جوانب سيـئة. عندما شاهدنا تدفق آلاف الناس من كافة أرجاء العالم، كنا مطمئنين، لأن هذا كان يعني أن الأفلام تُحدث أثراً على المستوى الدولي. لم نتخيّل أبداً أن الماركات الكبيرة المقبلة إلينا، تنفق ثروات لنشر أسمائها على اللوحات الإعلانية، وأن نجوماً سيلحقون بها، وأن ساندانس ستُصبح مكاناً ثابتاً يجب عليهم الذهاب إليه. فقدنا السيطرة». مع هذا، ألا يستطيع أن يفعل شيئاً حيال ذلك: «لا يهدف المهرجان إلى الربح المادي، لكن «مدينة سالت لايك» تسعى إلى تخزين المال. إنها فدية النجاح، متمنّياً تماماً ألاّ يُضيّعنا (هذا الأمر)».

السفير اللبنانية في

28/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)