حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"عائلة ميكي":

أسرار البيت المصري في عرض حصري

بقلم: د. وليد سيف

بعد ان أغرقت دور العرض لسنوات طويلة أفلام التهريج المبتذل و الضرب المبرح و أطنان اللحم العاري . تعود للظهور من جديد و علي إستحياء أفلام الأسرة التي كادت تندثر و التي عرفتها السينما المصرية عبر نماذج تعد من روائعها ومن بينها : "أم العروسة" و"عائلة زيزي" و"إمبراطورية ميم" و"الحفيد". تأتي هذه العودة من خلال فيلم " عائلة ميكي " للمخرج أكرم فريد و من تأليف الشاب عمر جمال . فالفيلم يستلهم تراثنا السينمائي في هذا النوع ويعيد معالجته بصياغة عصرية . و لكن هل تمكن العمل من أن يجسد مشاكل واقع الأسرة المصرية اليوم ؟ . وهل يمكن أن نضمه بضمير مستريح إلي قائمة سابقيه من الروائع في مجاله ؟ .

تدور الحكاية بإختصار حول عائلة تتقدم إلي إحدي المسابقات للحصول علي لقب ¢الأسرة المثالية¢ . ومن خلال الأحداث نتعرف علي أزمات ومشكلات أفرادها من مختلف الأجيال ..فالجدة العجوز رجاء حسين - تعاني من إهمال الجميع و إنشغالهم عنها . و الزوج أو الأب أحمد فؤاد سليم - "لواء جيش" تكمن مشكلته في صعوبة تواصله مع جيل الأبناء .. والإبن الأكبر ضابط شرطة حديث التعيين لا يحب مهنته . و الأصغر لا يحب دراسته و الأخت المراهقة تواجه مشكلة البحث عن صديق عبر برامج الشاتنج. . وهناك أيضا أخ صبي يسعي لإثبات رجولته بالقوة و العنف . وحتي الصغير جدا ميكي يعد أكبر مشاغب في مدرسته. و قبل كل هؤلاء تأتي الأم التي تحمل مشكلات الجميع فوق رأسها. و تجسدها لبلبة بمهارة و إبداع خالص كصورة للمرأة المصرية التي لم تتخفف من أي قدر من أعبائها داخل المنزل .علي الرغم من أنها صارت صاحبة مسئوليات كبيرة خارجه كمديرة للشئون القانونية بأحد المصالح الحكومية .

شياكة ظاهرية

تدور معظم الأحداث داخل البيت كمسرح أساسي .ولكن المخرج أكرم فريد بتمكنه الحرفي ينجح في أن يفرض طابعا من الحركة المتدفقة في هذا المكان بليونة و إيقاع مدروس و بصورة نابضة .. و لكن ببساطة و إنسيابية شديدة و بدون تعقيد و من خلال بناء بصري متوازن يحرص فيه علي أن يعطي كل شخصية من الأسرة مساحتها التي تتناسب مع دورها في الأحداث و أهميتها في إطار رؤيتة للعمل ككل وبتوفيق بالغ في إختيار و توجيه ممثليه الشبان خاصة عمرو عابد وشريهان وسيف الدين طارق والطفل محمد طلعت .. و في ديكور درامي تغلفه حالة من الشياكة و الجمال لكمال مجدي . أبرز من خلاله حرص الأسرة علي الشكل علي حساب إهمالها للمضمون .

علي الجانب الآخر يأتي المؤلف عمر جمال في تجربته الثالثة أكثر نضجا في مواجهة إختبار صعب وموضوع متشابك الأحداث . يطرح من خلاله بشكل محايد رؤيته لواقعنا اليوم متجسدا في عدة أجيال . ولكن إذا كانت صورة أكرم تنبض بالحركة دائما فإن دراما عمر تعاني من الفتور في بعض المواضع و خاصة في تلك المنطقة من الأحداث التي تختبيء فيها صديقة الأخ الكبير داخل الشقة التي يختبيء فيها أيضا صديق الأخت . ولا أعرف إذا كانت الإطالة في هذا الجزء ترجع إلي النص الأصلي الذي كتبه عمر جمال أم إنها من إضافات المخرج الإبداعية من تأثيرات سنوات عمله الطويلة في أفلام السبكي . و لكن من الواضح أن حركة الدراما تعاني من الإرتباك في مناطق كان بالإمكان أن تحقق تأثيرا لو لم يشوبها المفاجأة و القفزات .

مثالية مزيفة

علي أي حال فإن هذا الفيلم هو خطوة حقيقة لأكرم فريد للإنطلاق إلي عالم السينما الواسع و الخروج من جلباب السبكي الخانق . و إذا كان المؤلف تنقصه الخبرة الحرفية فإنه بالتأكيد يمتلك الرؤيا الذكية والنافذة و ينجح في أن يطرح وجهة نظره بين السطور . فعمر جمال هو أحد الساخرين الموهوبين الذي إستطاع في إطلالاته القليلة خارج البيت ان يطلعنا علي مساحة هائلة من مشكلاتنا وعلي حالة البلادة و الزيف و الرجعية المسيطرة و التي تجسدت في شخصية الجارة التي تروج للخرافات .. ومع الضابط القديم بسلوكه العنيف و قسوته التي يبدو أنها مطلوبة أحيانا في مواجهة حالة من الشراسة المستشرية .. و كذلك أيضا في مجتمع الاصدقاء من شباب وفتيات لا ينشغلوا إلا بالتفاهات .. وتصل قمة السخرية من فكرة البحث عن المثالية في المجتمع حين يخضع الأب و الأم لإغراء مسئولي مسابقة الأسرة المثالية و يدفعون لهم الرشوة المطلوبة من أجل الحصول علي اللقب تعيش مع الفيلم في أجواء حقيقية في محل البلاي ستيشن و المقاهي الحديثة و يتمكن المخرج من توظيف حوار عمر جمال النابض بالصدق و النابع من كاتب ينتمي لهذا الجيل و يستخدم مفرداته بسهولة و يعي طريقة تفكيره وطبيعة سلوكياته ودوافعه .. وعلي مستوي الملابس و الماكياج ربما يبدو " عائلة ميكي " من أكثر أفلامنا التي تهتم برسم الملامح الخارجية للشخصيات و بأن يعبر "اللوك" الخاص بكل منها عن ملامحها الداخلية بالتطابق أو التناقض مثل الضابط بشاربه وملابسه المميزة و الأخت بتسريحة شعرها و تقويم الأسنان وحتي الام بشكلها الصارم بالحجاب الذي لا يتفق مطلقا مع جوهر شخصيتها .
في هذا الفيلم يتحرر أكرم فريد كثيرا من قيود إستاتيكية الكاميرة و كلاسيكية التقطيع في أفلامنا المصرية . ولكنه لا يتحرر من تراثنا الميلودرامي في مناطق يبالغ في إغراقها بمساحات من الحزن الزائد و التي كان يمكن أن تكون أكثر إتساقا لو سبقها تمهيد درامي أو تدرج في الحدث .. و في مشاهد إعتمدت علي الموسيقي التصويرية لعمرو إسماعيل في تجسيد الحالة بينما لم يهتم مدير التصوير رؤوف عبد العزيز في أن يلونها بظلاله . ولكن هذا الإنتقاد لا يطيح بجهده الكبير في السيطرة علي حركة الضوء لتتناسب مع مرور الزمن في فيلم تدور أحداثه في يوم واحد . ولا في إنتقاله السلس من الداخل إلي الخارج دون أن يؤذي العين بإضاءة فجة أو يغرقها فجأة في ظلام دامس . وهي مسألة يلعب فيها المونتاج لمها رشدي بلا شك دورا كبيرا . ورغما عن أي تحفظات لي علي بعض تفاصيل الفيلم إلا انه تجدر الإشادة بلحظات من المتعة السينمائية و الصدق الفني التي تحققت في عدة مشاهد . وخاصة تلك اللحظة التي ترد فيها الأم علي سؤال المذيع : ¢ كام مرة إتمنيتي لو يرجع بيكي الزمن و ما تخلفيش ؟ ¢ ..فتجيبه :¢ بصراحة كتير ¢.. رددت هذه الجملة كثيرا وراء لبلبة في قاعة العرض رغم حبي الجنوني لأبنائي و لكن من منا لا ينتابه القلق المرضي علي فلذات أكباده أو الشعور بخطورة المسئولية نحوهم أو حتي السخط عليهم و الضيق من شقاوتهم .

شاشتي المصرية في

30/09/2010

 

بعينك

حكايات تحدث في المهرجانات 

بقلم: مني نشأت

·     هي نماذج موجودة في مجتمعنا فلماذا تمد يدك لتأخذ من المستنقعات وتقدم للمشاهد شخصية كل جوانبها معروضة علي شاشتها والغريب أن العرض يتم في نفس الوقت

·         رأي المشاهد معهن برامج جيدة أو رديئة

·         المهم أن الشيخ وجد منهن كل خير

هو برنامج إذاعي أحببناه وأيضاً اسم للعبة كنا نلعبها صغارا "لو كنت مكاني" والتعبير نفسه جملة غنائية لكثير من مطربينا استدلوا به علي الحب أو الهجر أو أي معني بعيد عن الذي عاشته أيام مهرجان الإسكندرية السينمائي.. ولو كنت فيه.. مكاني.

نبدأ بإستقبال رئيس المهرجان.. وكان بيننا كلام في مهرجان العام الماضي تشوبه سلبيات حدثت في مواعيد ندوات وأخطاء مطبوعات واختيارات أفلام.

وممدوح الليثي السيناريست القدير يكتب لنفسه سيناريو متفرداً لشخصيته. فهو يحبك ويكرهك في نفس اللحظة يحتفي بك وعيونه تلعنك ويفتح ذراعيه لضيف لا يصل أبداً لصدره. نمط بشري كل جوانبه معروضة علي شاشته. الغريب ان العرض يتم في نفس الوقت.

في أول يوم مهرجان وأثناء دخولي للقاعة وجدت أمامي مصطفي محرم مؤلف مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" ومن قبله "الحاج متولي".

وحصلت علي أول تكشيرة.. فمحرم يري أنه يغترف من نماذج موجودة بالفعل في مجتمعنا.. وقد أبديت رأيي في هذين المسلسلين بالتحديد فقلت انها وإن كانت موجودة ففي المستنقعات وانت تمد يدك لتأخذ منها وتعرض فلماذا لا تأخذ من الحديقة والشارع والبيوت والناس الطيبة والنماذج المحترمة. وقد صارحته بهذا الرأي في لقاء جمعنا قبل دخولنا لتسجيل أحد البرامج وتركت تكشيرة مصطفي محرم لأدخل لقاعة المهرجان وعلي يميني سميرة أحمد. نجمتي التي أحببتها ورأيتها وفريد الأطرش يغني لها "طلعت يا فجر بدري مش كنت تستني فجري" فخلتها بدر التمام برقتها وطلتها.. وواصلت مشوارها لتصل إلي "ماما في القسم".

وهو من وجهة نظري لو عرض علي طبيب نفساني لقام بتعديل الأنماط البشرية فيه. فكيف لأم قاسية تركت قسوتها علامات علي ابنها وابنتها أن تتحول في لحظة إلي الأم الحنون. وشخصية ياسر جلال الوصولي المتسلط الذي يطرد أمه من شقتها ويلقي بنفسه تحت قدميها لمجرد أن تلتقط له صورة تصل به لكرسي الوزارة. وحين يتم اختياره كوزير تقول له أمه تنازل عن الوزارة فيتحول من ذئب مراوغ إلي صوت طفل وديع يقول حاضر. ولم نر في الحياة من ترك كرسي الوزارة لا بسبب أمه ولا أهله كلهم.. فما بالك بذلك النمط من الشخصيات.

وكان عتاب سميرة كوداعتها ـ والوداعة توجع أكثر من الشراسة. ولم أفق من نجمتي حتي اصطدمت بمحمود ياسين وقد سجلت من قبل علي صفحاتي انه أكبر من الدور الذي أداه. وكان عليه تدقيق الاختيار لأنه مازال في ذاكرتنا بطل "الدوامة" علي الشاشة الصغيرة وكان لصلاح السعدني حضور قوي في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.. وتمنيت الاستمتاع بصوت المطرب الذي أجلسه قاعة الفندق ليغني بأحلي صوت.. لكني كنت سبقت بمقالة حول أبناء الفنانين الذين تعلموا فينا التمثيل واحدة واحدة.. وأولهم أحمد السعدني.

ومر اليوم ليأتي الثاني ببعض من مذيعات الشيخ.. اللاتي التقطهن أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون من علي صفحات المجلات والصحف إلي الشاشة.. جاملهن.. فأجدن مجاملته. رأي المشاهد معهن برامج جيدة أو رديئة الأهم ان الشيخ وجد منهن كل خير. وبالطبع حظي المهرجان برؤساء مهرجانات.. وصفتهم من قبل بمهرجانات التربح والاسترزاق.

وجاء موعد الندوة التي انتظرتها والتي تقام تحت عنوان "قضايا المرأة في السينما العربية". وفوجئت بتأجيلها لان ليلي علوي اعتذرت عن عدم ادارتها. فكانت المفاجأة الأكبر أن ترأس ندوة قضايا المرأة فنانة في وجود أبرز الأقلام النسائية داخل قاعات المهرجان. وليلي بالطبع فنانة قديرة لكنها هي نفسها كانت ستشد المقعد لكاتبة كبيرة السن والخبرة أفنت حياتها بين حروف القضية.

وأخذني الحماس فأكملت التضرر من وجود الفنانين كضيوف للبرامج الرياضية وقيامهم بدور المذيع والمعلق وضرورة تحليهم بموقعهم الطبيعي علي الشاشة.

ولم تمر إلا دقائق ووجدت دعوة من إدارة المهرجان لادارة ندوة قضايا المرأة علي الشاشة. ورغم حبي الشديد للموضوع ورغبتي الجارفة في القيام بالمهمة.. إلا أنني بعد كل هذه التداخلات فضلت الاكتفاء بهذا العدد من المشاكسات غير المقصودة.. وحملت حقيبتي عائدة واعتذرت. وماذا تفعل لو كنت مكاني.

كفاية.. حرام

الخبران بثهما التليفزيون منفصلين لكن بينهما علاقة الأول لأطفال الحجارة وشبابها يحملون أي شيء من الأرض ويقذفونه في وجه الجنود الإسرائيليين. والخبر الثاني المصور لجمهور نادي الزمالك حين هاجم بوابة النادي الأهلي وثار ثورة التحطيم. ونبهنا كثيرا لان الظلم مع الضغط نهايته انفجار أو كما غنتها أم كلثوم "لابد للمكبوت من فيضان". وإن كانت مشكلة الفلسطينيين عرفناها.. فسنعرض ما يحدث للزمالك هذه المرة ولن نمد لما قبلها.. الجمهور داخل يشجع فريقه. والحرس علي باب الأهلي يخبرونه ان الأماكن كلها امتلأت وفي اللحظة نفسها شاشات التليفزيون تعرض صور مدرجات الأهلي كاملة العدد بجمهورها. وعلي الجانب المقابل كراسي الزمالك خاوية علي عروشها ـ بالطبع ناد يلعب بدون جمهور محكوم عليه بالخسارة. وحين ترتكب حماقة ويسجل خداع وتحدث المناورة علي إنسان. سيفقد يوماً أعصابه ويصبح العنف هو الحل المتاح أمام مؤامرات تحاك.

وإذا كان من عقاب لما حدث من جمهور الزمالك فهو لحراس النادي الأهلي الذين منعوهم من الدخول وكذبوا وأساءوا. ولو كانت هناك إدانة للالتراس فاسألوا الأهلي نادي الأخلاق الفاضلة من الذي أدخل هذه الكلمة قاموس الكرة في مصر.

شاشتي المصرية في

30/09/2010

 

أسباب تأخر عرض الأفلام المصرية في الأسواق الخليجية 

لعشرات عديدة من المرات يواجه كل العاملين في حقل العروض السينمائية في قطر وكل البلدان الخليجية بسؤال واحد ملح ومحدد هو لماذا يتأخر عرض كل الأفلام المصرية لشهور عن موعد عرضها في القاهرة؟ وبالنسبة لأهل المهنة والمتخصصين تتسبب هذه الظاهرة في عدد غير قليل من النتائج السلبية على معظم الأطراف..

المنتج والموزع والعارض ونجوم وصناع الأفلام.. فصناعة السينما المصرية التي لا تكف عن الشكوى من ضعف الايرادات منسوبة لزيادة التكاليف وأجور النجوم تفتقد للأسف لأي منهج علمي لدراسة أسباب هذا الضعف والفرص المتاحة لزيادته والأرقام الدقيقة لإيرادات الأسواق الخارجية وعلاقتها بأسلوب التوزيع وآلياته ومقارنة هذه الآليات بآليات التوزيع المعتمدة لصناعة السينما العالمية وتوزيعها ولتبسيط الأمر للقارىء فلابد أنه لاحظ أن الأفلام الأمريكية على سبيل المثال تعرض في الدوحة وغيرها من العواصم الخليجية يوم عرضها في الأسواق الأمريكية والأوروبية تقريباً والسبب في ذلك ببساطة أن شبكة توزيع هذه الأفلام تعتمد الأسلوب المتفق عليه وهو أن تحصل الشركة الموزعة على حصة الفيلم من التذاكر المباعة والتي تدور حول ٥٠٪ وتحصل الجهة العارضة على ٥٠٪ وفي هذه الحالة فإن من مصلحة الشركة الموزعة للفيلم أن يعرض في أثناء الحملة الإعلانية والإعلامية المرافقة للفيلم لتحقيق أكبر قدر ممكن من الايرادات وتوفير العدد الكافي من النسخ اللازمة لجميع الأسواق أما السينما المصرية وشبكة توزيعها المتخلفة والمحكومة بمفاهيم قديمة بالية فتصر على التوزيع بأسلوب البيع القطعي أي أن يشتري موزع معين حقوق العرض في منطقة محددة بمبلغ قطعي تدور المساومات حوله لفترات قد تمتد لشهور وحتى في حالة الاتفاق مبكراً على السعر القطعي فإن الموزع المصري الذي ضمن هذا المبلغ لا يهمه أن يحقق الفيلم أكبر قدر ممكن من الايرادات وهو بالتالي لا يهتم بتوفير العدد الكافي من النسخ ولا بتوقيتات عرض الفيلم في المواسم المهمة مثل موسم الاجازات الصيفية- مواسم الأعياد بل يقوم بطبع عدد محدود من النسخ للسوق المحلية ثم يقوم بتسليمها لموزع المنطقة بعد انتهاء عروضها في السوق المصرية والنتيجة الطبيعية هي تأخر عرض الأفلام لشهور وتسربها إلى مواقع الانترنت والأقراص المقرصنة وتفويت المواسم الساخنة والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى آخرها على سبيل المثال كل أفلام موسم الإجازات الصيفية وعيد الفطر التي لم يعرض منها في قطر إلا فيلم وحيد هو «الثلاثة يشتغلونها» في حين صناعة فرصة العرض في هذين الموسمين على أفلام أكثر نجاحاً وأهمية مثل «عسل أسود» و«نور عيني» و«لا تراجع ولا استسلام» و«اللمبي ٨ جيجا» و«الديلر» و«الرجل الغامض بسلامته» وغيرها من الأفلام التي قد لا تصل إلى المنطقة قبل شهور طويلة إلى درجة أن بعضها يصل بعد عرضه على القنوات التلفزيونية المشفرة والنتيجة الطبيعية والمنطقية لذلك هي ضعف إيرادات هذه الأفلام وبالتالي الأسعار المتدنية التي يمكن أن يشتري بها موزع المنطقة هذه الأفلام وما يليها «من إنتاج السينما المصرية في حين أن التجارب النادرة التي تم فيها عرض أفلام مصرية ناجحة جماهيرياً في الوقت المناسب والصحيح أثبتت بالأرقام وبما لا يدع مجالاً لأي شك أنها سلعة مرغوبة جداً وتتفوق فيما تحققه من ايرادات من منطقة الخليج إلى ما يزيد على ٣٠٪ من اجمالي ايراداته في مصر إذا ما عرض في المواسم والتوقيتات الصحيحة في حين أن ما يحصل عليه المنتجون من عملية البيع القطعي لا يصل في الغالب إلى أكثر من ١٠٪ من إيرادات أفلامهم في السوق المصرية..

وهكذا تتسبب هذه الآليات والمفاهيم المتخلفة في خسارة تصل نسبتها إلى ٢٠٪ مما كان يمكن لها أن تحققه وهو ما يساوي عشرات الملايين من الجنيهات سنوياً هذا بالاضافة إلى انفضاض الجمهور خصوصاً من الأجيال الجديدة من حول الفيلم المصري بسبب تأخره وتسربه عن طريق القرصنة والمواقع الالكترونية.

الراية القطرية في

30/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)