حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أكـذوبـة تـأمـيم السينما

محمد رفعت

عودة الدولة إلى الإنتاج السينمائى لن يحل مشكلات السينما أو ينقذها من الأزمة التى عادت مرة أخرى لتخنقها بسبب أنانية بعض المنتجين والمسئولين عن التوزيع والمبالغة فى أجور النجوم والنجمات، فضلا عن بعض الأسباب من خارج الصناعة مثل الأزمة المالية العالمية وظهور مرض أنفلونزا الخنازير وقصر موسم الصيف السينمائى. وتجربة القطاع العام السينمائى لاتزال ماثلة فى الأذهان، فقد تورط هذا القطاع من خلال جهاز السينما فى إنتاج أفلام ضعيفة وعديمة القيمة الفنية مثل «شنبو فى المصيدة»، فى حين أنتجت سيدة عظيمة مثل آسيا ملحمة «صلاح الدين الأيوبى» وخسرت بسبب إنتاجه الضخم معظم ثروتها.

ولذلك فإن إعادة هذه التجربة الفاشلة مرة أخرى لن يؤدى سوى إلى تجمع بعض الانتهازيين ومحترفى إقامة دوائر التواصل وعلاقات البيزنس والشراكة مع بعض المسئولين حول موظفى وزارة الثقافة الذين سيكون فى أيديهم مفاتيح خزانة تمويل إنتاج الأفلام، وهؤلاء هم أنفسهم الذين حصلوا العام الماضى على دعم الوزارة المقدر بنحو 20 مليون جنيه، وأنتجوا أفلاماً لم تحقق نجاحاً جماهيرياً أو تجارياً يذكر، ولم يكن لها قيمة على المستوى النقدى مثل أفلام «العدل جروب».

أما الفيلم الوحيد الذى أنتجته وزارة الثقافة وهو «المسافر» فهو لم يعرض للجمهور حتى الآن بسبب التخوف من ردة الفعل تجاهه، وسيطرة شركات بعينها على عملية التوزيع السينمائى ودور العرض والمنافسة غير الشريفة بين هذه الشركات هى السبب فى عودة السينما إلى زمن الأزمة بعد أن كانت قد تعافت وتخلصت من بعض أمراضها المزمنة.

وهناك أساليب ووسائل أخرى كثيرة للنهوض بصناعة السينما غير العودة إلى تجربة ثبت فشلها عملياً وواقعياً. وليس معنى أن المزاج العام قد تغير بسبب أخطاء شابت عمليات الخصخصة أن تعود قبضة الحكومة مرة أخرى أو يعود تدخلها فى عمليات الإنتاج والتوزيع. فالزمن لم يعد هو الزمن، والظروف الاقتصادية والسياسية تغيرت فى اتجاه لا يمكن النكوص عنه، وما حدث فى حقبة الستينيات من القرن الماضى لا يصلح للتطبيق الآن على أى مستوى من المستويات. ويمكن اللجوء إلى حلول مبتكرة تخلق حالة من التوازن بين نهم القطاع الخاص للربح، وحاجة الناس للحصول على سلعة ثقافية جيدة وبتكلفة بسيطة فى متناول الجميع، كما حدث مع مشروع مكتبة الأسرة الذى أصدر آلاف الكتب القيمة وزهيدة السعر، ولم يقض فى نفس الوقت على حركة نشر الكتب، بل أدى إلى رواجها واتساعها وظهور المئات من دور النشر التى تساهم فى طرح كتب بأسعار السوق تجد هى الأخرى من يطلبها ويشتريها دون أن يطالب أحد بتأميم صناعة الكتاب. وإذا كنا نريد أن نساعد السينمائيين ونشجعهم على الإنتاج، فيجب أن نقلل من قيمة الضرائب على الأفلام الخام ومعدات التصوير وإيجار الاستوديوهات، أو نتيح الفرصة لقناة حكومية مثل «نايل سينما» للمشاركة فى عملية الإنتاج، والقيام بشراء حق عرض الأفلام الجديدة حصرياً كما تفعل القنوات العربية المنافسة، وأن نتوسع فى عمليات الترجمة والدوبلاج للأفلام المصرية، ونبحث لها عن أسواق جديدة، كما يجب أن تقوم وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات من خلال القنصليات المصرية بالخارج والملحقين الإعلاميين بتوقيع عقود حماية الملكية الفكرية مع الدول التى يمثلوننا فيها، بحيث لا يظل الإبداع المصرى سواء كان فيلماً أو مسلسلاً أو أغنية أو مقطوعة موسيقية أمراً مستباحاً للجميع بلا ثمن. ولابد من تفعيل القوانين المنظمة لحقوق الاستغلال الفنى، وتمكين الرقابة على المصنفات الفنية من القيام بدورها فى حماية المنتج الفنى من القراصنة ولصوص الإنترنت.

مجلة أكتوبر المصرية في

10/10/2010

 

«أكـتوبـر» فى السينما الروائية والتســجيلية

محمود عبدالشكور 

عندما تهلّ علينا ذكرى حرب أكتوبر فى كل عام يمتزج لدى شعوران متناقضان إحساساً بالسعادة مستعيداً ذكريات الطفولة وفرحة متابعة البيانات من الراديو الصغير وأغنيات لا تُنسى وحالة عامة من البهجة القومية العجيبة، وإحساس دفين بالحزن لأننا لم نقدم سينمائياً حتى الآن فيلماً روائياً كبيراً يليق بالبطولة وبالأبطال، وحتى اليوم مازلت نكرر فى التليفزيون ريبرتوا أفلام أكتوبر القديمة التى أنتج بعضها على عجل بحيث حُشرت فيه أحداث الحرب مثل «الوفاء العظيم، أو غلبت عليه النظرة التجارية التقليدية مع بعض الرموز الواضح فى المعالجة مثل فيلم «بدور» الذى يحاول الإشارة إلى أن «بدور» هى المعادل الموضوعى لمصر المنسية التى لن تخرج إلى النور إلاّ بجهود ابنها «صابر»- لاحظ دلالة الاسم، ومازال التليفزيون وحتى الفضائيات التى تعرض الأفلام لاتجد ما تعرضه فى هذه المناسبة إلا «الرصاصة لاتزال فى جيبى» والذى لا يخلو من رمز لمصر فى فاطمة «نجوى إبراهيم»، «وأبناء الصمت» الذى يمكن اعتباره أفضل أفلام أكتوبر رغم أنه أصلاً وأساساً عن حرب الاستنزاف ثم أضيفت له مشاهد العبور الأخيرة، وطبعاً فيلم «العمرلحظة» الذى كان يتناول أصلاً حرب الاستنزاف مثل الرواية المأخوذ عنها، وقد تُعرض أحياناً أفلام أحدث لها علاقة بالمناسبة وبطولات الجنود رغم أنها لاتتعرض لحرب أكتوبر مثل «أغنية على الممر» و«الطريق إلى إيلات» «ويوم الكرامة».

الغريب أن القنوات الفضائية لم تفكر كنوع من التجديد مثلاً نفى أن تعرض بعض الأفلام التسجيلية الجيدة والأكثر صدقاً عن حرب أكتوبر مثل الفيلم المؤثر «أبطال من بلدنا» للمخرج الراحل «أحمد راشد» الذى يحكى عن عائلتى اثنين من الشهداء: «سالم» القاهرى، و «فتحى عبادة» فى قرية «ملاحى» وهى تقول عن استشهاد ابنها: الموت علينا حق لكن الفراق صعيب، هناك فيلم «شادى عبد السلام» المعروف جيوش الشمس الذى يحاول الربط بين بطولة الجند وخاصة فى معارك الدبابات وبين فكرة بعث الماضى لأن «جيوش الشمس» هو المصطلح الذى كان يطلق على الجيش المصرى أيام الفراعنة، ولدينا أيضاً الفيلم الجيدعن «عبد العاطى» الأسطورى الذى دمر 23 دبابة، وعنوان الفيلم «صائد الدبابات» للمخرج «خيرى بشارة» ومن تصوير «محمود عبد ?السميع» أجمل ما فى هذا العمل أنه يتحدث عن صناع النصر من الفلاحين، عن عبد العاطى الفلاح ابن قرية شيبة القش فى الشرقية، ومازلت أذكر أفلاماً قصيرة كنت أشاهدها فى طفولتى عن الحرب مثل «الشرارة» ودرع وسيف كلها جديرة بالعرض على كل القنوات بدلاً من تكرار الأفلام الروائية المحفوظة.

أما إنتاج فيلم حربى روائى عن حرب أكتوبر أو أحد أبطالها فأظن أن المشكلة لا تتمثل فى وجود عناصر فنية وتقنية يمكنها تقديم عمل على مستوى رفيع، المشكلة فى التمويل وضخامة التكاليف التى يمكن تدبيرها بفريق من المنتجين بدعم وزارة الثقافة وبتسهيل تنفيذ العمليات العسكرية، عيب جداً أن تنتج اسرائيل أفلاماً عن هزائمها فى لبنان مثل «الرقص مع بشير» وفيلم «لبنان» بينما نحن عاجزون عن إنتاج فيلم ضخم وكبير وعالمى عن انتصاراتنا!

مجلة أكتوبر المصرية في

10/10/2010

 

3مخرجين يرسمون مستقبل الأفلام التسجيلة والروائية القصيرة

أحمد النومي 

ما هى مشكلة الأفلام التسجيلية والأفلام الروائية القصيرة بأشكالها الفنية المختلفة فى مصر؟ وما هو مستقبل هذه الصناعة الواعدة؟ وأين نحن من الغرب؟

تساؤلات طرحت نفسها على هامش انعقاد مهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية وجاءت الإجابة عنها على لسان ثلاثة من مخرجى هذه الأفلام التى مثلت مصر فى المسابقات الرسمية للمهرجان من خلال الحوارات الثلاثة معهم.

 

مصطفى عبد المنعم: مطلوب تغيير ثقافة المشاهد

·         ما هو موضوع فيلمك «آخر رشة»؟

** قصة الفيلم عبارة عن مقارنة بين التاريخ والحاضر وهل الأحسن فى القديم أم الحديث وفى نفس الوقت صراع الأجيال وعبرت عن هذا الموضوع بالتكنولوجيا ما بين تليفون أرضى ومحمول ويحدث بينهما صراع كوميدى وينتصر فى النهاية التليفون الأرضى.

·         إذن فهى دعوة لمناصرة القديم ضد كل ما هو حديث؟

** لا.. ولكننى أعبر عن حالة من حالات الصراع بين القديم والحديث.. وليست فيها قصة.

·         وهل شاركت من قبل بالفيلم فى مهرجانات سابقة؟

** شاركت به فى مهرجانات ساقية الصاوى وفى مهرجان فيلم الطالب بالمغرب ومهرجان آخر بفرنسا وحصلت على جائزة الإبداع الذهبية من مهرجان الإعلام العربى وأفضل فيلم من المهرجان القومى للسينما الدورتين الماضيتين وحصل على جائزة أحسن فيلم تحريك فى مهرجان أفلام الرسوم المتحركة بمصر.

·         فى ظل وجود 17 فيلماً مشاركاً فى المسابقة الرسمية من دول غربية كيف تنظر للفارق بيننا وبينهم؟

** الفارق أن الفيلم هناك يتم الصرف عليه جيداً.

·         وكم يتكلف الفيلم التحريكى؟

** على حسب الدقيقة تتكلف فى حدود خمسة آلاف جنيه وفيلمى تكلف حوالى عشرة آلاف جنيه.

·         ماذا ينقصنا فى مصر لتقديم فيلمك تحريك عالمى؟

** الدراسة السليمة والخبرة والتعلم من المدارس الأمريكية واليابانية.

·         ماذا تقصد بثقافة المشاهد؟

** للأسف الشديد المشاهد فى مصر لا يذهب ليشاهد فيلم تحريك حتى لو كان فيلماً أمريكياً فهناك مسئولية عن غياب التعريف بهذه الأفلام وهى مسئولية الإعلام والتعليم بإن الطفل يرى أن فيلم الرسوم المتحركة موجه للأطفال وليس لجمهور السينما عموماً ويصلح للكبار أيضاً.

 

عبد الله الغمازى: شركات الإنتاج وراء الأزمة

·         كيف جاءت مشاركتك بفيلم «أوقات» بالمهرجان؟

** الفيلم من إنتاج المركز القومى للسينما وتقدم لإدارة المهرجان ووافقت عليه لجنة المشاهدة بالمشاركة.

·         وما هى الرسالة والمضمون داخل الفيلم؟

** الرسالة تحس من قبل المتلقى وموضوعه عن فكرة المدينة وإيقاعها السريع وحالة البرود التى تعانى منها الأسر المصرية بسبب التكنولوجيا مثل التليفزيون والإنترنت وطرحت تساؤلا ماذا لو حدث حادث كبير؟ هل ستخرجنا من حالة الجمود؟

·         ولماذا اسم «أوقات»؟

** لأن الفيلم عبارة عن مشاهد تدور داخل عدة شقق وأوقات معينة من اليوم فهو يرصد الحالة اليومية لأية أسرة عادية.

·         وهل سبق وشاركت بالفيلم فى مهرجانات سابقة؟

** الفيلم شارك فى المهرجان القومى للسينما ولم يحصد جوائز.

·         ما هى الصعوبات التى تواجه صناعة الأفلام التجريبية داخل مصر؟

** أهمها أن تجد شخصاً يتحمس ويمول فيلماً تجريبياً لأن تقديم فيلم تجريبى معناه الخروج عن المألوف سواء على مستوى الفكرة أو التكنيك فتجد صعوبة فى تقبل الفكرة.

·         وما هو الفارق عن الغرب؟

** الفارق هو أننا ليس لدينا أفكار جديدة والإمكانات ففى الغرب تجد مؤسسات كبرى تدعم هذه النوعية من الأفلام وليست المشكلة فى ندرة المواهب لأنه توجد لدينا مواهب قادرة على منافسة الغرب.

·         وما هو المطلوب أو الحل؟

** الحل فى رأيى يكمن فى السينما المستقلة لأنها ترفع من المستوى الهابط للأفلام الطويلة التجارية بتقديم موضوعات أكثر جدية مما تعرضه للسينما العادية مثل فيلم «ولاد البلد» وغيرها.. وتوفير فرص عمل لمواهب لا تجد فرصة للعمل بالسينما بسبب حسابات الشباك والشللية.

 

أيـمـن كامل: التليفزيون سرق الجمهور

·         ما هى قضية فيلم «أسطورة النيل»؟

** الفيلم ينتمى لنوعية أفلام الرسوم المتحركة التى مثلت مصر داخل المسابقة الرسمية للمهرجان وهو فانتازيا مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة والمستقبل الحالى من خلال التكنولوجيا ومن خلال ربط الحضارة المصرية القديمة بالتكنولوجيا الحديثة وسميته «أسطورة النيل» لأنه توجد أساطير كثيرة بالنيل.

·         وكيف ننظر للتجارب المصرية فى هذه النوعية من الأفلام؟

** مصر شاركت بفيلمين داخل المساندة الرسمية لكن التجارب المصرية عموماً تكاد تكون قليلة جداً عكس الخارج.

·         وما هى أبرز الصعوبات التى تواجه هذه الصناعة؟

** أنه لا توجد جهات إنتاجية تتبنى هذه الأفكار لأنها ليست أفكاراً لأعمال تجارية. وبالتالى غير مضمونة الربح لدرجة أننى حاولت الاتصال بالقنوات الفضائية مثلاً لمساعدتى ولم أجد منها أية استجابة.

·         وهل هذه النوعية من الأفلام مكلفة مادياً؟

** متوسط تكلفة الفيلم إذا كانت مدته 5 دقائق لا تزيد على 20 ألف جنيه.

·         وماذا عن الصعوبات التى تواجه الأفلام التسجيلية عموماً؟

** أنها ليست «واخدة» حقها من جهات الإنتاج، وفى دور العرض وفى القنوات الفضائية السينمائية والمفروض أن هذه القنوات تعرض على شاشتها بجانب الأفلام الطويلة بعضاً من هذه النوعية من الأفلام بخلاف قصور الثقافة.. لكن السينما عندنا مرتبطة بشباك التذاكر والاتجاهات الجديدة مرفوضة من قبل المنتجين رغم أنها تثرى الحركة السينمائية لأن هذه النوعية من الأفلام جزء من الإنتاج الفنى ويجب الاهتمام بها مثل الاهتمام بالمسلسلات والأغانى والأفلام لتحقق الانتشار ?والرقى.

مجلة أكتوبر المصرية في

10/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)