حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ديانا فارس ..

وأمنيات تأسيس مهرجان سينمائي للأطفال

حوار: عاصم الجرادات

مخرجة وكاتبة ورئيسة دائرة أفلام الأطفال في المؤسسة العامة للسينما. ديانا فارس استطاعت من خلال كتابة فيلم خيط الحياة (إخراج رزام حجازي) أن تعلن بدأ حياة الفيلم الكرتوني السوري الطويل، والآن تبحث عن سبق جديد من خلال تأسيس مهرجان دمشق السينمائي الخاص بالأطفال، التقتها الجزيرة الوثائقية وناقشتها بسينما الأطفال في الوطن العربي، من حيث أسباب الضعف والصعوبات وغياب الأفلام الوثائقية، وعرجت على فيلمها الجديد (عرائس السكر).

·         ما أسباب ضعف سينما الأطفال في الوطن العربي بشكل عام وفي سورية بشكل خاص؟

هناك استسهال في التوجه إلى الطفل، حيث يُنظر له “ هذا الشخص الصغير الذي لايفهم” نستطيع إعطاءه أي شيء من المواعظ والحكم، ويتم الاكتفاء في بعض أفلام الأطفال تقديم الجانب الدين البحت، وهذا جميل جداً، ولكن لا بد من تطوير خيال الطفل عبر المضمون الديني الموجود في الإسلام، لكن التوجه الموجود هو تنظيري وتعليمي أكثر منه خيالي إبداعي.

والسبب الثاني هو الفقر في اليد العاملة بمجال كرتون الأطفال، وكذلك أن تلك الأعمال مكلفة للغاية، وهذا يقود شركات الانتاج للهروب من تبني هكذا أفلام.

وتلعب غزارة الانتاج الغربي، وتطوره التقني في الصورة البصرية دور كبير في سرقة الطفل العربي الذي يُفضل تلك الأفلام لما تحمله خيال أوسع صورة أجمال ألوان جذابة أكثر، وبذلك سيكتشف الطفل العربي هوة كبيرة  بين الانتاج العربي والانتاج الغربي.

ويشكل عدم وجود كُتاب متخصصين للطفل بالقدر الكافي أحد أهم نقاط الضعف في سينما الأطفال في الوطن العربي، حيث تحتاج الكتابة للطفل بأن يكون بجانب الكاتب مرشد اجتماعي ومرشد نفسي، ومستشار درامي وباحث علمي، ويجب أن يطلع الكاتب على التراث العربي، وبذلك الكتابة للطفل بحاجة لورشة عمل لأن هذه الأعمال موجه لفئة عمرية في طور تشكل في الشخصية حيث أن أي فكرة تقدم لهم تلتصق في ذاكرتها، وتُبنى شخصيتها عليها.

·         كيف استطعتِ في فيلم خيط الحياة أن تقدمي رسالة لجميع الأطفال دون التمييز في الطبقات الاجتماعية؟

عملتُ كثيراً على صناعة حوار لا يتلاءم مع جميع الأطفال فحسب بل مع الأهل كذلك الذين سيتابعون الفيلم مع أولادهم، فحاولت أن يكون الحوار بعيد عن النخبوية وكذلك عن الشعبية، واعتمدت على اللغة الفصحى المفهومة من قبل كل الأطفال، واخترت بيئة قريبة من حياتنا موجودة على أطراف دمشق، وباستطاع الطفل الموجود في المدينة استيعابها، وفي ذات الوقت الطفل القاطن في الريف تكون قريبة له.

وكان موجود في الفيلم عوالم الخيال والسحر، التي باستطاعة جميع الأطفال على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية استيعابها.

·         ما الصعوبات في صناعة أفلام الأطفال؟

الصعوبة الأبرز هي الكتابة فمجرد أنك تكتب للطفل عليك بالعودة في الزمن إلى عشرات السنوات، ولابد من الاختلاط بعالم الطفل، (عليك أن تكون طفل لكي تكتب للطفل)، ولابد أن تنسى كونك كبير في العمر أو أنك تكتب للكبار نصاً درامياً. ويجب أن يتمتع النص  بالمصداقية في الطرح بحيث لا يشعر الطفل أن الأفكار المطروحة هي غريبة عنه، وثالثاً لابد من تواجد عنصر الفكاهة، وفي الكتابة للأطفال يستلزم الامر من الكاتب أن يقوم بعملية سيطرة على نفسه ولايتدخل في مسار الشخصيات لدى الأطفال وتركها فطرية له، وعلى الكاتب الاختلاط بعالم الطفل والبحث عن كيفية وآلية لعبهم وتفكيرهم، لكي نصل بالنهاية إلى نص يُحاكي الطفل.

·         متى سنشاهد مهرجان سينمائي متخصص للأطفال في دمشق؟

طرحت هذه الفكرة منذ أربع سنوات على إدارة المؤسسة العامة للسينما وتم الموافقةعليها، ورُفعت إلى السيد وزير الثقافة الذي وافق وطلب دراسة ميزانية وتم إعدادها لكن لم نحصل بعد على الموافقات الرسمية كون المشروع بحاجة لتمويل يصل إلى 20 مليون ليرة سورية دون الحصول على رعاية في حال وجود الرعاية تنخفض التكلفة المذكورة. وباالنهاية هي مسألة وقت، وأتمنى أن أعمل على تأسيس هكذا مهرجان أو أن أساهم في ظهور هذا المهرجان، كما فعلت في خيط الحياة وهو أول فيلم كرتوني طويل من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سورية.

·         برأيك، ما سبب غياب الأفلام الوثائقية الخاصة بالأطفال؟

من خلال مشاركتي في لجان التحكيم في المهرجات شاهدت العديد من الأفلام الوثائقية العربية الموجهه من الطفل وليس إلى الطفل، وهناك مضمون جيد لكن للأسف هذه الأفلام تبقى حكر على المهرجانات ولا تنتشر بالفضائيات العربية.

وبشكل عام الانتاج الوثائقي السوري ضعيف بالمجمل، فمابالكم في إنتاج وثائقي خاص بالأطفال، على الرغم من وجود طاقات شابة قادرة على صناعة وثائقية، وهناك عامل مهم يلعب دور في تنشيط الفيلم الوثائقي هو المهرجانات المتعددة حيث نشاهد الفيلم الوثائقي في المغرب العربي أنشط بحكم وجود مهرجانات سينمائية على مدار العام، ويوجد مهرجانات متخصصة بالفيلم الوثائقي، أما في سورية فهناك مهرجان واحد هو مهرجان دمشق السينمائي، وإذا أردنا أن نعد لمهرجان جديد يقتصر ذلك على التظاهرات السينمائية، وربما معاني من مشكلة تمويل.

·         هل سيتضمن مهرجان دمشق السينمائي المقبل تظاهرة خاصة بالاطفال؟

للأسف لا، لكن قريباً ستنطلق تظاهرة خاصة بالأطفال سيعرض فيها 12 فيلم كرتون ناطق بالعربية.

·         هناك مشروع في سورية هو المسرح التفاعلي في المدارس، هل تفكر السينما التوجه نحو ذلك؟

خلال أربع سنوات من العمل أسسنا سينما أطفال كروتون، وأخذت منا الجهد والتمويل، والآن طرحنا فكرة تأسيس قسم كرتون خاص بالسينما وعندها نوقف الاعتماد على الشركات، ونقوم نحن كقسم بالتعاقد مع الرسامين وننفذ الفيلم الكرتوني في القسم. وربما نتجه بعد ذلك نحو الورشات التفاعلية في السينما. ولكن الوتيرة والإيقاع العام بطيئة والشخص لوحده لا يستطيع أن يقوم بتنفيذ جملة من الطروحات والأفكار، وحتى تستطيع الانتقال من خطوة إلى أخرى فنخن بحاجة لوقت ولكن برأيي أن الأهم هو وجود الخطة.

·         ماذا تحدثينا عن الفيلم الجديد "عرائس السكر" ؟

فكرة الفيلم في بالي منذ فترة حيث كنت أرغب في كتابة فيلم عن هذه الفئة، ومن جهة ثانية مؤسسة آمال نشطت في فترة من الفترات وأخذت بمراسلة جميع المعنيين بشؤون الطفل لحضور العديد من النشاطات الخاصة بألطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وشجعني أكثر المخرجة سهير سرميني التي أخبرتني أنها تود إخراج فيلم عن ذوي الاحتياجات الخاصة وأخبرتها أني أملك الفكرة، عندها تم الاتفاق، وعملت منذ عام على النص حتى نضج، والمخرجة سرميني تقرأ النص وهناك مستشار درامي للعمل هو محمود عبد الواحد.

الجزيرة الوثائقية في

07/10/2010

 

سيد حجاب في فيلم وثائقي بمناسبة عيد ميلاد السبعين

سميرة المزاحى - الإسكندرية  

عرض مركز الفنون بمكتبة الأسكندرية، فيلم تسجيلى عن الشاعر الكبير سيد حجاب،قدم فيه نخبة من النقاد والفنانين والملحنين والشعراء الكبار والشباب شهادات فنية وإبداعية وإنسانية عن الشاعر سيد حجاب،خلال إحتفالية أقامتها مكتبة الأسكندرية بمناسبة العيد السبعينى لميلاده حضرها الشاعر الكبير ونخبة من رفقاء دربه، على رأسهم الناقد الدكتور صلاح فضل، والشاعر حلمي سالم، والشاعر فؤاد طمان، والفنان عمار الشريعي، والفنان علي الحجار.

وقال الدكتور صلاح فضل إن مكتبة الإسكندرية كرست مبدأ بالغ الأهمية بتكريم الشاعر سيد حجاب، وهو الاحتفاء بما درج على تسميته "الأدب الشعبي"؛ حيث درجت المؤسسات على التمييز الفني بين مستويين من الإبداع؛ رسمي وشعبي، واعتبرت الثاني أقل شأنا من الأول، لافتا إلى أن ذلك التمييز يعد جريمة ثقافية.

وأضاف أن التقليل من شأن الأدب الشعبي هو بمثابة احتقار لإبداع الشعوب ونبض الواقع، مشيرا إلى أن تكريم مكتبة الإسكندرية لرمز من رموز الأدب الشعبي يعدل ميزان تلك الجريمة الثقافية. وأكد أن سيد حجاب استطاع أن يخلق نمطا جديدا من الإبداع، بالتعاون مع الكاتب أسامة أنور عكاشة والفنان عمار الشريعي، تتمازج فيه الدراما والموسيقى؛ منوها إلى أن حجاب قدّم أطرا فنية جديدة لم تشهدها الثقافة العربية.

وأوضح فضل أن ابتكارات سيد حجاب استطاعت كسر الهوة بين الثقافية الرسمية القديمة وتلك الشعبية الحديثة، كما أن إخلاصه لقيم العدالة والحرية ارتفعت بمستوى إبداعه لآفاق عالية.

من جانبه، أشار المايسترو شريف محيي الدين؛ مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، إلى أن سيد حجاب قدم تعبيرا فنيا رائعا عن هموم البشر، وهذا ما يحقق أحد الشروط المهمة للإبداع: وهو قدرة الفنان على الخروج عن دائرة ذاته وتجربته الشخصية ليعبر عن الإنسان في كليته.

وألمح إلى أن الكثيرين ربما لا يعرفون أن سيد حجاب بدأ شاعرا فصيحا ثم تحول إلى العامية، ثم انحاز أكثر إلى كتابة الأغنية والأغنية الدرامية والمسرحية والأوبرا، رغبة منه في الاقتراب أكثر من الناس.

ونوّه محيي الدين إلى أنه مما يؤكد التحام سيد حجاب مع البشر تجربة مهمة له مع تقديم الشعراء الشباب إلى القراء، فحين كان في شبابه، قدمه صلاح جاهين لقراء مجلة صباح الخير ضمن باب بعنوان "شاعر جديد يعجبني"، ثم تمضي الأيام ويحرر الشاعر سيد حجاب بابا بنفس العنوان في جريدة القاهرة عام 2004 ويقدم من خلاله حوالي 20 شاعرا بعضهم جدد وبعضهم كانوا بعيدين عن الأضواء. كما أن لحجاب تجربة أيضا في تقديم المطربين الشباب الذين نجح بعضهم في استكمال مسيرتهم وأصبحوا من أهم الفنانين المصريين؛ مثل الفنان علي الحجار.

وقال المايسترو شريف محيي الدين إنه عمل مع الشاعر سيد حجاب عملين كبيرين هما: "ميرامار" و"3 أوبرات في ساعة"، إضافة إلى العمل حاليا في أوبرا "السقا مات"، مضيفا أن تلك التجارب هي نقطة تحول كبيرة في تاريخ التأليف الموسيقي المصري المعاصر؛ حيث إنها الأوبرات الوحيدة المكتوبة بالعامية، معتمدة على معطيات الحياة اليومية وتفاصيلها البسيطة؛ نزولا من البرج العاجي الذي ألفت منه أوبرات تاريخية جليلة مكتوبة بالفصحى.

ولفت إلى أن أكثر الجوانب التي تشده في شعر سيد حجاب، هو قدرته على كتابة كلمات مرتبطة بـ"الشارع"، كما أنه ديمقراطي في فنه على خلاف كثير من المبدعين المعروفين بالاستبداد الفني التام، إضافة إلى ديمقراطيته في علاقاته الإنسانية أيضا، منوها إلى أنه رغم اختلاف قناعاتهما الفكرية إلا أنهما لم يفقدا حبهما واحترامهما المتبادل.

وأكد الفنان عمار الشريعي  -وهو أشهر الملحنين الذين لحنوا أشعاره- أنه حينما قابل سيد حجاب لأول مرة عام 1977 شعر أنه سيكون هناك تلازما بينهما، مشيرا إلى أن أهم ما يميز شعر حجاب هو موسيقاه الداخلية.

وشدد الشاعر فؤاد طمان، من جانبه، على أن سيد حجاب عاش عمره كله يبحث عن سعادته في سعادة الناس وعن عزته في عزة الوطن، وهو بهذه المسيرة أصبح الامتداد الطبيعي لشعراء الشعب العظام محمود بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح جاهين على طريق الوطنية والفن والجمال.

وفي سياق متصل، شهدت الاحتفالية بمناسبة العيد السبعيني لميلاد الشاعر سيد حجاب عقد جلستين أدارهما الشاعر عمر حاذق والشاعر محمد خير، قدم خلالهما مجموعة من الشعراء شهادتهم الفنية والإبداعية والإنسانية عن سيد حجاب؛ وهم: محمد فريد أبو سعدة، وجمال بخيت، وخميس عز العرب، ومحمود عبد الصمد زكريا، ومؤمن المحمدي، إضافة إلى الفنان محسن حلمي.

كما تضمنت الاحتفالية حفلا غنائيا لأشعار سيد حجاب لكورال قصر التذوق للموسيقى العربية بمشاركة الفنان علي الحجار والفنان وائل فؤاد، تخلله قراءات شعرية لأهم قصائد سيد حجاب.

الجزيرة الوثائقية في

07/10/2010

 

إزالة مسرح الانجا يطوي ذاكرة القرن الفنية العربية

نقولا طعمة – طرابلس- لبنان 

مسرح "الانجا" أو زهرة الفيحاء الذي بناه حسن الانجا أواخر القرن التاسع عشر أو أوائل العشرين، اعتبر صرحا فنيا وثقافيا قل نظيره في الشرق على مدى ثمانين عاما تقريبا للدور الذي أداه في استضافة أهم الفنانين العرب والعالميين، وفي تنشيط الحركة الفنية والثقافية.

منذ عام 1975، بدأت الحرب الأهلية اللبنانية، وغابت السلطة، فسطا مسلحون على المسرح وسرقوا محتوياته، وما لبث سقفه القرميد أن دمر.

بدأت رحلة المسرح نحو الأفول منذ ذلك الحين، فالمسرح ابن بلد لا تهتم سلطاته للثقافة، والفنون لذلك تعالت الأصوات منذ أكثر من خمسة عشر عاما للحفاظ عليه كمعلم هام يحفظ ذاكرة المدينة الثقافية والفنية، لكن ..لم يكن ثمة حياة لمن نادى على إحيائه.

استملكه مؤخرا أحد نواب المدينة بعد أن رفضت الحكومة اللبنانية وكذلك بلدية طرابلس استملاكه، واستطاع مالكه الاستحصال على رخصة بناء على عقاره بعد أن هوى سقفه، مما كان حجة لوزارة الثقافة، والمديرية العامة للآثار لإسقاطه من لائحة الأبنية والمواقع التراثية الممنوع المس بها.

ومع حصوله على الترخيص، شهد المسرح سقوطه الثاني، والأخير، على الأرجح، لتحل محله لاحقا مراكز تجارية.

وارتفعت الأصوات في هيئات المجتمع المدني الطرابلسي رافضة إزالته، لأن غالبية سكان المدينة تحن لأيام "زهرة الفيحاء" الزاهية من حياتهم، وفي ذاكرتهم. لكن الترخيص أعطي، والحكومة والبلدية رفعت يدها عنه.

هكذا في الوقت الذي تتعامل فيه قلة مثقفة مع مسرح الانجا كأسطورة فنية، تعاطى فيه السياسيون من نواب ووزراء وسلطات بلدية مختصة بأنه مبنى قديم تستخدم مساحة عقاره للاستثمار العقاري رغم ضيق رقعتها.

أعطي الترخيص لمالكه بإعادة "بنائه وترميمه"، مما "فسره مالكه بإزالته وإقامة مبنى مكانه على ما تشير خرائطه" وفق تصريح لرئيس لجنة التراث في البلدية الدكتور خالد تدمري في تصريح ل”الجزيرة دوك”، مضيفا أن أقصى ما تمت المحافظة عليه هو “لزقة حجارة خارجية بلا معنى”.

ويقول المستشار الإعلامي لبلدية طرابلس عبد الله بارودي -في غياب رئيسها بداعي السفر- ل"الجزيرة دوك"  أن "الترخيص يشترط أن تعاد واجهته الخارجية كما كانت، لكن من حق مالكه أن يستثمر داخله كما يشاء.

وذكر بارودي أن "وزارة الثقافة أسقطت المبنى عن لائحة المباني التراثية بعد تعرضه للهدم" منذ أعوام قليلة حيث كان الهدم جزئيا، مما أتاح لرئيس البلدية الحالي منح ترخيص اشترطه تحت عنوان "إعادة الترميم والبناء"، بحسب بارودي.

وتقوم في المدينة حملة من جمعياتها وفاعلياتها وعدد من أعضاء المجلس البلدي متمسكة بقرار سابق بعدم مسه، ومنع تهديمه.

وأصدرت 17 هيئة مدنية، وعدد من أعضاء المجلس البلدي المعارضين للخطوة، نداء استغاثة للرؤساء الثلاثة (الجمهورية ومجلس النواب والحكومة)راجين التدخل الفوري لما أسموه "إيقاف هذه المصيبة الحضارية الجديدة التي يريدون أن تسقط على رؤوس أبناء المدينة، خاصة بعد أن قام رئيس بلدية طرابلس الحالي بتوقيع رخصة الهدم”.

واستغرب النداء خرق وزير الثقافة للقرار البلدي السابق الممانع لتهديم المسرح، وحذر من التمادي بالاستهتار بالمباني الأثرية بهذه الصورة لما يؤدي إلى فقدان المدينة لهويتها وذاكرتها قائلا: "إننا نتوقع أن تعامل مباني طرابلس الأثرية كما تعامل شقيقاتها و مثيلاتها في العاصمة ، و نأمل أن يتوقف مسلسل هدم مباني طرابلس الأثرية و التراثية المستمر من أكثر من نصف قرن" .  

ويقول تدمري "أنه ولجنة الثقافة دعوا إلى اجتماع طارئ لمجلس بلدية طرابلس لعرض الموضوع، واستملاك مبنيي مسرح الانجا واوتيل رويال من قبل وزارة الثقافة والبلدية، لكن المجلس وافق بأكثرية الاعضاء على عدم الاستملاك لعدم توافر الأموال، و اعطاء ترخيص للمالك للمباشرة بأعمال البناء”.

وأسف تدمري للاستهتار بمعالم المدينة، متمنيا أن ينجح مع المجتمع المدني بإلغاء الترخيص، والعودة لإدراج المبنى على لائحة التصنيف التراثية، مع العلم أن وزراء الثقافة السابقين رفضوا إزالته عن اللائحة حفاظا عليه.

أما راوية مجذوب -مديرة معهد الدراسات العليا المتخصصة بالآثار والترميم التابع للجامعة اللبنانية- فصرحت ل"الجزيرة دوك" أن "الخطوة تهدد تراث المدينة والبلاد، والمسرح عنوان حركة ثقافية وذاكرة غنية، وفقدانه مع أبنية أخرى وبالتدريج، توصلنا إلى مدينة خاوية، قد تحتفظ بمعالم كبيرة كالمساجد والقلعة، لكن فقدان النسيج الثقافي والعمراني الصغير المحيط بها يفرغ المعالم الكبيرة من معانيها”.

وقالت أنه "من المؤسف أن لا نعي أهمية هذا التراث المحلي إلا أنه من الأهمية العالمية بمكان، فهكذا مبان تعطي المعنى الحيوي والبعد الثقافي والانساني للمدينة ولمعالمها، فلا معنى أن يكون عندنا حمام قديم، مثلا، إذا كان محيطه الحيوي الآخر مدمرا”.

الجزيرة الوثائقية في

07/10/2010

 

سينما المانيا بقفصة:

هل هي دمقراطية السينما في تونس

كمال الرياحي. تونس 

تمثل أيام السينما العالمية ظاهرة صحية في المشهد الثقافي السينمائي التونسي. فقد بدأت التجربة بإطلاق مجموعة من الأسابيع الخاصة بالاحتفال بسينما بلد ما فأصبح من المتداول أن نتابع أيام السينما الإيرانية بتونس أو أسبوع السينما الأوروبية أو أيام السينما الصينية أو اليابانية, كما وقع الاحتفاء بالأحداث الكبرى في العالم كأسبوع السينما الألمانية التي تناولت انهيار جدار برلين وغيرها من التظاهرات التي نشّطت حركة التلقي السينمائي في تونس وإن كان الإقبال عليها مازال بعد لم يرتق إلى طموحات باعثي تلك التظاهرات.

الجديد هذه الأيام هو خروج مثل هذه التظاهرات إلى داخل الجمهورية فلم تعد تلك العادة حكرا على قاعات تونس العاصمة وضواحيها لتعيش مدينة قفصة بالجنوب الغربي التونسي أسبوعا مع السينما الألمانية ضمن تظاهرة " أسبوع الفيلم الألماني" والتي تحتضنه دار الثقافة ابن منظور. وتأتي هذه التظاهرة ضمن الاحتفالات بالسنة الوطنية للسينما والسمعي البصري والسنة الدولية للشباب. وترعى هذا الأسبوع كل من وزارة الثقافة واللجان المحلية بالتعاون مع معهد غوته الألماني وقد افتتح الأسبوع بعرض فيلم "حياة الآخرين" للمخرج لفلوريان هنكل وهو فيلم من بطولة أولريك ايمهي ومارتينا جاديك وسيباستيان كاتش وأولريك توكر يتناول موضوعا مثيرا اشتهرت به الدول الشيوعية سابقا والشمولية دائما وهو التجسس على المثقفين ويتطرق الفيلم إلى هذا الموضوع في برلين الشرقية سنة 1984

الفيلم كما تشير بعض المراجع من إنتاج 2006 حصل على جائزة الأوسكار 2007 لإفضل فيلم بلغة أجنبية، كما رُشح لجائزة الغولدن غلوب 2007  لأفضل فيلم بلغة أجنبية وحصل على عدة جوائز ألمانية. تدور أحداث الفيلم في الفترة ما قبل سقوط سور برلين في ألمانيا قبل التوحيد حيث كانت تعيش ألمانيا الشرقية الاشتراكية بكل صورها وتفرض على الناس العيش في هذا النظام ولو رغما عنهم. في ظل هذه الظروف بدا بعض المفكرين الناقدين للاشتراكية بالدفاع ضد أفكارهم سرا عن طريق المنشورات أو المسرحيات المتضمنة للمفاهيم المعادية للاشتراكية تلميحا. وكان بعضهم يسافر هاربا إلى ألمانيا الغربية فرارا من النظام وقسوته. في المقابل كانت حكومة ألمانيا الشرقية الاشتراكية تستجوب المفكرين وتخضعهم لعمليات تجسس كاملة في المنزل والعمل. تبدأ أحداث الفيلم بتحقيق قوي مع أحد أصدقاء من هربوا إلى ألمانيا الغربية يقوم بالتحقيق دكتور في الجامعة العسكرية والذي يدرس بدوره أساليب التجسس والاستخبارات. يتم تكليف هذا القائد بمراقبة مفكر يغلب الظن على اشتراكه في عمليات تحريض ضد الأفكار الاشتراكية ويبدأ هذا القائد بالتجسس عليه وكتابة تقارير عن الكاتب قد تودي به في السجن غير أنه يبدأ وبعد طول مراقبة وتجسس بالاقتناع بما يفعل الكاتب وبما يعتقد ويبدأ بإخفاء أخباره عن القيادة وتدليس التقارير المقدمة عنه حتى تصل القصة لذروتها عندما يقوم بإخفاء أداة الجريمة التي كان سيتم إلقاء القبض على المفكر بسببها وهي الآلة الكاتبة التي كان يكتب بها منشوراته. يتعرض هذا القائد بعد ما ضلل حكومته للفصل من العمل والتحول لعمل غير سري أو مسؤول وهو ساعي بريد. ويظل على هذا الحال أعواما حتى يقع سور برلين وتعلن الوحدة الألمانية. بينما يظل هو ساعيا للبريد. ويكتشف الكاتب بالصدفة أنه كان مراقبا ويذهل من عدم إلقاء القبض عليه برغم ما كان يفعل ضد الحكومة ثم يبدأ بالبحث في الملفات والتقارير التي وضعت في الأرشيف للعامة بعد الوحدة ويكتشف أن القائد المسؤول عن مراقبته هو من أخفى دليل إدانته وأنه من دافع عنه بتغيير محتوى التقارير المكتوبة عنه. يذهب الكاتب للبحث عن القائد فيجده يعمل ساعيا للبريد فيتردد عن كيفية شكره فلا يجد غير أن يؤلف كتابا به إهداء باسمه ويحكي فيه بطولته وهذا بعد أن توقف عن الكتابة منذ سقوط سور برلين.

أما الفيلم الثاني الذي عرض فهو فيلم أربع دقائق" تأليف وإخراج كريس كراوس، ومن إنتاج مايك كوردس (2006) فيلم في 112 دقيقة،  تمثيل: مونيكا بليبترو، حنا هيرسبرنج، سفن بيبيج، ريتشي موللر.

وقد سبق وعرض هذا الفيلم في تظاهرة " سينما السلام" في تونس يروي حكاية السيّدة كرويغر( مونيكا بلابتروي)- التي كانت تعطي دروسًا في تعليم البيانو لبعض المساجين ولحارس الأمن موتزي (سفين بيبغ). تتّجه أحداث الفيلم صوب وجهة جديدة مع دخول السجينة جيني فون ليبن (حانا هيرتسشبرونغ)، فتاة موهوبة في العزف لكنّها تعاني من العدوانيّة وتمتلك قدرات تدميريّة عنيفة جرّاء عمليات تنكيل عانت منها في سنّ المراهقة، حيث تم زجّها في السجن بتهمة قتل أحدهم. كرويغر التي تتحفّظ وتمتعض من وصول جيني، تكتشف سريعًا مواهبها وطاقاتها الكبيرة في العزف، حيث تقترح عليها تدريبها وتحضيرها لدخول مسابقة العزف على البيانو. كراوس الذي يُعتبر واحدًا من أفضل صنّاع الأفلام في ألمانيا (وهو فيلمه الثاني) ينجح في الدّمج والموازنة بين شخصيّتين مختلفتين بخلفيّتين شاذّتين: فتاة لها تاريخ عنيف وقاسٍ وامرأة تعيش داخل ذكريات تراجيديّة عاشتها فترة الحرب العالميّة الثانيّة مع امرأة كانت تحبّها (وهي امرأة سحاقيّة)، فينتهي بهما الحال إلى هارمونيا من نوع خاصّ وسط أجواء التحضير للعرض الموسيقيّ.

يحاول كراوس من خلال هذه العلاقة المركّبة الكشف عن قضايا وصراعات داخليّة على النطاق الواسع، قضايا معجونة بذاكرة الحرب. فالسيّدة كرويغر مثلاً تكشف من خلال بعض تصريحاتها عن العنصريّة التي تعاني منها ألمانيا، وعن خوفها الدائم (وهي ابنة الثمانين) من فقدان النظام الذي تعوّدت عليه في ظلّ الحياة العصريّة، وبهذا يكشف الفيلم أيضًا عن صراع الجيل القديم الذي يمثّل الماضي، وعن الصعوبات التي يواجهها في التأقلم مع الحياة الحديثة. يمكننا أن نقول إن كراوس ينجح كمخرج في التصوير الدمجيّ بين قضايا الحرب وجرائمها والعنصريّة والانتحار والتنكيل، بمعنى قدرته على التوفيق بين المستوى الفرديّ والمستوى الجماعيّ من خلال أحداث الفيلم. ويكاد الفيلم يخلو من العاطفة أو من تسليط الضوء على الجانب العاطفيّ للشخصيّات، كما يتمثّل في جملة جيني "أمن المفروض أن أبكي؟" عندما تحكي لها السيدة كرويغر حكايتها."

كما ستشهد التظاهرة عرض فيلم شيري بولسمس هانامي لدرويس دوري وفيلم ييلا لكريستيان بيتزو ومن أهم أفلام الأسبوع سيكون الجمهور على موعد مع فيلم"من الجهة الأخرى" لفتيح أكين والذي سبق وأن عرض في أيام قرطاج السينمائي في نسختها لسنة 2008 وفتيح أيكن مخرج ألماني من أصل تركي وهو فيلم اجتماعي درامي بروي قصة انحراف أم من أجل تحقيق حلمها المتمثل في مواصلة دراسة ابنتها في الجامعة التركية.

كما ستشهد قاعة ابن منظور عرض فيلم "وبعد السياج" لهانز كريستيان شميدت قبل أن يختتم الأسبوع السينمائي الألماني بعرض فيلم وقع هوذا لتوماس غروب وايريك سانتشيز لانس من انتاج سنة 2003 وهو فيلم يروي قصة 250 طفلا من العالم جمعهم حب الموسيقى والرقص.من خلال التحضير لعرض موسيقي راقص غيّر حيواتهم.

هذه مناسبة جيدة لدمقرطة السينما في تونس وكسر مركزية النشاط السينمائي داخل العاصمة والمدن الكبرى والساحلية تحديدا.في انتظار توسيع دائرة هذه النشاطات في الشمال الغربي وأقصى الجنوب وهي المناطق المحرومة من الثقافة السينمائية التي تعبر حاجة ماسة لتطوّر الشعوب ورقيها.

الجزيرة الوثائقية في

07/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)